مقدمة الصحيح
الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين. وصلى الله على محمد خاتم
النبيين. وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. أما بعد فإنك، يرحمك الله بتوفيق
خالقك، ذكرت أنك هممت بالفحص عن تعرف جملة الأخبار المأثورة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، في سنن الدين وأحكامه. وما كان منها في الثواب
والعقاب، والترغيب والترهيب، وغير ذلك من صنوف الأشياء. بالأسانيد التي
بها نقلت، وتداولها أهل العلم فيما بينهم. فأردت، أرشدك الله، أن توقف على
جملتها مؤلفة محصاة وسألتني أن ألخصها لك في التأليف بلا تكرار يكثر. فإن
ذلك، زعمت ، مما يشغلك عما قصدت. من التفهم فيها، والاستنباط منها. وللذي
سألت، أكرمك الله، حين رجعت إلى تدبره، وما تؤول به الحال إن شاء الله،
عاقبة محمودة، ومنفعة موجودة. وظننت، حين سألتني تجشم ذلك أن لو عزم لي
عليه، وقضي لي تمامه، كان أول من يصيبه نفع ذلك إياي خاصة، قبل غيري من
الناس. لأسباب كثيرة. يطول بذكرها الوصف. إلا أن جملة ذلك، أن ضبط القليل
من هذا الشان وإتقانه، أيسر على المرء من معالجة الكثير منه. ولا سيما عند
من لا تمييز عنده من العوام. إلا بأن يوقفه على التمييز غيره. فإذا كان
الأمر في هذا كما وصفنا. فالقصد منه إلى الصحيح القليل، أولى بهم من
ازدياد السقيم. و إنما يرجى بعض المنفعة في الاستكثار من هذا الشان، وجميع
المكررات منه، لخاصة من الناس. ممن رزق فيه بعض التيقظ، والمعرفة بأسبابه
وعلله. فذلك إن شاء الله، يهجم بما أوتي من ذلك على الفائدة في الاستكثار
من جمعه. فأما عوام الناس الذين هم بخلاف معاني الخاص، من أهل التيقظ
والمعرفة، فلا معنى لهم في طلب الكثير، وقد عجزوا عن معرفة القليل.
ثم
إنا، إن شاء الله، مبتدئون في تخريج ما سألت وتأليفه، على شريطة سوف
أذكرها لك. وهو إنا نعمد إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رسول الله صلى
الله عنه وسلم فنقسمها على ثلاثة أقسام. وثلاث طبقات من الناس. على غير
تكرار. إلى أن يأتي موضع لا يستغنى فيه عن ترداد حديث فيه زيادة معنى، أو
إسناد يقع إلى جنب إسناد، لعلة تكون هناك. لأن المعنى الزائد في الحديث،
المحتاج إليه، يقوم مقام حديث تام. فلا بد من إعادة الحديث الذي فيه ما
وصفنا من الزيادة. أو أن يفصل ذلك المعنى من جملة الحديث على اختصاره إذا
أمكن. ولكن تفصيله ربما عسر من جملته. فإعادته بهيئته، إذا ضاق ذلك، أسلم.
فأما ما وجدنا بدا من إعادته بجملته، من غير حاجة منا إليه، فلا نتولى فعله إن شاء الله تعالى.
فأما القسم الأول، فإنا نتوخى أن نقدم الأخبار التي هي أسلم من العيوب من
غيرها وأنقى من أن يكون ناقلوها أهل استقامة في الحديث، وإتقان لما نقلوا.
لم يوجد في روايتهم اختلاف شديد. ولا تخليط فاحش. كما قد عثر فيه على كثير
من المحدثين. وبان ذلك في حديثهم.
فإن نحن تقصينا أخبار هذا الصنف من
الناس، أتبعنا أخبارا يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ
والإتقان. كالصنف المقدم قبلهم. على أنهم، وإن كانوا فيما وصفنا دونهم،
فإن اسم الستر والصدق وتعاطي العلم يشملهم كعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي
زياد، وليث بن أبي سليم، وأضرابهم ، من حمال الآثار ونقال الأخبار.
فهم بما وصفنا من العلم والستر عند أهل العلم معروفين، فغيرهم من أقرانهم
ممن عندهم ما ذكرنا من الإتقان والاستقامة في الرواية يفضلونهم في الحال
والمرتبة. لأن هذا عند أهل العلم درجة رفيعة وخصلة سنية.
ألا ترى أنك
إذا وازنت هؤلاء الثلاثة الذين سميناهم، عطاء ويزيد وليثا، بمنصور بن
المعتر وسليمان الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد، في إتقان الحديث و الاستقامة
فيه، وجدتهم مباينين لهم. لا يدانونهم لاشك عند أهل العلم بالحديث في ذلك.
للذي استفاض عندهم من صحة الحديث عند منصور والأعمش وإسماعيل. وإتقانهم
لحديثهم. وأنهم لم يعرفوا مثل ذلك من عطاء ويزيد وليث.
وفي مثل مجرى
هؤلاء إذا وازنت بين الأقران، كابن عون وأيوب السختياني، مع عوف بن أبي
جميلة وأشعث الحمراني وهما صاحبا الحسن وابن سيرين. كما أن بن عون وأيوب
صاحباهما. إلا أن البون بينهما وبين هاذين بعيد في كمال الفضل وصحة النقل.
وإن كان عوف وأشعث غير مدفوعين عن صدق وأمانة عند أهل العلم. ولكن الحال
ما وصفنا من المنزلة عند أهل العلم.
وإنما مثلنا هؤلاء في التسمية،
ليكون تمثيلهم سمة يصدر عن فهمها من غبي عليه طريق أهل العلم في ترتيب
أهله فيه. فلا يقصر بالرجل العالي القدر عن درجته. ولا يرفع متضع القدر في
العلم فوق منزلته. ويعطي كل ذي حق فيه حقه. وينزل منزلته.
وقد ذكر عن
عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله علية وسلم
أن ننزل الناس منازلهم. مع ما نطق به القرآن من قول الله تعالى: {وفوق كل
ذي علم عليم}.
فعلى نحو ما ذكرنا من الوجوه، نؤلف ما سألت من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأما ما كان منها عن قوم هم عند أهل الحديث متهمون. أو عند الأكثر منهم.
فلسنا نتشاغل بتخريج حديثهم. كعبدالله بن مسور أبي جعفر المدائني. وعمرو
بن خالد، وعبدالقدوس الشامي، ومحمد بن سعيد المصلوب، وغياث بن إبراهيم،
وسليمان بن عمرو أبي داود النخعي، وأشباههم ممن اتهم بوضع الأحاديث وتوليد
الأخبار.
وكذلك من الغالب على حديثه المنكر أو الغلط، أمسكنا أيضا عن حديثهم.
وعلامة المنكر في حديث المحدث، إذا ما عرضت روايته للحديث عن رواية غيره
من أهل الحفظ والرضا، خالفت روايته روايتهم. أو لم تكد توافقها. فإذا كان
الأغلب من حديثه كذلك، كان مهجور الحديث، غير مقبولة ولا مستعمله.
فمن
هذا الضرب من المحدثين عبدالله بن محرر، ويحيى بن أبي أنيسة، والجراح بن
المنهال أبو العطوف، وعباد بن كثير، وحسين بن عبدالله بن ضميرة، وعمر بن
صهبان. ومن نحا نحوهم في رواية المنكر من الحديث. فلسنا نعرج على حديثهم.
ولا نتشاغل به.
لأن حكم أهل العلم، والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما
يتفرد به المحدث من الحديث، أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ
في بعض ما رووا. وأمعن في ذلك على الموافقة لهم. إذا وجد كذلك، ثم ذاد بعد
ذلك شيئا ليس عند أصحابه، قبلت زيادته.
فأما من تراه يعمد لمثل الزهري
في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام
بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك. قد نقل أصحابهما عنهما
حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره. فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من
الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما
عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس. والله أعلم.
قد شرحنا
من مذهب الحديث وأهله بعض ما يتوجه به من أراد سبيل القوم ووفق لهما
وسنزيد، إن شاء الله تعالى، شرحا وإيضاحا في مواضع من الكتاب. عند ذكر
الأخبار المعللة. إذا أتينا عليها في الأماكن التي يليق بها الشرح
والإيضاح، إن شاء الله تعالى.
وبعد، يرحمك الله، فلولا الذي رأينا من
سوء صنيع كثير ممن نصب نفسه محدثا، فيما يلزمهم من طرح الأحاديث الضعيفة،
والروايات المنكرة، وتركهم الاقتصار على الأحاديث الصحيحة المشهورة، مما
نقله الثقات المعروفين بالصدق والأمانة. بعد معرفتهم وإقرارهم بألسنتهم،
أن كثيرا مما يقذفون به إلى الأغبياء من الناس هو مستنكر، ومنقول عن قوم
غير مرضيين، ممن ذم الرواية عنهم أئمة أهل الحديث. مثل مالك بن أنس، وشعبة
بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبدالرحمن بن مهدي،
وغيرهم من الأئمة - لما سهل علينا الانتصاب لما سألت من التمييز والتحصيل.
ولكن من أجل ما أعلمناك من نشر القوم الأخبار المنكرة، بالأسانيد الضعاف
المجهولة، وقذفهم بها إلى العوام الذين لا يعرفون عيوبها، خف على قلوبنا
إجابتك إلى ما سألت.
(1) باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين، والتحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واعلم، وفقك الله تعالى، أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح
الروايات وسقيمها. و ثقات الناقلين لها، من المتهمين. أن لا يروي منها إلا
ما عرف صحة مخارجه. والستارة في ناقليه. وأن يتقي منها ما كان منها من أهل
التهم والمعاندين. من أهل البدع.
والدليل على أن الذي قلنا من هذا هو
اللازم دون ما خالفه - قول الله جل ذكره: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم
فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
وقال جل ثناؤه: {ممن ترضون من الشهداء}. وقال عز وجل: {وأشهدوا ذوي عدل
منكم}. فدل بما ذكرنا من هذه الآي - أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول، وأن
شهادة غير العدل مردودة. والخبر، وإن فارق معناه معنى الشهادة في بعض
الوجوه، فقد يجتمعان في أعظم معانيهما. إذ كان خبر الفاسق غير مقبول عند
أهل العلم. كما أن شهادته مردودة عند جميعهم. ودلت السنة على نفي رواية
المنكر من الأخبار.
كنحو دلالة القرآن على نفي خبر الفاسق. وهو
الأثر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حدث عني بحديث يري
أنه كذب فهو أحد الكاذبين".
حدثنا بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع، عن
شعبة، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن سمرة بن جندب. ح وحثنا بكر
بن أبي شيبة أيضا. حدثنا وكيع، عن شعبة وسفيان، عن حبيب عن ميمون بن أبي
شبيب، عن المغيرة بن شعبة؛ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.
(2) باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1 - (1) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر، عن شعبة. ح وحدثنا محمد
بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة، عن منصور، عن
ربعي بن حراش؛ أنه سمع عليا رضي الله عنه يخطب. قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار".
2 -(2)
وحدثني زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية، عن عبدالعزيز بن صهيب،
عن أنس بن مالك؛ أنه قال: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا - أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار".
3 - (3) وحدثنا محمد بن عبيد الغبري. حدثنا أبو عوانة، عن أبي حصين، عن
أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "من كذب
علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
4 - (4) وحدثنا محمد بن عبدالله
بن نمير. حدثنا أبي. حدثنا سعيد بن عبيد. حدثنا علي بن ربيعة؛ قال: أتيت
المسجد. والمغيرة أمير الكوفة. قال فقال المغيرة: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد. فمن كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار".
وحدثني علي بن حجر السعدي. حدثنا علي بن
مسهر. أخبرنا محمد بن قيس الأسدي، عن علي بن ربيعة الأسدي، عن المغيرة بن
شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يذكر "إن كذبا علي ليس ككذب
على أحد".
(3) باب النهي عن الحديث بكل ما سمع.
5 -
(5) وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. ح وحدثنا محمد بن
المثنى. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي. قالا: حدثنا شعبة، عن خبيب بن
عبدالرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".
وحدثنا بن أبي بكر
بن أبي شيبة. حدثنا علي بن حفص. حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبدالرحمن، عن حفص
بن عاصم. عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.
وحدثنا
يحيى بن يحيى. أخبرنا هشيم، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي؛ قال:
قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل
ما سمع.
وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبدالله بن عمرو بن سرح
قال: أخبرنا ابن وهب؛ قال: قال لي مالك: اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما
سمع. ولا يكون إماما أبدا، وهو يحدث بكل ما سمع
حدثنا محمد بن المثنى.
قال: حدثنا عبدالرحمن. قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن
عبدالله؛ قال: بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع.
وحدثنا محمد
بن المثنى. قال: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: لا يكون الرجل إماما يقتدى
به حتى يمسك عن بعض ما سمع.
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عمر بن علي بن
مقدم، عن سفيان بن حسين؛ قال: سألني إياس بن معاوية فقال: إني أراك قد
كلفت بعلم القرآن. فاقرأ علي سورة. وفسر حتى أنظر فيما علمت. قال ففعلت.
فقال لي: احفظ علي ما أقول لك. إياك والشناعة في الحديث فإنه قلما حملها
أحد إلا ذل في نفسه. وكذب في حديثه.
وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن
يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس عن أبي شهاب، عن عبيدالله
بن عبدالله ابن عتبة؛ أن عبدالله بن مسعود قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا
لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة.
(4) باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها.
6 - (6) وحدثني محمد بن عبدالله بن نمير وزهير بن حرب. قالا: حدثنا
عبدالله بن يزيد. قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب. قال: حدثني أبو هانئ، عن
أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
أنه قال "سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم.
فإياكم وإياهم".
7 - (7) وحدثني حرملة بن يحيى بن عبدالله بن حرملة بن
عمران التجيبي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني أبو شريح؛ أنه سمع شراحيل
بن يزيد يقول: أخبرني مسلم بن يسار؛ أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون. يأتونكم من
الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم. فإياكم وإياهم. لا يضلونكم ولا
يفتنونكم"
وحدثني أبو سعيد الأشج. حدثنا وكيع. حدثنا الأعمش، عن
المسيب بن رافع، عن عامر بن عبدة؛ قال: قال عبدالله: إن الشيطان ليتمثل في
صورة الرجل. فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب. فيتفرقون. فيقول الرجل
منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه، ولا أدري ما اسمه، يحدث.
وحدثني محمد بن
رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر، عن ابن طاوس عن أبيه، عن عبدالله بن
عمر بن العاص؛ قال: إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان. يوشك أن
تخرج فتقرأ على الناس قرآنا.
وحدثني محمد بن عباد وسعيد بن عمرو
الأشعثي جميعا، عن ابن عيينة. قال سعيد: أخبرنا سفيان عن هشام بن حجير، عن
طاوس؛ قال: جاء هذا إلى ابن عباس (يعني بشير بن كعب). فجعل يحدثه. فقال له
ابن عباس: عد لحديث كذا وكذا. فعادله. ثم حدثه. فقال له: عد لحديث كذا
وكذا. فعادله. فقال له: ما أدري، أعرفت حديثي كله وأنكرت هذا؟ أم أنكرت
حديثي كله وعرفت هذا؟ فقال له ابن عباس: إنا كنا نحدث عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذ لم يكن يكذب عليه. فلما ركب الناس الصعب والذلول، تركنا
الحديث عنه.
وحدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر، عن
ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس؛ قال: إنما كنا نحفظ الحديث. والحديث يحفظ
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما إذ ركبتم كل صعب وذلول، فهيهات.
وحدثني أبو أيوب سليمان بن عبيدالله الغيلاني. حدثنا أبو عامر، يعني
العقدي. حدثنا رباح، عن قيس بن سعد، عن مجاهد؛ قال: جاء بشير العدوي إلى
ابن عباس. فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه.
فقال يا ابن عباس! مالي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولا تسمع. فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا. وأصغينا إليه بآذاننا.
فلما ركب الناس الصعب والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
حدثنا
داود بن عمرو الضبي. حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة؛ قال: كتبت إلى
ابن عباس أسأله أن يكتب لي كتابا ويخفي عني. فقال: ولد ناصح. أنا أختار له
الأمور اختيارا وأخفي عنه. قال فدعا بقضاء علي، فجعل يكتب منه أشياء، ويمر
به الشيء فيقول: والله ما قضى بهذا علي. إلا أن يكون ضل.
حدثنا عمرو
الناقد. حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس؛ قال: أتى ابن
عباس بكتاب فيه قضاء علي رضي الله عنه فمحاه. إلا قدر وأشار سفيان بن
عيينة بذراعه.
حدثنا حسن بن علي الحلواني. حدثنا يحيى بن آدم. حدثنا
ابن إدريس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق؛ قال: لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي
رضي الله عنه؛ قال رجل من أصحاب علي: قاتلهم الله أي علم أفسدوا.
حدثنا علي بن خشرم. أخبرنا أبو بكر، يعني ابن عياش. قال: سمعت المغيرة
يقول: لم يكن يصدق على علي رضي الله عنه، إلا من أصحاب عبدالله بن مسعود.
الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين. وصلى الله على محمد خاتم
النبيين. وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. أما بعد فإنك، يرحمك الله بتوفيق
خالقك، ذكرت أنك هممت بالفحص عن تعرف جملة الأخبار المأثورة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، في سنن الدين وأحكامه. وما كان منها في الثواب
والعقاب، والترغيب والترهيب، وغير ذلك من صنوف الأشياء. بالأسانيد التي
بها نقلت، وتداولها أهل العلم فيما بينهم. فأردت، أرشدك الله، أن توقف على
جملتها مؤلفة محصاة وسألتني أن ألخصها لك في التأليف بلا تكرار يكثر. فإن
ذلك، زعمت ، مما يشغلك عما قصدت. من التفهم فيها، والاستنباط منها. وللذي
سألت، أكرمك الله، حين رجعت إلى تدبره، وما تؤول به الحال إن شاء الله،
عاقبة محمودة، ومنفعة موجودة. وظننت، حين سألتني تجشم ذلك أن لو عزم لي
عليه، وقضي لي تمامه، كان أول من يصيبه نفع ذلك إياي خاصة، قبل غيري من
الناس. لأسباب كثيرة. يطول بذكرها الوصف. إلا أن جملة ذلك، أن ضبط القليل
من هذا الشان وإتقانه، أيسر على المرء من معالجة الكثير منه. ولا سيما عند
من لا تمييز عنده من العوام. إلا بأن يوقفه على التمييز غيره. فإذا كان
الأمر في هذا كما وصفنا. فالقصد منه إلى الصحيح القليل، أولى بهم من
ازدياد السقيم. و إنما يرجى بعض المنفعة في الاستكثار من هذا الشان، وجميع
المكررات منه، لخاصة من الناس. ممن رزق فيه بعض التيقظ، والمعرفة بأسبابه
وعلله. فذلك إن شاء الله، يهجم بما أوتي من ذلك على الفائدة في الاستكثار
من جمعه. فأما عوام الناس الذين هم بخلاف معاني الخاص، من أهل التيقظ
والمعرفة، فلا معنى لهم في طلب الكثير، وقد عجزوا عن معرفة القليل.
ثم
إنا، إن شاء الله، مبتدئون في تخريج ما سألت وتأليفه، على شريطة سوف
أذكرها لك. وهو إنا نعمد إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رسول الله صلى
الله عنه وسلم فنقسمها على ثلاثة أقسام. وثلاث طبقات من الناس. على غير
تكرار. إلى أن يأتي موضع لا يستغنى فيه عن ترداد حديث فيه زيادة معنى، أو
إسناد يقع إلى جنب إسناد، لعلة تكون هناك. لأن المعنى الزائد في الحديث،
المحتاج إليه، يقوم مقام حديث تام. فلا بد من إعادة الحديث الذي فيه ما
وصفنا من الزيادة. أو أن يفصل ذلك المعنى من جملة الحديث على اختصاره إذا
أمكن. ولكن تفصيله ربما عسر من جملته. فإعادته بهيئته، إذا ضاق ذلك، أسلم.
فأما ما وجدنا بدا من إعادته بجملته، من غير حاجة منا إليه، فلا نتولى فعله إن شاء الله تعالى.
فأما القسم الأول، فإنا نتوخى أن نقدم الأخبار التي هي أسلم من العيوب من
غيرها وأنقى من أن يكون ناقلوها أهل استقامة في الحديث، وإتقان لما نقلوا.
لم يوجد في روايتهم اختلاف شديد. ولا تخليط فاحش. كما قد عثر فيه على كثير
من المحدثين. وبان ذلك في حديثهم.
فإن نحن تقصينا أخبار هذا الصنف من
الناس، أتبعنا أخبارا يقع في أسانيدها بعض من ليس بالموصوف بالحفظ
والإتقان. كالصنف المقدم قبلهم. على أنهم، وإن كانوا فيما وصفنا دونهم،
فإن اسم الستر والصدق وتعاطي العلم يشملهم كعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي
زياد، وليث بن أبي سليم، وأضرابهم ، من حمال الآثار ونقال الأخبار.
فهم بما وصفنا من العلم والستر عند أهل العلم معروفين، فغيرهم من أقرانهم
ممن عندهم ما ذكرنا من الإتقان والاستقامة في الرواية يفضلونهم في الحال
والمرتبة. لأن هذا عند أهل العلم درجة رفيعة وخصلة سنية.
ألا ترى أنك
إذا وازنت هؤلاء الثلاثة الذين سميناهم، عطاء ويزيد وليثا، بمنصور بن
المعتر وسليمان الأعمش وإسماعيل بن أبي خالد، في إتقان الحديث و الاستقامة
فيه، وجدتهم مباينين لهم. لا يدانونهم لاشك عند أهل العلم بالحديث في ذلك.
للذي استفاض عندهم من صحة الحديث عند منصور والأعمش وإسماعيل. وإتقانهم
لحديثهم. وأنهم لم يعرفوا مثل ذلك من عطاء ويزيد وليث.
وفي مثل مجرى
هؤلاء إذا وازنت بين الأقران، كابن عون وأيوب السختياني، مع عوف بن أبي
جميلة وأشعث الحمراني وهما صاحبا الحسن وابن سيرين. كما أن بن عون وأيوب
صاحباهما. إلا أن البون بينهما وبين هاذين بعيد في كمال الفضل وصحة النقل.
وإن كان عوف وأشعث غير مدفوعين عن صدق وأمانة عند أهل العلم. ولكن الحال
ما وصفنا من المنزلة عند أهل العلم.
وإنما مثلنا هؤلاء في التسمية،
ليكون تمثيلهم سمة يصدر عن فهمها من غبي عليه طريق أهل العلم في ترتيب
أهله فيه. فلا يقصر بالرجل العالي القدر عن درجته. ولا يرفع متضع القدر في
العلم فوق منزلته. ويعطي كل ذي حق فيه حقه. وينزل منزلته.
وقد ذكر عن
عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: أمرنا رسول الله صلى الله علية وسلم
أن ننزل الناس منازلهم. مع ما نطق به القرآن من قول الله تعالى: {وفوق كل
ذي علم عليم}.
فعلى نحو ما ذكرنا من الوجوه، نؤلف ما سألت من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأما ما كان منها عن قوم هم عند أهل الحديث متهمون. أو عند الأكثر منهم.
فلسنا نتشاغل بتخريج حديثهم. كعبدالله بن مسور أبي جعفر المدائني. وعمرو
بن خالد، وعبدالقدوس الشامي، ومحمد بن سعيد المصلوب، وغياث بن إبراهيم،
وسليمان بن عمرو أبي داود النخعي، وأشباههم ممن اتهم بوضع الأحاديث وتوليد
الأخبار.
وكذلك من الغالب على حديثه المنكر أو الغلط، أمسكنا أيضا عن حديثهم.
وعلامة المنكر في حديث المحدث، إذا ما عرضت روايته للحديث عن رواية غيره
من أهل الحفظ والرضا، خالفت روايته روايتهم. أو لم تكد توافقها. فإذا كان
الأغلب من حديثه كذلك، كان مهجور الحديث، غير مقبولة ولا مستعمله.
فمن
هذا الضرب من المحدثين عبدالله بن محرر، ويحيى بن أبي أنيسة، والجراح بن
المنهال أبو العطوف، وعباد بن كثير، وحسين بن عبدالله بن ضميرة، وعمر بن
صهبان. ومن نحا نحوهم في رواية المنكر من الحديث. فلسنا نعرج على حديثهم.
ولا نتشاغل به.
لأن حكم أهل العلم، والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما
يتفرد به المحدث من الحديث، أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ
في بعض ما رووا. وأمعن في ذلك على الموافقة لهم. إذا وجد كذلك، ثم ذاد بعد
ذلك شيئا ليس عند أصحابه، قبلت زيادته.
فأما من تراه يعمد لمثل الزهري
في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام
بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك. قد نقل أصحابهما عنهما
حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره. فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من
الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما
عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس. والله أعلم.
قد شرحنا
من مذهب الحديث وأهله بعض ما يتوجه به من أراد سبيل القوم ووفق لهما
وسنزيد، إن شاء الله تعالى، شرحا وإيضاحا في مواضع من الكتاب. عند ذكر
الأخبار المعللة. إذا أتينا عليها في الأماكن التي يليق بها الشرح
والإيضاح، إن شاء الله تعالى.
وبعد، يرحمك الله، فلولا الذي رأينا من
سوء صنيع كثير ممن نصب نفسه محدثا، فيما يلزمهم من طرح الأحاديث الضعيفة،
والروايات المنكرة، وتركهم الاقتصار على الأحاديث الصحيحة المشهورة، مما
نقله الثقات المعروفين بالصدق والأمانة. بعد معرفتهم وإقرارهم بألسنتهم،
أن كثيرا مما يقذفون به إلى الأغبياء من الناس هو مستنكر، ومنقول عن قوم
غير مرضيين، ممن ذم الرواية عنهم أئمة أهل الحديث. مثل مالك بن أنس، وشعبة
بن الحجاج، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبدالرحمن بن مهدي،
وغيرهم من الأئمة - لما سهل علينا الانتصاب لما سألت من التمييز والتحصيل.
ولكن من أجل ما أعلمناك من نشر القوم الأخبار المنكرة، بالأسانيد الضعاف
المجهولة، وقذفهم بها إلى العوام الذين لا يعرفون عيوبها، خف على قلوبنا
إجابتك إلى ما سألت.
(1) باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين، والتحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واعلم، وفقك الله تعالى، أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح
الروايات وسقيمها. و ثقات الناقلين لها، من المتهمين. أن لا يروي منها إلا
ما عرف صحة مخارجه. والستارة في ناقليه. وأن يتقي منها ما كان منها من أهل
التهم والمعاندين. من أهل البدع.
والدليل على أن الذي قلنا من هذا هو
اللازم دون ما خالفه - قول الله جل ذكره: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم
فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
وقال جل ثناؤه: {ممن ترضون من الشهداء}. وقال عز وجل: {وأشهدوا ذوي عدل
منكم}. فدل بما ذكرنا من هذه الآي - أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول، وأن
شهادة غير العدل مردودة. والخبر، وإن فارق معناه معنى الشهادة في بعض
الوجوه، فقد يجتمعان في أعظم معانيهما. إذ كان خبر الفاسق غير مقبول عند
أهل العلم. كما أن شهادته مردودة عند جميعهم. ودلت السنة على نفي رواية
المنكر من الأخبار.
كنحو دلالة القرآن على نفي خبر الفاسق. وهو
الأثر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حدث عني بحديث يري
أنه كذب فهو أحد الكاذبين".
حدثنا بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع، عن
شعبة، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن سمرة بن جندب. ح وحثنا بكر
بن أبي شيبة أيضا. حدثنا وكيع، عن شعبة وسفيان، عن حبيب عن ميمون بن أبي
شبيب، عن المغيرة بن شعبة؛ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.
(2) باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1 - (1) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر، عن شعبة. ح وحدثنا محمد
بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة، عن منصور، عن
ربعي بن حراش؛ أنه سمع عليا رضي الله عنه يخطب. قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار".
2 -(2)
وحدثني زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية، عن عبدالعزيز بن صهيب،
عن أنس بن مالك؛ أنه قال: إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا - أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار".
3 - (3) وحدثنا محمد بن عبيد الغبري. حدثنا أبو عوانة، عن أبي حصين، عن
أبي صالح، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "من كذب
علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
4 - (4) وحدثنا محمد بن عبدالله
بن نمير. حدثنا أبي. حدثنا سعيد بن عبيد. حدثنا علي بن ربيعة؛ قال: أتيت
المسجد. والمغيرة أمير الكوفة. قال فقال المغيرة: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد. فمن كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار".
وحدثني علي بن حجر السعدي. حدثنا علي بن
مسهر. أخبرنا محمد بن قيس الأسدي، عن علي بن ربيعة الأسدي، عن المغيرة بن
شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يذكر "إن كذبا علي ليس ككذب
على أحد".
(3) باب النهي عن الحديث بكل ما سمع.
5 -
(5) وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. ح وحدثنا محمد بن
المثنى. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي. قالا: حدثنا شعبة، عن خبيب بن
عبدالرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".
وحدثنا بن أبي بكر
بن أبي شيبة. حدثنا علي بن حفص. حدثنا شعبة، عن خبيب بن عبدالرحمن، عن حفص
بن عاصم. عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.
وحدثنا
يحيى بن يحيى. أخبرنا هشيم، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي؛ قال:
قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل
ما سمع.
وحدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبدالله بن عمرو بن سرح
قال: أخبرنا ابن وهب؛ قال: قال لي مالك: اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما
سمع. ولا يكون إماما أبدا، وهو يحدث بكل ما سمع
حدثنا محمد بن المثنى.
قال: حدثنا عبدالرحمن. قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن
عبدالله؛ قال: بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع.
وحدثنا محمد
بن المثنى. قال: سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: لا يكون الرجل إماما يقتدى
به حتى يمسك عن بعض ما سمع.
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عمر بن علي بن
مقدم، عن سفيان بن حسين؛ قال: سألني إياس بن معاوية فقال: إني أراك قد
كلفت بعلم القرآن. فاقرأ علي سورة. وفسر حتى أنظر فيما علمت. قال ففعلت.
فقال لي: احفظ علي ما أقول لك. إياك والشناعة في الحديث فإنه قلما حملها
أحد إلا ذل في نفسه. وكذب في حديثه.
وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن
يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال: أخبرني يونس عن أبي شهاب، عن عبيدالله
بن عبدالله ابن عتبة؛ أن عبدالله بن مسعود قال: ما أنت بمحدث قوما حديثا
لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة.
(4) باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها.
6 - (6) وحدثني محمد بن عبدالله بن نمير وزهير بن حرب. قالا: حدثنا
عبدالله بن يزيد. قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب. قال: حدثني أبو هانئ، عن
أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
أنه قال "سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم.
فإياكم وإياهم".
7 - (7) وحدثني حرملة بن يحيى بن عبدالله بن حرملة بن
عمران التجيبي. قال: حدثنا ابن وهب. قال: حدثني أبو شريح؛ أنه سمع شراحيل
بن يزيد يقول: أخبرني مسلم بن يسار؛ أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون. يأتونكم من
الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم. فإياكم وإياهم. لا يضلونكم ولا
يفتنونكم"
وحدثني أبو سعيد الأشج. حدثنا وكيع. حدثنا الأعمش، عن
المسيب بن رافع، عن عامر بن عبدة؛ قال: قال عبدالله: إن الشيطان ليتمثل في
صورة الرجل. فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب. فيتفرقون. فيقول الرجل
منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه، ولا أدري ما اسمه، يحدث.
وحدثني محمد بن
رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر، عن ابن طاوس عن أبيه، عن عبدالله بن
عمر بن العاص؛ قال: إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان. يوشك أن
تخرج فتقرأ على الناس قرآنا.
وحدثني محمد بن عباد وسعيد بن عمرو
الأشعثي جميعا، عن ابن عيينة. قال سعيد: أخبرنا سفيان عن هشام بن حجير، عن
طاوس؛ قال: جاء هذا إلى ابن عباس (يعني بشير بن كعب). فجعل يحدثه. فقال له
ابن عباس: عد لحديث كذا وكذا. فعادله. ثم حدثه. فقال له: عد لحديث كذا
وكذا. فعادله. فقال له: ما أدري، أعرفت حديثي كله وأنكرت هذا؟ أم أنكرت
حديثي كله وعرفت هذا؟ فقال له ابن عباس: إنا كنا نحدث عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذ لم يكن يكذب عليه. فلما ركب الناس الصعب والذلول، تركنا
الحديث عنه.
وحدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر، عن
ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس؛ قال: إنما كنا نحفظ الحديث. والحديث يحفظ
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما إذ ركبتم كل صعب وذلول، فهيهات.
وحدثني أبو أيوب سليمان بن عبيدالله الغيلاني. حدثنا أبو عامر، يعني
العقدي. حدثنا رباح، عن قيس بن سعد، عن مجاهد؛ قال: جاء بشير العدوي إلى
ابن عباس. فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه.
فقال يا ابن عباس! مالي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم ولا تسمع. فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم - ابتدرته أبصارنا. وأصغينا إليه بآذاننا.
فلما ركب الناس الصعب والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
حدثنا
داود بن عمرو الضبي. حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة؛ قال: كتبت إلى
ابن عباس أسأله أن يكتب لي كتابا ويخفي عني. فقال: ولد ناصح. أنا أختار له
الأمور اختيارا وأخفي عنه. قال فدعا بقضاء علي، فجعل يكتب منه أشياء، ويمر
به الشيء فيقول: والله ما قضى بهذا علي. إلا أن يكون ضل.
حدثنا عمرو
الناقد. حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن حجير، عن طاوس؛ قال: أتى ابن
عباس بكتاب فيه قضاء علي رضي الله عنه فمحاه. إلا قدر وأشار سفيان بن
عيينة بذراعه.
حدثنا حسن بن علي الحلواني. حدثنا يحيى بن آدم. حدثنا
ابن إدريس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق؛ قال: لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي
رضي الله عنه؛ قال رجل من أصحاب علي: قاتلهم الله أي علم أفسدوا.
حدثنا علي بن خشرم. أخبرنا أبو بكر، يعني ابن عياش. قال: سمعت المغيرة
يقول: لم يكن يصدق على علي رضي الله عنه، إلا من أصحاب عبدالله بن مسعود.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin