التين Ficus Caria

شجرة طيّبة من أشجار آسيا والبحر الأبيض المتوسط، وفاكهتها طيّبة المذاق، مباركة، وهي أحدى ملوك الفاكهة الثلاث مع الرطب والعنب.
وجاء
ذكر التين في القرآن الكريم بصيغة القسم (والتين والزيتون وطور سينين وهذا
البلد الأمين) قالت العلماء ويقصد بالتين هنا بلد التين أي بلاد الشام.

وورد ذكر التين في الكتب المقدسة، وكان القدماء يعتبرون جلوس كل انسان تحت
تينته من دلائل السلام والفلاح، ومن خواص التين الغريبة ظهور ثمره قبل
اوراقه فاذا ظهرت الاوراق ولم يظهر الثمر لا يؤمل اثمارها في تلك السنة،
واوراق التين في فلسطين من اكبر الادلة على اقتراب الصيف.
وتعتبر
شجرة التين من الأشجار سريعة النمو والإثمار، ولاتحتاج إلى عناية كبيرة،
ولا إلى أرض خصبة، وتصبر على العطش، ويتم الاعتماد على المياه السطحية
القليلة المتوفرة والمطر والمياه المخزنة في أعماق الكثبان الرملية.
ويروى
عن الشيخ محمد المغربي المدفون بجوار مسجده بقلعة اللاذقيّة، أنّه زرع
أرضاً بشجر التين لطفل يتيم فعاش بما يدرّه بستانه عليه من ثمر حتى كبر
واشتدّ عوده.

وعرف الرومان 29 نوعاً من التين، وأشهر أنواعه في بلاد الشام: العسيلي،
والخضيري، والبريغلي، والزريقي، وغيرها من الأنواع، وهي تتفاوت من حيث
الجودة والحلاوة.
ويحتوي التين على نسبة عالية من المواد السكرية، وعلى نسبة كبيرة من المعادن على النحو التالي:
ويحتوي
40 جرام من التين على 244 ملغ من البوتاسيوم، ويعادل 7% من الاحتياج
اليومي، و 1.2ملغ من الحديد، ويعادل 6% من الاحتياج اليومي، و53 ملغ من
الكالسيوم، ويعادل 6% من الإحتياج اليومي.
ويحوي
فيتامينات "أ" ، "ب" وكمية ضئيلة من فيتامين "ج" ولهذا فالقيمة الغذائية
لثمرة التين عالية جدا لما تحتويه من نسبة كبيرة من المواد السكرية وعنصري
الحديد والكالسيوم، ويحتوي التين على حوالي 80 % من وزنه ماء، وهو يهب
الجسم دعما غذائيا كبيرا خاصة في فصل الشتاء، والمواد الفعالة في التين
أغلبها مواد مطهرة وملينة، كما يعد التين مصدرا لتوليد هيموجلوبين الدم في
حالة الأنيميا.
وثبت أن للتين فوائد طبية عظيمة منها:
ـ أنه يفتح سدد الكبد والطحال وينقي الكلى من الأملاح .
ـ يعالج الصوت وينقي الصدر ويقوي الرئتين.
ـ يطهر المعدة وخاصة بأكله على الريق.
ـ إذا سلق مع اللبان الدكر وشرب كوب منه على الريق يوميا عالج الالتهاب الرئوي وأمراض السعال.
ـ إذا طبخ بزيت ووضع كدهان للمفاصل عالج ما بها من آلام الروماتيزم والتهابات المفاصل.
ـ ملين ممتاز ويعالج الإمساك المزمن.
ـ يعالج الحروق، وذلك بطبخه بزيت الزيتون حتى يصبح كالمرهم ويوضع على الحروق فيبردها ويشفيها بإذن الله تعالى.
ـ
أيضا فالتين يحتوي على مادة تدخل في عملية تجلط الدم وإيقاف النزيف، وذلك
أيضا بسبب احتوائه على فيتامين "ك" بنسبة عالية هذا وتعطى ثمار التين -
والجافة خاصة - للأطفال والناقهين والرياضيين والنحفاء.
ـ وينفع التين في علاج مرض النقرس الناتج عن زيادة الحامض البولي بسبب الإفراط في تناول اللحوم والمشروبات الكحوليّة.
ـ يعالج بالتين الأمراض النفسية، ويعمل على تهدئة الأعصاب، وإزالة أنواع القلق والخوف والإحباط والتوتر.
ـ يستعمل الحليب الذي يخرج من عنق التين غير الناضج لإزالة الثاليل بأن يوضع الحليب على الثؤلول.
والتين
غني بالألياف الضروريّة للجهاز الهضمي، ومن الجدير بالذكر أنّ حبّة واحدة
من التين تحوي غرامين من الألياف أي 20% من الحاجة اليوميّة للجسم.
ومن
المعلوم أنّ الألياف الغذائيّة تنقسم إلى: ألياف قابلة للذوبان وهي التي
تقلّل نسبة الكوليسترول بالدم، وألياف غير قابلة للذوبان وهي التي تساعد في
عمليّة الهضم، وتحمي القولون من الإصابة بالسرطان.
ويؤكل
التين طازجاً في فصل الصيف مع الجبن، أو مجفّفاً في فصل الشتاء مع الجوز
أو الطحينة فيصبح غذاءً مثاليّاً، وخاصّة في فصل الشتاء حيث تحاصر الثلوج
القرى في أرياف حوض البحر الأبيض المتوسط.
ووفقاً
لدراسة أجرتها هيئة تين كاليفورنيا الإستشارية أنه من المعروف أن المواد
المقاومة للتأكسد والتي توجد في الفواكه والخضروات تحمي جسم الانسان من
العديد من الأمراض، حيث ان هذه المواد المقاومة للتأكسد تقوم بإبطال عمل
المواد الضارة ومنعها من دخول الجسم والتي تبرز كنتيجة للتفاعلات
الكيميائية في جسم الإنسان وبهذا تمنع دمار الخلايا.
ولقد
ثبت في احدى الدراسات التي أعدت في جامعة سكرانتن بأن التين المجفف والذي
يعد من اكثر الفواكه غنى بالألياف أن فيه مستوى عالي من مركب الـphenol .
ويستخدم مركب الـ phenol والذي يتوفر بنسب كبيرة في التين كمطهر لقتل
البكتيريا والجراثيم.