الأمير عبد القادر
الجزائري من خلال كتاب «الرحلة الحجازية» ـــ عبد القادر خليفي
أستاذ
محاضر بقسم التاريخ بجامعة وهران.
الأمير
عبد القادر هو زعيم المقاومة المسلحة ضد الغزو الفرنسي للجزائر سنة 1830. حارب
الاستعمارَ طيلة سبعة عشر عاماً (1832 ـ 1847). تولى القيادة بعد والده محيي الدين
الذي كان قد قاد المقاومة قبله لمدة سنتين (1830 ـ 1832). دوَّخ الأمير فيها
القواتَ الفرنسية الغازية المدربة والمسلحة أحسن تسليح. وهزمها في عدة معارك، وفرض
على قادتها الاعتراف بسلطته وعقد الاتفاقيات معه، كمعاهدة دي ميشال سنة 1834 ومعاهدة
التافنة سنة 1837.
وبعد
صراع طويل بين قوى غير متكافئة اضطر الأمير أمام الظروف الصعبة التي لقيته داخلياً
وخارجياً إلى التوقف عن المقاومة ووضع السلاح أمام الجنرال لامويسيار والدوق دومال
Duc d'Aumale ابن الملك الفرنسي آنذاك في شهر ديسمبر من
سنة 1847. وحملته الباخرة الفرنسية إلى فرنسا بدل السماح له بالاتجاه إلى المشرق
حسب طلبه الذي وافق عليه ممثلو السلطات الاستعمارية. وأطلق سراحَه نابليون الثالث
سنة 1852، فاتجه إلى بروسة بتركيا ومنها إلى دمشق حيث بقي هناك إلى أن وافته
المنية سنة 1883.
أما
كتاب «الرحلة الحجازية» لمحمد السنوسي الذي نحن بصدد تصفح بعض محتوياته، والذي
سنعتمده في هذه المقالة، فيشتمل على ثلاثة أجزاء، تعرض مؤلفه في الجزء الثالث منه
لترجمة الأمير عبد القادر، وذلك في ستة وثلاثين صفحة، من صفحة 178 إلى 224 من
الكتاب المحقق من قبل علي الشنوفي والصادر سنة 1978 عن الشركة التونسية للتوزيع.
استهله المؤلف بصورة مكبرة للأمير عبد القادر وهي الصورة المعروفة عنه؛ حيث يظهر
وهو واقف (ببرنوسه) الأبيض وصدره مزين بنياشين متعددة على الشق الأيمن من صدره.
وتشتمل
المفردات المخصصة للأمير في هذه الرحلة على ما يلي:
ـ
ترجمة الأمير عبد القادر الحسَني.
ـ
بيعة العروش والقبائل للأمير عبد القادر الحسني.
ـ
حروب الأمير عبد القادر ضد الجيش الفرنساوي.
ـ
عود إلى ترجمة الأمير عبد القادر الحسني.
ـ
حماية الأمير عبد القادر الحسني لنصارى سكان جبل لبنان عام 1860.
ـ
مؤلفات الأمير عبد القادر.
ـ
كتاب من محمد بيرم الخامس إلى الأمير عبد القادر للتعريف بالمؤلف.
ـ
منزلة الأمير عبد القادر الحسني لدى أهل دمشق.
ـ
اجتماع المؤلف بالأمير عبد القادر الحسني.
ـ
عود إلى ترجمة الأمير عبد القادر الحسني.
ـ
مرثية المؤلف للأمير عبد القادر الحصني.
ففيما
يخص العنصر الأول استهله محمد السنوسي بذكر سلسلة نسب الأمير قائلاً: «هو الشيخ
محمد عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى... إلخ»، ذاكراً اتصال نسبه بالقطب
الجيلي، ثم بسيد الكونين عليه الصلاة والسلام([1]). مبيناً شرف هذا النسب العريق، وعلى
خِصيِّصيّة هذا البيت بمشيخة الطريقة القادرية بمدينة معسكر ببلاد الجزائر، وتميّز
أفراده بالعلم والصلاح والجهاد في سبيل الله.
وفي
العنصر الثاني تحدث عن البيعة فبين الظروف المحيطة بها والأسباب الداعية إليها وبيان
ما اتفق عليه من قبل أهل الحل والعقد([2]).
وفي
العنصر الثالث تحدث المؤلف عن حروب الأمير عبد القادر في مواجهة الجيش الفرنسي
فبدأ بمعركة مضيق سيدي مبارك التي حدثت في شهر ديسمبر من سنة 1835 والتي كان
يقودها عن الجانب الفرنسي الجنرال كلوزيل، ثم استيلاء الفرنسيين على مدينة معسكر.
وتحدث عن معركة تلمسان واستيلاء الأمير عليها رغم وقوف جماعة الكراغلة ضده، والذين
مالوا إلى جانب غريمه المزاري من قبيلة الدواير، الذي كان انضم بقبيلته إلى
الفرنسيين؛ ثم اضطرار الأمير إلى ترك تلمسان أمام قوة الفرنسيين ومن والاهم
(الكراغلة والدواير). ثم مهاجمة الأمير لمدينة وهران وانتصاره على القوات الفرنسية
التي كان يقودها الجنرال تريزيل، ومسيرته نحو الشرق مروراً بالمدية التي استولى
عليها. وعند عودته اعترض طريقه تريزيل وجرت معركة المقطع سنة 1836، التي كانت
نصراً مؤزراً للأمير وكان من نتائجها استعادة مدينة معسكر. ثم تعرض لعقد معاهدة
تافنا في ماي من سنة 1837، بعد أن فشل بيجو في الانتصار على الأمير عبد القادر،
مما جعل هذا الأخير يمتلك ثلاثة أرباع الأراضي الجزائرية.
وتحدث
عن سيادة ابن في البلاد مما جعل الأمير يتجه إلى عين ماضي سنة 1838 ويستولي عليها
بعد انسحاب شيخها محمد الحبيب بن الشيخ التيجاني.
كما
ذكر المؤلف ما قام به الفرنسيون من نقض لمعاهدة تافنا سنة 1839 وعودة الفريقين
الجزائري والفرنسي إلى التقاتل والحرب، ووصول الأمير إلى مشارف العاصمة، ثم تقهقره
أمام قوة الفرنسيين، وانضمام مصطفى بن إسماعيل ابن أخ المزاري السابق الذكر
للفرنسيين، وهو أحد زعماء قبائل الدواير، مما أضعف من قوة الأمير وشد من أزر
أعدائه.
ثم
تحدث عن تحركات الأمير الكثيرة وتنقلاته العجيبة من مكان لآخر وغزوه للقبائل التي
انضمت للفرنسيين، وفشل القوات الفرنسية وأعوانه في ملاحقته.
ويذكر
المؤلف أن الأمير اضطر إلى الالتجاء إلى المغرب الأقصى سنة 1843 لشدة محاربة
الفرنسيين له ورفض السلطان المغربي مساعدته، بل إنه عمل على محاربته. وتعرض المؤلف
لإحدى رسائل الأمير الموجهة إلى علماء مصر يستفتيهم فيها عن مسألة تدعيم سلطان
المغرب للعدو الفرنسي، ثم خروجه من الأراضي المغربية مما أدى به إلى إلقاء السلاح
والعودة إلى الجزائر في 22/12/1847 الموافق لسنة 1264هـ.
وفي
العنصر التالي تحدث عن كيفية نقل الأمير إلى فرنسا بدلاً من تحقيق طلبه بالتوجه
إلى المشرق، وبقائه فيها إلى سنة 1852، حين أذن له الإمبراطور نابليون
الثالث بالذهاب نحو بروسة بتركيا ومنها إلى دمشق حيث حظي باستقبال يليق بمقامه في
كل من تركيا وسوريا.
ويذكر
المؤلف الدور الذي قام به الأمير بحمايته للنصارى حين وقعت الفتنة بينهم وبين
المسلمين في جويلية من سنة 1860، وآوى إلى بيته وفي القصبة الآلاف منهم، ووقف هو
وأتباعه على حراستهم.
أما
عن مؤلفات الأمير فيتحدث عن رسائله الكثيرة في أحكام الجهاد والهجرة وأجوبته
الارتجالية في أذواق الصوفية ـ ويقصد به كتاب «المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد»
ـ، ويأتي بإحدى قصائد الأمير حول معركة خنق النطاح، وهي تتكون من أربعة وأربعين
بيتاً، كما يأتي بقصيدة أخرى حماسية في مدح البادية وهي في ست وثلاثين بيتاً وأخرى
في الفخر، كما تحدث عن ابنيه: الكبير محمد باشا الذي ألف كتاب جياد الخيل تحت اسم «عقد
الأجياد في الصافِنات الجياد»، وولده الثاني محيي الدين باشا الأديب الشاعر الذي
قرظ كتاب شقيقه هذا.
كما
بسط لنا المؤلف رسالة حملها إلى الأمير وهي من قبل بيرم الخامس([3]) من تونس يتشوق فيها إليه ويوصيه بمحمد
السنوسي حامل الرسالة خيراً، على أنه من أفاضل جامع الزيتونة.
وذكر
أن أهل دمشق يقدرون الأمير أحسن تقدير ويسمونه بـ«السيد الأمير». كما ذكر أن هذا
الأخير قد خصه ببيت كبير يستعمله للاجتماع مع الناس وببيت آخر بالعلو للنوم.
كما
تحدث عن لقائه بالأمير في دمشق التي دخلها في صفر من سنة 1300هـ الموافق للتاسع من
شهر سنة 1883، وأن الأمير رحب به وببعض العلماء ترحيباً كبيراً وخصه ببعض الأسئلة
عن أهله وبلده تونس وعن راحته في نزوله.
ويصف
المؤلف الأمير بصفات حميدة من «سعة العلم والأدب والصلاح والخيرية وسعة الفضل وكرم
النفس والشجاعة ورغد العيش وطول اليد ونفوذ الكلمة وبرور الأبناء مع حسن الأخلاق
العذب المذاق»([4]).
وفي
الأخير يُظهر تدهور صحة الأمير وهرمه إلى أن أدركته المنية في الثامن عشر من شهر
رجل سنة 1300هـ الموافق للسادس والعشرين من شهر ماي سنة 1883م.
ويختم
كل ذلك بمرثية له في الأمير عبد القادر أرسلها إلى أبنائه بعد أن بلغه خبر وفاة
والدهم، والقصيدة تتكون من تسعة وعشرين بيتاً مطلعها:
الجزائري من خلال كتاب «الرحلة الحجازية» ـــ عبد القادر خليفي
أستاذ
محاضر بقسم التاريخ بجامعة وهران.
الأمير
عبد القادر هو زعيم المقاومة المسلحة ضد الغزو الفرنسي للجزائر سنة 1830. حارب
الاستعمارَ طيلة سبعة عشر عاماً (1832 ـ 1847). تولى القيادة بعد والده محيي الدين
الذي كان قد قاد المقاومة قبله لمدة سنتين (1830 ـ 1832). دوَّخ الأمير فيها
القواتَ الفرنسية الغازية المدربة والمسلحة أحسن تسليح. وهزمها في عدة معارك، وفرض
على قادتها الاعتراف بسلطته وعقد الاتفاقيات معه، كمعاهدة دي ميشال سنة 1834 ومعاهدة
التافنة سنة 1837.
وبعد
صراع طويل بين قوى غير متكافئة اضطر الأمير أمام الظروف الصعبة التي لقيته داخلياً
وخارجياً إلى التوقف عن المقاومة ووضع السلاح أمام الجنرال لامويسيار والدوق دومال
Duc d'Aumale ابن الملك الفرنسي آنذاك في شهر ديسمبر من
سنة 1847. وحملته الباخرة الفرنسية إلى فرنسا بدل السماح له بالاتجاه إلى المشرق
حسب طلبه الذي وافق عليه ممثلو السلطات الاستعمارية. وأطلق سراحَه نابليون الثالث
سنة 1852، فاتجه إلى بروسة بتركيا ومنها إلى دمشق حيث بقي هناك إلى أن وافته
المنية سنة 1883.
أما
كتاب «الرحلة الحجازية» لمحمد السنوسي الذي نحن بصدد تصفح بعض محتوياته، والذي
سنعتمده في هذه المقالة، فيشتمل على ثلاثة أجزاء، تعرض مؤلفه في الجزء الثالث منه
لترجمة الأمير عبد القادر، وذلك في ستة وثلاثين صفحة، من صفحة 178 إلى 224 من
الكتاب المحقق من قبل علي الشنوفي والصادر سنة 1978 عن الشركة التونسية للتوزيع.
استهله المؤلف بصورة مكبرة للأمير عبد القادر وهي الصورة المعروفة عنه؛ حيث يظهر
وهو واقف (ببرنوسه) الأبيض وصدره مزين بنياشين متعددة على الشق الأيمن من صدره.
وتشتمل
المفردات المخصصة للأمير في هذه الرحلة على ما يلي:
ـ
ترجمة الأمير عبد القادر الحسَني.
ـ
بيعة العروش والقبائل للأمير عبد القادر الحسني.
ـ
حروب الأمير عبد القادر ضد الجيش الفرنساوي.
ـ
عود إلى ترجمة الأمير عبد القادر الحسني.
ـ
حماية الأمير عبد القادر الحسني لنصارى سكان جبل لبنان عام 1860.
ـ
مؤلفات الأمير عبد القادر.
ـ
كتاب من محمد بيرم الخامس إلى الأمير عبد القادر للتعريف بالمؤلف.
ـ
منزلة الأمير عبد القادر الحسني لدى أهل دمشق.
ـ
اجتماع المؤلف بالأمير عبد القادر الحسني.
ـ
عود إلى ترجمة الأمير عبد القادر الحسني.
ـ
مرثية المؤلف للأمير عبد القادر الحصني.
ففيما
يخص العنصر الأول استهله محمد السنوسي بذكر سلسلة نسب الأمير قائلاً: «هو الشيخ
محمد عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى... إلخ»، ذاكراً اتصال نسبه بالقطب
الجيلي، ثم بسيد الكونين عليه الصلاة والسلام([1]). مبيناً شرف هذا النسب العريق، وعلى
خِصيِّصيّة هذا البيت بمشيخة الطريقة القادرية بمدينة معسكر ببلاد الجزائر، وتميّز
أفراده بالعلم والصلاح والجهاد في سبيل الله.
وفي
العنصر الثاني تحدث عن البيعة فبين الظروف المحيطة بها والأسباب الداعية إليها وبيان
ما اتفق عليه من قبل أهل الحل والعقد([2]).
وفي
العنصر الثالث تحدث المؤلف عن حروب الأمير عبد القادر في مواجهة الجيش الفرنسي
فبدأ بمعركة مضيق سيدي مبارك التي حدثت في شهر ديسمبر من سنة 1835 والتي كان
يقودها عن الجانب الفرنسي الجنرال كلوزيل، ثم استيلاء الفرنسيين على مدينة معسكر.
وتحدث عن معركة تلمسان واستيلاء الأمير عليها رغم وقوف جماعة الكراغلة ضده، والذين
مالوا إلى جانب غريمه المزاري من قبيلة الدواير، الذي كان انضم بقبيلته إلى
الفرنسيين؛ ثم اضطرار الأمير إلى ترك تلمسان أمام قوة الفرنسيين ومن والاهم
(الكراغلة والدواير). ثم مهاجمة الأمير لمدينة وهران وانتصاره على القوات الفرنسية
التي كان يقودها الجنرال تريزيل، ومسيرته نحو الشرق مروراً بالمدية التي استولى
عليها. وعند عودته اعترض طريقه تريزيل وجرت معركة المقطع سنة 1836، التي كانت
نصراً مؤزراً للأمير وكان من نتائجها استعادة مدينة معسكر. ثم تعرض لعقد معاهدة
تافنا في ماي من سنة 1837، بعد أن فشل بيجو في الانتصار على الأمير عبد القادر،
مما جعل هذا الأخير يمتلك ثلاثة أرباع الأراضي الجزائرية.
وتحدث
عن سيادة ابن في البلاد مما جعل الأمير يتجه إلى عين ماضي سنة 1838 ويستولي عليها
بعد انسحاب شيخها محمد الحبيب بن الشيخ التيجاني.
كما
ذكر المؤلف ما قام به الفرنسيون من نقض لمعاهدة تافنا سنة 1839 وعودة الفريقين
الجزائري والفرنسي إلى التقاتل والحرب، ووصول الأمير إلى مشارف العاصمة، ثم تقهقره
أمام قوة الفرنسيين، وانضمام مصطفى بن إسماعيل ابن أخ المزاري السابق الذكر
للفرنسيين، وهو أحد زعماء قبائل الدواير، مما أضعف من قوة الأمير وشد من أزر
أعدائه.
ثم
تحدث عن تحركات الأمير الكثيرة وتنقلاته العجيبة من مكان لآخر وغزوه للقبائل التي
انضمت للفرنسيين، وفشل القوات الفرنسية وأعوانه في ملاحقته.
ويذكر
المؤلف أن الأمير اضطر إلى الالتجاء إلى المغرب الأقصى سنة 1843 لشدة محاربة
الفرنسيين له ورفض السلطان المغربي مساعدته، بل إنه عمل على محاربته. وتعرض المؤلف
لإحدى رسائل الأمير الموجهة إلى علماء مصر يستفتيهم فيها عن مسألة تدعيم سلطان
المغرب للعدو الفرنسي، ثم خروجه من الأراضي المغربية مما أدى به إلى إلقاء السلاح
والعودة إلى الجزائر في 22/12/1847 الموافق لسنة 1264هـ.
وفي
العنصر التالي تحدث عن كيفية نقل الأمير إلى فرنسا بدلاً من تحقيق طلبه بالتوجه
إلى المشرق، وبقائه فيها إلى سنة 1852، حين أذن له الإمبراطور نابليون
الثالث بالذهاب نحو بروسة بتركيا ومنها إلى دمشق حيث حظي باستقبال يليق بمقامه في
كل من تركيا وسوريا.
ويذكر
المؤلف الدور الذي قام به الأمير بحمايته للنصارى حين وقعت الفتنة بينهم وبين
المسلمين في جويلية من سنة 1860، وآوى إلى بيته وفي القصبة الآلاف منهم، ووقف هو
وأتباعه على حراستهم.
أما
عن مؤلفات الأمير فيتحدث عن رسائله الكثيرة في أحكام الجهاد والهجرة وأجوبته
الارتجالية في أذواق الصوفية ـ ويقصد به كتاب «المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد»
ـ، ويأتي بإحدى قصائد الأمير حول معركة خنق النطاح، وهي تتكون من أربعة وأربعين
بيتاً، كما يأتي بقصيدة أخرى حماسية في مدح البادية وهي في ست وثلاثين بيتاً وأخرى
في الفخر، كما تحدث عن ابنيه: الكبير محمد باشا الذي ألف كتاب جياد الخيل تحت اسم «عقد
الأجياد في الصافِنات الجياد»، وولده الثاني محيي الدين باشا الأديب الشاعر الذي
قرظ كتاب شقيقه هذا.
كما
بسط لنا المؤلف رسالة حملها إلى الأمير وهي من قبل بيرم الخامس([3]) من تونس يتشوق فيها إليه ويوصيه بمحمد
السنوسي حامل الرسالة خيراً، على أنه من أفاضل جامع الزيتونة.
وذكر
أن أهل دمشق يقدرون الأمير أحسن تقدير ويسمونه بـ«السيد الأمير». كما ذكر أن هذا
الأخير قد خصه ببيت كبير يستعمله للاجتماع مع الناس وببيت آخر بالعلو للنوم.
كما
تحدث عن لقائه بالأمير في دمشق التي دخلها في صفر من سنة 1300هـ الموافق للتاسع من
شهر سنة 1883، وأن الأمير رحب به وببعض العلماء ترحيباً كبيراً وخصه ببعض الأسئلة
عن أهله وبلده تونس وعن راحته في نزوله.
ويصف
المؤلف الأمير بصفات حميدة من «سعة العلم والأدب والصلاح والخيرية وسعة الفضل وكرم
النفس والشجاعة ورغد العيش وطول اليد ونفوذ الكلمة وبرور الأبناء مع حسن الأخلاق
العذب المذاق»([4]).
وفي
الأخير يُظهر تدهور صحة الأمير وهرمه إلى أن أدركته المنية في الثامن عشر من شهر
رجل سنة 1300هـ الموافق للسادس والعشرين من شهر ماي سنة 1883م.
ويختم
كل ذلك بمرثية له في الأمير عبد القادر أرسلها إلى أبنائه بعد أن بلغه خبر وفاة
والدهم، والقصيدة تتكون من تسعة وعشرين بيتاً مطلعها:
نبأ بأسهُمِه أصابَ حناجِري | | وأفاضَ سيلاً من دموعِ محاجِري |
واندكّ طودُ الصبرِ منه وقد عفا | | رَسْمُ الحُلوم فلم نجِدْ مِن جابِر |
والناسُ في هَرْجٍ طَغى ثيارُهم | | من روعِ فقدِ الغرمِ عبدِ القادر([5]) |
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin