أما لزومهم جماعة المسلمين وتحذيرهم من التفرق فهذا أحد الأسس التي قامت
عليها عقيدتهم امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم فقد
استفاضت الأدلة من كتاب الله عزّ وجلّ ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
على وجوب لزوم الجماعة والحذر من التفرق وما يؤدي إليه مهما كان نوعه.
وفي كتاب الله تعالى وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما يوضح ويؤكد هذا الجانب بمزيد من العناية والبيان .
1- الأدلة من كتاب الله تعالى :
- قال الله تعالى : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } .
- وقال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ } .
- وقال الله تعالى : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ } .
- قال الله تعالى : { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن
سَبِيلِهِ } .
وهذه الآيات وغيرها مما جاء في معناها واضحة الدلالة والمراد وكلها
تهدف إلى منع التفرق في الآراء والمعتقدات التي لا يتصف بها قوم إلا كانوا
في طريقهم إلى الفضل رغم وضوح هذه الأدلة ورغم حاجة الأمة الإسلامية إلى
العمل بمفهوم هذه الآيات البينات إلا أن المسلمين في عصرنا هذا لم
يستفيدوا منها بل كان بعضهم قريباً من حال الذين أخبر الله عنهم أنهم
ازدادوا بمجيء البينات اختلافاً وفرقة وبعداً عن منهج الله تعالى. قال
تعالى : { وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِن
بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ }
. فما أكثر ما يجتمع المسلمون في شكل مؤتمرات وندوات ولقاءات ويكون شعارهم
هو العمل بهذه الآية : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ
تَفَرَّقُواْ } ولكنهم يخرجون وهم على أشد ما يكونون من الاختلاف والتنافر
وما أكثر ما يقرأ المسلمون هذه النصيحة الإلهية:{ وَلاَ تَكُونُواْ
كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ
الْبَيِّنَاتُ }.
وما أكثر ما يقرؤون غيرها من الآيات ولكن لماذا لم يستفيدوا منها؟
والجواب : أنهم حينما يجتمعون يكون كل فريق وحزب في غاية الإصرار على
أن حبل الله الذي يجب التمسك به هو ما هو عليه وحزبه ويجب على الآخرين
الانضواء تحت رايتهم والسير على نهجهم وكل يرى نفس هذا الرأي وبالتالي
يكون اجتماعهم لتعميق هذه الفرقة فلا يستفيدون من تلاوة هذه الآيات شيئاً
لعدم إخضاع رغباتهم وأهوائهم لتحكيمها ولعدم رضاهم بالرجوع إلى الحق الذي
هدى الله إليه سلف هذه الأمة وصلح عليه أمرهم وما دام كل حزب وكل فرقة
تستدل بالآيات على أن الآخرين مفارقين للحق وأن الحق هو بأيديهم فقط وما
داموا كذلك فلا أمل في عودة الوحدة الإسلامية . ومن عجيب أمر أهل الأهواء
أن البينات التي تفصل النزاعات أصبحت هي بمفاهيم هؤلاء البدعية مصدر
الاختلاف والنزاع بسبب عدم التسليم لمفهومها الصحيح وإلا فهي ليست كذلك
وحبل الله وصراطه المستقيم واحد لا تعدد فيه { وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ
بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } فكيف يتعدد الحق وكيف تصبح كل تلك الفرق والطوائف
المبتعدة عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعن سبيل المؤمنين كيف يصبحون
كلهم على حق.
2- الأدلة من السنة النبوية
وكما تعددت الأدلة من كتاب الله تعالى على النهي عن التفرق وعلى وجوب
التمسك بالجماعة تعددت الأدلة كذلك من السنة النبوية على هذا الجانب الهام
في العقيدة الإسلامية.
ومما ورد في ذلك:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن
الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل
الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" .
2- عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله
إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر
قال نعم قلت وهل بعد هذا الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال
قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد الخير من شر قال نعم
دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم
لنا قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال
تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال
فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على
ذلك .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية .. الحديث .
- وعن عرفجة بن شريح الأشجعي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : "إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق هذه الأمة
وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان" .
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :"لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله
إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك
للجماعة" .
- وهذه الأحاديث وغيرها مما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها
تؤكد على وجوب لزوم الجماعة والتحذير من التفرق ولو تمسك بها المسلمون
وحققوها لكانوا على الخير الذي مضى عليه السلف الكرام من الصحابة ومن
تبعهم بإحسان ولعاد للمسلمين سؤددهم وكرامتهم التي فقدت في عصرنا الحاضر
بسبب التفرق وعدم الإذعان لتعاليم الشريعة السمحاء ومع ذلك لا يزال الخير
إن شاء الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة ما داموا
متمسكين بالحق قولاً وعملاً والله تعالى يقول : { إِنَّ اللّهَ لاَ
يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } .
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin