منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

منتدى تلات عبد القادر للعلوم والمعارف والثقافات لكل الفئات العمرية والأطياف الفكرية

اخي الزائر شكرا لك على اختيارك لمنتدانا ..كما نرجو لك وقتا ممتعا واستفادة تامة من محتويات المنتدى..وندعوك زائرنا الكريم للتسجيل والمشاركة في إثراء المنتدى ولو برد جميل ...دمت لنا صديقاوفيا..وجزاك الله خيرا.

المواضيع الأخيرة

» آلاف اليهود يدخلون الاسلام سرا
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin

» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin

» من الالحاد الى الاسلام
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin

» غرداية
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin

» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin

» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin

» طرق المذاكرة للاطفال
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin

» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin

» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin

» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin

» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin

» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin

» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin

التبادل الاعلاني

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني المهندس:رياض زيد

    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Empty استلاب التاريخ العربي الفلسطيني المهندس:رياض زيد

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 19 يونيو 2009 - 13:46

    استلاب
    التاريخ العربي الفلسطيني



    المهندس:رياض
    زيد



    مقدمة:


    تُشكلُ جبالُ وسهول مؤاب، الحافة الشرقية للانهدام
    الأردني، الذي يمتد من أقدام جبل الشيخ عبر نهر الأردن حتى خليج العقبة في الجنوب،
    بينما تشكل جبال القدس وبيت لحم والخليل ومنحدراتها الشرقية، الحافة الغربية لهذا
    الانهدام.



    تشكلَ هذا الانهدام من كسور طولانية عنيفة، يرتفع طرفاه
    شرقاً وغرباً أكثر من ألف متر فوق سطح البحر، فيما ينخفض قاعه في البحر الميت أكثر
    من ثمانمئة متر تحت سطح الأرض.



    إذاً يشكل هذا الانهدام مع منحدراته باتجاه البحر المتوسط
    غرباً ومنحدراته في اتجاه الصحراء شرقاً، أحد أبرز المعابر الرئيسة للتواصل البشري
    في حقب التاريخ القديم، ما بين حضارات دول ما بين النهرين ومصر وجنوبي الجزيرة
    العربية (الشكل رقم 1) عبرته القبائل في سعيها إلى الاستقرار، كما كان طريق الجيوش
    في الصراعات وساحة المعارك الكبرى، بين الإمبراطوريات العظمى, ولصعوبة التواصل العرضاني,
    حيث الانحدارات السحيقة, تمركزت الطرق طولياً, عبر ثلاث طرق رئيسية (الشكل رقم 2).



    الطريق الأول: معبر الصحراء: سيناء-صحارى النقب
    الشمالي-ينابيع قادس يرتفع نحو حافة الانهدام الأردني الغربي -أريحا-بيسان-ثم يتجه
    إلى الشمال.



    الطريق الثاني: طريق حورس-دلتا النيل-غزة-السهل الساحلي
    الفلسطيني-عسقلان -أسدود-يافا-مجدو-سهل يزرعيل-عكا-صعوداً إلى الشمال (الطريق
    البحري).



    الطريق الثالث: طريق الملوك: وادي النيل-سيناء-وادي عربة-شريط
    البادية وأراضي الرعي إدوم-سؤا-0عمون-جلياد-الجولان ثم يتجه إلى الشمال[i]).



    وانحصرت المعابرُ العرضانيةُ في الانهدامات ومجاري
    الأنهار والوديان.



    أعطت التقنيات والحفريات الأثرية, الدلالات على استقرار
    المجموعات البشرية الأولى بطول هذا الانهدام وأوديته, فمنذ فجر التاريخ تبنى
    المساكن والمصاطب إذ انتقلت من مرحلة الصيد والرعي, وجمع الطعام إلى مرحلة الزراعة
    وتدجين الحيوان.



    (كما أعطت دلالات الأسماء الأولى والأدوات المكتشفة
    والمدن والمعابد والنواتج الزراعية والبقايا الحيوانية, هوية مبكرة لكامل المنطقة
    بوصفها وحدة حضارية, وتجلى ذلك في تقارب لهجاتها وأنماط استقرارها[ii]).



    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Clip_image002


    الشكل
    رقم 1



    الانهدام
    الأردني



    المصدر:Atlas of
    the biblical Wrld



    المؤلف: Joseph Rhymer


    فالكنعانيون استقروا على الجرف الغربي للانهدام
    باتجاه الشمال-ومعهم الآدوميون في الجنوب, والمؤابيون والعمونيون الحرف الشرقي
    للانهدام, مثلهم مثل الآراميين والسبئيين في أرجاء الفناء الجغرافي العربي الجامع.



    وقد شــــكل الانهــــدام نتيجة ذلك, الحضـــورَ العربي
    المبكر وســــــلةَ



    محاصيل اقتصادية
    كبرى للمنطقة بكاملها, زُرعت المصاطب بأشـــــــجار



    الزيتون والكرمة, والمنبسطات بالحبوب, بينما انتشرت
    المواشي في المناطق الرعوية.



    المصدر:Atlas of the biblical Wrld



    المؤلف: Joseph Rhymer


    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Clip_image004


    الشكل
    رقم 2



    الطرق
    الرئيسية



    إذاً, شكلت المنطقة بثرواتها ومواردها إضافة إلى ميزتها
    بوصفها عقدة مواصلات رئيسية, حقل صراع بين الممالك والقبائل داخلياً من جهة,
    وهدفاً لأطماع القوى والإمبراطوريات المحيطة من جهة أخرى, بدءاً من الحثيين والفرس
    وانتهاء باليونانيين والرومان, واستمر ذلك عبر حقب التاريخ المختلفة حتى عصرنا
    الحالي بصور وأشكال شتى.



    في أتون هذا الصراع (وخلال اجتياح قورش الفارسي لبلاد
    الشام ومصر (الحكم الأخميني) عام 538ق.م أسكن الأخمينيون في كل من مصر وفلسطين
    حاميات عسكرية أحضروها من المشرق.



    سكنت الحامية العسكرية الأخمينية في مصر في جزيرة الفيلة,
    وشهرت بعبادة الإله يهوه وهو إله الزوابع, ويرجح هنا أن الحامية التي جلبت إلى
    فلسطين سكنت في القدس وما حولها، وكانت على اتصال بحامية مصر.



    وقد ورد اسم المنطقة الإدارية التي سكنت فيها في البادية
    باسم(
    yh) أو yhwd) ) أو(Yhd
    ) أو(
    yod-he) أو ( yhwd-phw ) أو( yhd-tet).


    ووردت هذه الصيغ على بقايا قطع من الفخار, لأن الفخار كان
    يختم باسم المنطقة الإدارية التي كان يصنع بها لأسباب إدارية وضرائبية ومع الأيام
    عرفت منطقة هذه الفئة باسم يهود.



    وما تزال هذه القضية قيد البحث, وبحاجة إلى المزيد من
    التعميق.



    إلا إنه من المؤكد, أن التنقيبات لم تشر إلى وجود يهودي
    يسبق هذه الفترة الأخمينية, كما أن اليهود حافظوا على دورهم بوصفهم عميلاً للمحتل
    الفارسي, عهوداًً طويلة بعد ذلك, امتدت خلال الاحتلالين التاليين للأرض العربية,
    اليوناني ثم الروماني.



    تعرف كهنة اليهود على ديانات القبائل والشعوب العربية,
    وعباداتها وقصصها وأساطيرها، ومن خلال الدور الشاذ الغريب المختار من قبلهم
    والمسند إليهم, وهو دور الغدر والعدوان والتوجس من الغير, إضافة إلى الاستعلاء
    بوصفهم وكلاء سلطة, جرى ابتلاع ذلك التراث وبلورته بشكل عبر عن وجودهم الاجتماعي
    والاقتصادي والسياسي كشعب وديانة متفردة.



    فالله أضحى "يهوه إله إسرائيل" دون شعوب الأرض،
    يقودهم في حروب العدوان وحرق المدن وإبادة الشعوب واجتثاث الشجر, وقتل الحيوان
    وإزهاق روح كل كائن يتنسم نسمة الحياة.



    فالعهد القديم الذي هو نتاج يهوه وشعبه, كما دُوّنت
    أسفاره, لا يروي لنا قصة الخلق وتاريخ العالم, بل قصة بني إسرائيل في سرديات
    متعددة لصالح صفقة أبرمت بين يهوه وشعبه، تتناول أرض فلسطين على كامل الانهدام
    الأردني، وتمتد شرقاً وغرباً لتستولي على كل موارد المنطقة من النيل إلى الفرات. .



    (إن الصرخات التي تعالت شاجبة هذه العدوانية والوحشية،
    بدءاً من أرميا وعاموس مروراً بالتجليات الروحية للسيد المسيح[iii]), وانتهاء برسالة
    الإسلام, لم تفلح في كسر الدائرة المغلقة التي هيمنت على العلاقة المثلثة بين يهوه
    وشعبه وكهنته, واستمرت الترسانة الظلامية اليهودية تنثر حقدها وعداءها للشعوب
    كافة.



    بل لقد اخترقت الظلامية والعدوانية التي شكلتها السردية
    التوراتية المسيحية بمحاور مؤثرة, كما أغرقت الأديبات الإسلامية السمحة, بالتفاسير
    والأخبار والقصص تحت مسميات أبرزها الإسرائيليات.



    فغدا التسلسل الزمني والمكاني للأحداث المزعومة حسب
    مرويات العصر القديم, مسلمة وتاريخاً لفلسطين, والمنطقة العربية بكاملها والعالم
    القديم برمته, بل لقد بُشر بالوجود اليهودي على فلسطين في زمن ما، سيأتي لاحقاً في
    الأديبات الإسلامية والمسيحية على السواء.



    ولم تسلم من ذلك المناهج الدراسية التي تعرض التاريخ
    القديم من الاختراق بدءاً من المراحل الابتدائية وحتى أقسام التاريخ في معظم
    الجامعات العربية، إذ بالرغم من التأكيد على الحق العربي في فلسطين, ظلت هذه
    المناهج أسيرة الدراسات التوراتية خلال حقب حاسمة في التاريخ.



    وعلى النقيض من ذلك, فمع الطرد والمذابح، أو لنقل حملات
    العقاب والقصاص التي تعرّض لها اليهود في الغرب, فإن وجهة نظر المذهب الرسمي
    للمسيحية اكتفت بقراءة العهد القديم قراءة رمزية, (وبحسب القديس أوغسطين فإن ما
    ورد فيه بشأن مملكة الله -إسرائيل- قائم في السماء وليس على الأرض وبالتالي فإن
    القدس وصهيون ليسا مكانين محددين على الأرض للسكان اليهود، أو السكن لليهود
    ولكنهما مكانان سماويان مفتوحان أمام كل المؤمنين بالله[iv]).



    (وقد ظلت وجهة النظر هذه, سيدة الموقف حتى أوائل القرن
    السابع عشر حيث ناصبت المسيحية اليهودية العداء, إلا أنه حين ترجم لوثر التوراة
    إلى الألمانية, أصبحت- كما يقول غارودي- لغة كل الشعوب, ومن ثم أراد لوثر
    وتلامذته, أن يضع حدّاً للتفرقة العنصرية ضد اليهود بإعادة طرح المسألة طرحاً
    لاهوتياً من خلال السؤال: ما هو موقع اليهود في المشروع الإلهي؟



    وقد أجاب السير هنري فنسن الحقوقي وعضو البرلمان
    الإنكليزي- عن السؤال المطروح من قبل لوثر- بقوله:



    حين تذكر إسرائيل ويهوذا, وصهيون وأورشليم في التوراة,
    فالله لا يعني بذلك إسرائيل روحية, ولا يعني كنيسة لله, تجمع في صفوفها الأمم
    واليهود المتنصرين ولكنه يعني بإسرائيل, تلك التي تحدرت من نسل يعقوب[v]).



    البحث
    عن إسرائيل القديمة



    ومن هذه النقطة بدأت المركزيةُ الأوربية وأدواتها
    المعرفية-الاستشراق- إنشاءَ معرفةٍ عدّت فيها الديانة اليهودية منبع الحضارة
    الغربية وسرَّ الروحي والأخلاقي, ومن ثم نشأت فكرة البحث عن إسرائيل القديمة
    بوصفها مشروعاً معرفياً, ينظر إلى إسرائيل على أنها منشأ الحضارة الغربية.



    وكانت نتيجة القراءة الحرفية للتوراة, دون نقد تاريخي, له
    دلالته خاصة, أعاد ربط اليهود على أنهم ورثة الوعد ومن ثم, فالمسألة التي برزت هي
    الصهيونية بمعنى العودة إلى فلسطين بمفهوم للعقيدة متعصبٍ, يحلُ دولة إسرائيل محل
    إله إسرائيل.



    كل ذلك من أجل تسويغ إقامة قاعدة متقدمة للغرب على أرض
    فلسطين؛



    حيث لمســـــــنا من عرض جغرافيتها الســــياسية في مقدمة
    البحث, ماذا تعني



    السيطرة على هذا الانهدام؟


    إنه شرط مانع لتحقيق أية وحدة بين شرق المنطقة العربية
    وغربها، وإنه شرط الأساس في تحقيق الهيمنة على الوطن العربي بأكمله, ومن أجل ذلك
    يجب العمل على استلاب التاريخ العربي بفتح ملف الماضي الخرافي للوصول إلى اختلاق
    إسرائيل القديمة لإعطاء الشرعية القانونية التاريخية لدولة إسرائيل الحديثة.



    ومنذ عام 1799م، وعلى وقع مدافع نابليون وصل 175 عالماً
    فرنسياً عهد إليهم استكشاف تاريخ مصر ودراسته؛ بهدف البحث عن مفردات السردية
    التوراتية بوصفها عناصر أساسية يمكن أن تساهم في إنشاء إسرائيل القديمة؛ بدءاً
    من" إعادة بناء مكانة الكتاب ضمن تاريخ الشرق الأدنى القديم[vi]".



    كما تشكلت هيئة بريطانية باسم صندوق التنقيب في فلسطين
    برعاية الملكة فكتوريا، بهدف التحديد الدقيق المنهجي لآثار الأرض المقدسة.
    وطوبغرافيتها وعاداتها وتقاليدها، ومن أجل توضيح مسائل الكتاب المقدس لصالح
    المشروع الصهيوني، وقد عبر الدكتور نقولا زيادة عن ذلك المسعى بقوله:



    "لقد أتى الآثاريون إلى المنطقة حاملين توراتهم بيد
    والمعول باليد الأخرى[vii]"



    وقد توجهت بعثة بريطانية إلى العراق بهدف استكشاف تاريخ
    دول ما



    بين النهرين ودراسته؛ لتأكيد قصص الطوفان وصراعات الإمبراطوريات مع


    إسرائيل المختلقة،
    ومفردات السبي والعودة.



    وكانت حصيلة ذلك، ما يزيد على نصف مليون قطعة أثرية، كشفت
    النقاب عن جوانب متعددة من التراث الثقافي والروحي الضخم الذي خلفته الشعوب
    العربية القديمة-كنعان وآشور وآكاد وبابل ومصر -وقد وضع هذا التراث الضخم بيد
    الباحثين والمؤرخين العاملين في حقل الاستشراق؛ من أجل ما سمي باللحظة الحاسمة في
    التاريخ.



    فاللحظة الحاسمة الأولى، بالمفهوم الغربي الاستشراقي، كما
    يقول إدوار سعيد هي نشوء إسرائيل، وذلك في الفترة الزمنية التي تعتبر فترة انتقال
    بين العصر البرونزي المتأخر وأوائل العصر الحديدي الذي يطلق عليه عصر الآباء،
    ويشمل إبراهيم ويعقوب حتى موسى.



    وأما اللحظة الحاسمة الثانية فهي تطور إسرائيل متمثلة في
    مملكة



    داود وسليمان؛ ثم انقسامها إلى دولتين: إسرائيل ويهوذا،
    انتهاء بالسبي،



    أي عصر إمبراطوريات العصر الحديدي[viii].


    وقد انقسم الباحثون إلى ثلاث فئات:


    الفئة الأولى: أمثل عليهم بأولبرايت، برايت ولوت، مندنهول
    ولفسنتون وغوتفالد، وهؤلاء اعتبروا التوراة كتاباً تاريخياً ومقدساً، ومن ثم فإن
    التاريخ المستخلص منها لا بدّ أن يكون منحازاً لليهود، بل وتوراتياً.



    الفئة الثانية: أمثل عليهم بألستروم، ليمكة، فنكلشتاين،
    حيث نجحوا في تفكيك النظريات السائدة حول إسرائيل القديمة،وقدموا نقداً باطنياً
    لما قدمته الفئة الأولى مشيرين إلى أن هؤلاء لم يعملوا حساباً للمعلومات الأثرية
    المتزايدة عن تاريخ فلسطين القديم، فالتوراة ليست الإطار الكامل للتاريخ.



    ثمة فئة ثالثة أمثل عليهم بوطسن وكيث ويتلام، لقد وضعوا
    أيديهم على الأنموذج الاستشراقي الغربي المزيف،فاللحظة الحاسمة التي ارتكزت على
    أنموذج الانتقال بين العصر البرونزي المتأخر وأوائل العصر الحديدي، إذا كانت
    موجودة ففي لحظة عابرة في مسيرة التاريخ الحضاري لفلسطين القديمة،وإن على الباحثين
    الاهتمام بتاريخ فلسطين القديم بوصفه موضوعاً قائماً بذاته لا خلفيةً لتاريخ
    إسرائيل.



    إذاً، ما يترتب عليه لحظة، أننا أمام تراجع غربي صهيوني
    ملحوظ على صعيد التأريخ لفلسطين، يتجلى ذلك في توجيه نقد باطني مباشر للدراسات
    التاريخية السابقة على ضوء التنقيبات والحفريات الأثرية، ودراسات الطبقات،



    والنماذج،
    واستخدام تقنيات جديدة كالكربون المشع 14، والتحليل بالطيف.



    تصدع
    المفردات التوراتية



    لقد كشفت الوثائق والنصوص والنقوش في أريحا والقدس ومجدو
    ومُؤاب وغيرها من المدن الفلسطينية،عن نماذج وأنماط تكمل ما اكتشف في أوغاريت
    وماري وتل العمارنة وبابل حتى سواحل الخليج العربي،مما يعطي التاريخ الحضاري
    لفلسطين القديمة انتماءً وهوية لحضارة المنطقة العربية بكاملها.



    ومن هنا بدأت تتصدع المفردات التوراتية التي تشكل الركائز
    الأساسية لادعاء امتلاك التاريخ القديم الذي هو ادعاء ليس له أساس في التاريخ
    الفعلي، وفي هذا رد اعتبار لجزء مهم من التاريخ العربي القديم.








    [i]
    -توماس وطسن: الماضي
    الخرافي-التوراة والتاريخ، انظر ص 216-232.







    [ii]
    -د.سهيل زكار: القدس بين
    حقائق التاريخ وزيف الإسرائيليات ص9.







    [iii]
    -روجيه غارودي: فلسطين
    ارض الرسالات السماوية ص88-93.







    [iv]
    -المرجع السابق.






    [v]
    -كيث وإيتلام: اختلاق
    إسرائيل القديمة-انظر ص 20.







    [vi]
    -توماس وطسن: المرجع
    السابق ص44.







    [vii]
    -د. نقولا زيادة :محاضرة
    نادي الآخرة







    [viii]
    -كيث وإيتلام:المرجع
    السابق ص14.
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Empty رد: استلاب التاريخ العربي الفلسطيني المهندس:رياض زيد

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 19 يونيو 2009 - 13:48

    نصوص
    اللعنات(أورشليم)



    لقد تعرضت القدس لأول عملية تزييف في تاريخها من خلال
    قراءة نصوص اللعنات، وهي نصوص مصرية تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد،وجدت
    منقوشة على جرار فخارية تذكر أسماء البلاد والحكام من أعداء الفراعنة، وكانت هذه
    الجرار تحطم في طقس سحري خاص لجلب الأذى على المذكورة أسماؤهم عليها.



    أورد فراس السواح نقلاً عن جون ولسون في قراءة السطر
    الرابع:



    "4- -يقرب- آمو، حاكم أورشليم،وجميع بطانته"[i]


    وقد دحض الدكتور سهيل زكار هذه القراءة بأن كلمة أورشـــــليم
    لم



    تكن سوى" أشام م".


    "فأقدم الباحثون الغربيون فوراً على القول بأن
    "أشام م" هي مدينة أورشليم ، وفي هذا تدليس مكشوف، لأن المعطيات الأثرية
    بينت أن مدينة القدس لم تكن قد تأسست بعد، لأنها تأسست في أواخر القرن الثامن قبل
    الميلاد، وقد حملت اسم" أورشليم" بعد ليس أقل من ألف وخمسمئة سنة من
    تاريخ نصوص اللعنة، وطبعاً من الواضح أن الذي قصد ب"أُشام م" هو بلاد
    الشام التي غُزيت مصر دوماً من خلالها،متذكرين أن تاريخ نصوص اللعنة يتزايد مع
    بدايات ظهور الهكسوس في مصر"[ii].



    وقد أوضح الدكتور محمد بهجت قبيسي أستاذ اللغات الشرقية
    في جامعة القاهرة أمام مؤتمر الآثاريين العرب عام 2001 زيف ما جاء به المستشرقون
    المتصهينون لهذه القراءات بالقول:



    * اسم أورشليم الذي ادّعوا وروده في نصوص اللعن: فبعد
    قراءة الاسم بهدوء وجدنا أن الاسم ليس" أورشليم" كما بينا بل هو
    "أُشاميم" وتعني الشاميين من الشام، أو تعني الشام نفسها مموّمة( مثل
    التنوين) وإليكم النقش:



    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Clip_image002


    أ- شام يم =الشاميين.


    هي قراءة غير مقبولة حيث المخصص( ) يشير إلى مكان وليس إلى شعب.


    ب- أُ شام]
    وم[ مثل التنوين =شام.


    حيث ]أُ [ سابقة
    تفيد التنبيه، حيث أقول
    ]
    أمهيبة[ بمعنى] مهيبة [ (اسم علم من نقوش أجاريت) وأقول] أُجاريت[لتعني] جريت = جرية=قرية=مدينة[ (نقوش أجاريت).


    فإذا كانت أورشليم فأين الراء وأين اللام.[iii]


    2-نقش مرنبتاح(إسرائيل).


    عند اكتشاف نقش مرنبتاح سارع الباحثون التوراتيون إلى
    قراءته بطريقتهم المعهودة، فقالوا: إن اسم إسرائيل ورد في النقش، ولدى قراءة النص
    من قبل الدكتور محمد بهجت قبيسي وجد ما يلي:



    " يقول النقش أن "مرنبتاح" سيطر على
    التسعة أقواس التالية
    ] ويعني بالأقواس (مناطق أو شعوب) وهذا التعبير مستعمل في أكثر
    النقوش المصرية
    [
    وقد قمنا بعدّ هذه الأقواس فوجدنا:


    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Clip_image004


    ........... 7-
    يازير يار
    ] أي إسرائيل حسب ادعائهم[


    ............ 8-خال ] أي جرار [.


    (1)ثم يأتي بعد ذلك كلمة]فكت [ لتعني فتك بهم" مرنبتاح".


    فإذا بدأنا النقش بتسعة أقواس، فإننا باســـــــم إســــرائيل
    المزعوم نجدها



    ثمانية فقط وليس تسعة.


    (2) إن الاسم ليس بإسرائيل، فقراءته هي يازير يار، أو ياسِسل
    يال، وليس إسرائيل.



    (3) لو
    فسرنا الكلمة بكلمتين فيصبح لدينا
    ] يازير + يار[ فيصبح العدد 9 تماماً".


    إذن ما هي "يازير" وما هي "يار" نجد
    في الخريطة المرفقة موقعين شهيرين:



    1-]يازور[ فهي قطعاً]يازير[ ، وقد وردت في بعض الكتابات
    باسم
    ]هازور[


    2-]يار[ هي ]يارين[ في جنوب لبنان الآن، وهي من
    المدن التي حررتها المقاومة اللبنانية سنة 2000م من الاحتلال الصهيوني.



    اكتشف نقش مرنبتاح ضمن المعبد الجنائزي الذي أقامه الملك
    مرنبتاح إلى الجنوب من معبد رمسيس الثاني، بالبر الغربي لمدينة الأقصر بمصر.



    3- ألواح تل العمارنة ( عابيرو، أورسالم)


    كشفت ألواح تل العمارنة، في هيكل الكرنك بصعيد مصر وعددها
    أكثر من 370 لوحاً، عن رسائل استنجد فيها مرسلوها من أخطار يتعرضون لها.



    وقد قرأ ولفنستون أحد الألواح على انه رسالة من "
    عبدوهيبا" أحد رجال السلطة المحلية في أورسالم، يطلب فيها من تحوتمس الأول
    ملك مصر من القرن الرابع عشر الحماية من شرِّ قوم اسمهم الخبيرو، فقرأها ولفنستون
    العفيرو أو العبيرو.



    تصدى الدكتور محمد بهجت قبيسي للرد على هذا الادعاء
    بالقول:



    إن أورسالم أو أورشليم، القدس، لم تكن موجودة في القرن
    الثامن أو القرن السابع قبل الميلاد.



    " وإن عبارة خابيرو لا تعني عابيرو أو عافيرو فليس
    هناك من إبدال[iv]
    لغوي



    بين الخاء والغين في اللهجات العربية كافة، ويُرجح أن
    يكون الخابيرو جماعة من المقاتلين المرتزقة.



    وقد رأى الدكتور سهيل زكار "أن كلمة خبيرو أتت في
    النصوص المصرية بمعنى العبيد أو الرقيق، كما أن الخبيرو ورد ذكرهم في رسائل من
    ماري على الفرات نســـــبة إلى الخابور 1730- 1700،[v] إضافة إلى ذلك فإن



    قراءة ولفنستون تتعارض مع الرواية التوراتية التي يقيم
    ادعاءه على أساسها.



    فقد ورد في سفر التكوين" جاؤوا إلى مصر في العجلات
    التي أرسل فرعون لحمله-يعقوب وكل نسله معه- سبعون نفساً، 46: 5-7، 46:27.



    4- نقش دير علا(بلعام بن بعور)


    يتحدث العهد القديم عن نزول بني إسرائيل بقيادة موسى
    عربات مؤاب بوصفه شعباً قد خرج من مصر غشّى وجه الأرض. (عدد 22-5).



    ففزع بالاق بن صفور ملك مؤاب، فأرسل يطلب بلعام بن بعور
    نبياً من فتور، وهي قرية فيما بين النهرين ليلعن له شعب إسرائيل.



    فيقول الله لبلعام: لا تذهب ولا تلعن الشعب لأنه مبارك.


    يعيد بالاق الطلب: هنا يأتي الله إلى بلعام ليلاً، ليطلب
    منه الذهاب وليعمل بما يكلمه فقط، فينطلق بلعام على أتانه مع رؤساء مؤاب...



    ثم تمضي القصة التوراتية في سياق يشترك فيه الله والملاك
    والأتان، إضافة لبلعام, ليصف الله شعب إسرائيل:



    هذا شعبٌ يقوم كلبوة, ويرتفع كأسد, لا ينام حتى يأكل
    فريسة، ويشرب دم قتلى, يأكل أمماً, مضايقيه, ويقضم عظامهم) عدد4:8



    ((وأما النقش المكتشف المقابل له, فيعود بحسب سياقه
    المكتوب, إلى أواخر القرن الثامن قبل الميلاد, أي أن هناك تعارضاً زمنياً قدره
    أربعة قرون على الأقل بين النص الكتابي والنقش.



    قصـة النقش تــدور حـــــول عـــراف مــــؤاب القديمة بلعـــام
    من بعور (نفس



    الشخصية الواردة في النص التوراتي).


    الإله شَجْر في النقش يقابله...........يهوه في النص
    التوراتي، النص التوراتي يكشف ظلامية وحشية متناهية.



    إضافة إلى أن بلعام النقش: مؤابي، بينما بلعام التوراة:
    من فتور ما بين النهرين, فالحكايتان كما يبدو بوضوح قصتان حول شخصية أدبية واحدة.



    وهذا يدل على أن قصص العهد القديم تنتمي إلى التراث الأدبي
    العريق لفلسطين القديمة، كتبت بعد قرون عديدة, بالروح الوحشية للسردية الظلامية[vi])).



    5-سدوم وعمورة[vii]


    سدوم وعموره مدينتان تقعان بحسب الرواية التوراتية, في
    غور الأردن, أحرقتهما النار التي نزلت من السماء بسبب خطيئة أهلها العظيمة، وهما
    الآن تحت الماء في جنوب البحر الميت. تكوين 14: 9-11, 19: 24



    لم تكشف عمليات المسح الكامل للبحر الميت، من بحث وغوص
    واستشعار عن بعد، عن أي أثر للمدينتين، أو حتى عنصر من عناصر البناء.



    ((وحين ذهب باحثان أمريكيان إلى أن موقع باب الذرا، هي
    سدوم، والنميرية هي عموره, تبين أن هذين الموقعين على مقربة من البحر الميت وليس
    فيه, وان الحياة توقفت فيهما عام 2350ق.م لأسباب تعود إلى ظاهرة الجفاف التي عمت
    المنطقة في تلك الحقبة، بدليل فحص المقابر وبقايا الهياكل العظمية[viii])).



    6-أريحا عاني[ix]


    أريحا مدينة تقع على الحافة الغربية لغور الانهدام
    الأردني, ورد ذكرها في الرواية التوراتية, هاجمها يشوع على رأس المحاربين من
    إسرائيل صحبة سبعة من الكهنة حاملين أبواقاً وتابوت العهد, وفي اليوم السابع من
    طوافهم حولها, وضرب الأبواق سقطت أسوار المدينة (يشوع:6) وهناك قصص حول عاني ومدن
    أخرى.



    بدأت أعمال التنقيب بأريحا عام 1876 من قبل بعثتين
    بريطانية, نمساوية, ألمانية بالتعاون مع أمريكيين وكنديين حتى عام 1958.



    تقول كاتلين كينون: (لقــــد عجزت التنقيبات عــــن تقديم
    الدليل على



    أســوار لمدينة
    أريحا قد تهدمت، أو للمــدن الأخرى تعود إلى الفترة المعاصــــرة



    ليوشع)[x].







    [i]
    -فراس السواح: الحدث
    التوراتي والشرق الأدنى القديم ص 141.







    [ii]
    -د.سهيل زكار: المرجع
    السابق ص6.







    [iii]
    -د.محمد بهجت قبيس: القدس
    في المصادر العربيات القديمات ص3







    [iv]
    -د. محمد بهجت قبيس –المرجع
    السابق ص4.







    [v]
    -د. سهيل زكار-المرجع
    السابق ص7.







    [vi]
    -توماس وطسن: المرجع
    السابق ص55







    [vii]
    -قاموس الكتاب المقدس:
    رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الوسط- بيروت ص 58،460، 1068، 641







    [viii]
    -د. سهيل زكار: المرجع
    السابق ص3.







    [ix]
    --قاموس الكتاب المقدس:
    رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الوسط- بيروت ص 58،460، 1068، 641



    [ix] -كاثلين م.كينون: الكتاب المقدس
    والمكتشفات الأثارية الحديثة ص 47.







    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Empty رد: استلاب التاريخ العربي الفلسطيني المهندس:رياض زيد

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 19 يونيو 2009 - 13:49

    7-اللغة العبرية[i]


    كانت كارثة اللاهوتي الفرنسي بوستيل سنة 1538م كبيرة, في
    تضليل فقهاء اللغة العالميين, حيث اعتبر أن العبرية أقدم اللغات وأن الشعب العبري
    أقدم الشعوب, مما جعل جامعات العالم تذهب إلى لفظ النصوص والنقوش حسب اللفظ
    العبري.



    وتحقيقاً لهذا الهدف, قام جيرنيوس سنة 1832, بطباعة
    القاموس (العبري- الكلداني) اللاتيني للعهد القديم, وفقاً لصياغة أصحاب المدرسة
    الماسورية في القرن العاشر الميلادي.



    إلا أن الصهيوني رايفز, أجرى تعديلاً آخر على القاموس المذكور
    بجعله (القاموس العبري- الإنكليزي) للعهد القديم من جهة, ومحدثاً تعديلات أساسية
    تناولت, إضافة وحذف كلمات, إضافة الأحرف الصوتية وحركاتها, معدلاً لفظ ستة حروف
    أخرى, حيث أصبح بمقدور الاستشراقيين التوراتيين؛ قراءة النصوص والنقوش المكتشفة في
    المنطقة العربية, بما يوافق الرواية التوراتية.



    لكن تقدم علم اللسانيات, وبروز علم اللغات وجه النقد
    للتحيز الأعمى, وللتزييف الذي أنجزه كلّ من بوستيل وجرنيوس ورايفز.



    وباكتشاف الأبجديات في أوغاريت وجبيل؛ إضافة إلى الأبجدية
    الطور سينائية حسم الجدل في ذلك, واتضح زيف الادعاء بأن اللغة العبرية -لغة
    إسرائيل القديمة-هي أقدم اللغات في منطقة الشرق الأدنى.



    إلا أن البرهان الأسطع هو ما قدمه الدكتور محمد بهجت قبيسي
    في الوصول إلى الحقيقة الدامغة, بأن ما سمي باللغة العبرية, إن هو إلا خليط من
    العربية الكنعانية والعربية الآرامية.



    انهيار
    نظريات الاستشراق في احتكار المعرفة وصناعة التاريخ



    كتب إدوار سعيد في استعراضه لدور الاستشراق في احتكار
    المعرفة وصناعة التاريخ:



    " التاريخ يحتاج إلى غربلة وتنقية، وإعطائه صوتاً
    معبراً بعد ذلك حجبته عن الأنظار ثقافة صاغت رواية مؤثرة تحتفظ بالماضي لإسرائيل
    وحدها[ii]"



    " وبالفعل دللت نتائج الحفريات الأثرية على عدم دخول
    هجرة بشرية مدمرة أو غير مدمرة إلى أرض كنعان منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد[iii]"ولم يلحق المدن
    الكنعانية أريحا،عاي، حازور، أي تدمير.



    وهذا نقض للادعاء الأسطوري الذي تدعيه الترسانة الظلامية
    باقتحام عسكري لفلسطين، أسقط الأسوار وأحرق المدن وأباد الشعوب، وذلك للتأسيس
    لنظرية الاستيطان الصهيوني المتمثلة بالاقتلاع للسكان والتوطين والإحلال.



    "أوضحت كاثلين كينون عجز علم الآثار عن الحصول على
    أي أثر لموقع جلجال؛ الذي أقيم فيه تابوت العهد باحتفالية كبيرة لتخليد ذكرى عبور
    النهر[iv]".



    كما قادها صمت الوثــائق التاريخية عن تقديم أية بينة
    تعود إلى عهدي



    داود وسليمان إلى القول:


    "لقد أقام اليبوسيون على المنحدر الشرقي لمدينة
    القدس مصاطب مدعمة بأسس حجرية ضخمة، أقيمت خلفها الأبنية لأغراض الزراعة النشطة[v]".



    وأما الدكتور سهيل زكار فقد أوضح بجلاء:


    " أن الحفــــريات الأثرية في القـدس لم تظهـر أدنى
    إشارة إلى بناء هيكل



    سليمان، وأهم من هذا أن هذه المدينة، كبلدة أو مدينة، لم
    تكن موجودة قبل أواخر القرن الثامن قبل الميلاد، وارتبط قيام هذه البلدة مع تهديم
    حاضرة بيت عمري العربية(السامرة)[vi]".



    أما كيف تم تزوير تاريخ هذه المرحلة؟ فهناك عشرات النماذج
    أشير إلى بعضها:



    أولاً:" عثر عالم الآثار التوراتي، نلسون غلويك على
    ختم نقشت عليه كلمة(ليتم في موقع قديم للتنقيب عن النحاس بالقرب من ميناء العقبة
    الأردني، فسارع إلى الإعلان عن اكتشافه الموقع الصحيح لمناجم نحاس الملك سليمان،
    وأن الخاتم يعود إلى(يوثام) الذي تحدد له التوراة تاريخاً 751-736 ق.م[vii]".



    ثانياً:" في صيف 1993م اكتشف في الموقع الأثري، تل
    دان، بجانب جبل الشيخ على بعد ثلاثة أميال غربي مدينة بانياس المحتلة، جزء من لوح
    حجري منقوش على الشكل التاليSad ك بت دود) (
    k byt dwd) وفور الاكتشاف سارع علماء الآثار التوراتيون إلى الإعلان بأن ذلك
    أول ذكر لملك إسرائيل داود ، وأن هذا النقش أقيم لتخليد المعركة التي ذكرت في سفر
    الملوك سنة 883 ق.م، بالرغم من أن نص النقش المذكور لم يقرأ كاملاً؛ ولم يؤرخ
    بالنظر إلى مشكلات كبيرة اعترضت الباحثين[viii]".



    ثالثاً: لدى اكتشاف تابوت أحيرام" ملك صور"
    الكنعاني، سارع الآثاريون التوراتيون إلى القول: بأن نقوشه تشير إلى الأخشاب التي
    كان يرسلها إلى سليمان لبناء الهيكل في أورشليم سنة 960 ق.م.



    علق الدكتور محمد بهجت قبيسي على ذلك بالقول:" إن
    هذه القراءة توراتية"[ix].



    رابعاً:" لدى العثور على القطع الفخارية في تل الــــــدوير
    جنوب فلســـطين،



    تبين أن القطعــــــــة
    الســــــــادسة مكســــورة وناقصة، وظهرت عليها بقايا جملة



    ورد فيها:


    " مولاي ---ألا نكتب--- فعلت هكذا--- سلم"


    فعمد أولبرايت إلى استكمال العبارة على الشكل الآتي:


    " والآن مولاي: هل لك أن تكتب لهم قائلا: لماذا
    فعلتم هكذا حتى بأورشليم[x]"



    من هنا ندرك حجم التزوير الفاضح الذي لا يمت إلى الأمانة
    العلمية



    بصلة بهدف استلاب تاريخنا في فلسطين.


    خامساً: يتحدث العهد القديم عن انقسام المملكة الواحدة
    إلى مملكتي إسرائيل ويهوذا سنة 931 ق.م، فإسرائيل هي المملكة الشمالية التي تشكلت
    من عشرة قبائل، وعاصمتها شكيم ثم ترصة ثم السامرة، وقد استمرت حتى أخذ ملك آشور
    السامرة وسبي أهلها سنة 721ق.م.



    وأما مملكة يهوذا فقد تشكلت من قبيلتي يهوذا وبنيامين،
    واستمرت حتى تخريب نبوخذ نصر للقدس، وتدميره الهيكل سنة 586 ق.م وسبي أهلها إلى
    بابل.



    كشفت الحفريات التي جرت في مواقع المملكة الشمالية
    المفترضة، عن حاضرة مملكة عربية كنعانية عايشت صعود آشور خلال مئتي عام، ومن ثم
    لعبت دوراً في الصراعات المحلية والإقليمية، وقد أشارت إليها النقوش الآشورية باسم
    أرض عمري وبلادها؛ نســــبة إلى الملك عمــري باني عاصمتها الســـــــامرة عام 880
    ق.م قرب مدينة نابلس الحالية.



    لم تكشف النقوش في آشور، ولا الحفريات في أرض السامرة
    طولاً وعرضاً ما يشير إلى أن هذه المملكة هي السلف المباشر لمملكة إسرائيل
    التوراتية.



    وأما القدس فلم تدب فيها الحياة بوصفها مدينة مستقرة إلا
    بعد تدمير السامرة سنة 721ق.م، ولم تكشف الحفريات عن تدمير للقدس في الفترة
    المعنونة توراتياً باسم السبي.



    وبالرجوع إلى النصــوص البابلية، فقد تحدث نبوخذ نصـــــر
    عن حملاته



    وأهمها الحملة التي قام بها في السنة السابعة من حكمه.


    " وفي السنة السابعة من شهر كسيلمير(كانون الأول)
    حرك أكاد



    جيشه في أرض حتي،
    وحاصر مدينة ياحودو، فاستولى على المدينة في اليوم الثاني من شهر آذارو وعين فيها
    ملكاً حسبما ارتضت، واستولى على غنائم ثقيلة وجلبها إلى بابل.



    (يقول الدكتور سهيل زكار في التعليق على ذلك):


    لم يكن اسم القدس في يوم من الأيام، ياحودو، ونبوخذ نصر
    لم يستول على القدس؛ ولم يدخل فلسطين إلا مرة واحدة، جرى صدّه من قبل الجيوش
    المصرية، ويقيناً لم يكن هناك سبي يهود من القدس إلى بابل، لأن اليهود لم يكونوا
    قد ظهروا على مسرح التاريخ، كما أن الحفريات الأثرية أظهرت أن القدس مدينة مزدهرة
    عامرة في التاريخ الذي قيل إنها تعرضت فيه للخراب على أيدي جيوش نبوخذ نصر[xi]".



    سادساً: زُعم طويلاً أن عمري الذي أسس وفقاً للسردية
    التوراتية السلالة الحاكمة لمملكة إسرائيل وبنى مدينة السامرة، قد تأيد حكمه عن
    طريق النقش المؤابي المكتشف سنة 1868م في خرائب مدينة ديبان في منطقة مؤاب:



    " تتلخص الحكاية التوراتية بأن داود ضرب مؤاب ضربة
    شديدة وصار المؤابيون عبيداً له، وعند انقسام المملكة صارت مؤاب جزءاً من مملكة
    إسرائيل، وكان عليها أن تدفع جزية في عهد ملكها عمُري، وبعد موته خلفه ابنه آخاب،
    ثم يهورام، وهنا آل الأمر في مؤاب إلى ميشع، فأبى دفع الجزية، فما كان من يهورام
    إلا أن هاجم مؤاب، هُزمت جيوش ميشع، فاضطر إلى التحصن وراء أسوار مدينته، واشتد
    عليه الأمر فما كان منه إلا أن قدم ابنه الذي كان قد ملَك عوضاً عنه ذبيحة على سور
    المدينة للصنم كوش، فاقشعر شعب بني إسرائيل من هذا المنظر الفظيع فرفعوا الحصار
    ورجعوا إلى أرضهم".



    –الملوك 2:آ-27.


    وأما النص المنقوش على النصب فطويل، يتألف من 34 سطراً.-
    الشكل رقم 5، ويمكن تلخيص الهدف من إنشائه بما يلي:



    " ميشع بن كوش ملك مؤاب يكرم أباه، ويشيد بانتصاراته
    على الإسرائيليين ببناء النصب بقرحة- وبعد خضوع مؤاب لإسرائيل زمن الملك عمري
    وابنه، قام ميشع بطرد الإسرائيليين، وحرر مؤاب ومدن مادبا، عطرت، قريوت، وغيرها.[xii].."



    التعارض بين النصين، الحكاية التوراتية والنصب واضح.


    1-كموش الأب في النصب يستبدل بالإله كوش في الحكاية
    التوراتية.



    2- عمري يستبدل بـ يهورام


    3- الهزيمة على أرض المعركة تستحيل إلى موقف إنساني نبيل،
    إضافة إلى التعارض والتشويش داخل النص نفسه، ومع الحكاية التوراتية ومع اختلاف
    الزاوية التي نُظر إليها في قراءة النص، وضعنا أمام قراءات عديدة للنص:



    جورج بوست- محمد بهجت قيسي- ولفنستون- وطسن_-أولبرايت-كمال
    صليبا- جورج سابا.



    وقد عرض فراس السواح نقش ميشع في فصل مستقل في كتابه
    الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم، معتبراً أن النقش "يقدم بيّنة آثارية
    وتاريخية واضحة عن مسرح الحدث التوراتي[xiii]".



    1- يقرأ ولفنستون وأولبرايت النقش على أنه يقدم بينة
    آثارية تاريخية واضحة عن مسرح الحدث التوراتي، وفي هذا الإطار يقرر جورج بوست
    وجورج سابا، على أن لغة النص، مؤابية تقترب من الكتابة العبرية القديمة.



    2-قراءة كمال صليبا للنص، تتعارض مع النص التوراتي،
    وبرأيه أن النصين لا يتطابقان مع جغرافية فلسطين والمنطقة.



    3-قراءة الدكتور محمد بهجت قيسي لنص النقش:


    " أ-في لغة النص: عربية تماثل اللغة الثمودية
    بمفردات أكثرها عدنانية



    بخط كنعاني - آرامي.


    ب-في الموضوع: ميشع أصبح ملكاً من ملوك كموش، ملك الملوك،
    يظهر النقش فخر ميشع واعتزازه بانتصارات والده كوش، وينفرد الدكتور قبيسي بالقول
    في ترجمة السطر 25:



    إن كوش هو الذي بنى مدن إسرائيل، والإسرائيليون دخلوا
    فلسطين برضائه حيث استعملهم للسخرة في تل قرحة"[xiv].



    4-يذهب كل من وطسن وكيث ويتلام إلى أن النصب أقيم في زمن
    يلي الحدث التوراتي المقابل، وبالتالي:



    " فإن النقش ينتمي إلى تراث أدبي أصيل من قصص الملوك
    في الماضي[xv]"



    نخلص من الأمثلة المعروضة كنماذج وغيرها كثير؛ إلى أنه
    كانت إحدى النتائج الأساسية للبحث التاريخي بمنظومته النقدية كما أشارت إليه
    الأمثلة، تصدع المفـــردات التوراتية،
    وانهيار مصداقية الرواية الإسرائيلية التي



    احتكرت الماضي
    لإسرائيل قروناً طويلة.



    فتعـالت الأصـوات، معلنـة مـوت التـاريخ التـوراتي، الـذي
    يتـــم اســـتبـداله



    بشكل تدريجي بالاعتراف بالتاريخ الفلسطيني ضمن الإطار
    العربي.



    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Clip_image002


    الشكل
    رقم 5



    نقش
    ميشع ملك مؤاب








    [i]
    -د. محمد بهجت قبيس:
    ملامح في فقه اللهجات العربية-ص 102،291،296 –عبرية اليوم خليط من التوراتية +
    اليدش ص 350.







    [ii]
    -كيث وإيتلام- المرجع
    السابق ص23







    [iii]
    -د.سهيل زكار-المرجع السابق
    ص 4.







    [iv]
    -كاثلين م.كينون- المرجع
    السابق ص47.







    [v]
    -كاثلين مكينون-المرجع
    السابق ص 65.







    [vi]
    -د.سهيل ز كار-المرجع
    السابق ص5.







    [vii]
    -د. كمال صليبي-التوراة
    جاءت من جزيرة العرب-يوثام: ملك يهوذا، وهناك وادي مقابل مدينة العقبة الحالية،
    يدعى وادي اليتم حتى يومنا هذا-ص 106.ص 106.







    [viii]
    - توماس واطسن: المرجع
    السابق –تعليق المترجمة د. سحر الهندي ص 259-260.







    [ix]
    -د. محمد بهجت قبيس:
    القدس في المصادر العربيات القديمات –ص3.







    [x] -د.كمال صليبي-المرجع السابق ص 108.






    [xi] - د. سهيل زكار-المرجع السابق ص 9.






    [xii] -فراس السواح-المرجع السابق ص308-ص
    301.







    [xiii] -فراس السواح_- المرجع السابق- ص308،
    ص301.







    [xiv] -د. محمد بهجت قبيس: نقش ملك مؤاب
    ميشع-ص1-ص14.







    [xv] -توماس وطسن-المرجع السابق ص57.
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    استلاب التاريخ العربي الفلسطيني          المهندس:رياض زيد Empty رد: استلاب التاريخ العربي الفلسطيني المهندس:رياض زيد

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 19 يونيو 2009 - 13:50

    الوحدة
    الحضارية للمنطقة



    وإعادة
    الاعتبار لتاريخ فلسطين



    بالرغم من توظيف الطاقات الهائلة للبحث عن إسرائيل
    القديمة، ونجاح المركزية الأوربية والحركة الصهيونية في الوصول لمرحلة" غياب
    أي تاريخ رئيس لفلسطين[1]"إلا أن الاتجاهات
    النقدية وشفافية عدد لا يحصى من الأكاديميين، بدأت تشير بوضوح إلى تقدم في بلورة
    مفردات وعناصر جديدة، خارج حدود الإطار التوراتي يمكن التمثيل على بعضها:



    وسائل تطوير الزراعة وتدجين الحيوان- تماثل المدافن-معاصر
    الزيت-الفخار- المرتفعات الفلسطينية-الساحل الفلسطيني- الاقتصاد والشعوب المحلية-
    تماثل اللغات والثقافات وارتباط المصالح وغيرها..



    هذه العناصر والمفردات مكنت الباحثين من رسم صورة جديدة
    لفلسطين والمنطقة، منذ بداية الاستقرار البشري. وفقاً للأبعاد التالية:



    " بدأ التاريخ يسجل بعض الأدلة على قيام تطور متشابه
    للحضارة النطوقية في كل من فلسطين ومنطقة الفرات، وكذلك تأكدت الآن النظرية التي
    طرحها كل من أورو كوبلاند وأورانث القائلة بأن بوتقة حضارية وحيدة امتدت خلال هذه
    الحقبة من النيل إلى الفرات، بصرف النظر عن الخصائص الفردية التي جعلت للحضارة
    النطوقية سمات إقليمية متميزة"[2].



    " كما إن الاتصالات الثقافية والتجارية التي عقدتها
    دول ما بين النهرين المتتابعة؛ انتشرت عبر سفوح تلال الأناضول حتى وصلت إلى ساحل
    البحر الأبيض المتوسط، وكان ثمة تواصل في قيام دول متمدنة غنية ضمن هذا القوس
    العظيم حافظت إلى درجة كبيرة على فرديتها، ولكن على رغم ذلك كانت تجمعها وحدة
    ثقافية ضخمة[3]".



    ولم تكشـف التنقــيبات الأثرية وســط ذلك كـله، عن دور
    لإســـــــرائيل



    القديمة، مما جرى إيضاحه.


    لقد بدت المعابد الكنـــعانية للعيان، داخـــل الكهوف
    الصخرية، بمكوناتها البسيطة من مذابح ومخازن لأوعية القرابين، وأظهرت بقايا البيوت
    المنهارة والمصاطب المتداعية ومخلفات الأسوار، براهين على استقرار بشري مدني عربي،
    بتلويناته الكنعانية والبيوسية خلال أكثر من خمسة آلاف عام.



    " وفي التقارير الصادرة عن مئير بن دوف 1969-1970،
    وبن دوف 1970، لم تصادق نتائج الحفريات والتنقيبات على الوصف لأبعاد وغنى ووجود
    هياكل وقصور مملكة إسرائيل القديمة، بل على العكس من ذلك،أُعلن عن اكتشاف ستة قصور
    تعود إلى العصر الأموي-أسفل الزاوية الغربية الجنوبية للحرم القدسي مع ملحقاتها من
    طرقات وأقواس وقناطر وأبواب -بنيت كلها على الصخر الأساسي، بجانب منشآت الحرم القدسي مما يقطع الطريق أمام كل ادعاء
    مزيف"[4].



    وعلى الضفة الشرقية من الانهدام الأردني، حيث طالتها
    معاول التنقيب، حيث تعتبر منصة الدخول إلى فلسطين، لقد كشفت الدراسات زيف
    الادعاءات حول نقوش مؤاب ودير علا مما جرى إيضاحه.



    لكن أروع ما حفلت به منطقة مؤاب، من خلال التنقيبات فن
    الفيسفساء والنقوش الملازمة، في مدن مادبا ، ونبو، والمخيط، وماعين، والقويسمة،
    فرشت بها جدران وأرضيات الكنائس، ما بين القرنين الخامس والثامن الميلاديين، كما
    وشيت بها جدران وأرضيات القصور الأموية، المشتى والطوية والخرّانة وعمرة وقلاع
    الحلابات والشوبك والكرك. وهذا موضوع واسع يحتاج إلى أبحاث معمقة غير أنني أكتفي
    بوصف القس تريسترام لقصر المشتى عندما زاره لأول مرة سنة 1874م.



    " قصر منفرد وقد أدهشتني نقوشه وزخارفه، وهي في نظري
    تفوق كل ما خلفه العرب في هذا الفن – ولا أستثني قصر الحمراء في الأندلس –وقد سمح
    لبعثة ألمانية كانت تنقب هناك بأن تأخذ طائفة من هذه النقوش سنة 1932 م، وهي الآن
    تمثل الواجهة الأمامية للمتحف الإسلامي في عاصمة ألمانيا.



    غير أنه من المؤسف حقاً أن يطال الاختراق التوراتي أحد
    هذه الأعمال الكبيرة الرائعة في فنها، وهي خريطة للأرض المقدسة فرشت بها أرضية أحد
    الأوابد السياحية في مادبا. يتحدث في شأنها البروفيسور جورج سابا:



    قدر أن طول الخريطة الأصــــــلي كان 24 متراً وعرضها ســــتة
    أمتار، وما بقي منها من أشلاء، مع الترميمات المحدثة عليها يمثل مخططاً كاملاً
    لمدينة القدس، وضعت على نور التوراة فقسمت بحسب الأسباط، فقد خط باللون الأحمر
    الكتابات المهمة وتلك التي تصف تخوم الأسباط:" زوبولون في سواحل البحر يسكن.. وطرف تخمه إلى
    صيدون". و يعكس هذا العمل الأطماع التوسعية المتأصلة لدى الصهيونية.



    خاتمة


    " في الغرب يؤرخ لبدء وجود الاستشراق الرسمي بصدور
    قرار مجمع فيينا الكنسي عام 1312م بتأسيس عدد من كراسي الأستاذية في اللغات
    العربية واليونانية والعبرية والسريانية في جامعات باريس وأكسفورد وبولونيا
    وأفينون وسلامانكا".



    ورأينا كيف استطاعت المركزية الأوربية وأدواتها المعرفية
    فرض نظرية" إسرائيل القديمة" على أنها منشأ الحضارة الغربية، وتحقق ذلك
    بإحلال اليهود المتحدرين من نسل يعقوب في المشروع الإلهي،وبإعادة صياغة اللغة
    العبرية لتلائم التحول الجديد،وتبعاً لذلك كان الهدف من التنقيبات الأثرية إعادة
    بناء مكانة التوراة ضمن تاريخ الشرق الأدنى القديم.



    وبرعاية الرأسمالية والاستعمار لهذا المشروع كانت النتيجة
    إنشاء جغرافية سياسية للوطن العربي، شكلت إسرائيل حلقتها المركزية، واستحال محيطها
    العربي إلى دول قطرية ممزقة تنازعها المصالح والأهواء، إلا أننا رأينا، بالرغم من
    كل ما ذكرنا، أنه كانت إحدى النتائج للبحث التاريخي، إيذانه بموت التاريخ التوراتي؛
    الذي يستبدل به حالياً بشكل تدريجي؛ الاعتراف بالتاريخ الفلسطيني كموضوع قائم
    بذاته ضمن الوحدة الحضارية في بلاد الشام وفي الإطار العربي.



    إن الأفق ليس مقفلاً تماماً، هناك نقاط إيجابية يجب
    استثمارها، وقد تشكلت لجنة في دمشق لإعادة كتابة التاريخ العربي، الأمل معقود على
    اللجنة أن تتحول إلى عمل مؤسسي يتعامل مع هذا الموضوع الكبير بمحورين:" الأول
    قومي، وهو انتزاع ركيزة أساسية من ركائز الصهيونية التي تقوم على ادعاء امتلاك
    التاريخ القديم للمنطقة برمتها، والثاني عملي ويتمثل في رد الاعتبار لجزء مهم من
    التاريخ العربي القديم، وهو التاريخ العربي الفلسطيني[5]".








    [1]
    -كيث وإيتلام-المرجع
    السابق-ص57.







    [2]
    -د.جاك كوفان: الوحدة
    الحضارية في بلاد الشام ص21.







    [3]
    -كاثلين م .كينون –المرجع
    السابق-ص9.







    [4]
    -كاثلين م.كينون –المرجع
    السابق ص9.







    [5]
    -سحر سليم الهندي –مقدمة
    اختلاق إسرائيل القديمة –ص 24.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024 - 19:30