استلاب
التاريخ العربي الفلسطيني
المهندس:رياض
زيد
مقدمة:
تُشكلُ جبالُ وسهول مؤاب، الحافة الشرقية للانهدام
الأردني، الذي يمتد من أقدام جبل الشيخ عبر نهر الأردن حتى خليج العقبة في الجنوب،
بينما تشكل جبال القدس وبيت لحم والخليل ومنحدراتها الشرقية، الحافة الغربية لهذا
الانهدام.
تشكلَ هذا الانهدام من كسور طولانية عنيفة، يرتفع طرفاه
شرقاً وغرباً أكثر من ألف متر فوق سطح البحر، فيما ينخفض قاعه في البحر الميت أكثر
من ثمانمئة متر تحت سطح الأرض.
إذاً يشكل هذا الانهدام مع منحدراته باتجاه البحر المتوسط
غرباً ومنحدراته في اتجاه الصحراء شرقاً، أحد أبرز المعابر الرئيسة للتواصل البشري
في حقب التاريخ القديم، ما بين حضارات دول ما بين النهرين ومصر وجنوبي الجزيرة
العربية (الشكل رقم 1) عبرته القبائل في سعيها إلى الاستقرار، كما كان طريق الجيوش
في الصراعات وساحة المعارك الكبرى، بين الإمبراطوريات العظمى, ولصعوبة التواصل العرضاني,
حيث الانحدارات السحيقة, تمركزت الطرق طولياً, عبر ثلاث طرق رئيسية (الشكل رقم 2).
الطريق الأول: معبر الصحراء: سيناء-صحارى النقب
الشمالي-ينابيع قادس يرتفع نحو حافة الانهدام الأردني الغربي -أريحا-بيسان-ثم يتجه
إلى الشمال.
الطريق الثاني: طريق حورس-دلتا النيل-غزة-السهل الساحلي
الفلسطيني-عسقلان -أسدود-يافا-مجدو-سهل يزرعيل-عكا-صعوداً إلى الشمال (الطريق
البحري).
الطريق الثالث: طريق الملوك: وادي النيل-سيناء-وادي عربة-شريط
البادية وأراضي الرعي إدوم-سؤا-0عمون-جلياد-الجولان ثم يتجه إلى الشمال[i]).
وانحصرت المعابرُ العرضانيةُ في الانهدامات ومجاري
الأنهار والوديان.
أعطت التقنيات والحفريات الأثرية, الدلالات على استقرار
المجموعات البشرية الأولى بطول هذا الانهدام وأوديته, فمنذ فجر التاريخ تبنى
المساكن والمصاطب إذ انتقلت من مرحلة الصيد والرعي, وجمع الطعام إلى مرحلة الزراعة
وتدجين الحيوان.
(كما أعطت دلالات الأسماء الأولى والأدوات المكتشفة
والمدن والمعابد والنواتج الزراعية والبقايا الحيوانية, هوية مبكرة لكامل المنطقة
بوصفها وحدة حضارية, وتجلى ذلك في تقارب لهجاتها وأنماط استقرارها[ii]).
الشكل
رقم 1
الانهدام
الأردني
المصدر:Atlas of
the biblical Wrld
المؤلف: Joseph Rhymer
فالكنعانيون استقروا على الجرف الغربي للانهدام
باتجاه الشمال-ومعهم الآدوميون في الجنوب, والمؤابيون والعمونيون الحرف الشرقي
للانهدام, مثلهم مثل الآراميين والسبئيين في أرجاء الفناء الجغرافي العربي الجامع.
وقد شــــكل الانهــــدام نتيجة ذلك, الحضـــورَ العربي
المبكر وســــــلةَ
محاصيل اقتصادية
كبرى للمنطقة بكاملها, زُرعت المصاطب بأشـــــــجار
الزيتون والكرمة, والمنبسطات بالحبوب, بينما انتشرت
المواشي في المناطق الرعوية.
المصدر:Atlas of the biblical Wrld
المؤلف: Joseph Rhymer
الشكل
رقم 2
الطرق
الرئيسية
إذاً, شكلت المنطقة بثرواتها ومواردها إضافة إلى ميزتها
بوصفها عقدة مواصلات رئيسية, حقل صراع بين الممالك والقبائل داخلياً من جهة,
وهدفاً لأطماع القوى والإمبراطوريات المحيطة من جهة أخرى, بدءاً من الحثيين والفرس
وانتهاء باليونانيين والرومان, واستمر ذلك عبر حقب التاريخ المختلفة حتى عصرنا
الحالي بصور وأشكال شتى.
في أتون هذا الصراع (وخلال اجتياح قورش الفارسي لبلاد
الشام ومصر (الحكم الأخميني) عام 538ق.م أسكن الأخمينيون في كل من مصر وفلسطين
حاميات عسكرية أحضروها من المشرق.
سكنت الحامية العسكرية الأخمينية في مصر في جزيرة الفيلة,
وشهرت بعبادة الإله يهوه وهو إله الزوابع, ويرجح هنا أن الحامية التي جلبت إلى
فلسطين سكنت في القدس وما حولها، وكانت على اتصال بحامية مصر.
وقد ورد اسم المنطقة الإدارية التي سكنت فيها في البادية
باسم( yh) أو yhwd) ) أو(Yhd
) أو( yod-he) أو ( yhwd-phw ) أو( yhd-tet).
ووردت هذه الصيغ على بقايا قطع من الفخار, لأن الفخار كان
يختم باسم المنطقة الإدارية التي كان يصنع بها لأسباب إدارية وضرائبية ومع الأيام
عرفت منطقة هذه الفئة باسم يهود.
وما تزال هذه القضية قيد البحث, وبحاجة إلى المزيد من
التعميق.
إلا إنه من المؤكد, أن التنقيبات لم تشر إلى وجود يهودي
يسبق هذه الفترة الأخمينية, كما أن اليهود حافظوا على دورهم بوصفهم عميلاً للمحتل
الفارسي, عهوداًً طويلة بعد ذلك, امتدت خلال الاحتلالين التاليين للأرض العربية,
اليوناني ثم الروماني.
تعرف كهنة اليهود على ديانات القبائل والشعوب العربية,
وعباداتها وقصصها وأساطيرها، ومن خلال الدور الشاذ الغريب المختار من قبلهم
والمسند إليهم, وهو دور الغدر والعدوان والتوجس من الغير, إضافة إلى الاستعلاء
بوصفهم وكلاء سلطة, جرى ابتلاع ذلك التراث وبلورته بشكل عبر عن وجودهم الاجتماعي
والاقتصادي والسياسي كشعب وديانة متفردة.
فالله أضحى "يهوه إله إسرائيل" دون شعوب الأرض،
يقودهم في حروب العدوان وحرق المدن وإبادة الشعوب واجتثاث الشجر, وقتل الحيوان
وإزهاق روح كل كائن يتنسم نسمة الحياة.
فالعهد القديم الذي هو نتاج يهوه وشعبه, كما دُوّنت
أسفاره, لا يروي لنا قصة الخلق وتاريخ العالم, بل قصة بني إسرائيل في سرديات
متعددة لصالح صفقة أبرمت بين يهوه وشعبه، تتناول أرض فلسطين على كامل الانهدام
الأردني، وتمتد شرقاً وغرباً لتستولي على كل موارد المنطقة من النيل إلى الفرات. .
(إن الصرخات التي تعالت شاجبة هذه العدوانية والوحشية،
بدءاً من أرميا وعاموس مروراً بالتجليات الروحية للسيد المسيح[iii]), وانتهاء برسالة
الإسلام, لم تفلح في كسر الدائرة المغلقة التي هيمنت على العلاقة المثلثة بين يهوه
وشعبه وكهنته, واستمرت الترسانة الظلامية اليهودية تنثر حقدها وعداءها للشعوب
كافة.
بل لقد اخترقت الظلامية والعدوانية التي شكلتها السردية
التوراتية المسيحية بمحاور مؤثرة, كما أغرقت الأديبات الإسلامية السمحة, بالتفاسير
والأخبار والقصص تحت مسميات أبرزها الإسرائيليات.
فغدا التسلسل الزمني والمكاني للأحداث المزعومة حسب
مرويات العصر القديم, مسلمة وتاريخاً لفلسطين, والمنطقة العربية بكاملها والعالم
القديم برمته, بل لقد بُشر بالوجود اليهودي على فلسطين في زمن ما، سيأتي لاحقاً في
الأديبات الإسلامية والمسيحية على السواء.
ولم تسلم من ذلك المناهج الدراسية التي تعرض التاريخ
القديم من الاختراق بدءاً من المراحل الابتدائية وحتى أقسام التاريخ في معظم
الجامعات العربية، إذ بالرغم من التأكيد على الحق العربي في فلسطين, ظلت هذه
المناهج أسيرة الدراسات التوراتية خلال حقب حاسمة في التاريخ.
وعلى النقيض من ذلك, فمع الطرد والمذابح، أو لنقل حملات
العقاب والقصاص التي تعرّض لها اليهود في الغرب, فإن وجهة نظر المذهب الرسمي
للمسيحية اكتفت بقراءة العهد القديم قراءة رمزية, (وبحسب القديس أوغسطين فإن ما
ورد فيه بشأن مملكة الله -إسرائيل- قائم في السماء وليس على الأرض وبالتالي فإن
القدس وصهيون ليسا مكانين محددين على الأرض للسكان اليهود، أو السكن لليهود
ولكنهما مكانان سماويان مفتوحان أمام كل المؤمنين بالله[iv]).
(وقد ظلت وجهة النظر هذه, سيدة الموقف حتى أوائل القرن
السابع عشر حيث ناصبت المسيحية اليهودية العداء, إلا أنه حين ترجم لوثر التوراة
إلى الألمانية, أصبحت- كما يقول غارودي- لغة كل الشعوب, ومن ثم أراد لوثر
وتلامذته, أن يضع حدّاً للتفرقة العنصرية ضد اليهود بإعادة طرح المسألة طرحاً
لاهوتياً من خلال السؤال: ما هو موقع اليهود في المشروع الإلهي؟
وقد أجاب السير هنري فنسن الحقوقي وعضو البرلمان
الإنكليزي- عن السؤال المطروح من قبل لوثر- بقوله:
حين تذكر إسرائيل ويهوذا, وصهيون وأورشليم في التوراة,
فالله لا يعني بذلك إسرائيل روحية, ولا يعني كنيسة لله, تجمع في صفوفها الأمم
واليهود المتنصرين ولكنه يعني بإسرائيل, تلك التي تحدرت من نسل يعقوب[v]).
البحث
عن إسرائيل القديمة
ومن هذه النقطة بدأت المركزيةُ الأوربية وأدواتها
المعرفية-الاستشراق- إنشاءَ معرفةٍ عدّت فيها الديانة اليهودية منبع الحضارة
الغربية وسرَّ الروحي والأخلاقي, ومن ثم نشأت فكرة البحث عن إسرائيل القديمة
بوصفها مشروعاً معرفياً, ينظر إلى إسرائيل على أنها منشأ الحضارة الغربية.
وكانت نتيجة القراءة الحرفية للتوراة, دون نقد تاريخي, له
دلالته خاصة, أعاد ربط اليهود على أنهم ورثة الوعد ومن ثم, فالمسألة التي برزت هي
الصهيونية بمعنى العودة إلى فلسطين بمفهوم للعقيدة متعصبٍ, يحلُ دولة إسرائيل محل
إله إسرائيل.
كل ذلك من أجل تسويغ إقامة قاعدة متقدمة للغرب على أرض
فلسطين؛
حيث لمســـــــنا من عرض جغرافيتها الســــياسية في مقدمة
البحث, ماذا تعني
السيطرة على هذا الانهدام؟
إنه شرط مانع لتحقيق أية وحدة بين شرق المنطقة العربية
وغربها، وإنه شرط الأساس في تحقيق الهيمنة على الوطن العربي بأكمله, ومن أجل ذلك
يجب العمل على استلاب التاريخ العربي بفتح ملف الماضي الخرافي للوصول إلى اختلاق
إسرائيل القديمة لإعطاء الشرعية القانونية التاريخية لدولة إسرائيل الحديثة.
ومنذ عام 1799م، وعلى وقع مدافع نابليون وصل 175 عالماً
فرنسياً عهد إليهم استكشاف تاريخ مصر ودراسته؛ بهدف البحث عن مفردات السردية
التوراتية بوصفها عناصر أساسية يمكن أن تساهم في إنشاء إسرائيل القديمة؛ بدءاً
من" إعادة بناء مكانة الكتاب ضمن تاريخ الشرق الأدنى القديم[vi]".
كما تشكلت هيئة بريطانية باسم صندوق التنقيب في فلسطين
برعاية الملكة فكتوريا، بهدف التحديد الدقيق المنهجي لآثار الأرض المقدسة.
وطوبغرافيتها وعاداتها وتقاليدها، ومن أجل توضيح مسائل الكتاب المقدس لصالح
المشروع الصهيوني، وقد عبر الدكتور نقولا زيادة عن ذلك المسعى بقوله:
"لقد أتى الآثاريون إلى المنطقة حاملين توراتهم بيد
والمعول باليد الأخرى[vii]"
وقد توجهت بعثة بريطانية إلى العراق بهدف استكشاف تاريخ
دول ما
بين النهرين ودراسته؛ لتأكيد قصص الطوفان وصراعات الإمبراطوريات مع
إسرائيل المختلقة،
ومفردات السبي والعودة.
وكانت حصيلة ذلك، ما يزيد على نصف مليون قطعة أثرية، كشفت
النقاب عن جوانب متعددة من التراث الثقافي والروحي الضخم الذي خلفته الشعوب
العربية القديمة-كنعان وآشور وآكاد وبابل ومصر -وقد وضع هذا التراث الضخم بيد
الباحثين والمؤرخين العاملين في حقل الاستشراق؛ من أجل ما سمي باللحظة الحاسمة في
التاريخ.
فاللحظة الحاسمة الأولى، بالمفهوم الغربي الاستشراقي، كما
يقول إدوار سعيد هي نشوء إسرائيل، وذلك في الفترة الزمنية التي تعتبر فترة انتقال
بين العصر البرونزي المتأخر وأوائل العصر الحديدي الذي يطلق عليه عصر الآباء،
ويشمل إبراهيم ويعقوب حتى موسى.
وأما اللحظة الحاسمة الثانية فهي تطور إسرائيل متمثلة في
مملكة
داود وسليمان؛ ثم انقسامها إلى دولتين: إسرائيل ويهوذا،
انتهاء بالسبي،
أي عصر إمبراطوريات العصر الحديدي[viii].
وقد انقسم الباحثون إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: أمثل عليهم بأولبرايت، برايت ولوت، مندنهول
ولفسنتون وغوتفالد، وهؤلاء اعتبروا التوراة كتاباً تاريخياً ومقدساً، ومن ثم فإن
التاريخ المستخلص منها لا بدّ أن يكون منحازاً لليهود، بل وتوراتياً.
الفئة الثانية: أمثل عليهم بألستروم، ليمكة، فنكلشتاين،
حيث نجحوا في تفكيك النظريات السائدة حول إسرائيل القديمة،وقدموا نقداً باطنياً
لما قدمته الفئة الأولى مشيرين إلى أن هؤلاء لم يعملوا حساباً للمعلومات الأثرية
المتزايدة عن تاريخ فلسطين القديم، فالتوراة ليست الإطار الكامل للتاريخ.
ثمة فئة ثالثة أمثل عليهم بوطسن وكيث ويتلام، لقد وضعوا
أيديهم على الأنموذج الاستشراقي الغربي المزيف،فاللحظة الحاسمة التي ارتكزت على
أنموذج الانتقال بين العصر البرونزي المتأخر وأوائل العصر الحديدي، إذا كانت
موجودة ففي لحظة عابرة في مسيرة التاريخ الحضاري لفلسطين القديمة،وإن على الباحثين
الاهتمام بتاريخ فلسطين القديم بوصفه موضوعاً قائماً بذاته لا خلفيةً لتاريخ
إسرائيل.
إذاً، ما يترتب عليه لحظة، أننا أمام تراجع غربي صهيوني
ملحوظ على صعيد التأريخ لفلسطين، يتجلى ذلك في توجيه نقد باطني مباشر للدراسات
التاريخية السابقة على ضوء التنقيبات والحفريات الأثرية، ودراسات الطبقات،
والنماذج،
واستخدام تقنيات جديدة كالكربون المشع 14، والتحليل بالطيف.
تصدع
المفردات التوراتية
لقد كشفت الوثائق والنصوص والنقوش في أريحا والقدس ومجدو
ومُؤاب وغيرها من المدن الفلسطينية،عن نماذج وأنماط تكمل ما اكتشف في أوغاريت
وماري وتل العمارنة وبابل حتى سواحل الخليج العربي،مما يعطي التاريخ الحضاري
لفلسطين القديمة انتماءً وهوية لحضارة المنطقة العربية بكاملها.
ومن هنا بدأت تتصدع المفردات التوراتية التي تشكل الركائز
الأساسية لادعاء امتلاك التاريخ القديم الذي هو ادعاء ليس له أساس في التاريخ
الفعلي، وفي هذا رد اعتبار لجزء مهم من التاريخ العربي القديم.
[i]
-توماس وطسن: الماضي
الخرافي-التوراة والتاريخ، انظر ص 216-232.
[ii]
-د.سهيل زكار: القدس بين
حقائق التاريخ وزيف الإسرائيليات ص9.
[iii]
-روجيه غارودي: فلسطين
ارض الرسالات السماوية ص88-93.
[iv]
-المرجع السابق.
[v]
-كيث وإيتلام: اختلاق
إسرائيل القديمة-انظر ص 20.
[vi]
-توماس وطسن: المرجع
السابق ص44.
[vii]
-د. نقولا زيادة :محاضرة
نادي الآخرة
[viii]
-كيث وإيتلام:المرجع
السابق ص14.
التاريخ العربي الفلسطيني
المهندس:رياض
زيد
مقدمة:
تُشكلُ جبالُ وسهول مؤاب، الحافة الشرقية للانهدام
الأردني، الذي يمتد من أقدام جبل الشيخ عبر نهر الأردن حتى خليج العقبة في الجنوب،
بينما تشكل جبال القدس وبيت لحم والخليل ومنحدراتها الشرقية، الحافة الغربية لهذا
الانهدام.
تشكلَ هذا الانهدام من كسور طولانية عنيفة، يرتفع طرفاه
شرقاً وغرباً أكثر من ألف متر فوق سطح البحر، فيما ينخفض قاعه في البحر الميت أكثر
من ثمانمئة متر تحت سطح الأرض.
إذاً يشكل هذا الانهدام مع منحدراته باتجاه البحر المتوسط
غرباً ومنحدراته في اتجاه الصحراء شرقاً، أحد أبرز المعابر الرئيسة للتواصل البشري
في حقب التاريخ القديم، ما بين حضارات دول ما بين النهرين ومصر وجنوبي الجزيرة
العربية (الشكل رقم 1) عبرته القبائل في سعيها إلى الاستقرار، كما كان طريق الجيوش
في الصراعات وساحة المعارك الكبرى، بين الإمبراطوريات العظمى, ولصعوبة التواصل العرضاني,
حيث الانحدارات السحيقة, تمركزت الطرق طولياً, عبر ثلاث طرق رئيسية (الشكل رقم 2).
الطريق الأول: معبر الصحراء: سيناء-صحارى النقب
الشمالي-ينابيع قادس يرتفع نحو حافة الانهدام الأردني الغربي -أريحا-بيسان-ثم يتجه
إلى الشمال.
الطريق الثاني: طريق حورس-دلتا النيل-غزة-السهل الساحلي
الفلسطيني-عسقلان -أسدود-يافا-مجدو-سهل يزرعيل-عكا-صعوداً إلى الشمال (الطريق
البحري).
الطريق الثالث: طريق الملوك: وادي النيل-سيناء-وادي عربة-شريط
البادية وأراضي الرعي إدوم-سؤا-0عمون-جلياد-الجولان ثم يتجه إلى الشمال[i]).
وانحصرت المعابرُ العرضانيةُ في الانهدامات ومجاري
الأنهار والوديان.
أعطت التقنيات والحفريات الأثرية, الدلالات على استقرار
المجموعات البشرية الأولى بطول هذا الانهدام وأوديته, فمنذ فجر التاريخ تبنى
المساكن والمصاطب إذ انتقلت من مرحلة الصيد والرعي, وجمع الطعام إلى مرحلة الزراعة
وتدجين الحيوان.
(كما أعطت دلالات الأسماء الأولى والأدوات المكتشفة
والمدن والمعابد والنواتج الزراعية والبقايا الحيوانية, هوية مبكرة لكامل المنطقة
بوصفها وحدة حضارية, وتجلى ذلك في تقارب لهجاتها وأنماط استقرارها[ii]).
الشكل
رقم 1
الانهدام
الأردني
المصدر:Atlas of
the biblical Wrld
المؤلف: Joseph Rhymer
فالكنعانيون استقروا على الجرف الغربي للانهدام
باتجاه الشمال-ومعهم الآدوميون في الجنوب, والمؤابيون والعمونيون الحرف الشرقي
للانهدام, مثلهم مثل الآراميين والسبئيين في أرجاء الفناء الجغرافي العربي الجامع.
وقد شــــكل الانهــــدام نتيجة ذلك, الحضـــورَ العربي
المبكر وســــــلةَ
محاصيل اقتصادية
كبرى للمنطقة بكاملها, زُرعت المصاطب بأشـــــــجار
الزيتون والكرمة, والمنبسطات بالحبوب, بينما انتشرت
المواشي في المناطق الرعوية.
المصدر:Atlas of the biblical Wrld
المؤلف: Joseph Rhymer
الشكل
رقم 2
الطرق
الرئيسية
إذاً, شكلت المنطقة بثرواتها ومواردها إضافة إلى ميزتها
بوصفها عقدة مواصلات رئيسية, حقل صراع بين الممالك والقبائل داخلياً من جهة,
وهدفاً لأطماع القوى والإمبراطوريات المحيطة من جهة أخرى, بدءاً من الحثيين والفرس
وانتهاء باليونانيين والرومان, واستمر ذلك عبر حقب التاريخ المختلفة حتى عصرنا
الحالي بصور وأشكال شتى.
في أتون هذا الصراع (وخلال اجتياح قورش الفارسي لبلاد
الشام ومصر (الحكم الأخميني) عام 538ق.م أسكن الأخمينيون في كل من مصر وفلسطين
حاميات عسكرية أحضروها من المشرق.
سكنت الحامية العسكرية الأخمينية في مصر في جزيرة الفيلة,
وشهرت بعبادة الإله يهوه وهو إله الزوابع, ويرجح هنا أن الحامية التي جلبت إلى
فلسطين سكنت في القدس وما حولها، وكانت على اتصال بحامية مصر.
وقد ورد اسم المنطقة الإدارية التي سكنت فيها في البادية
باسم( yh) أو yhwd) ) أو(Yhd
) أو( yod-he) أو ( yhwd-phw ) أو( yhd-tet).
ووردت هذه الصيغ على بقايا قطع من الفخار, لأن الفخار كان
يختم باسم المنطقة الإدارية التي كان يصنع بها لأسباب إدارية وضرائبية ومع الأيام
عرفت منطقة هذه الفئة باسم يهود.
وما تزال هذه القضية قيد البحث, وبحاجة إلى المزيد من
التعميق.
إلا إنه من المؤكد, أن التنقيبات لم تشر إلى وجود يهودي
يسبق هذه الفترة الأخمينية, كما أن اليهود حافظوا على دورهم بوصفهم عميلاً للمحتل
الفارسي, عهوداًً طويلة بعد ذلك, امتدت خلال الاحتلالين التاليين للأرض العربية,
اليوناني ثم الروماني.
تعرف كهنة اليهود على ديانات القبائل والشعوب العربية,
وعباداتها وقصصها وأساطيرها، ومن خلال الدور الشاذ الغريب المختار من قبلهم
والمسند إليهم, وهو دور الغدر والعدوان والتوجس من الغير, إضافة إلى الاستعلاء
بوصفهم وكلاء سلطة, جرى ابتلاع ذلك التراث وبلورته بشكل عبر عن وجودهم الاجتماعي
والاقتصادي والسياسي كشعب وديانة متفردة.
فالله أضحى "يهوه إله إسرائيل" دون شعوب الأرض،
يقودهم في حروب العدوان وحرق المدن وإبادة الشعوب واجتثاث الشجر, وقتل الحيوان
وإزهاق روح كل كائن يتنسم نسمة الحياة.
فالعهد القديم الذي هو نتاج يهوه وشعبه, كما دُوّنت
أسفاره, لا يروي لنا قصة الخلق وتاريخ العالم, بل قصة بني إسرائيل في سرديات
متعددة لصالح صفقة أبرمت بين يهوه وشعبه، تتناول أرض فلسطين على كامل الانهدام
الأردني، وتمتد شرقاً وغرباً لتستولي على كل موارد المنطقة من النيل إلى الفرات. .
(إن الصرخات التي تعالت شاجبة هذه العدوانية والوحشية،
بدءاً من أرميا وعاموس مروراً بالتجليات الروحية للسيد المسيح[iii]), وانتهاء برسالة
الإسلام, لم تفلح في كسر الدائرة المغلقة التي هيمنت على العلاقة المثلثة بين يهوه
وشعبه وكهنته, واستمرت الترسانة الظلامية اليهودية تنثر حقدها وعداءها للشعوب
كافة.
بل لقد اخترقت الظلامية والعدوانية التي شكلتها السردية
التوراتية المسيحية بمحاور مؤثرة, كما أغرقت الأديبات الإسلامية السمحة, بالتفاسير
والأخبار والقصص تحت مسميات أبرزها الإسرائيليات.
فغدا التسلسل الزمني والمكاني للأحداث المزعومة حسب
مرويات العصر القديم, مسلمة وتاريخاً لفلسطين, والمنطقة العربية بكاملها والعالم
القديم برمته, بل لقد بُشر بالوجود اليهودي على فلسطين في زمن ما، سيأتي لاحقاً في
الأديبات الإسلامية والمسيحية على السواء.
ولم تسلم من ذلك المناهج الدراسية التي تعرض التاريخ
القديم من الاختراق بدءاً من المراحل الابتدائية وحتى أقسام التاريخ في معظم
الجامعات العربية، إذ بالرغم من التأكيد على الحق العربي في فلسطين, ظلت هذه
المناهج أسيرة الدراسات التوراتية خلال حقب حاسمة في التاريخ.
وعلى النقيض من ذلك, فمع الطرد والمذابح، أو لنقل حملات
العقاب والقصاص التي تعرّض لها اليهود في الغرب, فإن وجهة نظر المذهب الرسمي
للمسيحية اكتفت بقراءة العهد القديم قراءة رمزية, (وبحسب القديس أوغسطين فإن ما
ورد فيه بشأن مملكة الله -إسرائيل- قائم في السماء وليس على الأرض وبالتالي فإن
القدس وصهيون ليسا مكانين محددين على الأرض للسكان اليهود، أو السكن لليهود
ولكنهما مكانان سماويان مفتوحان أمام كل المؤمنين بالله[iv]).
(وقد ظلت وجهة النظر هذه, سيدة الموقف حتى أوائل القرن
السابع عشر حيث ناصبت المسيحية اليهودية العداء, إلا أنه حين ترجم لوثر التوراة
إلى الألمانية, أصبحت- كما يقول غارودي- لغة كل الشعوب, ومن ثم أراد لوثر
وتلامذته, أن يضع حدّاً للتفرقة العنصرية ضد اليهود بإعادة طرح المسألة طرحاً
لاهوتياً من خلال السؤال: ما هو موقع اليهود في المشروع الإلهي؟
وقد أجاب السير هنري فنسن الحقوقي وعضو البرلمان
الإنكليزي- عن السؤال المطروح من قبل لوثر- بقوله:
حين تذكر إسرائيل ويهوذا, وصهيون وأورشليم في التوراة,
فالله لا يعني بذلك إسرائيل روحية, ولا يعني كنيسة لله, تجمع في صفوفها الأمم
واليهود المتنصرين ولكنه يعني بإسرائيل, تلك التي تحدرت من نسل يعقوب[v]).
البحث
عن إسرائيل القديمة
ومن هذه النقطة بدأت المركزيةُ الأوربية وأدواتها
المعرفية-الاستشراق- إنشاءَ معرفةٍ عدّت فيها الديانة اليهودية منبع الحضارة
الغربية وسرَّ الروحي والأخلاقي, ومن ثم نشأت فكرة البحث عن إسرائيل القديمة
بوصفها مشروعاً معرفياً, ينظر إلى إسرائيل على أنها منشأ الحضارة الغربية.
وكانت نتيجة القراءة الحرفية للتوراة, دون نقد تاريخي, له
دلالته خاصة, أعاد ربط اليهود على أنهم ورثة الوعد ومن ثم, فالمسألة التي برزت هي
الصهيونية بمعنى العودة إلى فلسطين بمفهوم للعقيدة متعصبٍ, يحلُ دولة إسرائيل محل
إله إسرائيل.
كل ذلك من أجل تسويغ إقامة قاعدة متقدمة للغرب على أرض
فلسطين؛
حيث لمســـــــنا من عرض جغرافيتها الســــياسية في مقدمة
البحث, ماذا تعني
السيطرة على هذا الانهدام؟
إنه شرط مانع لتحقيق أية وحدة بين شرق المنطقة العربية
وغربها، وإنه شرط الأساس في تحقيق الهيمنة على الوطن العربي بأكمله, ومن أجل ذلك
يجب العمل على استلاب التاريخ العربي بفتح ملف الماضي الخرافي للوصول إلى اختلاق
إسرائيل القديمة لإعطاء الشرعية القانونية التاريخية لدولة إسرائيل الحديثة.
ومنذ عام 1799م، وعلى وقع مدافع نابليون وصل 175 عالماً
فرنسياً عهد إليهم استكشاف تاريخ مصر ودراسته؛ بهدف البحث عن مفردات السردية
التوراتية بوصفها عناصر أساسية يمكن أن تساهم في إنشاء إسرائيل القديمة؛ بدءاً
من" إعادة بناء مكانة الكتاب ضمن تاريخ الشرق الأدنى القديم[vi]".
كما تشكلت هيئة بريطانية باسم صندوق التنقيب في فلسطين
برعاية الملكة فكتوريا، بهدف التحديد الدقيق المنهجي لآثار الأرض المقدسة.
وطوبغرافيتها وعاداتها وتقاليدها، ومن أجل توضيح مسائل الكتاب المقدس لصالح
المشروع الصهيوني، وقد عبر الدكتور نقولا زيادة عن ذلك المسعى بقوله:
"لقد أتى الآثاريون إلى المنطقة حاملين توراتهم بيد
والمعول باليد الأخرى[vii]"
وقد توجهت بعثة بريطانية إلى العراق بهدف استكشاف تاريخ
دول ما
بين النهرين ودراسته؛ لتأكيد قصص الطوفان وصراعات الإمبراطوريات مع
إسرائيل المختلقة،
ومفردات السبي والعودة.
وكانت حصيلة ذلك، ما يزيد على نصف مليون قطعة أثرية، كشفت
النقاب عن جوانب متعددة من التراث الثقافي والروحي الضخم الذي خلفته الشعوب
العربية القديمة-كنعان وآشور وآكاد وبابل ومصر -وقد وضع هذا التراث الضخم بيد
الباحثين والمؤرخين العاملين في حقل الاستشراق؛ من أجل ما سمي باللحظة الحاسمة في
التاريخ.
فاللحظة الحاسمة الأولى، بالمفهوم الغربي الاستشراقي، كما
يقول إدوار سعيد هي نشوء إسرائيل، وذلك في الفترة الزمنية التي تعتبر فترة انتقال
بين العصر البرونزي المتأخر وأوائل العصر الحديدي الذي يطلق عليه عصر الآباء،
ويشمل إبراهيم ويعقوب حتى موسى.
وأما اللحظة الحاسمة الثانية فهي تطور إسرائيل متمثلة في
مملكة
داود وسليمان؛ ثم انقسامها إلى دولتين: إسرائيل ويهوذا،
انتهاء بالسبي،
أي عصر إمبراطوريات العصر الحديدي[viii].
وقد انقسم الباحثون إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: أمثل عليهم بأولبرايت، برايت ولوت، مندنهول
ولفسنتون وغوتفالد، وهؤلاء اعتبروا التوراة كتاباً تاريخياً ومقدساً، ومن ثم فإن
التاريخ المستخلص منها لا بدّ أن يكون منحازاً لليهود، بل وتوراتياً.
الفئة الثانية: أمثل عليهم بألستروم، ليمكة، فنكلشتاين،
حيث نجحوا في تفكيك النظريات السائدة حول إسرائيل القديمة،وقدموا نقداً باطنياً
لما قدمته الفئة الأولى مشيرين إلى أن هؤلاء لم يعملوا حساباً للمعلومات الأثرية
المتزايدة عن تاريخ فلسطين القديم، فالتوراة ليست الإطار الكامل للتاريخ.
ثمة فئة ثالثة أمثل عليهم بوطسن وكيث ويتلام، لقد وضعوا
أيديهم على الأنموذج الاستشراقي الغربي المزيف،فاللحظة الحاسمة التي ارتكزت على
أنموذج الانتقال بين العصر البرونزي المتأخر وأوائل العصر الحديدي، إذا كانت
موجودة ففي لحظة عابرة في مسيرة التاريخ الحضاري لفلسطين القديمة،وإن على الباحثين
الاهتمام بتاريخ فلسطين القديم بوصفه موضوعاً قائماً بذاته لا خلفيةً لتاريخ
إسرائيل.
إذاً، ما يترتب عليه لحظة، أننا أمام تراجع غربي صهيوني
ملحوظ على صعيد التأريخ لفلسطين، يتجلى ذلك في توجيه نقد باطني مباشر للدراسات
التاريخية السابقة على ضوء التنقيبات والحفريات الأثرية، ودراسات الطبقات،
والنماذج،
واستخدام تقنيات جديدة كالكربون المشع 14، والتحليل بالطيف.
تصدع
المفردات التوراتية
لقد كشفت الوثائق والنصوص والنقوش في أريحا والقدس ومجدو
ومُؤاب وغيرها من المدن الفلسطينية،عن نماذج وأنماط تكمل ما اكتشف في أوغاريت
وماري وتل العمارنة وبابل حتى سواحل الخليج العربي،مما يعطي التاريخ الحضاري
لفلسطين القديمة انتماءً وهوية لحضارة المنطقة العربية بكاملها.
ومن هنا بدأت تتصدع المفردات التوراتية التي تشكل الركائز
الأساسية لادعاء امتلاك التاريخ القديم الذي هو ادعاء ليس له أساس في التاريخ
الفعلي، وفي هذا رد اعتبار لجزء مهم من التاريخ العربي القديم.
[i]
-توماس وطسن: الماضي
الخرافي-التوراة والتاريخ، انظر ص 216-232.
[ii]
-د.سهيل زكار: القدس بين
حقائق التاريخ وزيف الإسرائيليات ص9.
[iii]
-روجيه غارودي: فلسطين
ارض الرسالات السماوية ص88-93.
[iv]
-المرجع السابق.
[v]
-كيث وإيتلام: اختلاق
إسرائيل القديمة-انظر ص 20.
[vi]
-توماس وطسن: المرجع
السابق ص44.
[vii]
-د. نقولا زيادة :محاضرة
نادي الآخرة
[viii]
-كيث وإيتلام:المرجع
السابق ص14.
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin
» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin
» من الالحاد الى الاسلام
الأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin
» غرداية
الإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin
» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin
» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin
» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin
» طرق المذاكرة للاطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin
» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin
» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin
» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin
» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin
» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin
» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin