تربع ( سبستيان ) عام
1557م على عرش إمبراطورية البرتغال التي يمتد نفوذها على سواحل إفريقية
وآسية وأمريكية ، فتطلع إلى استخلاص الأماكن المقدسة المسيحية في المشرق
من يد المسلمين .
فاتصل بخاله ملك أسبانيا ( فيليب الثاني ) يدعوه
للمشاركة بحملة صليبية جديدة على المغرب العربي كي لا تعيد الدولة السعدية
بمعاونة العثمانيين الكرة على الأندلس .
أما حكام المغرب
الأشراف السعديون فهم من نسل محمد بن انفس الزكية من آل البيت النبوي ،
فبعد دولة المرابطين قامت دولة الموحدين ثم دولة بني مرين ثم دولة وطاس ،
ثم قامت دولة الأشراف السعديين .
وكان من حكامهم محمد المتوكل على
الله وكان فظاً مستبداً ظالماً قتل اثنين من إخوته عند وصوله إلى الحكم ،
وأمر بسجن آخر ، فكرهته الرعية ، فرأى عمه عبد الملك أنه أولى بالملك من
ابن أخيه ، فأضمر المتوكل الفتك بعميه عبد الملك وأحمد ففرا منه مستنجدين
بالعثمانيين ، الذين كتبوا إلى واليهم على الجزائر ليبعث مع عبد الملك
خمسة آلاف من عسكر الترك يدخلون معه أرض المغرب الأقصى ليعيدوا له الحكم
الذي سلبه منه المتوكل الظالم .
وعندما دخل عبد الملك المغرب مع
الأتراك ، وانتصر في معركة قرب مدينة فاس ، وفر المتوكل من المعركة ، ودخل
عبد الملك فاس سنة 983هـ وولى عيها أخاه أحمد ، ثم ضم مراكش ، ففر المتوكل
إلى جبال السوس ، فلاحقته جيوش عمه حتى فر إلى سبتة ، ثم دخل طنجة
مستصرخاً بملك البرتغال سبستيان ، بعد أن رفض ملك أسبانيا معونته .
أراد
ملك البرتغال الشاب محو ما وصم به عرش البرتغال خلال فترة حكم أبيه من
الضعف والتخاذل ، كما أراد أن يعلي شأنه بين ملوك أوروبا فجاءته الفرصة
باستنصار المتوكل به على عميه وبن جلدته ، مقابل أن يتنازل له عن جميع
شواطئ المغرب .
استعان سبستيان بخاله ملك أسبانيا فوعده أن يمده
بالمراكب والعساكر ما يملك به مدينة العرائش لأنه يعتقد أنها تعدل سائر
مراسي المغرب ، ثم أمده بعشرين ألفاً من عسكر الأسبان ، وكان سبستيان قد
عبأ معه اثني عشر ألفاً من البرتغال ، كما أرسل إليه الطليان ثلاثة آلاف ،
ومثلها من الألمان وغيرهم عددا ًكثيراً ، وبعث إليه البابا بأربعة آلاف
أخرى ، وبألف وخمس مائة من الخيل ، واثني عشر مدفعا ً ، وجمع سبستيان نحو
ألف مركب ليحمل هذه الجموع إلى العدوة المغربية . وقد حذر ملك أسبانيا ابن
أخته عاقبة التوغل في أرض المغرب ولكنه لم يلتفت لذلك .
مسيرة الجيشين إلى وادي المخازن :
الجيش
البرتغالي : أبحرت السفن الصليبية من ميناء لشبونة باتجاه المغرب يوم 24
يونيو 1578م ، وأقامت في لاكوس بضعة أيام ، ثم توجهت إلى قادس وأقامت
أسبوعاً كاملاً ، ثم رست بطنجة ، وفيها لقي سبستيان حليفه المتوكل ، ثم
تابعت السفن سيرها إلى أصيلا ، وأقام سبستيان بطنجة يوماً واحداً ، ثم لحق
بجيشه .
الجيش المغربي : كانت الصرخة في كل أنحاء المغرب : ( أن
اقصدوا وادي المخازن للجهاد في سبيل الله ) ، فتجمعت الجموع الشعبية
وتشوقت للنصر أو الشهادة ، وكتب عبد الملك من مراكش إلى سبستيان : ( إن
سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك ، وجوازك العدوة ، فإن ثبت إلى أن نقدم
عليك ، فأنت نصراني حقيقي شجاع ، وإلا فأنت كلب بن كلب ) . فلما بلغه
الكتاب غضب واستشار أصحابه فأشاروا عليه أن يتقدم ، ويملك تطاوين والعرائش
والقصر ، ويجمع ما فيها من العدة ويتقوى بما فيها من الذخائر ، ولكن
سبستيان تريث رغم إشارة رجاله ، وكتب عبد الملك إلى أخيه أحمد أن يخرج
بجند فاس وما حولها ويتهيأ للقتال ، وهكذا سار أهل مراكش وجنوبي المغرب
بقيادة عبد الملك وسار أخوه أحمد بأهل فاس وما حولها ، وكان اللقاء قرب
محلة القصر الكبير .
قوى الطرفين :
الجيش البرتغالي :
125000 مقاتل وما يلزمهم من المعدات ، وأقل ما قيل في عددهم ثمانون ألفاً
، وكان منهم 20000 أسباني ،3000 ألماني ، 7000 إيطالي ، مع ألوف الخيل ،
وأكثر من أربعين مدفعاً ، بقيادة الملك الشاب سبستيان ، وكان معهم المتوكل
بشرذمة تتراوح ما بين 300-6000على الأكثر .
الجيش المغربي : بقيادة عبد
الملك المعتصم بالله ، المغاربة المسلمون 40000مجاهد ، يملكون تفوقاً في
الخيل ، مدافعهم أربعة وثلاثون مدفعاً فقط ، لكن معنوياتهم عالية ؛ لأنهم
غلبوا البرتغاليين من قبل وانتزعوا منهم ثغوراً ، وهم يعلمون أن نتيجة
المعركة يتوقف عليها مصير بلادهم ، ولأن القوى الشعبية كانت موجودة في
المعركة وكان لها أثرها في شحذ الهمم ورفع المعنويات متمثلة في الشيوخ
والعلماء .
قبيل المعركة :
اختار عبد الملك القصر الكبير
مقراً لقيادته ، وخصص من يراقب سبستيان وجيشه بدقة ، ثم كتب إلى سبستيان
مستدرجاً له : ( إني قد قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلة ، فهلا قطعت أنت
مرحلة واحدة لملاقاتي ) فنصحه المتوكل ورجاله أن لا يترك أصيلا الساحلية
ليبقى على اتصال بالمؤن والعتاد والبحر ، ولكنه رفض النصيحة فتحرك قاصدا
ًالقصر الكبير حتى وصل جسر وادي المخازن حيث خيم قبالة الجيش المغربي ،
وفي جنح الليل أمر عبد الملك أخاه أحمد المنصور في كتيبة من الجيش أن ينسف
قنطرة جسر وادي المخازن ، فالوادي لا معبر له سوى هذه القنطرة .
وتواجه
الجيشان بالمدفعيتين ، وبعدهما الرماة المشاة ، وعلى المجنبتين الفرسان ،
ولدى الجيش المسلم قوى شعبية متطوعة بالإضافة لكوكبة احتياطية من الفرسان
ستنقض في الوقت المناسب .
المعركة :
في صباح الاثنين 30
جمادى الآخرة 986هـ الموافق 4 أغسطس 1578م وقف السلطان عبد الملك يحرض
الجيش على القتال ، ولم يأل القسس والرهبان جهداً في إثارة حماس جند
أوروبا مذكرين أن البابا أحل من الأوزار والخطايا أرواح من يلقون حتفهم في
هذه الحروب .
وانطلقت عشرات الطلقات النارية من الطرفين كليهما
إيذاناً ببدء المعركة ، وبرغم تدهور صحة السلطان عبد الملك الذي رافقه
المرض وهو في طريقه من مراكش إلى القصر الكبير خرج بنفسه ليرد الهجوم
الأول ، ولكن المرض غالبه فغلبه فعاد إلى محفته، وما هي إلا لحظات حتى لفظ
أنفاسه الأخيرة ، ومات وهو واضع سبابته على فمه مشيراً أن يكتموا الأمر
حتى يتم النصر ، ولا يضطربوا ، وكذلك كان فلم يطلع على وفاته إلا حاجبه
وأخوه أحمد المنصور ، وصار حاجبه يقول للجند : ( السلطان يأمر فلاناً أن
يذهب إلى موضع كذا ، وفلاناً أن يلزم الراية ، وفلاناً يتقدم ، وفلاناً
يتأخر ) ، وفي رواية : إن المتوكل دس السم لعمه عبد الملك قبل اللقاء
ليموت في المعركة فتقنع الفتنة في معسكر المغاربة .
ومال أحمد
المنصور بمقدمة الجيش على مؤخرة البرتغاليين وأوقدت النار في بارود
البرتغاليين ، واتجهت موجة مهاجمة ضد رماتهم أيضاً فلم يقف البرتغاليون
لقوة الصدمة ، فتهالك قسم منهم صرعى ، وولى الباقون الأدبار قاصدين قنطرة
نهر وادي المخازن ، فإذا هي أثر بعد عين ، نسفها المسلمون ، فارتموا
بالنهر ، فغرق من غرق ، وأسر من أسر ، وقتل من قتل .
وصرع سبستيان
وألوف من حوله بعد أن أبدى صموداً وشجاعة تذكر ، وحاول المتوكل الخائن
الفرار شمالاً فوقع غريقاً في نهر وادي المخازن ، ووجدت جثته طافية على
الماء ، فسلخ وملئ تبناً وطيف به في أرجاء المغرب حتى تمزق وتفسخ .
دامت
المعركة أربع ساعات وثلث الساعة ، ولم يكن النصر فيها مصادفة ، بل
لمعنويات عالية ، ونفوس شعرت بالمسؤولية ، ولخطة مدروسة مقررة محكمة .
وتنجلي
المعركة عن نصر خالد في تاريخ الإسلام ، وعن موت ثلاثة ملوك : صليبي مجندل
وهو سبستيان ملك أعظم إمبراطورية على الأرض آنذاك ، وخائن غريق مسلوخ وهو
محمد المتوكل ، وشهيد بطل وهو عبد الملك المعتصم بالله فاضت روحه ،
وسيذكره التاريخ يفخر بإخلاصه وحكمته وشجاعته وفروسيته .
أسباب النصر :
1- آلام المسلمين من سقوط غر ناطة وضياع الأندلس ومحاكم التفتيش جراح لم تندمل بعد ، وهي ماثلة أمامهم .
2-
الخطة المحكمة المرسومة بدقة ، واستدراج الخصم لميدان تجول فيه الخيول
وتصول ، مع قطع طرق تموينه وإمداده ، ثم نسف القنطرة الوحيدة على نهر وادي
المخازن .
3- المشاركة الفعالة للقوى الشعبية بقيادة العلماء
والشيوخ ، مليئة بالإيمان وحب الشهادة وبروح عالية لتحقيق النصر حتى قاتل
البعض بالمناجل والعصي .
4- تفوق المدفعية المغربية على مدفعية الجيش البرتغالي مع مهارة في التصويب والدقة .
5- وكانت خيل المسلمين أكثر من خيل النصارى ويلائمها السهل الذي انتقاه السلطان للمعركة .
6- وكان سبستيان في جانب ومستشاروه وكبار رجالاته في جانب آخر .
وادي المخازن ، للدكتور شوقي أبو خليل
1557م على عرش إمبراطورية البرتغال التي يمتد نفوذها على سواحل إفريقية
وآسية وأمريكية ، فتطلع إلى استخلاص الأماكن المقدسة المسيحية في المشرق
من يد المسلمين .
فاتصل بخاله ملك أسبانيا ( فيليب الثاني ) يدعوه
للمشاركة بحملة صليبية جديدة على المغرب العربي كي لا تعيد الدولة السعدية
بمعاونة العثمانيين الكرة على الأندلس .
أما حكام المغرب
الأشراف السعديون فهم من نسل محمد بن انفس الزكية من آل البيت النبوي ،
فبعد دولة المرابطين قامت دولة الموحدين ثم دولة بني مرين ثم دولة وطاس ،
ثم قامت دولة الأشراف السعديين .
وكان من حكامهم محمد المتوكل على
الله وكان فظاً مستبداً ظالماً قتل اثنين من إخوته عند وصوله إلى الحكم ،
وأمر بسجن آخر ، فكرهته الرعية ، فرأى عمه عبد الملك أنه أولى بالملك من
ابن أخيه ، فأضمر المتوكل الفتك بعميه عبد الملك وأحمد ففرا منه مستنجدين
بالعثمانيين ، الذين كتبوا إلى واليهم على الجزائر ليبعث مع عبد الملك
خمسة آلاف من عسكر الترك يدخلون معه أرض المغرب الأقصى ليعيدوا له الحكم
الذي سلبه منه المتوكل الظالم .
وعندما دخل عبد الملك المغرب مع
الأتراك ، وانتصر في معركة قرب مدينة فاس ، وفر المتوكل من المعركة ، ودخل
عبد الملك فاس سنة 983هـ وولى عيها أخاه أحمد ، ثم ضم مراكش ، ففر المتوكل
إلى جبال السوس ، فلاحقته جيوش عمه حتى فر إلى سبتة ، ثم دخل طنجة
مستصرخاً بملك البرتغال سبستيان ، بعد أن رفض ملك أسبانيا معونته .
أراد
ملك البرتغال الشاب محو ما وصم به عرش البرتغال خلال فترة حكم أبيه من
الضعف والتخاذل ، كما أراد أن يعلي شأنه بين ملوك أوروبا فجاءته الفرصة
باستنصار المتوكل به على عميه وبن جلدته ، مقابل أن يتنازل له عن جميع
شواطئ المغرب .
استعان سبستيان بخاله ملك أسبانيا فوعده أن يمده
بالمراكب والعساكر ما يملك به مدينة العرائش لأنه يعتقد أنها تعدل سائر
مراسي المغرب ، ثم أمده بعشرين ألفاً من عسكر الأسبان ، وكان سبستيان قد
عبأ معه اثني عشر ألفاً من البرتغال ، كما أرسل إليه الطليان ثلاثة آلاف ،
ومثلها من الألمان وغيرهم عددا ًكثيراً ، وبعث إليه البابا بأربعة آلاف
أخرى ، وبألف وخمس مائة من الخيل ، واثني عشر مدفعا ً ، وجمع سبستيان نحو
ألف مركب ليحمل هذه الجموع إلى العدوة المغربية . وقد حذر ملك أسبانيا ابن
أخته عاقبة التوغل في أرض المغرب ولكنه لم يلتفت لذلك .
مسيرة الجيشين إلى وادي المخازن :
الجيش
البرتغالي : أبحرت السفن الصليبية من ميناء لشبونة باتجاه المغرب يوم 24
يونيو 1578م ، وأقامت في لاكوس بضعة أيام ، ثم توجهت إلى قادس وأقامت
أسبوعاً كاملاً ، ثم رست بطنجة ، وفيها لقي سبستيان حليفه المتوكل ، ثم
تابعت السفن سيرها إلى أصيلا ، وأقام سبستيان بطنجة يوماً واحداً ، ثم لحق
بجيشه .
الجيش المغربي : كانت الصرخة في كل أنحاء المغرب : ( أن
اقصدوا وادي المخازن للجهاد في سبيل الله ) ، فتجمعت الجموع الشعبية
وتشوقت للنصر أو الشهادة ، وكتب عبد الملك من مراكش إلى سبستيان : ( إن
سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك ، وجوازك العدوة ، فإن ثبت إلى أن نقدم
عليك ، فأنت نصراني حقيقي شجاع ، وإلا فأنت كلب بن كلب ) . فلما بلغه
الكتاب غضب واستشار أصحابه فأشاروا عليه أن يتقدم ، ويملك تطاوين والعرائش
والقصر ، ويجمع ما فيها من العدة ويتقوى بما فيها من الذخائر ، ولكن
سبستيان تريث رغم إشارة رجاله ، وكتب عبد الملك إلى أخيه أحمد أن يخرج
بجند فاس وما حولها ويتهيأ للقتال ، وهكذا سار أهل مراكش وجنوبي المغرب
بقيادة عبد الملك وسار أخوه أحمد بأهل فاس وما حولها ، وكان اللقاء قرب
محلة القصر الكبير .
قوى الطرفين :
الجيش البرتغالي :
125000 مقاتل وما يلزمهم من المعدات ، وأقل ما قيل في عددهم ثمانون ألفاً
، وكان منهم 20000 أسباني ،3000 ألماني ، 7000 إيطالي ، مع ألوف الخيل ،
وأكثر من أربعين مدفعاً ، بقيادة الملك الشاب سبستيان ، وكان معهم المتوكل
بشرذمة تتراوح ما بين 300-6000على الأكثر .
الجيش المغربي : بقيادة عبد
الملك المعتصم بالله ، المغاربة المسلمون 40000مجاهد ، يملكون تفوقاً في
الخيل ، مدافعهم أربعة وثلاثون مدفعاً فقط ، لكن معنوياتهم عالية ؛ لأنهم
غلبوا البرتغاليين من قبل وانتزعوا منهم ثغوراً ، وهم يعلمون أن نتيجة
المعركة يتوقف عليها مصير بلادهم ، ولأن القوى الشعبية كانت موجودة في
المعركة وكان لها أثرها في شحذ الهمم ورفع المعنويات متمثلة في الشيوخ
والعلماء .
قبيل المعركة :
اختار عبد الملك القصر الكبير
مقراً لقيادته ، وخصص من يراقب سبستيان وجيشه بدقة ، ثم كتب إلى سبستيان
مستدرجاً له : ( إني قد قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلة ، فهلا قطعت أنت
مرحلة واحدة لملاقاتي ) فنصحه المتوكل ورجاله أن لا يترك أصيلا الساحلية
ليبقى على اتصال بالمؤن والعتاد والبحر ، ولكنه رفض النصيحة فتحرك قاصدا
ًالقصر الكبير حتى وصل جسر وادي المخازن حيث خيم قبالة الجيش المغربي ،
وفي جنح الليل أمر عبد الملك أخاه أحمد المنصور في كتيبة من الجيش أن ينسف
قنطرة جسر وادي المخازن ، فالوادي لا معبر له سوى هذه القنطرة .
وتواجه
الجيشان بالمدفعيتين ، وبعدهما الرماة المشاة ، وعلى المجنبتين الفرسان ،
ولدى الجيش المسلم قوى شعبية متطوعة بالإضافة لكوكبة احتياطية من الفرسان
ستنقض في الوقت المناسب .
المعركة :
في صباح الاثنين 30
جمادى الآخرة 986هـ الموافق 4 أغسطس 1578م وقف السلطان عبد الملك يحرض
الجيش على القتال ، ولم يأل القسس والرهبان جهداً في إثارة حماس جند
أوروبا مذكرين أن البابا أحل من الأوزار والخطايا أرواح من يلقون حتفهم في
هذه الحروب .
وانطلقت عشرات الطلقات النارية من الطرفين كليهما
إيذاناً ببدء المعركة ، وبرغم تدهور صحة السلطان عبد الملك الذي رافقه
المرض وهو في طريقه من مراكش إلى القصر الكبير خرج بنفسه ليرد الهجوم
الأول ، ولكن المرض غالبه فغلبه فعاد إلى محفته، وما هي إلا لحظات حتى لفظ
أنفاسه الأخيرة ، ومات وهو واضع سبابته على فمه مشيراً أن يكتموا الأمر
حتى يتم النصر ، ولا يضطربوا ، وكذلك كان فلم يطلع على وفاته إلا حاجبه
وأخوه أحمد المنصور ، وصار حاجبه يقول للجند : ( السلطان يأمر فلاناً أن
يذهب إلى موضع كذا ، وفلاناً أن يلزم الراية ، وفلاناً يتقدم ، وفلاناً
يتأخر ) ، وفي رواية : إن المتوكل دس السم لعمه عبد الملك قبل اللقاء
ليموت في المعركة فتقنع الفتنة في معسكر المغاربة .
ومال أحمد
المنصور بمقدمة الجيش على مؤخرة البرتغاليين وأوقدت النار في بارود
البرتغاليين ، واتجهت موجة مهاجمة ضد رماتهم أيضاً فلم يقف البرتغاليون
لقوة الصدمة ، فتهالك قسم منهم صرعى ، وولى الباقون الأدبار قاصدين قنطرة
نهر وادي المخازن ، فإذا هي أثر بعد عين ، نسفها المسلمون ، فارتموا
بالنهر ، فغرق من غرق ، وأسر من أسر ، وقتل من قتل .
وصرع سبستيان
وألوف من حوله بعد أن أبدى صموداً وشجاعة تذكر ، وحاول المتوكل الخائن
الفرار شمالاً فوقع غريقاً في نهر وادي المخازن ، ووجدت جثته طافية على
الماء ، فسلخ وملئ تبناً وطيف به في أرجاء المغرب حتى تمزق وتفسخ .
دامت
المعركة أربع ساعات وثلث الساعة ، ولم يكن النصر فيها مصادفة ، بل
لمعنويات عالية ، ونفوس شعرت بالمسؤولية ، ولخطة مدروسة مقررة محكمة .
وتنجلي
المعركة عن نصر خالد في تاريخ الإسلام ، وعن موت ثلاثة ملوك : صليبي مجندل
وهو سبستيان ملك أعظم إمبراطورية على الأرض آنذاك ، وخائن غريق مسلوخ وهو
محمد المتوكل ، وشهيد بطل وهو عبد الملك المعتصم بالله فاضت روحه ،
وسيذكره التاريخ يفخر بإخلاصه وحكمته وشجاعته وفروسيته .
أسباب النصر :
1- آلام المسلمين من سقوط غر ناطة وضياع الأندلس ومحاكم التفتيش جراح لم تندمل بعد ، وهي ماثلة أمامهم .
2-
الخطة المحكمة المرسومة بدقة ، واستدراج الخصم لميدان تجول فيه الخيول
وتصول ، مع قطع طرق تموينه وإمداده ، ثم نسف القنطرة الوحيدة على نهر وادي
المخازن .
3- المشاركة الفعالة للقوى الشعبية بقيادة العلماء
والشيوخ ، مليئة بالإيمان وحب الشهادة وبروح عالية لتحقيق النصر حتى قاتل
البعض بالمناجل والعصي .
4- تفوق المدفعية المغربية على مدفعية الجيش البرتغالي مع مهارة في التصويب والدقة .
5- وكانت خيل المسلمين أكثر من خيل النصارى ويلائمها السهل الذي انتقاه السلطان للمعركة .
6- وكان سبستيان في جانب ومستشاروه وكبار رجالاته في جانب آخر .
وادي المخازن ، للدكتور شوقي أبو خليل
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin