قصة إسلام عماد المهدي الشماس السابق
في
البداية سألت ( الشاب عماد ): أن يلخص لنا قصة إسلامه فقام بتلخيصها
كالتالي: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد : *
فنعمة الإسلام كفى بها نعمة، ولو سجدنا لله شكراً حتى نموت ما وفّينا هذه
النعمة حقها من الشكر لله تعالى. فالمسلم الذي يعيش في ظل الإسلام يتمتع
بنعمة عظيمة – ألا وهي نعمة الإسلام، ولا يشعر بطعم هذه النعمة إلا من كان
محروماً منها ثم أكرمه الله بها. أخي القارئ: كان لا بد أن أحدثكم عن نفسي
قبل أن أحدثكم عن نعمة الإسلام التي هداني الله إليها لعلك تسألني وتقول:
ما هي أسرتك قبل الإسلام وبعده ؟ قبل الإسلام: كانت تتكون أسرتي من أربعة
أشخاص وهم أنا وأختي وأمي ووالدي، كانت أسرة نصرانية كأي أسرة متدينة تذهب
إلى الكنيسة وتحضر قداسها في مواعيدها ( الأحد والجمعة )، تؤدي جميع
الطقوس داخلها من اعتراف، أو تناول، أو صلاة. فالاعتراف: هو اعتراف العبد
للقسيس بذنبه الذي اقترفه خلال الأسبوع، وكل فرد في الكنيسة يجب عليه هذا
الاعتراف أمام القسيس، ويختار لنفسه قسيساً معيناً، ويسمى بعدها هذا
القسيس ( الأب الروحي ) ، وبعضهم يسمي هذا القسيس ( الضمير الروحي ) !!!
ويعد الاعتراف سراً من بين أسرار الكنيسة السبعة وهي :
1- سر المعمودية أو التغطيس أو التنصير.
2- سر العشاء الرباني أو التناول.
3- سر التناول . 4- سر التثليث .
5- سر الزواج .
7- سر الكهنوت.
واكتفي بشرح الاعتراف والتناول حتى لا يتشعب الموضوع ويتفرق من بين أيدينا .. التناول: يلي الاعتراف[1]، وهو[2]
عبارة عن ( نبيذ العنب ) ( الخمر ) ويقرأ عليه القسيس بعض الطقوس ما يقرب
من ساعة ونصف تقريباً، وحسب اعتقادهم يقولون: قد يتحول هذا الخمر إلى دم
المسيح ويشرب كل من اعترف للقسيس ملعقة من هذا الخمر . ويجذبني الحديث إلى
تعريف ( أخي القارئ ) بالقداس في الكنيسة: فالقداس هو ما يفعل صباح يوم
الجمعة والأحد، وهذا القداس في نظرهم قمة العبادة، ويؤدون فيه بعض الطقوس
باللغة القبطية القديمة، وأكثر الذين يصلون خلف القسيس لا يعلمون عن هذه
الكلمات شيئاً ... ( لا تضحك !! فليس بعد الكفر ذنب ) !!! وهذه الأسرار
السبعة ما هي إلا شرك باله، كما يظهر ذلك في – تثليث الأب والابن والروح
القدس حيث اتخذوا المسيح عليه السلام إلهاً نم دون الله، ويتم تمجيده على
هذا الأساس. وكنت أذهب مع عائلتي إلى الكنيسة يوم الجمعة في الصباح وكذلك
الأحد، ذلك المكان الموحش ، الممتلئ بدخان المباخر في كل جوانب الكنيسة،
حتى إنك تكاد لا ترى يدك من شدة هذا الضباب من الدخان، - كذلك لم يكن هناك
من يشبع رغبتي داخلها لأن كلام القس في القداس باللغة القبطية – إلا أنهم
كانوا في مدارس الأحد[3]، يتم عمل مسابقات وهدايا مِمَّا يُرغّب الأطفال في الذهاب إلى الكنيسة.
* عمل الوالد والوالدة :
والدي كان تاجر حبوب، وأمي كانت تعمل في مجال التمريض، وكنت دائماً أحب أن
أكون مع والدي في الدكان حتى كنت أسارع في البيع والشراء ، كذلك كان هناك
متجر حبوب آخر ملكاً للعائلة الكبيرة ، الجد والجدة والأعمام والعمات،
وكان لي مكانة مميزة عند جدي برغم وجود أبناء العم من حولي . كذلك لي عم
آخر وكان ذلك العم يحبني حباً كثيراً ويقول : ( إنني أعتبرك ابني وأنا على
يقين أن والدك لا يعرف قيمتك مثلي )، – الحمد لله – كنت ماهراً في التجارة
، ماهراً مع الناس ، اشتهرت بحسن الخلق وحسن التعامل مع الناس وكذلك الصدق
في المنزل ، كان – والحمد لله – أسلوبي طيباً مع الناس جميعاً ، وهذا مما
فُطرتُ ونشأت عليه . * بداية النور : وفي بداية دخول النور إلى بيتنا الذي
أنار بنور الإسلام شعرت بتوجه أمي الحنون نحو الإسلام – لا تعجب فـ (
القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء ) وجدت أمي تنفر من
النصرانية ، حتى أنها بدأت تمتنع عن الذهاب إلى الكنيسة وتميل إلى الإسلام
. وفي ذلك الوقت وافق صيام شهر رمضان ، الصيام عند النصارى ، حيث يفطر
المسلمون عند المغرب ، ويفطر النصارى عند ظهور النجوم في السماء ، عند
اقتراب المغرب [4].
وعندما كانت تظهر النجوم في السماء كان ذلك يسبق الأذان ، إلا أن الأم
كانت تنتظر حتى تسمع الأذان ، تعجبتُ ! وفي مرة من المرات قلت لها (ماما)
ما هذا ؟ إني أراك لا تفطرين عند ظهور النجم في السماء مثلنا وتأكلين عند
أذان المغرب كالمسلمين . ما هذا ؟!!!! أخبريني بصراحة الأمر . فتقول يا
عماد – يا عماد لا تشغل بالك . وعلمت بعد ذلك أنها بسلوكها هذا تتجهُ إلى
الإسلام وتميل إليه وأنها كانت تصوم رمضان ، ولم تكن صائمة صيام العذراء ،
لأن صيام العذراء كان خمسة عشر يوماً ولكنها صامت ثلاثين يوماً حتى انتهى
شهر رمضان المبارك . بدأت تظهر كثيرٌ من المواقف مثل هذا وعلى سبيل المثال
: كان وما زال يأتي درس الشيخ الشعراوي يوم الجمعة بعد الصلاة ، والمعروف
لدى النصارى أنه وقتما يكون الشعراوي في التلفاز تكون لديهم ساعة نحس ،
وكان ذلك مختلف تماماً عند أمي ، فكانت تجلس أمام التلفاز صامتة كما لو أن
طفلاً أمام والده ، أو تلميذاً أمام أستاذه ، حتى لو أنك حدثتها لم تجبك
من شدة انتباهها لدرس الشيخ الشعراوي. وفي تلك الفترة كان هناك برنامج
اسمه ( ندوة للرأي ) لمجموعة من العلماء ، فكانت تجلس وتركز انتباهها على
سماع الإجابة.
كل
هذه التغيرات كانت واضحة في أمي أثناء هذه الفترة . لما فكرت أمي في إظهار
إسلامها جلست معي وقالت لي يا عماد وأنت ابني الوحيد ولن أجد أحداً يسترني
غيرك ! كانت لهجة أمي متغيرة وكأنها خائفة من شيء فقلت لها خيراً ( يا ست
الكل ) كانت مترددة في حديثها معي . ثم قالت في حديثها معي ( لا – لا أنت
أبني الكبير وأول فرحتي في هذه الدنيا لا يمكن أن تفكر في يوم أنك تؤذي
أمك ) . من هذه الكلمات بدأت أشعر بالرعب يدب في قلبي ( خائفة ، لا يمكن
أن تفكر في يوم أنك تؤذي أمك - لا – لا أنت ابني الوحيد . هذه الكلمات
لها معان كثيرة جداً وتحمل أكثر من علامة استفهام ؟؟؟ . وسط هذا التفكير
السريع سألت أمي لماذا هذا التردد – ماذا حدث وماذا سيحدث ... ؟ يا أمي ،
أريحي قلبك ، وأريحيني ولكن ( الأم هي الأم ) قالت : ماذا تفعل لو حاولا
قتلي .... ؟! قتلك !!! من سيقتلك ؟!! قالت : إخوتي ، وأبوك، وأفراد
العائلة كاملة. قلت لها: ولماذا وأنت أفضل أخت لهم وهم يحبونك جميعاً ؟
وبنظرة إلى عين أمي المملوءة بالدموع قالت : ماذا تفعل لو صرت مسلمة !! هل
ستحاربني مثلهم ؟ قلت لها: الأم هي الأم ، وأنت في كل الأحوال أمي ... ثم
غلب عليّ البكاء وتعانقنا ، وقالت : إن هذا الموضوع اجعله سرّاً بيني
وبينك . هذا الموقف هزني كثيراً لقد كان بداخلي، أسئلة كثيرة تحيرني
وأفكار عديدة تقلقني ، وهواجس رهيبة تكاد تمزق قلبي ، وحيرة لا أجد لها
حلاً !!!
* الصدمة الأولى:
بعد هذا الموقف بعدة أيام رجعت من المدرسة فلم أجد أمي، ولم أجد ملابسها،
ولم أجد أحداً في المنزل. شعرت ساعتها بوحشة الفراق، وغربة البعاد، بعاد
الأم الغالية، وقد خيّمت عليّ الكآبة، واستولى عليّ الخوف من المستقبل،
وتمنيت لو كان ذلك حلماً ولم يكن حقيقة، ذهبت على الفور لدكان أبي وقلت
له: يا أبي – عدت فلم أجد أمي في المنزل: قال: لعلها عند إحدى صديقاتها..
قلت: يا أبي – حتى ملابسها لم أجدها بالدولاب. قال الأب: ماذا تقول يا
عماد ؟ فكررتُ، وهنا ازداد تعجب أبي وقام مندهشاً . وذهب معي على الفور
إلى المنزل – إنها الصدمة أين أمك ؟ أين ؟ … أين ؟ واقسم أنه لم يغضبها
ولم يقع بينهما ما يوجب الخلاف أو الغضب ، وشملت الصدمة كل أفراد العائلة
، إنها أسلمت وأعلنت إسلامها أمام الجهات المسؤولة ولن تعود إلى البيت
أبداً … !! جُنّ جنون العائلة كلها وفقدت توازنها، وصارت تقول في حق
الإسلام والمسلمين كل ما يقال من ألفاظ السب والشتم واللعن وصار الجميع (
الوالد والأعمام والأخوال ) في حالة عصبية شديدة جداً، انفعالية في الكلام
حتى فيما بينهم، واعتبروها كارثة وعاراً ألحق بالعائلة كلها نزل بهم وحل
عليهم جميعاً . وكان من بين البلاء الذي حل عليّ وقتها أن أمي كانت تُشتم
وتُسب بأفظع الشتائم من أقرب الأقارب والأخوال والأعمام ، وكانوا دائماً
يقولون إنها كانت تشبه المسلمين في كذا وكذا . ومنهم من كان يقول بنت كذا
وكذا تركَتْ أولادها وذهبت إلى الإسلام. كنت أسمع ذلك وأشاهده ولم أستطع
الرد ولا الدفاع عنها ، ولكن العم كان يذهب إليها في الجهات المختصة ليوقع
الإقرار تلو الإقرار بعدم التعرض لها. ولما كان يلقاها كان يتعطفها كي
تعود إلى ولديها لشدة حاجتهما إليه .
<table width="" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr><td> </td> </tr></table> |
صورة للشماس السابق عماد المهدي بعد الإسلام |
في
البداية سألت ( الشاب عماد ): أن يلخص لنا قصة إسلامه فقام بتلخيصها
كالتالي: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد : *
فنعمة الإسلام كفى بها نعمة، ولو سجدنا لله شكراً حتى نموت ما وفّينا هذه
النعمة حقها من الشكر لله تعالى. فالمسلم الذي يعيش في ظل الإسلام يتمتع
بنعمة عظيمة – ألا وهي نعمة الإسلام، ولا يشعر بطعم هذه النعمة إلا من كان
محروماً منها ثم أكرمه الله بها. أخي القارئ: كان لا بد أن أحدثكم عن نفسي
قبل أن أحدثكم عن نعمة الإسلام التي هداني الله إليها لعلك تسألني وتقول:
ما هي أسرتك قبل الإسلام وبعده ؟ قبل الإسلام: كانت تتكون أسرتي من أربعة
أشخاص وهم أنا وأختي وأمي ووالدي، كانت أسرة نصرانية كأي أسرة متدينة تذهب
إلى الكنيسة وتحضر قداسها في مواعيدها ( الأحد والجمعة )، تؤدي جميع
الطقوس داخلها من اعتراف، أو تناول، أو صلاة. فالاعتراف: هو اعتراف العبد
للقسيس بذنبه الذي اقترفه خلال الأسبوع، وكل فرد في الكنيسة يجب عليه هذا
الاعتراف أمام القسيس، ويختار لنفسه قسيساً معيناً، ويسمى بعدها هذا
القسيس ( الأب الروحي ) ، وبعضهم يسمي هذا القسيس ( الضمير الروحي ) !!!
ويعد الاعتراف سراً من بين أسرار الكنيسة السبعة وهي :
1- سر المعمودية أو التغطيس أو التنصير.
2- سر العشاء الرباني أو التناول.
3- سر التناول . 4- سر التثليث .
5- سر الزواج .
7- سر الكهنوت.
واكتفي بشرح الاعتراف والتناول حتى لا يتشعب الموضوع ويتفرق من بين أيدينا .. التناول: يلي الاعتراف[1]، وهو[2]
عبارة عن ( نبيذ العنب ) ( الخمر ) ويقرأ عليه القسيس بعض الطقوس ما يقرب
من ساعة ونصف تقريباً، وحسب اعتقادهم يقولون: قد يتحول هذا الخمر إلى دم
المسيح ويشرب كل من اعترف للقسيس ملعقة من هذا الخمر . ويجذبني الحديث إلى
تعريف ( أخي القارئ ) بالقداس في الكنيسة: فالقداس هو ما يفعل صباح يوم
الجمعة والأحد، وهذا القداس في نظرهم قمة العبادة، ويؤدون فيه بعض الطقوس
باللغة القبطية القديمة، وأكثر الذين يصلون خلف القسيس لا يعلمون عن هذه
الكلمات شيئاً ... ( لا تضحك !! فليس بعد الكفر ذنب ) !!! وهذه الأسرار
السبعة ما هي إلا شرك باله، كما يظهر ذلك في – تثليث الأب والابن والروح
القدس حيث اتخذوا المسيح عليه السلام إلهاً نم دون الله، ويتم تمجيده على
هذا الأساس. وكنت أذهب مع عائلتي إلى الكنيسة يوم الجمعة في الصباح وكذلك
الأحد، ذلك المكان الموحش ، الممتلئ بدخان المباخر في كل جوانب الكنيسة،
حتى إنك تكاد لا ترى يدك من شدة هذا الضباب من الدخان، - كذلك لم يكن هناك
من يشبع رغبتي داخلها لأن كلام القس في القداس باللغة القبطية – إلا أنهم
كانوا في مدارس الأحد[3]، يتم عمل مسابقات وهدايا مِمَّا يُرغّب الأطفال في الذهاب إلى الكنيسة.
* عمل الوالد والوالدة :
والدي كان تاجر حبوب، وأمي كانت تعمل في مجال التمريض، وكنت دائماً أحب أن
أكون مع والدي في الدكان حتى كنت أسارع في البيع والشراء ، كذلك كان هناك
متجر حبوب آخر ملكاً للعائلة الكبيرة ، الجد والجدة والأعمام والعمات،
وكان لي مكانة مميزة عند جدي برغم وجود أبناء العم من حولي . كذلك لي عم
آخر وكان ذلك العم يحبني حباً كثيراً ويقول : ( إنني أعتبرك ابني وأنا على
يقين أن والدك لا يعرف قيمتك مثلي )، – الحمد لله – كنت ماهراً في التجارة
، ماهراً مع الناس ، اشتهرت بحسن الخلق وحسن التعامل مع الناس وكذلك الصدق
في المنزل ، كان – والحمد لله – أسلوبي طيباً مع الناس جميعاً ، وهذا مما
فُطرتُ ونشأت عليه . * بداية النور : وفي بداية دخول النور إلى بيتنا الذي
أنار بنور الإسلام شعرت بتوجه أمي الحنون نحو الإسلام – لا تعجب فـ (
القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء ) وجدت أمي تنفر من
النصرانية ، حتى أنها بدأت تمتنع عن الذهاب إلى الكنيسة وتميل إلى الإسلام
. وفي ذلك الوقت وافق صيام شهر رمضان ، الصيام عند النصارى ، حيث يفطر
المسلمون عند المغرب ، ويفطر النصارى عند ظهور النجوم في السماء ، عند
اقتراب المغرب [4].
وعندما كانت تظهر النجوم في السماء كان ذلك يسبق الأذان ، إلا أن الأم
كانت تنتظر حتى تسمع الأذان ، تعجبتُ ! وفي مرة من المرات قلت لها (ماما)
ما هذا ؟ إني أراك لا تفطرين عند ظهور النجم في السماء مثلنا وتأكلين عند
أذان المغرب كالمسلمين . ما هذا ؟!!!! أخبريني بصراحة الأمر . فتقول يا
عماد – يا عماد لا تشغل بالك . وعلمت بعد ذلك أنها بسلوكها هذا تتجهُ إلى
الإسلام وتميل إليه وأنها كانت تصوم رمضان ، ولم تكن صائمة صيام العذراء ،
لأن صيام العذراء كان خمسة عشر يوماً ولكنها صامت ثلاثين يوماً حتى انتهى
شهر رمضان المبارك . بدأت تظهر كثيرٌ من المواقف مثل هذا وعلى سبيل المثال
: كان وما زال يأتي درس الشيخ الشعراوي يوم الجمعة بعد الصلاة ، والمعروف
لدى النصارى أنه وقتما يكون الشعراوي في التلفاز تكون لديهم ساعة نحس ،
وكان ذلك مختلف تماماً عند أمي ، فكانت تجلس أمام التلفاز صامتة كما لو أن
طفلاً أمام والده ، أو تلميذاً أمام أستاذه ، حتى لو أنك حدثتها لم تجبك
من شدة انتباهها لدرس الشيخ الشعراوي. وفي تلك الفترة كان هناك برنامج
اسمه ( ندوة للرأي ) لمجموعة من العلماء ، فكانت تجلس وتركز انتباهها على
سماع الإجابة.
كل
هذه التغيرات كانت واضحة في أمي أثناء هذه الفترة . لما فكرت أمي في إظهار
إسلامها جلست معي وقالت لي يا عماد وأنت ابني الوحيد ولن أجد أحداً يسترني
غيرك ! كانت لهجة أمي متغيرة وكأنها خائفة من شيء فقلت لها خيراً ( يا ست
الكل ) كانت مترددة في حديثها معي . ثم قالت في حديثها معي ( لا – لا أنت
أبني الكبير وأول فرحتي في هذه الدنيا لا يمكن أن تفكر في يوم أنك تؤذي
أمك ) . من هذه الكلمات بدأت أشعر بالرعب يدب في قلبي ( خائفة ، لا يمكن
أن تفكر في يوم أنك تؤذي أمك - لا – لا أنت ابني الوحيد . هذه الكلمات
لها معان كثيرة جداً وتحمل أكثر من علامة استفهام ؟؟؟ . وسط هذا التفكير
السريع سألت أمي لماذا هذا التردد – ماذا حدث وماذا سيحدث ... ؟ يا أمي ،
أريحي قلبك ، وأريحيني ولكن ( الأم هي الأم ) قالت : ماذا تفعل لو حاولا
قتلي .... ؟! قتلك !!! من سيقتلك ؟!! قالت : إخوتي ، وأبوك، وأفراد
العائلة كاملة. قلت لها: ولماذا وأنت أفضل أخت لهم وهم يحبونك جميعاً ؟
وبنظرة إلى عين أمي المملوءة بالدموع قالت : ماذا تفعل لو صرت مسلمة !! هل
ستحاربني مثلهم ؟ قلت لها: الأم هي الأم ، وأنت في كل الأحوال أمي ... ثم
غلب عليّ البكاء وتعانقنا ، وقالت : إن هذا الموضوع اجعله سرّاً بيني
وبينك . هذا الموقف هزني كثيراً لقد كان بداخلي، أسئلة كثيرة تحيرني
وأفكار عديدة تقلقني ، وهواجس رهيبة تكاد تمزق قلبي ، وحيرة لا أجد لها
حلاً !!!
صورة للشيخ عماد المهدي مع الداعية الشيخ محمد حسان في بيته في المنصورة |
* الصدمة الأولى:
بعد هذا الموقف بعدة أيام رجعت من المدرسة فلم أجد أمي، ولم أجد ملابسها،
ولم أجد أحداً في المنزل. شعرت ساعتها بوحشة الفراق، وغربة البعاد، بعاد
الأم الغالية، وقد خيّمت عليّ الكآبة، واستولى عليّ الخوف من المستقبل،
وتمنيت لو كان ذلك حلماً ولم يكن حقيقة، ذهبت على الفور لدكان أبي وقلت
له: يا أبي – عدت فلم أجد أمي في المنزل: قال: لعلها عند إحدى صديقاتها..
قلت: يا أبي – حتى ملابسها لم أجدها بالدولاب. قال الأب: ماذا تقول يا
عماد ؟ فكررتُ، وهنا ازداد تعجب أبي وقام مندهشاً . وذهب معي على الفور
إلى المنزل – إنها الصدمة أين أمك ؟ أين ؟ … أين ؟ واقسم أنه لم يغضبها
ولم يقع بينهما ما يوجب الخلاف أو الغضب ، وشملت الصدمة كل أفراد العائلة
، إنها أسلمت وأعلنت إسلامها أمام الجهات المسؤولة ولن تعود إلى البيت
أبداً … !! جُنّ جنون العائلة كلها وفقدت توازنها، وصارت تقول في حق
الإسلام والمسلمين كل ما يقال من ألفاظ السب والشتم واللعن وصار الجميع (
الوالد والأعمام والأخوال ) في حالة عصبية شديدة جداً، انفعالية في الكلام
حتى فيما بينهم، واعتبروها كارثة وعاراً ألحق بالعائلة كلها نزل بهم وحل
عليهم جميعاً . وكان من بين البلاء الذي حل عليّ وقتها أن أمي كانت تُشتم
وتُسب بأفظع الشتائم من أقرب الأقارب والأخوال والأعمام ، وكانوا دائماً
يقولون إنها كانت تشبه المسلمين في كذا وكذا . ومنهم من كان يقول بنت كذا
وكذا تركَتْ أولادها وذهبت إلى الإسلام. كنت أسمع ذلك وأشاهده ولم أستطع
الرد ولا الدفاع عنها ، ولكن العم كان يذهب إليها في الجهات المختصة ليوقع
الإقرار تلو الإقرار بعدم التعرض لها. ولما كان يلقاها كان يتعطفها كي
تعود إلى ولديها لشدة حاجتهما إليه .
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin