هلتعلم أن الظاهر بيبرس العلائي البندقداري الصالحي، ركن الدين،
الملكالظاهر
هو صاحب الفتوحات والأخبار والآثار. مولده بأرض القبجاق. أسر فبيعفي سيواس، ثم نقل إلى حلب،
ومنها إلى القاهرة. فاشتراه الأمير علاء الدينأيدكين البندقدار، وبقي عنده، فلما قبض عليه
الملك الصالح (نجم الدينأيوب) بيبرس، فجعله في خاصة خدمه، ثم أعتقه. ولم تزل همته تصعد به
حتى كان «أتابك»
العساكر بمصر، في أيام الملك «المظفر» قطز، وقاتل معه التتار فيفلسطين. ثم اتفق مع أمراء الجيش
على قتل قطز، فقتلوه، وتولى «بيبرس» سلطنةمصر والشام «سنة 658 ه) وتلقب ب الملك «القاهر،
أبي الفتوحات» ثم ترك هذااللقب وتلقب ب الملك «الظاهر». وكان شجاعاً جباراً، يباشر الحروب
بنفسه. وله
الوقائع الهائلة مع التتار والإفرنج (الصليبيين) وله الفتوحاتالعظيمة، منها بلاد (النوبة) و«دنقلة»
ولم تفتح قبله مع كثرة غزو الخلفاءوالسلاطين لها. وفي أيامه انتقلت الخلافة إلى الديار المصرية سنة 659
ه. وآثاره
وعمائره وأخباره كثيرة جداً. توفي في دمشق ومرقده فيها معروف أقيمتحوله المكتبة الظاهرية.
هلتعلم أن صلاح الدين الأيوبي واسمه يوسف بن أيوب بن شاذي، أبو
المظفر، صلاحالدين الأيوبي، الملقب ب الملك الناصر هو من أشهر ملوك الإسلام. كان
أبوهوأهله
من قرية دوين (في شرقي أذربيجان) وهم بطن من الروادية، من قبيلةالهذانية، من الأكراد. نزلوا
بتكريت، وولد بها صلاح الدين، وتوفي فيها جدهشاذي. ثم ولي أبوه (أيوب) أعمالاً في بغداد
والموصل ودمشق. ونشأ هو فيدمشق، وتفقه وتأدب وروى الحديث بها وبمصر والإسكندرية، وحدث في
القدس. ودخل
مع أبيه (نجم الدين) وعمه (شيركوه) في خدمة نور الدين محمود بن عمادالدين زنكي (صاحب دمشق وحلب
والموصل) واشترك صلاح الدين مع عمه شيركوه فيحملة وجهها نور الدين للاستيلاء على مصر (سنة
559 ه) فكانت وقائع ظهرتفيها مزايا صلاح الدين العسكرية. وتم لشيركوه الظفر أخيراً، باسم
السلطاننور الدين، فاستولى على زمام الأمور بمصر، واستوزره خليفتها
العاضدالفاطمي.
ولكن شيركوه ما لبث أن مات. فاختار العاضد للوزارة وقيادة الجيشصلاح الدين، ولقبه ب الملك
الناصر. وهاجم الفرنج دمياط، فصدهم صلاح الدين. ثم استقل بملك مصر، مع اعترافه بسيادة نور الدين. ومرض العاضد مرض
موته،فقطع
صلاح الدين خطبته، وخطب للعباسيين، وانتهى بذلك أمر الفاطميين. وماتنور الدين (سنة 569) فاضطربت
البلاد الشامية والجزيرة، ودعي صلاح الدينلضبطها، فأقبل على دمشق (سنة 570) فاستقبلته
بحفاوة. وانصرف إلى ماوراءها، فاستولى على بعلبك وحمص وحماة وحلب. ثم ترك حلب للملك
الصالحإسماعيل
بن نور الدين، وانصرف إلى عملين جديين: أحدهما الإصلاح الداخلي فيمصر والشام، بحيث كان يتردد بين
القطرين، والثاني دفع غارات الصليبيينومهاجمة حصونهم وقلاعهم في بلاد الشام. فبدأ
بعمارة قلعة مصر، وأنشأ مدارسوآثاراً فيها. ثم انقطع عن مصر بعد رحيله عنها سنة 578 إذ تتابعت
أمامهحوادث
الغارات وصد الاعتداءات الفرنجية في الديار الشامية، فشغلته بقيةحياته. ودانت لصلاح الدين
البلاد من آخر حدود النوبة جنوباً وبرقة غرباًإلى بلاد الأرمن شمالاً، وبلاد الجزيرة
والموصل شرقاً. وكان أعظم انتصارله على الفرنج في فلسطين والساحل الشامي «يوم حطين» الذي تلاه
استردادطبرية وعكار ويافا إلى ما بعد بيروت، ثم افتتاح القدس (سنة 583) ووقائععلى أبواب صور، فدفاع مجيد عن
عكا انتهى بخروجها من يده (سنة 587) بعد أناجتمع لحربه ملكا فرنسا وإنكلترة بجيشهما
وأسطوليهما. وأخيراً عقد الصلحبينه وبين كبير الفرنج ريكارد قلب الأسد (ملك إنكلترة) على أن
يحتفظالفرنج
بالساحل من عكا إلى يافا، وأن يسمح لحجاجهم بزيارة بيت المقدس، وأنتخرب عسقلان ويكون الساحل من
أولها إلى الجنوب لصلاح الدين. وعاد «ريشارد» إلى بلاده. وانصرف صلاح الدين من القدس، بعد أن بنى فيها مدارس
ومستشفيات. ومكث
في دمشق مدة قصيرة انتهت بوفاته. وكان رقيق النفس والقلب، على شدةبطولته، رجل سياسة وحرب، بعيد
النظر، متواضعاً مع جنده وأمراء جيشه، لايستطيع المتقرب منه إلا أن يحس بحب له ممزوج
بهيبة. اطلع على جانب حسن منالحديث والفقه والأدب ولا سيما أنساب العرب ووقائعهم، وحفظ ديوان
الحماسة. ولم
يدخر لنفسه مالاً ولا عقاراً. وكانت مدة حكمه بمصر 24 سنة، وبسورية 19سنة، وخلف من الأولاد 17 ذكراً
وأنثى واحدة.
هلتعلم أن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي الصحابي هو
سيف اللهالفاتح الكبير، كان من أشراف قريش في الجاهلية، يلي أعنة الخيل،
وشهد معمشركيهم حروب الإسلام إلى عمرة الحديبية، وأسلم قبل فتح مكة (هو
وعمرو بنالعاص) سنة 7 ه، فسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاه الخيل.
ولماولي
أبو بكر وجهه لقتال مسليمة ومن ارتد من أعراب نجد. ثم سيره إلى العراقسنة 12 ه، ففتح الحيرة وجانباً
عظيماً منه. وحوله إلى الشام وجعله أمير منفيها من الأمراء. ولما ولي عمر عزله عن
قيادة الجيوش بالشام وولى أباعبيدة بن الجراح، فلم يثن ذلك من عزمه، واستمر يقاتل بين يدي أبي
عبيدةإلى أن
تم لهما الفتح (سنة 14 ه) فرحل إلى المدينة، فدعاه عمر ليوليه،فأبى. ومات بحمص (في سورية). كان
مظفراً خطيباً فصيحاً. يشبه عمر بنالخطاب في خلقه وصفته. قال أبو بكر: عجزت النساء أن يلدن مثل خالد
روى لهالمحدثون
18 حديثاً.
هلتعلم أن سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري،
أبوإسحاق:
الصحابي الأمير، هو فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذينعينهم عمر للخلافة، وأول من رمى
بسهم في سبيل الله، وأحد العشرة المبشرينبالجنة، ويقال له فارس الإسلام. أسلم وهو
ابن 17 سنة، وشهد بدراً، وافتتحالقادسية، ونزل أرض الكوفة فجعلها خططاً لقبائل العرب، وابتنى بها
داراًفكثرت
الدور فيها. وظل والياً عليها مدة عمر بن الخطاب. وأقره عثمانزمناً، ثم عزله. فعاد إلى
المدينة، فأقام قليلاً وفقد بصره ومات في قصرهبالعقيق (على بعد عشرة أميال من المدينة) وحمل
إليها. له في كتب الحديث 271 حديثاً.
هلتعلم أن عبد الرحمن الغافقي أبو سعيد أمير الأندلس، من كبار
القادة الغزاةالشجعان. أصله من غافق (من قبيلة عك، في اليمن) رحل إلى إفريقية. ثم
وفدعلى
سليمان بن عبد الملك الأموي، في دمشق. وعاد إلى المغرب، فاتصل بموسىبن نصير وولده عبد العزيز، أيام
إقامتهما في الأندلس. وولي قيادة الشاطىءالشرقي من الأندلس. وكثرت جموعه بعد مقتل
السمح بن مالك (سنة 102 ه) فانتقل
إلى أربونة، فانتخبه المسلمون فيها أميراً، وأقره والي إفريقية. ونشأ خلاف بينه وبين عنبسة بن
سحيم (أحد القادة) فعزل عبد الرحمن ووليعنبسة مكانه، فصبر مدة يغزو مع الغزاة إلى
أن ولاه هشام ابن عبد الملكإمارة الأندلس سنة 112 ه، فزار أقاليمها وتأهب لفتح بلاد الغال
وكانت تعرفبالأرض الكبيرة، وهي فرنسا الآن، فدعا العرب من اليمن والشام ومصروإفريقية إلى مناصرته، وأقبلت
عليه الجماهير، فاجتاز بهم جبال البيرنيهوأوغل في مقاطعتي أكيتانية وبروغونية،
واستولى على مدينة بوردو، ودحر جيوش «شارل مارتل» وتقدم يريد الإيغال، فجمع «شارل» جيشاً كبيراً من
الغاليينوالجرمانيين، فنشبت حرب دامية دي بواتيه (بلاط الشهداء) بقرب نهر
اللوار،قتل فيها عبد الرحمن. وكانت قاعدة الأندلس في أيامه مدينة قرطبة. وهو
الذيبني
قنطرتها المشهورة في سعتها وعظمتها وأبراجها.
هلتعلم أن قتيبة بن مسلم الباهلي، أبو حفص هو أمير فاتح، من مفاخر
العرب. كان
أبوه كبير القدر عند يزيد بن معاوية. ونشأ هو في الدولة المروانية. فولي الري في أيام عبد الملك بن
مروان، وخراسان في أيام ابنه الوليد. ووثبلغزو ما وراء النهر، فتوغل فيها. وافتتح
كثيراً من المدائن، كخوارزم،وسجستان، وسمرقند. وغزا أطراف الصين وضرب عليها الجزية. وأذعنت له
بلاد ماوراء النهر كلها. واشتهرت فتوحاته، فاستمرت ولايته ثلاث عشرة سنة،
وهوعظيم
المكانة مرهوب الجانب. ومات الوليد، واستخلف سليمان بن عبد الملك،وكان هذا يكره قتيبة، فأراد
قتيبة الاستقلال بما في يده، وجاهر بنزعالطاعة. واختلف عليه قادة جيشه، فقتله وكيع
ابن حسان التميمي، بفرغانة. وكان
مع بطولته دمث الأخلاق، داهية، طويل الروية، راوياً للشعر عالماً به. قال أحد الأعاجم بعد مقتله: يا
معشر العرب قتلتم قتيبة، ووالله لو كانفينا لجعلناه في تابوت واستفتحنا به غزواتنا.
وقال المرزباني: وأهل البصرةيفخرون به وبولده.
هلتعلم أن حافظ إبراهيم المهندس هو شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها
نيفاًوربع
قرن. ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعدعامين من ولادته. ثم ماتت أمه
بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة؛ فنشأيتيماً. ونظم الشعر في أثناء الدراسة. ولما
شب أتلف شعر الحداثة جميعاً. واشتغل
مع بعض المحامين في طنطا، فالقاهرة، محامياً، ولم يكن للمحاماةيومئذ قانون يقيدها. ثم التحق
بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891 برتبةملازم ثان بالطوبجية. وسافر مع «حملة
السودان» فأقام مدة في سواكنوالخرطوم. وألف مع بعض الضباط المصريين «جمعية» سرية وطنية،
اكتشفهاالإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم «حافظ» فأحيل إلى «الإستيداع» فلجأ
إلىالشيخ
محمد عبده، وكان يرعاه، فأعيد إلى الخدمة في البوليس. ثم أحيل إلىالمعاش، فاشتغل «محرراً» في
جريدة «الأهرام» ولقب ب شاعر النيل، وطار صيتهواشتهر شعره ونثره. وكانت مصر تغلي وتتحفز،
ومصطفى كامل يوقد روح الثورةفيها، فضرب حافظاً على وتيرته؛ فكان شاعر الوطنية والاجتماع
والمناسباتالخطيرة. وانقطع للنظم والتأليف زمناً. وعين رئيساً للقسم الأدبي
في دارالكتب
المصرية سنة (1911/1329 ه) فاستمر إلى قبيل وفاته. وكان قوي الحافظةراوية، سميراً، مرحاً، حاضر
النكتة، جهوري الصوت، بديع الإلقاء، كريم اليدفي حالي بؤسه ورخائه، مهذب النفس. وفي شعره
إبداع في الصوغ امتاز به عنأكثر أقرانه. توفي بالقاهرة. له «ديوان حافظ ط» مجلدان.
هلتعلم أن خليل مطران هو شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب،
له اشتغالبالتاريخ
والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركيةببيروت.
وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة «الأهرام» بضع سنين، ثم أنشأ «المجلةالمصرية»
وبعدها جريدة «الجوائب المصرية» اليومية، ناصر بها مصطفى كامل «باشا» في حركته الوطنية،
واستمرت أربع سنوات. وصنف «مرآة الأيام في ملخصالتاريخ العام ط» واشترك مع الشاعر حافظ إبراهيم في ترجمة «الموجز
في علمالاقتصاد
ط» خمسة أجزاء، عن الفرنسية، وترجم عدة «روايات» من تأليف شكسبيروكورناي
وراسين وهيجو وبول بورجيه. وعلت شهرته، ولقب ب شاعر القطرين، وكانيشبه
بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمهالعناية
بالمعاني على العناية بالألفاظ. وكان غزير العلم بالأدبين العربيوالفرنسي،
رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً، قل أن ذكر أحداً بغير الخير، «ديوان شعر ط» في أربعة أجزاء. توفي
بالقاهرة.
هلتعلم أن عز الدين القسام مجاهد، من أسرة كريمة في جبلة (من أعمالاللاذقية). تعلم في الأزهر بمصر.
واشتغل في بلده بالتعليم والوعظ إلى أناحتل الفرنسيون ساحل سورية في ختام الحرب
العالمية الأولى (سنة 1918) فثارفي جماعة من تلاميذه ومريديه. وطارده الفرنسيون، فقصد دمشق، إبان
الحكمالفيصلي.
ثم غادرها بعد استيلاء الفرنسيين عليها (سنة 1920) فأقام في حيفا (بفلسطين) وتولى فيها إمامة جامع
الاستقلال وخطابته، ورياسة جمعية الشبانالمسلمين. وتعاون مع الشيخ محمد كامل القصاب
على تأليف كتاب «النقدوالبيان ط». واستفحل الخطر الصهيوني، فثارت فلسطين على الإنكليز،
وكانواحكامها
(سنة 1934) وظهرت بطولة القسام في معارك خاضها في تلك الثورة،منفرداً بعصبة من رجاله،
يقاتلون كلما وجدوا سبيلاً إلى القتال، ويأوونإلى الكهوف والمغاور. ومات شهيداً في أواخر
عهد الثورة، فدفن في قرية «الشيخ»
بجوار حيفا.
الملكالظاهر
هو صاحب الفتوحات والأخبار والآثار. مولده بأرض القبجاق. أسر فبيعفي سيواس، ثم نقل إلى حلب،
ومنها إلى القاهرة. فاشتراه الأمير علاء الدينأيدكين البندقدار، وبقي عنده، فلما قبض عليه
الملك الصالح (نجم الدينأيوب) بيبرس، فجعله في خاصة خدمه، ثم أعتقه. ولم تزل همته تصعد به
حتى كان «أتابك»
العساكر بمصر، في أيام الملك «المظفر» قطز، وقاتل معه التتار فيفلسطين. ثم اتفق مع أمراء الجيش
على قتل قطز، فقتلوه، وتولى «بيبرس» سلطنةمصر والشام «سنة 658 ه) وتلقب ب الملك «القاهر،
أبي الفتوحات» ثم ترك هذااللقب وتلقب ب الملك «الظاهر». وكان شجاعاً جباراً، يباشر الحروب
بنفسه. وله
الوقائع الهائلة مع التتار والإفرنج (الصليبيين) وله الفتوحاتالعظيمة، منها بلاد (النوبة) و«دنقلة»
ولم تفتح قبله مع كثرة غزو الخلفاءوالسلاطين لها. وفي أيامه انتقلت الخلافة إلى الديار المصرية سنة 659
ه. وآثاره
وعمائره وأخباره كثيرة جداً. توفي في دمشق ومرقده فيها معروف أقيمتحوله المكتبة الظاهرية.
هلتعلم أن صلاح الدين الأيوبي واسمه يوسف بن أيوب بن شاذي، أبو
المظفر، صلاحالدين الأيوبي، الملقب ب الملك الناصر هو من أشهر ملوك الإسلام. كان
أبوهوأهله
من قرية دوين (في شرقي أذربيجان) وهم بطن من الروادية، من قبيلةالهذانية، من الأكراد. نزلوا
بتكريت، وولد بها صلاح الدين، وتوفي فيها جدهشاذي. ثم ولي أبوه (أيوب) أعمالاً في بغداد
والموصل ودمشق. ونشأ هو فيدمشق، وتفقه وتأدب وروى الحديث بها وبمصر والإسكندرية، وحدث في
القدس. ودخل
مع أبيه (نجم الدين) وعمه (شيركوه) في خدمة نور الدين محمود بن عمادالدين زنكي (صاحب دمشق وحلب
والموصل) واشترك صلاح الدين مع عمه شيركوه فيحملة وجهها نور الدين للاستيلاء على مصر (سنة
559 ه) فكانت وقائع ظهرتفيها مزايا صلاح الدين العسكرية. وتم لشيركوه الظفر أخيراً، باسم
السلطاننور الدين، فاستولى على زمام الأمور بمصر، واستوزره خليفتها
العاضدالفاطمي.
ولكن شيركوه ما لبث أن مات. فاختار العاضد للوزارة وقيادة الجيشصلاح الدين، ولقبه ب الملك
الناصر. وهاجم الفرنج دمياط، فصدهم صلاح الدين. ثم استقل بملك مصر، مع اعترافه بسيادة نور الدين. ومرض العاضد مرض
موته،فقطع
صلاح الدين خطبته، وخطب للعباسيين، وانتهى بذلك أمر الفاطميين. وماتنور الدين (سنة 569) فاضطربت
البلاد الشامية والجزيرة، ودعي صلاح الدينلضبطها، فأقبل على دمشق (سنة 570) فاستقبلته
بحفاوة. وانصرف إلى ماوراءها، فاستولى على بعلبك وحمص وحماة وحلب. ثم ترك حلب للملك
الصالحإسماعيل
بن نور الدين، وانصرف إلى عملين جديين: أحدهما الإصلاح الداخلي فيمصر والشام، بحيث كان يتردد بين
القطرين، والثاني دفع غارات الصليبيينومهاجمة حصونهم وقلاعهم في بلاد الشام. فبدأ
بعمارة قلعة مصر، وأنشأ مدارسوآثاراً فيها. ثم انقطع عن مصر بعد رحيله عنها سنة 578 إذ تتابعت
أمامهحوادث
الغارات وصد الاعتداءات الفرنجية في الديار الشامية، فشغلته بقيةحياته. ودانت لصلاح الدين
البلاد من آخر حدود النوبة جنوباً وبرقة غرباًإلى بلاد الأرمن شمالاً، وبلاد الجزيرة
والموصل شرقاً. وكان أعظم انتصارله على الفرنج في فلسطين والساحل الشامي «يوم حطين» الذي تلاه
استردادطبرية وعكار ويافا إلى ما بعد بيروت، ثم افتتاح القدس (سنة 583) ووقائععلى أبواب صور، فدفاع مجيد عن
عكا انتهى بخروجها من يده (سنة 587) بعد أناجتمع لحربه ملكا فرنسا وإنكلترة بجيشهما
وأسطوليهما. وأخيراً عقد الصلحبينه وبين كبير الفرنج ريكارد قلب الأسد (ملك إنكلترة) على أن
يحتفظالفرنج
بالساحل من عكا إلى يافا، وأن يسمح لحجاجهم بزيارة بيت المقدس، وأنتخرب عسقلان ويكون الساحل من
أولها إلى الجنوب لصلاح الدين. وعاد «ريشارد» إلى بلاده. وانصرف صلاح الدين من القدس، بعد أن بنى فيها مدارس
ومستشفيات. ومكث
في دمشق مدة قصيرة انتهت بوفاته. وكان رقيق النفس والقلب، على شدةبطولته، رجل سياسة وحرب، بعيد
النظر، متواضعاً مع جنده وأمراء جيشه، لايستطيع المتقرب منه إلا أن يحس بحب له ممزوج
بهيبة. اطلع على جانب حسن منالحديث والفقه والأدب ولا سيما أنساب العرب ووقائعهم، وحفظ ديوان
الحماسة. ولم
يدخر لنفسه مالاً ولا عقاراً. وكانت مدة حكمه بمصر 24 سنة، وبسورية 19سنة، وخلف من الأولاد 17 ذكراً
وأنثى واحدة.
هلتعلم أن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي الصحابي هو
سيف اللهالفاتح الكبير، كان من أشراف قريش في الجاهلية، يلي أعنة الخيل،
وشهد معمشركيهم حروب الإسلام إلى عمرة الحديبية، وأسلم قبل فتح مكة (هو
وعمرو بنالعاص) سنة 7 ه، فسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاه الخيل.
ولماولي
أبو بكر وجهه لقتال مسليمة ومن ارتد من أعراب نجد. ثم سيره إلى العراقسنة 12 ه، ففتح الحيرة وجانباً
عظيماً منه. وحوله إلى الشام وجعله أمير منفيها من الأمراء. ولما ولي عمر عزله عن
قيادة الجيوش بالشام وولى أباعبيدة بن الجراح، فلم يثن ذلك من عزمه، واستمر يقاتل بين يدي أبي
عبيدةإلى أن
تم لهما الفتح (سنة 14 ه) فرحل إلى المدينة، فدعاه عمر ليوليه،فأبى. ومات بحمص (في سورية). كان
مظفراً خطيباً فصيحاً. يشبه عمر بنالخطاب في خلقه وصفته. قال أبو بكر: عجزت النساء أن يلدن مثل خالد
روى لهالمحدثون
18 حديثاً.
هلتعلم أن سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري،
أبوإسحاق:
الصحابي الأمير، هو فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذينعينهم عمر للخلافة، وأول من رمى
بسهم في سبيل الله، وأحد العشرة المبشرينبالجنة، ويقال له فارس الإسلام. أسلم وهو
ابن 17 سنة، وشهد بدراً، وافتتحالقادسية، ونزل أرض الكوفة فجعلها خططاً لقبائل العرب، وابتنى بها
داراًفكثرت
الدور فيها. وظل والياً عليها مدة عمر بن الخطاب. وأقره عثمانزمناً، ثم عزله. فعاد إلى
المدينة، فأقام قليلاً وفقد بصره ومات في قصرهبالعقيق (على بعد عشرة أميال من المدينة) وحمل
إليها. له في كتب الحديث 271 حديثاً.
هلتعلم أن عبد الرحمن الغافقي أبو سعيد أمير الأندلس، من كبار
القادة الغزاةالشجعان. أصله من غافق (من قبيلة عك، في اليمن) رحل إلى إفريقية. ثم
وفدعلى
سليمان بن عبد الملك الأموي، في دمشق. وعاد إلى المغرب، فاتصل بموسىبن نصير وولده عبد العزيز، أيام
إقامتهما في الأندلس. وولي قيادة الشاطىءالشرقي من الأندلس. وكثرت جموعه بعد مقتل
السمح بن مالك (سنة 102 ه) فانتقل
إلى أربونة، فانتخبه المسلمون فيها أميراً، وأقره والي إفريقية. ونشأ خلاف بينه وبين عنبسة بن
سحيم (أحد القادة) فعزل عبد الرحمن ووليعنبسة مكانه، فصبر مدة يغزو مع الغزاة إلى
أن ولاه هشام ابن عبد الملكإمارة الأندلس سنة 112 ه، فزار أقاليمها وتأهب لفتح بلاد الغال
وكانت تعرفبالأرض الكبيرة، وهي فرنسا الآن، فدعا العرب من اليمن والشام ومصروإفريقية إلى مناصرته، وأقبلت
عليه الجماهير، فاجتاز بهم جبال البيرنيهوأوغل في مقاطعتي أكيتانية وبروغونية،
واستولى على مدينة بوردو، ودحر جيوش «شارل مارتل» وتقدم يريد الإيغال، فجمع «شارل» جيشاً كبيراً من
الغاليينوالجرمانيين، فنشبت حرب دامية دي بواتيه (بلاط الشهداء) بقرب نهر
اللوار،قتل فيها عبد الرحمن. وكانت قاعدة الأندلس في أيامه مدينة قرطبة. وهو
الذيبني
قنطرتها المشهورة في سعتها وعظمتها وأبراجها.
هلتعلم أن قتيبة بن مسلم الباهلي، أبو حفص هو أمير فاتح، من مفاخر
العرب. كان
أبوه كبير القدر عند يزيد بن معاوية. ونشأ هو في الدولة المروانية. فولي الري في أيام عبد الملك بن
مروان، وخراسان في أيام ابنه الوليد. ووثبلغزو ما وراء النهر، فتوغل فيها. وافتتح
كثيراً من المدائن، كخوارزم،وسجستان، وسمرقند. وغزا أطراف الصين وضرب عليها الجزية. وأذعنت له
بلاد ماوراء النهر كلها. واشتهرت فتوحاته، فاستمرت ولايته ثلاث عشرة سنة،
وهوعظيم
المكانة مرهوب الجانب. ومات الوليد، واستخلف سليمان بن عبد الملك،وكان هذا يكره قتيبة، فأراد
قتيبة الاستقلال بما في يده، وجاهر بنزعالطاعة. واختلف عليه قادة جيشه، فقتله وكيع
ابن حسان التميمي، بفرغانة. وكان
مع بطولته دمث الأخلاق، داهية، طويل الروية، راوياً للشعر عالماً به. قال أحد الأعاجم بعد مقتله: يا
معشر العرب قتلتم قتيبة، ووالله لو كانفينا لجعلناه في تابوت واستفتحنا به غزواتنا.
وقال المرزباني: وأهل البصرةيفخرون به وبولده.
هلتعلم أن حافظ إبراهيم المهندس هو شاعر مصر القومي، ومدون أحداثها
نيفاًوربع
قرن. ولد في ذهبية بالنيل كانت راسية أمام ديروط. وتوفي أبوه بعدعامين من ولادته. ثم ماتت أمه
بعد قليل، وقد جاءت به إلى القاهرة؛ فنشأيتيماً. ونظم الشعر في أثناء الدراسة. ولما
شب أتلف شعر الحداثة جميعاً. واشتغل
مع بعض المحامين في طنطا، فالقاهرة، محامياً، ولم يكن للمحاماةيومئذ قانون يقيدها. ثم التحق
بالمدرسة الحربية، وتخرج سنة 1891 برتبةملازم ثان بالطوبجية. وسافر مع «حملة
السودان» فأقام مدة في سواكنوالخرطوم. وألف مع بعض الضباط المصريين «جمعية» سرية وطنية،
اكتشفهاالإنجليز فحاكموا أعضاءها ومنهم «حافظ» فأحيل إلى «الإستيداع» فلجأ
إلىالشيخ
محمد عبده، وكان يرعاه، فأعيد إلى الخدمة في البوليس. ثم أحيل إلىالمعاش، فاشتغل «محرراً» في
جريدة «الأهرام» ولقب ب شاعر النيل، وطار صيتهواشتهر شعره ونثره. وكانت مصر تغلي وتتحفز،
ومصطفى كامل يوقد روح الثورةفيها، فضرب حافظاً على وتيرته؛ فكان شاعر الوطنية والاجتماع
والمناسباتالخطيرة. وانقطع للنظم والتأليف زمناً. وعين رئيساً للقسم الأدبي
في دارالكتب
المصرية سنة (1911/1329 ه) فاستمر إلى قبيل وفاته. وكان قوي الحافظةراوية، سميراً، مرحاً، حاضر
النكتة، جهوري الصوت، بديع الإلقاء، كريم اليدفي حالي بؤسه ورخائه، مهذب النفس. وفي شعره
إبداع في الصوغ امتاز به عنأكثر أقرانه. توفي بالقاهرة. له «ديوان حافظ ط» مجلدان.
هلتعلم أن خليل مطران هو شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب،
له اشتغالبالتاريخ
والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركيةببيروت.
وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة «الأهرام» بضع سنين، ثم أنشأ «المجلةالمصرية»
وبعدها جريدة «الجوائب المصرية» اليومية، ناصر بها مصطفى كامل «باشا» في حركته الوطنية،
واستمرت أربع سنوات. وصنف «مرآة الأيام في ملخصالتاريخ العام ط» واشترك مع الشاعر حافظ إبراهيم في ترجمة «الموجز
في علمالاقتصاد
ط» خمسة أجزاء، عن الفرنسية، وترجم عدة «روايات» من تأليف شكسبيروكورناي
وراسين وهيجو وبول بورجيه. وعلت شهرته، ولقب ب شاعر القطرين، وكانيشبه
بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمهالعناية
بالمعاني على العناية بالألفاظ. وكان غزير العلم بالأدبين العربيوالفرنسي،
رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً، قل أن ذكر أحداً بغير الخير، «ديوان شعر ط» في أربعة أجزاء. توفي
بالقاهرة.
هلتعلم أن عز الدين القسام مجاهد، من أسرة كريمة في جبلة (من أعمالاللاذقية). تعلم في الأزهر بمصر.
واشتغل في بلده بالتعليم والوعظ إلى أناحتل الفرنسيون ساحل سورية في ختام الحرب
العالمية الأولى (سنة 1918) فثارفي جماعة من تلاميذه ومريديه. وطارده الفرنسيون، فقصد دمشق، إبان
الحكمالفيصلي.
ثم غادرها بعد استيلاء الفرنسيين عليها (سنة 1920) فأقام في حيفا (بفلسطين) وتولى فيها إمامة جامع
الاستقلال وخطابته، ورياسة جمعية الشبانالمسلمين. وتعاون مع الشيخ محمد كامل القصاب
على تأليف كتاب «النقدوالبيان ط». واستفحل الخطر الصهيوني، فثارت فلسطين على الإنكليز،
وكانواحكامها
(سنة 1934) وظهرت بطولة القسام في معارك خاضها في تلك الثورة،منفرداً بعصبة من رجاله،
يقاتلون كلما وجدوا سبيلاً إلى القتال، ويأوونإلى الكهوف والمغاور. ومات شهيداً في أواخر
عهد الثورة، فدفن في قرية «الشيخ»
بجوار حيفا.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin