دولة اليابان مكونة من عدة جزر عددها ( 4000 ) جزيرة على شكل أرخبيل طوله 3000 كم , أربعة منها رئيسية ( هونشو – شيكوكو – كيوشو – هوكايدو ) , وجزر اليابان مقسمة إدارياً من قبل الحكومة على 43 ولاية وأربعة بلديات , مساحتها الإجمالية 881,369 كيلو متر مربع . ويبلغ إجمالي تعداد سكان اليابان حوالي 130 مليون نسمة , وهي بذلك تعتبر سابع دولة أكثر تعداداً بالسكان , عاصمتها طوكيو . ويشكل اليابانيون حوالي 99,4 % من السكان , والكوريون 0,5 % , وما تبقى وقدرة 0,1 % فهم من الجنسيات المختلفة . ويعيش أكثر من 79 % من السكان في المدن الكبرى , والباقي في القرى والأرياف . يعمل 35% من السكان في الصناعة , بينما يعمل 27 % منهم في الزراعة , وهناك ما يقرب من 700 ألف صياد يعملون في مهنة صيد الأسماك . أما باقي السكان فيعملون في التجارة والمهن الحرة , وكموظفين في الدوائر الحكومية للدولة والمؤسسات الخاصة | |
إن 75% إلى 80 % من أراضي اليابان عبارة عن جبال بركانية خضراء , تتخللها الأنهر المائية . أما الباقي القليل فيستخدم للزراعة والسكن والطرقات , مما أدى إلى ارتفاع في أسعار الأراضي والإيجارات , كذلك إلى إرتفاع أسعار السلع الإسـتهلاكية والأيدي العاملة , لذلك تعتبر اليابان من إغلى بلاد الدنيا وأصعبها معيشة . من جهة أخرى تتميز اليابان بإعتدال ووضوح فصولها الأربعة , وجمال الطبيعة التي تعدد أنواع زهورها وأشجارها وأعشابها , مما ساعد على خلق حس الإبتكار وجمال الإبداع الثقافي والصناعي لدى الإنسان الياباني , ناهيك عن إعجاب وتعلق قلب كم من زارها من الخارج . | |
بحـث
المواضيع الأخيرة
كل ما تريد معرفته عن اليابان
فلفل- زائر
- مساهمة رقم 1
كل ما تريد معرفته عن اليابان
mahir- زائر
- مساهمة رقم 2
رد: كل ما تريد معرفته عن اليابان
ليابانيين تقاليد و آداب خاصة، تراعى قبل و أثناء تناول الطعام، فلكل فرد في الأسرة، مكان محدد حول المائدة، يتفق و مكانته، و لا يجوز تغييره ابدا، و يعطى الضيف دائما المكان الأفضل و يقدم الطعام لأفراد الأسرة و الضيوف، حسب تسلسل يتفق مع مكانة كل منهم ،و تقدم ألوان الطعام، وفق نظام لا يتغير،و أي خطأ يرتكب حول ما تقدم، يسبب إرباكاََ لجميع أفراد الأسرة، و ينظر إلى مرتكبه و كأنه قد اقترف ذنبا لايغفر. و يتم تناول الطعام حول منضدة خشبية، مستطيلة أو دائرية، قليلة الارتفاع، يجلس حولها أهل المنزل و ضيوفهم، فوق حشيات من القطن موضوعة عليها عيدان خشبية، لتناول الطعام بها بدل الملاعق عندنا، كما توضع إلى جانبها كؤوس الشاي أو الفناجين الفارغة، و نفس النظام تطبقه الأسرة عند تناولها طعامها | |
الأكلات اليابانية توجد مجموعة من الأكلات اليابانية التقليدية نذكر منها ( سوكياكي Sukiyaki ) و هو عبارة عن شرائح رقيقة من لحم البقر والخضراوات توضع معاً في وعاء ماء يغلي أمام الضيوف ( تيمبورا Tempura ) و هو عبارة عن طبق روبيان يقلى بزيت السمسم مع الخضار والتمبورا من الأكلات الحلال في اليابان ( سوشي Sushi ) و هو عبارة عن كرات أرز مغلي وبداخله قطع من أسماك التونة أو السلمون وما شابه ( ياكيتوري Yakitori ) و هو طبق شبيه بالكباب |
فلفل- زائر
- مساهمة رقم 3
رد: كل ما تريد معرفته عن اليابان
تاريخ اليابان الحديث
عاشت اليابان في أواسط القرن السادس الميلادي قبل حوالي 250 سنة , فترة من العزلة , أغلقت فيها اليابان جميع حدودها مع العالم الخارجي , وذلك خوفاً من تغلل المنصرين فيها وانتشار المسيحية ثم الإستعمار ( كما حدث في دول جنوب أمريكا اللاتينية ) . وقد أستثني من ذلك بعض التجار الهولنديين حيث سمح لهم بالإتجار في جزيرة ديجيما الصغيرة الواقعة في خليج ناجاساكي , كما أستثني بعض الصينيين الذين الذين يقطنون جزيرة ناجاساكي , وبعض المبعوثين الملكيين الذين يأتون بين الحين والآخر من أسرة (( لي )) الحاكمة في كوريا .
وفي عام 1853 أجبر الكومودور الأمريكي (( ماثيو بري )) اليابان على فك حدودها , عن طريق محاصرتها بأربع سفن حربية , وقعت على أثرها اليابان معاهدة صـداقة مع أمريكا وتبع ذلك إبرام معاهدات صداقة مع كل من روسيا وبريطانيا وهولندا في نفس العام , ومع فرنسا في العام الرابع . وتبع ذلك بقليل نوع من الإضطرابات والحروب الداخلية دامت عشرة سنوات , بسبب معارضة الإنفتاح على الخارج , ورغبة الإقطاعيين في تقوية حكومتهم ( حكومة توكوجاوا العسكرية ) , إلى أن إنتهى الأمر بإنهيار حكومة توكوجاوا هذه , وإعادة السيادة الكاملة للإمبراطور ( ميجي - ) في عام 1868 م .
عصر ميجي 1868م – 1912م
يعتبر المؤرخون أن تاريخ اليابان المعاصر يبدأ بعصر ( ميجي ) وهو العهد الذي تلى فترة ( الشوجن ) أو النظام الإقطاعي للساموراي , حيث وضعت فيه الأسس الحقيقية لنهضة اليابان المعاصرة في جميع المجالات , وفي هذا العصر , انتقلت العاصمة اليابانية من كيوتو إلى طوكيو , كما ألغي فيه النظام الطبقي , وانصرفت الدولة كلياً إلى دراسة الحضارة الغربية وتبنيها
تخللت هذه الفترة تورط اليابان في حروب مدمرة مع الصين وروسيا وكوريا , ثم جاءت الحرب العالمية الأولى فالثانية والتي إنتهت بإستسلام اليابان في عام 1945م , بعد واقعة قنبلة هيروشيما وناجازاكي الذرية . أصبحت اليابان من بعدها دولة صناعية مسالمة
Admin- المشرف العام
- عدد المساهمات : 5500
تاريخ التسجيل : 17/06/2008
- مساهمة رقم 4
رد: كل ما تريد معرفته عن اليابان
اليابان
تمثل اليابان Japan أرخبيلاً من الجزر العديدة المنتمية إلى القارة الآسيوية بنيوياً
وقارياً، والواقعة في شمال المحيط الهادئ الغربي قبالة الساحل الشرقي للبر
الآسيوي. وهي تبعد عنه مسافة تراوح بين 800كم عبر بحر اليابان و100كم عبر مضيق
كوريا في الجنوب و300كم؛ هي المسافة التي تفصل هوكايدو عن جزيرة سخالين، وهناك
16كم بين هوكايدو وجزر كوريل الروسية.
وتتكون اليابان من أربع جزر رئيسة كبرى وآلاف الجزر الصغرى،
كما تشمل سلسلة جزر بونين Bonin الواقعة على بعد 970كم شرق اليابان، وتتألف من 27جزيرة بركانية
وسلسلة جزر ريوكيو Ryukyu.
تضم جزر اليابان مايزيد على 100 جزيرة، الأربعة الرئيسة
الكبرى هي: هونشو Honshu، هوكايدو Hokkaido، كيوشو Kyushu، شيكوكو Shikoku. وتتخذ تلك الجزر بامتدادها الشمالي الجنوبي شكل قوس تقعره نحو
البر الآسيوي. وتمتد بين خطي عرض 30 ْـ45 ْ شمالاً بطول نحو 1900كم، كما تمتد بين
خطي طول 821 ْـ146 ْ شرق غرينتش.
يبلغ إجمالي مساحة الجزر اليابانية نحو 377708كم2،
موزعة على جزرها الأربع الكبرى، وبقية جزرها وفق الآتي: هونشو (227414كم2=62%)،
هوكايدو (78073كم2=21%)، كيوشو (36554كم2=11%)، شيكوكو
(18256كم2=5%)، كما تبلغ مساحة جزر ريوكيو (3120كم2)،
ومساحة جزر بونين (106كم2). ويبلغ مجموع أطوال سواحل جزر اليابان الأربع الكبرى
(7448كم).
ـ الجغرافيا الطبيعية
تشكل الجزر اليابانية جزءاً من حزام النار المحيط بالمحيط
الهادئ، والذي يتصف بطبيعته البركانية وكثرة المخاريط البركانية القائمة فيه وعدم
استقراره جيولوجياً، ومما يدل عليه كثرة الزلازل التي تتعرض لها الجزر، والتي تقدر
بنحو 1500 زلزال سنوياً بشدات مختلفة، كان من أكثرها تدميراً زلزال عام 1923م،
الذي ضرب إقليم طوكيو ـ يوكوهاما، وأدى إلى مقتل 143 ألف شخص، وزلزال عام 6991م
الذي ضرب إقليم ريكوـ أوجو، وأودى بحياة 22 ألف شخص. ويعدّ الجزء الأوسط من جزيرة هونشو
ـ ولاسيما منطقة فوساماغنا Fossamagna ـ مركز النشاط البركاني، وفيها يشمخ مخروط جبل فوجي ياما Fujiyama
إلى ارتفاع 3776م، وهو أعلى ارتفاع في الجزر اليابانية. وهناك ستة مخروطات بركانية
أخرى يزيد ارتفاع كل منها على 3000م، وتغطي المواد البركانية نحو ثلث سطح الجزر اليابانية.
ويغلب على الجزر اليابانية المظهر الجبلي، إذ إن نحو 80% من
مساحتها جبال وهضاب وتلال، وما تبقى سهول، وتتصف التضاريس بكثرة تجزئها ووعورة
السطح، متخذة شكل كتل جبلية منفصلة عن بعضها بحوضات وأودية جبلية.
وتتخذ الجبال اليابانية شكل سلسلتين: أولهما السلسلة الجبلية
الشمالية الممتدة من هضبة هوكايدو المرتفعة (ارتفاع وسطي 1800م) حتى سهل ناغويا Nagoya
في الجزء الجنوبي من هونشو، وثانيهما السلسلة الجبلية الجنوبية التي تبدأ من سهل ناغويا
حتى جنوبي جزيرة كيوشو، متخذة شكل هضاب وكتل جبلية أقل ارتفاعاً من الجبال
الشمالية مع اختفاء لتلك الجبال في الممرات البحرية الفاصلة بين الجزر.
وتشغل السهول مساحة نحو 20% من إجمالي مساحة الجزر اليابانية
متمثلة في السهول الساحلية والفيضية من أهمها: في جزيرة هونشو (سهل كوانتو Kwanto
ويقع فيه إقليم طوكيو -يوكوهاما وسهل نوبي Nobi في إقليم ناغويا وسهل أوساكا وكما يعرف بسهل كانساي Kansai
وسهل سينداي Sendai، وفي الغرب على بحر اليابان سهل ايشيغو Eshigo)، وفي جزيرة هوكايدو (سهل إشيكاري Ishikari في غربي الجزيرة، وسهل توكاجة Tokaje في شرقيها). وفي شماليّ كيوشو يمتد سهل تسوكوشي Tsukushi،
وهناك سهل ضيق يمتد على الساحل الجنوبي من جزيرة شيكوكو.
يسود اليابان المناخ الموسمي المعتدل الدافئ والبارد.
فأمطارها موسمية طوال السنة، فهي تتعرض شتاء للرياح الموسمية الشتوية الجافة
والقارية المنشأ التي تترطب بعبورها بحر اليابان الدافئ المياه بفعل تيار كوروشيفو
المائي الدافئ، ونتيجة لكون الأمطار تضريسية فإن الأجزاء الغربية من الجزر
المواجهة للرياح الموسمية الشتوية الغربية تكون أوفر مطراً (أكثر من 50سم) من
الأجزاء الشرقية الواقعة في الظل (20ـ50سم)، وتكون الرياح الموسمية الصيفية أكثر
حرارة وأعلى رطوبة، وهي المصدر الرئيسي للأمطار اليابانية، وتهب من الجنوب والجنوب
الشرقي معرضة الأجزاء الشرقية والجنوبية المواجهة لها إلى تأثيراتها الفعالة
وأمطارها الغزيرة التي تزيد على 75سم مقابل أقل من 50سم في الأجزاء الغربية
الواقعة في ظل تلك الرياح. وتراوح كمية الأمطار السنوية في اليابان بين أكثر من
300سم في الأجزاء الجنوبية الشرقية (يوكوهاما، ناغويا، كيوتو، أوساكا) و(200ـ250سم)
في السواحل الشمالية الغربية، ونحو (150ـ200سم) في السواحل الجنوبية الغربية، وتقل
إلى ما دون 100سم في الأجزاء الوسطى والداخلية من جزيرة هوكايدو.
ويقسم خط الصفر المئوي لحرارة شهر كانون الثاني/يناير الجزر اليابانية
إلى نصفين: شمالي وحرارته أقل من الصفر، وجنوبي وحرارته أكبر من الصفر، لتصل حرارة
شهر كانون الثاني/يناير إلى نحو 6 ْم في شيكوكو وكيوشو. أما شهر تموز/يوليو فتراوح
درجة الحرارة المتوسطة بين 16ـ 20 ْم في هوكايدو، وبين 20ـ 24 ْم في هونشو، و24ـ26
ْم في شيكوكو وكيوشو. وتتعرض الجزر اليابانية ـ ولاسيما جزيرتي كيوشو وشيكوكو
والنصف الجنوبي من هونشوـ للأعاصير المدارية بمعدل ثلاثة أعاصير سنوياً.
ويجري في الأراضي اليابانية عدد كبير من الأنهار القصيرة
المجاري والسريعة الجريان والشديدة الغزارة ذات الأهمية الكبرى في توليد الكهرباء
وري المزروعات، وهناك ثلاثة من تلك الأنهار يزيد طول كل منها على 200كم، من أطولها
نهر شينانو Shinano بطول نحو 369كم الذي يجري في سهل نيغاتا Niigata، ويصب في بحر اليابان إلى الجنوب من مدينة نياتا. وتنتشر في جبال
اليابان البحيرات المتعددة التي يشكل بعضها فوهات البراكين. كما تظهر الينابيع
الحارة في مناطق مختلفة من اليابان.
وتغطي الغابات نحو 40% من مساحة الجزر اليابانية، نصفها عريض
الأوراق دائم الخضرة (الكافور، الخيزران، الغار، الصنوبر)، وثلثها نفضي (بلوط،
زان، شربين)، والمتبقي مختلط.
ـ الجغرافيا البشرية
بلغ عدد سكان اليابان حسب تقديرات عام 2006 نحو 128مليون
نسمة بعد أن كان نحو 60 مليون في عام 1925 و90 مليون في عام 1950، و113مليون عام
1976، ونحو 121 مليون في عام 1985م، وتعدّ اليابان من دول العالم المزدحمة
بالسكان، بل هي من أعلى دول العالم كثافة سكانية، إذ يصل متوسط الكثافة العامة إلى
335ن/كم2، وتجاوز الكثافة 1500ن/كم2 في السهول الفيضية
الساحلية الكبرى على أدناها في المناطق الجبلية المرتفعة وفي الأجزاء الشمالية (هوكايدو).
وتشكل المنطقة الممتدة من سهل كوانتو إلى شمال كيوشو أشد
المناطق ازدحاماً بالسكان، فهي تضم جميع المدن المليونية بما فيها العاصمة طوكيو،
حيث يعيش نحو 90% من السكان في السهول الساحلية التي تشكل نحو 20% من مساحة
البلاد. ويتوزع سكان اليابان على جزرها وفق الآتي: جزيرة هونشو (80%)، كيوشو
(11%)، هوكايدو (5%) وشيكوكو (3%)، كما يعيش في جزر ريوكيو نحو مليون نسمة معظمهم
في جزيرة أوكيناوا، وفي جزر بونين نحو3000 نسمة.
وينتمي اليابانيون إلى العرق الآسيوي. ويعدّ الصينيون
والكوريون أكبر الأقليات في اليابان، إذ يعيش فيها نحو 70 ألف صيني، ونحو 675 ألف
كوري، بجانب نحو 15 ألفاً من الإينو Eno الذين يعيش معظمهم في جزيرة هوكايدو والذين يمثلون البقية من سكان
اليابان القدماء. وقد بدأ إعمار اليابان بالسكان منذ منتصف الألف الخامسة قبل
الميلاد، وذلك بوساطة موجات من الهجرات البشرية انتقلت إليها من شمال شرقي البر
الآسيوي عبر شبه الجزيرة الكورية. يعيش نحو 80% من سكان اليابان في المدن. وفي
أكبر مدن اليابان طوكيو 9.5 مليون نسمة. ومن المدن الأخرى الكبرى تذكر: يوكوهاما Yokohama ت(3.3مليون
نسمة)، أوساكا Osaka ت(3.1مليون
نسمة)، ناغويا (2.5 مليون نسمة)، سابورو Sapporo ت(1.8مليون نسمة)، كيوتو Kyoto ت(1.7مليون
نسمة)، كوبِه Kobe ت(1.6مليون
نسمة).
يدين نحو 90% من اليابانيين بديانة الشِنتو[ر] (64% منهم
يدينون بالشنتو والبوذية في آن واحد) و9% بالبوذية وأقل من 1% يدينون بالمسيحية.
واللغة اليابانية هي اللغة الرسمية. ويجيد كثير من اليابانيين اللغة الإنكليزية،
وتعدّ كتابة اللغة اليابانية من أصعب أنظمة الكتابة في العالم، والتعليم إلزامي في
المرحلة الابتدائية (ست سنوات)، وفي اليابان نحو 460 جامعة و600 كلية فنية، أكبرها
جامعة طوكيو. وعدد الجامعات الحكومية نحو 90 جامعة.
نظام الحكم امبراطوري برلماني ديمقراطي، والامبراطور هو
الرئيس الرسمي للدولة، وهو يملك ولايحكم، وكان فيما مضى ذا صفة دينية مقدسة. ومصدر
السلطة التشريعية هو «الدايت» الذي يتألف من مجلسي النواب والشيوخ. والسلطة
التنفيذية بيد رئيس الوزراء والوزراء. وتقسم الدولة إلى 47 ولاية. وفي اليابان عدة
أحزاب سياسية، من أكثرها جماهيرية الحزب الديمقراطي الليبرالي، يليه الحزب
الاشتراكي الياباني، وهو حزب المعارضة. وعدة أحزاب أخرى صغيرة.
الجغرافيا الاقتصادية
أصبحت اليابان قوة اقتصادية كبرى منذ نهاية الحرب العالمية
الثانية. فهي ثانية دول العالم بعد الولايات المتحدة من حيث قيمة الناتج الوطني
الإجمالي، وتتفوق عليها في العديد من الصناعات. وتعدّ الصناعة أهم نشاط اقتصادي في
اليابان وأكبره إذ تسهم بنحو 28% من جملة الناتج القومي، ويعمل فيها نحو 25% من
مجموع القوة العاملة.
ويعدّ معدل النمو الصناعي الياباني الأعلى في العالم.
والصناعة اليابانية شاملة، تنتج كل شيء، بدءاً من الإلكترونيات الصغيرة حتى ناقلات
النفط الكبيرة، ناهيك عن الصناعات الغذائية وسواها. وتتمثل الصناعات اليابانية في
صناعة وسائط النقل (السيارات بأنواعها) إذ إنها الأولى في العالم بإنتاج السيارات
بعدد يقارب عشرة ملايين سيارة سنوياً. وكذلك فهي الأولى في صناعة السفن، كما أنها
متميزة وذات شهرة كبيرة في صناعة الآلات الكهربائية والإلكترونية كأجهزة الحاسوب
والمذياع والتلفاز. وتأتي في طليعة الدول المنتجة للإسمنت والسيراميك والملابس
والصناعات المعدنية ومنتجات الأخشاب، إضافة إلى الصناعات البتروكيمياوية المختلفة.
واليابان إحدى الدول الكبرى المنتجة للحديد والفولاذ الذي
يصدر كثير منه إلى الخارج. على الرغم من كون اليابان فقيرة بمعادنها ومواد طاقتها،
حيث تنتج كميات قليلة من الفحم والنحاس والمنغنيز والفضة والزنك؛ فإنها عوضت
حاجتها الكبيرة للطاقة باستيراد النفط من دول الشرق الأوسط بالدرجة الأولى
وإنتاجها للطاقة الكهرمائية والطاقة النووية.
وتسهم الزراعة بنحو 3% من إجمالي الناتج القومي، وتستخدم نحو
9% من القوى العاملة اليابانية. على الرغم من صغر المساحة الصالحة للزراعة (15% من
إجمالي مساحة اليابان) فإنها تنتج نحو 75% من احتياجاتها الغذائية. ويعدّ الأرز
المحصول الرئيس الذي يشغل أكثر من50% من الأراضي الزراعية، كما تزرع محاصيل أخرى (الشوندر
السكري، الشاي، التبغ، القمح) وبعض أنواع الفاكهة (التفاح، البرتقال، الإجّاص والفريز)
وخضراوات متنوعة، ومتوسط حجم المزرعة نحو هكتار، يربى فيها عدد من الخنازير
والأبقار والدواجن.
وتعد اليابان الأولى في العالم في صيد الأسماك وتصنيعها، حيث
تصطاد سنوياً نحو (12ـ15) مليون طن. ويعمل في صيد الأسماك نحو 1% من القوة
العاملة. ويسهم نشاط الخدمات المتنوعة (العاملون في المشافي والمدارس والمؤسسات
المالية وشركات التأمين والدعاية والإعلان… وغيرها) بنحو 60% من الناتج القومي،
ويستخدم نحو 55% من القوة العاملة.
وتمتلك اليابان شبكة نقل واتصالات كبيرة، ففيها نحو 30 مليون
سيارة ركاب، و تملك عدداً كبيراً من قطارات الأنفاق وغيرها من القطارات. وفيها عدد
كبير من المطارات الحديثة؛ من أكثرها شهرة وازدحاماً مطارا طوكيو وأوساكا. ومن
موانئها البحرية الكبرى: كوبه، تشيبا Chiba، ناغويا، يوكوهاما. وترتبط الجزر الكبرى مع بعضها بأنفاق بحرية،
كما في النفق الذي يصل هوكايدو بهونشو (طوله 53.9كم) والنفق الذي يصل هونشو بشيكوكو.
وتعدّ اليابان في مقدمة الدول التجارية في العالم. وتتمثل
صادراتها الرئيسة في: السيارات والحديد والفولاذ والمعدات الإلكترونية والأجهزة الكهربائية
والدراجات النارية والأجهزة الدقيقة والسفن. وإيراداتها الرئيسة تتمثل في النفط
الذي يقدر بـ 35% من إجمالي وارداتها. ولقد حافظت اليابان على ميزانها التجاري
الرابح منذ ستينيات القرن العشرين، والعملة اليابانية هي الين.
تمثل اليابان Japan أرخبيلاً من الجزر العديدة المنتمية إلى القارة الآسيوية بنيوياً
وقارياً، والواقعة في شمال المحيط الهادئ الغربي قبالة الساحل الشرقي للبر
الآسيوي. وهي تبعد عنه مسافة تراوح بين 800كم عبر بحر اليابان و100كم عبر مضيق
كوريا في الجنوب و300كم؛ هي المسافة التي تفصل هوكايدو عن جزيرة سخالين، وهناك
16كم بين هوكايدو وجزر كوريل الروسية.
وتتكون اليابان من أربع جزر رئيسة كبرى وآلاف الجزر الصغرى،
كما تشمل سلسلة جزر بونين Bonin الواقعة على بعد 970كم شرق اليابان، وتتألف من 27جزيرة بركانية
وسلسلة جزر ريوكيو Ryukyu.
تضم جزر اليابان مايزيد على 100 جزيرة، الأربعة الرئيسة
الكبرى هي: هونشو Honshu، هوكايدو Hokkaido، كيوشو Kyushu، شيكوكو Shikoku. وتتخذ تلك الجزر بامتدادها الشمالي الجنوبي شكل قوس تقعره نحو
البر الآسيوي. وتمتد بين خطي عرض 30 ْـ45 ْ شمالاً بطول نحو 1900كم، كما تمتد بين
خطي طول 821 ْـ146 ْ شرق غرينتش.
يبلغ إجمالي مساحة الجزر اليابانية نحو 377708كم2،
موزعة على جزرها الأربع الكبرى، وبقية جزرها وفق الآتي: هونشو (227414كم2=62%)،
هوكايدو (78073كم2=21%)، كيوشو (36554كم2=11%)، شيكوكو
(18256كم2=5%)، كما تبلغ مساحة جزر ريوكيو (3120كم2)،
ومساحة جزر بونين (106كم2). ويبلغ مجموع أطوال سواحل جزر اليابان الأربع الكبرى
(7448كم).
ـ الجغرافيا الطبيعية
بحر اليابان |
تشكل الجزر اليابانية جزءاً من حزام النار المحيط بالمحيط
الهادئ، والذي يتصف بطبيعته البركانية وكثرة المخاريط البركانية القائمة فيه وعدم
استقراره جيولوجياً، ومما يدل عليه كثرة الزلازل التي تتعرض لها الجزر، والتي تقدر
بنحو 1500 زلزال سنوياً بشدات مختلفة، كان من أكثرها تدميراً زلزال عام 1923م،
الذي ضرب إقليم طوكيو ـ يوكوهاما، وأدى إلى مقتل 143 ألف شخص، وزلزال عام 6991م
الذي ضرب إقليم ريكوـ أوجو، وأودى بحياة 22 ألف شخص. ويعدّ الجزء الأوسط من جزيرة هونشو
ـ ولاسيما منطقة فوساماغنا Fossamagna ـ مركز النشاط البركاني، وفيها يشمخ مخروط جبل فوجي ياما Fujiyama
إلى ارتفاع 3776م، وهو أعلى ارتفاع في الجزر اليابانية. وهناك ستة مخروطات بركانية
أخرى يزيد ارتفاع كل منها على 3000م، وتغطي المواد البركانية نحو ثلث سطح الجزر اليابانية.
ويغلب على الجزر اليابانية المظهر الجبلي، إذ إن نحو 80% من
مساحتها جبال وهضاب وتلال، وما تبقى سهول، وتتصف التضاريس بكثرة تجزئها ووعورة
السطح، متخذة شكل كتل جبلية منفصلة عن بعضها بحوضات وأودية جبلية.
وتتخذ الجبال اليابانية شكل سلسلتين: أولهما السلسلة الجبلية
الشمالية الممتدة من هضبة هوكايدو المرتفعة (ارتفاع وسطي 1800م) حتى سهل ناغويا Nagoya
في الجزء الجنوبي من هونشو، وثانيهما السلسلة الجبلية الجنوبية التي تبدأ من سهل ناغويا
حتى جنوبي جزيرة كيوشو، متخذة شكل هضاب وكتل جبلية أقل ارتفاعاً من الجبال
الشمالية مع اختفاء لتلك الجبال في الممرات البحرية الفاصلة بين الجزر.
جبل ياريغاتاكي Yarigatake |
وتشغل السهول مساحة نحو 20% من إجمالي مساحة الجزر اليابانية
متمثلة في السهول الساحلية والفيضية من أهمها: في جزيرة هونشو (سهل كوانتو Kwanto
ويقع فيه إقليم طوكيو -يوكوهاما وسهل نوبي Nobi في إقليم ناغويا وسهل أوساكا وكما يعرف بسهل كانساي Kansai
وسهل سينداي Sendai، وفي الغرب على بحر اليابان سهل ايشيغو Eshigo)، وفي جزيرة هوكايدو (سهل إشيكاري Ishikari في غربي الجزيرة، وسهل توكاجة Tokaje في شرقيها). وفي شماليّ كيوشو يمتد سهل تسوكوشي Tsukushi،
وهناك سهل ضيق يمتد على الساحل الجنوبي من جزيرة شيكوكو.
يسود اليابان المناخ الموسمي المعتدل الدافئ والبارد.
فأمطارها موسمية طوال السنة، فهي تتعرض شتاء للرياح الموسمية الشتوية الجافة
والقارية المنشأ التي تترطب بعبورها بحر اليابان الدافئ المياه بفعل تيار كوروشيفو
المائي الدافئ، ونتيجة لكون الأمطار تضريسية فإن الأجزاء الغربية من الجزر
المواجهة للرياح الموسمية الشتوية الغربية تكون أوفر مطراً (أكثر من 50سم) من
الأجزاء الشرقية الواقعة في الظل (20ـ50سم)، وتكون الرياح الموسمية الصيفية أكثر
حرارة وأعلى رطوبة، وهي المصدر الرئيسي للأمطار اليابانية، وتهب من الجنوب والجنوب
الشرقي معرضة الأجزاء الشرقية والجنوبية المواجهة لها إلى تأثيراتها الفعالة
وأمطارها الغزيرة التي تزيد على 75سم مقابل أقل من 50سم في الأجزاء الغربية
الواقعة في ظل تلك الرياح. وتراوح كمية الأمطار السنوية في اليابان بين أكثر من
300سم في الأجزاء الجنوبية الشرقية (يوكوهاما، ناغويا، كيوتو، أوساكا) و(200ـ250سم)
في السواحل الشمالية الغربية، ونحو (150ـ200سم) في السواحل الجنوبية الغربية، وتقل
إلى ما دون 100سم في الأجزاء الوسطى والداخلية من جزيرة هوكايدو.
جبل فوجي |
ويقسم خط الصفر المئوي لحرارة شهر كانون الثاني/يناير الجزر اليابانية
إلى نصفين: شمالي وحرارته أقل من الصفر، وجنوبي وحرارته أكبر من الصفر، لتصل حرارة
شهر كانون الثاني/يناير إلى نحو 6 ْم في شيكوكو وكيوشو. أما شهر تموز/يوليو فتراوح
درجة الحرارة المتوسطة بين 16ـ 20 ْم في هوكايدو، وبين 20ـ 24 ْم في هونشو، و24ـ26
ْم في شيكوكو وكيوشو. وتتعرض الجزر اليابانية ـ ولاسيما جزيرتي كيوشو وشيكوكو
والنصف الجنوبي من هونشوـ للأعاصير المدارية بمعدل ثلاثة أعاصير سنوياً.
ويجري في الأراضي اليابانية عدد كبير من الأنهار القصيرة
المجاري والسريعة الجريان والشديدة الغزارة ذات الأهمية الكبرى في توليد الكهرباء
وري المزروعات، وهناك ثلاثة من تلك الأنهار يزيد طول كل منها على 200كم، من أطولها
نهر شينانو Shinano بطول نحو 369كم الذي يجري في سهل نيغاتا Niigata، ويصب في بحر اليابان إلى الجنوب من مدينة نياتا. وتنتشر في جبال
اليابان البحيرات المتعددة التي يشكل بعضها فوهات البراكين. كما تظهر الينابيع
الحارة في مناطق مختلفة من اليابان.
وتغطي الغابات نحو 40% من مساحة الجزر اليابانية، نصفها عريض
الأوراق دائم الخضرة (الكافور، الخيزران، الغار، الصنوبر)، وثلثها نفضي (بلوط،
زان، شربين)، والمتبقي مختلط.
ـ الجغرافيا البشرية
شلالات مقاطعة توشيغي Tochigi |
بلغ عدد سكان اليابان حسب تقديرات عام 2006 نحو 128مليون
نسمة بعد أن كان نحو 60 مليون في عام 1925 و90 مليون في عام 1950، و113مليون عام
1976، ونحو 121 مليون في عام 1985م، وتعدّ اليابان من دول العالم المزدحمة
بالسكان، بل هي من أعلى دول العالم كثافة سكانية، إذ يصل متوسط الكثافة العامة إلى
335ن/كم2، وتجاوز الكثافة 1500ن/كم2 في السهول الفيضية
الساحلية الكبرى على أدناها في المناطق الجبلية المرتفعة وفي الأجزاء الشمالية (هوكايدو).
وتشكل المنطقة الممتدة من سهل كوانتو إلى شمال كيوشو أشد
المناطق ازدحاماً بالسكان، فهي تضم جميع المدن المليونية بما فيها العاصمة طوكيو،
حيث يعيش نحو 90% من السكان في السهول الساحلية التي تشكل نحو 20% من مساحة
البلاد. ويتوزع سكان اليابان على جزرها وفق الآتي: جزيرة هونشو (80%)، كيوشو
(11%)، هوكايدو (5%) وشيكوكو (3%)، كما يعيش في جزر ريوكيو نحو مليون نسمة معظمهم
في جزيرة أوكيناوا، وفي جزر بونين نحو3000 نسمة.
وينتمي اليابانيون إلى العرق الآسيوي. ويعدّ الصينيون
والكوريون أكبر الأقليات في اليابان، إذ يعيش فيها نحو 70 ألف صيني، ونحو 675 ألف
كوري، بجانب نحو 15 ألفاً من الإينو Eno الذين يعيش معظمهم في جزيرة هوكايدو والذين يمثلون البقية من سكان
اليابان القدماء. وقد بدأ إعمار اليابان بالسكان منذ منتصف الألف الخامسة قبل
الميلاد، وذلك بوساطة موجات من الهجرات البشرية انتقلت إليها من شمال شرقي البر
الآسيوي عبر شبه الجزيرة الكورية. يعيش نحو 80% من سكان اليابان في المدن. وفي
أكبر مدن اليابان طوكيو 9.5 مليون نسمة. ومن المدن الأخرى الكبرى تذكر: يوكوهاما Yokohama ت(3.3مليون
نسمة)، أوساكا Osaka ت(3.1مليون
نسمة)، ناغويا (2.5 مليون نسمة)، سابورو Sapporo ت(1.8مليون نسمة)، كيوتو Kyoto ت(1.7مليون
نسمة)، كوبِه Kobe ت(1.6مليون
نسمة).
نموذج حديقة يابانية |
يدين نحو 90% من اليابانيين بديانة الشِنتو[ر] (64% منهم
يدينون بالشنتو والبوذية في آن واحد) و9% بالبوذية وأقل من 1% يدينون بالمسيحية.
واللغة اليابانية هي اللغة الرسمية. ويجيد كثير من اليابانيين اللغة الإنكليزية،
وتعدّ كتابة اللغة اليابانية من أصعب أنظمة الكتابة في العالم، والتعليم إلزامي في
المرحلة الابتدائية (ست سنوات)، وفي اليابان نحو 460 جامعة و600 كلية فنية، أكبرها
جامعة طوكيو. وعدد الجامعات الحكومية نحو 90 جامعة.
نظام الحكم امبراطوري برلماني ديمقراطي، والامبراطور هو
الرئيس الرسمي للدولة، وهو يملك ولايحكم، وكان فيما مضى ذا صفة دينية مقدسة. ومصدر
السلطة التشريعية هو «الدايت» الذي يتألف من مجلسي النواب والشيوخ. والسلطة
التنفيذية بيد رئيس الوزراء والوزراء. وتقسم الدولة إلى 47 ولاية. وفي اليابان عدة
أحزاب سياسية، من أكثرها جماهيرية الحزب الديمقراطي الليبرالي، يليه الحزب
الاشتراكي الياباني، وهو حزب المعارضة. وعدة أحزاب أخرى صغيرة.
الجغرافيا الاقتصادية
أصبحت اليابان قوة اقتصادية كبرى منذ نهاية الحرب العالمية
الثانية. فهي ثانية دول العالم بعد الولايات المتحدة من حيث قيمة الناتج الوطني
الإجمالي، وتتفوق عليها في العديد من الصناعات. وتعدّ الصناعة أهم نشاط اقتصادي في
اليابان وأكبره إذ تسهم بنحو 28% من جملة الناتج القومي، ويعمل فيها نحو 25% من
مجموع القوة العاملة.
ويعدّ معدل النمو الصناعي الياباني الأعلى في العالم.
والصناعة اليابانية شاملة، تنتج كل شيء، بدءاً من الإلكترونيات الصغيرة حتى ناقلات
النفط الكبيرة، ناهيك عن الصناعات الغذائية وسواها. وتتمثل الصناعات اليابانية في
صناعة وسائط النقل (السيارات بأنواعها) إذ إنها الأولى في العالم بإنتاج السيارات
بعدد يقارب عشرة ملايين سيارة سنوياً. وكذلك فهي الأولى في صناعة السفن، كما أنها
متميزة وذات شهرة كبيرة في صناعة الآلات الكهربائية والإلكترونية كأجهزة الحاسوب
والمذياع والتلفاز. وتأتي في طليعة الدول المنتجة للإسمنت والسيراميك والملابس
والصناعات المعدنية ومنتجات الأخشاب، إضافة إلى الصناعات البتروكيمياوية المختلفة.
واليابان إحدى الدول الكبرى المنتجة للحديد والفولاذ الذي
يصدر كثير منه إلى الخارج. على الرغم من كون اليابان فقيرة بمعادنها ومواد طاقتها،
حيث تنتج كميات قليلة من الفحم والنحاس والمنغنيز والفضة والزنك؛ فإنها عوضت
حاجتها الكبيرة للطاقة باستيراد النفط من دول الشرق الأوسط بالدرجة الأولى
وإنتاجها للطاقة الكهرمائية والطاقة النووية.
وتسهم الزراعة بنحو 3% من إجمالي الناتج القومي، وتستخدم نحو
9% من القوى العاملة اليابانية. على الرغم من صغر المساحة الصالحة للزراعة (15% من
إجمالي مساحة اليابان) فإنها تنتج نحو 75% من احتياجاتها الغذائية. ويعدّ الأرز
المحصول الرئيس الذي يشغل أكثر من50% من الأراضي الزراعية، كما تزرع محاصيل أخرى (الشوندر
السكري، الشاي، التبغ، القمح) وبعض أنواع الفاكهة (التفاح، البرتقال، الإجّاص والفريز)
وخضراوات متنوعة، ومتوسط حجم المزرعة نحو هكتار، يربى فيها عدد من الخنازير
والأبقار والدواجن.
وتعد اليابان الأولى في العالم في صيد الأسماك وتصنيعها، حيث
تصطاد سنوياً نحو (12ـ15) مليون طن. ويعمل في صيد الأسماك نحو 1% من القوة
العاملة. ويسهم نشاط الخدمات المتنوعة (العاملون في المشافي والمدارس والمؤسسات
المالية وشركات التأمين والدعاية والإعلان… وغيرها) بنحو 60% من الناتج القومي،
ويستخدم نحو 55% من القوة العاملة.
وتمتلك اليابان شبكة نقل واتصالات كبيرة، ففيها نحو 30 مليون
سيارة ركاب، و تملك عدداً كبيراً من قطارات الأنفاق وغيرها من القطارات. وفيها عدد
كبير من المطارات الحديثة؛ من أكثرها شهرة وازدحاماً مطارا طوكيو وأوساكا. ومن
موانئها البحرية الكبرى: كوبه، تشيبا Chiba، ناغويا، يوكوهاما. وترتبط الجزر الكبرى مع بعضها بأنفاق بحرية،
كما في النفق الذي يصل هوكايدو بهونشو (طوله 53.9كم) والنفق الذي يصل هونشو بشيكوكو.
وتعدّ اليابان في مقدمة الدول التجارية في العالم. وتتمثل
صادراتها الرئيسة في: السيارات والحديد والفولاذ والمعدات الإلكترونية والأجهزة الكهربائية
والدراجات النارية والأجهزة الدقيقة والسفن. وإيراداتها الرئيسة تتمثل في النفط
الذي يقدر بـ 35% من إجمالي وارداتها. ولقد حافظت اليابان على ميزانها التجاري
الرابح منذ ستينيات القرن العشرين، والعملة اليابانية هي الين.
Admin- المشرف العام
- عدد المساهمات : 5500
تاريخ التسجيل : 17/06/2008
- مساهمة رقم 5
رد: كل ما تريد معرفته عن اليابان
اللغة
اللغة اليابانية هي اللغة الرسمية في مجموعة
الجزر اليابانية منذ القديم حتى اليوم. وهي اللغة التاسعة عالمياً من حيث عدد
الناطقين بها، والذي يقارب 130 مليون نسمة في الأرض الأم، إضافة إلى المهاجرين في
هاواي والأمريكتين ومناطق أخرى من العالم، كما أنها اللغة الثانية للشعبين الصيني
والكوري اللذين عايشا الاحتلال الياباني لبلديهما في النصف الأول من القرن
العشرين. وهي اللغة الكبرى الوحيدة في العالم التي لا يمكن تحديد أصولها على نحو
يقيني. وتبقى النظرية التي تربطها بالجذر الكوري أكثر تقبلاً، ولكن ثمة نظريات أخرى
تفترض انتماءها إلى الأسرة اللغوية الأسترونيزية[ر] أو الأسترو ـ آسيوية[ر]، أو التبتية
ـ البورمية المتفرعة من الأسرة الصينية ـ التبتية[ر]، وكذلك من الألطية[ر] من حيث
البنية النحوية.
نتيجة لطبيعة البلد الجغرافية من حيث الجبال
الشاهقة والأودية العميقة وكثرة الجزر المنعزلة عن بعضها بعضاً؛ تطورت فيها لغات
محكية (لهجات) dialects متعددة، غالباً ما تكون غير مفهومة من قبل سكان المناطق الأخرى،
لكن انتشار محكية طوكيو ومحيطها التي سميت «اللغة العامة» common language
عن طريق وسائل الإعلام والأدب أدى إلى نوع من التوحيد اللغوي. أما على صعيد «اللغة
المكتوبة» فقد تحقق التوحيد عن طريق التعليم الإجباري الذي بُدئ به منذ عام 1886.
تعود أقدم المدوّنات باللغة اليابانية إلى القرن
الثامن الميلادي، منها مثلاً كتاب «كوجيكي»[ر] Kojiki ت(712)م. وقد تعارف مؤرخو اللغة على تقسيم اللغة اليابانية
إلى مراحل خمس؛ هي: القديمة (حتى القرن الثامن)، القديمة المتأخرة (من القرن 9ـ11)،
الوسطى (من القرن 12ـ16)، الحديثة المبكرة (من القرن 17ـ 18)، والحديثة (منذ القرن
19 حتى اليوم). وتميزت البنية النحوية لهذه اللغة بنوع من الثبات عبر العصور، إذ
يستطيع القارئ المعاصر بشيء من التدريب والممارسة فهمَ نصوصٍ قديمة (كلاسيكية) مثل
المجموعة الشعرية «مانيوشو» Man’yõshu (نحو 960م) أو «حكاية غِنْجي» لموراساكي[ر] (نحو 1010). ولكن على
الرغم من هذا الثبات ثمة سمات معيّنة تميز اليابانية القديمة من الحديثة على صعيد
الصوتيات phonology مثلاً، إذ يعتقد اللغويون أن في اليابانية القديمة ثمانية صوائت vowels
هي: (i, i,e,e, a,o,o,u)، في حين لا يوجد في الحديثة سوى خمسة هي: (i, e, a, o, u)،
كما يُعتقد أن في القديمة بقايا صيغة ما يسمى «تناغم الصوائت» vowel harmony
في الكلمة؛ مما يؤكد نظرية انتماء اليابانية إلى الألطية، حيث تنتشر ظاهرة التناغم
هذه. وفي مرحلة مبكرة من اليابانية الحديثة جرى زُحاف الحرف p إلى h (وإلى w بين صائتين)، إذ
لا يوجد في اليابانية الحديثة كلمات أصيلة أو صينية ـ يابانية تبدأ بالحرف p، أما بقايا
الكلمات الأصيلة بالحرف p فلم تعد موجودة إلا في محكية جزيرة أوكيناوا Okinawa.
وعلى صعيد بناء الجملة (الإعراب) syntax لم يطرأ تغير ملحوظ على صيغة (فاعل ـ مفعول ـ فعل) إلا في حالات
نادرة تتعلق بصفات محددة تدخل على الاسم (فاعلاً أو مفعولاً) فتعدل صيغة كتابته
ولفظه.
ثمة حدث حاسم في تطور اللغة اليابانية، هو إنجاز
«منظومات الكتابة القومية» nativized writing systems الذي تمّ بين القرنين الثامن والعاشر. فبعد أن كان اليابانيون
يستخدمون الكتابة المقطعية syllabic الصينية[ر. الصين (اللغة فيـ)]، وبالضرورة قواعدها لتدوين لغتهم؛
بدؤوا منذ مطلع القرن الثامن بتطويع المقاطع الصينية لفظياً ـ وليس بما تحمله من
معان أصلية ـ لتطوير أصوات لغتهم. وطوروا حتى القرن العاشر شكلين كتابيين مقطعيين
باسم «كانا» Kana؛ أولهما «كاتاكانا» Katakana المعتمد على الزوايا، وثانيهما «هيراغانا» Hiragana
المعتمد على الخطوط المنحنية؛ وهو الخط الذي تبنته نساء اليابان المتعلمات
والمثقفات لأن الأول كان حكراً على الرجال. وفي اليابان المعاصرة تُستخدم المقاطع
الصينية «كانجي» Kanji و«هيراغانا» معاً، الأول للتعبير عن كلمات المعاني والثاني
للأدوات ولنهايات الكلمات ذات الوظيفة الإعرابية، في حين يستخدم «كاتاكانا»
للكلمات الدخيلة (المستعارة من لغات أخرى) وللدعايات وللكلمات التي تعبر عن أصوات
(زقزقة، خشخشة) onomatopoeia. وفي الوقت نفسه تمّ تبسيط أشكال المقاطع الصينية، إضافة إلى
تحديد عدد المستخدم منها بـ 1850 مقطعاً في القرار الحكومي عام 1946 والذي عُدّل
عام 1981 بـ«لائحة المقاطع المستخدمة في الحياة اليومية» Jõyõ
kanji hyõ
التي ضمت 1945 مقطعاً مبسطاً.
يتألف مخزون مفردات اللغة اليابانية من أربعـة
أصناف؛ وهي:1ـ المفردات الأصيلة، 2ـ المفردات الصينية ـ اليابانية، 3ـ المفردات الدخيلة،
4ـ التعابير الصوتية. تختص مفردات الصنف الأول بالتعبير عن الاهتمامات الاجتماعية
والاقتصادية للمجتمع الياباني التقليدي التي تركزت في الزراعة وصيد الأسماك. وتؤلف
المفردات الصينية ـ اليابانية نحو 50% من مخزون اللغة اليابانية، وهي غالباً تعبر
عن المجردات والأمور الفكرية والعلمية. أما المفردات الدخيلة فهي ذات أصول
برتغالية وإسبانية وهولندية، وتؤلف الإنكليزية منها نسبة 80%، وقد خضعت جميعها
لفظاً وإعراباً لمنطق اللغة اليابانية. ولا تنحصر استخدامات التعابير الصوتية
بتقليد أصوات الطبيعة فحسب، بل تعبر غالباً عن حالات شعورية أو عقلية، مثل «بيري بيري»
piri- piri بمعنى «محتار». ونتيجة لهذا المخزون المتنوع المصادر من المفردات بلغ
عدد الصوامت consonants في اليابانية الحديثة ستة عشر، هي: (p,
t, k, b, d, g, s, h, z, r, m, n, w,j, n, q)، وعند التقاء الصامتين (ts) و (dz) قبل الصائت (i) يتولد الصامت ç (تش) أو sh (ش). أما الصائتان n,q فهما أنفيان nasal.
كانت اللغة اليابانية تكتب وفق التقاليد المرعية
بشكل عمودي في سطور تبدأ من يمين أعلى الصفحة نحو أسفلها، وبقي هذا الأسلوب
الكتابي معمولاً به في بعض المدونات حتى اليوم، ولكن ظهر إلى جانبه أسلوب جديد
أفقي الشكل في سطور تبدأ من يسار أعلى الصفحة نحو يمينها، مثل الإنكليزية.
اللغة اليابانية هي اللغة الرسمية في مجموعة
الجزر اليابانية منذ القديم حتى اليوم. وهي اللغة التاسعة عالمياً من حيث عدد
الناطقين بها، والذي يقارب 130 مليون نسمة في الأرض الأم، إضافة إلى المهاجرين في
هاواي والأمريكتين ومناطق أخرى من العالم، كما أنها اللغة الثانية للشعبين الصيني
والكوري اللذين عايشا الاحتلال الياباني لبلديهما في النصف الأول من القرن
العشرين. وهي اللغة الكبرى الوحيدة في العالم التي لا يمكن تحديد أصولها على نحو
يقيني. وتبقى النظرية التي تربطها بالجذر الكوري أكثر تقبلاً، ولكن ثمة نظريات أخرى
تفترض انتماءها إلى الأسرة اللغوية الأسترونيزية[ر] أو الأسترو ـ آسيوية[ر]، أو التبتية
ـ البورمية المتفرعة من الأسرة الصينية ـ التبتية[ر]، وكذلك من الألطية[ر] من حيث
البنية النحوية.
نتيجة لطبيعة البلد الجغرافية من حيث الجبال
الشاهقة والأودية العميقة وكثرة الجزر المنعزلة عن بعضها بعضاً؛ تطورت فيها لغات
محكية (لهجات) dialects متعددة، غالباً ما تكون غير مفهومة من قبل سكان المناطق الأخرى،
لكن انتشار محكية طوكيو ومحيطها التي سميت «اللغة العامة» common language
عن طريق وسائل الإعلام والأدب أدى إلى نوع من التوحيد اللغوي. أما على صعيد «اللغة
المكتوبة» فقد تحقق التوحيد عن طريق التعليم الإجباري الذي بُدئ به منذ عام 1886.
تعود أقدم المدوّنات باللغة اليابانية إلى القرن
الثامن الميلادي، منها مثلاً كتاب «كوجيكي»[ر] Kojiki ت(712)م. وقد تعارف مؤرخو اللغة على تقسيم اللغة اليابانية
إلى مراحل خمس؛ هي: القديمة (حتى القرن الثامن)، القديمة المتأخرة (من القرن 9ـ11)،
الوسطى (من القرن 12ـ16)، الحديثة المبكرة (من القرن 17ـ 18)، والحديثة (منذ القرن
19 حتى اليوم). وتميزت البنية النحوية لهذه اللغة بنوع من الثبات عبر العصور، إذ
يستطيع القارئ المعاصر بشيء من التدريب والممارسة فهمَ نصوصٍ قديمة (كلاسيكية) مثل
المجموعة الشعرية «مانيوشو» Man’yõshu (نحو 960م) أو «حكاية غِنْجي» لموراساكي[ر] (نحو 1010). ولكن على
الرغم من هذا الثبات ثمة سمات معيّنة تميز اليابانية القديمة من الحديثة على صعيد
الصوتيات phonology مثلاً، إذ يعتقد اللغويون أن في اليابانية القديمة ثمانية صوائت vowels
هي: (i, i,e,e, a,o,o,u)، في حين لا يوجد في الحديثة سوى خمسة هي: (i, e, a, o, u)،
كما يُعتقد أن في القديمة بقايا صيغة ما يسمى «تناغم الصوائت» vowel harmony
في الكلمة؛ مما يؤكد نظرية انتماء اليابانية إلى الألطية، حيث تنتشر ظاهرة التناغم
هذه. وفي مرحلة مبكرة من اليابانية الحديثة جرى زُحاف الحرف p إلى h (وإلى w بين صائتين)، إذ
لا يوجد في اليابانية الحديثة كلمات أصيلة أو صينية ـ يابانية تبدأ بالحرف p، أما بقايا
الكلمات الأصيلة بالحرف p فلم تعد موجودة إلا في محكية جزيرة أوكيناوا Okinawa.
وعلى صعيد بناء الجملة (الإعراب) syntax لم يطرأ تغير ملحوظ على صيغة (فاعل ـ مفعول ـ فعل) إلا في حالات
نادرة تتعلق بصفات محددة تدخل على الاسم (فاعلاً أو مفعولاً) فتعدل صيغة كتابته
ولفظه.
ثمة حدث حاسم في تطور اللغة اليابانية، هو إنجاز
«منظومات الكتابة القومية» nativized writing systems الذي تمّ بين القرنين الثامن والعاشر. فبعد أن كان اليابانيون
يستخدمون الكتابة المقطعية syllabic الصينية[ر. الصين (اللغة فيـ)]، وبالضرورة قواعدها لتدوين لغتهم؛
بدؤوا منذ مطلع القرن الثامن بتطويع المقاطع الصينية لفظياً ـ وليس بما تحمله من
معان أصلية ـ لتطوير أصوات لغتهم. وطوروا حتى القرن العاشر شكلين كتابيين مقطعيين
باسم «كانا» Kana؛ أولهما «كاتاكانا» Katakana المعتمد على الزوايا، وثانيهما «هيراغانا» Hiragana
المعتمد على الخطوط المنحنية؛ وهو الخط الذي تبنته نساء اليابان المتعلمات
والمثقفات لأن الأول كان حكراً على الرجال. وفي اليابان المعاصرة تُستخدم المقاطع
الصينية «كانجي» Kanji و«هيراغانا» معاً، الأول للتعبير عن كلمات المعاني والثاني
للأدوات ولنهايات الكلمات ذات الوظيفة الإعرابية، في حين يستخدم «كاتاكانا»
للكلمات الدخيلة (المستعارة من لغات أخرى) وللدعايات وللكلمات التي تعبر عن أصوات
(زقزقة، خشخشة) onomatopoeia. وفي الوقت نفسه تمّ تبسيط أشكال المقاطع الصينية، إضافة إلى
تحديد عدد المستخدم منها بـ 1850 مقطعاً في القرار الحكومي عام 1946 والذي عُدّل
عام 1981 بـ«لائحة المقاطع المستخدمة في الحياة اليومية» Jõyõ
kanji hyõ
التي ضمت 1945 مقطعاً مبسطاً.
يتألف مخزون مفردات اللغة اليابانية من أربعـة
أصناف؛ وهي:1ـ المفردات الأصيلة، 2ـ المفردات الصينية ـ اليابانية، 3ـ المفردات الدخيلة،
4ـ التعابير الصوتية. تختص مفردات الصنف الأول بالتعبير عن الاهتمامات الاجتماعية
والاقتصادية للمجتمع الياباني التقليدي التي تركزت في الزراعة وصيد الأسماك. وتؤلف
المفردات الصينية ـ اليابانية نحو 50% من مخزون اللغة اليابانية، وهي غالباً تعبر
عن المجردات والأمور الفكرية والعلمية. أما المفردات الدخيلة فهي ذات أصول
برتغالية وإسبانية وهولندية، وتؤلف الإنكليزية منها نسبة 80%، وقد خضعت جميعها
لفظاً وإعراباً لمنطق اللغة اليابانية. ولا تنحصر استخدامات التعابير الصوتية
بتقليد أصوات الطبيعة فحسب، بل تعبر غالباً عن حالات شعورية أو عقلية، مثل «بيري بيري»
piri- piri بمعنى «محتار». ونتيجة لهذا المخزون المتنوع المصادر من المفردات بلغ
عدد الصوامت consonants في اليابانية الحديثة ستة عشر، هي: (p,
t, k, b, d, g, s, h, z, r, m, n, w,j, n, q)، وعند التقاء الصامتين (ts) و (dz) قبل الصائت (i) يتولد الصامت ç (تش) أو sh (ش). أما الصائتان n,q فهما أنفيان nasal.
كانت اللغة اليابانية تكتب وفق التقاليد المرعية
بشكل عمودي في سطور تبدأ من يمين أعلى الصفحة نحو أسفلها، وبقي هذا الأسلوب
الكتابي معمولاً به في بعض المدونات حتى اليوم، ولكن ظهر إلى جانبه أسلوب جديد
أفقي الشكل في سطور تبدأ من يسار أعلى الصفحة نحو يمينها، مثل الإنكليزية.
Admin- المشرف العام
- عدد المساهمات : 5500
تاريخ التسجيل : 17/06/2008
- مساهمة رقم 6
رد: كل ما تريد معرفته عن اليابان
التاريخ
عرفت الجزر اليابانية استيطاناً باكراً يعود إلى عشرين ألف
سنة خلت، وقد تزاوجت عناصر هذا الاستيطان مع عدد من الأجناس من عناصر عرقية مختلفة
تعود إلى سكان جزر المحيط الهادئ والبر الآسيوي المقابل وكذلك بعض العناصر
القوقازية، ونتج من ذلك تركيبة جديدة من السكان أطلقوا على أنفسهم أسماء الجزر
التي وجدوا فيها، لكنهم تكلموا لغة جديدة اختلفت عن لغات الأقوام المجاورة مع أنها
حملت كثيراً من مفردات اللغة الصينية.
لا يُعلم كثير عن تاريخ اليابان القديم قبل القرن الثالث قبل
الميلاد، إذ تعدّ حضارة «اليايوي» Yayoi أقدم حضارات اليابان التي استمرت نحو خمسة قرون أعقبتها فترة
حضارية باهتة حتى القرن الرابع الميلادي عندما تمكنت إحدى القبائل القوية ـ وتدعى
«ياماتو» Yamatoـ من توحيد سكان الجزر
اليابانية تحت قيادة امبراطور انتزع لنفسه سلطة أوتوقراطية ورمزية تقليدية لتوحيد
البلاد.
ومع بداية القرن الثاني الميلادي بدأ احتكاك اليابان
تدريجياً بجارتيها كوريا والصين في عهد أسرة هان Han، واستوعبت اليابان وقتها معظم المؤثرات الحضارية التي وردتها عن
هاتين الجارتين، وأبرزها الكتابة التي سهلت الاطلاع على إنجازات العلوم الصينية،
وثانيها الدين عندما بدأ انتشار الديانة البوذية في اليابان أوائل القرن السادس.
وفي القرن السابع نظمت اليابان عملية اقتباسها للعلوم الصينية عن طريق إرسال
البعثات التعليمية التي عادت إلى اليابان في مطالع القرن الثامن للبدء بعملية
التحول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وقد نجح هؤلاء المبعوثون في إدخال إصلاح اجتماعي اقتصادي إلى
المجتمع الياباني المرتكز أساساً على الطبيعة الوظيفية، وقد دعي هذا الإصلاح إصلاح
تايكا Taika الذي تضمن إلغاء النظام القبلي وتأسيس ملكية مطلقة وإعادة توزيع
ملكية الأراضي. وفي القرنين العاشر والحادي عشر طور عدد من الأرستقراطيين الجدد
نظام حياتهم بناء على قدرتهم على تقديم خدمات عسكرية في مجتمعاتهم، وألَّفوا بدءاً
من القرن الثاني عشر طبقة حكمت فعلياً اليابان مع اعترافهم بسلطة الامبراطور
الاسمية، عرفت هذه الطبقة باسم طبقة المحاربين. وبرز من هذه الطبقة أسرتان تنازعتا
على السلطة؛ هما أسرة تايرا Taira وأسرة ميناموتو Minamoto، انتصرت الأولى فترة ربع قرن 1160ـ1185 أعقبها انتصار زعيم الأسرة
الثانية يوريتومو Yoritomo الذي حمل لقب غنشوغون Genshogun الذي وضع في عهده معظم تقاليد الفروسية اليابانية، وأطلق على
أتباعه لقب الساموراي Samurai الذين آمنوا بمبدأ الشرف الشخصي الذي يصل درجة تقديسه إلى حد
تضيحة الفرد بحياته أو ما أطلق عليه اسم «هاراكيري» Haraـ Kiri، وفي الفترة التي تلت يوريتومو سنة 1199 لم يتمكن امبراطور
اليابان وأعوانه في العاصمة كيوتو من الحد من نفوذ هذه الطبقة التي تسلمت السلطة
فيها أسرة هوغو Hogo التي نجحت في خلافها مع الامبراطور، وأدت إلى تأجيج حرب أهلية
وصراعات على الحكم استمرت معظم القرن السادس عشر.
وفي نهاية هذه الفترة تمكن القائد هيديوشي تويوتومي Hideyoshi Toyotomi
من توحيد اليابان وتأسيس حكومة جنوبي العاصمة كيوتو، كما تمكن من فرض نظام جديد
حقق سلماً داخلياً كانت البلاد بأمس الحاجة إليه.
وفي هذه الفترة بدأ احتكاك اليابان بأوربا حين نزل سنة 1543
أوائل التجار والمبشرين في الجزء الجنوبي من جزيرة كيوشو Kyushu مستهلين مجموعة من الرحلات التالية التي كان أهمها سنة 1549 حينما
أسس الكاهن فرانسيس كزافيه F.Xavier أول إرسالية مسيحية نجحت في استمالة بعض اليابانيين للمسيحية،
وأشعرت اليابانيين بأنهم في فترة سيستبدلون ولاءهم لإقطاعييهم بولاءات لباباوات
روما. وفي سنة 1603 تمكن القائد إياسو توكوغاوا Ieyasu
Tokugawa من الاستيلاء على السلطة
وإرساء دعائم نظام جديد ينطلق من عاصمته الجديدة إيدو Edo، وارتكز على تقسيمات اجتماعية جديدة في مقدمتها طبقة المحاربين أو
«الساموراي»، تليها طبقة الفلاحين ثم طبقة الحرفيين وأخيراً التجار، وفي عهد
توكوغاوا صدرت الأوامر بإغلاق جميع الكنائس وتحريم الديانة المسيحية مما دفع بعض
المتطرفين في المدن اليابانية إلى الاعتداء على قسم من الأوربيين وطرد القسم الآخر
وهروب بعضهم المتبقي باستثناء قسم من الهولنديين الذين سمح لهم بالإقامة في مدينة
ناغازاكي إلى جانب بعض التجار الصينيين والكوريين.
على أن تقسيم توكوغاوا لم يتمكن من الصمود في وجه حتمية
التطورات الاقتصادية التي دفعت القسم الأكبر من التجار إلى قمة السلم الاجتماعي
إلى درجة أن بعض أفراد الطبقات العليا بدؤوا بالتزاوج من طبقة التجار للحفاظ على
مركزهم المالي في المجتمع، وما إن وافى القرن التاسع عشر حتى أصبح التجار يسيطرون
على الاقتصاد الياباني ومن ثم على حركة التطوير العام في اليابان.
وقد استمرت عزلة اليابان حتى سنة 1850 باستمرار حكم أفراد
أسرة توكوغاوا الذين كانوا يتغاضون عن الإيذاء الذي كان يتعرض له السفراء وممثلو
الدول والشركات الأجنبية في اليابان، وكانت الولايات المتحدة أول الدول الغربية
التي كسرت هذه العزلة عندما أرسلت سنة 1853 قوة بحرية طلبت فتح الموانئ اليابانية
للتجارة مع الولايات المتحدة، واستجابت اليابان لهذا الطلب، كما وافقت سنة 1856
على عقد معاهدة تجارية مع الولايات المتحدة، أعقبتها معاهدات مع كل من روسيا
وبريطانيا وفرنسا وهولندا مع تعهد بحماية الرعايا الأجانب. بما أن الحكومة لم
تستطع حماية هؤلاء الرعايا وسفنهم التي أحرقت في الموانئ سنة 1860 فقد قامت الدول
الغربية باستثناء روسيا بقصف بعض المدن اليابانية بالقنابل سنة 1864 وسنة 1868.
وكانت هذه الحادثة بداية تغيرات جذرية في تاريخ اليابان، فقد
تمكن الامبراطور بمساعدة عدد من «الساموراي» المستنيرين من استعادة سلطته، فألغى
النظام الإقطاعي بجميع الصور، وطوّر التعليم، وأحدث المصارف الحديثة، واعتمد
التقويم الغربي، واحتذت اليابان القانون الفرنسي ونظام الوزارة في ألمانيا وطريقة
الحكم في بريطانيا. وفي سنة 1889 اعتمدت البلاد دستوراً جديداً أتبعه انتخابات
تشريعية وتشكيل حكومة جديدة سارعت في تطبيق مشروعات التحديث التي اعتمدت الصرامة
في التنفيذ واجتثاث التسيّب الإداري. وكان للوزارات المتعاقبة فضل إدخال الصناعات
الحديثة إلى البلاد ودعمها والتي نفذتها ثلاث شركات عملاقة هي Mitsui
وMitsubishi وIwasaki. وهو أمر دفع اليابان إلى دخول معترك البحث عن أسواق في الخارج
أسوة بباقي الدول الامبريالية، فافتعلت سنة 1894 حرباً مع الصين، واحتلت بنتيجتها
عدداً من مناطق الشرق الأقصى. وفي سنة 1902 أبرمت اليابان حلفاً مع بريطانيا مكنها
من مهاجمة روسيا سنة 1904 وإجبارها على منحها امتيازات في بعض المناطق الشرقية
إضافة إلى إطلاق يدها في كوريا. وقد أسفرت مشاركة اليابان الحلفاء في الحرب
العالمية الأولى عن بروزها دولة عظمى في عالم القرن العشرين، لكنها كانت ملزمة
بحسب معاهدة الدول التسع الكبرى احترام القوى الإقليمية في الشرق الأقصى. وبسبب
حالة السلم التي عاشتها اليابان بعد الحرب العالمية الأولى، تضاعف عدد سكانها عما
كان عليه سنة 1870؛ مما سبب لها مشكلة اجتماعية زاد في تفاقمها عدم سماح الدول
الصناعية لليابانيين بالهجرة إليها، وكذلك تأثر الاقتصاد الياباني بدءاً من سنة
1929 بالأزمة الاقتصادية العالمية، وقد أدى كل ذلك إلى انتعاش الروح العسكرية
اليابانية مطالبة بالتوسع. وفي سنة 1931 هاجمت اليابان منشوريا، ونصّبت حكومة
عميلة لها على الرغم من معارضة الدول الغربية. ووقفت الحكومة اليابانية بعد
اضطرارها إلى الانسحاب من عصبة الأمم رداً على ذلك عاجزة أمام حوادث اغتيال
الشخصيات المعارضة للعسكريين في طوكيو. ومنذ ذلك التاريخ كتم العسكريون ومناصروهم
الأصوات المعارضة، وصادروا إرادة الامبراطور، وبدؤوا حملة لإيقاظ الروح الوطنية
المتعصبة، واستغلوا حادثة بكين سنة 1937 بمهاجمة الساحل الصيني واحتلاله، وفي
السنة نفسها تحالفت اليابان مع ألمانيا وإيطاليا. وعندما اندلعت الحرب العالمية
الثانية 1939 وقعت اليابان سنة 1941 معاهدة عدم اعتداء مع الاتحاد
السوڤييتي، وهاجمت في 7/11/1941 الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر Pearl Harbor،
واحتلت معظم مناطق الشرق الأقصى مثل هونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا والفيليبين
وإندونيسيا ولاوس وكمبوديا وڤييتنام وتايلند، لكن كل هذه التوسعات
والانتصارات لم تدرأ هزيمة اليابان التي انتهت بحادثتي إلقاء القنبلة الذرية على
هيروشيما وناغازاكي.
دفعت اليابان خسائر كبيرة في أرواح المواطنين والأموال
والمنشآت، وغدت معظم مدنها خرائب، لكنها شهدت بعد استسلامها غير المشروط وضع دستور
جديد سنة 1947كفل عدداً كبيراً من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية
التي مهدت السبيل لانتعاش اليابان اقتصادياً بعد توقيعها معاهدات سلام مع معظم دول
العالم وإعادتها كل المناطق التي احتلتها في الحرب إلى سكانها الأصليين وقبولها في
الأمم المتحدة سنة 1956.
وقد عانت اليابان تقدم الاقتصاد البطيء فترة ما بعد الحرب،
بيد أن الحرب الكورية دعمت هذا الاقتصاد. وفي ظل حكومات ليبرالية وطدت علاقتها مع
الدول الغربية والولايات المتحدة خصوصاً التي دعمتها في كل المجالات، ونافستها في
مجال الصناعة إلى درجة أن اليابان تعدّ اليوم أكبر منافس للولايات المتحدة في
الأسواق العالمية وواحدة من أكبر عمالقة الصناعة؛ مما أدى إلى رخاء اقتصادي
واجتماعي داخل اليابان وخارجه على مستوى إعانات سخية تقدمها اليابان إلى عدد من
دول العالم.
عرفت الجزر اليابانية استيطاناً باكراً يعود إلى عشرين ألف
سنة خلت، وقد تزاوجت عناصر هذا الاستيطان مع عدد من الأجناس من عناصر عرقية مختلفة
تعود إلى سكان جزر المحيط الهادئ والبر الآسيوي المقابل وكذلك بعض العناصر
القوقازية، ونتج من ذلك تركيبة جديدة من السكان أطلقوا على أنفسهم أسماء الجزر
التي وجدوا فيها، لكنهم تكلموا لغة جديدة اختلفت عن لغات الأقوام المجاورة مع أنها
حملت كثيراً من مفردات اللغة الصينية.
لا يُعلم كثير عن تاريخ اليابان القديم قبل القرن الثالث قبل
الميلاد، إذ تعدّ حضارة «اليايوي» Yayoi أقدم حضارات اليابان التي استمرت نحو خمسة قرون أعقبتها فترة
حضارية باهتة حتى القرن الرابع الميلادي عندما تمكنت إحدى القبائل القوية ـ وتدعى
«ياماتو» Yamatoـ من توحيد سكان الجزر
اليابانية تحت قيادة امبراطور انتزع لنفسه سلطة أوتوقراطية ورمزية تقليدية لتوحيد
البلاد.
ومع بداية القرن الثاني الميلادي بدأ احتكاك اليابان
تدريجياً بجارتيها كوريا والصين في عهد أسرة هان Han، واستوعبت اليابان وقتها معظم المؤثرات الحضارية التي وردتها عن
هاتين الجارتين، وأبرزها الكتابة التي سهلت الاطلاع على إنجازات العلوم الصينية،
وثانيها الدين عندما بدأ انتشار الديانة البوذية في اليابان أوائل القرن السادس.
وفي القرن السابع نظمت اليابان عملية اقتباسها للعلوم الصينية عن طريق إرسال
البعثات التعليمية التي عادت إلى اليابان في مطالع القرن الثامن للبدء بعملية
التحول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وقد نجح هؤلاء المبعوثون في إدخال إصلاح اجتماعي اقتصادي إلى
المجتمع الياباني المرتكز أساساً على الطبيعة الوظيفية، وقد دعي هذا الإصلاح إصلاح
تايكا Taika الذي تضمن إلغاء النظام القبلي وتأسيس ملكية مطلقة وإعادة توزيع
ملكية الأراضي. وفي القرنين العاشر والحادي عشر طور عدد من الأرستقراطيين الجدد
نظام حياتهم بناء على قدرتهم على تقديم خدمات عسكرية في مجتمعاتهم، وألَّفوا بدءاً
من القرن الثاني عشر طبقة حكمت فعلياً اليابان مع اعترافهم بسلطة الامبراطور
الاسمية، عرفت هذه الطبقة باسم طبقة المحاربين. وبرز من هذه الطبقة أسرتان تنازعتا
على السلطة؛ هما أسرة تايرا Taira وأسرة ميناموتو Minamoto، انتصرت الأولى فترة ربع قرن 1160ـ1185 أعقبها انتصار زعيم الأسرة
الثانية يوريتومو Yoritomo الذي حمل لقب غنشوغون Genshogun الذي وضع في عهده معظم تقاليد الفروسية اليابانية، وأطلق على
أتباعه لقب الساموراي Samurai الذين آمنوا بمبدأ الشرف الشخصي الذي يصل درجة تقديسه إلى حد
تضيحة الفرد بحياته أو ما أطلق عليه اسم «هاراكيري» Haraـ Kiri، وفي الفترة التي تلت يوريتومو سنة 1199 لم يتمكن امبراطور
اليابان وأعوانه في العاصمة كيوتو من الحد من نفوذ هذه الطبقة التي تسلمت السلطة
فيها أسرة هوغو Hogo التي نجحت في خلافها مع الامبراطور، وأدت إلى تأجيج حرب أهلية
وصراعات على الحكم استمرت معظم القرن السادس عشر.
وفي نهاية هذه الفترة تمكن القائد هيديوشي تويوتومي Hideyoshi Toyotomi
من توحيد اليابان وتأسيس حكومة جنوبي العاصمة كيوتو، كما تمكن من فرض نظام جديد
حقق سلماً داخلياً كانت البلاد بأمس الحاجة إليه.
وفي هذه الفترة بدأ احتكاك اليابان بأوربا حين نزل سنة 1543
أوائل التجار والمبشرين في الجزء الجنوبي من جزيرة كيوشو Kyushu مستهلين مجموعة من الرحلات التالية التي كان أهمها سنة 1549 حينما
أسس الكاهن فرانسيس كزافيه F.Xavier أول إرسالية مسيحية نجحت في استمالة بعض اليابانيين للمسيحية،
وأشعرت اليابانيين بأنهم في فترة سيستبدلون ولاءهم لإقطاعييهم بولاءات لباباوات
روما. وفي سنة 1603 تمكن القائد إياسو توكوغاوا Ieyasu
Tokugawa من الاستيلاء على السلطة
وإرساء دعائم نظام جديد ينطلق من عاصمته الجديدة إيدو Edo، وارتكز على تقسيمات اجتماعية جديدة في مقدمتها طبقة المحاربين أو
«الساموراي»، تليها طبقة الفلاحين ثم طبقة الحرفيين وأخيراً التجار، وفي عهد
توكوغاوا صدرت الأوامر بإغلاق جميع الكنائس وتحريم الديانة المسيحية مما دفع بعض
المتطرفين في المدن اليابانية إلى الاعتداء على قسم من الأوربيين وطرد القسم الآخر
وهروب بعضهم المتبقي باستثناء قسم من الهولنديين الذين سمح لهم بالإقامة في مدينة
ناغازاكي إلى جانب بعض التجار الصينيين والكوريين.
على أن تقسيم توكوغاوا لم يتمكن من الصمود في وجه حتمية
التطورات الاقتصادية التي دفعت القسم الأكبر من التجار إلى قمة السلم الاجتماعي
إلى درجة أن بعض أفراد الطبقات العليا بدؤوا بالتزاوج من طبقة التجار للحفاظ على
مركزهم المالي في المجتمع، وما إن وافى القرن التاسع عشر حتى أصبح التجار يسيطرون
على الاقتصاد الياباني ومن ثم على حركة التطوير العام في اليابان.
وقد استمرت عزلة اليابان حتى سنة 1850 باستمرار حكم أفراد
أسرة توكوغاوا الذين كانوا يتغاضون عن الإيذاء الذي كان يتعرض له السفراء وممثلو
الدول والشركات الأجنبية في اليابان، وكانت الولايات المتحدة أول الدول الغربية
التي كسرت هذه العزلة عندما أرسلت سنة 1853 قوة بحرية طلبت فتح الموانئ اليابانية
للتجارة مع الولايات المتحدة، واستجابت اليابان لهذا الطلب، كما وافقت سنة 1856
على عقد معاهدة تجارية مع الولايات المتحدة، أعقبتها معاهدات مع كل من روسيا
وبريطانيا وفرنسا وهولندا مع تعهد بحماية الرعايا الأجانب. بما أن الحكومة لم
تستطع حماية هؤلاء الرعايا وسفنهم التي أحرقت في الموانئ سنة 1860 فقد قامت الدول
الغربية باستثناء روسيا بقصف بعض المدن اليابانية بالقنابل سنة 1864 وسنة 1868.
وكانت هذه الحادثة بداية تغيرات جذرية في تاريخ اليابان، فقد
تمكن الامبراطور بمساعدة عدد من «الساموراي» المستنيرين من استعادة سلطته، فألغى
النظام الإقطاعي بجميع الصور، وطوّر التعليم، وأحدث المصارف الحديثة، واعتمد
التقويم الغربي، واحتذت اليابان القانون الفرنسي ونظام الوزارة في ألمانيا وطريقة
الحكم في بريطانيا. وفي سنة 1889 اعتمدت البلاد دستوراً جديداً أتبعه انتخابات
تشريعية وتشكيل حكومة جديدة سارعت في تطبيق مشروعات التحديث التي اعتمدت الصرامة
في التنفيذ واجتثاث التسيّب الإداري. وكان للوزارات المتعاقبة فضل إدخال الصناعات
الحديثة إلى البلاد ودعمها والتي نفذتها ثلاث شركات عملاقة هي Mitsui
وMitsubishi وIwasaki. وهو أمر دفع اليابان إلى دخول معترك البحث عن أسواق في الخارج
أسوة بباقي الدول الامبريالية، فافتعلت سنة 1894 حرباً مع الصين، واحتلت بنتيجتها
عدداً من مناطق الشرق الأقصى. وفي سنة 1902 أبرمت اليابان حلفاً مع بريطانيا مكنها
من مهاجمة روسيا سنة 1904 وإجبارها على منحها امتيازات في بعض المناطق الشرقية
إضافة إلى إطلاق يدها في كوريا. وقد أسفرت مشاركة اليابان الحلفاء في الحرب
العالمية الأولى عن بروزها دولة عظمى في عالم القرن العشرين، لكنها كانت ملزمة
بحسب معاهدة الدول التسع الكبرى احترام القوى الإقليمية في الشرق الأقصى. وبسبب
حالة السلم التي عاشتها اليابان بعد الحرب العالمية الأولى، تضاعف عدد سكانها عما
كان عليه سنة 1870؛ مما سبب لها مشكلة اجتماعية زاد في تفاقمها عدم سماح الدول
الصناعية لليابانيين بالهجرة إليها، وكذلك تأثر الاقتصاد الياباني بدءاً من سنة
1929 بالأزمة الاقتصادية العالمية، وقد أدى كل ذلك إلى انتعاش الروح العسكرية
اليابانية مطالبة بالتوسع. وفي سنة 1931 هاجمت اليابان منشوريا، ونصّبت حكومة
عميلة لها على الرغم من معارضة الدول الغربية. ووقفت الحكومة اليابانية بعد
اضطرارها إلى الانسحاب من عصبة الأمم رداً على ذلك عاجزة أمام حوادث اغتيال
الشخصيات المعارضة للعسكريين في طوكيو. ومنذ ذلك التاريخ كتم العسكريون ومناصروهم
الأصوات المعارضة، وصادروا إرادة الامبراطور، وبدؤوا حملة لإيقاظ الروح الوطنية
المتعصبة، واستغلوا حادثة بكين سنة 1937 بمهاجمة الساحل الصيني واحتلاله، وفي
السنة نفسها تحالفت اليابان مع ألمانيا وإيطاليا. وعندما اندلعت الحرب العالمية
الثانية 1939 وقعت اليابان سنة 1941 معاهدة عدم اعتداء مع الاتحاد
السوڤييتي، وهاجمت في 7/11/1941 الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر Pearl Harbor،
واحتلت معظم مناطق الشرق الأقصى مثل هونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا والفيليبين
وإندونيسيا ولاوس وكمبوديا وڤييتنام وتايلند، لكن كل هذه التوسعات
والانتصارات لم تدرأ هزيمة اليابان التي انتهت بحادثتي إلقاء القنبلة الذرية على
هيروشيما وناغازاكي.
دفعت اليابان خسائر كبيرة في أرواح المواطنين والأموال
والمنشآت، وغدت معظم مدنها خرائب، لكنها شهدت بعد استسلامها غير المشروط وضع دستور
جديد سنة 1947كفل عدداً كبيراً من الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية
التي مهدت السبيل لانتعاش اليابان اقتصادياً بعد توقيعها معاهدات سلام مع معظم دول
العالم وإعادتها كل المناطق التي احتلتها في الحرب إلى سكانها الأصليين وقبولها في
الأمم المتحدة سنة 1956.
وقد عانت اليابان تقدم الاقتصاد البطيء فترة ما بعد الحرب،
بيد أن الحرب الكورية دعمت هذا الاقتصاد. وفي ظل حكومات ليبرالية وطدت علاقتها مع
الدول الغربية والولايات المتحدة خصوصاً التي دعمتها في كل المجالات، ونافستها في
مجال الصناعة إلى درجة أن اليابان تعدّ اليوم أكبر منافس للولايات المتحدة في
الأسواق العالمية وواحدة من أكبر عمالقة الصناعة؛ مما أدى إلى رخاء اقتصادي
واجتماعي داخل اليابان وخارجه على مستوى إعانات سخية تقدمها اليابان إلى عدد من
دول العالم.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin