لمسة
بيانية من سورتي المعارج
والقارعة
قال
تعالى في سورة المعارج :( وَتَكُونُ الْجِبَالُ
كَالْعِهْنِ (9)).
وقال
في سورة القارعة :( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ
الْمَنْفُوشِ (5)).
فزاد
كلمة (المنفوش) في سورة القارعة على ما في المعارج ، فما سبب ذاك؟
والجواب
- والله أعلم :
1-
أنه لما ذكر القارعة في أول السورة ، والقارعة من (القَرْعِ) ، وهو الضرب بالعصا ،
ناسب ذلك ذكر النفش ؛ لأن من طرائق نفش الصوف أن يُقرعَ بالمقرعة. كما ناسب ذلك من
ناحية أخرى وهي أن الجبال تهشم بالمقراع - وهو من القَرْع – وهو فأس عظيم تحطم به
الحجارة ، فناسب ذلك ذكر النفش أيضاً.
فلفظ
القارعة أنسب شيء لهذا التعبير. كما ناسب ذكر القراعة ذكر (الفراش المبثوث) في
قوله يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) أيضاً ؛ لأنك إذا قرعت طار الفراش وانتشر.
ولم يحسن ذكر (الفراش) وحده كما لم يحسن ذكر (العهن) وحده.
2-
إن ما تقدم من ذكر اليوم الآخر في سورة القارعة ، أهول وأشد مما ذكر في سورة
المعارج . فقد قال في سورة المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره
خمسين ألف سنة * فاصبر صبراً جميلاً * إنهم يرونه بعيداً* ونراه قريباً). وليس
متفقاً على تفسير أن المراد بهذا اليوم ، هو اليوم الآخر. وإذا كان المقصود به
اليوم الآخر فإنه لم يذكر إلا طول ذلك اليوم ، وأنه تعرج الملائكة والروح فيه. في
حين قال في سورة القارعة القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة) فكرر
ذكرها وعَظَّمها وهوَّلها. فناسب هذا التعظيم والتهويل أن يذكر أن الجبال تكون فيه
كالعهن المنفوش. وكونها كالعهن المنفوش أعظم وأهول من أن تكون كالعهن من غير نفش
كما هو ظاهر.
3-
ذكر في سورة المعارج أن العذاب (واقع) وأنه ليس له دافع (سأل سائل بعذاب واقع *
للكافرين ليس له دافع) ووقوع الثقل على الصوف ، من غير دفع له لا ينفشه بخلاف ما
في القارعة ، فإنه ذكر القرع وكرره ، والقرع ينفشه وخاصة إذا تكرر ، فناسب ذلك ذكر
النفش فيها أيضاً.
4-
التوسع والتفصيل في ذكر القارعة حسَّن ذكر الزيادة والتفصيل فيها ، بخلاف الإجمال
في سورة المعارج ، فإنه لم يزد على أن يقول في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
5-
إن الفواصل في السورتين تقتضي أن يكون كل تعبير في مكانه ، ففي سورة القارعة ، قال
تعالى يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش). فناسبت
كلمة (المنفوش) كلمةَ (المبثوث).
وفي
سورة المعارج ، قال يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن*). فناسب
(العهن) (المهل).
6-
ناسب ذكر العهن المنفوش أيضاً قوله في آخر السورة نار حامية) لأن النار الحامية
هي التي تذيب الجبال ، وتجعلها كالعهن المنفوش ، وذلك من شدة الحرارة ، في حين ذكر
صفة النار في المعارج بقوله كلا إنها لظى * نزاعة للشوى) . والشوى هو جلد
الإنسان. والحرارة التي تستدعي نزع جلد الإنسان أقل من التي تذيب الجبال ، وتجعلها
كالعهن المنفوش ، فناسب زيادة (المنفوش) في القارعة من كل ناحية. والله أعلم.
7-
كما أن ذكر النار الحامية مناسب للقارعة من ناحية أخرى ، ذلك أن (القَرَّاعة) –
وهي من لفظ القارعة – هي القداحة التي تقدح بها النار.
فناسب
ذكر القارعة ، ذكر الصوف المنفوش ، وذكر النار الحامية ، فناسب آخر السورة أولها.
وبهذا
نرى أن ذكر القارعة حسَّنَ ذكر (المبثوث) مع الفراش ، وذكر (المنفوش) مع الصوف ،
وذكر النار الحامية في آخر السورة. والله أعلم.
بيانية من سورتي المعارج
والقارعة
قال
تعالى في سورة المعارج :( وَتَكُونُ الْجِبَالُ
كَالْعِهْنِ (9)).
وقال
في سورة القارعة :( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ
الْمَنْفُوشِ (5)).
فزاد
كلمة (المنفوش) في سورة القارعة على ما في المعارج ، فما سبب ذاك؟
والجواب
- والله أعلم :
1-
أنه لما ذكر القارعة في أول السورة ، والقارعة من (القَرْعِ) ، وهو الضرب بالعصا ،
ناسب ذلك ذكر النفش ؛ لأن من طرائق نفش الصوف أن يُقرعَ بالمقرعة. كما ناسب ذلك من
ناحية أخرى وهي أن الجبال تهشم بالمقراع - وهو من القَرْع – وهو فأس عظيم تحطم به
الحجارة ، فناسب ذلك ذكر النفش أيضاً.
فلفظ
القارعة أنسب شيء لهذا التعبير. كما ناسب ذكر القراعة ذكر (الفراش المبثوث) في
قوله يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) أيضاً ؛ لأنك إذا قرعت طار الفراش وانتشر.
ولم يحسن ذكر (الفراش) وحده كما لم يحسن ذكر (العهن) وحده.
2-
إن ما تقدم من ذكر اليوم الآخر في سورة القارعة ، أهول وأشد مما ذكر في سورة
المعارج . فقد قال في سورة المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره
خمسين ألف سنة * فاصبر صبراً جميلاً * إنهم يرونه بعيداً* ونراه قريباً). وليس
متفقاً على تفسير أن المراد بهذا اليوم ، هو اليوم الآخر. وإذا كان المقصود به
اليوم الآخر فإنه لم يذكر إلا طول ذلك اليوم ، وأنه تعرج الملائكة والروح فيه. في
حين قال في سورة القارعة القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة) فكرر
ذكرها وعَظَّمها وهوَّلها. فناسب هذا التعظيم والتهويل أن يذكر أن الجبال تكون فيه
كالعهن المنفوش. وكونها كالعهن المنفوش أعظم وأهول من أن تكون كالعهن من غير نفش
كما هو ظاهر.
3-
ذكر في سورة المعارج أن العذاب (واقع) وأنه ليس له دافع (سأل سائل بعذاب واقع *
للكافرين ليس له دافع) ووقوع الثقل على الصوف ، من غير دفع له لا ينفشه بخلاف ما
في القارعة ، فإنه ذكر القرع وكرره ، والقرع ينفشه وخاصة إذا تكرر ، فناسب ذلك ذكر
النفش فيها أيضاً.
4-
التوسع والتفصيل في ذكر القارعة حسَّن ذكر الزيادة والتفصيل فيها ، بخلاف الإجمال
في سورة المعارج ، فإنه لم يزد على أن يقول في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
5-
إن الفواصل في السورتين تقتضي أن يكون كل تعبير في مكانه ، ففي سورة القارعة ، قال
تعالى يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش). فناسبت
كلمة (المنفوش) كلمةَ (المبثوث).
وفي
سورة المعارج ، قال يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن*). فناسب
(العهن) (المهل).
6-
ناسب ذكر العهن المنفوش أيضاً قوله في آخر السورة نار حامية) لأن النار الحامية
هي التي تذيب الجبال ، وتجعلها كالعهن المنفوش ، وذلك من شدة الحرارة ، في حين ذكر
صفة النار في المعارج بقوله كلا إنها لظى * نزاعة للشوى) . والشوى هو جلد
الإنسان. والحرارة التي تستدعي نزع جلد الإنسان أقل من التي تذيب الجبال ، وتجعلها
كالعهن المنفوش ، فناسب زيادة (المنفوش) في القارعة من كل ناحية. والله أعلم.
7-
كما أن ذكر النار الحامية مناسب للقارعة من ناحية أخرى ، ذلك أن (القَرَّاعة) –
وهي من لفظ القارعة – هي القداحة التي تقدح بها النار.
فناسب
ذكر القارعة ، ذكر الصوف المنفوش ، وذكر النار الحامية ، فناسب آخر السورة أولها.
وبهذا
نرى أن ذكر القارعة حسَّنَ ذكر (المبثوث) مع الفراش ، وذكر (المنفوش) مع الصوف ،
وذكر النار الحامية في آخر السورة. والله أعلم.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin