طرائف من أخبار السلف
أولئك الناس إن عُدوا وإن ذُكروا * ومن سواهم فلغو غير معدود
أكرم النساء مهرا :
قال أنس بن مالك t: خطب أبو طلحة أم سليم ، فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يُردّ
، ولكنك كافر وأنا مسلمة ، ولا يحل لي أن أتزوجك ، فإن تسلم فذاك مهري ، ولا أسألك
غيره ، فأسلم ، فكان ذلك مهرها . قال ثابت : فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرا من
أم سليم ، فدخل بها فولدت له (16/257) .
أحسن الناس صوتا بالقرآن
:
قال أبو عثمان النهدي : ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا
أحسن من صوت أبي موسى الأشعري ، إن كان ليصلي بنا فنَوَدُّ أنه قرأ البقرة من حسن
صوته (1/392) .
بلال ليس بحبشي، وصهيب
ليس برومي:
روى بقية عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة عن النبي ^
:"السُّبّاق أربعة : أنا سابق العرب ، وبلال سابق الحبشة ، وصهيب سابق الروم
، وسلمان سابق الفرس"[1].
قال الذهبي : هذا حديث منكر فرد . والأظهر أن
بلالا ليس بحبشي، وأما صهيب فعربي من النمر بن قاسط (8/530) .
شهادة لأبي الدرداء t:
بسند صحيح عن أبي الدرداء t قال : قال رسول الله ^ :"ليكفرن أقوام بعد إيمانهم"
فبلغ ذلك أبا الدرداء، فأتاه فقال : يا رسول الله ! بلغني أنك قلت : "ليكفرن
أقوام بعد إيمانهم" ، قال :"نعم ، ولست منهم". (11/518).
أُمْنِيّة عبد الله بن عمر t:
اجتمع في الحجر عبد الله، ومصعب، وعروة – بنو الزبير – وابن عمر، فقال ابن عمر: تمنوا،
فقال ابن الزبير: أتمنى الخلافة، وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب:
أتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسُكينة بنت الحسين. فقال ابن عمر:
أما أنا فأتمنى المغفرة. قال أبو الزناد: فنالوا ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غُفر
له (4/141).
من زهد عبد الله t:
قال قزعة: رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة أو جشنة، فقلت له:
إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان، وتقر عيناي أن أره عليك.قال: أرنيه،
فلمسه، وقال: أحرير هذا؟ قلت: لا، إنه من قطن. قال: أخاف أن أكون مختالا فخورا،
والله لا يحب كل مختال فخور.
قال الذهبي: كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخرا
فتركه متعين ولو كان من غير ذهب ولا حرير. فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية[2] الصوف بفرو من أثمان أربع مائة درهم ونحوها،
والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر، فإن نصحته ولمته برفق كابر، وقال: ما فيّ خيلاء
ولا فخر. وهذا السيد ابن عمر يخاف على نفسه. وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في
تفصيل فرجية تحت كعبيه وقيل له: قال النبي ^: "ما أسفل من الكعبين من الإزار
ففي النار"، يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء.
فتراه يكابر، ويبرئ نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستق عام فيخصه بحديث آخر مستقل في
بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري، فقال:
"لست ممن يفعله خيلاء". فقلنا: أبو بكر t لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا، بل كان يشده فوق الكعب،
ثم فيما بعد يسترخي.. (3/232-234).
ما يشتكيه عبد الله بن مسعود :
مرض عبد الله ابن مسعود فعاده الخليفة عثمان بن عفان رضي
الله عنهما وقال له: ما تشتكي؟ قال ابن مسعود: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة
الله. قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا
حاجة لي فيه (1/498).
حسن إسلام أبي سفيان:
أبو سفيان بن حرب رأس قريش وقائدهم يوم أحد ويوم الخندق. وله
هنات وأمور صعبة، لكن تداركه الله بالإسلام يوم الفتح فأسلم شبه مكره خائف، ثم بعد
أيام صلح إسلامه.
وكان من دهاة العرب، ومن أهل الرأي والشرف فيهم، فشهد حنينا،
وأعطاه صهره رسول الله ^ من الغنائم مائة من الإبل، وأربعين أوقية من الدراهم
يتألفه بذلك، ففرغ عن عبادة "هبل" ومال إلى الإسلام.
وشهد قتال الطائف، فقلعت عينه حينئذ، ثم قلعت الأخرى يوم
اليرموك. وكان يومئذ قد حسن إن شاء الله إيمانه، فإنه كان يومئذ يحرض على الجهاد،
وكان تحت راية ولده يزيد، فكان يصيح: يا نصر الله اقترب! وكان يقف على الكراديس[3] يذكّر، ويقول: اللهَ اللهَ ، إنكم أنصار الإسلام
ودارة العرب، وهؤلاء أنصار الشرك ودارة الروم. اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل
نصرك.
فإن صح هذا عنه فإنه يُغبط بذلك. ولا ريب أن حديثه عن هرقل وكتاب
النبي ^ يدل على إيمانه، ولله الحمد (3/106-107).
مثال في متابعة الصحابة للرسول ^:
عن
ابن أبي ليلى أن عبد الله بن رواحة أتى النبي ^ وهو يخطب فسمعه وهو يقول:
"اجلسوا"، فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ من خطبته. فبلغ ذلك النبي ^
فقال: "زادك الله حرصا على طواعية الله ورسوله". مرسل صحيح (1/232).
أبو ذر الغفاري t:
روى مسلم أن النبي ^ قال لأبي ذر – مع قوة بدنه وشجاعته - :"يا
أبا ذر ! إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي. لا تأمّرنّ على اثنين ولا
تولينّ مال يتيم".
قال الذهبي: فهذا محمول على ضعف الرأي، فإنه
لو ولي مال يتيم لأنفقه كله في سبيل الخير، ولترك اليتيم فقيرا. فقد ذكرنا أنه كان
لا يستجيز ادخار النقدين. والذي يتأمر على الناس يريد أن يكون فيه حلم ومداراة،
وأبو ذر t
كانت فيه حدّة – كما ذكرنا فنصحه النبي ^
(2/75).
من طيب نفوس الصحابة y:
عن خبيب بن يساف t قال: أتيت رسول الله ^ وهو يريد غزوا، أنا ورجل من قومي لم نسلم، فقلنا:
إنا نستحيي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده، قال: "أسلمتما؟ قلنا: لا.
قال:"إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين". قال: فأسلمنا، وشهدنا معه،
فقتلت رجلا، وضربني ضربة، وتزوجت ابنته بعد ذلك، فكانت تقول لي: لا عدمتُ رجلا
وشّحكَ هذا الوشاح، فأقول لها: لا عدمتِ رجلا عجّل أباك إلى النار (1/501).
من حرص الصحابة على
العبادة:
عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن، فقرأته كله في ليلة،
فقال رسول الله ^: "اقرأه في شهر". قلت: يا رسول الله دعني أستمتع من
قوتي وشبابي. قال: "اقرأه في عشرين" قلت: دعني أستمتع، قال: "اقرأه
في سبع ليال". قلت: دعني يا رسول الله أستمتع. قال: فأبى. رواه النسائي.
قال الذهبي: وصح أن رسول الله ^ نازله إلى ثلاث
ليال، ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث. وهذا كان في نزل من القرآن، ثم بعد هذا القول
نزل ما بقي من القرآن. فأقل مراتب النهي أن تكره تلاوة القرآن كله في أقل من ثلاث،
فما فقه ولا تدبر من تلى في أقل من ذلك. ولو تلا ورتل في أسبوع، ولازم ذلك، لكان
عملا فاضلا. فالدين يسر، فوالله إن ترتيل سبع القرآن في تهجد قيام الليل مع
المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة
الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودبر المكتوبة والسحر، مع النظر في العلم
النافع والاشتغال به مخلصا لله، مع الأمر بالمعروف وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر
الفاسق ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع
أداء الواجب واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم،
والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك، لشُغْل عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء
الله المتقين، فإن سائر ذلك مطلوب. فمتى تشاغل العابد بختمة في كل يوم، فقد خالف
الجنيفية السمحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبر ما يتلوه (3/83-84).
[1] أخرجه ابن عدي في الكامل 1/49/1 وقال : ليس بمعروف هذا الحديث إلا لبقية
عن محمد بن زياد الألهاني . وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/285) من حديث أنس بن
مالك، وقال: تفرد به عمارة بن زاذان، وأقره الذهبي، وابن زاذان ضعيف لسوء
حفظه.
[2] الفرجية: ثوب واسع طويل الأكمام، يتخذ من قطن أو حرير أو صوف.
[3] الكراديس: كتائب الخيل، واحدها: كردوس.
أولئك الناس إن عُدوا وإن ذُكروا * ومن سواهم فلغو غير معدود
أكرم النساء مهرا :
قال أنس بن مالك t: خطب أبو طلحة أم سليم ، فقالت: والله ما مثلك يا أبا طلحة يُردّ
، ولكنك كافر وأنا مسلمة ، ولا يحل لي أن أتزوجك ، فإن تسلم فذاك مهري ، ولا أسألك
غيره ، فأسلم ، فكان ذلك مهرها . قال ثابت : فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرا من
أم سليم ، فدخل بها فولدت له (16/257) .
أحسن الناس صوتا بالقرآن
:
قال أبو عثمان النهدي : ما سمعت مزمارا ولا طنبورا ولا صنجا
أحسن من صوت أبي موسى الأشعري ، إن كان ليصلي بنا فنَوَدُّ أنه قرأ البقرة من حسن
صوته (1/392) .
بلال ليس بحبشي، وصهيب
ليس برومي:
روى بقية عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة عن النبي ^
:"السُّبّاق أربعة : أنا سابق العرب ، وبلال سابق الحبشة ، وصهيب سابق الروم
، وسلمان سابق الفرس"[1].
قال الذهبي : هذا حديث منكر فرد . والأظهر أن
بلالا ليس بحبشي، وأما صهيب فعربي من النمر بن قاسط (8/530) .
شهادة لأبي الدرداء t:
بسند صحيح عن أبي الدرداء t قال : قال رسول الله ^ :"ليكفرن أقوام بعد إيمانهم"
فبلغ ذلك أبا الدرداء، فأتاه فقال : يا رسول الله ! بلغني أنك قلت : "ليكفرن
أقوام بعد إيمانهم" ، قال :"نعم ، ولست منهم". (11/518).
أُمْنِيّة عبد الله بن عمر t:
اجتمع في الحجر عبد الله، ومصعب، وعروة – بنو الزبير – وابن عمر، فقال ابن عمر: تمنوا،
فقال ابن الزبير: أتمنى الخلافة، وقال عروة: أتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب:
أتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسُكينة بنت الحسين. فقال ابن عمر:
أما أنا فأتمنى المغفرة. قال أبو الزناد: فنالوا ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غُفر
له (4/141).
من زهد عبد الله t:
قال قزعة: رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة أو جشنة، فقلت له:
إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان، وتقر عيناي أن أره عليك.قال: أرنيه،
فلمسه، وقال: أحرير هذا؟ قلت: لا، إنه من قطن. قال: أخاف أن أكون مختالا فخورا،
والله لا يحب كل مختال فخور.
قال الذهبي: كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخرا
فتركه متعين ولو كان من غير ذهب ولا حرير. فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية[2] الصوف بفرو من أثمان أربع مائة درهم ونحوها،
والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر، فإن نصحته ولمته برفق كابر، وقال: ما فيّ خيلاء
ولا فخر. وهذا السيد ابن عمر يخاف على نفسه. وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في
تفصيل فرجية تحت كعبيه وقيل له: قال النبي ^: "ما أسفل من الكعبين من الإزار
ففي النار"، يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء.
فتراه يكابر، ويبرئ نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستق عام فيخصه بحديث آخر مستقل في
بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري، فقال:
"لست ممن يفعله خيلاء". فقلنا: أبو بكر t لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا، بل كان يشده فوق الكعب،
ثم فيما بعد يسترخي.. (3/232-234).
ما يشتكيه عبد الله بن مسعود :
مرض عبد الله ابن مسعود فعاده الخليفة عثمان بن عفان رضي
الله عنهما وقال له: ما تشتكي؟ قال ابن مسعود: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة
الله. قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا
حاجة لي فيه (1/498).
حسن إسلام أبي سفيان:
أبو سفيان بن حرب رأس قريش وقائدهم يوم أحد ويوم الخندق. وله
هنات وأمور صعبة، لكن تداركه الله بالإسلام يوم الفتح فأسلم شبه مكره خائف، ثم بعد
أيام صلح إسلامه.
وكان من دهاة العرب، ومن أهل الرأي والشرف فيهم، فشهد حنينا،
وأعطاه صهره رسول الله ^ من الغنائم مائة من الإبل، وأربعين أوقية من الدراهم
يتألفه بذلك، ففرغ عن عبادة "هبل" ومال إلى الإسلام.
وشهد قتال الطائف، فقلعت عينه حينئذ، ثم قلعت الأخرى يوم
اليرموك. وكان يومئذ قد حسن إن شاء الله إيمانه، فإنه كان يومئذ يحرض على الجهاد،
وكان تحت راية ولده يزيد، فكان يصيح: يا نصر الله اقترب! وكان يقف على الكراديس[3] يذكّر، ويقول: اللهَ اللهَ ، إنكم أنصار الإسلام
ودارة العرب، وهؤلاء أنصار الشرك ودارة الروم. اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل
نصرك.
فإن صح هذا عنه فإنه يُغبط بذلك. ولا ريب أن حديثه عن هرقل وكتاب
النبي ^ يدل على إيمانه، ولله الحمد (3/106-107).
مثال في متابعة الصحابة للرسول ^:
عن
ابن أبي ليلى أن عبد الله بن رواحة أتى النبي ^ وهو يخطب فسمعه وهو يقول:
"اجلسوا"، فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ من خطبته. فبلغ ذلك النبي ^
فقال: "زادك الله حرصا على طواعية الله ورسوله". مرسل صحيح (1/232).
أبو ذر الغفاري t:
روى مسلم أن النبي ^ قال لأبي ذر – مع قوة بدنه وشجاعته - :"يا
أبا ذر ! إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي. لا تأمّرنّ على اثنين ولا
تولينّ مال يتيم".
قال الذهبي: فهذا محمول على ضعف الرأي، فإنه
لو ولي مال يتيم لأنفقه كله في سبيل الخير، ولترك اليتيم فقيرا. فقد ذكرنا أنه كان
لا يستجيز ادخار النقدين. والذي يتأمر على الناس يريد أن يكون فيه حلم ومداراة،
وأبو ذر t
كانت فيه حدّة – كما ذكرنا فنصحه النبي ^
(2/75).
من طيب نفوس الصحابة y:
عن خبيب بن يساف t قال: أتيت رسول الله ^ وهو يريد غزوا، أنا ورجل من قومي لم نسلم، فقلنا:
إنا نستحيي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده، قال: "أسلمتما؟ قلنا: لا.
قال:"إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين". قال: فأسلمنا، وشهدنا معه،
فقتلت رجلا، وضربني ضربة، وتزوجت ابنته بعد ذلك، فكانت تقول لي: لا عدمتُ رجلا
وشّحكَ هذا الوشاح، فأقول لها: لا عدمتِ رجلا عجّل أباك إلى النار (1/501).
من حرص الصحابة على
العبادة:
عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن، فقرأته كله في ليلة،
فقال رسول الله ^: "اقرأه في شهر". قلت: يا رسول الله دعني أستمتع من
قوتي وشبابي. قال: "اقرأه في عشرين" قلت: دعني أستمتع، قال: "اقرأه
في سبع ليال". قلت: دعني يا رسول الله أستمتع. قال: فأبى. رواه النسائي.
قال الذهبي: وصح أن رسول الله ^ نازله إلى ثلاث
ليال، ونهاه أن يقرأه في أقل من ثلاث. وهذا كان في نزل من القرآن، ثم بعد هذا القول
نزل ما بقي من القرآن. فأقل مراتب النهي أن تكره تلاوة القرآن كله في أقل من ثلاث،
فما فقه ولا تدبر من تلى في أقل من ذلك. ولو تلا ورتل في أسبوع، ولازم ذلك، لكان
عملا فاضلا. فالدين يسر، فوالله إن ترتيل سبع القرآن في تهجد قيام الليل مع
المحافظة على النوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة
الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودبر المكتوبة والسحر، مع النظر في العلم
النافع والاشتغال به مخلصا لله، مع الأمر بالمعروف وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر
الفاسق ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع
أداء الواجب واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم،
والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك، لشُغْل عظيم جسيم، ولمقام أصحاب اليمين وأولياء
الله المتقين، فإن سائر ذلك مطلوب. فمتى تشاغل العابد بختمة في كل يوم، فقد خالف
الجنيفية السمحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبر ما يتلوه (3/83-84).
[1] أخرجه ابن عدي في الكامل 1/49/1 وقال : ليس بمعروف هذا الحديث إلا لبقية
عن محمد بن زياد الألهاني . وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/285) من حديث أنس بن
مالك، وقال: تفرد به عمارة بن زاذان، وأقره الذهبي، وابن زاذان ضعيف لسوء
حفظه.
[2] الفرجية: ثوب واسع طويل الأكمام، يتخذ من قطن أو حرير أو صوف.
[3] الكراديس: كتائب الخيل، واحدها: كردوس.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin