خلافة المعتمد على الله
(256-279هـ/870-892م)
أما الخليفة الجديد وهو المعتمد على الله أحمد بن المتوكل
بن المعتصم، فقد اعتلى العرش على أيدى الأتراك الذين أخرجوه من "الجوسق"
الذى حبسه فيه المهتدى، وكان كما يقول السيوطى: "أول خليفة قهر وحجر عليه
ووُكِّل به".
نفوذ أخيه الموفق:
ولا عجب فقد شل أخوه "أبو أحمد الموفق طلحة" يده عن مباشرة أمور الدولة
حتى أصبح مسلوب الإرادة، وكانت دولته عجيبة الوضع، فقد كان هو وأخوه
الموفق كالشريكين فى الخلافة، للمعتمد الخطبة والسكة والتسمى بإمرة
المؤمنين ولأخيه طلحة الأمر والنهى، وقيادة العساكر، ومحاربة الأعداء،
ومرابطة الثغور، وترتيب الوزراء والأمراء، وكان المعتمد مشغولا عنه
بلذاته، وكان أخوه الموفق أمير جيوشه وصاحب الفضل فى القضاء على ثورة
الزنوج، وأمام هذا الوضع الغريب لم يكن أمام المعتمد إلا أن يترضى
الأتراك، ويصانعهم، وخاصة قائدهم موسى بن بغا، وقسم دولته بين ابنه جعفر
وسماه المفوض وخصه بالبلاد الغربية، وضم إليه موسى بن بغا فحكمها باسمه،
وولى أخاه أبا أحمد طلحة بعد ابنه المفوض، وسماه الموفق، وخصه بالبلاد
الشرقية، وبذلك ضعفت الخلافة فى عهد المعتمد الذى أصبح مسلوب السلطة أمام
أخيه الموفق والأتراك. ولقد شهد عصره ثورة الزنج التى استمرت أربع عشرة
سنة وأربعة أشهر، وراح ضحيتها الكثير، وأمكن فى عهده القضاء عليها سنة
270هـ/ 884م.
ثورة القرامطة:
كما شهدت آخر سنتين فى خلافته ثورة "القرامطة" بالكوفة وقد تحركوا سنة
278هـ/ 891م، وهم ينسبون إلى قرمط بن الأشعث، وقد استجاب له جمع كثير،
وتعد فرقة القرامطة من الزنادقة لانحراف تفكيرهم، وحرصهم على هدم الدين
الإسلامى والقضاء عليه.
وليس من العجيب أن نرى القوى الهدامة تتعاون على هدم الإسلام، فقد سار
قرمط إلى صاحب الزنج قبل هلاكه ليتفق معه على هدم الإسلام وتخريب دياره،
وقد تحركت جموعهم إلى بلاد الحجاز ودخلوا المسجد الحرام، وسفكوا دم
الحجيج، واقتلعوا الحجر الأسود، وذهبوا به إلى بلادهم سنة 317هـ/ 929م.
الانتصار على الروم:
أما بالنسبة للروم فقد أقدمت الروم فى سنة 259هـ/873م على مهاجمة
"سميساط"، ثم "ملطية" من مدن الثغور، ولكن أهلهما قاتلوا عنهما قتالا
شديدًا، وهزموا الروم، بل وقتلوا بطريقًا من بطارقة الروم كان مع الجيش
الغازى يبارك خطواته!
وظلت الحرب سجالا بين الروم والمسلمين حتى كانت سنة 270هـ/ 884م ؛ حيث
انتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا فى سنة 270هـ/884م على الروم حين أقبلوا
فى مائة ألف مقاتل، ونزلوا قريبًا من "طرسوس"، فخرج إليهم يازمان الخادم
حتى قتلوا منهم سبعين ألفًا، وقتل قائدهم الذرياس وهو بطريق البطارقة،
وجرح أكثر الباقين، وغنم المسلمون غنائم عظيمة، منها صلبانهم الذهبية
المكللة بالجواهر.
وهكذا طالت أيام ملك أحمد المعتمد بن جعفر المتوكل. والحق يقال: إن أخاه "الموفق" عاونه معاونة كبيرة على قهر أعدائه.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin