طرف وملح وفوائد متنوعة
عبد الرحمن بن صالح السديس
301- ليس من الأدب في الدعاء تبجيل المدعو له، كقول: اللهم فرج عن أسد الحسبة مثلا، بل يقال: اللهم فرج عن عبدك فلان.. وكذا لا يقال: اللهم ارحم العلامة المحقق فلانا.
302- ومن الطرق الحسنة في التصدي للعادات السيئة في المحيط الاجتماعي طريقة "نقض الصحيفة" فيدبر الأمل بليل مع من يظن فيه الخير من الأقارب، فإذا اجتمع الأقارب: تكلم هذا ، وأيد هذا، وساند الآخر = فيسقط في أيدي من يؤيد السوء.
303- التصدي للمرتشين أو بعض العادات السيئة=تحتاج إلى تضحية وإصرار، والمشكلة أن أكثر الناس يستسلم بحجة: أن كل الناس يفعلون؟
304- من ينتقدك لا يلزم أن يكون حاسدا ، بل ربما رأى كلامك باطلا ، أو فيه خلل ، أو فهمه غلطا إلخ = فلا توهم نفسك أنهم أعداء النجاح والناجحين!
305- مسألة فقهية: إذا دخلت مع الإمام متاخرا وخشيت أن يركع، فدع دعاء الاستفتاح والاستعاذة واشرع في الفاتحة مباشرة.
306- قال ابن عبد البر في «التمهيد» 6/369:
«ويستحبون.. أن يتجمل في صلاته ما استطاع ب:ثيابه، وطيبه، وسواكه».
307- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: « كثيرا ما يكون أهل البدع مع القدرة يشبهون الكفار في استحلال قتل المؤمنين وتكفيرهم كما يفعله الخوارج والرافضة والمعتزلة والجهمية وفروعهم، .. ومنهم من يسعى في قتل المقدور عليه من مخالفيه؛ إما بسلطانه، وإما بحيلته، ومع العجز يشبهون المنافقين يستعملون التقية والنفاق كحال المنافقين، وذلك لأن البدع مشتقة من الكفر؛ فإن المشركين وأهل الكتاب هم مع القدرة يحاربون المؤمنين ومع العجز ينافقونهم.
والمؤمن مشروع له مع القدرة أن يقيم دين الله بحسب الإمكان بالمحاربة وغيرها، ومع العجز يمسك عما عجز عنه من الانتصار، ويصبر على ما يصيبه من البلاء من غير منافقة، بل يشرع له من المداراة ومن التكلم بما يكره عليه ما جعل الله له فرجا ومخرجا.
ولهذا كان أهل السنة مع أهل البدعة بالعكس، إذا قدروا عليهم لا يعتدون عليهم بالتكفير والقتل وغير ذلك، بل يستعملون معهم العدل الذي أمر الله به ورسوله، كما فعل عمر بن عبد العزيز بالحرورية والقدرية، وإذا جاهدوهم فكما جاهد علي رضي الله عنه الحرورية بعد الإعذار وإقامة الحجة، وعامة ما كانوا يستعملون معهم الهجران والمنع من الأمور التي تظهر بسببها بدعتهم، مثل ترك مخاطبتهم ومجالستهم؛ لأن هذا هو الطريق إلى خمود بدعتهم، وإذا عجزوا عنهم لم ينافقوهم بل يصبرون على الحق الذي بعث الله به نبيه كما كان سلف المؤمنين يفعلون، وكما أمرهم الله في كتابه حيث أمرهم بالصبر على الحق، وأمرهم أن لا يحملهم شنآن قوم على أن لا يعدلوا». التسعينية ص698.
308- قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/613:
"وكان سعد بن عبادة وعدة آباء له قبله في الجاهلية يُنادى على أطمهم: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة".
وسعد هذا هو سيد الخزرج من كبار الصحابة وخيارهم رضي الله عنهم.
هذا قمة الكرم.. والكرم من الصفات التي كانت من شيم العرب في الجاهلية وعززها الإسلام، وأمر بها وأثنى على فاعلها، وأوجبها في بعض الحالات.
309- إفحامك لمحاورك لا يعني أن فكرتك صحيحة وهو غلط ، فقد يأتي من هو أقدر منه = فيفحمك في نفس المسألة ، ولا يعني أنه صواب أيضا فربما كلكم غلط، والصواب في قول آخر غير أقوالكم.
* إذا شعرت أنك لن تصل مع محاورك لنقطة حسنة = فأمسك ، ويمكن أن تعرض ما عندك بأسلوب آخر ، ويصنع هو كذلك ، ويتوفر لكم جميعا وقتا حسنا مع صفاء النفوس .
* لا تقف كثيرا عند المماحكات والإيرادت المتكلفة على فكرتك = فهذه لا نهاية لها ، ويمكن أن يَرد على أشرف الكلام وأحسنه (القرآن) مثل هذا ، وقد حدث ، وليس يضره.
* رأيت كثيرا من الحوارات تطول وتتشعب بسبب أن بعضهم أو كلهملم يهضم الموضوع جيدا، ولا يتورع في ترك الحديث عما لا يحسن ـ ولو في بعض ذلك ـ ويعز عليه السكوت، وهذا مزلق خطر.
310- قال محمد بن كعب القرظي: ثلاث خصال من كن فيه كن عليه: البغي، والنكث، والمكر. وقرأ: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}، {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}، {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}. "ذم البغي" لابن أبي الدنيا.
وروي مثله عن مكحول في "الحلية".
نعوذ بالله من هذه الخصال وأمثالها.
311- قال ابن عون قال: كنت عند القاسم بن محمد إذ جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: «لا أحسنه» فجعل الرجل يقول: إني دفعت إليك لا أعرف غيرك فقال القاسم: «لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي والله ما أحسنه» فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم، فقال القاسم: «والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن أتكلم بما لا علم لي به» "جامع بيان العلم وفضله".
القاسم حفيد الصديق أحد الفقهاء السبعة في المدينة.
وكثير منا اليوم يستحي أن يقول لا أدري ويظنها تنقص قدره!
312- والناس أربعة أقسام، فخيارهم من أوتي الحلم والعلم، وشرارهم من عدمهما، الثالث: من أوتي علما بلا حلم، الرابع: عكسه. قاله ابن القيم في إعلام الموقعين.
313- قال ابن القيم في إعلام الموقعين:
لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه، وحاك في صدره من قبوله، وتردد فيها؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك» فيجب عليه أن يستفتي نفسه أولا، ولا تخلصه فتوى المفتي من الله إذا كان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه..ولا يظن المستفتي أن مجرد فتوى الفقيه تبيح له ما سأل عنه إذا كان يعلم أن الأمر بخلافه في الباطن، سواء تردد أو حاك في صدره، لعلمه بالحال في الباطن، أو لشكه فيه، أو لجهله به، أو لعلمه جهل المفتي أو محاباته في فتواه أو عدم تقييده بالكتاب والسنة أو لأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة وغير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه وسكون النفس إليها؛ فإن كان عدم الثقة والطمأنينة لأجل المفتي يسأل ثانيا وثالثا حتى تحصل له الطمأنينة؛ فإن لم يجد فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والواجب تقوى الله بحسب الاستطاعة.
314- قال ابن تيمية: "ويجتهدون اجتهادا لم يؤمروا به، فلم يصدر عنهم من الاجتهاد والقصد ما يقتضي مغفرة ما لم يعلموه، فكانوا ظالمين، شبيها بالمغضوب عليهم، أو جاهلين، شبيها بالضالين.
فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض = ليس له غرض سوى الحق، وقد سلك طريقه، وأما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحق ويعاند عنه.
وثم قسم آخر وهم غالب الناس وهو أن يكون له هوى، وله في الأمر الذي قصد إليه شبهة = فتجتمع الشهوة والشبهة..
فالمجتهد المحض = مغفور له أو مأجور، وصاحب الهوى المحض = مستوجب للعذاب، وأما المجتهد الاجتهاد المركب على شبهة وهوى =فهو مسيء، وهم في ذلك درجات بحسب ما يغلب، وبحسب الحسنات الماحية.
وأكثر المتأخرين من المنتسبين إلى فقه أو تصوف مبتلون بذلك.اهـ القواعد النورانية
قلت: وهذا بين أن ما يتخبط به كثيرون اليوم ويعتذرون لأنفسهم بأنهم مجتهدون = وأنه بين الأجر والأجرين = ليس بصحيح.
315- قاعدة حسنة : "العمل المفضول في مكانه وزمانه = أفضل من الفاضل في غير مكانه ومكانه" مثال: الصلاة أفضل من قراءة القرآن، وقراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء..
فالصلاة منهي عنها في أوقات والاشتغال في هذه الأمور خير منها.
وكذا الأذكار المقيدة بمكان أو زمان كالتسبيح بعد الصلاة والذكر عند النوم ونحوه = أفضل من القراءة..
وكذا آخر بعد التشهد أفضل من الذكر.
هذه القاعدة قررها شيخ الإسلام في مواضع، قال بعد تقرير هذا المعنى:
"والشخص الواحد يكون تارة هذا أفضل له، وتارة هذا أفضل له، ومعرفة حال كل شخص شخص، وبيان الأفضل له لا يمكن ذكره في كتاب، بل لا بد من هداية يهدي الله بها عبده إلى ما هو أصلح، وما صدق الله عبد = إلا صنع له".
316- قال ابن القيم في معرض كلامه عن أهمية فهم النصوص على مراد الله ورسوله منها من غير غلو ولا تقصير = ذكر أن سوء فهمها = أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام؛ بل هو أصل كل خطإ في الأصول والفروع لا سيما إن أضيف إليه سوء القصد.
الروح 1/184
فاللهم ارزقنا حسن الفهم وحسن القصد.
317- قال محمد بن جعفر الشيحي؛ قال: كنا عند يوسف بن أسباط؛ فذكر ثمامة مؤدب القاسم بن هارون الرشيد، فقال: عافاه الله! وجعل يدعو له ويثني عليه، فأنكر ذلك عليه، فقال: له عندي يد ليس يعرفها أحد. قلنا: وإيش يده عندك؟ فقال: بلغني أن هارون أراد أن يجمع العلماء لابنه عبد الله، فذكرت فيمن ذكر، فقال له ثمامة: يا أمير المؤمنين! يوسف بن أسباط قد ذهب عقله.
فأنا والله! أدعو له في صلاتي وأذكر له هذا أبدا.
المجالسة وجواهر العلم 5/430
318- امتنع بعض الصالحين من تولي بعض المناصب =فتولاها من لا يحمد في دين ولا دنيا = ونتج عنه ضرر كبير بسبب ظن مصلحة خاصة.
ودخل بعض الصالحين بعض المناصب لئلا يفسد فيها بعض الفاسقين = فكان شرا منهم، وصار بلاء على نفسه وعلى الناس، فهذا الباب كاللعب بالنار.
319- المنهج السلفي وحدة متكاملة في العقيدة والدين والأخلاق ، فكما أنا نعرض عن شذوذ بعض السلف في الاعتقاد مع الاعتذار عنهم= فكذلك يجب
الاعراض عن شذوذ بعضهم في سوء الخلق، وشذوذ بعضهم في الفقه بنفس الطريقة، فهذا الباب مما يعتذر لهم عنه لا مما يحتج به؛ فالسلفي هو من يأخذ بفهم السلف بعمومهم في كل الأبواب لا في باب دون باب، وأخطأ من أخذه في العقيدة، وتنكبه في الأخلاق أو في الفقه.
ومن يرى تعظيم أئمة السنة كسفيان الثوري وأحمد وغيرهم لأقوال السلف السابقين مع ما وهبهم الله من علم وعقل وورع= يتبين له غرور كثير من المعاصرين واعتدادهم بأنفسهم بحجة الاجتهاد، كما أن هذا المنهج يربي الصغار على استسهال الشذوذ وتنكب كلام الأئمة وعدم اعتباره وكأنه لا قيمة له ، حتى يتجرأ أحدهم في المسائل، وتراه يقول : هذه لا تأتي بها الشريعة وتنافي الحكمة ونحوها من العبارات، وتكون هي الحق = فيكون هذا الصغير طاعنا في الشرع وهو يحسب أنه يعظمه؟
320- نسبة الفقهاء قولا لأحد الصحابة أو التابعين... = لا يعني صحته، فكثير منهم لا يعني بالتصحيح والتضعيف في الأحاديث فكيف بما دونها؟ فهذا باب ينبغي أن ينتبه له.
321- قال لقيط بن زرارة:
فإن كنت قد فاحشتني فقهرتني = هنيئا مريئا أنت بالفحش أحذق
هدية لمن يرى الغلبة في الفحش منقبة.
322- ليتنا نجعل الابتسامة وملاطفة الناس والرفق بهم لله =لا ليقال: لطيف وذو خلق.
323- لو استشعرنا أننا في مجلس واحد مع من نحاوره، فستختلف الطريقة جدا في اللباقة الاحترام، لا يليق أن تحاور من يكبرك بعشرين سنة بنفس طريقة أقرانك
وكذا لو استشعرنا أن بيننا وبين من نحاوره فارقا كبيرا في العلم في مجاله، فستتغير الطريقة من أسلوب الرد إلى طريقة الاستفسار المؤدب، فتعظم الفائدة
324- قال الصفدي:"ما حمد أحد من العقلاء كرم المرأة ولا شجاعتها" الغيث المسجم1/413
325- في شجرة المعارف والأحوال ص124: فصل في الإعراض عن الأذى ثقة بالله،
قال الله تعالى: (ودع أذاهم وتكول على الله) وقال: (ولا تك في ضيق مما يمكرون) الفكر في أذية من آذاك = شاغل لك عما يجدي عليك، فلا تلحظ أذيتهم، واعتمد على مولاك في دفعها عنك فيما يستقبل؛ إذ لا فائدة من في الفكر فيما قضى.
326- نظم ابن الجزري في الطيبة شرط القراءة الصحيحة:
فكل ما وافق وجهَ نحوِ **وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسنادا هو القرآن ** فهذه الثلاثة الأركان
ويظن بعض الناس أن موافقة الرسم على المطبوع من رواية حفص فقط، وهذا غلط، بل المراد المصاحف العثمانية، ولو في بعضها، كالمصحف الشامي أو المكي
ومن أمثلة ذلك قراءة ابن كثير {جنات تجري من تحتها الأنهار}التوبة[100]وقراءة نافع وابن عامر {ومن يتول فإن الله الغني الحميد}الحديد[24] فهذه مخالفة لرسم مصحف حفص الكوفي، لكنها جاءت مصاحف أخرى كالمكي والشامي والمدني
327- قال ابن تيمية:العلم شيئان:إما نقل مصدق، وإما بحث محقق، وما سوى ذلك فهذيان. الاستغاثةص410
328- وقال ابن تيمية: يعدلون عن النقل الصدق عن القائل المعصوم إلى نقل غير مصدق عن قائل غير معصوم. منهاج السنة3/491
329- قال ابن تيمية: كلام هذا الرجل كلام من لم يتصور صحيحا ولا عبر فصيحا.
"الاستغاثة" وما أكثر أمثال هذا الرجل!
330- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر الفتيا الحموية عن المتكلمين: أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء، وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما، وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة =(فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون)اهـ وصدق أشباههم كثير، ممن أعطي فهما وعقلا لكنه كان سبب شقائه وضلاله وزيادة كفره أو فسقه، نعوذ بالله من ذلك
331- قال الإمام الشافعي: أرفع الناس قدرًا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله.
تهديب الأسماء واللغات 1/74
332- حب الدنيا رأس كل خطيئة روي هذا المعنى عن جماعة من السلف، ومعناه حسن، فعامة الذنوب بسبب حبها وإيثارها، فلأجلها سفكت الدماء، ونهبت الأموال وقطعت الأرحام، وانتهكت الأعراض، ومن عقل حقيقتها لم تغره بغرورها{وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}،{قل متاع الدنيا قليل}،{وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع}.
333- قال رجل لابن المبارك: أوصني. قال: "اعرف قدرك". رحمه الله، هذه من أنفع الوصايا.
334- يذل بعضهم نفسه للأغنياء والكبراء باسم التواضع، ولا يكاد يفعله مع غيرهم، وقد سئل الثوري وابن المبارك عن التواضع فقالا: "التكبر على الأغنياء".
وجاء عن ابن المبارك رواية أخرى تزيده بيانا، فقال: "من التواضع أن تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا = حتى تعلمه أنه ليس لك فضل عليه لدنياك وأن ترفع نفسك عند من هو فوقك في دنياه = حتى تعلمه أنه ليس لدنياه فضل عليك".
وهذا حقيقته إعزاز النفس عن التذلل لهم.
335- روى مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه أوحي إلي أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد».
علق ابن تيمية عليه، فقال: نهى سبحانه على لسان رسوله عن نوعي الاستطالة على الخلق، وهي: الفخر والبغي؛ لأن المستطيل إن استطال بحق = فقد افتخر، وإن كان بغير حق = فقد بغى، فلا يحل لا هذا ولا هذا. «اقتضاء الصراط المستقيم» 1/453
ويدخل في الفخر المذموم الفخر بالنسب والعرق والبلد والشهادة والمنصب والشيوخ والأصحاب وغيرها
336- قال ابن القيم: محاربة الزنديق للإسلام بلسانه أعظم من محاربة قاطع الطريق بيده وسنانه فإن فتنة هذا في الأموال والأبدان وفتنة الزنديق في القلوب والإيمان. إعلام الموقعين
337- المال والغنى ابتلاء، وكثير من الناس إذا ابتلي به لم يشكر، وكان سبب شقائه في الدارين: في ذهاب عمره بجمعه، وعظيم إثمه بمنعه أو التكبر به أوكسبه بالحرام
انظر مثلا:{ما أغنى عني ماليه}{وما يغني عنه ماله إذا تردى}{ما أغنى عنه ماله وما كسب}{ما أغنى عنكم جمعكم}{فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون}
338- تأمل قول الله تعالى: (الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصرهل ترى من فطور*ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير)
إذا تأملتها تجد من الجلال والمهابة ما يبهرك، وكما يخسأ البصر أن يجد خللا في صنع الله = يخسأ العقل أن يجد خللا في شرع الله تعالى وفعله
فمن يدعي مخالفة شيء من الشرع للعقل فإما أن يكون ليس من الشرع، أو يكون العقل فاسدا {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق}
وقال تعالى {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى}فمن زين له عقله أن في الشرع خللا ونقصا فهو أعمى فاسد العقل وإن ظن أنه مفكر
وكثير منهم لا يجرأ على مباشرة التهمة للشرع لشناعتها لكنه يتنكبها وينعى على من يعمل بها ويصفهم بالجهل والجمود وعدم فهم الشرع، وهو أحق بذلك وأهله.
339- تأمل قول الله تعالى: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} وبعدها: {إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} لم ذكر عز وجل في الأولى (اتباع هوى النفس) دون الثانية؟
لأن كلامهم في الآية الثانية عن الملائكة فهو خبر محض ليس فيه عمل، وأما الآية الأولى ففي أصنامهم فكانوا يعبدونها ويدعونها فهناك عبادة وعمل بهوى أنفسهم، وعباد الأصنام يحبون آلهتهم كما قال تعالى:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله}.
قاله ابن تيمية بمعناه.
340- في صحيح البخاري قال أبو بكر الصديق لزيد بن ثابت رضي الله عنهما عندما أراد منه جمع القرآن: "إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم".
انظر حسن الاقتصاد في المدح وعند الحاجة، وقارنه بما يصنع الآن من المدح والمبالغة وبلا حاجة، وهو مع ما فيه من نهي = كثير منه كذب وملق.
341- لفظ الكراهة يكثر استخدامه في المحرم في النصوص وكلام العلماء المتقدمين، ولذا ينبغي أن يفطن لهذا، لئلا يقع الغلط عليهم.
342- قال ابن القيم رحمه الله: لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه، وحاك في صدره من قبوله.. أو لشكه فيه، أو لجهله به، أو لعلمه جهل المفتي أو محاباته في فتواه أو عدم تقييده بالكتاب والسنة أو لأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة.
إعلام الموقعين4/254
343- قال ابن القيم رحمه الله: نص الإمام أحمد على أن الرجل إذا شهد الجنازة فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته = أنه لا يرجع، ونص على أنه إذا دعي إلى وليمة عرس فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته =أنه يرجع، فسألت شيخنا [ابن تيمية] عن الفرق فقال: لأن الحق في الجنازة للميت، فلا يترك حقه لما فعله الحي من المنكر، والحق في الوليمة لصاحب البيت، فإذا أتى فيها بالمنكر فقد أسقط حقه من الإجابة.
إعلام الموقعين 4/209
345- قال ابن القيم رحمه الله: ولا حجر في الاصطلاح ما لم يتضمن حمل كلام الله ورسوله عليه فيقع بذلك الغلط في فهم النصوص وحملها على غير مراد المتكلم منها وقد حصل بذلك للمتأخرين أغلاط شديدة في فهم النصوص.
إعلام الموقعين 1/90
ومعنى قوله: "لا حجر في الاصطلاح" أي: لا مشاحة فيه.
346- حماسك لقول واندفاعك في نصرته = قد يعميك عن رؤية ما في أدلة الأقول الآخر من الحق، فتراه باطلا، وربما لو هدأت وتأملت بان لك ذلك
347- حاول ألا تسمع القول المخالف لرأيك ممن لا تحبه =فغالبا سيحجبك بغضه عن تقبل قوله والاقتناع به، وقد يكون الحق معه
348- من أخطر ما في المناظرات أنه تجرئ على تأويل الأدلة التي يوردها المعارض بسرعة ويقع في ذلك غلط كثير في التأويل وجرأة على النصوص
349- مهما أوتيت من البيان والبلاغة وحسن السبك، ومهما احتطت في كلامك= فستجد من يفهمه غلطا، فلا تحزن، فهذا القرآن أشرف الكلام وأبينه حدث فيه هذا
350- قال شيخ الإسلام: والله تعالى أمر بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة، وهو أخذ الزينة فقال: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) فعلق الأمر باسم الزينة لا بستر العورة إيذانا بأن العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة. اهـ
ليت إخواننا الذي يحضرون للمسجد بثوب النوم ونحوه ينتبهون لهذا
351- بعض الناس "يعتقد قولا ثم يرد كل ما دل على خلافه بأي طريق اتفقت له؛ فالأدلة المخالفة لما اعتقده عنده من باب الصائل لا يبالي بأي شيء دفعه" ابن القيم، كتاب الروح 2/380
وصدق رحمه الله وهذا نراه كثيرا، حين يعتقد المرء قولا وينتصر له، فتجد يرد ويضعف ويأول كل دليل يخالف قوله، فيدفع حقا كثيرا لأجل هذا
352- قال المهلب: "يعجبني في الرجل أن أرى عقله زائدا على لسانه"
تأملها يا كثير الكلام..
353-قال الأعمش:"جهدنا أن نجلس إبراهيم النخعي [إمام أهل الكوفة وعالمهم في زمنه] إلى سارية، وأردناه على ذلك، فأبى"
تأملها يا من تقصد صدر المجلس مباشرة!
354- عدو لمن عادت وسلم لسلمها ** ومن قربت سلمى أحب وقربا.
هذا حال كثير من الناس يعادي ويوالي وينتصر لمحبوبه وقريبيه وحزبه، لا للحق، وإن فعل فلابد أن يرد الحق، ويدفعه ويناكف من جاء به لأجل هذا الغرض الدنيء، فيا ويح من فعله، وهنيئا لمن كان انتصاره لله ولو خالف كل محبوب له
عبد الرحمن بن صالح السديس
301- ليس من الأدب في الدعاء تبجيل المدعو له، كقول: اللهم فرج عن أسد الحسبة مثلا، بل يقال: اللهم فرج عن عبدك فلان.. وكذا لا يقال: اللهم ارحم العلامة المحقق فلانا.
302- ومن الطرق الحسنة في التصدي للعادات السيئة في المحيط الاجتماعي طريقة "نقض الصحيفة" فيدبر الأمل بليل مع من يظن فيه الخير من الأقارب، فإذا اجتمع الأقارب: تكلم هذا ، وأيد هذا، وساند الآخر = فيسقط في أيدي من يؤيد السوء.
303- التصدي للمرتشين أو بعض العادات السيئة=تحتاج إلى تضحية وإصرار، والمشكلة أن أكثر الناس يستسلم بحجة: أن كل الناس يفعلون؟
304- من ينتقدك لا يلزم أن يكون حاسدا ، بل ربما رأى كلامك باطلا ، أو فيه خلل ، أو فهمه غلطا إلخ = فلا توهم نفسك أنهم أعداء النجاح والناجحين!
305- مسألة فقهية: إذا دخلت مع الإمام متاخرا وخشيت أن يركع، فدع دعاء الاستفتاح والاستعاذة واشرع في الفاتحة مباشرة.
306- قال ابن عبد البر في «التمهيد» 6/369:
«ويستحبون.. أن يتجمل في صلاته ما استطاع ب:ثيابه، وطيبه، وسواكه».
307- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: « كثيرا ما يكون أهل البدع مع القدرة يشبهون الكفار في استحلال قتل المؤمنين وتكفيرهم كما يفعله الخوارج والرافضة والمعتزلة والجهمية وفروعهم، .. ومنهم من يسعى في قتل المقدور عليه من مخالفيه؛ إما بسلطانه، وإما بحيلته، ومع العجز يشبهون المنافقين يستعملون التقية والنفاق كحال المنافقين، وذلك لأن البدع مشتقة من الكفر؛ فإن المشركين وأهل الكتاب هم مع القدرة يحاربون المؤمنين ومع العجز ينافقونهم.
والمؤمن مشروع له مع القدرة أن يقيم دين الله بحسب الإمكان بالمحاربة وغيرها، ومع العجز يمسك عما عجز عنه من الانتصار، ويصبر على ما يصيبه من البلاء من غير منافقة، بل يشرع له من المداراة ومن التكلم بما يكره عليه ما جعل الله له فرجا ومخرجا.
ولهذا كان أهل السنة مع أهل البدعة بالعكس، إذا قدروا عليهم لا يعتدون عليهم بالتكفير والقتل وغير ذلك، بل يستعملون معهم العدل الذي أمر الله به ورسوله، كما فعل عمر بن عبد العزيز بالحرورية والقدرية، وإذا جاهدوهم فكما جاهد علي رضي الله عنه الحرورية بعد الإعذار وإقامة الحجة، وعامة ما كانوا يستعملون معهم الهجران والمنع من الأمور التي تظهر بسببها بدعتهم، مثل ترك مخاطبتهم ومجالستهم؛ لأن هذا هو الطريق إلى خمود بدعتهم، وإذا عجزوا عنهم لم ينافقوهم بل يصبرون على الحق الذي بعث الله به نبيه كما كان سلف المؤمنين يفعلون، وكما أمرهم الله في كتابه حيث أمرهم بالصبر على الحق، وأمرهم أن لا يحملهم شنآن قوم على أن لا يعدلوا». التسعينية ص698.
308- قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/613:
"وكان سعد بن عبادة وعدة آباء له قبله في الجاهلية يُنادى على أطمهم: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة".
وسعد هذا هو سيد الخزرج من كبار الصحابة وخيارهم رضي الله عنهم.
هذا قمة الكرم.. والكرم من الصفات التي كانت من شيم العرب في الجاهلية وعززها الإسلام، وأمر بها وأثنى على فاعلها، وأوجبها في بعض الحالات.
309- إفحامك لمحاورك لا يعني أن فكرتك صحيحة وهو غلط ، فقد يأتي من هو أقدر منه = فيفحمك في نفس المسألة ، ولا يعني أنه صواب أيضا فربما كلكم غلط، والصواب في قول آخر غير أقوالكم.
* إذا شعرت أنك لن تصل مع محاورك لنقطة حسنة = فأمسك ، ويمكن أن تعرض ما عندك بأسلوب آخر ، ويصنع هو كذلك ، ويتوفر لكم جميعا وقتا حسنا مع صفاء النفوس .
* لا تقف كثيرا عند المماحكات والإيرادت المتكلفة على فكرتك = فهذه لا نهاية لها ، ويمكن أن يَرد على أشرف الكلام وأحسنه (القرآن) مثل هذا ، وقد حدث ، وليس يضره.
* رأيت كثيرا من الحوارات تطول وتتشعب بسبب أن بعضهم أو كلهملم يهضم الموضوع جيدا، ولا يتورع في ترك الحديث عما لا يحسن ـ ولو في بعض ذلك ـ ويعز عليه السكوت، وهذا مزلق خطر.
310- قال محمد بن كعب القرظي: ثلاث خصال من كن فيه كن عليه: البغي، والنكث، والمكر. وقرأ: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}، {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم}، {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه}. "ذم البغي" لابن أبي الدنيا.
وروي مثله عن مكحول في "الحلية".
نعوذ بالله من هذه الخصال وأمثالها.
311- قال ابن عون قال: كنت عند القاسم بن محمد إذ جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: «لا أحسنه» فجعل الرجل يقول: إني دفعت إليك لا أعرف غيرك فقال القاسم: «لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي والله ما أحسنه» فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم، فقال القاسم: «والله لأن يقطع لساني أحب إلي من أن أتكلم بما لا علم لي به» "جامع بيان العلم وفضله".
القاسم حفيد الصديق أحد الفقهاء السبعة في المدينة.
وكثير منا اليوم يستحي أن يقول لا أدري ويظنها تنقص قدره!
312- والناس أربعة أقسام، فخيارهم من أوتي الحلم والعلم، وشرارهم من عدمهما، الثالث: من أوتي علما بلا حلم، الرابع: عكسه. قاله ابن القيم في إعلام الموقعين.
313- قال ابن القيم في إعلام الموقعين:
لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه، وحاك في صدره من قبوله، وتردد فيها؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك» فيجب عليه أن يستفتي نفسه أولا، ولا تخلصه فتوى المفتي من الله إذا كان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه..ولا يظن المستفتي أن مجرد فتوى الفقيه تبيح له ما سأل عنه إذا كان يعلم أن الأمر بخلافه في الباطن، سواء تردد أو حاك في صدره، لعلمه بالحال في الباطن، أو لشكه فيه، أو لجهله به، أو لعلمه جهل المفتي أو محاباته في فتواه أو عدم تقييده بالكتاب والسنة أو لأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة وغير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه وسكون النفس إليها؛ فإن كان عدم الثقة والطمأنينة لأجل المفتي يسأل ثانيا وثالثا حتى تحصل له الطمأنينة؛ فإن لم يجد فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والواجب تقوى الله بحسب الاستطاعة.
314- قال ابن تيمية: "ويجتهدون اجتهادا لم يؤمروا به، فلم يصدر عنهم من الاجتهاد والقصد ما يقتضي مغفرة ما لم يعلموه، فكانوا ظالمين، شبيها بالمغضوب عليهم، أو جاهلين، شبيها بالضالين.
فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض = ليس له غرض سوى الحق، وقد سلك طريقه، وأما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحق ويعاند عنه.
وثم قسم آخر وهم غالب الناس وهو أن يكون له هوى، وله في الأمر الذي قصد إليه شبهة = فتجتمع الشهوة والشبهة..
فالمجتهد المحض = مغفور له أو مأجور، وصاحب الهوى المحض = مستوجب للعذاب، وأما المجتهد الاجتهاد المركب على شبهة وهوى =فهو مسيء، وهم في ذلك درجات بحسب ما يغلب، وبحسب الحسنات الماحية.
وأكثر المتأخرين من المنتسبين إلى فقه أو تصوف مبتلون بذلك.اهـ القواعد النورانية
قلت: وهذا بين أن ما يتخبط به كثيرون اليوم ويعتذرون لأنفسهم بأنهم مجتهدون = وأنه بين الأجر والأجرين = ليس بصحيح.
315- قاعدة حسنة : "العمل المفضول في مكانه وزمانه = أفضل من الفاضل في غير مكانه ومكانه" مثال: الصلاة أفضل من قراءة القرآن، وقراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء..
فالصلاة منهي عنها في أوقات والاشتغال في هذه الأمور خير منها.
وكذا الأذكار المقيدة بمكان أو زمان كالتسبيح بعد الصلاة والذكر عند النوم ونحوه = أفضل من القراءة..
وكذا آخر بعد التشهد أفضل من الذكر.
هذه القاعدة قررها شيخ الإسلام في مواضع، قال بعد تقرير هذا المعنى:
"والشخص الواحد يكون تارة هذا أفضل له، وتارة هذا أفضل له، ومعرفة حال كل شخص شخص، وبيان الأفضل له لا يمكن ذكره في كتاب، بل لا بد من هداية يهدي الله بها عبده إلى ما هو أصلح، وما صدق الله عبد = إلا صنع له".
316- قال ابن القيم في معرض كلامه عن أهمية فهم النصوص على مراد الله ورسوله منها من غير غلو ولا تقصير = ذكر أن سوء فهمها = أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام؛ بل هو أصل كل خطإ في الأصول والفروع لا سيما إن أضيف إليه سوء القصد.
الروح 1/184
فاللهم ارزقنا حسن الفهم وحسن القصد.
317- قال محمد بن جعفر الشيحي؛ قال: كنا عند يوسف بن أسباط؛ فذكر ثمامة مؤدب القاسم بن هارون الرشيد، فقال: عافاه الله! وجعل يدعو له ويثني عليه، فأنكر ذلك عليه، فقال: له عندي يد ليس يعرفها أحد. قلنا: وإيش يده عندك؟ فقال: بلغني أن هارون أراد أن يجمع العلماء لابنه عبد الله، فذكرت فيمن ذكر، فقال له ثمامة: يا أمير المؤمنين! يوسف بن أسباط قد ذهب عقله.
فأنا والله! أدعو له في صلاتي وأذكر له هذا أبدا.
المجالسة وجواهر العلم 5/430
318- امتنع بعض الصالحين من تولي بعض المناصب =فتولاها من لا يحمد في دين ولا دنيا = ونتج عنه ضرر كبير بسبب ظن مصلحة خاصة.
ودخل بعض الصالحين بعض المناصب لئلا يفسد فيها بعض الفاسقين = فكان شرا منهم، وصار بلاء على نفسه وعلى الناس، فهذا الباب كاللعب بالنار.
319- المنهج السلفي وحدة متكاملة في العقيدة والدين والأخلاق ، فكما أنا نعرض عن شذوذ بعض السلف في الاعتقاد مع الاعتذار عنهم= فكذلك يجب
الاعراض عن شذوذ بعضهم في سوء الخلق، وشذوذ بعضهم في الفقه بنفس الطريقة، فهذا الباب مما يعتذر لهم عنه لا مما يحتج به؛ فالسلفي هو من يأخذ بفهم السلف بعمومهم في كل الأبواب لا في باب دون باب، وأخطأ من أخذه في العقيدة، وتنكبه في الأخلاق أو في الفقه.
ومن يرى تعظيم أئمة السنة كسفيان الثوري وأحمد وغيرهم لأقوال السلف السابقين مع ما وهبهم الله من علم وعقل وورع= يتبين له غرور كثير من المعاصرين واعتدادهم بأنفسهم بحجة الاجتهاد، كما أن هذا المنهج يربي الصغار على استسهال الشذوذ وتنكب كلام الأئمة وعدم اعتباره وكأنه لا قيمة له ، حتى يتجرأ أحدهم في المسائل، وتراه يقول : هذه لا تأتي بها الشريعة وتنافي الحكمة ونحوها من العبارات، وتكون هي الحق = فيكون هذا الصغير طاعنا في الشرع وهو يحسب أنه يعظمه؟
320- نسبة الفقهاء قولا لأحد الصحابة أو التابعين... = لا يعني صحته، فكثير منهم لا يعني بالتصحيح والتضعيف في الأحاديث فكيف بما دونها؟ فهذا باب ينبغي أن ينتبه له.
321- قال لقيط بن زرارة:
فإن كنت قد فاحشتني فقهرتني = هنيئا مريئا أنت بالفحش أحذق
هدية لمن يرى الغلبة في الفحش منقبة.
322- ليتنا نجعل الابتسامة وملاطفة الناس والرفق بهم لله =لا ليقال: لطيف وذو خلق.
323- لو استشعرنا أننا في مجلس واحد مع من نحاوره، فستختلف الطريقة جدا في اللباقة الاحترام، لا يليق أن تحاور من يكبرك بعشرين سنة بنفس طريقة أقرانك
وكذا لو استشعرنا أن بيننا وبين من نحاوره فارقا كبيرا في العلم في مجاله، فستتغير الطريقة من أسلوب الرد إلى طريقة الاستفسار المؤدب، فتعظم الفائدة
324- قال الصفدي:"ما حمد أحد من العقلاء كرم المرأة ولا شجاعتها" الغيث المسجم1/413
325- في شجرة المعارف والأحوال ص124: فصل في الإعراض عن الأذى ثقة بالله،
قال الله تعالى: (ودع أذاهم وتكول على الله) وقال: (ولا تك في ضيق مما يمكرون) الفكر في أذية من آذاك = شاغل لك عما يجدي عليك، فلا تلحظ أذيتهم، واعتمد على مولاك في دفعها عنك فيما يستقبل؛ إذ لا فائدة من في الفكر فيما قضى.
326- نظم ابن الجزري في الطيبة شرط القراءة الصحيحة:
فكل ما وافق وجهَ نحوِ **وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسنادا هو القرآن ** فهذه الثلاثة الأركان
ويظن بعض الناس أن موافقة الرسم على المطبوع من رواية حفص فقط، وهذا غلط، بل المراد المصاحف العثمانية، ولو في بعضها، كالمصحف الشامي أو المكي
ومن أمثلة ذلك قراءة ابن كثير {جنات تجري من تحتها الأنهار}التوبة[100]وقراءة نافع وابن عامر {ومن يتول فإن الله الغني الحميد}الحديد[24] فهذه مخالفة لرسم مصحف حفص الكوفي، لكنها جاءت مصاحف أخرى كالمكي والشامي والمدني
327- قال ابن تيمية:العلم شيئان:إما نقل مصدق، وإما بحث محقق، وما سوى ذلك فهذيان. الاستغاثةص410
328- وقال ابن تيمية: يعدلون عن النقل الصدق عن القائل المعصوم إلى نقل غير مصدق عن قائل غير معصوم. منهاج السنة3/491
329- قال ابن تيمية: كلام هذا الرجل كلام من لم يتصور صحيحا ولا عبر فصيحا.
"الاستغاثة" وما أكثر أمثال هذا الرجل!
330- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في آخر الفتيا الحموية عن المتكلمين: أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء، وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما، وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة =(فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون)اهـ وصدق أشباههم كثير، ممن أعطي فهما وعقلا لكنه كان سبب شقائه وضلاله وزيادة كفره أو فسقه، نعوذ بالله من ذلك
331- قال الإمام الشافعي: أرفع الناس قدرًا من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله.
تهديب الأسماء واللغات 1/74
332- حب الدنيا رأس كل خطيئة روي هذا المعنى عن جماعة من السلف، ومعناه حسن، فعامة الذنوب بسبب حبها وإيثارها، فلأجلها سفكت الدماء، ونهبت الأموال وقطعت الأرحام، وانتهكت الأعراض، ومن عقل حقيقتها لم تغره بغرورها{وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}،{قل متاع الدنيا قليل}،{وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع}.
333- قال رجل لابن المبارك: أوصني. قال: "اعرف قدرك". رحمه الله، هذه من أنفع الوصايا.
334- يذل بعضهم نفسه للأغنياء والكبراء باسم التواضع، ولا يكاد يفعله مع غيرهم، وقد سئل الثوري وابن المبارك عن التواضع فقالا: "التكبر على الأغنياء".
وجاء عن ابن المبارك رواية أخرى تزيده بيانا، فقال: "من التواضع أن تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا = حتى تعلمه أنه ليس لك فضل عليه لدنياك وأن ترفع نفسك عند من هو فوقك في دنياه = حتى تعلمه أنه ليس لدنياه فضل عليك".
وهذا حقيقته إعزاز النفس عن التذلل لهم.
335- روى مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه أوحي إلي أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد».
علق ابن تيمية عليه، فقال: نهى سبحانه على لسان رسوله عن نوعي الاستطالة على الخلق، وهي: الفخر والبغي؛ لأن المستطيل إن استطال بحق = فقد افتخر، وإن كان بغير حق = فقد بغى، فلا يحل لا هذا ولا هذا. «اقتضاء الصراط المستقيم» 1/453
ويدخل في الفخر المذموم الفخر بالنسب والعرق والبلد والشهادة والمنصب والشيوخ والأصحاب وغيرها
336- قال ابن القيم: محاربة الزنديق للإسلام بلسانه أعظم من محاربة قاطع الطريق بيده وسنانه فإن فتنة هذا في الأموال والأبدان وفتنة الزنديق في القلوب والإيمان. إعلام الموقعين
337- المال والغنى ابتلاء، وكثير من الناس إذا ابتلي به لم يشكر، وكان سبب شقائه في الدارين: في ذهاب عمره بجمعه، وعظيم إثمه بمنعه أو التكبر به أوكسبه بالحرام
انظر مثلا:{ما أغنى عني ماليه}{وما يغني عنه ماله إذا تردى}{ما أغنى عنه ماله وما كسب}{ما أغنى عنكم جمعكم}{فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون}
338- تأمل قول الله تعالى: (الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصرهل ترى من فطور*ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير)
إذا تأملتها تجد من الجلال والمهابة ما يبهرك، وكما يخسأ البصر أن يجد خللا في صنع الله = يخسأ العقل أن يجد خللا في شرع الله تعالى وفعله
فمن يدعي مخالفة شيء من الشرع للعقل فإما أن يكون ليس من الشرع، أو يكون العقل فاسدا {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق}
وقال تعالى {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى}فمن زين له عقله أن في الشرع خللا ونقصا فهو أعمى فاسد العقل وإن ظن أنه مفكر
وكثير منهم لا يجرأ على مباشرة التهمة للشرع لشناعتها لكنه يتنكبها وينعى على من يعمل بها ويصفهم بالجهل والجمود وعدم فهم الشرع، وهو أحق بذلك وأهله.
339- تأمل قول الله تعالى: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} وبعدها: {إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} لم ذكر عز وجل في الأولى (اتباع هوى النفس) دون الثانية؟
لأن كلامهم في الآية الثانية عن الملائكة فهو خبر محض ليس فيه عمل، وأما الآية الأولى ففي أصنامهم فكانوا يعبدونها ويدعونها فهناك عبادة وعمل بهوى أنفسهم، وعباد الأصنام يحبون آلهتهم كما قال تعالى:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله}.
قاله ابن تيمية بمعناه.
340- في صحيح البخاري قال أبو بكر الصديق لزيد بن ثابت رضي الله عنهما عندما أراد منه جمع القرآن: "إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم".
انظر حسن الاقتصاد في المدح وعند الحاجة، وقارنه بما يصنع الآن من المدح والمبالغة وبلا حاجة، وهو مع ما فيه من نهي = كثير منه كذب وملق.
341- لفظ الكراهة يكثر استخدامه في المحرم في النصوص وكلام العلماء المتقدمين، ولذا ينبغي أن يفطن لهذا، لئلا يقع الغلط عليهم.
342- قال ابن القيم رحمه الله: لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه، وحاك في صدره من قبوله.. أو لشكه فيه، أو لجهله به، أو لعلمه جهل المفتي أو محاباته في فتواه أو عدم تقييده بالكتاب والسنة أو لأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة.
إعلام الموقعين4/254
343- قال ابن القيم رحمه الله: نص الإمام أحمد على أن الرجل إذا شهد الجنازة فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته = أنه لا يرجع، ونص على أنه إذا دعي إلى وليمة عرس فرأى فيها منكرا لا يقدر على إزالته =أنه يرجع، فسألت شيخنا [ابن تيمية] عن الفرق فقال: لأن الحق في الجنازة للميت، فلا يترك حقه لما فعله الحي من المنكر، والحق في الوليمة لصاحب البيت، فإذا أتى فيها بالمنكر فقد أسقط حقه من الإجابة.
إعلام الموقعين 4/209
345- قال ابن القيم رحمه الله: ولا حجر في الاصطلاح ما لم يتضمن حمل كلام الله ورسوله عليه فيقع بذلك الغلط في فهم النصوص وحملها على غير مراد المتكلم منها وقد حصل بذلك للمتأخرين أغلاط شديدة في فهم النصوص.
إعلام الموقعين 1/90
ومعنى قوله: "لا حجر في الاصطلاح" أي: لا مشاحة فيه.
346- حماسك لقول واندفاعك في نصرته = قد يعميك عن رؤية ما في أدلة الأقول الآخر من الحق، فتراه باطلا، وربما لو هدأت وتأملت بان لك ذلك
347- حاول ألا تسمع القول المخالف لرأيك ممن لا تحبه =فغالبا سيحجبك بغضه عن تقبل قوله والاقتناع به، وقد يكون الحق معه
348- من أخطر ما في المناظرات أنه تجرئ على تأويل الأدلة التي يوردها المعارض بسرعة ويقع في ذلك غلط كثير في التأويل وجرأة على النصوص
349- مهما أوتيت من البيان والبلاغة وحسن السبك، ومهما احتطت في كلامك= فستجد من يفهمه غلطا، فلا تحزن، فهذا القرآن أشرف الكلام وأبينه حدث فيه هذا
350- قال شيخ الإسلام: والله تعالى أمر بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة، وهو أخذ الزينة فقال: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) فعلق الأمر باسم الزينة لا بستر العورة إيذانا بأن العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة. اهـ
ليت إخواننا الذي يحضرون للمسجد بثوب النوم ونحوه ينتبهون لهذا
351- بعض الناس "يعتقد قولا ثم يرد كل ما دل على خلافه بأي طريق اتفقت له؛ فالأدلة المخالفة لما اعتقده عنده من باب الصائل لا يبالي بأي شيء دفعه" ابن القيم، كتاب الروح 2/380
وصدق رحمه الله وهذا نراه كثيرا، حين يعتقد المرء قولا وينتصر له، فتجد يرد ويضعف ويأول كل دليل يخالف قوله، فيدفع حقا كثيرا لأجل هذا
352- قال المهلب: "يعجبني في الرجل أن أرى عقله زائدا على لسانه"
تأملها يا كثير الكلام..
353-قال الأعمش:"جهدنا أن نجلس إبراهيم النخعي [إمام أهل الكوفة وعالمهم في زمنه] إلى سارية، وأردناه على ذلك، فأبى"
تأملها يا من تقصد صدر المجلس مباشرة!
354- عدو لمن عادت وسلم لسلمها ** ومن قربت سلمى أحب وقربا.
هذا حال كثير من الناس يعادي ويوالي وينتصر لمحبوبه وقريبيه وحزبه، لا للحق، وإن فعل فلابد أن يرد الحق، ويدفعه ويناكف من جاء به لأجل هذا الغرض الدنيء، فيا ويح من فعله، وهنيئا لمن كان انتصاره لله ولو خالف كل محبوب له
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin