[size=18]الحضارة الإسلامية
الجانب العسكري في الحضارة الإسلامية
مفهوم الجهاد ومكانته في الإسلام
الجهاد
هو بذل الجهد في الدفاع عن محارم الإسلام ضد أعدائه، وأعلى الجهاد وأشرفه
الجهاد بالنفس والمال في سبيل الله، وهو فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل
سليم الجسد، إذا احتاج الجهاد إليه، كأن يُحتل بلد إسلامي، وإلا فهو فرض
كفاية، إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين.
وللجهاد مكانة
سامية في الإسلام، فهو ذروة سنام الإسلام، وهو التجارة الرابحة مع الله،
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم.
تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم
إن كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار
ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم} [الصف: 10-12].
وهذا المعنى
فهمه أصحاب رسول الله (؛ فعندما اقترب المشركون من المسلمين في غزوة بدر،
قال ( لأصحابه: (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض). فقال عمير بن
الحِمَام الأنصارى: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: (نعم)،
قال: بَخٍ بَخٍ (حسنًا حسنًا). فقال الرسول (: (وما يحملك على قول بَخٍ
بَخٍ ؟). قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال:
(فإنك من أَهْلِهَا). فأخرج عمير تمرات من جرابه، وجعل يأكل منها، ثم قال:
لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم ألقى التمرات،
وقاتلهم حتى قُتل. [مسلم وأحمد].
والجهاد الإسلامي لا مكان فيه للعدوان
على حق الآخرين في العقيدة، ولا في الحياة، وليس فيه إهدار لأي حق من حقوق
أي إنسان، إنما هو جهاد من أجل الدين، من أجل أن تصل رسالة الله إلى الأرض
كلها، وهو جهاد لمن يقف أمام تبليغ كلمة الله إلى الدنيا بأسرها قال
تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فلا
عدوان إلا على الظالمين} [البقرة: 193].
وهكذا نرى أن الجهاد في
الإسلام للدفاع عن العقيدة سواء كان المسلمون يقاتلون عدوًّا اعتدى على
بلادهم ومقدساتهم، أو كانوا يحاربون من عادى دعوة الله تعالى وصدَّ الناس
عنها، فوجب قتالهم لتصل الدعوة إلى الناس، وبعدها يبقى الناس أحرارًا في
الدخول في الإسلام أو البقاء على دينهم الأول فلا إكراه في الدين.
أنواع الجهاد
وقد ذكر العلماء عدة أنواع للجهاد، منها:
جهاد المشركين:
فهم
يحاربون دين الله -تعالى-، ولذلك لابد من محاربتهم، حتى تصل تعاليم
الإسلام إلى الناس كافة. قال تعالى: {قاتلوا المشركين حيث وجدتموهم}
[التوبة: 5].
جهاد المرتدين:
لما مات رسول الله ( ارتد كثير من القبائل عن الإسلام، فقام
أبو
بكر -رضي الله عنه- بمحاربتهم، فأرسل الجيوش بقيادة خالد ابن الوليد -رضي
الله عنه- لقتالهم، فهزمهم في معركة اليمامة، فمن ترك دين الإسلام وكفر
به، وجب قتاله وقتله، قال تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر
فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون} [البقرة: 217]. وقال (: (من بدَّل دينه فاقتلوه) [البخاري].
جهاد البغاة:
ويقصد
بهم الخارجون من المسلمين على الحاكم المسلم العادل، أو الباغون المعتدون
على غيرهم من المسلمين، إذا كانت الجماعتان مسلمتين، وهنا يجب قتال الفئة
الباغية؛ منعًا للفساد وعملاً بقوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين
اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى
تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب
المقسطين} [الحجر: 9].
جهاد أهل الكتاب:
بعث رسول الله ( برسالة إلى
هرقل عظيم الروم، كتب فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله
ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ،
أسلم يُؤْتِكَ الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيَّيْن
(عامة الشعب).. يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد
إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن
تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} [آل عمران: 64].
لم يستجب هرقل
والروم معه لدعوة رسول الله (، فكان سقوط إمبراطورية الروم على يد
المسلمين تمهيدًا لنشر دعوة الإسلام بعد أن وقفوا حائلاً دون وصولها إلى
قومهم، فوجب قتالهم حتى يزول هذا الحائل، فإن زال فلا إكراه في الدين،
فيدخل الإسلام من شاء ويظل على دينه من شاء. قال الله -عز وجل-: {قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله
ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون} [التوبة: 29]. والمسلمون لا يبدءون بالقتال إلا بعد التبليغ
والإنذار، فإن دخل أهل الكتاب الإسلام، أو قبلوا دفع الجزية، فلا قتال،
وإن أَبَوْا حوربوا.
جهاد المنافقين:
والمنافقون قوم يظهرون الإسلام
ويخفون في صدورهم الكفر، وهم موجودون في كل زمان ومكان، وكان منهم جماعة
في زمن الرسول ( يعيشون معه في المدينة المنورة، وقد أنزل الله فيهم سورة
كاملة هي سورة المنافقون، وقد أمر الله بجهادهم قائلاً: {يا أيها النبي
جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} [التوبة:
73]. إلا أن جهاد المنافقين يختلف عن جهاد غيرهم، فجهادهم باللسان
وبالإنكار عليهم ما يفعلون وبإقامة الحدود فيهم.
دوافع الحرب عند المسلمين
رد العدوان:
يقول
الله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا
يحب المعتدين} [البقرة: 190]. وبعد أن انتصر المسلمون على المشركين في
غزوة بدر، وصلت الأخبار إلى رسول الله ( بأن أهل قريش أعدوا العدة لقتال
المسلمين، والانتقام منهم، فاستشار رسول الله ( أصحابه في الخروج
لملاقاتهم وقتالهم فأشار عليه الصحابة بالخروج، فخرج الرسول ( لقتالهم.
فأول
دوافع الحرب عند المسلمين هو الاعتداء عليهم، فإذا تعرض المسلمون لأي
اعتداء على النفس أو العرض أو المال أو العقيدة، فعليهم أن يقفوا أمام
العدوان، قال تعالى: {فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين} [البقرة:
191]. وقال رسول الله (: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو
شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [الترمذي].
الدفاع عن المسلمين المستضعفين:
يروي
لنا التاريخ أن امرأة مسلمة ذهبت إلى سوق يهود بني قينقاع، لتبيع بعض
ذهبها، وجلست إلى صائغ، فأراد بعضهم أن تكشف النقاب عن وجهها؛ فرفضت.
فأمسك
الصائغ بطرف ثوبها في غفلة منها، ووضعه على ظهرها؛ فلما قامت انكشفت
سوأتها، فضحكوا منها، فصاحت المرأة، فأنقذها رجل مسلم، وقتل الصائغ،
فاجتمع عليه اليهود وقتلوه، فاستغاث أهله بالمسلمين، فطرد الرسول ( يهود
بني قينقاع من المدينة.
ومن هنا وجب على المسلمين أن ينهضوا جميعًا
لمناصرة إخوانهم في العقيدة، في أي مكان، إذا تعرضوا لأذى، قال تعالى:
{وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان
الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك
وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا} [النساء: 75].
إزالة الاضطهاد عن الدين والدفاع عن حرية التدين:
لما
نقض يهود المدينة عهدهم مع رسول الله (، أثاروا القبائل والفتن ضد
المسلمين، اضطر الرسول ( إلى طرد بعضهم من المدينة وقتل بعضهم، جزاء الغدر
والخيانة، فإذا نقض أعداء الإسلام ما بيننا وبينهم من عهود ومواثيق، وظهرت
منهم بوادر الخيانة وجب علينا قتالهم، قال تعالى: {وإما تخافن من قوم
خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين}
[الأنفال: 58]. ولم يذكر لنا التاريخ حادثة واحدة نقض فيها المسلمون عهدًا واحدًا مع غيرهم وبدءوهم بالقتال.
الاستعداد للمعركة في ظل مبادئ الإسلام
أرسل
رسول الله ( إلى العباس بن عبد المطلب في غزوة أحد؛ ليراقب تحركات قريش
واستعداداتها العسكرية، فكان ينقل تحركاتهم أولاً بأول، ويرسل إلى الرسول
( بذلك، وظلت المدينة في حالة استعداد دائم لا يفارق رجالها السلاح حتى
أثناء الصلاة، وتحركت الدوريات حول الطرق التي يحتمل أن يسلكها المشركون
للهجوم على المسلمين، وعقد رسول الله ( مجلسًا يستشير فيه الصحابة
ويتبادلون فيه الآراء حول المعركة. ومن هنا فإنه يجب على المسلمين أن
يكونوا على استعداد دائم للجهاد في سبيل الله، ومن صور الاستعداد للحرب:
إعداد الجندي المسلم:
الجندي المسلم هو العامل الحاسم في المعركة، ولذلك يجب الاهتمام باختياره وإعداده، ويكون ذلك وفق خطوات محددة، هي:
-
تقوية إيمانه ويقينه بالله عز وجل، فالإيمان بالله هو السلاح الأقوى
والحاسم في المعارك، لذلك ركز القرآن على تثبيت ذلك المعنى في النفوس، قال
تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم
الأشهاد} [غافر: 51].
والجندي المسلم يربى على معرفة نهاية المعركة،
وهي: إما النصر وإما الشهادة في سبيل الله، فإن كانت الأولى حمد الله، وإن
كانت الأخرى فهو لا يهاب الموت؛ لأنه يعلم فضل الشهادة.
- إعداده
وتربيته على أن النصر لا يتوقف على كثرة العدد والعدة وحدهما، ففي غزوة
بدر الكبرى كان المسلمون قلة، وكان الكفار كثرة، ولكن المسلمين بقوة
الإيمان والثقة بنصر الله انتصروا قال تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة
كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} [البقرة: 249].
- أن يربى الجندي
على الطاعة، فعندما استشار رسول الله ( أصحابه يوم بدر، قام المقداد بن
الأسود -رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله، امض لما أراد الله، فوالذي
بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرْك الغِماد (اسم مكان في أقصى الجزيرة
العربية) لجالدنا (لحاربنا) معك حتى تبلغه. وقام سعد بن معاذ وقال: امض
لما أراك الله فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت هذا البحر فخضته
لخضناه معك.
ولا شك أن طاعة القيادة المؤمنة من طاعة الله ورسوله؛ قال
النبي (: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع
أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني) [البخاري]. فعلى الجندي
المسلم أن يطيع توجيهات قائده الذي يقوده نحو النصر. وهذه الطاعة للقائد
المسلم لا تكون إلا في المعروف، أما إذا أمرهم القائد أو الأمير بمعصية
فلا طاعة له عليهم لقول رسول الله (: (إنما الطاعة في المعروف) [متفق
عليه].
- أن يربى الجندي على الشجاعة، فقد كان رسول الله ( يحارب مع
الجنود كأنه فرد منهم، فقد كان له تسعة سيوف يبارز بها، وسبع دروع يحتمي
بها من الطعنات، وفي غزوة أحد، عندما هرب الناس وانفضوا عنه (، وقف النبي
( في شجاعة نادرة يقاتل المشركين. وفي غزوة حنين، عندما فر كثير من
المسلمين وقف في ثبات وقوة يقاتل وينادي المسلمين قائلاً:
أنا النبي لا كذبْ أنا ابْنُ عبدِ المطَّـلِب
حتى
اجتمعت صفوف المسلمين مرة أخرى فكان لهم النصر. [متفق عليه]. فالشجاعة
والثبات والصبر في المعركة من أهم صفات الجندي المسلم، قال تعالى: {يا
أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}
[الأنفال: 45].
-
أن يتدرب الجندي على الحيطة والحذر؛ فقد كان رسول الله ( شديد الحيطة
والحذر؛ عملاً بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات
أو انفروا جميعًا} [النساء: 71].
فالجندي المسلم لابد أن يكون حذرًا
يقظًا يتابع كل تحركات العدو، ولا ينخدع بالحيل والمكائد التي يتبعها
الأعداء، وكذلك يكون أمينًا على الأسرار الحربية، والجندي المسلم لا يتأثر
بالشائعات التي تؤدي إلى إضعاف الروح المعنوية، وتفريق الصفوف.
- أن
يتخلق الجندي بالتواضع، ويبتعد عن الغرور، فعندما فتح الله على المسلمين
مكة ودخلها الرسول ( منتصرًا ومعه المسلمون، دخل ( وهو مطأطئ رأسه؛ واضعًا
لله، وهكذا يعلمنا رسول الله ( التواضع عند النصر وإرجاع الفضل لله تعالى.
ولذلك
يجب على الجندي المسلم أن يكون متواضعًا لا يعرف الغرور والكبر، ويدرك أن
النصر من عند الله، ويشكره على تلك النعمة العظيمة، والمسلم لا يتباهى
بقوته، ولا يتمنى لقاء العدو، وإنما يسأل الله العافية، فإذا اضطر للحرب
صبر عند اللقاء، لقول رسول الله (: (لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله
العافية، فإذا لقيتموه فاصبروا) [متفق عليه].
- إمداد الجندي المسلم
بكل عناصر القوة اللازمة؛ فقد كان رسول الله ( يهتم بتسليح الجنود، ويشرف
عليهم بنفسه، ويوم حنين لم يجد سلاحًا كافيًا، فاستعار سلاحًا من صفوان بن
أمية على أن يعيده إليه بعد المعركة حرصًا على قوة الجيش الإسلامي، كما
كان يتفقد الصفوف، فإذا وَجَدَ بينهم ضعيفًا أو صبيًّا لا يقوى على حمل
السلاح استبعده من الصفوف.
فالجندي المسلم لابد أن يتسلح بأحدث الأسلحة
بقدر المستطاع عملاً بقوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط
الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله
يعلمهم} [الأنفال: 60].
تنظيمات الجيش الإسلامي:
لقد عرف المسلمون
من البداية تنظيم الجيوش، وكان للجيش الإسلامي مقدمة ومؤخرة، وميمنة
وميسرة وقلب، وكان القائد يقف في قلب الجيش حتى يشرف عليه ويوجههم في كافة
مراحل القتال.
الجانب العسكري في الحضارة الإسلامية
مفهوم الجهاد ومكانته في الإسلام
الجهاد
هو بذل الجهد في الدفاع عن محارم الإسلام ضد أعدائه، وأعلى الجهاد وأشرفه
الجهاد بالنفس والمال في سبيل الله، وهو فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل
سليم الجسد، إذا احتاج الجهاد إليه، كأن يُحتل بلد إسلامي، وإلا فهو فرض
كفاية، إذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن الباقين.
وللجهاد مكانة
سامية في الإسلام، فهو ذروة سنام الإسلام، وهو التجارة الرابحة مع الله،
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم.
تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم
إن كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار
ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم} [الصف: 10-12].
وهذا المعنى
فهمه أصحاب رسول الله (؛ فعندما اقترب المشركون من المسلمين في غزوة بدر،
قال ( لأصحابه: (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض). فقال عمير بن
الحِمَام الأنصارى: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: (نعم)،
قال: بَخٍ بَخٍ (حسنًا حسنًا). فقال الرسول (: (وما يحملك على قول بَخٍ
بَخٍ ؟). قال: لا والله يا رسول الله، إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال:
(فإنك من أَهْلِهَا). فأخرج عمير تمرات من جرابه، وجعل يأكل منها، ثم قال:
لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم ألقى التمرات،
وقاتلهم حتى قُتل. [مسلم وأحمد].
والجهاد الإسلامي لا مكان فيه للعدوان
على حق الآخرين في العقيدة، ولا في الحياة، وليس فيه إهدار لأي حق من حقوق
أي إنسان، إنما هو جهاد من أجل الدين، من أجل أن تصل رسالة الله إلى الأرض
كلها، وهو جهاد لمن يقف أمام تبليغ كلمة الله إلى الدنيا بأسرها قال
تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فلا
عدوان إلا على الظالمين} [البقرة: 193].
وهكذا نرى أن الجهاد في
الإسلام للدفاع عن العقيدة سواء كان المسلمون يقاتلون عدوًّا اعتدى على
بلادهم ومقدساتهم، أو كانوا يحاربون من عادى دعوة الله تعالى وصدَّ الناس
عنها، فوجب قتالهم لتصل الدعوة إلى الناس، وبعدها يبقى الناس أحرارًا في
الدخول في الإسلام أو البقاء على دينهم الأول فلا إكراه في الدين.
أنواع الجهاد
وقد ذكر العلماء عدة أنواع للجهاد، منها:
جهاد المشركين:
فهم
يحاربون دين الله -تعالى-، ولذلك لابد من محاربتهم، حتى تصل تعاليم
الإسلام إلى الناس كافة. قال تعالى: {قاتلوا المشركين حيث وجدتموهم}
[التوبة: 5].
جهاد المرتدين:
لما مات رسول الله ( ارتد كثير من القبائل عن الإسلام، فقام
أبو
بكر -رضي الله عنه- بمحاربتهم، فأرسل الجيوش بقيادة خالد ابن الوليد -رضي
الله عنه- لقتالهم، فهزمهم في معركة اليمامة، فمن ترك دين الإسلام وكفر
به، وجب قتاله وقتله، قال تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر
فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها
خالدون} [البقرة: 217]. وقال (: (من بدَّل دينه فاقتلوه) [البخاري].
جهاد البغاة:
ويقصد
بهم الخارجون من المسلمين على الحاكم المسلم العادل، أو الباغون المعتدون
على غيرهم من المسلمين، إذا كانت الجماعتان مسلمتين، وهنا يجب قتال الفئة
الباغية؛ منعًا للفساد وعملاً بقوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين
اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى
تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب
المقسطين} [الحجر: 9].
جهاد أهل الكتاب:
بعث رسول الله ( برسالة إلى
هرقل عظيم الروم، كتب فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله
ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ،
أسلم يُؤْتِكَ الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيَّيْن
(عامة الشعب).. يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد
إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن
تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} [آل عمران: 64].
لم يستجب هرقل
والروم معه لدعوة رسول الله (، فكان سقوط إمبراطورية الروم على يد
المسلمين تمهيدًا لنشر دعوة الإسلام بعد أن وقفوا حائلاً دون وصولها إلى
قومهم، فوجب قتالهم حتى يزول هذا الحائل، فإن زال فلا إكراه في الدين،
فيدخل الإسلام من شاء ويظل على دينه من شاء. قال الله -عز وجل-: {قاتلوا
الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله
ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون} [التوبة: 29]. والمسلمون لا يبدءون بالقتال إلا بعد التبليغ
والإنذار، فإن دخل أهل الكتاب الإسلام، أو قبلوا دفع الجزية، فلا قتال،
وإن أَبَوْا حوربوا.
جهاد المنافقين:
والمنافقون قوم يظهرون الإسلام
ويخفون في صدورهم الكفر، وهم موجودون في كل زمان ومكان، وكان منهم جماعة
في زمن الرسول ( يعيشون معه في المدينة المنورة، وقد أنزل الله فيهم سورة
كاملة هي سورة المنافقون، وقد أمر الله بجهادهم قائلاً: {يا أيها النبي
جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} [التوبة:
73]. إلا أن جهاد المنافقين يختلف عن جهاد غيرهم، فجهادهم باللسان
وبالإنكار عليهم ما يفعلون وبإقامة الحدود فيهم.
دوافع الحرب عند المسلمين
رد العدوان:
يقول
الله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا
يحب المعتدين} [البقرة: 190]. وبعد أن انتصر المسلمون على المشركين في
غزوة بدر، وصلت الأخبار إلى رسول الله ( بأن أهل قريش أعدوا العدة لقتال
المسلمين، والانتقام منهم، فاستشار رسول الله ( أصحابه في الخروج
لملاقاتهم وقتالهم فأشار عليه الصحابة بالخروج، فخرج الرسول ( لقتالهم.
فأول
دوافع الحرب عند المسلمين هو الاعتداء عليهم، فإذا تعرض المسلمون لأي
اعتداء على النفس أو العرض أو المال أو العقيدة، فعليهم أن يقفوا أمام
العدوان، قال تعالى: {فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين} [البقرة:
191]. وقال رسول الله (: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو
شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) [الترمذي].
الدفاع عن المسلمين المستضعفين:
يروي
لنا التاريخ أن امرأة مسلمة ذهبت إلى سوق يهود بني قينقاع، لتبيع بعض
ذهبها، وجلست إلى صائغ، فأراد بعضهم أن تكشف النقاب عن وجهها؛ فرفضت.
فأمسك
الصائغ بطرف ثوبها في غفلة منها، ووضعه على ظهرها؛ فلما قامت انكشفت
سوأتها، فضحكوا منها، فصاحت المرأة، فأنقذها رجل مسلم، وقتل الصائغ،
فاجتمع عليه اليهود وقتلوه، فاستغاث أهله بالمسلمين، فطرد الرسول ( يهود
بني قينقاع من المدينة.
ومن هنا وجب على المسلمين أن ينهضوا جميعًا
لمناصرة إخوانهم في العقيدة، في أي مكان، إذا تعرضوا لأذى، قال تعالى:
{وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان
الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك
وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا} [النساء: 75].
إزالة الاضطهاد عن الدين والدفاع عن حرية التدين:
لما
نقض يهود المدينة عهدهم مع رسول الله (، أثاروا القبائل والفتن ضد
المسلمين، اضطر الرسول ( إلى طرد بعضهم من المدينة وقتل بعضهم، جزاء الغدر
والخيانة، فإذا نقض أعداء الإسلام ما بيننا وبينهم من عهود ومواثيق، وظهرت
منهم بوادر الخيانة وجب علينا قتالهم، قال تعالى: {وإما تخافن من قوم
خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين}
[الأنفال: 58]. ولم يذكر لنا التاريخ حادثة واحدة نقض فيها المسلمون عهدًا واحدًا مع غيرهم وبدءوهم بالقتال.
الاستعداد للمعركة في ظل مبادئ الإسلام
أرسل
رسول الله ( إلى العباس بن عبد المطلب في غزوة أحد؛ ليراقب تحركات قريش
واستعداداتها العسكرية، فكان ينقل تحركاتهم أولاً بأول، ويرسل إلى الرسول
( بذلك، وظلت المدينة في حالة استعداد دائم لا يفارق رجالها السلاح حتى
أثناء الصلاة، وتحركت الدوريات حول الطرق التي يحتمل أن يسلكها المشركون
للهجوم على المسلمين، وعقد رسول الله ( مجلسًا يستشير فيه الصحابة
ويتبادلون فيه الآراء حول المعركة. ومن هنا فإنه يجب على المسلمين أن
يكونوا على استعداد دائم للجهاد في سبيل الله، ومن صور الاستعداد للحرب:
إعداد الجندي المسلم:
الجندي المسلم هو العامل الحاسم في المعركة، ولذلك يجب الاهتمام باختياره وإعداده، ويكون ذلك وفق خطوات محددة، هي:
-
تقوية إيمانه ويقينه بالله عز وجل، فالإيمان بالله هو السلاح الأقوى
والحاسم في المعارك، لذلك ركز القرآن على تثبيت ذلك المعنى في النفوس، قال
تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم
الأشهاد} [غافر: 51].
والجندي المسلم يربى على معرفة نهاية المعركة،
وهي: إما النصر وإما الشهادة في سبيل الله، فإن كانت الأولى حمد الله، وإن
كانت الأخرى فهو لا يهاب الموت؛ لأنه يعلم فضل الشهادة.
- إعداده
وتربيته على أن النصر لا يتوقف على كثرة العدد والعدة وحدهما، ففي غزوة
بدر الكبرى كان المسلمون قلة، وكان الكفار كثرة، ولكن المسلمين بقوة
الإيمان والثقة بنصر الله انتصروا قال تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة
كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} [البقرة: 249].
- أن يربى الجندي
على الطاعة، فعندما استشار رسول الله ( أصحابه يوم بدر، قام المقداد بن
الأسود -رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله، امض لما أراد الله، فوالذي
بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرْك الغِماد (اسم مكان في أقصى الجزيرة
العربية) لجالدنا (لحاربنا) معك حتى تبلغه. وقام سعد بن معاذ وقال: امض
لما أراك الله فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت هذا البحر فخضته
لخضناه معك.
ولا شك أن طاعة القيادة المؤمنة من طاعة الله ورسوله؛ قال
النبي (: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع
أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني) [البخاري]. فعلى الجندي
المسلم أن يطيع توجيهات قائده الذي يقوده نحو النصر. وهذه الطاعة للقائد
المسلم لا تكون إلا في المعروف، أما إذا أمرهم القائد أو الأمير بمعصية
فلا طاعة له عليهم لقول رسول الله (: (إنما الطاعة في المعروف) [متفق
عليه].
- أن يربى الجندي على الشجاعة، فقد كان رسول الله ( يحارب مع
الجنود كأنه فرد منهم، فقد كان له تسعة سيوف يبارز بها، وسبع دروع يحتمي
بها من الطعنات، وفي غزوة أحد، عندما هرب الناس وانفضوا عنه (، وقف النبي
( في شجاعة نادرة يقاتل المشركين. وفي غزوة حنين، عندما فر كثير من
المسلمين وقف في ثبات وقوة يقاتل وينادي المسلمين قائلاً:
أنا النبي لا كذبْ أنا ابْنُ عبدِ المطَّـلِب
حتى
اجتمعت صفوف المسلمين مرة أخرى فكان لهم النصر. [متفق عليه]. فالشجاعة
والثبات والصبر في المعركة من أهم صفات الجندي المسلم، قال تعالى: {يا
أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}
[الأنفال: 45].
-
أن يتدرب الجندي على الحيطة والحذر؛ فقد كان رسول الله ( شديد الحيطة
والحذر؛ عملاً بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات
أو انفروا جميعًا} [النساء: 71].
فالجندي المسلم لابد أن يكون حذرًا
يقظًا يتابع كل تحركات العدو، ولا ينخدع بالحيل والمكائد التي يتبعها
الأعداء، وكذلك يكون أمينًا على الأسرار الحربية، والجندي المسلم لا يتأثر
بالشائعات التي تؤدي إلى إضعاف الروح المعنوية، وتفريق الصفوف.
- أن
يتخلق الجندي بالتواضع، ويبتعد عن الغرور، فعندما فتح الله على المسلمين
مكة ودخلها الرسول ( منتصرًا ومعه المسلمون، دخل ( وهو مطأطئ رأسه؛ واضعًا
لله، وهكذا يعلمنا رسول الله ( التواضع عند النصر وإرجاع الفضل لله تعالى.
ولذلك
يجب على الجندي المسلم أن يكون متواضعًا لا يعرف الغرور والكبر، ويدرك أن
النصر من عند الله، ويشكره على تلك النعمة العظيمة، والمسلم لا يتباهى
بقوته، ولا يتمنى لقاء العدو، وإنما يسأل الله العافية، فإذا اضطر للحرب
صبر عند اللقاء، لقول رسول الله (: (لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله
العافية، فإذا لقيتموه فاصبروا) [متفق عليه].
- إمداد الجندي المسلم
بكل عناصر القوة اللازمة؛ فقد كان رسول الله ( يهتم بتسليح الجنود، ويشرف
عليهم بنفسه، ويوم حنين لم يجد سلاحًا كافيًا، فاستعار سلاحًا من صفوان بن
أمية على أن يعيده إليه بعد المعركة حرصًا على قوة الجيش الإسلامي، كما
كان يتفقد الصفوف، فإذا وَجَدَ بينهم ضعيفًا أو صبيًّا لا يقوى على حمل
السلاح استبعده من الصفوف.
فالجندي المسلم لابد أن يتسلح بأحدث الأسلحة
بقدر المستطاع عملاً بقوله تعالى: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط
الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله
يعلمهم} [الأنفال: 60].
تنظيمات الجيش الإسلامي:
لقد عرف المسلمون
من البداية تنظيم الجيوش، وكان للجيش الإسلامي مقدمة ومؤخرة، وميمنة
وميسرة وقلب، وكان القائد يقف في قلب الجيش حتى يشرف عليه ويوجههم في كافة
مراحل القتال.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin