لمسات
بيانية في سورة الليل
قوله : ( والليل إذا يغشى ` والنهار إذا تجلى ` وما خلق الذكر والأنثى ` إن سعيكم لشتى ` )
ما الحكم البياني في
استخدام بالفعل المضارع (يغشى) مع الليل والفعل الماضي (تجلى) مع النهار؟
سورة الليل تبدأ بقوله
تعالى (والليل إذا يغشى) هو سبحانه أقسم بالليل وقت غشيانه ونلاحظ أن المفعول لفعل
يغشى محذوف فلم يقل سبحانه ماذا يغشى الليل، هل يغشى النهار أو الشمس لأنه سبحانه
أراد أن يطلق المعنى ويجعله يحتوي كل المعاني المحتملة.(والنهار إذا تجلى) أي كشف
وظهر.
واستعمال صيغة المضارع
مع فعل يغشى هو لأن الليل يغشى شيئاً فشيئاً بالتدريج وهو ليس كالنهار الذي يتجلى
دفعة واحدة بمجرد طلوع الشمس. أي أن عملية الغشيان تمتد ولذا احتاج الفعل لصيغة
المضارع، أما النهار فيتجلى دفعة واحدة لذا وجب استخدام صيغة الماضي مع الفعل
تجلى. والآيات هنا مشابهة لآيات سورة الشمس في قوله تعالى: (والنهار إذا جلاها،
والليل إذا يغشاها) فصيغة الأفعال متعلقة بالتجلي والغشيان.
- قوله ( وما خلق الذكر والأنثى )
ما حكم (ما) في هذه
الآية؟
هناك احتمالان لمعنى
(ما): الأول أن (ما) اسم موصول بمعنى الذي. ويعتقد الكثيرون أن (ما) تستخدم لغير
العاقل فيقولون (ما) لغير العاقل و(من) للعاقل ولكن الحقيقة أن ما تستعمل لذات غير
العاقل كما في قوله: (يأكل مما تأكلون منه ويشر مما تشربون) ولصفات العقلاء كما في
قوله: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) (ونفس وما سواها) ويؤتى بها في التفخيم
والتعظيم في صفات العقلاء، ولذلك قال تعالى (وما خلق الذكر والأنثى) ويعني به ذاته
العلية.
ويحتمل أن تكون مصدرية
بمعنى (وخلق الذكر والأنثى) أي أنه سبحانه يقسم بخلق الذكر والأنثى وليس بالخالق ،
وعليه فإن (ما) تحتمل أمرين إما أن الله عز وجل يقسم بذاته أو أنه يقسم بفعله الذي
هو خلق الذكر والأنثى. فلو أراد تعالى أن ينص على أحد المعنيين لجاء بذلك ولقال
سبحانه (والذي خلق الذكر والأنثى) وتأتي ما بمعنى اسم موصول كما سبق أو قال سبحانه
(وخلق الذكر والأنثى) لتعطي معنى القسم بالفعل الذي هو خلق الذكر والأنثى، ولكن
الصورة التي جاءت عليها الآية تفيد التوسع في المعنى فهي تفيد المعنيين السابقين
معاً وكلاهما صحيح.
فيبقى مجال الترجيح في
المجيء هنا بـ (ما) والاحتمال هو مقصود لإرادة أن يحتمل التعبير المعنيين الخلق
والخالق، كلاهما مما يصح أن يقسم به خلقه والخالق وربنا سبحانه يقسم بخلقه ويقسم
بذاته. و لو أردنا أن نرجح لقلنا أن القسم هنا القسم بالخالق والله أعلم . (وما
خلق الذكر والأنثى) لم يقسم بالمخلوق وإنما اقسم بالمصدر (أي خالق الذكر والأنثى)
أما الليل والنهار فهما مخلوقان فإذا أردنا المخلوق نؤل المصدر بالمفعول أحياناً
فيصبح تأويل بعد تأويل أحياناً يطلق على المصدر ويطلق على الذات مثال: (هذا خلق
الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) أحياناً يراد بالمصدر الذات. والخلق ليس مثل
الليل والنهار.
مثال: زرعت زرعاً
في اللغة العربية زرعاً هي المصدر وأحياناً يضع العرب المصدر موضع الذات كقوله
(نخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم) فالزرع هنا أصبح الذات وليس المصدر.
سؤال: يقول
السيد مصطفى ناصف في السياق اللغوي أن السياق هو الحقيقة الأولى والكلمة خارج
السياق لا تفي بشيء وفائدة السياق اللغوي انه يحول معنى الكلمة من التعدد
والاحتمال إلى التحديد والتعيين. فلماذا لم يحدد ربنا في هذه الآية معنى (ما) ولم
يترك المعنى هكذا بدون تحديد؟
جواب: هناك
مبدأ عام في اللغة العربية: الجمل في اللغة على نوعين:
ومثال ذلك أيضاً لا
النافية للجنس فهي قطعية كقولنا: لا رجل حاضر، فإذا قلنا: لا رجلاً حاضراً تحتمل
الجملة إما نفي الجنس (الرجال) أو نفي الوحدة (ولا حتى رجل واحد حاضر)
وفي تحديدنا لهذه
المعاني للجمل يجب مراعاة ما يريد المتكلم البليغ هل يريد الاحتمال أو القطع.فالذي
يريد الاحتمال له غرض من إرادة الاحتمال والذي يريد القطع له غرض من إرادة القطع
وهنا تتفاوت البلاغة فالمتكلم البليغ يختار الجملة التي تؤدي المعنى الذي يريده.
فالسياق لا يمكن أن يؤدي إلى بيان المقصود لأن المقصود قد يكون هو الاحتمال بحد
ذاته في القرآن يحذف حرف الجر وقد يكون هناك أربع احتمالات ومع هذا حذف الحرف لأن
هذا ما أراده الله تعالى .
قوله ( وما خلق الذكر
والأنثى ` )
ما المراد بالذكر
والأنثى هنا؟
قسم من المفسرين قالوا
إن الذكر هنا هو الجنس البشري وقسم آخر قال انه كل ذكر أو أنثى من المخلوقات
جميعاً بلا تحديد وهذا الذي يبدو على الأرجح لأن سياق الآيات كلها في هذه السورة
في العموم والله اعلم.
قوله : ( إن سعيكم
لشتى ` )
ما علاقة القسم
(والليل إذا يغشى...) بهذا الجواب؟
منذ بداية السورة أقسم
الله تعالى بأشياء متضادة: يغشى ، يتجلى، الذكر، الأنثى، الليل، النهار فجواب
القسم شتى يعني متباين لأن سعينا متباين ومتضاد فمنا من يعمل للجنة ومنا من يعمل
للنار فكما أن الأشياء متضادة فان أعمالنا مختلفة ومتباينة ومن هذا نلاحظ أنه
سبحانه أقسم بهذه الأشياء على اختلاف السعي (إن سعيكم لشتى) واختلاف الأوقات
(الليل والنهار) واختلاف الساعين (الذكر والأنثى) واختلاف الحالة (يغشى وتجلى)
واختلاف مصير الساعين (فأما من أعطى ... وإما من بخل واستغنى)
قوله : ( والليل إذا
يغشى
` والنهار إذا تجلى ` وما خلق الذكر والأنثى ` )
لماذا هذا الترتيب؟ نلاحظ أن
الله تعالى بدأ بالليل قبل النهار لأن الليل هو اسبق من النهار وجوداً وخلقاً لأن
النهار جاء بعد خلق الأجرام وقبلها كانت الدنيا ظلام دامس والليل والنهار معاً
اسبق من خلق الذكر والأنثى وخلق الذكر اسبق من خلق الأنثى (خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها) فجاء ترتيب الآيات بنفس ترتيب الخلق: الليل أولاً ثم النهار ثم
الذكر ثم الأنثى وعلى نفس التسلسل.
ما الحكم في عدم
استخدام كلمة الزوجين في الآية ( وما خلق الزوجين الذكر والأنثى )؟
كما يأتي في معظم
الآيات التي فيها الذكر والأنثى كقوله تعالى: (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) (سورة
القيامة) وقوله: (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى)(سورة النجم) وإنما قال: (وما
خلق الذكر والأنثى) بحذف الزوجين؟
إذا استعرضنا الآيات
في سورة القيامة نرى أن الله سبحانه وتعالى فسر تطور الجنين من بداية (ألم يك نطفة
) إلى قوله ( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) فالآيات جاءت إذن مفصلة وكذلك في
سورة النجم (وأنه هو اضحك وأبكى - إلى قوله - انه خلق الزوجين الذكر والأنثى). لقد
فصل سبحانه مراحل تطور الجنين في سورة القيامة وفصل القدرة الإلهية في سورة النجم
أما في سورة الليل فإن الله تعالى أقسم بلا تفصيل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى
قوله تعالى (إن سعيكم لشتى) يقتضي عدم التفصيل وعدم ذكر الزوجين. لماذا؟ لأن كلمة
الزوج في القرآن تعني المثيل كقوله تعالى (وآخر من شكله أزواج) وكلمة شتى تعني
مفترق لذا لا يتناسب التماثل مع الافتراق فالزوج هو المثيل والنظير وفي الآية (إن
سعيكم لشتى) تفيد التباعد فلا يصح ذكر الزوجين معها. الزوج قريب من زوجته مؤتلف
معها (لتسكنوا إليها) وكلمة شتى في الآية هنا في سورة الليل تفيد الافتراق. فخلاصة
القول إذن إن كلمة الزوجين لا تتناسب مع الآية (وما خلق الذكر والأنثى)من الناحية
اللغوية ومن ناحية الزوج والزوجة لذا كان من الأنسب عدم ذكر كلمة الزوجين في
الآية.
هل يستوجب القسم في
السورة هذا الجواب (إن سعيكم لشتى)؟
المقصود في السورة ليس
القسم على أمر ظاهر أو مشاهد مما يعلمه الناس ولكن القسم هو على أمر غير مشاهد
ومتنازع فيه والله تعالى أوضح القسم (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره
لليسرى) هذا الأمر متنازع فيه وأكثر الخلق ينكرونه (وما أكثر الناس ولو حرصت
بمؤمنين) عموم الخلق لا يعلمون (فأما من أعطى...) ويتنازعون فيه. والسعي هنا لا
يدل على السعي في أمور الدنيا من التجارة والزراعة والصناعة وغيرها وأن السعي
للآخرة. وكذلك قال تعالى (سعيكم) وكأنه يخاطب المكلفين فقط وليس عامة الناس ولذا
أكد باللام أيضاً في (لشتى) ولم يقل إن السعي لشتى.
- قوله : ( فأما من
أعطى واتقى `
وصدق بالحسنى ` فسنيسره لليسرى ` )
لماذا لم يذكر
المفعولين لفعل أعطى؟
إذا تدارسنا سورتي
الليل والشمس لوجدنا أن القسم في سورة الليل وجواب القسم مطلق ( والليل إذا
يغشى ` والنهار إذا تجلى ` وما خلق الذكر والأنثى `) كلها مطلقة فلم يقل ماذا يغشى الليل ولم يحدد الذكر والأنثى من
البشر وكذلك جواب القسم في سورة الليل (إن سعيكم لشتى) مطلق أيضاً وكذلك (فأما من
أعطى واتقى وصدق بالحسنى) أطلق العطاء والاتقاء والحسنى.
أما في سورة الشمس (
والشمس وضحاها `
والقمر إذا تلاها ` والنهار إذا جلاها ` والليل إذا يغشاها ` والسماء وما بناها ` والأرض وما طحاها ` ونفس وما سواها ` فألهمها فجورها وتقواها ` قد افلح من زكاها ` وقد خاب من دساها ` كذبت ثمود بطغواها `..) في هذه الآيات تحديد واضح فقد قال تعالى يغشاها وجلاها وكذلك
حدد في (ونفس وما سواها) خصص بنفوس المكلفين من بني البشر وكذلك في (كذبت ثمود
بطغواها) محددة ومخصصة لقوم ثمود.
فكأنما سورة الليل
مبنية كلها على العموم والإطلاق في كل آياتها. وقد أقسم الله تعالى بثلاثة أشياء
(الليل والنهار وخلق الذكر والأنثى) وذكر ثلاث صفات في المعطي (أما من أعطى واتقى
وصدق بالحسنى) وثلاث صفات فيمن بخل (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى)
في الآية (فأما من
أعطى واتقى وصدق بالحسنى) لم يذكر المفعولين المعطى والعطية والمراد بهذا إطلاق
العطاء فلم يذكر المعطى أو العطية لأنه أراد المعطي والمقصود إطلاق العطاء سواء
يعطي العطاء من ماله أو نفسه فقد يعطي الطاعة والمال ونفسه كما نقول يعطي ويمنع لا
نخصصه بنوع من العطاء ولا بصنف من العطاء. وقد يرد في القرآن الكريم مواضع فيها
ذكر مفعول واحد المراد تحديده وحذف مفعول يراد إطلاقه كقوله تعالى (ولسوف يعطيك
ربك فترضى) و (إنا أعطيناك الكوثر) أما في سورة الليل فحذف المفعولين دليل على
العموم والإطلاق.
فعل أعطى هو فعل متعدي
ولازم فهل نقول على هذا الفعل أن السلوك الخاص به في الجملة سلوك لازم أي فعل
متعدي أم حذف مفعول؟ قسم يقول أنه هذا حذف وقسم يقول عدم ذكر. حذف عندما يقتضي
التعبير الذكر، مثل جملة الصفة لا بد أن يكون فيها ضمير يعود على الموصوف (يخافون
يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) ويمكن أن نحذف كما في قوله تعالى:
(واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا) هذا حذف. العائد للذكر فإذا حذف نقول محذوف
كقوله: (ذرني ومن خلقت وحيدا) حذف الهاء في (خلقته). فيما عدى الذكر تنزيل المتعدي
منزلة اللازم: لا يحتاج إلى مفعول (إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون) أو لقوم يفقهون،
يسمعون، لا يحتاج هنا إلى مفعول ولا يريد أن يقيد العلم بشيء. وفي قوله: (لم تعبد
ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك من الله شيئاً) أراد أصل المسألة فلم يرد أن
يقيد السمع أو البصر بشيء معين أما في (ولا يغني عنك من الله شيئاً) فيها ذكر
وإطلاق، وهل المعنى لا يغني عنك إغناءً أو شيئاً من الأشياء؟ كل واحدة لها معنى
وليست الأولى كالثانية.
كذلك الفعل (اتقى).
معنى اتقى هو احترز وحذر. والفعل اتقى هنا يراد به الإطلاق أيضاً ولم يقيده سبحانه
بشيء فقد يقول (اتقوا النار أو اتقوا يوماً) ولكن هنا جاء الفعل مطلقاً. فأما من
أعطى واتقى تدل على أنه اتقى البخل.
الحسنى: اسم تفضيل وهو
بمعنى تأنيث الأحسن كما نقول (العليا – الأعلى، الدنيا – الأدنى) والحسنى هو وصف
مطلق لم يذكر له موصوف معين. وصدق بالحسنى معناها أنه صدق بكل ما ينبغي التصديق به
قسم يقول إنها الجنة وقسم يقول الحياة الحسنى وآخر الكلمة الحسنى (لا إله إلا
الله) أو العاقبة الحسنى في الآخرة وقسم يقول إنها العقيدة الحسنى ولكنها في
الحقيقية تشمل كل هذه المعاني عامة، فكما حذف مفعولي أعطى واتقى للإطلاق أطلق
الحسنى بكل معانيها بحذف المفعول وحذف الموصوف. ولو أراد سبحانه أن يعين الموصوف
لذكره وحدد الفعل كما في قوله (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ولكنه أطلق
لتتناسب مع باقي الآيات في السورة، فإذا أراد أن يطلق حذف.
لماذا الترتيب على
النحو التالي: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره للحسنى)؟
هناك أكثر من سبب لذلك
فقد قال قسم من المفسرين أن التقديم في سبب النزول لأن هذه الآيات نزلت في شخص فعل
هذه الأفعال بهذا التسلسل وقالت جماعة أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وأخرى قالت إنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وترتيب العطاء ثم
الاتقاء لأنه سبحانه بدأ بالأخص ثم ما هو أعم ثم ما هو أعم. كل معط في سبيل الله
متقي ولكن ليس كل متق معطي فالمعطي إذن أخص من المتقي. وكل متق مصدق بالحسنى لكن
ليس كل مصدق بالحسنى متق لذا فالمتقي أخص من المصدق بالحسنى وعلى هذا كان الترقي
من الأخص إلى الأعم.
إن سعيكم لشتى والسعي
هو العمل وأقرب شيء للسعي هو العطاء. أما الإتقاء ففيه جانب سعي وجانب ترك كترك
المحرمات وعلى هذا نلاحظ أن الآيات رتبت بحيث قربها من السعي أي بتسلسل العطاء ثم
الاتقاء ثم التصديق وهو الأقل والأبعد عن السعي.
بيانية في سورة الليل
قوله : ( والليل إذا يغشى ` والنهار إذا تجلى ` وما خلق الذكر والأنثى ` إن سعيكم لشتى ` )
ما الحكم البياني في
استخدام بالفعل المضارع (يغشى) مع الليل والفعل الماضي (تجلى) مع النهار؟
سورة الليل تبدأ بقوله
تعالى (والليل إذا يغشى) هو سبحانه أقسم بالليل وقت غشيانه ونلاحظ أن المفعول لفعل
يغشى محذوف فلم يقل سبحانه ماذا يغشى الليل، هل يغشى النهار أو الشمس لأنه سبحانه
أراد أن يطلق المعنى ويجعله يحتوي كل المعاني المحتملة.(والنهار إذا تجلى) أي كشف
وظهر.
واستعمال صيغة المضارع
مع فعل يغشى هو لأن الليل يغشى شيئاً فشيئاً بالتدريج وهو ليس كالنهار الذي يتجلى
دفعة واحدة بمجرد طلوع الشمس. أي أن عملية الغشيان تمتد ولذا احتاج الفعل لصيغة
المضارع، أما النهار فيتجلى دفعة واحدة لذا وجب استخدام صيغة الماضي مع الفعل
تجلى. والآيات هنا مشابهة لآيات سورة الشمس في قوله تعالى: (والنهار إذا جلاها،
والليل إذا يغشاها) فصيغة الأفعال متعلقة بالتجلي والغشيان.
- قوله ( وما خلق الذكر والأنثى )
ما حكم (ما) في هذه
الآية؟
هناك احتمالان لمعنى
(ما): الأول أن (ما) اسم موصول بمعنى الذي. ويعتقد الكثيرون أن (ما) تستخدم لغير
العاقل فيقولون (ما) لغير العاقل و(من) للعاقل ولكن الحقيقة أن ما تستعمل لذات غير
العاقل كما في قوله: (يأكل مما تأكلون منه ويشر مما تشربون) ولصفات العقلاء كما في
قوله: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) (ونفس وما سواها) ويؤتى بها في التفخيم
والتعظيم في صفات العقلاء، ولذلك قال تعالى (وما خلق الذكر والأنثى) ويعني به ذاته
العلية.
ويحتمل أن تكون مصدرية
بمعنى (وخلق الذكر والأنثى) أي أنه سبحانه يقسم بخلق الذكر والأنثى وليس بالخالق ،
وعليه فإن (ما) تحتمل أمرين إما أن الله عز وجل يقسم بذاته أو أنه يقسم بفعله الذي
هو خلق الذكر والأنثى. فلو أراد تعالى أن ينص على أحد المعنيين لجاء بذلك ولقال
سبحانه (والذي خلق الذكر والأنثى) وتأتي ما بمعنى اسم موصول كما سبق أو قال سبحانه
(وخلق الذكر والأنثى) لتعطي معنى القسم بالفعل الذي هو خلق الذكر والأنثى، ولكن
الصورة التي جاءت عليها الآية تفيد التوسع في المعنى فهي تفيد المعنيين السابقين
معاً وكلاهما صحيح.
فيبقى مجال الترجيح في
المجيء هنا بـ (ما) والاحتمال هو مقصود لإرادة أن يحتمل التعبير المعنيين الخلق
والخالق، كلاهما مما يصح أن يقسم به خلقه والخالق وربنا سبحانه يقسم بخلقه ويقسم
بذاته. و لو أردنا أن نرجح لقلنا أن القسم هنا القسم بالخالق والله أعلم . (وما
خلق الذكر والأنثى) لم يقسم بالمخلوق وإنما اقسم بالمصدر (أي خالق الذكر والأنثى)
أما الليل والنهار فهما مخلوقان فإذا أردنا المخلوق نؤل المصدر بالمفعول أحياناً
فيصبح تأويل بعد تأويل أحياناً يطلق على المصدر ويطلق على الذات مثال: (هذا خلق
الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) أحياناً يراد بالمصدر الذات. والخلق ليس مثل
الليل والنهار.
مثال: زرعت زرعاً
في اللغة العربية زرعاً هي المصدر وأحياناً يضع العرب المصدر موضع الذات كقوله
(نخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم) فالزرع هنا أصبح الذات وليس المصدر.
سؤال: يقول
السيد مصطفى ناصف في السياق اللغوي أن السياق هو الحقيقة الأولى والكلمة خارج
السياق لا تفي بشيء وفائدة السياق اللغوي انه يحول معنى الكلمة من التعدد
والاحتمال إلى التحديد والتعيين. فلماذا لم يحدد ربنا في هذه الآية معنى (ما) ولم
يترك المعنى هكذا بدون تحديد؟
جواب: هناك
مبدأ عام في اللغة العربية: الجمل في اللغة على نوعين:
| ذات دلالة محددة معينة قطعية (أحل الله البيع وحرم الربا) |
| ذات دلالة احتمالية (اشتريت قدح ماء) هنا تدل الجملة على احد أمرين: إما أن أكون اشتريت القدح وإما أن أكون اشتريت ماء بقدر قدح. فإذا قلنا (اشتريت قدحاً ماءً) دلت الجملة على معنى واحد قطعي أني اشتريت الماء قطعاً ولا يحتمل أن تكون اشتريت القدح بتاتاً |
ومثال ذلك أيضاً لا
النافية للجنس فهي قطعية كقولنا: لا رجل حاضر، فإذا قلنا: لا رجلاً حاضراً تحتمل
الجملة إما نفي الجنس (الرجال) أو نفي الوحدة (ولا حتى رجل واحد حاضر)
وفي تحديدنا لهذه
المعاني للجمل يجب مراعاة ما يريد المتكلم البليغ هل يريد الاحتمال أو القطع.فالذي
يريد الاحتمال له غرض من إرادة الاحتمال والذي يريد القطع له غرض من إرادة القطع
وهنا تتفاوت البلاغة فالمتكلم البليغ يختار الجملة التي تؤدي المعنى الذي يريده.
فالسياق لا يمكن أن يؤدي إلى بيان المقصود لأن المقصود قد يكون هو الاحتمال بحد
ذاته في القرآن يحذف حرف الجر وقد يكون هناك أربع احتمالات ومع هذا حذف الحرف لأن
هذا ما أراده الله تعالى .
قوله ( وما خلق الذكر
والأنثى ` )
ما المراد بالذكر
والأنثى هنا؟
قسم من المفسرين قالوا
إن الذكر هنا هو الجنس البشري وقسم آخر قال انه كل ذكر أو أنثى من المخلوقات
جميعاً بلا تحديد وهذا الذي يبدو على الأرجح لأن سياق الآيات كلها في هذه السورة
في العموم والله اعلم.
قوله : ( إن سعيكم
لشتى ` )
ما علاقة القسم
(والليل إذا يغشى...) بهذا الجواب؟
منذ بداية السورة أقسم
الله تعالى بأشياء متضادة: يغشى ، يتجلى، الذكر، الأنثى، الليل، النهار فجواب
القسم شتى يعني متباين لأن سعينا متباين ومتضاد فمنا من يعمل للجنة ومنا من يعمل
للنار فكما أن الأشياء متضادة فان أعمالنا مختلفة ومتباينة ومن هذا نلاحظ أنه
سبحانه أقسم بهذه الأشياء على اختلاف السعي (إن سعيكم لشتى) واختلاف الأوقات
(الليل والنهار) واختلاف الساعين (الذكر والأنثى) واختلاف الحالة (يغشى وتجلى)
واختلاف مصير الساعين (فأما من أعطى ... وإما من بخل واستغنى)
قوله : ( والليل إذا
يغشى
` والنهار إذا تجلى ` وما خلق الذكر والأنثى ` )
لماذا هذا الترتيب؟ نلاحظ أن
الله تعالى بدأ بالليل قبل النهار لأن الليل هو اسبق من النهار وجوداً وخلقاً لأن
النهار جاء بعد خلق الأجرام وقبلها كانت الدنيا ظلام دامس والليل والنهار معاً
اسبق من خلق الذكر والأنثى وخلق الذكر اسبق من خلق الأنثى (خلقكم من نفس واحدة
وخلق منها زوجها) فجاء ترتيب الآيات بنفس ترتيب الخلق: الليل أولاً ثم النهار ثم
الذكر ثم الأنثى وعلى نفس التسلسل.
ما الحكم في عدم
استخدام كلمة الزوجين في الآية ( وما خلق الزوجين الذكر والأنثى )؟
كما يأتي في معظم
الآيات التي فيها الذكر والأنثى كقوله تعالى: (فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى) (سورة
القيامة) وقوله: (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى)(سورة النجم) وإنما قال: (وما
خلق الذكر والأنثى) بحذف الزوجين؟
إذا استعرضنا الآيات
في سورة القيامة نرى أن الله سبحانه وتعالى فسر تطور الجنين من بداية (ألم يك نطفة
) إلى قوله ( فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) فالآيات جاءت إذن مفصلة وكذلك في
سورة النجم (وأنه هو اضحك وأبكى - إلى قوله - انه خلق الزوجين الذكر والأنثى). لقد
فصل سبحانه مراحل تطور الجنين في سورة القيامة وفصل القدرة الإلهية في سورة النجم
أما في سورة الليل فإن الله تعالى أقسم بلا تفصيل هذا من ناحية ومن ناحية أخرى
قوله تعالى (إن سعيكم لشتى) يقتضي عدم التفصيل وعدم ذكر الزوجين. لماذا؟ لأن كلمة
الزوج في القرآن تعني المثيل كقوله تعالى (وآخر من شكله أزواج) وكلمة شتى تعني
مفترق لذا لا يتناسب التماثل مع الافتراق فالزوج هو المثيل والنظير وفي الآية (إن
سعيكم لشتى) تفيد التباعد فلا يصح ذكر الزوجين معها. الزوج قريب من زوجته مؤتلف
معها (لتسكنوا إليها) وكلمة شتى في الآية هنا في سورة الليل تفيد الافتراق. فخلاصة
القول إذن إن كلمة الزوجين لا تتناسب مع الآية (وما خلق الذكر والأنثى)من الناحية
اللغوية ومن ناحية الزوج والزوجة لذا كان من الأنسب عدم ذكر كلمة الزوجين في
الآية.
هل يستوجب القسم في
السورة هذا الجواب (إن سعيكم لشتى)؟
المقصود في السورة ليس
القسم على أمر ظاهر أو مشاهد مما يعلمه الناس ولكن القسم هو على أمر غير مشاهد
ومتنازع فيه والله تعالى أوضح القسم (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره
لليسرى) هذا الأمر متنازع فيه وأكثر الخلق ينكرونه (وما أكثر الناس ولو حرصت
بمؤمنين) عموم الخلق لا يعلمون (فأما من أعطى...) ويتنازعون فيه. والسعي هنا لا
يدل على السعي في أمور الدنيا من التجارة والزراعة والصناعة وغيرها وأن السعي
للآخرة. وكذلك قال تعالى (سعيكم) وكأنه يخاطب المكلفين فقط وليس عامة الناس ولذا
أكد باللام أيضاً في (لشتى) ولم يقل إن السعي لشتى.
- قوله : ( فأما من
أعطى واتقى `
وصدق بالحسنى ` فسنيسره لليسرى ` )
لماذا لم يذكر
المفعولين لفعل أعطى؟
إذا تدارسنا سورتي
الليل والشمس لوجدنا أن القسم في سورة الليل وجواب القسم مطلق ( والليل إذا
يغشى ` والنهار إذا تجلى ` وما خلق الذكر والأنثى `) كلها مطلقة فلم يقل ماذا يغشى الليل ولم يحدد الذكر والأنثى من
البشر وكذلك جواب القسم في سورة الليل (إن سعيكم لشتى) مطلق أيضاً وكذلك (فأما من
أعطى واتقى وصدق بالحسنى) أطلق العطاء والاتقاء والحسنى.
أما في سورة الشمس (
والشمس وضحاها `
والقمر إذا تلاها ` والنهار إذا جلاها ` والليل إذا يغشاها ` والسماء وما بناها ` والأرض وما طحاها ` ونفس وما سواها ` فألهمها فجورها وتقواها ` قد افلح من زكاها ` وقد خاب من دساها ` كذبت ثمود بطغواها `..) في هذه الآيات تحديد واضح فقد قال تعالى يغشاها وجلاها وكذلك
حدد في (ونفس وما سواها) خصص بنفوس المكلفين من بني البشر وكذلك في (كذبت ثمود
بطغواها) محددة ومخصصة لقوم ثمود.
فكأنما سورة الليل
مبنية كلها على العموم والإطلاق في كل آياتها. وقد أقسم الله تعالى بثلاثة أشياء
(الليل والنهار وخلق الذكر والأنثى) وذكر ثلاث صفات في المعطي (أما من أعطى واتقى
وصدق بالحسنى) وثلاث صفات فيمن بخل (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى)
في الآية (فأما من
أعطى واتقى وصدق بالحسنى) لم يذكر المفعولين المعطى والعطية والمراد بهذا إطلاق
العطاء فلم يذكر المعطى أو العطية لأنه أراد المعطي والمقصود إطلاق العطاء سواء
يعطي العطاء من ماله أو نفسه فقد يعطي الطاعة والمال ونفسه كما نقول يعطي ويمنع لا
نخصصه بنوع من العطاء ولا بصنف من العطاء. وقد يرد في القرآن الكريم مواضع فيها
ذكر مفعول واحد المراد تحديده وحذف مفعول يراد إطلاقه كقوله تعالى (ولسوف يعطيك
ربك فترضى) و (إنا أعطيناك الكوثر) أما في سورة الليل فحذف المفعولين دليل على
العموم والإطلاق.
فعل أعطى هو فعل متعدي
ولازم فهل نقول على هذا الفعل أن السلوك الخاص به في الجملة سلوك لازم أي فعل
متعدي أم حذف مفعول؟ قسم يقول أنه هذا حذف وقسم يقول عدم ذكر. حذف عندما يقتضي
التعبير الذكر، مثل جملة الصفة لا بد أن يكون فيها ضمير يعود على الموصوف (يخافون
يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار) ويمكن أن نحذف كما في قوله تعالى:
(واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا) هذا حذف. العائد للذكر فإذا حذف نقول محذوف
كقوله: (ذرني ومن خلقت وحيدا) حذف الهاء في (خلقته). فيما عدى الذكر تنزيل المتعدي
منزلة اللازم: لا يحتاج إلى مفعول (إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون) أو لقوم يفقهون،
يسمعون، لا يحتاج هنا إلى مفعول ولا يريد أن يقيد العلم بشيء. وفي قوله: (لم تعبد
ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك من الله شيئاً) أراد أصل المسألة فلم يرد أن
يقيد السمع أو البصر بشيء معين أما في (ولا يغني عنك من الله شيئاً) فيها ذكر
وإطلاق، وهل المعنى لا يغني عنك إغناءً أو شيئاً من الأشياء؟ كل واحدة لها معنى
وليست الأولى كالثانية.
كذلك الفعل (اتقى).
معنى اتقى هو احترز وحذر. والفعل اتقى هنا يراد به الإطلاق أيضاً ولم يقيده سبحانه
بشيء فقد يقول (اتقوا النار أو اتقوا يوماً) ولكن هنا جاء الفعل مطلقاً. فأما من
أعطى واتقى تدل على أنه اتقى البخل.
الحسنى: اسم تفضيل وهو
بمعنى تأنيث الأحسن كما نقول (العليا – الأعلى، الدنيا – الأدنى) والحسنى هو وصف
مطلق لم يذكر له موصوف معين. وصدق بالحسنى معناها أنه صدق بكل ما ينبغي التصديق به
قسم يقول إنها الجنة وقسم يقول الحياة الحسنى وآخر الكلمة الحسنى (لا إله إلا
الله) أو العاقبة الحسنى في الآخرة وقسم يقول إنها العقيدة الحسنى ولكنها في
الحقيقية تشمل كل هذه المعاني عامة، فكما حذف مفعولي أعطى واتقى للإطلاق أطلق
الحسنى بكل معانيها بحذف المفعول وحذف الموصوف. ولو أراد سبحانه أن يعين الموصوف
لذكره وحدد الفعل كما في قوله (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ولكنه أطلق
لتتناسب مع باقي الآيات في السورة، فإذا أراد أن يطلق حذف.
لماذا الترتيب على
النحو التالي: (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره للحسنى)؟
هناك أكثر من سبب لذلك
فقد قال قسم من المفسرين أن التقديم في سبب النزول لأن هذه الآيات نزلت في شخص فعل
هذه الأفعال بهذا التسلسل وقالت جماعة أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه
وأخرى قالت إنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
وترتيب العطاء ثم
الاتقاء لأنه سبحانه بدأ بالأخص ثم ما هو أعم ثم ما هو أعم. كل معط في سبيل الله
متقي ولكن ليس كل متق معطي فالمعطي إذن أخص من المتقي. وكل متق مصدق بالحسنى لكن
ليس كل مصدق بالحسنى متق لذا فالمتقي أخص من المصدق بالحسنى وعلى هذا كان الترقي
من الأخص إلى الأعم.
إن سعيكم لشتى والسعي
هو العمل وأقرب شيء للسعي هو العطاء. أما الإتقاء ففيه جانب سعي وجانب ترك كترك
المحرمات وعلى هذا نلاحظ أن الآيات رتبت بحيث قربها من السعي أي بتسلسل العطاء ثم
الاتقاء ثم التصديق وهو الأقل والأبعد عن السعي.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin