منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

منتدى تلات عبد القادر للعلوم والمعارف والثقافات لكل الفئات العمرية والأطياف الفكرية

اخي الزائر شكرا لك على اختيارك لمنتدانا ..كما نرجو لك وقتا ممتعا واستفادة تامة من محتويات المنتدى..وندعوك زائرنا الكريم للتسجيل والمشاركة في إثراء المنتدى ولو برد جميل ...دمت لنا صديقاوفيا..وجزاك الله خيرا.

المواضيع الأخيرة

» آلاف اليهود يدخلون الاسلام سرا
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin

» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin

» من الالحاد الى الاسلام
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin

» غرداية
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin

» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin

» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin

» طرق المذاكرة للاطفال
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin

» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin

» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin

» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin

» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin

» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin

» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
 أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin

التبادل الاعلاني

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها

    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

     أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر  رضي الله عنها Empty أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 22 أكتوبر 2010 - 13:02

    بسمالله الرحمن الرحيم
    الرؤيا:
    مضت فترة على زواج النبي rمن «سودة» ثم استيقظصبيحة يوم مسترجعًا في مخيلته ذكرى حلم رآه، فقد جاءه جبريل - u- بقطعة قماش حريري عليها صورة «عائشة بنت أبي بكر» وقال له: «إنها زوجتك فيالدنيا والآخرة».
    فأخذ rيفكر في أمر هذه الرؤيا.. ثم صرفه ذهنه عنها معتبرًا إياها أضغاث أحلام ولم يولهاعنايته واهتمامه فقد كانت مشاغل الدعوة وأعباء الرسالة أكبر من هذا الخاطر العابر وأعظم منه،لكن الرؤيا تكررت ليومين على التوالي فأدرك النبي r أنها أمر من الله – سبحانه وتعالى -.. ولابد من تنفيذ أمرالله. ثم بكر – عليه الصلاة والسلام – إلى دار أبي بكر t فاستقبله مرحبًا.
    ولما استقر المقام بالنبي r قص على أبي بكررؤياه فأصغى t وقد أدرك أن النبي r قد جاءه خاطبًا. ثم التفت إلى النبي r وقال: «إنهاما زالت صغيرة يا رسول الله... وسأرسلها إليك لتراها».
    ثم غادر رسول الله r دار أبي بكر،كانت السعادة والفرحة تغمران نفس الصديق فإنه لشرف عظيم ومنزلة سامية أن يصاهرهالنبي r ثم دخل حرم أهله ونادى «عائشة» والتي كانت منهمكة فياللهو بدماها، ثم حملها إناء فيه تمر وطلب إليها أن توصله إلى بيت رسول الله r وتقول له: «هذا كلما عندتا يا رسول الله r فهل يوافقك؟» فعل أبو بكر t ذلك بعد أن أخبر زوجته أم رومان بالأمر وأخذ رأيها.
    الخطبة:
    أسرعت «عائشة» الطفلة الفتاة إلى بيترسول الله r فهشَّ لها وحياها، ثم قدمت له وعاء التمر الذي أرسلتبه وقالت له ما علمها أبوها ثم عادت ثانية إلى والدها فسألها:
    «ماذا قال يا بنية؟ أجابت: قال: نعموعلى بركة الله»، لقد ذهبت «عائشة» إلى بيت النبي r تنفيذًا لأمر أبيها وهي لا تدري من أمر هذه الزيارةشيئًا ولا الغاية منها، إذ كانت صغيرة في السن، ولا تدرك معها منطويات هذه الأموروأهداف هذه التحركات وأبعادها ومراميها.
    لقد ارتاحت نفس الصديق t غاية الراحة وسرغاية السرور لجواب النبي r وخطبت عائشة لرسول الله r وهي بنت سبع سنين (على أصح الروايات) وبقي أمر هذهالخطبة مكتومًا لا يعلم به أحد سوى رسول الله r وأبو بكر وزوجته أم رومان وكان رسول الله r كثير التردد علىأبي بكر فيوصي بعائشة خيرًا؛ إذ كانت طفلة صغيرة لا تفقه من شئون الحياة إلاالقليل وكانت مثل صديقاتها في سنها تقضي معظم أوقاتها لاهية لاعبة تأخذ دميتها فيحجرها فتسرح لها شعرها أو تلبسها خرقًا تسميها ثيابًا أو تهدهدها لتغفو.
    لقد وثقت هذه الخطبة أواصر المحبة والصداقة بين
    رسول الله
    r وصديقه الحميم أبي بكر t وزادتها متانة وقوة.

    الزواج:
    سنوات الكفاح والجلاد والجهاد حتى كانتالهجرة إلى المدينة وبعد أن استقرَّ المقام بالمسلمين فيها، وآخى رسول الله r بين المهاجرينوالأنصار وجمع بين الأوس والخزرج على طريق الإيمان والإسلام وعاهد يهود المدينة منبني قينقاع وبني النضير على التعايش بأمن وسلام لا يغدروا بالمسلمين ولا ينصرواعليهم عدوًا ولهم دينهم وشئون حياتهم الخاصة، بعد هذا كله جاءه أبو بكر الصديق t مذكرًا يمشي علىاستحياء.. جاءه r في ساعة من صفاء وراحة قائلاً: «ما الذي يمنعك أنتبني بأهلك يا رسول الله؟» فالتفت النبي r إلى أبي بكر وكأنه تنبه إلى نفسه وفكر في خطبتهلعائشة التي مضت عليها سنوات فعائشة اليوم قد اكتملت أنوثة، وهي أصلح ما تكونلإتمام الزيجة فأجاب r أبا بكر بالإيجاب والابتسامة الرقيقة لا تفارق ثغرهالشريف.
    في بيت رسول الله:
    دخلت عائشة – رضي الله عنها – بيت رسولالله r تحمل ضمن جهازها المتواضع جدًا الدمى!! إذ كانت رغماكتمال أنوثتها ما تزال في سن مبكرة تغلب عليها السذاجة وطابع الطفولة.
    فقد دخل رسول الله r بيته يومًا فوجدعائشة قد صفَّت العرائس وجعلت لبعضها أجنحة فسألها «عما تصنع» فقالت: «إنهنخيول سليمان»، فتبسم رسول الله r وعاد يسألها: «وما هذه الأجنحة» فقالت: «ألمتكن لسليمان خيول ذات أجنحة يطرن بها؟» فضحك رسول الله r ولم يكن ليتضايق منها أو يتألم أو يبدي ضجرًا أواشمئزازًا ولكنه كان يرعاها رعاية الأب الحنون أو الوالد العطوف كيف لا؟ وهو نبيالرحمة وهو الذي يقول: «استوصوا بالنساء خيرًا»، وفي ذات يوم دخل الدار فرأىعائشة – رضي الله عنها – قد غلبها النوم والشاة تأكل الخبز الذي أعدته فتبسم منذلك ثم أيقظها برفق وواساها حين أبدت ندمها وحزنها على ما فرطت وأهملت، لقد كان –عليه الصلاة والسلام – معلمًا عظيمًا وأبًا كريمًا وزوجًا وفيًا..
    وبهذه الصفات التي حلاه ربه بها،والمبادئ التي بشر بها انتصر على الجهل فأيقظ العقول، وحطم الأوثان، وقضى علىالشرك فمحا من القلوب ما ران عليها من أدران العبودية لغير الله تعالى.
    الزوجة الوفية:
    كبرت عائشة – رضي الله عنها – ونضجتواستوت عقلاً وفهمًا وإدراكًا فكانت سيدة بيت رسول الله r ترعى شئونه وتدبر أموره وتواسيه حين تجب المواساةوتطيعه في توجيهاته وتحفظ عنه الكثير من أقواله وتتأسى بأفعاله وتقوم بأمور بيتالزوجية خير قيام، وعرف رسول الله r لها ذلك الفضل فكانت أحب نسائه إليه، وعرف فيهاالذكاء والوفاء والوعي والفهم.
    لكن عائشة – رضي الله عنها – لم تكنلتفارقها طباع النساء من غيرةٍ، فقد حدث مرة أن خرج رسول الله r في إحدى الغزواتواصطحب معه من نسائه عائشة وحفصة وفي الطريق رأت حفصة كثرة اقتراب النبي r من هودج عائشةيكلمها ويحدثها فخطر لها خاطر، فما أن ابتعد النبي r عن هودج عائشة حتى اقتربت منها حفصة وأسرت إليهابكلام تضاحكتا بعده، ثم استبدلتا ركوبيهما عائشة في هودج حفصة وحفصة في هودجعائشة، ثم أقبل رسول الله r يكلمها وهو لا يعلم أن حفصة بداخله فكلمته وحدثتهعلى أنها عائشة، وعندما أقبل المساء وتوقف الركب عن المسير وقصد النبي r خباء عائشة فوجئبحفصة في داخله.. لكنه r لم يبدِ انزعاجًا وقضى ليلته عندها وكانت ليلة ليلاءعلى عائشة التي حرمت من بركته r وأضاعت فيها نصيبها وأرقت طوال ليلها ولم يعرف النومسبيلاً إلى عينيها ولامت نفسها إن عادت لمثل ذلك.
    الزوجة الغيور:
    وفي ذات ليلة خرج رسول الله r إلى البقيع حيثمدافن المسلمين وكثيرًا ما كان يخرج إليها ليلاً بعد صلاة الفجر يزور أهل البقيعويسلم عليهم ويدعو للمؤمنين والمؤمنات ويتذكر الموت والآخرة. فاستفاقت عائشة فلمتجده بجوارها فقلقت وتحيرت في أمرها وظلت على حالها تلك حتى عاد الرسول r ورأى ما هي عليهمن الهم والأرق، فأنكر ذلك منها وقد ظنت أنه r قد خرج إلى إحدى نسائه غيرها، فقال لها: «إذًافقد غلبك شيطانك يا عائشة!!» فسألته أي شيطان يا رسول الله؟ فقال r: «نعم لكل إنسانشيطان» فأردفت: وحتى أنت يا رسول الله!؟
    فأجابها r: «نعم ولكن الله – تعالى – أعانني عليه فأسلم،فلا يأمرني إلا بخير» بمعنى أنه استسلم ولم يعد له سلطان عليه أو بمعنى أسلمأي دخل الإسلام على قول بعض أهل العلم.
    ولقد وصل حب النبي r لعائشة – رضيالله عنها – إلى جعل باقي نسائه – عليه الصلاة والسلام – تشتد غيرتهن منها وتدفعهنتلك الغيرة أن يرسلن فاطمة الزهراء – رضي الله عنها – إلى أبيها يطلبن العدلبينهن. فجاءت أباها تنقل إليه احتجاج أزواجه فغضب – عليه الصلاة والسلام – وأعرضعنها بوجهه مع حبه الشديد لها.. لكن فاطمة أعادت الحديث وكررت الطلب وكانت لهادلال على أبيها r فقال لها:
    «أو لست تحبين ما أحب؟» فردت بلى يا رسول الله... فقال لها:
    «إذًا أحبي هذه» فسكتت فاطمة برهة أضاف بعدها r قائلاً: «فليتقينالله في عائشة فوالله ما نزل عليَّ الوحي وأنا في فراش واحدة منهن غيرها».
    يا نساء النبي:
    وفتن الشيطان يومًا نساء النبي r ووسوس إليهن أنيطلبن زيادة النفقة والتوسعة عليهن فغضب لذلك غضبًا شديدًا وأقسم أن لا يدخلبيوتهن شهرًا...! كما خيرهن بين متعة الحياة الدنيا وزخرفها وزينتها وبين العيش فيكنف النبوة وظلال الرسالة. ولما آثرن البقاء بجانبه r كان أول بيت دخله من بيوت أزواجه هو بيت عائشة وكانمما قالته يومئذ معتذرة لرسول الله r: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله أفي هذا تخيرني؟ بلأختار الله ورسوله» وعاد الصفاء والود إلى بيت رسول الله r وانزاحت السحب والغيوم التي تلبدت في سمائه فترة من الزمن.
    حديث الإفك:
    ولقد كان حديث الإفك من أشد وأصعب ماواجهت عائشة – رضي الله عنها – في حياتها ومن أقسى ما تعرض له بيت النبوة إلى أنتنزلت آيات الله – تعالى – في سورة النور تكشف الغمة وتبددها.
    فلقد خرج النبي r في جيش من المسلمين في المدينة إلى ديار بني المصطلقلتأديبهم ومعاقبتهم على ما كان منهم وكان سهم الخروج من نصيب عائشة من بين أزواجه.وحين تم النصر للمسلمين على بني المصطلق الذين لقوا جزاء غدرهم ونفاقهم ووزعتالغنائم والأسلاب وقد التقى عند حوض المساء كان يستقي من المسلمين أحد الأنصاروأحد المهاجرين فتزاحما وتنافرا وكاد خصامهما يؤدي إلى اشتباك بين المؤمنين. وممازاد في تأجيج نار الفتنة ما قاله رأس المنافقين عبد الله بن أبي سلول لئن رجعناإلى المدينة ليخرجنَّ الأعز منها الأذل.
    وسمع أحد المسلمين تلك المقالة وشهدالحادثة ومن ثم رأى بوادر الفتنة فأسرع إلى رسول الله r ينقل له الخبر وما قاله ابن سلول فرأى – عليه الصلاةوالسلام – أن من الحكمة أن يشغل الناس عن الفتنة بالمسير على الفور بعد أن أقامواللاستراحة. في أثناء ذلك كانت عائشة قد خرجت من خبائها لقضاء حاجة بعيدًا عن معسكرالمسلمين وهي لا تدري من أمر ما يحدث شيئًا وابتعدت كثيرًا وحين رحل المسلمون رفعهودجها من مكانه ظنًا من قائده أنها بداخله ومضى المسلمون في طريقهم إلى المدينة.عادت عائشة مما ذهبت إليه وافتقدت عقدًا كانت تزين به جيدها فلم تجده فرجعت سريعًاإلى حيث كانت ولملمت حبات العقد المتناثرة وعادت على جناح السرعة وحين بلغت طرفالمعسكر ومكان الهودج لم تجد أثرًا لبشر فارتاعت وجزعت وألم بها خوف شديد ثم لبثتفي مكانها لا تدري كيف تتصرف وماذا تفعل! وكان من عادة رسول الله r القائد الظافرالخبير أن يرسل إثر كل غزوة رجلاً من أصحابه اسمه صفوان بن المعطل يستدرك ما فاتهالمسلمون عند رحيلهم، وفوجئت عائشة – رضي الله عنها – بخيال فارس يأتي حيث تقففأرخت حجابها وعندما لمحها صفوان غض بصره وقال في دهشة وعجب!! ظعينة رسول الله؟ ماخلفك رحمك الله؟ وما الذي أخرجك؟ ثم نزل عن بعيره وتأخر حتى ركبت ثم تقدم وأمسكبالمقود وشغل بال رسول الله r على عائشة حتى عادت واطمئن عليها وسمع بعذرها وصدقهابعد أن افتقدها فلم يجدها واهتم لأمرها.
    وكان عندما أطل موكب صفوان وعائشة علىمداخل المدينة المنورة ولمحه ابن سلول المنافق الذي كان جالسًا مع بضعة نفر منأتباعه ووجد المادة التي يتسلى بها والسم الذي ينفث لينفس عن حقده وحسده لرسولالله r وعلى المسلمين فقال: أيها الناس ظعينة نبيكم عادت فيركاب رجل والله ما نجت منه ولا نجا منها وسرت أكذوبة ابن سلول بين الناس مسرىالنار في الهشيم وتناقلتها الألسنة تصريحًا وتلميحًا.
    لكن عائشة – رضي الله عنها – دخلتمنزلها خالية الذهن لا تدري من أمر هذا الإفك والافتراء شيئًَا ثم وصل الهمس إلىأذن رسول الله فعاش فترة من الحيرة والقلق والهم الشديد، يبدو ذلك على محياهالشريف ويظهر في تصرفاته وكانت عائشة تعلل تلك الظواهر في وجهه r أو انصرافه عنهابسبب انشغاله بأمور الدعوة وشئون المسلمين، وحين استفحل الأمر وقد شعرت – رضي اللهعنها – بالمرض يداهما استأذنت رسول الله r أن تذهب إلى بيت أبيها كي تقوم أمها على خدمتهاورعايتها ولقي طلبها هذا سرعة استجابة من رسول الله r مما جعلها تحزن وتتوجس لأنه – عليه الصلام والسلام –لم يكن ليطيق فراقها أو ابتعادها عنه ودخلت عائشة منزل والدها الصديق الحزين t الذي ما انفكيدعو الله – تعالى – أن يبرئ ساحة ابنته. وقضت في بيت أبي بكر t قرابة العشرينيومًا حتى شفيت من مرضها.
    وفي ليلة خرجت مع امرأة من ألأنصار ممنكن يزرنها لقضاء حاجة بعيدًا في الخلاء وبينما كن في الطريق عثرت المرأة بطرفثوبها وكادت تسقط أرضًا فقالت: تعس «مسطح» فانتفضت عائشة وقالت بحدة وغضب: بئسلعمر الله ما قلت في رجل من المهاجرين ممن شهدوا بدرًا... فقالت المرأة: عجبًاوتدافعين عنه أو ما بلغك الخبر يا ابنة أبي بكر؟ فأجابت عائشة مستفسرة بدهشة: وماالخبر؟ فقصت عليها المرأة حديث الإفك وما يشاع عنها وما يروجه دعاة السوء منأقاويل وافتراءات. وكان مسطح بن أثاثة واحدًا من الذين أطلقوا لألسنتهم العنانينالون به من شرف عائشة وسمعتها، ولما فرغت المرأة من الحديث كاد يغمى على عائشةفتماسكت وعادت إلى البيت تبكي وتنتحب وتلوم أمها لأنها كتمت عنها الخبر رأفة بها،وراحت الأم تخفف من حدة غضب «عائشة» والدموع تنهمر من عينيها فتغسل وجهها وتقول:أي بنية هوني عليك الشأن فوالله ما كانت امرأة حسناء عند زوج يحبها ولها ضرائر إلاكثرن وكثر الناس عليها لكن أين عائشة وأين أمها!!
    لقد كانت في هم شديد، الدنيا كلها فينظرها مظلمة سوداء. فقبعت في الدار متوارية عن الناس عازفة عن الطعام والشراب لاتغفو ولا تنام تبكي وتنشج. ولم يكن سكوت رسول الله r سكوت الصدق – معاذ الله – ولكن سكوت الصابر حتى يقضيالله أمرًا كان مفعولاً. وحين كثر القيل والقال خطب في الناس فقال: «أيها الناسما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق، والله ما علمت منهم إلاخيرًا، ويقولون ذلك في رجل ما علمت منه إلا خيرًا وما يدخل بيتًا من بيوتي إلا وهومعي (يعني صفوان بن المعطل)» فسكت الناس جميعًا ثم أراد رسول الله أن يستشيرخلصاءه في هذا الأمر وأصفياءه فاستدعى إليه ابن عمه علي بن أبي طالب وحبه أسامة بنزيد وسألهما رأيهما فقال أسامة: إنك لأعلم الناس بعائشة يا رسول الله وإن الناسلتكذب وما عرفت عنها إلا خيرًا، وأما علي فقال: يا رسول الله إن النساء كثيراتوإنك لقادر على أن تستخلف (أي تنجب الأبناء) وسل الجارية تصدقك.
    فدعا رسول الله جاريتها ليسألها فتقولبريرة: والله ما أعلم إلا خيرًا وما كنت أعيب على عائشة شيئًا إلا أني كنت أعجنفآمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاة فتأكله!
    وحين سأل رسول الله r عمر بن الخطاب t قال: تسألني يارسول الله عن عائشة وإني بدوري أسألك: من زوجك إياها؟
    فأجاب رسول الله بهدوء: «الله تعالى».
    فقال عمر: إذًا أفتظن أن الله قد خدعكودلس عليك فيها؟ سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
    البراءة من السماء:
    وفتر الوحي وتوقف مدة عن رسول الله r، مما جعل لألسنةالسوء والفحشاء مجالاً وميدانًا فسيحًا...!
    ولم يبق أمام رسول الله r إلا المواجهةفعزم على الذهاب إلى دار أبي بكر t وحين دخل – عليه الصلاة والسلام – إلى الدار كانتعائشة تبكي وبجوارها امرأة من الأنصار، فكفكفت دمعها ومسحت عينيها، ثم جلس رسولالله قبالتها يسألها: «يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله؛فإن كنت قد قارفت سوءًا مما يقولون فتوبي إلى الله إن الله يقبل التوبة من عباده».ونزل القول على رأس عائشة نزول الصاعقة، فخيم الصمت الرهيب على المكان وشمل الجميعالسكوت.. ولكن عائشة وحدها تكلمت ودموعها تدفقت من عينيها بغزارة، تكلمت لتدافع عننفسها ثم نظرت إلى والديها وقالت صائحة صارخة: ألا تجيبان؟! فقالا: «والله ما ندريبماذا نجيب». فعادت إلى البكاء مع النشيج والنحيب، وقد تقطعت نياط قلبها حزنًاوألمًا ثم التفتت إلى
    رسول الله
    r قائلة: «والله، لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدًاوالله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس، والله يعلم أني بريئة لأقولن ما لم يكن،ولئن أنكرت ما يقولون لا يصدقوني، إنما أقول كما قال أبو يوسف (يعقوب - u -) «فصبر جميلوالله المستعان على ما يصفون»، ثم عاد السكون يلف المكان بردائه الشامل، وشعر رسولالله بأن الوحي يكاد ينزل عليه فسجى في ثوبه وأتته عائشة بوسادة من أدم وضعتها تحترأسه وفزع الجميع إلا عائشة الطاهرة البرئية.
    وحين استفاق -عليه الصلاة والسلام- منغشية الوحي وهو يتصبب عرقًا كالجمان قال: «أبشري يا عائشة قد أنزل الله براءتك...!»فصاحت والفرحة تغمر قلبها: «الحمد الله» ثم تلا رسول الله r قول الله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوابِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌلَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّىكِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌمُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْلَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَالَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِعَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَاأَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْمُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌحَكِيمٌ{ [النور: 11-18].
    ثم أمر رسول الله r بالأشخاص الذينكانوا يروجون ويفترون ويقذفون فنالوا جزاءهم.
    وعادت الطاهرة البريئة إلى بيتها وإلىمقامها في قلب رسول الله r وإلى مكانتها الرفيعة في نفوس المسلمين جميعًا.
    بعد رسول الله:
    فتح المسلمون مكة وطهروا البيت الحراممن دنس الأوثان والأصنام وارتفعت كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مدوية فيسماء الجزيرة العربية وبعد أن حج رسول الله r حجة الوداع وتلا عليهم يومها قول الله تعالى: }الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْنِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا{ [المائدة: 3] دمعت عينا أبي بكر t - إذ شعر بقربلحوق النبي r بالرفيق الأعلى وانتقاله إلى جوار ربه.
    في بيت عائشة:
    وحين دهمت الحمى رسول الله r سأل نساءهمستأذنًا بكل ما كان يتمتع به من أدب النبوة أن يمرض في حجرة عائشة فأذِن له.
    فقامت عائشة – رضي الله عنها – المُحبةالوفية بتمريضه r والاعتناء به على خير ما يكون الحب والوفاء، وأوصى r أن يدفن فيحجرتها وهكذا كان. ولقد كانت – رضي الله عنها – أكثر نسائه وأهله حزنًا لفراقهوألمًا لبعاده وهي تذكر سالف أيامها معه وسنوات عمرها التي رافقته فيها. وتولىوالدها أبو بكر خلافة المسلمين ثم تبعه عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – والكليعرف لها مكانتها ومنزلتها وفضلها وعلمها. فكم من قول وفعل كان لرسول الله r أخذ عنها وسمعمنها، وفي هذا نستطيع القول أن شطرًا وجانبًا هامًا من الأحكام الفقهية كان مصدرهعائشة – رضي الله عنها – فهي الحافظة الراعية لخصوصيات البيت النبوي الشريف، ولماكانت خلافة الخليفة الراشد عثمان بن عفان t وظهرت بوادر الفتنة مكشرة عن أنيابها كان بيت عائشةذلك الحين ملتقى كبار الصحابة – رضوان الله عليهم – يعرضون عليها ما يرون ومايسمعون ويطلبون أن تدلي برأيها في الأمور كي يستقيم الحال وينضبط الوضع لكنها كانتتتردد خشية الدخول في باب لا تدري إلى أين ينتهي.
    واستشهد عثمان t وقتل ظلمًا وغدرًا ووقعت الواقعة وتولى علي بن أبيطالب t الخلافة، وحاول الأمويون عشيرة عثمان وأهله أنيتخذوا من استشهاده ذريعة للخلاف بينهم وبين علي والانتقاض عليه، يطالبونهبالاقتصاص الفوري من قتله عثمان ويؤخرهم في ذلك ريثما تهدأ أعاصير الفتنة ورياحهاوجاء إلى عائشة من يوغر صدرها على علي ويذكرها بما قاله في شأنها يوم حادثة الإفك،وخرجت جموع من الناس فيهم الزبير بن العوام وولداه عبد الله وعروة وطلحة بن عبدالله يتهمونه بالتلكؤ في القصاص من قتلة عثمان، وبدأت محاولات للمصالحة وكادتالمصالحة تتم حتى أن الزبير بن العوام غادر الميدان فعلاً، إلا أن سهمًا مجهولالمصدر أصاب طلحة بن عبد الله فوقع t شهيدًا، وسالت دماء المسلمين وحدثت موقعة «معركةالجمل»، حيث كانت عائشة – رضي الله عنها – تركب جملاً فسميت بهذا الاسم، وكان عليٌt وفاء منه لرسول الله r كريمًا فأكرم عائشة وحفظها من كل سوء. وأنزلها منزلاًمباركًا وأعادها مع أخيها محمد بن أبي بكر إلى المدينة معززة مصونة مكرمة محترمة.
    الوفاة:
    مرضت عائشة – رضي الله عنها – وكان قدسبقها إلى الدار الآخرة معظم نساء النبي r ثم اشتد عليها المرض حتى فارقت الحياة الدنيا، جرىدفنها في البقيع وكانت وفاتها سنة ثمان وخمسين من الهجرة ليلة الثلاثاء السابع عشرمن شهر رمضان على أرجح الأقوال.
    وقد بلغت من العمر تسعة وستين عامًاوكان الصحابي الجليل أبو هريرة t ممن حضر جنازتها وبينما هو في طريق عودته من البقيعبعد الدفن وقد فاضت عيناه بالدموع كان يردد: رحم الله أم المؤمنين عائشة لقد كانتحياتها صفحة ناصعة شديدة النقاء بالغة الطهارة – رضي الله عنها وأرضاها – وأكرمنزلها ومثواها وألحقنا بها في الصالحين من عباده.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 0:55