بقلم : يحيى بدر الدين صاري / إمام وخطيب مسجد الأبرار . الجزائر العاصمة
\n
اعلم أخي القارئ أنني عندما أذكر لك هذا الجانب من تاريخنا المنسي أصبو من وراء ذلك إلى بيان أمور من أهمها :
-
أن الشعب الجزائري رغم ما كان يعيشه من ضيم وقهر من طرف الاستدمار الصليبي
الفرنسي، فإنه حمل همَّ فلسطين ، وشارك إخوانه، لا أقول: بالقلم فقط، بل
بالأنفس والأرواح .. فما هو موقفنا اليوم.. وهل نحن نحمل هذا الهمَّ- ونحن
ننعم بهذا الاستقلال-، كما حمله آباؤنا وهم يصطلون بنار الاستدمار ..
-
أن قضية فلسطين لم تبرح مكانها منذ أكثر من خمسين عاما.. فقد اتخذها
السياسيون والعسكريون والهيئات الدولية – منذ ذلك الزمان- قضيةً للمناورات
، والاستهلاك السياسي، وتبديد الجهود والطاقات في مجادلات فكرية عقيمة على
طاولات الحوار البارد.. وفي هذا الوقت نفسه كان اليهود الغاصبون يستمدون
قوتهم السياسية من أماني العرب وأحلام الزعماء في الهدنة والسلام، فكانوا
يمررون البرامج الاستدمارية ، للسيطرة الكاملة على أرض فلسطين ، وبناء
الترسانة العسكرية المتوحشة ، وتكوين اللوبي اليهودي في مواقع القرار
العالمية ، وتوحيد الصف الصهيوني..
-
أن زعماء الجزائر في تلك الحقبة من الزمان رغم اختلافهم الفكري، وتنوع
مجالات نضالهم، ضد المستدمر الصليبي الفرنسي الغاصب، فقد جمعتهم قضية
فلسطين، في برامج عمل موحدة، ومشاريع دفاع ونصرة ، تُعد صفحة مشرقة من
صفحات التعاون والتآزر في بلادناوالنصرة لأخوانهم.
-
وليعلمَ كل قارئ لهذه المقالات أن المسؤولية تجاه فلسطين ، تزداد ثقلا
كلما تعاقبت الأزمان؛ وذلك لأن قضية فلسطين قبل عقود من الزمان كانت
تتبناها أطراف كثيرة بجرأة وشجاعة، وتدافع عنها بحماسة، بما فيها الشخصيات
الرسمية، وكنا نسمع الزعماء يدافعون عنها ، ويصرحون بعدائهم للمحتل
الصهيوني، أما اليوم فقد غابت عن ساحات الإعلام الرسمي كل المصطلحات
والألفاظ التي تعبر عن النخوة والعزة والشجاعة في مخاطبة هذا العدو الشرس
المتوحش، ومقارعته ولو بالكلام، والشعر والبيان، والمصيبة أننا لم نعد
نسمع اليوم إلا ألفاظ المجاملة، حتى ليخيل للسامع كأن هذا العدوالغاشم،
ماهو إلا ولي حميم وأخ كريم، صدر منه بعض ما يستحق العتاب الرقيق، أو
كأنه ضيف ثقيل، نزل بساحتنا..فنحن بين واجب الضيافة،وبين ثقل هذا الضيف
مترددون ..
بل لقد رضينا بالهون، وألفنا الصغار وأخلدنا إلى الأرض فالله المستعان.
-
إن هذه المواقف الجريئة في الجزائر ، هي في حقيقة الأمر صورة لموقف إسلامي
شامل ، انتظم عقدُه جميعَ أقطاره، وتضامن عربي وإسلامي سرت روحه في كل
أمصاره، فلا يذهب بك الظن أيها القارئ أنني أخص الجزائر بالذكر لتميزها
عن غيرها من البلاد الإسلامية ، فليس هذا المقصود، ولكن قصدي ونيتي أن
أخاطب أبناء بلدي لقربي منهم ووصول كلمتي إليهم ، لتذكيرهم بصلتهم
الشرعية والتاريخية بقضية فلسطين، وبموقف أسلافنا من هذه القضية الخطيرة، ]لعل
هذه المقالات تهز من أبناء الإسلام والعروبة جامدا، أو تؤز منهم خامدا،
فنجني شيئا من ثمرة تلك النية، ونغير أواخر هذه الأسماء والأوضاع المبنية ] (1) انتظر المقال الثاني
----------
(1) هذه الجملة مقتبسة من "سجع الكهان" لشيخ البيان محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله
\n
(الصورة تمثل: لجنة إغاثة فلسطين التي تأسست سنة 1948 واشتركت فيها كل الهيئات والأحزاب ، وتزعمها الشيخان : الإبراهيمي والعقبي)
هذه
سلسلة من المقالات كُتبت منذ أكثر من خمسين عاما، عن قضية فلسطين، وخُطت
بأقلام شخصيات علمية وسياسية، يبرز من خلاها الموقف الجزائري من هذه
القضية الإسلامية، وقبل أن أضعها بين يدي القراء أقدم لها بمقدمة موجزة .
هذه
سلسلة من المقالات كُتبت منذ أكثر من خمسين عاما، عن قضية فلسطين، وخُطت
بأقلام شخصيات علمية وسياسية، يبرز من خلاها الموقف الجزائري من هذه
القضية الإسلامية، وقبل أن أضعها بين يدي القراء أقدم لها بمقدمة موجزة .
اعلم أخي القارئ أنني عندما أذكر لك هذا الجانب من تاريخنا المنسي أصبو من وراء ذلك إلى بيان أمور من أهمها :
-
أن الشعب الجزائري رغم ما كان يعيشه من ضيم وقهر من طرف الاستدمار الصليبي
الفرنسي، فإنه حمل همَّ فلسطين ، وشارك إخوانه، لا أقول: بالقلم فقط، بل
بالأنفس والأرواح .. فما هو موقفنا اليوم.. وهل نحن نحمل هذا الهمَّ- ونحن
ننعم بهذا الاستقلال-، كما حمله آباؤنا وهم يصطلون بنار الاستدمار ..
-
أن قضية فلسطين لم تبرح مكانها منذ أكثر من خمسين عاما.. فقد اتخذها
السياسيون والعسكريون والهيئات الدولية – منذ ذلك الزمان- قضيةً للمناورات
، والاستهلاك السياسي، وتبديد الجهود والطاقات في مجادلات فكرية عقيمة على
طاولات الحوار البارد.. وفي هذا الوقت نفسه كان اليهود الغاصبون يستمدون
قوتهم السياسية من أماني العرب وأحلام الزعماء في الهدنة والسلام، فكانوا
يمررون البرامج الاستدمارية ، للسيطرة الكاملة على أرض فلسطين ، وبناء
الترسانة العسكرية المتوحشة ، وتكوين اللوبي اليهودي في مواقع القرار
العالمية ، وتوحيد الصف الصهيوني..
-
أن زعماء الجزائر في تلك الحقبة من الزمان رغم اختلافهم الفكري، وتنوع
مجالات نضالهم، ضد المستدمر الصليبي الفرنسي الغاصب، فقد جمعتهم قضية
فلسطين، في برامج عمل موحدة، ومشاريع دفاع ونصرة ، تُعد صفحة مشرقة من
صفحات التعاون والتآزر في بلادناوالنصرة لأخوانهم.
-
وليعلمَ كل قارئ لهذه المقالات أن المسؤولية تجاه فلسطين ، تزداد ثقلا
كلما تعاقبت الأزمان؛ وذلك لأن قضية فلسطين قبل عقود من الزمان كانت
تتبناها أطراف كثيرة بجرأة وشجاعة، وتدافع عنها بحماسة، بما فيها الشخصيات
الرسمية، وكنا نسمع الزعماء يدافعون عنها ، ويصرحون بعدائهم للمحتل
الصهيوني، أما اليوم فقد غابت عن ساحات الإعلام الرسمي كل المصطلحات
والألفاظ التي تعبر عن النخوة والعزة والشجاعة في مخاطبة هذا العدو الشرس
المتوحش، ومقارعته ولو بالكلام، والشعر والبيان، والمصيبة أننا لم نعد
نسمع اليوم إلا ألفاظ المجاملة، حتى ليخيل للسامع كأن هذا العدوالغاشم،
ماهو إلا ولي حميم وأخ كريم، صدر منه بعض ما يستحق العتاب الرقيق، أو
كأنه ضيف ثقيل، نزل بساحتنا..فنحن بين واجب الضيافة،وبين ثقل هذا الضيف
مترددون ..
بل لقد رضينا بالهون، وألفنا الصغار وأخلدنا إلى الأرض فالله المستعان.
-
إن هذه المواقف الجريئة في الجزائر ، هي في حقيقة الأمر صورة لموقف إسلامي
شامل ، انتظم عقدُه جميعَ أقطاره، وتضامن عربي وإسلامي سرت روحه في كل
أمصاره، فلا يذهب بك الظن أيها القارئ أنني أخص الجزائر بالذكر لتميزها
عن غيرها من البلاد الإسلامية ، فليس هذا المقصود، ولكن قصدي ونيتي أن
أخاطب أبناء بلدي لقربي منهم ووصول كلمتي إليهم ، لتذكيرهم بصلتهم
الشرعية والتاريخية بقضية فلسطين، وبموقف أسلافنا من هذه القضية الخطيرة، ]لعل
هذه المقالات تهز من أبناء الإسلام والعروبة جامدا، أو تؤز منهم خامدا،
فنجني شيئا من ثمرة تلك النية، ونغير أواخر هذه الأسماء والأوضاع المبنية ] (1) انتظر المقال الثاني
----------
(1) هذه الجملة مقتبسة من "سجع الكهان" لشيخ البيان محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin