هلتعلم أن ابن رشد الأندلسي أبو الوليد: الفيلسوف. من أهل قرطبة. يسميهالإفرنج (Averroès) عني بكلام أرسطو وترجمه
إلى العربية، وزاد عليه زياداتكثيرة.
وصنف نحو خمسين كتاباً، منها «فلسفة ابن رشد ط» وتسميته حديثة وهويشمل
بعض مصنفاته، و«التحصيل» في اختلاف مذاهب العلماء، و«الحيوان» و«فصلالمقال
فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ط» و«الضروري» في المنطق،و«منهاج
الأدلة» في الأصول، و«المسائل خ» في الحكمة، و«تهافت التهافت ط» في الرد على الغزالي، و«بداية
المجتهد ونهاية المقتصد ط» في الفقه،و«جوامع كتب أرسطاطاليس خ» في الطبيعيات والإلهيات، و«تلخيص كتب
أرسطو خ» و«علم
ما بعد الطبيعة ط» و«الكليات ط» بالتصوير الشمسي، في الطب، ترجم إلىاللاتينية
والإسبانية والعبرية، و«شرح أرجوزة ابن سينا خ» في الطب، ورسالةفي «حركة
الفلك». وكان دمث الأخلاق، حسن الرأي. عرف المنصور (المؤمني) قدره فأجله وقدمه. واتهمه خصومه
بالزندقة والإلحاد، فأوغروا عليه صدرالمنصور، فنفاه إلى مراكش، وأحرق بعض كتبه، ثم رضي عنه وأذن له
بالعودةإلى
وطنه، فعاجلته الوفاة بمراكش. ونقلت جثته إلى قرطبة. قال ابن الأبار: كان يُفزع إلى فتواه في الطب
كما يفزع إلى فتواه في الفقه.
هلتعلم أن الإمام مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري، أبو عبد
الله هوإمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسبالمالكية. مولده ووفاته في
المدينة. كان صلباً في دينه، بعيداً عن الأمراءوالملوك، وشي به إلى جعفر عم المنصور
العباسي، فضربه سياطاً انخلعت لهاكتفه. ووجه إليه الرشيد العباسي ليأتيه فيحدثه، فقال: العلم يؤتى؛
فقصدالرشيد
منزله واستند إلى الجدار، فقال مالك: يا أمير المؤمنين من إجلالرسول الله إجلال العلم، فجلس
بين يديه، فحدثه. وسأله المنصور أن يضعكتاباً للناس يحملهم على العمل به، فصنف «الموطأ
ط». وله رسالة في «الوعظط» وكتاب في «المسائل خ» ورسالة في «الرد على القدرية» وكتاب في «النجوم» و«تفسير غريب القرآن» وأخباره
كثيرة.
هلتعلم أن الإمام الشافعي واسمه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان
بن شافعالهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله هو أحد الأئمة الأربعة عند
أهلالسنة.
وإليه تنسب الشافعية كافة. ولد في غزة (بفلسطين) وحمل منها إلى مكةوهو ابن سنتين. وزار بغداد
مرتين. وقصد مصر سنة 199ه وتوفي فيها، وقبرهمعروف في القاهرة. قال المبرد: كان الشافعي
أشعر الناس وآدبهم وأعرفهمبالفقه والقراآت. وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو
ورق إلاوللشافعي في رقبته منة. وكان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة
عشرة،برع في
ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب، ثم أقبل على الفقهوالحديث، وأفتى وهو ابن عشرين
سنة. وكان ذكياً مفرطاً في الذكاء. لهتصانيف كثيرة، أشهرها كتاب «الأم ط» في
الفقه، سبع مجلدات، ومن كتبه «المسند
ط» في الحديث، و«أحكام القرآن ط» و«السنن ط» و«الرسالة ط» في أصولالفقه، و«اختلاف الحديث ط» و«السبق
والرمي» و«فضائل قريش» و«أدب القاضي» و«المواريث».
هلتعلم أن أصل سلمان الفارسي من مجوس أصبهان. عاش عمراً طويلاً،
واختلفوافيما كان يسمى به في بلاده. وقالوا: نشأ في قرية جيان، ورحل إلى
الشام،فالموصل،
فنصيبين، فعمورية: وقرأ كتب الفرس والروم واليهود، وقصد بلادالعرب، فلقيه ركب من بني كلب
فاستخدموه، ثم استعبدوه وباعوه؛ فاشتراه رجلمن قريظة فجاء به إلى المدينة. وعلم سلمان
بخبر الإسلام، فقصد النبي صلىالله عليه وسلم بقباء وسمع كلامه، ولازمه أياماً. وأبى أن «يتحرر» بالإسلام، فأعانه المسلمون على
شراء نفسه من صاحبه. فأظهر إسلامه. وكانقوي الجسم، صحيح الرأي، عالماً بالشرائع
وغيرها. وهو الذي دل المسلمين علىحفر الخندق، في غزوة الأحزاب، حتى اختلف عليه المهاجرون والأنصار،
كلاهمايقول: سلمان
منا، فقال رسول الله: سلمان منا أهل البيت، وسئل عنه عليفقال: امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم
بمثل لقمان الحكيم، علم العلمالأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحراً
لاينزف. وجعل
أميراً على المدائن، فأقام فيها إلى أن توفي. وكان إذا خرجعطاؤه تصدق به. ينسج الخوص
ويأكل خبز الشعير من كسب يده. له في كتب الحديث 60 حديثاً.
هلتعلم أن شجرة الدر الصالحية، أم خليل، الملقبة ب عصمة الدين: ملكة
مصرأصلها
من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب. اشتراها في أيام أبيه، وحظيتعنده، وولدت له ابنه خليلاً،
فأعتقها وتزوجها، فكانت معه في البلادالشامية، لما كان مستولياً على الشام، مدة طويلة.
ثم لما انتقل إلى مصروتولى السلطنة، كانت في بعض الأحيان تدير أمور الدولة عند غيابه
فيالغزوات.
وكانت ذات عقل وحزم، كاتبة قارئة، لها معرفة تامة بأحوالالمملكة، وقد نالت من العز والرفعة ما لم
تنله امرأة قبلها ولا بعدهاويسميها سبط ابن الجوزي «شجرة الدر» ويقول: «كانت تكتب خطاً يشبه
خط الملكالصالح، فكانت تعلم على التواقيع» ولما توفي الملك الصالح (سنة 647
ه) بالمنصورة،
والمعارك ناشبة بين جيشه والإفرنج، كانت عنده فأخفت خبر موته،واستمر كل شيء كما كان: السماط
يمد كل يوم، والأمراء في الخدمة، وهي تقول: السلطان مريض ما يصل أحد إليه. وأرسلت بعض رجالها إلى ابنه «تورنشاه»
وكانفي حصن
حيفا، فحضر. وحين علمت بوصوله إلى القدس في طريقه انتقلت هي إلىالقاهرة، فبعث يهددها، ويطلب
المال والجواهر، فخافت شره. واستوحش منه بعضالمماليك فقتلوه. وتقدمت للملك، فخطب لها
على المنابر، وضربت السكةباسمها، وأقامت عز الدين أيبك الصالحي، وزير زوجها، وزيراً لها. وكانعلامتها على المراسيم «أم خليل»
وعلى السكة «المستعصمية الصالحية، مكلةالمسلمين، والدة الملك المنصور خليل أمير
المؤمنين» ولم يستقر أمرها غيرثمانين يوماً، وخرجت الشام عن طاعتها، فتزوجت بوزيرها «عز الدين» وتنازلتله عن السلطنة، واحتفظت
بالسيطرة عليه. فطلق زوجته الأولى «أم علي» وتلقببالملك المعز. ثم أراد أن يتزوج عليها،
فأمرت مماليكها فقتلوه خنقاًبالحمام. وعلم ابنه «علي» بالأمر، فقبض عليها، وسلمها إلى أمه،
فأمرتجواريها
أن يقتلنها بالقباقيب والنعال فضربنها حتى ماتت.
هلتعلم أن أحمد عرابي بن محمد عرابي: زعيم مصري، ممن تركت لهم
الحوادث ذكراًفي تاريخ مصر الحديث. ولد في قرية «هرية رزنة» من قرى الزقازيق
بمصر،وجاور
في الأزهر سنتين ثم انتظم جندياً في الجيش سنة 1271 ه وبلغ رتبة «أميرالاي» في أيام الخديوي
توفيق. وفي أوائل سنة 1298 ه استفحل أمرالشراكسة بمصر، وهم ناظر الجهادية «عثمان
رفقي باشا الشركسي» بتنحية فريقمن الوطنيين عن مراكزهم، فاجتمع عدد من هؤلاء وانتدبوا أحمد عرابيللمطالبة بمواد اتفقوا عليها،
منها: عزل عثمان رفقي من الجهادية، وتأليفمجلس نواب. فرفع عرابي الأمر إلى رئيس
النظار «رياض باشا» فأهمله إلى أنانعقد المجلس برئاسة الخديوي وقرر محاكمة عرابي واثنين من أصحابه،
فقبضعليهم،
فهاج الضباط الوطنيون وأقبل بعضهم بجنودهم فأحدقوا بديوان الجهادية (الحربية) وأخرجوا المعتقلين
عرابي ورفيقيه وفر عثمان رفقي ورجاله إلى قصرعابدين، ثم صدر الأمر بعزل عثمان رفقي من
نظارة الجهادية وتولية «محمودسامي باشا البارودي» فأقام مدة يسيرة وعزل، وعاد عرابي وأصحابه
إلىهياجهم،
فانحلت وزارة رياض باشا. وتألفت ثانية برئاسة شريف باشا أعيد فيهامحمود سامي إلى نظارة الجهادية
وجعل عرابي وكيلاً للجهادية فيها، وأنعمعليه برتبة اللواء «باشا» وأجيب إخوانه إلى
بعض مطالبهم. وتتابعت الحوادثفسقطت هذه الوزارة وخلفتها وزارة برئاسة محمود سامي باشا جعل
عرابي ناظراًللجهادية فيها، ثم استقالت. ولم ير الخديوي مندوحة عن إعادة عرابي
إلىالجهادية،
فاستبقاه وظلت مصر بلا وزارة إلى أن تألفت وزارة راغب باشاووقعت المذبحة في الاسكندرية
وضربها الانكليز (1299 ه 1882 م) واستولواعلى التل الكبير بعد معارك ودخلوا القاهرة
فحلوا الجيش المصري ونفوا عرابيباشا إلى جزيرة سيلان (1300 ه 1882 م) حيث مكث 19 عاماً. وأطلق في
أيامالخديوي
عباس سنة 1319 فعاد إلى مصر وتوفي بالقاهرة.
هلتعلم أن الفرزدق واسمه همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي،
أبو فراس،الشهير ب الفرزدق: شاعر، من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر
في اللغة،كان يقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب
نصفأخبار
الناس. يشبه بزهير بن أبي سلمى. وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى،زهير في الجاهليين، والفرزدق في
الإسلاميين. وهو صاحب الأخبار مع جريروالأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان
شريفاً في قومه، عزيزالجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه ؛ وكان أبوه من الأجواد الأشراف
وكذلكجده. وفي
شرح نهج البلاغة: كان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء والأمراءإلا قاعداً، وأراد سليمان بن
عبد الملك أن يقيمه فثارت طائفة من تميم،فأذن له بالجلوس. ولقب ب الفرزدق، لجهامة
وجهه وغلظه. وتوفي في باديةالبصرة، وقد قارب المئة وأخباره كثيرة.
إلى العربية، وزاد عليه زياداتكثيرة.
وصنف نحو خمسين كتاباً، منها «فلسفة ابن رشد ط» وتسميته حديثة وهويشمل
بعض مصنفاته، و«التحصيل» في اختلاف مذاهب العلماء، و«الحيوان» و«فصلالمقال
فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ط» و«الضروري» في المنطق،و«منهاج
الأدلة» في الأصول، و«المسائل خ» في الحكمة، و«تهافت التهافت ط» في الرد على الغزالي، و«بداية
المجتهد ونهاية المقتصد ط» في الفقه،و«جوامع كتب أرسطاطاليس خ» في الطبيعيات والإلهيات، و«تلخيص كتب
أرسطو خ» و«علم
ما بعد الطبيعة ط» و«الكليات ط» بالتصوير الشمسي، في الطب، ترجم إلىاللاتينية
والإسبانية والعبرية، و«شرح أرجوزة ابن سينا خ» في الطب، ورسالةفي «حركة
الفلك». وكان دمث الأخلاق، حسن الرأي. عرف المنصور (المؤمني) قدره فأجله وقدمه. واتهمه خصومه
بالزندقة والإلحاد، فأوغروا عليه صدرالمنصور، فنفاه إلى مراكش، وأحرق بعض كتبه، ثم رضي عنه وأذن له
بالعودةإلى
وطنه، فعاجلته الوفاة بمراكش. ونقلت جثته إلى قرطبة. قال ابن الأبار: كان يُفزع إلى فتواه في الطب
كما يفزع إلى فتواه في الفقه.
هلتعلم أن الإمام مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري، أبو عبد
الله هوإمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسبالمالكية. مولده ووفاته في
المدينة. كان صلباً في دينه، بعيداً عن الأمراءوالملوك، وشي به إلى جعفر عم المنصور
العباسي، فضربه سياطاً انخلعت لهاكتفه. ووجه إليه الرشيد العباسي ليأتيه فيحدثه، فقال: العلم يؤتى؛
فقصدالرشيد
منزله واستند إلى الجدار، فقال مالك: يا أمير المؤمنين من إجلالرسول الله إجلال العلم، فجلس
بين يديه، فحدثه. وسأله المنصور أن يضعكتاباً للناس يحملهم على العمل به، فصنف «الموطأ
ط». وله رسالة في «الوعظط» وكتاب في «المسائل خ» ورسالة في «الرد على القدرية» وكتاب في «النجوم» و«تفسير غريب القرآن» وأخباره
كثيرة.
هلتعلم أن الإمام الشافعي واسمه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان
بن شافعالهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله هو أحد الأئمة الأربعة عند
أهلالسنة.
وإليه تنسب الشافعية كافة. ولد في غزة (بفلسطين) وحمل منها إلى مكةوهو ابن سنتين. وزار بغداد
مرتين. وقصد مصر سنة 199ه وتوفي فيها، وقبرهمعروف في القاهرة. قال المبرد: كان الشافعي
أشعر الناس وآدبهم وأعرفهمبالفقه والقراآت. وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو
ورق إلاوللشافعي في رقبته منة. وكان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة
عشرة،برع في
ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب، ثم أقبل على الفقهوالحديث، وأفتى وهو ابن عشرين
سنة. وكان ذكياً مفرطاً في الذكاء. لهتصانيف كثيرة، أشهرها كتاب «الأم ط» في
الفقه، سبع مجلدات، ومن كتبه «المسند
ط» في الحديث، و«أحكام القرآن ط» و«السنن ط» و«الرسالة ط» في أصولالفقه، و«اختلاف الحديث ط» و«السبق
والرمي» و«فضائل قريش» و«أدب القاضي» و«المواريث».
هلتعلم أن أصل سلمان الفارسي من مجوس أصبهان. عاش عمراً طويلاً،
واختلفوافيما كان يسمى به في بلاده. وقالوا: نشأ في قرية جيان، ورحل إلى
الشام،فالموصل،
فنصيبين، فعمورية: وقرأ كتب الفرس والروم واليهود، وقصد بلادالعرب، فلقيه ركب من بني كلب
فاستخدموه، ثم استعبدوه وباعوه؛ فاشتراه رجلمن قريظة فجاء به إلى المدينة. وعلم سلمان
بخبر الإسلام، فقصد النبي صلىالله عليه وسلم بقباء وسمع كلامه، ولازمه أياماً. وأبى أن «يتحرر» بالإسلام، فأعانه المسلمون على
شراء نفسه من صاحبه. فأظهر إسلامه. وكانقوي الجسم، صحيح الرأي، عالماً بالشرائع
وغيرها. وهو الذي دل المسلمين علىحفر الخندق، في غزوة الأحزاب، حتى اختلف عليه المهاجرون والأنصار،
كلاهمايقول: سلمان
منا، فقال رسول الله: سلمان منا أهل البيت، وسئل عنه عليفقال: امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم
بمثل لقمان الحكيم، علم العلمالأول والعلم الآخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر، وكان بحراً
لاينزف. وجعل
أميراً على المدائن، فأقام فيها إلى أن توفي. وكان إذا خرجعطاؤه تصدق به. ينسج الخوص
ويأكل خبز الشعير من كسب يده. له في كتب الحديث 60 حديثاً.
هلتعلم أن شجرة الدر الصالحية، أم خليل، الملقبة ب عصمة الدين: ملكة
مصرأصلها
من جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب. اشتراها في أيام أبيه، وحظيتعنده، وولدت له ابنه خليلاً،
فأعتقها وتزوجها، فكانت معه في البلادالشامية، لما كان مستولياً على الشام، مدة طويلة.
ثم لما انتقل إلى مصروتولى السلطنة، كانت في بعض الأحيان تدير أمور الدولة عند غيابه
فيالغزوات.
وكانت ذات عقل وحزم، كاتبة قارئة، لها معرفة تامة بأحوالالمملكة، وقد نالت من العز والرفعة ما لم
تنله امرأة قبلها ولا بعدهاويسميها سبط ابن الجوزي «شجرة الدر» ويقول: «كانت تكتب خطاً يشبه
خط الملكالصالح، فكانت تعلم على التواقيع» ولما توفي الملك الصالح (سنة 647
ه) بالمنصورة،
والمعارك ناشبة بين جيشه والإفرنج، كانت عنده فأخفت خبر موته،واستمر كل شيء كما كان: السماط
يمد كل يوم، والأمراء في الخدمة، وهي تقول: السلطان مريض ما يصل أحد إليه. وأرسلت بعض رجالها إلى ابنه «تورنشاه»
وكانفي حصن
حيفا، فحضر. وحين علمت بوصوله إلى القدس في طريقه انتقلت هي إلىالقاهرة، فبعث يهددها، ويطلب
المال والجواهر، فخافت شره. واستوحش منه بعضالمماليك فقتلوه. وتقدمت للملك، فخطب لها
على المنابر، وضربت السكةباسمها، وأقامت عز الدين أيبك الصالحي، وزير زوجها، وزيراً لها. وكانعلامتها على المراسيم «أم خليل»
وعلى السكة «المستعصمية الصالحية، مكلةالمسلمين، والدة الملك المنصور خليل أمير
المؤمنين» ولم يستقر أمرها غيرثمانين يوماً، وخرجت الشام عن طاعتها، فتزوجت بوزيرها «عز الدين» وتنازلتله عن السلطنة، واحتفظت
بالسيطرة عليه. فطلق زوجته الأولى «أم علي» وتلقببالملك المعز. ثم أراد أن يتزوج عليها،
فأمرت مماليكها فقتلوه خنقاًبالحمام. وعلم ابنه «علي» بالأمر، فقبض عليها، وسلمها إلى أمه،
فأمرتجواريها
أن يقتلنها بالقباقيب والنعال فضربنها حتى ماتت.
هلتعلم أن أحمد عرابي بن محمد عرابي: زعيم مصري، ممن تركت لهم
الحوادث ذكراًفي تاريخ مصر الحديث. ولد في قرية «هرية رزنة» من قرى الزقازيق
بمصر،وجاور
في الأزهر سنتين ثم انتظم جندياً في الجيش سنة 1271 ه وبلغ رتبة «أميرالاي» في أيام الخديوي
توفيق. وفي أوائل سنة 1298 ه استفحل أمرالشراكسة بمصر، وهم ناظر الجهادية «عثمان
رفقي باشا الشركسي» بتنحية فريقمن الوطنيين عن مراكزهم، فاجتمع عدد من هؤلاء وانتدبوا أحمد عرابيللمطالبة بمواد اتفقوا عليها،
منها: عزل عثمان رفقي من الجهادية، وتأليفمجلس نواب. فرفع عرابي الأمر إلى رئيس
النظار «رياض باشا» فأهمله إلى أنانعقد المجلس برئاسة الخديوي وقرر محاكمة عرابي واثنين من أصحابه،
فقبضعليهم،
فهاج الضباط الوطنيون وأقبل بعضهم بجنودهم فأحدقوا بديوان الجهادية (الحربية) وأخرجوا المعتقلين
عرابي ورفيقيه وفر عثمان رفقي ورجاله إلى قصرعابدين، ثم صدر الأمر بعزل عثمان رفقي من
نظارة الجهادية وتولية «محمودسامي باشا البارودي» فأقام مدة يسيرة وعزل، وعاد عرابي وأصحابه
إلىهياجهم،
فانحلت وزارة رياض باشا. وتألفت ثانية برئاسة شريف باشا أعيد فيهامحمود سامي إلى نظارة الجهادية
وجعل عرابي وكيلاً للجهادية فيها، وأنعمعليه برتبة اللواء «باشا» وأجيب إخوانه إلى
بعض مطالبهم. وتتابعت الحوادثفسقطت هذه الوزارة وخلفتها وزارة برئاسة محمود سامي باشا جعل
عرابي ناظراًللجهادية فيها، ثم استقالت. ولم ير الخديوي مندوحة عن إعادة عرابي
إلىالجهادية،
فاستبقاه وظلت مصر بلا وزارة إلى أن تألفت وزارة راغب باشاووقعت المذبحة في الاسكندرية
وضربها الانكليز (1299 ه 1882 م) واستولواعلى التل الكبير بعد معارك ودخلوا القاهرة
فحلوا الجيش المصري ونفوا عرابيباشا إلى جزيرة سيلان (1300 ه 1882 م) حيث مكث 19 عاماً. وأطلق في
أيامالخديوي
عباس سنة 1319 فعاد إلى مصر وتوفي بالقاهرة.
هلتعلم أن الفرزدق واسمه همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي،
أبو فراس،الشهير ب الفرزدق: شاعر، من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر
في اللغة،كان يقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب
نصفأخبار
الناس. يشبه بزهير بن أبي سلمى. وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى،زهير في الجاهليين، والفرزدق في
الإسلاميين. وهو صاحب الأخبار مع جريروالأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان
شريفاً في قومه، عزيزالجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه ؛ وكان أبوه من الأجواد الأشراف
وكذلكجده. وفي
شرح نهج البلاغة: كان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء والأمراءإلا قاعداً، وأراد سليمان بن
عبد الملك أن يقيمه فثارت طائفة من تميم،فأذن له بالجلوس. ولقب ب الفرزدق، لجهامة
وجهه وغلظه. وتوفي في باديةالبصرة، وقد قارب المئة وأخباره كثيرة.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin