بقم / زين العابدين محمد كمال عبد الحميد *
مقدمة :
إنَّ
المفارقةَ اللافتةَ للنظرِ حقًا هِيَ أنَّ كثيرًا مِنَ الدارسينَ
والباحثينَ المتخصصينَ قَدْ انصرََفُوا عَنِ البحثِ فِي تاريخ جُزُر
القَمَرِِ، وذلكَ عَلَى الرغمِ مِمَّا كَانَتْ
تُمثلهُ الجُزُرُ عَِبْرَ أزمانِ التاريخِ المختلفةِ مِنْ بوتقةٍ انصهرتْ
فِيهَا أجناسٌ عديدة ٌاستطاعتْ أنْ تكْتُبَ تاريخًا مضيئًا امتدَّ عمرُهُ
لقرونٍ غائرةٍ فِي القِدَمِ ، حيثُ كَانَتْ الجُزُرُ ولا تَزَالُ تُمثِّلُ
عتباتٍ مِنَ اليابسِ شمالَ غربيِّ قناةِ موزمبيقَ ، عِنْدَ منتصفِ الطريقِ
بَيْنَ قارةِ إفريقيَةِ وجَزِيْرَةِ مدغشقرَ، الأمرُ الَّذِِيْ لَمْ يكنْ
لييسِرَ لَهَا أمورَهَا بحالٍ مِنَ الأحوالِ بأنْ تظلَّ بمنعزلٍ عَنْ سير
حوادثِ التاريخِِ بتلكَ البقعةِ المُهمَّةِ مِنَ المحيطِ الهنديِّ ،
وبقدرِ مشاركةِ الجُزُرِ الزَّاخرةِ فِي تاريخِ القارةِ الإفريقيَّةِ
والمحيطِ الهنديِّ بصفةٍ خاصَّةٍ ، والتاريخ العالميِّ بصفةٍ عامَّةٍ ،
بقدرِ مَا يأسفُ المرءُ عَلَى ندرةِ الدراساتِ المُتَخَصِّصَةِ والمتعلقةِ
بتاريخِهَا ، وَهُوَ مَا أصَابَ تاريخَهَا بكثيرٍ مِنَ الغموضِ ، وَكَذَا
الخلطُ الواضحُ فِي أغلبِهِِ بَيْنَ الحقيقةِ والافتراءِ ، ولا غرابةَ
بَعْدَ ذلكَ كُلِّهِ أنْ صَارَ طيَّ النسيان .
والواقعُ
أنَّ كتابةََ التاريخِ حتَّى الآن لم تُعْطِ سوى القليلِ ِمنَ العنايةِ
لِهَذِهِ الجُزُرِ فِي الوقتِ الَّذِيْ لا نشكُ فِي الدورِ التاريخيّ
الَّذِيْ لعبتْهُ جُزُرُ القَمَرِ عَلَى مدارِ حُقبِ تاريخِهَا الطويلِ
نتيجةً لموقِعِهَا الجغرافيِّ الفريد ، خاصَّةً
لمواجهتِهَا لسَاحلِ شرقيِّ إفريقيةِ، وكَذَا مجاورتُهَا لجُزُرِ المحيطِ
الهنديِّ ، ولا سيَّمّا جَزِيْرَةَ مدغشقرَ، وجُزُرَ ريونيونَ وموريشيوس
وسيشل وزنجبار وبمبا وغيرِهَا مِنْ جُزُرِ غربيّ المحيطِ الهنديِّ، وقَدْ
شَكَّلَتْ جُزُرُ القَمَرِ نقاطاً مُهمَّة بالنسبةِِ للسفنِ المتَّجهةِ
لسَاحلِ شرقيِّ إفريقيةِ، وكذلكَ المُبحرَة ُصوبَ الهندِي ، وَمِنْ ثمَّ
عُدَّتْ جُزُرُ القَمَرِ خلالَ العصرِ الاستعماريِّ حلقةً مِنْ حلقاتِ
التنافسِ الاستعماريِّ الفرنسيِّ البريطانيِّ التقليديِّ مِنْ أجلِ
السيطرةِ عَلَى الطريقِ المؤدِي إلى الهندِ هَذَا مِنْ جهةٍ، ومِنْ جهةٍ
أخرَى الاستحواذ والسيطرة ُعَلَى النقاطِ الاستراتيجيَّةِ المُهمَّةِ
الَّتِي كَانَتْ تُعَدُّ بمثابةِ نقاطٍ تلتقِي عندَهَا البحَارُ
والخلجانُ، وَكَذَا أطرافُ قارتي إفريقية وآسيا خلالَ القرن التاسع عشرَ
الميلاديِّ.
وما
فتِئَ أرخبيلُ القمَرِ أنْ شكَّلَ خلالَ تاريخِهِ موقعًا متقدمًا للثقافةِ
العربيَّةِ والإسلاميَّةِ عَلَى طولِ السَّاحلِ الشرقيِّ لقارةِ إفريقية
غربيِّ المحيطِ الهنديِّ، وَمِنْ ثمَّ فلمْ يكنْ مِنَ المُمكِنِ أنْ يظلَّ
تاريخُ جُزُرهِ غائبًا هكذا عَنْ الذاكرةِ العربيَّةِ، وأنْ تخلوَ المكتبة
ُالعربيَّةُ تمامًا مِنْ أيِّ مصدرٍ متخصصٍ يكشفُ لَنَا عَنْ هذا التاريخ،
الَّذِي أعْتُبرَ طيَّ المجهولِ والنسيانِ.
الموقع ، امتدادُ :
يمتدُّ
أرخبيلُ القَمَرِ مِنَ الشمالِ الغربيِّ إلى الجنوب الشرقيِّ عَِبْرَ
النهايَّةِ الشماليَّةِ لقناةِ موزمبيقَ ، بَيْنَ دائرتي عرض 20َ.11ْ، و
4َ.13ْ جنوبًا ، وبَيْنَ خطيِّ طول 11 َ.43ْ ، و 19َ.45ْ شرقاً ، عَلَى
مساحةٍ بَحْرِيَّةٍ تُقدرُ بنحوِ 26000كم2 .
سَبَبُ التَّسميَّة :
تُثارُ
تساؤلاتٌ عَنْ سَبَبِ تسميَّةِ جُزُرِ القَمَرِ بِهَذَا الاسمِ ، فِي
الوقتِ الَّذِيْ لمْ تَصِلْ فيهِ المصَادرُ العربيَّةُ إلي سَبَبٍ واحدٍ
لتلكَ التَّسميَّةِ ، أو حَتَّى أنَّهَا
ذَكّرَتْ اسمًا آخَر لَهَا ، ونتيجةً لذلكَ تَضَارَبتْ الآراءُ وتبايَنَتْ
حَوْلَ سَبَبِ التَّسْميَّةِ، فهُنَاكَ مَنْ يَنْسِبُهَا إلي القَمَرِ،
وذلكَ بدَعْوَى أنَّ الشكلَ العامَ للجُزُرِ يُشْبِهُ الهلالَ ، كَمَا
أنَّ أهمَ الجُزُرِ أربعةٌ موزعة ٌبنظامٍ فِي مواقِعَ متخذةً شكلَ أربعةٍ
مِنَ أوجُهِ القَمَرِ الرئيسيَّةِ ، لِذَا سَمَّاهَا العربُ بِهَذَا
الاسمِ ، وَربَّمََا أيضًا لأنَّ هَذِهِ المِنطقةِ مِنْ نِصفِ الكرةِ
الجنوبيِّ ، والَّذِيْ اصْطُلِحَ عَلَيْهِ فلكيًا باسمِ طريقِ التَّبانةِ (The Milky Way
) ، وَهِيَ مليئة ٌبالسحبِ ، وَلَمْ يكنْ ضوءُ القَمَرِ يظهرُ بهَا بوضوحٍ
إلا فِي تلكَ الجُزُرِ مِنَ المحيطِ الهنديِّ ، عَلَى أنَّ هُنَاكَ مَنْ
يفترضُ أنَّهُ ربَّمَا كَانَتْ كلمةُ كُومُورُو، كلمة ٌمِنَ العاميَّةِ
السُّوَاحِيليَّةِ بمعنى ( النارُ الَّتِي تأتِى ) نتيجةً لثوراناتٍ
بركانيَّةٍ، وَيَذهَبُ رأيٌ آخرٌ إلي احتمالِ أنْ تكونَ جُزُرُ القَمَر
قَدْ استقتْ اسْمَهَا مِنْ قبيلةِ القَمَرِ الَّتِي كَانَتْ تستوطنُ جنوبَ
شِبْهِ الجَزِيْرَةِ العربيَّةِ ، وَهِيَ تُمثََّلُ الآنَ فِي عُمان مِنْ
قِبَلِ بَنِي ريام (Bani.Ryam) فِي جبلِ القادرِ، وكذلكَ مِنْ قِبَلِ بَنِي حديد ، فِي حينِ ينسِبُهَا أحمدُ بنُ ماجدٍ(1) ، إلي
قامرانَ بنِ عامرٍ بنِ سامَ بن نوح - عَلَيْهِ السلامُ- غيرَ أنَّهُ
نَطَقَهَا القُمرَ( بضَمِ القافِ ) ، فيقولُ : وَجَزِيْرةِ القُمرِ منسوبة
لقامرانَ بنَ عامرٍ بنِ نوح ، وَينطِقُهَا يَاقوتُ الحمويُّ القُمْرَ (
بضمِّ القافِ وسكُونِ الميمِ )، وذلكَ بدَعْوَى أنَّهَا نسبة إلى طائِرِ
القُمْريِّ ، حيثُ ينتشرُ بكثرةٍ فِي أرجاءِ جَزِيْرَةِ القَمَرِ، فيذكرُ
: إنَّ القُمْرَ بالضمِِّ ثُمَّ السكونِ جَمْعُ أقمَرَ وَهُوَ الأبيضُ
شديدُ البياضِ ، وَمِنهُ سُمِّىَ القُمْري مِنَ الطيرِ ، وقُمْرٌ بلدٌ
بمِصْرَ ، والقُمْرُ أيضًا جَزِيْرَةٌ فِي وسطِ بَحْرِ الزنج ، وليسَ فِي
ذلكَ البَحْرِ جَزِيْرَةٌ أكبرُ مِنهَا ، فِيْهَا عدةُ مدنٍ وملوكٍ كُلَّ
واحدٍ يُخالِفُ الآخرَ.
وعَلَى
أيَّةِ حَالٍ فإنَّ العربَ الأولينَ ينطِقُونهَا القُمْرَ( بضمِّ القافِ
وسكُونِ الميمِ ) وقدْ تُحَرَّكُ الميمُ فُتُلفظ ُ قُمُرٌ( بضمِّ الميمِ )
، غيرَ أنَّهُ صَارَ مِنَ الشائِع تَدَاولُ لفظةِ القََمَرِ( بفتح القافِ
والميمِ ) ، ومِنْهَا أخذ الأوروبيونَ لفظةَ كومورو(Comoro) وذلكَ بعدَ أنْ حرَّفُُوهَا مِنَ اللفظةِ العربيَّةِ.
*أهَمُ المجموعاتِ العِرْقيَّةِ بجُزُرِ القَمَرِ :
لا
يَنْتَمِي سُكَّانُ جُزُر القَمَرِ إلى سلالةٍ بعَيْنِهَا ، بَلْ هُمْ
مَزِيَّة ٌمعقدة ٌمِنْ أصولٍ مختلفةٍ وعناصرَ متنوعةٍ مِنَ البانتو
والعربِ والإندونيسيينَ والملاويينَ والهنود والصينيينَ ، ويظهرُ ذلكَ
بجلاءٍ فِي ملامح السُّكَّانِ ، فقدْ نَشَأتْ عَنْ اختلاطِ هَذِهِ
العناصرِ ، خاصَّة البانتو و الملجاش والماليزيينَ سلالة
تُعْرَفُ بالعرقِ القُمُوريِّ أو القَمَريِّ ، وَنَتَجَ عَنْ هَذَا
الاختلاطِ فِي جَزِيْرَةِ مايوتَ مَا عُرِفَ بالعرقِ الماهورى ، ومِنْ
ثمَّ تعَدَدتْ اللغاتِ واللهجاتِ القَمَريَّةِ.
مقدمة :
إنَّ
المفارقةَ اللافتةَ للنظرِ حقًا هِيَ أنَّ كثيرًا مِنَ الدارسينَ
والباحثينَ المتخصصينَ قَدْ انصرََفُوا عَنِ البحثِ فِي تاريخ جُزُر
القَمَرِِ، وذلكَ عَلَى الرغمِ مِمَّا كَانَتْ
تُمثلهُ الجُزُرُ عَِبْرَ أزمانِ التاريخِ المختلفةِ مِنْ بوتقةٍ انصهرتْ
فِيهَا أجناسٌ عديدة ٌاستطاعتْ أنْ تكْتُبَ تاريخًا مضيئًا امتدَّ عمرُهُ
لقرونٍ غائرةٍ فِي القِدَمِ ، حيثُ كَانَتْ الجُزُرُ ولا تَزَالُ تُمثِّلُ
عتباتٍ مِنَ اليابسِ شمالَ غربيِّ قناةِ موزمبيقَ ، عِنْدَ منتصفِ الطريقِ
بَيْنَ قارةِ إفريقيَةِ وجَزِيْرَةِ مدغشقرَ، الأمرُ الَّذِِيْ لَمْ يكنْ
لييسِرَ لَهَا أمورَهَا بحالٍ مِنَ الأحوالِ بأنْ تظلَّ بمنعزلٍ عَنْ سير
حوادثِ التاريخِِ بتلكَ البقعةِ المُهمَّةِ مِنَ المحيطِ الهنديِّ ،
وبقدرِ مشاركةِ الجُزُرِ الزَّاخرةِ فِي تاريخِ القارةِ الإفريقيَّةِ
والمحيطِ الهنديِّ بصفةٍ خاصَّةٍ ، والتاريخ العالميِّ بصفةٍ عامَّةٍ ،
بقدرِ مَا يأسفُ المرءُ عَلَى ندرةِ الدراساتِ المُتَخَصِّصَةِ والمتعلقةِ
بتاريخِهَا ، وَهُوَ مَا أصَابَ تاريخَهَا بكثيرٍ مِنَ الغموضِ ، وَكَذَا
الخلطُ الواضحُ فِي أغلبِهِِ بَيْنَ الحقيقةِ والافتراءِ ، ولا غرابةَ
بَعْدَ ذلكَ كُلِّهِ أنْ صَارَ طيَّ النسيان .
والواقعُ
أنَّ كتابةََ التاريخِ حتَّى الآن لم تُعْطِ سوى القليلِ ِمنَ العنايةِ
لِهَذِهِ الجُزُرِ فِي الوقتِ الَّذِيْ لا نشكُ فِي الدورِ التاريخيّ
الَّذِيْ لعبتْهُ جُزُرُ القَمَرِ عَلَى مدارِ حُقبِ تاريخِهَا الطويلِ
نتيجةً لموقِعِهَا الجغرافيِّ الفريد ، خاصَّةً
لمواجهتِهَا لسَاحلِ شرقيِّ إفريقيةِ، وكَذَا مجاورتُهَا لجُزُرِ المحيطِ
الهنديِّ ، ولا سيَّمّا جَزِيْرَةَ مدغشقرَ، وجُزُرَ ريونيونَ وموريشيوس
وسيشل وزنجبار وبمبا وغيرِهَا مِنْ جُزُرِ غربيّ المحيطِ الهنديِّ، وقَدْ
شَكَّلَتْ جُزُرُ القَمَرِ نقاطاً مُهمَّة بالنسبةِِ للسفنِ المتَّجهةِ
لسَاحلِ شرقيِّ إفريقيةِ، وكذلكَ المُبحرَة ُصوبَ الهندِي ، وَمِنْ ثمَّ
عُدَّتْ جُزُرُ القَمَرِ خلالَ العصرِ الاستعماريِّ حلقةً مِنْ حلقاتِ
التنافسِ الاستعماريِّ الفرنسيِّ البريطانيِّ التقليديِّ مِنْ أجلِ
السيطرةِ عَلَى الطريقِ المؤدِي إلى الهندِ هَذَا مِنْ جهةٍ، ومِنْ جهةٍ
أخرَى الاستحواذ والسيطرة ُعَلَى النقاطِ الاستراتيجيَّةِ المُهمَّةِ
الَّتِي كَانَتْ تُعَدُّ بمثابةِ نقاطٍ تلتقِي عندَهَا البحَارُ
والخلجانُ، وَكَذَا أطرافُ قارتي إفريقية وآسيا خلالَ القرن التاسع عشرَ
الميلاديِّ.
وما
فتِئَ أرخبيلُ القمَرِ أنْ شكَّلَ خلالَ تاريخِهِ موقعًا متقدمًا للثقافةِ
العربيَّةِ والإسلاميَّةِ عَلَى طولِ السَّاحلِ الشرقيِّ لقارةِ إفريقية
غربيِّ المحيطِ الهنديِّ، وَمِنْ ثمَّ فلمْ يكنْ مِنَ المُمكِنِ أنْ يظلَّ
تاريخُ جُزُرهِ غائبًا هكذا عَنْ الذاكرةِ العربيَّةِ، وأنْ تخلوَ المكتبة
ُالعربيَّةُ تمامًا مِنْ أيِّ مصدرٍ متخصصٍ يكشفُ لَنَا عَنْ هذا التاريخ،
الَّذِي أعْتُبرَ طيَّ المجهولِ والنسيانِ.
الموقع ، امتدادُ :
يمتدُّ
أرخبيلُ القَمَرِ مِنَ الشمالِ الغربيِّ إلى الجنوب الشرقيِّ عَِبْرَ
النهايَّةِ الشماليَّةِ لقناةِ موزمبيقَ ، بَيْنَ دائرتي عرض 20َ.11ْ، و
4َ.13ْ جنوبًا ، وبَيْنَ خطيِّ طول 11 َ.43ْ ، و 19َ.45ْ شرقاً ، عَلَى
مساحةٍ بَحْرِيَّةٍ تُقدرُ بنحوِ 26000كم2 .
سَبَبُ التَّسميَّة :
تُثارُ
تساؤلاتٌ عَنْ سَبَبِ تسميَّةِ جُزُرِ القَمَرِ بِهَذَا الاسمِ ، فِي
الوقتِ الَّذِيْ لمْ تَصِلْ فيهِ المصَادرُ العربيَّةُ إلي سَبَبٍ واحدٍ
لتلكَ التَّسميَّةِ ، أو حَتَّى أنَّهَا
ذَكّرَتْ اسمًا آخَر لَهَا ، ونتيجةً لذلكَ تَضَارَبتْ الآراءُ وتبايَنَتْ
حَوْلَ سَبَبِ التَّسْميَّةِ، فهُنَاكَ مَنْ يَنْسِبُهَا إلي القَمَرِ،
وذلكَ بدَعْوَى أنَّ الشكلَ العامَ للجُزُرِ يُشْبِهُ الهلالَ ، كَمَا
أنَّ أهمَ الجُزُرِ أربعةٌ موزعة ٌبنظامٍ فِي مواقِعَ متخذةً شكلَ أربعةٍ
مِنَ أوجُهِ القَمَرِ الرئيسيَّةِ ، لِذَا سَمَّاهَا العربُ بِهَذَا
الاسمِ ، وَربَّمََا أيضًا لأنَّ هَذِهِ المِنطقةِ مِنْ نِصفِ الكرةِ
الجنوبيِّ ، والَّذِيْ اصْطُلِحَ عَلَيْهِ فلكيًا باسمِ طريقِ التَّبانةِ (The Milky Way
) ، وَهِيَ مليئة ٌبالسحبِ ، وَلَمْ يكنْ ضوءُ القَمَرِ يظهرُ بهَا بوضوحٍ
إلا فِي تلكَ الجُزُرِ مِنَ المحيطِ الهنديِّ ، عَلَى أنَّ هُنَاكَ مَنْ
يفترضُ أنَّهُ ربَّمَا كَانَتْ كلمةُ كُومُورُو، كلمة ٌمِنَ العاميَّةِ
السُّوَاحِيليَّةِ بمعنى ( النارُ الَّتِي تأتِى ) نتيجةً لثوراناتٍ
بركانيَّةٍ، وَيَذهَبُ رأيٌ آخرٌ إلي احتمالِ أنْ تكونَ جُزُرُ القَمَر
قَدْ استقتْ اسْمَهَا مِنْ قبيلةِ القَمَرِ الَّتِي كَانَتْ تستوطنُ جنوبَ
شِبْهِ الجَزِيْرَةِ العربيَّةِ ، وَهِيَ تُمثََّلُ الآنَ فِي عُمان مِنْ
قِبَلِ بَنِي ريام (Bani.Ryam) فِي جبلِ القادرِ، وكذلكَ مِنْ قِبَلِ بَنِي حديد ، فِي حينِ ينسِبُهَا أحمدُ بنُ ماجدٍ(1) ، إلي
قامرانَ بنِ عامرٍ بنِ سامَ بن نوح - عَلَيْهِ السلامُ- غيرَ أنَّهُ
نَطَقَهَا القُمرَ( بضَمِ القافِ ) ، فيقولُ : وَجَزِيْرةِ القُمرِ منسوبة
لقامرانَ بنَ عامرٍ بنِ نوح ، وَينطِقُهَا يَاقوتُ الحمويُّ القُمْرَ (
بضمِّ القافِ وسكُونِ الميمِ )، وذلكَ بدَعْوَى أنَّهَا نسبة إلى طائِرِ
القُمْريِّ ، حيثُ ينتشرُ بكثرةٍ فِي أرجاءِ جَزِيْرَةِ القَمَرِ، فيذكرُ
: إنَّ القُمْرَ بالضمِِّ ثُمَّ السكونِ جَمْعُ أقمَرَ وَهُوَ الأبيضُ
شديدُ البياضِ ، وَمِنهُ سُمِّىَ القُمْري مِنَ الطيرِ ، وقُمْرٌ بلدٌ
بمِصْرَ ، والقُمْرُ أيضًا جَزِيْرَةٌ فِي وسطِ بَحْرِ الزنج ، وليسَ فِي
ذلكَ البَحْرِ جَزِيْرَةٌ أكبرُ مِنهَا ، فِيْهَا عدةُ مدنٍ وملوكٍ كُلَّ
واحدٍ يُخالِفُ الآخرَ.
وعَلَى
أيَّةِ حَالٍ فإنَّ العربَ الأولينَ ينطِقُونهَا القُمْرَ( بضمِّ القافِ
وسكُونِ الميمِ ) وقدْ تُحَرَّكُ الميمُ فُتُلفظ ُ قُمُرٌ( بضمِّ الميمِ )
، غيرَ أنَّهُ صَارَ مِنَ الشائِع تَدَاولُ لفظةِ القََمَرِ( بفتح القافِ
والميمِ ) ، ومِنْهَا أخذ الأوروبيونَ لفظةَ كومورو(Comoro) وذلكَ بعدَ أنْ حرَّفُُوهَا مِنَ اللفظةِ العربيَّةِ.
*أهَمُ المجموعاتِ العِرْقيَّةِ بجُزُرِ القَمَرِ :
لا
يَنْتَمِي سُكَّانُ جُزُر القَمَرِ إلى سلالةٍ بعَيْنِهَا ، بَلْ هُمْ
مَزِيَّة ٌمعقدة ٌمِنْ أصولٍ مختلفةٍ وعناصرَ متنوعةٍ مِنَ البانتو
والعربِ والإندونيسيينَ والملاويينَ والهنود والصينيينَ ، ويظهرُ ذلكَ
بجلاءٍ فِي ملامح السُّكَّانِ ، فقدْ نَشَأتْ عَنْ اختلاطِ هَذِهِ
العناصرِ ، خاصَّة البانتو و الملجاش والماليزيينَ سلالة
تُعْرَفُ بالعرقِ القُمُوريِّ أو القَمَريِّ ، وَنَتَجَ عَنْ هَذَا
الاختلاطِ فِي جَزِيْرَةِ مايوتَ مَا عُرِفَ بالعرقِ الماهورى ، ومِنْ
ثمَّ تعَدَدتْ اللغاتِ واللهجاتِ القَمَريَّةِ.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin