وفي
ختام هذه الدراسة الموجزة عن السلف وعقيدتهم أحب التنبيه إلى ما وقع فيه
بعض الناس من إطلاق عبارات ومفاهيم لا تتفق مع عقيدة السلف ومنهجهم بزعم
أنها هي العقيدة الصحيحة السلفية.
متأثرين فيها بشتى المذاهب المخالفة ومؤثرين في غيرهم ممن قلت
معرفتهم بحقيقة مذهب السلف وكل ذلك ناتج عن جهل بحقيقة معاني تلك الكلمات
وتلك المفاهيم وهي كثيرة بحيث لا يستوعبها وقت كتابة هذه العجالة ولكن
أشير إلى أهمها ولأهميتها وخفائها أيضاً أحببت أن أنبه إليها إخواني طلاب
العلم وكل من يراها نصيحة لهم ودفاعاً عن العقيدة تتمة لدراسة فرقة السلف
الطائفة المنصورة جمعتها من شتى المصادر. ومن الملاحظ أن بعض هؤلاء الذين
يخطئون في جوانب من العقيدة بعضهم على مستوى من المعرفة والثقافة ولكن
الكمال لله تعالى والتذكير ينفعهم {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فقد يكون للشخص أخطاء في جوانب ولكنه في جوانب أخرى لا يشق له غبار.
والمشكلة ليس الوقوع في الخطأ – فهذا شأن الإنسان – ولكن الخطأ هو
الإصرار على الخطأ لأن الإصرار على الخطأ ليس من سمة طلاب العلم بل
علامتهم وشعارهم دائماً {وقل ربي زدني علماً}
و"الحكمة ضالة المؤمن" فإن من طلب الزيادة في العلم زاده الله ومن أصر على
ما عنده من المعرفة فقط فكأنه يقول بلسان حاله لا أريد زيادة على ما عندي
والله تعالى يقول :{وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} وفيما يلي بيان ما تقدمت الإشارة إليه:
- الزعم بأن التفويض في الصفات هو مذهب السلف وذلك أن عقيدة السلف في
هذا هي الالتزام التام بما جاء في كتاب الله تعالى أو في سنة النبي صلى
الله عليه وسلم وفي الوحيين كل النصوص تؤكد على الإثبات في الصفات لا على
التفويض وهو ما كان عليه الصحابة في اعتقادهم في باب الصفات وما كان عليه
سائر التابعين ومن تبعهم بإحسان وسائر من كتب من السلف في العقيدة من
المتقدمين والمتأخرين لم يخالف إلا من خرج عن هديهم.
- ومن المزاعم الباطلة أيضاً قول البعض أن السلف يمرون الصفات كما
جاءت دون فهم معانيها وهذا غير صحيح فإن السلف إنما يريدون بإمرارها كما
جاءت في الكيفيات لا في معانيها فإن كيفية الصفات من الأمور المجهولة
والسؤال عنها بدعة أما المعاني فواضحة ومعقولة.
- الزعم بأن الله تعالى في كل مكان واستدلالهم بآيات معية الله لخلقه
وتفسيرهم لها بأنها المعية الذاتية لله تعالى عن ذلك فإن السلف فسروا هذه
المعية من الله تعالى بأنها إحاطة علمه عزّ وجلّ بجميع ما يجري فلا يخفى
عليه شيء وذاته تعالى فوق عرشه وهو مع كل مخلوق بعلمه وإحاطته.
- الزعم بأن السلف يعتقدون أن الله في السماء أي في داخلها أو أنها
تحيط به أو أنه بإحدى السماوات تحوزه تعالى الله عن ذلك فإن هذا ليس من
أقوال السلف بل هو من أقوال أهل البدع لأن معنى أن الله في السماء أي في
مطلق العلو فوق عباده وفوق عرشه هكذا عقيدة السلف كما قال تعالى : {وهو
القاهر فوق عباده}.
- الزعم بأن السلف مجسمة أو حشوية أو مشبهة أو جبرية أو قدرية أو
نابتة أو غثاء أو غثراء أو غير ذلك من الألقاب التي أطلقت على السلف نبزاً
لهم فإن مذهب السلف هو بخلاف ذلك كله كما اتضح في دراستنا السابقة.
- الزعم بأن آيات الصفات من المتشابه قول لأهل البدع لا لأهل السنة الذين يعتقدون أنها من المحكم المعروف المعنى.
- القول بأن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة أو أنه لا فرق بينهم وبين
أهل السنة هذا قول من يجهل الفرق بينهم في قضية الصفات وغيرها من القضايا
التي خالفوا فيها السلف.
لأن أهل السنة يثبتون كل الصفات من غير تأويل ولا تحريف ولا تكييف
ولا تمثيل والأشاعرة لا يثبتون الصفات كلها كما هو معلوم من مذهبهم بل
يؤولون أكثرها بحجة التنزيه وهو اعتقاد فاسد لا يقره أهل السنة والجماعة.
- القول بأن الأشاعرة هم المتمسكون بمذهب الأشعري رحمه الله، وهذا
الخطأ نشأ من عدم اعتراف هذه الطائفة برجوع الأشعري رحمه الله إلى مذهب
أهل السنة والجماعة كما صح عنه ذلك وكما قرره في كتبه كالإبانة والمقالات
وغيرها وقد صرح بما لا خفاء به بأنه على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل
الشيباني رحمه الله تعالى.
- قول بعض أهل البدع ننزه الله عن التشبيه والتمثيل والتركيب
والتبعيض وحلول الحوادث والجسم وتعدد القدماء .. الخ. كلها من كلمات أهل
البدع ولا شك أن السلف ينفون عن الله تعالى كل صفة لم ترد في الكتاب أو في
السنة وبالنسبة لإطلاق بعض العبارات المجملة فإنهم يستفسرون من قائلها
وماذا يقصده من كلامه مثل الجسم وغيره من الألفاظ المجملة ثم يحكمون عليه
تبعاً لذلك.
- تقسيم أهل السنة والجماعة إلى سلف وخلف وإن جميعهم يسمون بالسلف
وبأهل السنة والجماعة. هذا خلط غير صحيح وجمع بين نقيضين فإن الخلف مؤولة
الصفات وليسوا هم السلف المثبتة لها ويلتحق بهذا أيضاً ما أصله أهل البدع
بقولهم مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم وهو تقسيم باطل وتفضيل
للمؤولة والمحرفة على السلف أصحاب السنة والجماعة الذين مذهبهم أسلم وأعلم
وأحكم.
- الزعم بأنه يجب التأويل خصوصاً في بعض النصوص وأن من لم يؤولها وقع
في الخطأ وأن من منع التأويل فإنه سيضطر هنا إليه وإلا كان كلامه باطلاً
بزعمهم، وكذلك فإن من منع التأويل مطلقاً وقال به هنا كان دليلاً على
تناقضه فيما يزعم هؤلاء الخلف ومن أمثلة ذلك :
1- قوله تعالى : {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} .
2- وقوله تعالى : {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} .
3- وقوله تعالى : {وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر} .
4- وقوله تعالى : {وجاء ربك والملك صفاً صفاً} .
5- وقوله تعالى : {أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك} .
كما استدل المخالفون للسلف على وجوب التأويل بأحاديث من السنة النبوية زاعمين أن من لم يؤولها فإنه لا يكون سلفياً.
1- مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: "ولا يزال
عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني
لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه" .
2- ومثله الحديث الآخر أن الله تعالى قال :"ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" .
3- الحجر الأسود يمين الله في الأرض وقد زعم المخالفون للسلف أننا لو لم نؤول هنا لأصبحنا ملاحدة نؤمن بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود كما يزعمون.
4- حديث نزول الله تعالى في ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا .
وقد زعم المخالفون للسلف أن تلك الآيات والأحاديث مما يتوجب فيها
التأويل فقوله تعالى :{إلا هو معهم} أي بعلمه لا بذاته وهذا المعنى
اللمعية هو الذي سماه المخالفون تأويلاً وهي تسمية غير صحيحة فإن معنى وهو
معكم أي مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن وعالم بكل ما تأتون وما تذرون ولا
يمكن أن تفسر المعية في هذه الآية بغير هذا التفسير والمنزه الله تعالى لا
يمكن أن يفهم منها معية ذاته جل وعلا إلا إذا أراد التعطيل أو التشبيه أو
القول بوحدة الوجود.
وأما الآية الثانية : {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} أي وملائكتنا
وقدرتنا وعلمنا أقرب إليه من قبل وريده وقد وصف المخالفون هذا المعنى بأنه
لجوء إلى التأويل وهو فهم غير صحيح فإنه ليس بتأويل بل هو على ظاهره صحيح
فإن الملائكة يعملون بقدرته وإرادته وهم جنود له تعالى مطيعون ولهذا عبر
بكلمة "نحن" المفيدة للتعظيم وإحاطة علمه تعالى بكل شخص ومخلوق صغيراً كان
أو كبيراً.
وأما الآية الثالثة {تجري بأعيننا} أي بحفظنا ورعايتنا لها وبمرأى
منا وليس هذا من قبيل التأويل كما زعم المخالف بل هو المعنى الحقيقي ولهذا
قال تعالى : {بأعيننا} ولم يقل في أعيننا أي تجري على مرآه عزّ وجلّ
وحفظه.
وأما قوله تعالى :{وجاء ربك} فهو مجيء حقيقي ولا نحتاج إلى أي تأويل
له للأدلة الأخرى من القرآن الكريم والسنة النبوية فمن أوله إلى مجيء أمره
أو مجيء ملك كبير ونحو ذلك فقد خالف الحق ومذهب السلف إذ لا مانع من مجيء
الله تعالى.
وأما الآية : {أو يأتي ربك} فإن الجواب عنها هو كالجواب في "وجاء
ربك" فالإتيان والمجيء والنزول كلها صفات حقيقية نعرف معانيها ونتوقف في
معرفة كيفياتها ولا نحتاج إلى أي تأويل لها.
أما بالنسبة لما استدلوا به من السنة النبوية وأنه لابد فيه من
التأويل وإلا لما كنا على السلفية بزعمهم فهو تكلف منهم وتقوية لمذهبهم في
حب التأويل :
ختام هذه الدراسة الموجزة عن السلف وعقيدتهم أحب التنبيه إلى ما وقع فيه
بعض الناس من إطلاق عبارات ومفاهيم لا تتفق مع عقيدة السلف ومنهجهم بزعم
أنها هي العقيدة الصحيحة السلفية.
متأثرين فيها بشتى المذاهب المخالفة ومؤثرين في غيرهم ممن قلت
معرفتهم بحقيقة مذهب السلف وكل ذلك ناتج عن جهل بحقيقة معاني تلك الكلمات
وتلك المفاهيم وهي كثيرة بحيث لا يستوعبها وقت كتابة هذه العجالة ولكن
أشير إلى أهمها ولأهميتها وخفائها أيضاً أحببت أن أنبه إليها إخواني طلاب
العلم وكل من يراها نصيحة لهم ودفاعاً عن العقيدة تتمة لدراسة فرقة السلف
الطائفة المنصورة جمعتها من شتى المصادر. ومن الملاحظ أن بعض هؤلاء الذين
يخطئون في جوانب من العقيدة بعضهم على مستوى من المعرفة والثقافة ولكن
الكمال لله تعالى والتذكير ينفعهم {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فقد يكون للشخص أخطاء في جوانب ولكنه في جوانب أخرى لا يشق له غبار.
والمشكلة ليس الوقوع في الخطأ – فهذا شأن الإنسان – ولكن الخطأ هو
الإصرار على الخطأ لأن الإصرار على الخطأ ليس من سمة طلاب العلم بل
علامتهم وشعارهم دائماً {وقل ربي زدني علماً}
و"الحكمة ضالة المؤمن" فإن من طلب الزيادة في العلم زاده الله ومن أصر على
ما عنده من المعرفة فقط فكأنه يقول بلسان حاله لا أريد زيادة على ما عندي
والله تعالى يقول :{وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} وفيما يلي بيان ما تقدمت الإشارة إليه:
- الزعم بأن التفويض في الصفات هو مذهب السلف وذلك أن عقيدة السلف في
هذا هي الالتزام التام بما جاء في كتاب الله تعالى أو في سنة النبي صلى
الله عليه وسلم وفي الوحيين كل النصوص تؤكد على الإثبات في الصفات لا على
التفويض وهو ما كان عليه الصحابة في اعتقادهم في باب الصفات وما كان عليه
سائر التابعين ومن تبعهم بإحسان وسائر من كتب من السلف في العقيدة من
المتقدمين والمتأخرين لم يخالف إلا من خرج عن هديهم.
- ومن المزاعم الباطلة أيضاً قول البعض أن السلف يمرون الصفات كما
جاءت دون فهم معانيها وهذا غير صحيح فإن السلف إنما يريدون بإمرارها كما
جاءت في الكيفيات لا في معانيها فإن كيفية الصفات من الأمور المجهولة
والسؤال عنها بدعة أما المعاني فواضحة ومعقولة.
- الزعم بأن الله تعالى في كل مكان واستدلالهم بآيات معية الله لخلقه
وتفسيرهم لها بأنها المعية الذاتية لله تعالى عن ذلك فإن السلف فسروا هذه
المعية من الله تعالى بأنها إحاطة علمه عزّ وجلّ بجميع ما يجري فلا يخفى
عليه شيء وذاته تعالى فوق عرشه وهو مع كل مخلوق بعلمه وإحاطته.
- الزعم بأن السلف يعتقدون أن الله في السماء أي في داخلها أو أنها
تحيط به أو أنه بإحدى السماوات تحوزه تعالى الله عن ذلك فإن هذا ليس من
أقوال السلف بل هو من أقوال أهل البدع لأن معنى أن الله في السماء أي في
مطلق العلو فوق عباده وفوق عرشه هكذا عقيدة السلف كما قال تعالى : {وهو
القاهر فوق عباده}.
- الزعم بأن السلف مجسمة أو حشوية أو مشبهة أو جبرية أو قدرية أو
نابتة أو غثاء أو غثراء أو غير ذلك من الألقاب التي أطلقت على السلف نبزاً
لهم فإن مذهب السلف هو بخلاف ذلك كله كما اتضح في دراستنا السابقة.
- الزعم بأن آيات الصفات من المتشابه قول لأهل البدع لا لأهل السنة الذين يعتقدون أنها من المحكم المعروف المعنى.
- القول بأن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة أو أنه لا فرق بينهم وبين
أهل السنة هذا قول من يجهل الفرق بينهم في قضية الصفات وغيرها من القضايا
التي خالفوا فيها السلف.
لأن أهل السنة يثبتون كل الصفات من غير تأويل ولا تحريف ولا تكييف
ولا تمثيل والأشاعرة لا يثبتون الصفات كلها كما هو معلوم من مذهبهم بل
يؤولون أكثرها بحجة التنزيه وهو اعتقاد فاسد لا يقره أهل السنة والجماعة.
- القول بأن الأشاعرة هم المتمسكون بمذهب الأشعري رحمه الله، وهذا
الخطأ نشأ من عدم اعتراف هذه الطائفة برجوع الأشعري رحمه الله إلى مذهب
أهل السنة والجماعة كما صح عنه ذلك وكما قرره في كتبه كالإبانة والمقالات
وغيرها وقد صرح بما لا خفاء به بأنه على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل
الشيباني رحمه الله تعالى.
- قول بعض أهل البدع ننزه الله عن التشبيه والتمثيل والتركيب
والتبعيض وحلول الحوادث والجسم وتعدد القدماء .. الخ. كلها من كلمات أهل
البدع ولا شك أن السلف ينفون عن الله تعالى كل صفة لم ترد في الكتاب أو في
السنة وبالنسبة لإطلاق بعض العبارات المجملة فإنهم يستفسرون من قائلها
وماذا يقصده من كلامه مثل الجسم وغيره من الألفاظ المجملة ثم يحكمون عليه
تبعاً لذلك.
- تقسيم أهل السنة والجماعة إلى سلف وخلف وإن جميعهم يسمون بالسلف
وبأهل السنة والجماعة. هذا خلط غير صحيح وجمع بين نقيضين فإن الخلف مؤولة
الصفات وليسوا هم السلف المثبتة لها ويلتحق بهذا أيضاً ما أصله أهل البدع
بقولهم مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم وهو تقسيم باطل وتفضيل
للمؤولة والمحرفة على السلف أصحاب السنة والجماعة الذين مذهبهم أسلم وأعلم
وأحكم.
- الزعم بأنه يجب التأويل خصوصاً في بعض النصوص وأن من لم يؤولها وقع
في الخطأ وأن من منع التأويل فإنه سيضطر هنا إليه وإلا كان كلامه باطلاً
بزعمهم، وكذلك فإن من منع التأويل مطلقاً وقال به هنا كان دليلاً على
تناقضه فيما يزعم هؤلاء الخلف ومن أمثلة ذلك :
1- قوله تعالى : {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} .
2- وقوله تعالى : {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} .
3- وقوله تعالى : {وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر} .
4- وقوله تعالى : {وجاء ربك والملك صفاً صفاً} .
5- وقوله تعالى : {أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك} .
كما استدل المخالفون للسلف على وجوب التأويل بأحاديث من السنة النبوية زاعمين أن من لم يؤولها فإنه لا يكون سلفياً.
1- مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنه قال: "ولا يزال
عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني
لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه" .
2- ومثله الحديث الآخر أن الله تعالى قال :"ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة" .
3- الحجر الأسود يمين الله في الأرض وقد زعم المخالفون للسلف أننا لو لم نؤول هنا لأصبحنا ملاحدة نؤمن بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود كما يزعمون.
4- حديث نزول الله تعالى في ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا .
وقد زعم المخالفون للسلف أن تلك الآيات والأحاديث مما يتوجب فيها
التأويل فقوله تعالى :{إلا هو معهم} أي بعلمه لا بذاته وهذا المعنى
اللمعية هو الذي سماه المخالفون تأويلاً وهي تسمية غير صحيحة فإن معنى وهو
معكم أي مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن وعالم بكل ما تأتون وما تذرون ولا
يمكن أن تفسر المعية في هذه الآية بغير هذا التفسير والمنزه الله تعالى لا
يمكن أن يفهم منها معية ذاته جل وعلا إلا إذا أراد التعطيل أو التشبيه أو
القول بوحدة الوجود.
وأما الآية الثانية : {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} أي وملائكتنا
وقدرتنا وعلمنا أقرب إليه من قبل وريده وقد وصف المخالفون هذا المعنى بأنه
لجوء إلى التأويل وهو فهم غير صحيح فإنه ليس بتأويل بل هو على ظاهره صحيح
فإن الملائكة يعملون بقدرته وإرادته وهم جنود له تعالى مطيعون ولهذا عبر
بكلمة "نحن" المفيدة للتعظيم وإحاطة علمه تعالى بكل شخص ومخلوق صغيراً كان
أو كبيراً.
وأما الآية الثالثة {تجري بأعيننا} أي بحفظنا ورعايتنا لها وبمرأى
منا وليس هذا من قبيل التأويل كما زعم المخالف بل هو المعنى الحقيقي ولهذا
قال تعالى : {بأعيننا} ولم يقل في أعيننا أي تجري على مرآه عزّ وجلّ
وحفظه.
وأما قوله تعالى :{وجاء ربك} فهو مجيء حقيقي ولا نحتاج إلى أي تأويل
له للأدلة الأخرى من القرآن الكريم والسنة النبوية فمن أوله إلى مجيء أمره
أو مجيء ملك كبير ونحو ذلك فقد خالف الحق ومذهب السلف إذ لا مانع من مجيء
الله تعالى.
وأما الآية : {أو يأتي ربك} فإن الجواب عنها هو كالجواب في "وجاء
ربك" فالإتيان والمجيء والنزول كلها صفات حقيقية نعرف معانيها ونتوقف في
معرفة كيفياتها ولا نحتاج إلى أي تأويل لها.
أما بالنسبة لما استدلوا به من السنة النبوية وأنه لابد فيه من
التأويل وإلا لما كنا على السلفية بزعمهم فهو تكلف منهم وتقوية لمذهبهم في
حب التأويل :
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin