الآداب الإسلامية في الطعام والشراب
وأثرها في صحة الفرد والمجتمع
ويضم الأبحاث التالية :
البحث
الأول:أسس تدبير الطعام والشراب في الشريعة الإسلامية.
6-
القاعدة القرآنية الأولى:حل الطيبات وتحريم الخبائث.
7-
القاعدة القرآنية الثانية:وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا.
البحث
الثاني:الهدي النبوي في تدبير الطعام والشراب.
1-
غسل اليدين قبل الطعام وبعده.
2-
جلسة الطعام.
3-
التسمية قبل الطعام والأكل باليمين مما يلي الأكل.
4-
النهي عن الشرب والأكل واقفاً.
5-
الشرب مصاً ثلاث دفعات.
6-
النهي عن النفخ في الشراب.
7-
النهي عن الشرب من ثلمة القدح.
8-
النهي عن الشرب من في السقاء.
9-
ألا يعيب طعاماً قط.
10-
الاجتماع على الطعام.
11-
المضمضة بعد الطعام.
12-
عدم الأكل من الخبز المرقق المنخول.
13-
النهي عن أكل الطعام الحار.
14-
عدم النوم بعد الطعام.
15-
الأمر بلعق الأصابع والصفحة.
16-
تغطية الإناء وإيكاء السقاء.
17-
تقديم العشاء على العشاء.
18-
ما يقوله إذا فرغ من طعامه.
المبحث الأول
أسس تدبير الطعام والشراب في الشريعة
الإسلامية:
لقد
نجح النظام الإسلامي في ميدان التدريب الصحي الذي فرضه على بني البشر ليسعدوا به(1)،
فقد كانت معظم الأمراض التي يصاب بها الناس _ومازالت_ في عصرنا الحديث ترجع إلى
الحرمان الشديد ونقص الغذاء،أو إلى الإفراط في تناول الطعام والشراب والإسراف
فيهما، وقد جاء الحل الإسلامي العظيم المعجز وفي ثلاث كلمات من كتاب الله عز وجل
حين قالوكلوا واشربوا ولا تسرفوا).وأمر بالصيام
شهراً في السنة للحفاظ على سلامة وكيان أجهزة البدن وأعضائه.
وجاءت
الدراسات الطبية لتثبت أن مرضى القلب يستطيعون أن يعيشوا طويلاً بعيداً عن
المضاعفات الخطيرة إذا هم اعتدلوا في طعامهم وشرابهم ومن ثَمَّ فقد أمر الإسلام
الأغنياء بإخراج زكاة أموالهم(2)لإنقاذ ملايين الجائعين من خطر البؤس والفقر
والمرض والموت.
وجاءت
القاعدة الثانية القرآنية صرخةً مدويةً يؤكد علماء اليوم أنها الحل الأمثل لحل
مشاكل العصر الصحية والتي جعلها سبحانه وتعالى من أهداف بعثة النبي الأميrوهي
قوله تعالىويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)
فكان تحريم الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير،وما ألحق بها اليوم من خبائث العصر
من مخدرات وسجائر وسواها وهي هي من أهم أسباب الأمراض والعجز والموت والمهالك في
عصرنا الحديث (3).
وجاء
الهدي النبوي بآداب يتدبر بها المسلم أمر طعامه وشرابه،وهي علاوة على أنها أضفت
على حياته الاجتماعية مسحة جمالية وسلوكيةً رائعةً،فقد نظم بها الشارع تناول
الوجبات وكميّاتها وطريقة تناولها فيما يتّفق مع ما وصل إليه الطب الحديث الوقائيّ
وعلم الصحة،لا بل سبقه إلى ذلك بقرون عدة،فلا يأكل المسلم حتى يجوع، وإذا أكل لا
يصل إلى حدً التخمة من الشبع،إذ" بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"،وعلى
قاعدة"ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه" كما نهى الشارع عن إدخال
الطعام على الطعام أو أن يأكل بين الوجبات……الخ.
واتفاقاً
مع الأهمية الصحية لطريقة تناول الطعام والشراب،وعلاقة ذلك بصحة البدن،فقد حدّد
الطبيب الأول ورسول الحقِّ rالوضعية
المثلى للجلوس على الطعام،ونهى عن وضعياتٍ قد ينجم عنها بعض الأذى،كأن يأكل المرء
أو يشرب واقفاً أو متكئاً. وندب إلى أن يتحدَّث الإنسان على طعامه لإدخال السرور
على المشاركين مما يزيد في إفراز العصارات الهاضمة ويساعد على الاستفادة المثلى من
الطعام. ودعا إلى تقديم العَشاء على العِشاء،وإلى أن يشرب كوب الماء على دفعتين أو
ثلاث،وأن يمصّه مصَّاً لا أن يعبَّه ويكرعه لما في ذلك من أثرٍ سيء على المعدة
والجهاز الهضميِّ عموماً.
وإذا
كان الطبُّ الحديث قد اكتشف الجراثيم الممرضة والطفيليات المهلكة للإنسان في أواخر
القرن الماضي،وبين أن تلوث الطعام والشراب بها هو من أهم أسباب إصابة الإنسان بعدد
من الأمراض الخطيرة كالكوليرا والتيفوئيد والزحار(الزنطارية)والسل المعوي والديدان
والتهاب الكبد وغيرها،ومن ثَمَّ فقد وضع علم الطب الوقائي عدداً من القواعد الصحية
على الإنسان أن يلتزم بها ليضمن نظافة الطعام والشراب وسلامتهما من التلوث
الجرثومي. فإن ديننا الحنيف قد وضع تلك التعاليم وأمر أتباعه الالتزام بها منذ
أكثر من أربعة عشر قرناً(4).
والحق
يقال أن التعاليم النبوية في تدبير الطعام والشراب كانت قمة في الدقة العلمية،وقمة
في حرص المشرع العظيم على سلامة أتباعه ووقايتهم من شر الوقوع في براثن المرض.فقد
أمر عليه الصلاة والسلام أن بغطى إناء الطعام وتوكأ قرب الشراب فلا يترك مكشوفاً
للذباب والتراب،كما نهى عن أن يشرب من في الإناء أو أن ينفخ في الشراب حرصاً على
سلامته من التلوث،وأمر بغسل اليدين قبل الطعام وبعده،وأمر بالأكل باليمين،ونهى عن
الأكل باليسار التي خصصها للاستنجاء وغير ذلك من الأعمال الملوِّثةِ،كل ذلك ليضمن
سلامة الطعام وعدم تلوثه بالجراثيم كما سنرى.
كما
حرص المشرع على عدم تلويث مياه الشرب،فنهى أن يغمس المستيقظ من النوم يده في
الإناء قبل أن يغسلها،فإن" أحدكم لا يدري أين باتت يده"،كما منع التبرز
أو التبول قرب موارد المياه وفي ظل الناس ومكان تجمعاتهم،بل شدّد في تحريم هذه
الأفعال(3)حتى عدها من مسببات اللعن. فقد صح عنه r قوله:"اتقوا الملاعن الثلاث:البراز
في الموارد وقارعة الطريق والظل" كما" نهى رسول الله r أن يبال في الماء الراكد"-رواه
البخاري ومسلم-.
القاعدة
القرآنية الأولى:حلّ الطيبات وتحريم الخبائث
وهي
القاعدة الأهم في نظام التغذية في الإسلام وقد فصلنا في الحديث عنها في الجزء
الثالث من كتابنا "روائع الطب الإسلامي "عندما تحدثنا عن المحرمات في
الإسلام،ولا بدّ هنا ونحن نذكر آداب الطعام والشراب أن نذكِّر بأهمية هذه القاعدة
التي وضعها الشارع لحماية الفرد في المجتمع المسلم مما يمكن أن يصيبه من أمراض
مهلكة عند تناوله "الخبيث" من الطعام أو الشراب.
وإذا
كانت النصوص القرآنية والنبوية قد بينت بشكل صريح تحريم بعض الأطعمة والأشربة
لخبثها كالخمر والميتة والدم ولحم الخنزير وكل ما هو متلوث بنجاسة،فإن أشربة أخرى
كالتبغ والحشيش والمخدرات الأخرى وغيرها مما لم يكن معروفاً في العلم وقت
التنزيل،فلم تنـزل نصوص خاصة بها،ولكن المشرع سبحانه لم يترك الناس في حيرة من
أمرهم،فقد وضع ميزاناً دقيقاً يمكن علماء الأمة في كل زمان ومكان أن يزنوا كل
مستحدث فقال بكل وضوح كلمة وضعها كقانون علمي ثابت فيه كل الحكمة وفيه كل الخير
للبشرية وهي قوله تعالى:" الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه
مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم
الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" فلم يحرم الإسلام شيئاً من المطعومات أو
المشروبات إلا لضرر ينجم عنها أو لخبث محقق فيها،مصداق قوله تعالى:"يسألونك ماذا أحلَّ لهم قل أحل لكم الطيبات".وإنه
لمن عظيم الإعجاز الإلهي أن تتوافق موازين الشرع وموازين الطب في تحريم هذه
الخبائث.
فالبدن
يحتاج في نشاطه الحياتي لأغذية تبني الجسم وترمم ما هدم منه كالبروتينات والدسم،
كما يحتاج لأغذية لتوليد الطاقة أي التي تولد الحرارة الغريزية وتؤمن عمل الأعضاء
كالقلب والتنفس والهضم،لذا أوجب الإسلام تناول الحد الأدنى أو الضروري من الطعام
والشراب،حفاظاً على الحياة ودفعاً للهلاك. وما عدا قدر الضرورة يباح تناوله ما لم
يكن مسستقذراً ولا ضاراً ولا متنجساً ولا متعدياً على حقوق الغير وما لم يصل إلى
حدِّ الإسراف.
وإذا
كان للأغذية مصدرين كبيرين:فهي حيوانية أو نباتية فمن الأمثل صحياً أن يناوب بين
تلك الأنواع دون أن يقصر نفسه على أحدهما(5).ومن المعجز حقاً أن نجد سلوك النبي
الأميr في طعامه متوافقاً تماماً مع مبدأ علم الصحة هذا. وهذا ما يؤكده
ابن القيم الجوزية(6)عن طعام النبيr إذ يقول:"فلم
يكن من عادتهr حبس النفس على نوع واحد من
الغذاء لا يتعداه إلى سواه وكانrيحسن الجمع بين الأغذية في تناولها وإصلاح تأثير بعضها على الآخر.ففي
الصحيحين من حديث عبد الله بن جعفر” رأيت
رسول اللهr يأكل الرطب بالقثاء"
…
وإذا
كانت الأغذية النباتية أقل سمية من الحيوانية،لكن الاقتصار عليها يسبب فقر الدم
بنقص الهيولين وفقدان الفيتامين ب12،كما أن الاقتصار على البروتين النباتي يجعل
البدن يقصر في تركيب الأنسجة والتي لا بد لاكتمالها من توفر البروتينات
الحيوانية.وليس لمسلم أن يحرم على نفسه بعض الطيبات مما أحلّه الله بنية التقرب
إليه.قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا
طيبات ما أحلّ الله لكم"المائدة_9،وقال تعالى:"
قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق"الأعراف_32.
والنبات
المأكول حلال كله ما لم يعرض له عارض من سرقة أو نجاسة وما لم يثبت ضرره لسمية
فيه، أو لكونه مسكراً أو مفتراً(7)،وذلك لعموم قوله تعالى:"
يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً".
أما المصدر الحيواني للغذاء فقد حرم النص
القرآني تناول الميتة والدم ولحم الخنـزير،وجاء في السنة التي اعتمدها جمهور
الفقهاء تحريم أكل الحيوانات المفترسة كالوحوش من أسدٍ ونمرٍ وذئبٍ وفهدٍ (وكل
ماله ناب مفترس من السباع)،وكذا الطيور الجارحة،أي ذوات المخلب من الطير كالصقر
والباز والنسر.لما رواه عبد الله ابن عباس قال:"
نهى رسول اللهrعن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير" رواه مسلم.
كما حرمت لحوم الكلاب لما يرويه رافع ابن خديج
عن النبيrقوله:"الكلب
خبيث ثمنه" رواه مسلم.كما يحرم عند
الجمهور أكل لحوم الحمر الأهلية لما رواه الشيخان عن جابر رضي الله عنه" أن النبيr نهى عن أكل لحوم الحمر
الأهلية وأذن في الخيل ". كما حرمت الضفادع للنهي عن قتلها.كما
يحرم أكل حشرات الأرض كالثعبان والعقرب والفأرة وسواها لاستخباث الطباع السليمة
لها وللأذى أو السمية التي قد يلحقها بعضها للإنسان ولما تنقله من عوامل الأمراض
الفتاكة لبني البشر كالطاعون والتيفوس وسواها(7). والأشياء الضارة التي يثبت ضررها
ولا نصَّ في تحريمها،والسموم في غير التداوي، كلها حرام لعموم النص" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" ولقولهr:"لا ضرر ولا ضرار".
صدق الله،فما حرَّم علينا إلا كل خبيث ضار،وما
أباح لنا إلا الطيب النافع إلا أنه من الواجب على المسلم أن يتحاشى تناول ما حرم
الله من المطعومات أو المشروبات طاعةً لله عز وجل،أدرك العلة من التحريم أم لم
يدرك، مُسَلِّمَاً بأن تلك المحرمات إنما حرمها الخالق المصور،العليم بما يضرُّ
هذا الإنسان _الذي خلقه بيده_ وبما ينفعه تصديقاً لقوله تعالى:"ويحلُّ لهم
الطيبات ويحرِّم عليهم الخبائث" ومن أراد أن يعرف التفاصيل عما اكتشفه الطب
الحديث من آفات وويلات من تناول اللحوم المحرمة وغيرها من الخبائث فيستطيع الرجوع
إلى كتابنا عن” المحرمات في الإسلام
وأثرها في صحة الفرد والمجتمع"،وهو الجزء الثالث من سلسلة روائع الطب
الإسلامي.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin