أصغر رسالة في نقض
المسيحية
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له
شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من
الذل وكبره تكبيراً ، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى
الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أما
بعد فهذه نبذة مختصرة جداً (1) أردت
أن أبين من خلالها أصل النصرانية
وواقعها ، كتبتها ابتداءً للإنسان
النصراني ؛ ليقف بنفسه على أصل
عقيدته ، ويعرف كيف تحولت وتبدلت
وأصبحت ديانة وضعية بشرية بعد أن
كانت رسالة إلهية ، والتَزَمْتُ في
هذه النبذة أن أورد الأدلة التي
اعتمدت عليها في بيان الحق - من
التوراة والإنجيل- ؛ حتى يعلم أنني
أردت دلالته إلى الحق ، وإرشاده
إلى الصواب فأقول مستعيناً بالله :-
أصل
النصرانية رسالة إلهية كغيرها من
الرسالات الإلهية كرسالة نوح
وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة
والسلام ، وجميع الرسالات الإلهية
تتفق في العقائد الأساسية للدين
كالإيمان بأن الله واحد لا شريك له
، وأنه لم يلد ولم يولد ، والإيمان
بالملائكة واليوم الآخر والقدر
خيره وشره ، والإيمان بالرسل
والأنبياء ، ولم يرد في التأريخ
كله من لدن آدم عليه السلام إلى آخر
الأنبياء وهو محمد صلى الله عليه
وسلم أن رسالة إلهية وردت تخالف
هذه العقائد ، وإنما كان الخلاف
فيما بينها يتعلق بأنواع العبادات
وهيئاتها ، وأصناف المحرمات
والمباحات وأسبابها وغير ذلك مما
يشرعه الله لأنبيائه ويأمرهم
ببيانه للناس الذين أرسل إليهم هذا
الرسول أوذاك.
إذاً
فالنصرانية رسالة إلهية تدعو إلى
الإيمان بأن الله واحد لا شريك له ،
وأنه لم يلد ولم يولد ، وتؤكد بأن
لله رسلاً وأنبياء اصطفاهم
واختارهم من بين سائر البشر لتبيلغ
رسالته للناس لئلا يكون للناس على
الله حجة بعد إرسال الرسل .
والسؤال
الذي يفرض نفسه هو : هل بقيت
النصرانية على هيئتها التي أنزلها
الله على عبده ورسوله عيسى عليه
السلام أم لا ؟
وللإجابة
على هذا السؤال لا بد أن نستعرض
وإياك واقع النصرانية اليوم
ونعرضه على ما نقل في التوراة
والإنجيل عن موسى وعيسى عليهما
السلام لننظر أيتفق الواقع مع أصل
الرسالة أم يختلف ؟ وهل النصوص
المنقولة عن هذين الرسولين تؤيد
العقائدَ القائمة في حياة الأمة
النصرانية ؟ وهل ما نقل في هذه
الكتب عن حياة المسيح عليه السلام
يتفق مع الصورة التي ترسمها
الكنائس لشخصية المسيح ...حتى أصبحت
شخصية أسطورية يستحيل تصديقها في
الأذهان أو تحققها في الوجود . وأول
هذه العقائد هي :
1-
اعتقاد النصارى أن المسيح (( ابن
الله )) .
هذا
الاعتقاد ليس له ما يؤيده من كلام
المسيح عليه السلام ؛ بل نجد أن
التوراة والإنجيل مليئة بما يعارض
هذا الاعتقاد ويناقضه حيث جاء في
إنجيل يوحنا19 : 6
قوله
: (فلما رآه رؤساء الكهنة والخدام
صرخوا قائلين : اصلبه ، اصلبه قال
لهم بيلاطس : خذوه أنتم واصلبوه ؛
لأني لست أجد فيه علة . أجابه
اليهود : لنا ناموس وحسب ناموسنا
يجب أن يموت ؛ لأنه جعل نفسه ابن
الله ) ولقد صدّر متى إنجيله 1 : 1
بذكر نسب المسيح عليه السلام فقال :
(كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود
بن إبراهيم). فهذا النسب دليل على
البشرية ، مناقض لما دُعي فيه من
الألوهية .
وكأني
بك تقول : لقد أُطْلِقَ على المسيح
وصف ((ابن الله)) ولذلك دُعي ابن
الله فأقول : إن هذه الصفة وردت في
كتابك وقد أطلقت على أنبياء آخرين
ووصفت بها أمماً وشعوباً ، ولم
يختص بها المسيح عليه السلام
ولتتأكد من ذلك انظر مثلاً : (خروج 4:
22 ، مزمور 2 : 7 ، وأخبار الأيام
الأول 22 : 10.9 ، متى 5 : 9 ، ولوقا 3 : 38،
ويوحنا 1: 12 وهؤلاء الموصوفون بأنهم
أنبياء الله لم يرفعوا إلى المنزلة
التي رفعتم إليها المسيح عليه
السلام .
كما
أن إنجيل يوحنا : 1 : 12 حمل إلينا
تفسير أو وصف مصطلح ((ابن الله))
وأنها بمعنى المؤمن بالله حيث قال :
(وأما الوصف الذي قَبِلوه فأعطاهم
سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي
المؤمنون باْسمه ).
2-
اعتقاد النصارى أن المسيح عليه
السلام إله مع الله ، بل هو الأقنوم
الثاني من الثالوث المقدس عندهم .
عندما
نتصفح العهد الجديد لننظر الأساس
الذي بُني عليه هذا الاعتقاد لا
نجد للمسيح عليه السلام أي قول
يسنده ويدعو إليه ؛ بل نفاجأ بأن
العهد الجديد يضم بين طياته نصوصاً
ترفض هذا الاعتقاد وتعلن بكل صراحة
ووضوح أنه لا إله إلا الله ، وأن
المسيح عبد الله ورسوله أرسله إلى
بني إسرائيل مصدقاً بالتوراة
والإنجيل ، وإليك بعض هذه النصوص
التي تؤيد ما قلت فمنها :-
أ -
قال المسيح عليه السلام في إنجيل
برنابا 94 : 1 (إني أشهد أمام السماء ،
وأُشهد كل ساكن على الأرض أني بريء
من كل ما قال الناس عني من أني أعظم
من بشر ؛ لأني بشر مولود من امرأة
وعرضة لحكم الله ، أعيش كسائر
البشر عرضة للشقاء العام ).
ب -
شهد لوقا وكليوباس ببشرية المسيح
حيث قالا : (ولم تعرف ما جرى في هذه
الأيام من أمر المسيح الذي كان
رجلاً مصدقاً من الله في مقاله
وأفعاله) لوقا 24 : 19 ، وانظر لوقا 7 :
17 ، وأعمال الرسل 2 : 22 .
ج -
قول المسيح عليه السلام : (وهذه
الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت
الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع الذي
أرسلته) يوحنا 17 : 3 .
فأنت
ترى أن المسيح عليه السلام في النص
الأول شهد أمام السماء وأشهد كل
ساكن على الأرض أنه بريء من كل من
وصف يرفعه فوق منزلته البشرية ؛
وما ذاك إلا لأنه بشر .
وفي
النص الثاني شهد اثنان من معاصريه
أنه رجل مصدق من الله في قوله وفعله
.
وفي
النص الثالث أطلقها شهادة مدوية
بأن الحقيقة الكبرى في هذا الكون
التي تمنح صاحبها السعادة الأبدية
هي معرفة أن الله هو الإله الحقيقي
وكل ما سواه فهو زائف باطل ، وأن
يسوعَ المسيح رسولُ الله .
3-اعتقاد
أن اللاهوت حلّ في الناسوت .
وعندما
نستعرض تعاليم المسيح عليه السلام
نجد أنه لم يشر إلى هذه المسألة
إطلاقاً ؛ بل على العكس من ذلك يقوم
بتعليم عقيدة التوحيد الخالص من كل
شوائب الشرك ، ولعل أظهر دليل على
ذلك قول المسيح عليه السلام : ( اسمع
يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد )
مرقس : 12 : 29 .
ولعلك
تستعرض الأدلة التي وردت في الفقرة
الثانية مضيفاً إليها هذا الدليل
لتنظر هل هذه الأدلة المنقولة من
كتابك المقدس تؤيد هذه العقيدة ؟
أم تصادمها وترفضها ؟
4-
اعتقاد أن الله يتكون من ثلاثة
أقانيم وهو ما يعرف بـ ((عقيدة
الثليث )) .
هذا
الاعتقاد انفردت به الديانة
النصرانية من بين سائر الديانات
الإلهية ، فهل يؤيده الكتاب المقدس
أم يعارضه ؟ إن المتأمل المنصف لما
نقل عن المسيح عليه السلام سيجد
أنه جعل أساس رسالته الدعوة إلى
التوحيد ، وتنزيه الله عن مشابهة
خلقه ، وتجريد مقام الألوهية عن كل
ما سوى الله ، وتحقيق مقام
العبودية لله وحده ...
فارجع
البصر إلى الأدلة التي أوردتها لك
في الفقرة الثانية والثالثة تجد ما
ذكرته لا لبس فيه ولا غموض ، هذا من
جانب ، ومن جانب آخر فإن النصرانية
المحرفة تدّعي أن لله ثلاثة أقانيم
متساوية :
فالآب
هو الإله الأول ، والابن هو الإله
الثاني ، والروح القدس هو الإله
الثالث .
وليس
هذا صحيحاً ؛ لأنهم يعتقدون أن
الروح القدس قد انبثق عن الآب
والابن ، ولا يمكن أن تتساوى هذه
الأقانيم في الأزلية والثالث قد
انبثق عن الاثنين قبله ، كما أن لكل
واحد منها صفات تخصه لا يمكن أن
يوصف بها الآخر ، ثم إن الآب دائماً
في المرتبة الأولى ، والابن يأتي
بعده ، والروح القدس في الدرجة
الثالثة ، فلا ترضون أبداً أن يعاد
ترتيب هذا الثالوث فيكون الروح في
المقدمة والابن في المرتبة
الثانية بل تعتبرون ذلك كفراً
وإلحاداً فكيف التسوية إذاً ؟
ومن
جهة ثانية فإن وصف الروح وحده
بالقدس دليل على عدم المساواة .
5-اعتقاد
النصارى أن المسيح عليه السلام
صلبته اليهود بأمر بيلاطس البنطي
وتوفي على الصليب .
وتكفل
الكتاب المقدس بتفنيد هذا
الاعتقاد ؛ ففي كتابك أن المصلوب
ملعون ، كما ورد ذلك في سفر التثنية
: 22 : 23 : (وإذا كان على إنسان خطيّة
حقها الموت فقُتل وعلقته على خشبة .
فلا تثبت جثته على الخشبة بل تدفنه
في ذلك اليوم ، لأن المعلق ملعون من
الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك
الرب إلهك ) فتأمل كيف يكون إلهكم
ملعوناً بنص كتابكم ؟
كما
أن في إنجيل لوقا 4: 29-30 أن الله عصم
المسيح عليه السلام وحفظه من كيد
اليهود ومكرهم فلم يستطيعوا أن
يصلبوه : (فقاموا وأخرجوه خارج
المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل
الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى
يطرحوه أسفل . أما هو فجاز في وسطهم
ومضى) وقال يوحنا : 8 : 59 : (فرفعوا
حجارة ليرجموه . أما يسوع فاختفى
وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم
ومضى هكذا ). وقال يوحنا 10 : 93 : (فطلبوا
أيضاً أن يمسكوه فخرج من أيديهم ).
هذه النصوص -وسواها كثير -تؤكد أن
الله عصم المسيح عليه السلام من
كيد اليهود ومكرهم .
بل عن
هناك نصوصاً تثبت أن اليهود لم
يكونوا متحققين من شخصية المسيح
حتى استأجروا من يدلهم عليه ،
وأعطوه لذلك أجراً (انظر متى 27 : 3-4).
كما أخبر المسيح عليه السلام أن كل
الجموع ستشك في خبره تلك الليلة
التي وقعت فيها الحادثة فقال : (كلكم
تشكّون فيّ هذه الليلة ) مرقس 14 : 27 .
إذاً
فماذا كانت نهاية المسيح على الأرض
؟ لقد رفعه الله إليه ، وهذا خبره
في كتابك : (إن يسوع هذا الذي ارتفع
عنكم إلى السماء ) أعمال الرسل 1 : 11
. و : (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك
فعلى أيادِيهم يحملونك ) متى 4 : 6 ،
ولوقا 4 : 10-11 .
أرأيت
كيف حمل كتابك الحقائق التالية :-
1-أن
من عُلق على خشبة الصلب فهو ملعون.
2-أن الله عصم المسيح وحفظه من
الصلب.
3-أخبر المسيح أن الجموع ستكون في
شك من أمره في تلك الليلة.
4-أن الله رفعه إلى السماء.
والآن
أطرح إليك هذا السؤال : ما السبب في
كون هذا الصليب مقدساً في
النصرانية ؟
في
حين أنه كان هو السبب في إصابة
المسيح عليه السلام- كما تعتقدون-
بالأذى ؟ أليس هو تذكار الجريمة ؟
أليس هو شعار الجريمة وأداتها ؟ .
ثم ألم تر أن حادثة الصلب المتعلقة
بالمسيح عليه السلام كلها تفتقد
إلى الأساس التأريخي والديني الذي
تستند إليه ، فلماذا تشغل كل هذا
الحيز ولماذا تأخذ كل هذا الاهتمام
في عقيدتك
المسيحية
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له
شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من
الذل وكبره تكبيراً ، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى
الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أما
بعد فهذه نبذة مختصرة جداً (1) أردت
أن أبين من خلالها أصل النصرانية
وواقعها ، كتبتها ابتداءً للإنسان
النصراني ؛ ليقف بنفسه على أصل
عقيدته ، ويعرف كيف تحولت وتبدلت
وأصبحت ديانة وضعية بشرية بعد أن
كانت رسالة إلهية ، والتَزَمْتُ في
هذه النبذة أن أورد الأدلة التي
اعتمدت عليها في بيان الحق - من
التوراة والإنجيل- ؛ حتى يعلم أنني
أردت دلالته إلى الحق ، وإرشاده
إلى الصواب فأقول مستعيناً بالله :-
أصل
النصرانية رسالة إلهية كغيرها من
الرسالات الإلهية كرسالة نوح
وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة
والسلام ، وجميع الرسالات الإلهية
تتفق في العقائد الأساسية للدين
كالإيمان بأن الله واحد لا شريك له
، وأنه لم يلد ولم يولد ، والإيمان
بالملائكة واليوم الآخر والقدر
خيره وشره ، والإيمان بالرسل
والأنبياء ، ولم يرد في التأريخ
كله من لدن آدم عليه السلام إلى آخر
الأنبياء وهو محمد صلى الله عليه
وسلم أن رسالة إلهية وردت تخالف
هذه العقائد ، وإنما كان الخلاف
فيما بينها يتعلق بأنواع العبادات
وهيئاتها ، وأصناف المحرمات
والمباحات وأسبابها وغير ذلك مما
يشرعه الله لأنبيائه ويأمرهم
ببيانه للناس الذين أرسل إليهم هذا
الرسول أوذاك.
إذاً
فالنصرانية رسالة إلهية تدعو إلى
الإيمان بأن الله واحد لا شريك له ،
وأنه لم يلد ولم يولد ، وتؤكد بأن
لله رسلاً وأنبياء اصطفاهم
واختارهم من بين سائر البشر لتبيلغ
رسالته للناس لئلا يكون للناس على
الله حجة بعد إرسال الرسل .
والسؤال
الذي يفرض نفسه هو : هل بقيت
النصرانية على هيئتها التي أنزلها
الله على عبده ورسوله عيسى عليه
السلام أم لا ؟
وللإجابة
على هذا السؤال لا بد أن نستعرض
وإياك واقع النصرانية اليوم
ونعرضه على ما نقل في التوراة
والإنجيل عن موسى وعيسى عليهما
السلام لننظر أيتفق الواقع مع أصل
الرسالة أم يختلف ؟ وهل النصوص
المنقولة عن هذين الرسولين تؤيد
العقائدَ القائمة في حياة الأمة
النصرانية ؟ وهل ما نقل في هذه
الكتب عن حياة المسيح عليه السلام
يتفق مع الصورة التي ترسمها
الكنائس لشخصية المسيح ...حتى أصبحت
شخصية أسطورية يستحيل تصديقها في
الأذهان أو تحققها في الوجود . وأول
هذه العقائد هي :
1-
اعتقاد النصارى أن المسيح (( ابن
الله )) .
هذا
الاعتقاد ليس له ما يؤيده من كلام
المسيح عليه السلام ؛ بل نجد أن
التوراة والإنجيل مليئة بما يعارض
هذا الاعتقاد ويناقضه حيث جاء في
إنجيل يوحنا19 : 6
قوله
: (فلما رآه رؤساء الكهنة والخدام
صرخوا قائلين : اصلبه ، اصلبه قال
لهم بيلاطس : خذوه أنتم واصلبوه ؛
لأني لست أجد فيه علة . أجابه
اليهود : لنا ناموس وحسب ناموسنا
يجب أن يموت ؛ لأنه جعل نفسه ابن
الله ) ولقد صدّر متى إنجيله 1 : 1
بذكر نسب المسيح عليه السلام فقال :
(كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود
بن إبراهيم). فهذا النسب دليل على
البشرية ، مناقض لما دُعي فيه من
الألوهية .
وكأني
بك تقول : لقد أُطْلِقَ على المسيح
وصف ((ابن الله)) ولذلك دُعي ابن
الله فأقول : إن هذه الصفة وردت في
كتابك وقد أطلقت على أنبياء آخرين
ووصفت بها أمماً وشعوباً ، ولم
يختص بها المسيح عليه السلام
ولتتأكد من ذلك انظر مثلاً : (خروج 4:
22 ، مزمور 2 : 7 ، وأخبار الأيام
الأول 22 : 10.9 ، متى 5 : 9 ، ولوقا 3 : 38،
ويوحنا 1: 12 وهؤلاء الموصوفون بأنهم
أنبياء الله لم يرفعوا إلى المنزلة
التي رفعتم إليها المسيح عليه
السلام .
كما
أن إنجيل يوحنا : 1 : 12 حمل إلينا
تفسير أو وصف مصطلح ((ابن الله))
وأنها بمعنى المؤمن بالله حيث قال :
(وأما الوصف الذي قَبِلوه فأعطاهم
سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي
المؤمنون باْسمه ).
2-
اعتقاد النصارى أن المسيح عليه
السلام إله مع الله ، بل هو الأقنوم
الثاني من الثالوث المقدس عندهم .
عندما
نتصفح العهد الجديد لننظر الأساس
الذي بُني عليه هذا الاعتقاد لا
نجد للمسيح عليه السلام أي قول
يسنده ويدعو إليه ؛ بل نفاجأ بأن
العهد الجديد يضم بين طياته نصوصاً
ترفض هذا الاعتقاد وتعلن بكل صراحة
ووضوح أنه لا إله إلا الله ، وأن
المسيح عبد الله ورسوله أرسله إلى
بني إسرائيل مصدقاً بالتوراة
والإنجيل ، وإليك بعض هذه النصوص
التي تؤيد ما قلت فمنها :-
أ -
قال المسيح عليه السلام في إنجيل
برنابا 94 : 1 (إني أشهد أمام السماء ،
وأُشهد كل ساكن على الأرض أني بريء
من كل ما قال الناس عني من أني أعظم
من بشر ؛ لأني بشر مولود من امرأة
وعرضة لحكم الله ، أعيش كسائر
البشر عرضة للشقاء العام ).
ب -
شهد لوقا وكليوباس ببشرية المسيح
حيث قالا : (ولم تعرف ما جرى في هذه
الأيام من أمر المسيح الذي كان
رجلاً مصدقاً من الله في مقاله
وأفعاله) لوقا 24 : 19 ، وانظر لوقا 7 :
17 ، وأعمال الرسل 2 : 22 .
ج -
قول المسيح عليه السلام : (وهذه
الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت
الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع الذي
أرسلته) يوحنا 17 : 3 .
فأنت
ترى أن المسيح عليه السلام في النص
الأول شهد أمام السماء وأشهد كل
ساكن على الأرض أنه بريء من كل من
وصف يرفعه فوق منزلته البشرية ؛
وما ذاك إلا لأنه بشر .
وفي
النص الثاني شهد اثنان من معاصريه
أنه رجل مصدق من الله في قوله وفعله
.
وفي
النص الثالث أطلقها شهادة مدوية
بأن الحقيقة الكبرى في هذا الكون
التي تمنح صاحبها السعادة الأبدية
هي معرفة أن الله هو الإله الحقيقي
وكل ما سواه فهو زائف باطل ، وأن
يسوعَ المسيح رسولُ الله .
3-اعتقاد
أن اللاهوت حلّ في الناسوت .
وعندما
نستعرض تعاليم المسيح عليه السلام
نجد أنه لم يشر إلى هذه المسألة
إطلاقاً ؛ بل على العكس من ذلك يقوم
بتعليم عقيدة التوحيد الخالص من كل
شوائب الشرك ، ولعل أظهر دليل على
ذلك قول المسيح عليه السلام : ( اسمع
يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد )
مرقس : 12 : 29 .
ولعلك
تستعرض الأدلة التي وردت في الفقرة
الثانية مضيفاً إليها هذا الدليل
لتنظر هل هذه الأدلة المنقولة من
كتابك المقدس تؤيد هذه العقيدة ؟
أم تصادمها وترفضها ؟
4-
اعتقاد أن الله يتكون من ثلاثة
أقانيم وهو ما يعرف بـ ((عقيدة
الثليث )) .
هذا
الاعتقاد انفردت به الديانة
النصرانية من بين سائر الديانات
الإلهية ، فهل يؤيده الكتاب المقدس
أم يعارضه ؟ إن المتأمل المنصف لما
نقل عن المسيح عليه السلام سيجد
أنه جعل أساس رسالته الدعوة إلى
التوحيد ، وتنزيه الله عن مشابهة
خلقه ، وتجريد مقام الألوهية عن كل
ما سوى الله ، وتحقيق مقام
العبودية لله وحده ...
فارجع
البصر إلى الأدلة التي أوردتها لك
في الفقرة الثانية والثالثة تجد ما
ذكرته لا لبس فيه ولا غموض ، هذا من
جانب ، ومن جانب آخر فإن النصرانية
المحرفة تدّعي أن لله ثلاثة أقانيم
متساوية :
فالآب
هو الإله الأول ، والابن هو الإله
الثاني ، والروح القدس هو الإله
الثالث .
وليس
هذا صحيحاً ؛ لأنهم يعتقدون أن
الروح القدس قد انبثق عن الآب
والابن ، ولا يمكن أن تتساوى هذه
الأقانيم في الأزلية والثالث قد
انبثق عن الاثنين قبله ، كما أن لكل
واحد منها صفات تخصه لا يمكن أن
يوصف بها الآخر ، ثم إن الآب دائماً
في المرتبة الأولى ، والابن يأتي
بعده ، والروح القدس في الدرجة
الثالثة ، فلا ترضون أبداً أن يعاد
ترتيب هذا الثالوث فيكون الروح في
المقدمة والابن في المرتبة
الثانية بل تعتبرون ذلك كفراً
وإلحاداً فكيف التسوية إذاً ؟
ومن
جهة ثانية فإن وصف الروح وحده
بالقدس دليل على عدم المساواة .
5-اعتقاد
النصارى أن المسيح عليه السلام
صلبته اليهود بأمر بيلاطس البنطي
وتوفي على الصليب .
وتكفل
الكتاب المقدس بتفنيد هذا
الاعتقاد ؛ ففي كتابك أن المصلوب
ملعون ، كما ورد ذلك في سفر التثنية
: 22 : 23 : (وإذا كان على إنسان خطيّة
حقها الموت فقُتل وعلقته على خشبة .
فلا تثبت جثته على الخشبة بل تدفنه
في ذلك اليوم ، لأن المعلق ملعون من
الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك
الرب إلهك ) فتأمل كيف يكون إلهكم
ملعوناً بنص كتابكم ؟
كما
أن في إنجيل لوقا 4: 29-30 أن الله عصم
المسيح عليه السلام وحفظه من كيد
اليهود ومكرهم فلم يستطيعوا أن
يصلبوه : (فقاموا وأخرجوه خارج
المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل
الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى
يطرحوه أسفل . أما هو فجاز في وسطهم
ومضى) وقال يوحنا : 8 : 59 : (فرفعوا
حجارة ليرجموه . أما يسوع فاختفى
وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم
ومضى هكذا ). وقال يوحنا 10 : 93 : (فطلبوا
أيضاً أن يمسكوه فخرج من أيديهم ).
هذه النصوص -وسواها كثير -تؤكد أن
الله عصم المسيح عليه السلام من
كيد اليهود ومكرهم .
بل عن
هناك نصوصاً تثبت أن اليهود لم
يكونوا متحققين من شخصية المسيح
حتى استأجروا من يدلهم عليه ،
وأعطوه لذلك أجراً (انظر متى 27 : 3-4).
كما أخبر المسيح عليه السلام أن كل
الجموع ستشك في خبره تلك الليلة
التي وقعت فيها الحادثة فقال : (كلكم
تشكّون فيّ هذه الليلة ) مرقس 14 : 27 .
إذاً
فماذا كانت نهاية المسيح على الأرض
؟ لقد رفعه الله إليه ، وهذا خبره
في كتابك : (إن يسوع هذا الذي ارتفع
عنكم إلى السماء ) أعمال الرسل 1 : 11
. و : (مكتوب أنه يوصي ملائكته بك
فعلى أيادِيهم يحملونك ) متى 4 : 6 ،
ولوقا 4 : 10-11 .
أرأيت
كيف حمل كتابك الحقائق التالية :-
1-أن
من عُلق على خشبة الصلب فهو ملعون.
2-أن الله عصم المسيح وحفظه من
الصلب.
3-أخبر المسيح أن الجموع ستكون في
شك من أمره في تلك الليلة.
4-أن الله رفعه إلى السماء.
والآن
أطرح إليك هذا السؤال : ما السبب في
كون هذا الصليب مقدساً في
النصرانية ؟
في
حين أنه كان هو السبب في إصابة
المسيح عليه السلام- كما تعتقدون-
بالأذى ؟ أليس هو تذكار الجريمة ؟
أليس هو شعار الجريمة وأداتها ؟ .
ثم ألم تر أن حادثة الصلب المتعلقة
بالمسيح عليه السلام كلها تفتقد
إلى الأساس التأريخي والديني الذي
تستند إليه ، فلماذا تشغل كل هذا
الحيز ولماذا تأخذ كل هذا الاهتمام
في عقيدتك
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin