من وعظ السلطان بنصيحة
مخلصة :
* دخل عبد الصمد بن علي وهو أمير مكة على سفيان
الثوري وسفيان يتوضأ وإبراهيم بن أعين يصب عليه ، فسلم عليه ، فقال سفيان : من
أنت؟ فقال: أنا عبد الصمد. فقال: كيف أنت؟ اتق الله، اتق الله، وإذا كبّرت فأسمع
(7/259) .
* وركب جعفر بن سليمان – والي المدينة – في زي عجيب من التجمل ، وكان
بالبصرة فقيه صالح غلب على عقله ، فخرج إلى طريق جعفر ، فقال له: يا جعفر ! انظر
أي رجل تكون إذا خرجت من قبرك ، وحملت على الصراط ، وهذا الجمع والزي لا يساوي غدا
حبة ، ولا يغنون عنك من الله شيئا ، إنك تموت وحدك ، وتدخل قبرك وحدك ، وتقف بين
يدي الله وحدك ، وتحاسب وحدك ، فانظر لنفسك فقد نصحتك (8/240) .
* ووعظ أبو العباس ابن السّمّاك الرشيدَ فقال :
يا أمير المؤمنين ! إن لك بين يدي الله مقاما ، وإن لك من مقامك منصرفا ، فانظر
إلى أين تكون، فبكى الرشيد كثيرا (8/329).
* ودخل القاضي منذر بن سعيد البلّوطي على سلطان
الأندلس عبد الرحمن بن محمد المدعو بالناصر لدين الله وقد بنى قصر الزهراء لسكناه
على بعد فرسخ من قرطبة ، وساق إليها أنهارا ، وجعل بساتين تحت القصور . وعمل مجلسا
مشرفا على البساتين ، صفح عمده بالذهب ، ورصعه بالياقوت والزمرد ، واللؤلؤ ، وفرشه
بمنقوش الرخام ، وصنع قدامه بحرة مستديرة ملأها زئبقا ، فكان النور ينعكس منه إلى
المجلس[1]. فلما دخل عليه قاضيه
المنذر وقف وقرأ :﴿ولو لا أن يكون الناس
أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون *
ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤون * وزخرفا ، وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا
، والآخرة عند ربك للمتقين﴾
[الزخرف:33-35] . فقال السلطان : وعظت أبا الحكم ، ثم قام عن المجلس ، وأمر بنزع
الذهب والجواهر (8/268).
من صدع بالحق أمام
السلطان :
* ولي السفاح فظهر جور بإفريقية ، فوفد عبد
الرحمن بن زياد على أبي جعفر المنصور مشتكيا . ثم قال : جئت لأعلمك بالجور ببلدنا
فإذا هو يخرج من دارك! فغضب المنصور وهم به (6/412).
* وقال الأوزاعي : لما فرغ عبد الله بن علي – يعني عم السفاح – من قتل بني أمية بعث إلي ، وكان
قتل يومئذ نيفا وسبعين منهم بالكافركوبات[2]، فدخلت عليه فقال : ما
تقول في دماء بني أمية ؟ فحدت . فقال : قد علمت من حيث حدت فأجب . - قال : وما
لقيت مفوها مثله – فقلت : كان لهم عليك
عهد . قال : فاجعلني وإياهم ولا عهد ، ما تقول في دمائهم ؟ قلت : حرام ، لقول رسول
الله ^ :"لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث.." الحديث[3] . فقال : ولم ويلك ؟! أليست الخلافة وصية من
رسول الله ^ قاتل عليها علي بصفين ؟ قلت : لو كانت وصية ما رضي بالحكمين . فنكس
رأسه ، ونكست ، فأطلت . ثم قلت : البول . فأشار بيده : اذهب ، فقمت ، فجعلت لا
أخطو خطوة إلا قلت : إن رأسي يقع عندها (7/123-124).
علق
الذهبي على هذا بقوله: قد كان عبد الله بن علي ملكا جبارا، سفاكا للدماء، صعب
المراس، ومع هذا فالإمام الأوزاعي يصدعه بمر الحق كما ترى، لا كخلق من علماء السوء
الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسْف، ويقلبون لهم الباطل حقا – قاتلهم الله – أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق
(7/125) .
* وعن سفيان الثوري قال : أدخلت على المهدي بمنى
، فسلمت عليه بالإمرة ، فقال : أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا، فالحمد لله الذي جاء
بك ، فارفع إلينا حاجتك . فقلت : قد ملأت الأرض ظلما وجورا ، فاتق الله ، وليكن من
غيرك فيك عبرة . فطأطأ رأسه ، ثم قال : أرأيت إن لم أستطع دفعه ؟ قال : تخليه وغيرك
. فطأطأ رأسه ، ثم قال: ارفع إلينا حاجتك . قلت: أبناء المهاجرين والأنصار ومن
تبعهم بإحسان بالباب ، فاتق الله ، وأوصل إليهم حقوقهم . فطأطأ رأسه . فقال أبو
عبد الله : أيها الرجل ! ارفع إلينا حاجتك . قلت : وما أرفع ؟ حج عمر بن عبد
العزيز فقال لخازنه : كم أنفقت ؟ قال : بضعة عشر درهما . وإني أرى ها هنا أمورا لا
تطيقها الجبال ! (7/264-265) .
من أغضب السلطان بقوله :
* أغلظ عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان لأمير
المؤمنين المهدي، فاستشاط غضبا، وقال : والله لو كان المنصور حيا ما أقالك. قال:
لا تقل ذاك، فوالله لو كُشف لك عنه حتى تُخَبَّر بما لقي، ما جلست مجلسك هذا
(7/314).
* وقال محمد بن أسلم: لما أدخلت الطوسي على عبد
الله بن طاهر، ولم أسلم عليه بالإمرة، غضب، وقال: شراك نعلي عمر بن الخطاب خير منك، وكان يرفع رأسه إلى
السماء، وقد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء، فقلت برأسي هكذا إلى السماء ساعة،
ثم قلت: ولم لا أرفع رأسي إلى السماء؟ وهل أرجو الخير إلا ممن في السماء؟! ولكني
سمعت مؤمَّل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان يقول: النظر في وجوهكم معصية، فقال بيده
هكذا، يُحبس. (12/202).
* وأنكر عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي على الحجاج
كثرة القتل فهمّ به فقال له : من في بطنها أكثر ممن على ظهرها (5/63).
حكّام عرفوا قدر أنفسهم
:
* دخل عمر بن حوشب الوالي على سفيان الثوري ،
فسلم عليه ، فأعرض عنه ، فقال : يا سفيان ! نحن والله أنفع للناس منك ، نحن أصحاب
الديات، وأصحاب الحمالات ، وأصحاب حوائج الناس والإصلاح بينهم ، وأنت رجل نفسك .
فأقبل عليه سفيان ، فجعل يحادثه ، ثم قام . فقال سفيان : لقد ثقل علي حين دخل ،
ولقد غمني قيامه من عندي حين قام (7/246) .
* ومثله ما أورده
ابن تيمية في منهاج السنة أن المسور بن مخرمة – من صغار الصحابة – دخل على معاوية ، ولما خلا به وطلب
منه أن يخبره بجميع ما ينقمه عليه ، ذكر له المسور جميع ذلك . فقال معاوية : ومع
هذا يا مسور ألك سيئات ؟ قال : نعم .
قال
: أترجو أن يغفرها الله ؟ قال : نعم .
قال
: فما جعلك أرجى لرحمة الله مني ؟ وإني مع ذلك والله ما خُيّرت بين الله وغيره إلا
اخترت الله على غيره . ووالله لما أليه من الجهاد وإقامة الحدود والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر أفضل من عملك . وأنا على دين يقبل الله من أهله الحسنات ويتجاوز
عن السيئات . فما جعلك أرجى لرحمة الله مني ؟ قال المسور : فخصمني.[4]
من كتب إلى الخليفة
ليبين له الحق:
* كتب أبو جعفر المنصور إلى الإمام الأوزاعي :
أما بعد .. فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه ،
فاكتب إلي بما رأيت فيه المصلحة مما أحببت . فكتب الأوزاعي : أما بعد .. فعليك
بتقوى الله ، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق . واعلم أن
قرابتك من رسول الله ^ لن تزيد حق الله عليك إلا عظما ، ولا طاعته إلا وجوبا .
(7/125)
* وكتب سعيد بن حمير إلى الأمير عبد الله بن محمد
المرواني : أيها الإمام! أنت من المتقين[5] ، وإنما يقوم الناس لرب العالمين ، فلا ترض من
رعيتك بغير الصواب . وقد عمل الأمير بنصيحته فأمر العامة بترك القيام له ، ولكنهم
لم ينتهوا (8/264)
من لم يقم للسلطان:
حج
الخليفة المهدي فدخل مسجد رسول الله ^ ، فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب ،
فقال له المسيب بن زهير : قم، هذا أمير المؤمنين . فقال: إنما يقوم الناس لرب
العالمين ! فقال المهدي: دعه ، فلقد قامت كل شعرة في رأسي (7/143-144) .
الناس في العلم سواء:
جاء
الأمير أبو أحمد الموفق إلى أبي داود فدخل عليه قال أبو داود: ما جاء بالأميرفي
مثل هذا الوقت؟ قال: خلال ثلاث. قال: ما هي؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنا،
ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنها الناس، لما جرى
عليها من محنة الزنج. فقال أبو داود: هذه واحدة. قال: وتروي لأولادي
"السنن". قال: نعم، هات الثالثة. قال: وتفرد لهم مجلسا، فإن أولاد
الخلفاء لا يقعدون مع العامة. قال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس في العلم
سواء. فكانوا يحضرون ويسمعون مع العامة
(13/216).
[1] يقال إنه أكمل بناؤها في اثنتي عشرة سنة، بألف بناء في اليوم، مع
البناء اثنا عشر فاعلا. السير 8/268.
[2] جمع كافركوب: وهو المقرعة. انظر: تاريخ الإسلام 6/234.
[3] صحيح وتمامه: "..الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق
للجماعة" أخرجه البخاري في ك الديات، باب قول الله تعالى (..أن النفس بالنفس
والعين بالعين) 12/176-177 ومسلم في ك القسامة، باب ما يباح به دم المسلم (1676) من حديث عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه.
[4] مختصر منهاج السنة 1/299. وراجع: الطبقات لابن سعد، تحقيق د. عبد
العزيز السلومي، 1/148-149.
[5] كان الأمير عبد الله محمود السيرة ، وكان مواظبا لصلاة الجماعة في
الجامع راجع : السير (8/264) .
مخلصة :
* دخل عبد الصمد بن علي وهو أمير مكة على سفيان
الثوري وسفيان يتوضأ وإبراهيم بن أعين يصب عليه ، فسلم عليه ، فقال سفيان : من
أنت؟ فقال: أنا عبد الصمد. فقال: كيف أنت؟ اتق الله، اتق الله، وإذا كبّرت فأسمع
(7/259) .
* وركب جعفر بن سليمان – والي المدينة – في زي عجيب من التجمل ، وكان
بالبصرة فقيه صالح غلب على عقله ، فخرج إلى طريق جعفر ، فقال له: يا جعفر ! انظر
أي رجل تكون إذا خرجت من قبرك ، وحملت على الصراط ، وهذا الجمع والزي لا يساوي غدا
حبة ، ولا يغنون عنك من الله شيئا ، إنك تموت وحدك ، وتدخل قبرك وحدك ، وتقف بين
يدي الله وحدك ، وتحاسب وحدك ، فانظر لنفسك فقد نصحتك (8/240) .
* ووعظ أبو العباس ابن السّمّاك الرشيدَ فقال :
يا أمير المؤمنين ! إن لك بين يدي الله مقاما ، وإن لك من مقامك منصرفا ، فانظر
إلى أين تكون، فبكى الرشيد كثيرا (8/329).
* ودخل القاضي منذر بن سعيد البلّوطي على سلطان
الأندلس عبد الرحمن بن محمد المدعو بالناصر لدين الله وقد بنى قصر الزهراء لسكناه
على بعد فرسخ من قرطبة ، وساق إليها أنهارا ، وجعل بساتين تحت القصور . وعمل مجلسا
مشرفا على البساتين ، صفح عمده بالذهب ، ورصعه بالياقوت والزمرد ، واللؤلؤ ، وفرشه
بمنقوش الرخام ، وصنع قدامه بحرة مستديرة ملأها زئبقا ، فكان النور ينعكس منه إلى
المجلس[1]. فلما دخل عليه قاضيه
المنذر وقف وقرأ :﴿ولو لا أن يكون الناس
أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون *
ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤون * وزخرفا ، وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا
، والآخرة عند ربك للمتقين﴾
[الزخرف:33-35] . فقال السلطان : وعظت أبا الحكم ، ثم قام عن المجلس ، وأمر بنزع
الذهب والجواهر (8/268).
من صدع بالحق أمام
السلطان :
* ولي السفاح فظهر جور بإفريقية ، فوفد عبد
الرحمن بن زياد على أبي جعفر المنصور مشتكيا . ثم قال : جئت لأعلمك بالجور ببلدنا
فإذا هو يخرج من دارك! فغضب المنصور وهم به (6/412).
* وقال الأوزاعي : لما فرغ عبد الله بن علي – يعني عم السفاح – من قتل بني أمية بعث إلي ، وكان
قتل يومئذ نيفا وسبعين منهم بالكافركوبات[2]، فدخلت عليه فقال : ما
تقول في دماء بني أمية ؟ فحدت . فقال : قد علمت من حيث حدت فأجب . - قال : وما
لقيت مفوها مثله – فقلت : كان لهم عليك
عهد . قال : فاجعلني وإياهم ولا عهد ، ما تقول في دمائهم ؟ قلت : حرام ، لقول رسول
الله ^ :"لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث.." الحديث[3] . فقال : ولم ويلك ؟! أليست الخلافة وصية من
رسول الله ^ قاتل عليها علي بصفين ؟ قلت : لو كانت وصية ما رضي بالحكمين . فنكس
رأسه ، ونكست ، فأطلت . ثم قلت : البول . فأشار بيده : اذهب ، فقمت ، فجعلت لا
أخطو خطوة إلا قلت : إن رأسي يقع عندها (7/123-124).
علق
الذهبي على هذا بقوله: قد كان عبد الله بن علي ملكا جبارا، سفاكا للدماء، صعب
المراس، ومع هذا فالإمام الأوزاعي يصدعه بمر الحق كما ترى، لا كخلق من علماء السوء
الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسْف، ويقلبون لهم الباطل حقا – قاتلهم الله – أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق
(7/125) .
* وعن سفيان الثوري قال : أدخلت على المهدي بمنى
، فسلمت عليه بالإمرة ، فقال : أيها الرجل طلبناك فأعجزتنا، فالحمد لله الذي جاء
بك ، فارفع إلينا حاجتك . فقلت : قد ملأت الأرض ظلما وجورا ، فاتق الله ، وليكن من
غيرك فيك عبرة . فطأطأ رأسه ، ثم قال : أرأيت إن لم أستطع دفعه ؟ قال : تخليه وغيرك
. فطأطأ رأسه ، ثم قال: ارفع إلينا حاجتك . قلت: أبناء المهاجرين والأنصار ومن
تبعهم بإحسان بالباب ، فاتق الله ، وأوصل إليهم حقوقهم . فطأطأ رأسه . فقال أبو
عبد الله : أيها الرجل ! ارفع إلينا حاجتك . قلت : وما أرفع ؟ حج عمر بن عبد
العزيز فقال لخازنه : كم أنفقت ؟ قال : بضعة عشر درهما . وإني أرى ها هنا أمورا لا
تطيقها الجبال ! (7/264-265) .
من أغضب السلطان بقوله :
* أغلظ عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان لأمير
المؤمنين المهدي، فاستشاط غضبا، وقال : والله لو كان المنصور حيا ما أقالك. قال:
لا تقل ذاك، فوالله لو كُشف لك عنه حتى تُخَبَّر بما لقي، ما جلست مجلسك هذا
(7/314).
* وقال محمد بن أسلم: لما أدخلت الطوسي على عبد
الله بن طاهر، ولم أسلم عليه بالإمرة، غضب، وقال: شراك نعلي عمر بن الخطاب خير منك، وكان يرفع رأسه إلى
السماء، وقد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء، فقلت برأسي هكذا إلى السماء ساعة،
ثم قلت: ولم لا أرفع رأسي إلى السماء؟ وهل أرجو الخير إلا ممن في السماء؟! ولكني
سمعت مؤمَّل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان يقول: النظر في وجوهكم معصية، فقال بيده
هكذا، يُحبس. (12/202).
* وأنكر عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي على الحجاج
كثرة القتل فهمّ به فقال له : من في بطنها أكثر ممن على ظهرها (5/63).
حكّام عرفوا قدر أنفسهم
:
* دخل عمر بن حوشب الوالي على سفيان الثوري ،
فسلم عليه ، فأعرض عنه ، فقال : يا سفيان ! نحن والله أنفع للناس منك ، نحن أصحاب
الديات، وأصحاب الحمالات ، وأصحاب حوائج الناس والإصلاح بينهم ، وأنت رجل نفسك .
فأقبل عليه سفيان ، فجعل يحادثه ، ثم قام . فقال سفيان : لقد ثقل علي حين دخل ،
ولقد غمني قيامه من عندي حين قام (7/246) .
* ومثله ما أورده
ابن تيمية في منهاج السنة أن المسور بن مخرمة – من صغار الصحابة – دخل على معاوية ، ولما خلا به وطلب
منه أن يخبره بجميع ما ينقمه عليه ، ذكر له المسور جميع ذلك . فقال معاوية : ومع
هذا يا مسور ألك سيئات ؟ قال : نعم .
قال
: أترجو أن يغفرها الله ؟ قال : نعم .
قال
: فما جعلك أرجى لرحمة الله مني ؟ وإني مع ذلك والله ما خُيّرت بين الله وغيره إلا
اخترت الله على غيره . ووالله لما أليه من الجهاد وإقامة الحدود والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر أفضل من عملك . وأنا على دين يقبل الله من أهله الحسنات ويتجاوز
عن السيئات . فما جعلك أرجى لرحمة الله مني ؟ قال المسور : فخصمني.[4]
من كتب إلى الخليفة
ليبين له الحق:
* كتب أبو جعفر المنصور إلى الإمام الأوزاعي :
أما بعد .. فقد جعل أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقه ،
فاكتب إلي بما رأيت فيه المصلحة مما أحببت . فكتب الأوزاعي : أما بعد .. فعليك
بتقوى الله ، وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق . واعلم أن
قرابتك من رسول الله ^ لن تزيد حق الله عليك إلا عظما ، ولا طاعته إلا وجوبا .
(7/125)
* وكتب سعيد بن حمير إلى الأمير عبد الله بن محمد
المرواني : أيها الإمام! أنت من المتقين[5] ، وإنما يقوم الناس لرب العالمين ، فلا ترض من
رعيتك بغير الصواب . وقد عمل الأمير بنصيحته فأمر العامة بترك القيام له ، ولكنهم
لم ينتهوا (8/264)
من لم يقم للسلطان:
حج
الخليفة المهدي فدخل مسجد رسول الله ^ ، فلم يبق أحد إلا قام إلا ابن أبي ذئب ،
فقال له المسيب بن زهير : قم، هذا أمير المؤمنين . فقال: إنما يقوم الناس لرب
العالمين ! فقال المهدي: دعه ، فلقد قامت كل شعرة في رأسي (7/143-144) .
الناس في العلم سواء:
جاء
الأمير أبو أحمد الموفق إلى أبي داود فدخل عليه قال أبو داود: ما جاء بالأميرفي
مثل هذا الوقت؟ قال: خلال ثلاث. قال: ما هي؟ قال: تنتقل إلى البصرة فتتخذها وطنا،
ليرحل إليك طلبة العلم، فتعمر بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنها الناس، لما جرى
عليها من محنة الزنج. فقال أبو داود: هذه واحدة. قال: وتروي لأولادي
"السنن". قال: نعم، هات الثالثة. قال: وتفرد لهم مجلسا، فإن أولاد
الخلفاء لا يقعدون مع العامة. قال: أما هذه فلا سبيل إليها، لأن الناس في العلم
سواء. فكانوا يحضرون ويسمعون مع العامة
(13/216).
[1] يقال إنه أكمل بناؤها في اثنتي عشرة سنة، بألف بناء في اليوم، مع
البناء اثنا عشر فاعلا. السير 8/268.
[2] جمع كافركوب: وهو المقرعة. انظر: تاريخ الإسلام 6/234.
[3] صحيح وتمامه: "..الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق
للجماعة" أخرجه البخاري في ك الديات، باب قول الله تعالى (..أن النفس بالنفس
والعين بالعين) 12/176-177 ومسلم في ك القسامة، باب ما يباح به دم المسلم (1676) من حديث عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه.
[4] مختصر منهاج السنة 1/299. وراجع: الطبقات لابن سعد، تحقيق د. عبد
العزيز السلومي، 1/148-149.
[5] كان الأمير عبد الله محمود السيرة ، وكان مواظبا لصلاة الجماعة في
الجامع راجع : السير (8/264) .
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin