MAWS7
BODY { MARGIN: 30 }
BODY { FONT-FAMILY: Traditional Arabic; FONT-SIZE = 28;}
الكونـفــوشيــوســـية
التعــريــف:
الكونفوشيوسية ديانة أهل
الصين، وهي ترجع إلى الفيلسوف الحكيم كونفوشيوس الذي ظهر في القرن السادس قبل
الميلاد داعياً إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون
عن أجدادهم مضيفاً إليها من فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم.
إنها تقوم على عبادة إله السماء أو الإِله الأعظم، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح
الآباء والأجداد.
التأسيــس وأبــرز الشخصيــات:
أولاً: كونفوشيوس:
- يعتبر كونفوشيوس
المؤسس الحقيقي لهذه العقيدة الصينية.
- ولد سنة 551 ق.م. في
مدينة تسو وهي إحدى مدن مقاطعة لو .
- اسمه كونج وهو اسم
القبيلة التي ينتمي إليها، وفوتس معناه الرئيس أو الفيلسوف، فهو بذلك رئيس كونج أو
فيلسوفها.
- ينتسب إلى أسرة عريقة،
فجدّه كان والياً على تلك الولاية، ووالده كان ضابطاً حربياً ممتازاً، وكان هو ثمرة
لزواج غير شرعي، توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات.
- عاش يتيماً، فعمل في
الرعي، وتزوج في مقتبل عمره قبل العشرين، ورزق بولد وبنت، لكنه فارق زوجته بعد
سنتين من الزواج لعدم استطاعتها تحمل دقته الشديدة في المأكل والملبس
والمشرب.
- تلقى علومه الفلسفية
على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس صاحب النحلة الطاوية، حيث إنه يدعو إلى القناعة
والتسامح المطلق ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعياً إلى مقابلة السيئة بمثلها
وذلك إحقاقاً للعدل.
- عندما بلغ الثانية
والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة، تكاثر تلاميذه حتى بلغوا ثلاثة
آلاف تلميذ، بينهم حوالي ثمانين شخصاً عليهم أمارات النجابة
والذكاء.
- تنقل في عدد من
الوظائف فقد عمل مستشاراً للأمراء والولاة، وعيّن قاضياً وحاكماً، ووزيراً للعمل،
ووزيراً للعدل، ورئيساً للوزراء في سنة 496 ق. م حيث أقدم حينها على إعدام بعض
الوزراء السابقين وعدداً من رجال السياسة وأصحاب الشغب حتى صارت مقاطعة "لو"
نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي
بها.
- رحل بعد ذلك وتنقل بين
كثير من البلدان ينصح الحكام ويرشدهم ويتصل بالناس يبث بينهم تعاليمه حاثاً لهم على
الأخلاق القومية.
- أخيراً عاد إلى مقاطعة
"لو" فتفرغ لتدريس أصدقائه ومحبيه منكباً على كتب الأقدمين يلخّصها، ويرتبها،
ويضمنها بعض أفكاره. وحدث أن مات ولده الوحيد عن خمسين عاماً، ومات تلميذه المحبب
إليه هووي فحزن لذلك أشد الحزن. وحيده الذي بلغ الخمسين من عمره، وفقد كذلك تلميذه
المحبّب إليه (هووي) فبكى عليه بكاء مرّاً.
- مات في سنة 479 ق.م
بعد أن ترك مذهباً رسمياً وشعبياً استمرّ حتى منتصف القرن العشرين الحالي.
ثانياً: صفاته الشخصية:
- دمث، مرح، مؤدّب، يحبّ
النكتة، يتأثر لبكاء الآخرين، يبدو قاسياً وغليظاً في بعض الأحيان، طويل، دقيق في
المأكل والملبس والمشرب، مولع بالقراءة والبحث والتعلم والتعليم والمعرفة
والآداب.
- مغرم بالبحث عن منصب
سياسي بغية تطبيق مبادئه السياسية والأخلاقية لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو
إليها.
- خطيب بارع، ومتكلمّ
مفوّه، لا يميل إلى الثرثرة، وعباراته موجزة تجري مجرى الأمثال القصيرة والحكم
البليغة.
- لديه شعور ديني، يحترم
الآلهة التي كانت معبودة في زمانه، ويداوم على تأدية الشعائر الدينية، يتوجه في
عباداته إلى الإِله الأعظم أو إله السماء، يصلي صامتاً، ويكره أن يرجو الإِله
النعمة أو الغفران إذ إن الصلاة لديه ليست إلا وسيلة لتنظيم سلوك الأفراد، والدّين
- في نظره - أداة لتحقيق التآلف بين الناس.
- كان يغني، وينشد،
ويعزف الموسيقى، وقد ترك كتاب الأغاني كما أنه كان مغرماً بالحفلات والطقوس، إلى
جانب اهتمامه بالرماية وقيادة العربات والقراءة والرياضة (الحساب) ودراسة
التاريخ.
ثالثاً: أبــرز الشخصــيات:
- انقسمت الكونفوشيوسية
بعده إلى اتجاهين:
-1 مذهب متشدد
حرفي ويمثله "منسيوس" إذ يدعو إلى الاحتفاظ بحرفية آراء كونفوشيوس وتطبيقها بكل
دقة، ومنسيوس هذا تلميذ روحي لكونفوشيوس إذ إنه لم يتلق علومه مباشرة عنه بل إنه
أخذها عن حفيده وهو الذي قام بتأليف كتاب الانسجام المركزي .
-2المذهب
التحليلي، ويمثله هزنتسي ويانجتسي، إذ يقوممذهبهما على أساس تحليل وتفسير آراء
المعلم واستنباط الأفكار باستلهام روح النص الكونفوشيوسي.
- تشو هزيوان عاش في عصر
أسرة هان (127-200) ميلادية.
- تسي كنج ولد سنة 520م
وأصبح من أعظم رجال السلك السياسي الصيني.
- تسي هسيا ولد سنة 507م
وأصبح من كبار المتفقهين في الدين الكونفوشيوسي.
- تسينكتز كان أستاذاً
لحفيد كونفوشيوس، ويأتي ترتيبه الثاني بعد منسيوس من حيث الأهمية.
- تشو هزي (1200-1130)
ميلادية قام بنشر الكتب الأربعة التي كانت تدرس في المدارس الأولية والابتدائية في
الصين، يعد الحجة الوحيدة في الآراء الكونفوشيوسية إذ كان يسند إليه تصحيح
الامتحانات الدينية التي تؤهل المتقدمين لمباشرة الوظائف الحكومية.
رابعاً: التطور التاريخي للفكر
الكنفوشي:
-1 قام كونفوشيوس
بنقل أفكار الأقدمين وآرائهم ومعتقداتهم وكتب ذلك بلغة عصره وعمل على تلقينها
لثلاثة آلاف تلميذ.
-2 العبادة في عصره
كانت لإِله السماء أو الإِله الأعظم، ثم إله الأرض وتقديس الملائكة وعبادة أرواح
الأجداد.
-3 عندما مات
كونفوشيوس دفن على مقربة من نهر استس في شمال المدينة حيث تكاثر الناس حول قبره
شيئاً فشيئاً مشكلين قرية كونج.
-4 ثم أخذوا يعقدون
حول قبره الندوات العلمية.
-5 بنوا معبداً قرب
قبره، ثم أخبره باستلهام أفكاره، ثم وصلوا إلى تقديسه.
-6الفيلسوف موتزي
(470-381) ق.م. أضاف فكرة جديدة وهي تشخيص إله السماء بشخص عظيم يشبه
الآدميين.
-7 استمروا في هذا
التقديس حتى صار يعبد عبادة في عهد الأمبراطور الأول لأسرة هان 206ق.م. إذ أخذوا
يقدمون القرابين عنده، وأصبح لزاماً على الوزراء وكبار الموظفين ورجال الدولة أن
يزوروا قبره ومعبده قبل استلامهم لمهام وظائفهم الجديدة.
-8 لاقت الكنفوشية
اضطهاداً في عهد الأمبراطور "تشي إن شهّوانج" صاحب سور الصين العظيم، وقد استمر
الاضطهاد من سنة 212 ق.م. إلى 207 ق.م. فقد أقدم على إحراق كتبهم وإعدام ودفن
علمائهم وهم أحياء، وبلغ عدد المدفونين أحياء 460 فيلسوفاً.
-9 في سنة 207 ق.م.
قام الناس بثورة مما أعاد التقدير إلى أتباع الكونفوشية ودفع الأباطرة لإعادة صياغة
كتبها.
-10 عندما جاء
الأمبراطور دوتي (140 - 87) ق.م. اتخذ من الكونفوشية ديناً رسمياً للدولة الصينية،
واستمرت الكونفوشية محتلة لهذا المنصب الرفيع حتى سنة 1912م.
-11 في سنة 422م
أقيم معبد لكونفوشيوس يضم قبره.
-12 في سنة 505م
أقيم معبد آخر في العاصمة، وأصبحت كتبه تدرس في المدارس على أنها كتب
مقدسة.
-13 في سنة 630م أمر
أحد الأباطرة ببناء معابد مزودة بتماثيل لكونفوشيوس في جميع أنحاء الأمبراطورية،
كما أمر بإِنشاء كليات لتعليم آراء كونفوشيوس الذي أصبح رمزاً للوحدتين السياسية
والدينية.
-14 في سنة 735م منح
كونفوشيوس لقب (ملك).
-15 في سنة 1013م
منح لقب القديس الأعظم.
-16 في سنة 1330م
منح الأفراد المنحدرون من سلالته رتبة الشرف وصاروا يعدّون من طبقة
النبلاء.
-17 في سنة 1530م
بدّلت التماثيل الموجودة في المعابد بصور ولوحات حتى لا تختلط الكونفوشية
بالوثنية.
-18 في سنة 1905م
بدأ نجم الكونفوشية بالأفوال، حيث أُلغي الامتحان الديني الذي كان يعتبر ضرورياً
للتعيين في الوظائف.
-19 في سنة 1910م
ظهر شهاب هالي في الأجواء الصينية فاعتبر ذلك استياء من الآلهة على أسرة مانتشو
التي بلغ الفساد في عهدها قمته مما أدى إلى ثورة شعبية انتهت بتنازل الأمبراطور عن
العرش سنة 1912م وتحول الصين إلى النظام الجمهوري مما أدى إلى اختفاء الكونفوشية من
الحياة الدينية والسياسية، لكنها بقيت ماثلة في الأخلاق والتقاليد
الصينية.
-20 في سنة 1928م
صدر قرار بتحريم تقديم القرابين لكونفوشيوس ومنع إقامة الطقوس الدينية
له.
-21 عندما استولى
اليابانيون على منشوريا عادت الصين إلى استنهاض الهمم بالعودة إلى الكونفوشية وعاد
الناس في عام (1930 - 1934م) إلى تقديم القرابين مرة ثانية، كما أعيد تدريس
الكونفوشية في كل مكان لاعتقادهم بأن نكبتهم ترجع إلى إهمالهم تعاليم المعلم
الأكبر، وسادت حركة إحياء جديدة بزعامة تشانج كاي شيك، وقد استمرت هذه الحركة إلى
ما بعد الحرب العالمية الثانية.
-22 في عام 1949م
سيطرت الشيوعية على الصين، ولكن شيئاً فشيئاً بدأت الخلافات بين الصين والاتحاد
السوفيتي بالظهور مما أوجد تبايناً بين كل منهما، وبعد موت الزعيم الصيني الشيوعي
الشهير (ماو تسي تونج) بدأ التراجع عن الشيوعية في الصين، وبدأت رياح الغرب تهب
عليها.
-23 يعتقد الباحثون
بأن الروح الكونفوشية ستعمل على تغيير معالم الشيوعية مما يجعلها أبعد ما تكون عن
الشيوعية الروسية لما للكونفوشية من سيطرة روحية على الشعب
الصيني.
-24 ما تزال
الكونفوشية تمثل الأساس الرئيسي للنظم الاجتماعية في فرموزا (الصين الوطنية).
الأفـــكار والمعتقـــدات:
أولاً: الكتــب:
- هناك مجموعتان
أساسيتان تمثلان الفكر الكونفوشي فضلاً عن كثير من الشروح والتعليقات والتلخيصات،
المجموعة الأولى تسمى الكتب الخمسة، والثانية تسمى الكتب الأربعة.
- الكتب الخمسة: وهي
الكتب التي قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب الأقدمين وهي:
-1كتاب الأغاني أو
الشعر: فيه 350 أغنية إلى جانب ستة تواشيح دينية تغني بمصاحبة
الموسيقى.
-2كتاب التاريخ: فيه
وثائق تاريخية تعود إلى التاريخ الصيني السحيق.
-3كتاب التغييرات:
فيه فلسفة تطور الحوادث الإِنسانية، وقد حوّله كونفوشيوس إلى كتاب علمي لدراسة
السلوك الإِنساني.
-4كتاب الربيع
والخريف: كتاب تاريخ يؤرخ للفترة الواقعة بين 722 - 481 ق.م. .
-5كتاب الطقوس: فيه
وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة "تشو" تلك
الأسرة التي لعبت دوراً هاماً في التاريخ الصيني البعيد.
- الكتب الأربعة: وهي
الكتب التي ألّفها كونفوشيوس وأتباعه مدوِّنين فيها أقوال أستاذهم مع بعض التفسيرات
أو التعليقات وهي تمثل فلسفة كونفوشيوس نفسه وهي:
-1كتاب الأخلاق
والسياسة.
-2كتاب الانسجام
المركزي.
-3كتاب المنتخبات
ويطلق عليه اسم إنجيل كونفوشيوس.
-4كتاب منسيوس: وهو
يتألف من سبعة كتب، ومن المحتمل أن يكون مؤلفها منسيوس نفسه.
ثانياً: المعتقـدات الأســاسية:
تتمثل المعتقدات
الأساسية لديهم في الإِله أو إله السماء، والملائكة، وأرواح
الأجداد.
-1 الإِلـــه:
- يعتقدون بالإِله
الأعظم أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة، كما أن عبادته وتقديم القرابين إليه
مخصوصة بالملك، أو بأمراء المقاطعات.
- للأرض إله، وهو إله
الأرض، ويعبده عامة الصينيين.
- للشمس والقمر،
والكواكب، والسحاب، والجبال ... لكل منها إله. وعبادتها وتقديم القرابين إليها
مخصوصة بالأمراء.
-2 الملائكــة:
يقدسون الملائكة ويقدمون إليها القرابين.
-3 أرواح الأجداد:
يقدس الصينيون أرواح أجدادهم الأقدمين، ويعتقدون ببقاء الأرواح، والقرابين عبارة عن
موائد يدخلون بها السرور على تلك الأرواح بأنواع الموسيقى، ويوجد في كل بيت معبد
لأرواح الأموات ولآلهة المنزل.
.
BODY { MARGIN: 30 }
BODY { FONT-FAMILY: Traditional Arabic; FONT-SIZE = 28;}
الكونـفــوشيــوســـية
التعــريــف:
الكونفوشيوسية ديانة أهل
الصين، وهي ترجع إلى الفيلسوف الحكيم كونفوشيوس الذي ظهر في القرن السادس قبل
الميلاد داعياً إلى إحياء الطقوس والعادات والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون
عن أجدادهم مضيفاً إليها من فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك القويم.
إنها تقوم على عبادة إله السماء أو الإِله الأعظم، وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح
الآباء والأجداد.
التأسيــس وأبــرز الشخصيــات:
أولاً: كونفوشيوس:
- يعتبر كونفوشيوس
المؤسس الحقيقي لهذه العقيدة الصينية.
- ولد سنة 551 ق.م. في
مدينة تسو وهي إحدى مدن مقاطعة لو .
- اسمه كونج وهو اسم
القبيلة التي ينتمي إليها، وفوتس معناه الرئيس أو الفيلسوف، فهو بذلك رئيس كونج أو
فيلسوفها.
- ينتسب إلى أسرة عريقة،
فجدّه كان والياً على تلك الولاية، ووالده كان ضابطاً حربياً ممتازاً، وكان هو ثمرة
لزواج غير شرعي، توفي والده وله من العمر ثلاث سنوات.
- عاش يتيماً، فعمل في
الرعي، وتزوج في مقتبل عمره قبل العشرين، ورزق بولد وبنت، لكنه فارق زوجته بعد
سنتين من الزواج لعدم استطاعتها تحمل دقته الشديدة في المأكل والملبس
والمشرب.
- تلقى علومه الفلسفية
على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس صاحب النحلة الطاوية، حيث إنه يدعو إلى القناعة
والتسامح المطلق ولكن كونفوشيوس خالفه فيما بعد داعياً إلى مقابلة السيئة بمثلها
وذلك إحقاقاً للعدل.
- عندما بلغ الثانية
والعشرين من عمره أنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة، تكاثر تلاميذه حتى بلغوا ثلاثة
آلاف تلميذ، بينهم حوالي ثمانين شخصاً عليهم أمارات النجابة
والذكاء.
- تنقل في عدد من
الوظائف فقد عمل مستشاراً للأمراء والولاة، وعيّن قاضياً وحاكماً، ووزيراً للعمل،
ووزيراً للعدل، ورئيساً للوزراء في سنة 496 ق. م حيث أقدم حينها على إعدام بعض
الوزراء السابقين وعدداً من رجال السياسة وأصحاب الشغب حتى صارت مقاطعة "لو"
نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي
بها.
- رحل بعد ذلك وتنقل بين
كثير من البلدان ينصح الحكام ويرشدهم ويتصل بالناس يبث بينهم تعاليمه حاثاً لهم على
الأخلاق القومية.
- أخيراً عاد إلى مقاطعة
"لو" فتفرغ لتدريس أصدقائه ومحبيه منكباً على كتب الأقدمين يلخّصها، ويرتبها،
ويضمنها بعض أفكاره. وحدث أن مات ولده الوحيد عن خمسين عاماً، ومات تلميذه المحبب
إليه هووي فحزن لذلك أشد الحزن. وحيده الذي بلغ الخمسين من عمره، وفقد كذلك تلميذه
المحبّب إليه (هووي) فبكى عليه بكاء مرّاً.
- مات في سنة 479 ق.م
بعد أن ترك مذهباً رسمياً وشعبياً استمرّ حتى منتصف القرن العشرين الحالي.
ثانياً: صفاته الشخصية:
- دمث، مرح، مؤدّب، يحبّ
النكتة، يتأثر لبكاء الآخرين، يبدو قاسياً وغليظاً في بعض الأحيان، طويل، دقيق في
المأكل والملبس والمشرب، مولع بالقراءة والبحث والتعلم والتعليم والمعرفة
والآداب.
- مغرم بالبحث عن منصب
سياسي بغية تطبيق مبادئه السياسية والأخلاقية لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو
إليها.
- خطيب بارع، ومتكلمّ
مفوّه، لا يميل إلى الثرثرة، وعباراته موجزة تجري مجرى الأمثال القصيرة والحكم
البليغة.
- لديه شعور ديني، يحترم
الآلهة التي كانت معبودة في زمانه، ويداوم على تأدية الشعائر الدينية، يتوجه في
عباداته إلى الإِله الأعظم أو إله السماء، يصلي صامتاً، ويكره أن يرجو الإِله
النعمة أو الغفران إذ إن الصلاة لديه ليست إلا وسيلة لتنظيم سلوك الأفراد، والدّين
- في نظره - أداة لتحقيق التآلف بين الناس.
- كان يغني، وينشد،
ويعزف الموسيقى، وقد ترك كتاب الأغاني كما أنه كان مغرماً بالحفلات والطقوس، إلى
جانب اهتمامه بالرماية وقيادة العربات والقراءة والرياضة (الحساب) ودراسة
التاريخ.
ثالثاً: أبــرز الشخصــيات:
- انقسمت الكونفوشيوسية
بعده إلى اتجاهين:
-1 مذهب متشدد
حرفي ويمثله "منسيوس" إذ يدعو إلى الاحتفاظ بحرفية آراء كونفوشيوس وتطبيقها بكل
دقة، ومنسيوس هذا تلميذ روحي لكونفوشيوس إذ إنه لم يتلق علومه مباشرة عنه بل إنه
أخذها عن حفيده وهو الذي قام بتأليف كتاب الانسجام المركزي .
-2المذهب
التحليلي، ويمثله هزنتسي ويانجتسي، إذ يقوممذهبهما على أساس تحليل وتفسير آراء
المعلم واستنباط الأفكار باستلهام روح النص الكونفوشيوسي.
- تشو هزيوان عاش في عصر
أسرة هان (127-200) ميلادية.
- تسي كنج ولد سنة 520م
وأصبح من أعظم رجال السلك السياسي الصيني.
- تسي هسيا ولد سنة 507م
وأصبح من كبار المتفقهين في الدين الكونفوشيوسي.
- تسينكتز كان أستاذاً
لحفيد كونفوشيوس، ويأتي ترتيبه الثاني بعد منسيوس من حيث الأهمية.
- تشو هزي (1200-1130)
ميلادية قام بنشر الكتب الأربعة التي كانت تدرس في المدارس الأولية والابتدائية في
الصين، يعد الحجة الوحيدة في الآراء الكونفوشيوسية إذ كان يسند إليه تصحيح
الامتحانات الدينية التي تؤهل المتقدمين لمباشرة الوظائف الحكومية.
رابعاً: التطور التاريخي للفكر
الكنفوشي:
-1 قام كونفوشيوس
بنقل أفكار الأقدمين وآرائهم ومعتقداتهم وكتب ذلك بلغة عصره وعمل على تلقينها
لثلاثة آلاف تلميذ.
-2 العبادة في عصره
كانت لإِله السماء أو الإِله الأعظم، ثم إله الأرض وتقديس الملائكة وعبادة أرواح
الأجداد.
-3 عندما مات
كونفوشيوس دفن على مقربة من نهر استس في شمال المدينة حيث تكاثر الناس حول قبره
شيئاً فشيئاً مشكلين قرية كونج.
-4 ثم أخذوا يعقدون
حول قبره الندوات العلمية.
-5 بنوا معبداً قرب
قبره، ثم أخبره باستلهام أفكاره، ثم وصلوا إلى تقديسه.
-6الفيلسوف موتزي
(470-381) ق.م. أضاف فكرة جديدة وهي تشخيص إله السماء بشخص عظيم يشبه
الآدميين.
-7 استمروا في هذا
التقديس حتى صار يعبد عبادة في عهد الأمبراطور الأول لأسرة هان 206ق.م. إذ أخذوا
يقدمون القرابين عنده، وأصبح لزاماً على الوزراء وكبار الموظفين ورجال الدولة أن
يزوروا قبره ومعبده قبل استلامهم لمهام وظائفهم الجديدة.
-8 لاقت الكنفوشية
اضطهاداً في عهد الأمبراطور "تشي إن شهّوانج" صاحب سور الصين العظيم، وقد استمر
الاضطهاد من سنة 212 ق.م. إلى 207 ق.م. فقد أقدم على إحراق كتبهم وإعدام ودفن
علمائهم وهم أحياء، وبلغ عدد المدفونين أحياء 460 فيلسوفاً.
-9 في سنة 207 ق.م.
قام الناس بثورة مما أعاد التقدير إلى أتباع الكونفوشية ودفع الأباطرة لإعادة صياغة
كتبها.
-10 عندما جاء
الأمبراطور دوتي (140 - 87) ق.م. اتخذ من الكونفوشية ديناً رسمياً للدولة الصينية،
واستمرت الكونفوشية محتلة لهذا المنصب الرفيع حتى سنة 1912م.
-11 في سنة 422م
أقيم معبد لكونفوشيوس يضم قبره.
-12 في سنة 505م
أقيم معبد آخر في العاصمة، وأصبحت كتبه تدرس في المدارس على أنها كتب
مقدسة.
-13 في سنة 630م أمر
أحد الأباطرة ببناء معابد مزودة بتماثيل لكونفوشيوس في جميع أنحاء الأمبراطورية،
كما أمر بإِنشاء كليات لتعليم آراء كونفوشيوس الذي أصبح رمزاً للوحدتين السياسية
والدينية.
-14 في سنة 735م منح
كونفوشيوس لقب (ملك).
-15 في سنة 1013م
منح لقب القديس الأعظم.
-16 في سنة 1330م
منح الأفراد المنحدرون من سلالته رتبة الشرف وصاروا يعدّون من طبقة
النبلاء.
-17 في سنة 1530م
بدّلت التماثيل الموجودة في المعابد بصور ولوحات حتى لا تختلط الكونفوشية
بالوثنية.
-18 في سنة 1905م
بدأ نجم الكونفوشية بالأفوال، حيث أُلغي الامتحان الديني الذي كان يعتبر ضرورياً
للتعيين في الوظائف.
-19 في سنة 1910م
ظهر شهاب هالي في الأجواء الصينية فاعتبر ذلك استياء من الآلهة على أسرة مانتشو
التي بلغ الفساد في عهدها قمته مما أدى إلى ثورة شعبية انتهت بتنازل الأمبراطور عن
العرش سنة 1912م وتحول الصين إلى النظام الجمهوري مما أدى إلى اختفاء الكونفوشية من
الحياة الدينية والسياسية، لكنها بقيت ماثلة في الأخلاق والتقاليد
الصينية.
-20 في سنة 1928م
صدر قرار بتحريم تقديم القرابين لكونفوشيوس ومنع إقامة الطقوس الدينية
له.
-21 عندما استولى
اليابانيون على منشوريا عادت الصين إلى استنهاض الهمم بالعودة إلى الكونفوشية وعاد
الناس في عام (1930 - 1934م) إلى تقديم القرابين مرة ثانية، كما أعيد تدريس
الكونفوشية في كل مكان لاعتقادهم بأن نكبتهم ترجع إلى إهمالهم تعاليم المعلم
الأكبر، وسادت حركة إحياء جديدة بزعامة تشانج كاي شيك، وقد استمرت هذه الحركة إلى
ما بعد الحرب العالمية الثانية.
-22 في عام 1949م
سيطرت الشيوعية على الصين، ولكن شيئاً فشيئاً بدأت الخلافات بين الصين والاتحاد
السوفيتي بالظهور مما أوجد تبايناً بين كل منهما، وبعد موت الزعيم الصيني الشيوعي
الشهير (ماو تسي تونج) بدأ التراجع عن الشيوعية في الصين، وبدأت رياح الغرب تهب
عليها.
-23 يعتقد الباحثون
بأن الروح الكونفوشية ستعمل على تغيير معالم الشيوعية مما يجعلها أبعد ما تكون عن
الشيوعية الروسية لما للكونفوشية من سيطرة روحية على الشعب
الصيني.
-24 ما تزال
الكونفوشية تمثل الأساس الرئيسي للنظم الاجتماعية في فرموزا (الصين الوطنية).
الأفـــكار والمعتقـــدات:
أولاً: الكتــب:
- هناك مجموعتان
أساسيتان تمثلان الفكر الكونفوشي فضلاً عن كثير من الشروح والتعليقات والتلخيصات،
المجموعة الأولى تسمى الكتب الخمسة، والثانية تسمى الكتب الأربعة.
- الكتب الخمسة: وهي
الكتب التي قام كونفوشيوس ذاته بنقلها عن كتب الأقدمين وهي:
-1كتاب الأغاني أو
الشعر: فيه 350 أغنية إلى جانب ستة تواشيح دينية تغني بمصاحبة
الموسيقى.
-2كتاب التاريخ: فيه
وثائق تاريخية تعود إلى التاريخ الصيني السحيق.
-3كتاب التغييرات:
فيه فلسفة تطور الحوادث الإِنسانية، وقد حوّله كونفوشيوس إلى كتاب علمي لدراسة
السلوك الإِنساني.
-4كتاب الربيع
والخريف: كتاب تاريخ يؤرخ للفترة الواقعة بين 722 - 481 ق.م. .
-5كتاب الطقوس: فيه
وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة "تشو" تلك
الأسرة التي لعبت دوراً هاماً في التاريخ الصيني البعيد.
- الكتب الأربعة: وهي
الكتب التي ألّفها كونفوشيوس وأتباعه مدوِّنين فيها أقوال أستاذهم مع بعض التفسيرات
أو التعليقات وهي تمثل فلسفة كونفوشيوس نفسه وهي:
-1كتاب الأخلاق
والسياسة.
-2كتاب الانسجام
المركزي.
-3كتاب المنتخبات
ويطلق عليه اسم إنجيل كونفوشيوس.
-4كتاب منسيوس: وهو
يتألف من سبعة كتب، ومن المحتمل أن يكون مؤلفها منسيوس نفسه.
ثانياً: المعتقـدات الأســاسية:
تتمثل المعتقدات
الأساسية لديهم في الإِله أو إله السماء، والملائكة، وأرواح
الأجداد.
-1 الإِلـــه:
- يعتقدون بالإِله
الأعظم أو إله السماء ويتوجهون إليه بالعبادة، كما أن عبادته وتقديم القرابين إليه
مخصوصة بالملك، أو بأمراء المقاطعات.
- للأرض إله، وهو إله
الأرض، ويعبده عامة الصينيين.
- للشمس والقمر،
والكواكب، والسحاب، والجبال ... لكل منها إله. وعبادتها وتقديم القرابين إليها
مخصوصة بالأمراء.
-2 الملائكــة:
يقدسون الملائكة ويقدمون إليها القرابين.
-3 أرواح الأجداد:
يقدس الصينيون أرواح أجدادهم الأقدمين، ويعتقدون ببقاء الأرواح، والقرابين عبارة عن
موائد يدخلون بها السرور على تلك الأرواح بأنواع الموسيقى، ويوجد في كل بيت معبد
لأرواح الأموات ولآلهة المنزل.
.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin