منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

منتدى تلات عبد القادر للعلوم والمعارف والثقافات لكل الفئات العمرية والأطياف الفكرية

اخي الزائر شكرا لك على اختيارك لمنتدانا ..كما نرجو لك وقتا ممتعا واستفادة تامة من محتويات المنتدى..وندعوك زائرنا الكريم للتسجيل والمشاركة في إثراء المنتدى ولو برد جميل ...دمت لنا صديقاوفيا..وجزاك الله خيرا.

المواضيع الأخيرة

» آلاف اليهود يدخلون الاسلام سرا
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin

» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin

» من الالحاد الى الاسلام
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin

» غرداية
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin

» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin

» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin

» طرق المذاكرة للاطفال
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin

» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin

» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin

» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin

» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin

» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin

» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin

التبادل الاعلاني

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:58

    وفي صفة الصفوة لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي


    أبو الحسن علي بن أبي طالب


    رضي الله عنه واسم أبي طالب
    عبد مناف بن عبد المطلب وأمه:فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،أسلمت وهاجرت
    ويكنى أبا الحسن وأبا التراب، أسلم وهو ابن سبع سنين، ويقال تسع، ويقال عشر، ويقال
    خمس عشرة، وشهد المشاهد كلها ولم يتخلف إلا في تبوك فإن رسول الله. صلى الله عليه
    وسلم خلفه في أهله وكان غزير العلم.







    ذكر صفته رضي الله عنه



    -كان آدم شديد الأدمة، ثقيل
    العينين عظيمهما، أقرب إلى القصر من الطول، ذا بطن كثير الشعر عظيم اللحية أصلع،
    أبيض الرأس واللحية لم يصفه أحد بالخضاب إلا سوادة بن حنظلة فانه قال: رأيت عليا
    أصفر اللحية، ويشبه أن يكون قد خضب مرة ثم ترك.







    ذكر أولاده رضي الله عنه



    -كان له من الولد أربعة عشر ذكرا وتسع عشرة أنثى: الحسن و الحسين
    وزينب الكبرى وأم كلثوم الكبرى: أمهم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ومحمد الأكبر وهو ابن الحنيفة وأمه: خولة بنت جعفر وعبيد الله قتله: المختار وأبو
    بكر قتل الحسين أمهما ليلى بنت مسعود والعباس الأكبر وعثمان وجعفر وعبد الله قتلوا
    مع الحسين، أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد، ومحمد الأصغر قتل الحسين، أمه أم
    ولد، ويحيى وعون: أمهما أسماء بنت عميس عمر الأكبر ورقية، أمهما صهباء سبية ومحمد
    الأوسط أمه إمامة بنت أبي العاص وأم الحسن ورملة الكبرى أمهما أم سعيد بنت عروة
    وأم هانئ وميمونة وزينب الصغرى ورملة الصغرى وأم كلثوم الصغرى وفاطمة وأمامة
    وخديجة وأم الكرام وأم جعفر، وجمانة ونفيسة وأم سلمة: وهن الأمهات شتى، وابنة أخرى
    لم يذكر اسمها ماتت صغيرة.



    فهؤلاء الذين عرفنا من أولاد علي عليه السلام.





    ذكر ارتقائه رضي الله عنهمنكب
    رسول الله
    r


    عن أبي مريم، عن علي،
    قال:انطلقت أنا والنبي عيه السلام حتى أتينا الكعبة. فقال لي رسول الله صلى الله
    عليه وسلم: اجلس وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى مني ضعفا فنزل وجلس لي نبي
    الله صلى الله عليه وسلم وقال لي اصعد على منكبي. قال فنهض بي فانه ليخيل إلي أني
    لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت أزاوله
    عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى استكمنت منه. فقال لي رسول الله صلى
    الله عليه وسلم: اقذف به فقذفت به فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا
    ورسول الله. صلى الله عليه وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من
    الناس رواه أحمد.






    ذكر محبة الله عز وجل له ومحبة رسول اللهr


    عن سهل بن سعد أن رسول الله. صلى الله عليه
    وسلم قال يوم خيبر:
    لأعطين هذه الراية غدا رجلا بفتح
    الله عليه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
    قال:
    فبات الناس يذكرون وأيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله
    عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها. فقال
    : أين علي
    بن أبي طالب
    ? فقيل: يا رسول الله يشتكي عينه. قال: فأرسلوا
    إليه
    . فأتي به فبصق رسول الله. صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له
    فبريء حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي عليه السلام: يا رسول الله
    أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال
    أنفذ على رسلك حتى تنزل
    بساحتهم ثم أدعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فو الله لأن
    يهدي الله بك رجلا وأحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم

    رواه الأمام أحمد وأخرجاه في الصحيحين عن قتيبة.



    ذكر إخاء النبي rعليا رضي الله
    عنه



    *عن سعد بن أبي وقاص قال: خلف رسول
    الله. صلى الله عليه وسلم علي أبي طالب في غزوة تبوك، فقال يا رسول الله تخلفني في
    النساء والصبيان? فقال: أما ترضى أن تكون
    مني بمنزلة هارون من موسى? غير أنه لا نبي بعدي
    أخرجاه في الصحيحين.







    ذكر جمل من مناقبه رضي الله عنه



    *عن زربن حبيش قال: قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى
    الله عليه وسلم إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق - انفرد بإخراجه مسلم -.



    *وعن زاذان، قال: سمعت عليا
    بالرحبة يقول وهو ينشد الناس من شهد رسول الله. صلى الله عليه وسلم في يوم غدير خم
    وهو يقول ما قال. فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا انهم سمعوا رسول الله. صلى
    الله عليه وسلم يقول
    من
    كنت مولاه فعلي مولاه

    رواه الأمام أحمد.



    *وعن هبيرة قال: خطبنا الحسن
    بن علي فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولم يدركه الآخرون.
    كان رسول الله. صلى الله عليه وسلم يبعثه بالراية، جبريل عن يمينه وميكائيل عن
    شماله، لا ينصرف حتى يفتح له رواه أحمد.



    *وعن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله
    من معضلة ليس لها أبو حسن.




    ذكر زهده رضي الله عنه



    *عن علي بن ربيعة عن علي بن أبي طالب قال جاءه
    ابن التياح فقال يا أمير المؤمنين امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء فقال الله اكبر
    ثم قام متوكئا على ابن التياح حتى قام على بيت المال فقال:



    هذا
    حناي وخياره فيه وكل
    جان يده إلى فيه



    يا ابن التياح علي بأشياخ الكوفة
    قال فنودي في الناس فأعطى جميع ما في بيت المال وهو يقول يا صفراء يا بيضاء غري
    غيري ها وها حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم ثم أمر بنضحه وصلى فيه ركعتين واه
    أحمد.



    *وعن أبي صالح قال قال
    معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة صف لي عليا فقال أو تعفيني? قال بل صفه قال أو
    تعفيني? قال لا أعفيك قال أما إذا فانه والله كان بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا
    ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وينطق بالحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا
    وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته كان والله غزير الدمعة طويل الفكرة بقلب كفه ويخاطب
    بفسه يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب كان والله كأحدنا يجيبنا إذا
    سألناه ويبتدئنا إذا أتيناه ويأتينا إذا دعوناه ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه
    منا لا نكلمه هيبة ولا نبتديه لعظمه فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل
    الدين ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا يياس الضعيف من عدله واشهد بالله
    لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سجوفه وغارب نجومه وقد مثل في محرابه
    قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وكأني اسمعه وهو يقول يا
    دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم لي تشوفت? هيهات هيهات غري غيري قد بتتك ثلاثا لا رجعة
    لي فيك فعمرك قصير وعيشك حقير وخطرك كبير آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة
    الطريق.



    قال فذرفت دموع معاوية رضي
    الله عنه حتى خرت على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء
    ثم قال معاوية رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار قال حزن
    من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقا عبرتها ولا يسكن حزنها.



    *وعن هارون بن عنترة عن أبيه قال
    دخلت على علي بن أبي طالب بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفه فقلت يا أمير المؤمنين
    أن الله تعالى قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال نصيبا وأنت تصنع بنفسك ما تصنع
    فقال وأما ما أرزؤكم من مالكم شيئا وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي أو قال
    من المدينة.



    *وعن أبي مطرف قال رأيت عليا عليه السلام مؤتزرا
    بازار مرتديا برداء ومعه الدرة كأنه أعرابي يدور حتى بلغ سوق الكرابيس فقال يا شيخ
    احسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم فلما عرفه لم يشتر منه شيئا فأتى غلاما حدثا
    فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ثم جاء أبو الغلام فأخبره فأخذ أبوه درهما ثم جاء
    به فقال هذا الدرهم يا أمير المؤمنين قال ما شان هذا الدرهم قال كان قميصنا ثمن
    درهمين قال باعني رضاي وأخذ رضاه.



    *وعن عمر وبن قيس أن عليا
    عليه السلام رئي عليه أزار مرقوع فعوتب في لبوسه فقال يقتدي بي المؤمن ويخشع له
    القلب.



    *وعن أبي النوار قال رأيت عليا اشترى ثوبين
    غليظين خير قنبرا أحدهما.



    *وعن فضيل بن مسلم عن أبيه
    أن عليا اشترى قميصا ثم قال اقطعه لي من ها هنا مع أطراف الأصابع وفي رواية أخرى
    أنه لبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف الأصابع.



    *وعن علي بن الأقمر عن أبيه
    قال رأيت عليا عليه السلام وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول من يشتري مني هذا
    السيف? فوالدي فلق الحبة لطال ما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله. صلى الله عليه
    وسلم ولو كان عندي ثمن أزار ما بعته.


    عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة 22 أكتوبر 2010 - 13:34 عدل 2 مرات
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:29

    ذكر
    ورعه رضي الله عنه



    *عن رجل من ثقيف أن عليا
    عليه السلام استعمله على عكبر قال قال لي إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت إليه فلم
    أجده عنده حاجبا يحبسني دونه فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بظبية فقلت
    في نفسي لقد أمنني حين يخرج إلي جوهرا ولا ادري ما فيها فإذا عليها خاتم فكسر
    الخاتم فإذا فيها سويق فاخرج منها فصب في القدح وصب عليه ماء فشرب وسقاني فلم اصبر
    فقلت يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك قال أما والله
    ما اختم عليه بخلا عليه ولكني ابتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره
    وإنما حفظي لذلك واكره أن ادخل بطني إلا طيبا.



    *وعن عمرو بن يحيى عن أبيه قال اهدي إلى علي بن
    أبي طالب ازقاق سمن وعسل فراها قد نقصت فسال فقيل بعثت أم كلثوم فأخذت منه فبعث
    إلى المقومين فقوموه خمسة دراهم فبعث إلى أم كلثوم ابعثي إلي بخمسة دراهم.



    *وعن مجاهد قال قال علي عليه السلام جعت مرة
    بالمدينة جوعا شديدا فخرجت اطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت
    مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى
    مجلت يدي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها وبسط
    إسماعيل يديه وجمعهما فعدت لي ست عشرة تمرة فأتيت النبي. صلى الله عليه وسلم
    فأخبرته فأكل معي منها.







    كلمات منتخبة من كلامه ومواعظه رضي الله عنه


    * عن عبد خير عن علي عليه السلام قال ليس الخير
    أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر عملك ويعظم حلمك ولا خير في الدنيا إلا
    لأحد رجلين رجل أذنب ذنوبا فهو يتدارك ذك بتوبة أو رجل يسارع في الخيرات ولا يقل
    عمل في تقوى وكيف يقل ما يتقبل.



    *وعن مهاجر بن عمير قال قال
    علي بن أبي طالب: إن أخوف ما أخاف اتباع
    الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة إلا
    وان الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحدة منهما بنون
    فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا
    حساب ولا عمل .



    *وعن رجل من بني شيبان إن علي بن أبي طالب عليه السلام خطب فقال
    الحمد لله أحمده واستعينه واؤمن به واتوكل عليه واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا
    شريك له وان محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليزيح به علتكم وليوقظ به
    غفلتكم واعلموا إنكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت وموقفون على أعمالكم ومجزيون بها
    فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالفناء معروفة وبالغدر
    موصوفة وكل ما فيها إلى زوال وهي بين أهلها دول وسجال ولا تدوم أهوالها ولن يسلم
    من شرها نزالها بينا أهلها منها في رخاء وسرور آذاهم منها في بلاء وغرور أحوال
    مختلفة وتارات متصرفة العيش فيها مذموم والرخاء فيها لا يدوم وإنما أهلها فيها
    أغراض مستهدفة ترميهم بسمامها وتقصمهم بحمامها وكل حتفه فيها مقدور وحظه فيها
    موفور.



    واعلموا عباد الله إنكم وما
    انتم فيه من زهرة الدنيا على سبيل من قد مضى ممن كان أطول منكم اعمارا واشد منكم
    بطشا واعمر ديارا وابعد أثارا فأصبحت أموالهم هامدة من بعد نقلتهم وأجسادهم بالية
    وديارهم خالية وآثارهم عافية فاستبدلوا بالقصور المشيدة والنمارق الممهدة الصخور
    والأحجار في القبور التي قد بني على الخراب فناؤها وشيد بالتراب بناؤها فمحلها
    مقترب وساكنها مغترب بين أهل عمارة موحشين وأهل محلة متشاغلين لا يستأنسون
    بالعمران ولا يتواصلون تواصل الجيران والأخوان على ما بينهم من قرب الجوار ودنو
    الدار وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم بكلكله البلى وأظلتهم الجنادل والثرى فأصبحوا
    الحياة أمواتا وبعد غضارة العيش رفاتا فجع بهم الأحباب وسكنوا التراب وظعنوا فليس
    لهم إياب هيهات هيهات
    {كلا إنها
    كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزح إلى يوم يبعثون
    }سورة
    المؤمنون آية 100 وكان قد صرتم إلى ما صاروا إليه من البلى والوحدة في دار المثوى
    وارتهنتم في ذلك المضجع وضمكم ذلك المستودع فكيف بكم لو قد تناهت الأمور وبعثرت
    القبور وحصل ما في الصدور ووقفتم للتحصيل بين يدي الملك الجليل فطارت القلوب
    لاشفاقها من سالف الذنوب وهتكت عنكم الحجب والأستار وظهرت منكم العيوب والأسرار
    هنالك{
    تجزى كل نفس بما كسبت} سورة
    غافر من الآية 17 أن الله عز وجل يقول {
    ليجزي
    الذين اساؤوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى
    }
    سورة النجم آية 31 وقال{
    ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين
    مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
    ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا
    }سورة
    الكهف آية 49 جعلنا الله وإياكم عاملين بكتابه متبعين لأوليائه حتى يحلنا وإياكم
    دار المقامة من فضله أنه حميد مجيد .



    *عن الحسن عن علي عليه السلام قال طوبى لكل عبد نومة عرف الناس ولم
    يعرفه الناس عرفه الله برضوان أولئك مصابيح الهدى يكشف الله عنهم كل فتنة مظلمة
    سيدخلهم الله في رحمة منه ليسوا بالمذابيع البذر ولا الجفاة المرائين.



    *وعن عاصم بن ضمرة عن علي
    عليه السلام إلا إن الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب
    الله ولا يرخص لهم في معاصي الله ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ولا خير في
    عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها .



    *وعن الشعبي أن عليا عليه
    السلام قال يا أيها الناس خذوا عني هؤلاء الكلمات فلو ركبتم المطي حتى تنضوها ما
    أصبتم مثلها لا يرجون عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحي إذا لم يعلم أن
    يتعلم ولا يستحيي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا اعلم واعلموا أن الصبر من
    الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا خير في جسد لا رأس له .



    *وعن أبي عبد الرحمن السلمي
    عن علي بن أبي طالب قال أوحى الله عز وجل إلى نبي بين الأنبياء أنه ليس من أهل بيت
    ولا أهل دار ولا أهل قرية يكونون لي على ما أحب فيتحولون عن ذلك إلى ما اكره إلا
    تحولت لهم مما يحبون إلى ما يكرهون وليس من أهل بيت ولا أهل دار ولا أهل قرية
    يكونون لي على ما اكره فيتحولون من ذلك إلى ما أحب إلا تحولت لهم مما يكرهون إلى
    ما يحبون.



    *وعن عبد الله بن عباس أنه قال ما انتفعت بكلام
    أحد بعد رسول الله. صلى الله عليه وسلم كانتفاعي بكتاب كتب به إلي علي بن أبي طالب
    فانه كتب إلي:



    أما بعد فان المرء يسوءه فوت ما لم يكن ليدركه
    ويسره درك ما لم يكن ليفوته فليكن سرورك بما نلت من أمر أخرتك وليكن اسفك على ما
    فاتك منها وما نلت من دنياك فلا تكثرن به فرحا وما فاتك منها فلا تأس عليه حزنا
    وليكن همك فيما بعد الموت



    *وعن جعفر بن محمد عن أبيه
    عن جده أن عليا رضي الله عنه شيع جنازة فلما وضعت في لحدها عج أهلها وبكوها فقال
    ما تبكون أما والله لو عاينوا ما عاين ميتهم لأذهلتهم معاينتهم عن ميتهم وان له
    فيهم لعودة ثم عودة حتى لا يبقي منهم أحدا ثم قام فقال: أوصيكم عباد الله بتقوى
    الله الذي ضرب لكم الأمثال ووقت لكم الآجال وجعل لكم أسماعا تعي ما عناها وأبصارا
    لتجلو عن غشاها وأفئدة نفهم ما دهاها أن الله لم يخلقكم عبثا ولم يضرب عنكم الذكر
    صفحا بل أكرمكم بالنعم السوابغ وارصد لكم الجزاء فاتقوا لله عباد الله وجدوا في
    الطلب وبادروا بالعمل قبل هادم اللذات فان الدنيا لا يدوم نعميها ولا تؤمن فجائعها
    غرور حائل وسناد مائل اتعظوا عباد الله بالعبر وازدجروا بالنذر وانتفعوا بالمواعظ
    فكان قد علقتكم مخالب المنية وضمنتم بيت التراب ودهمتكم مفظعات الأمور بنفخة الصور
    وبعثرة القبور وسياق المحشر و موقف الحساب بإحاطة قدرة الجبار كل نفس معها سائق
    يسوقها لمحشرها وشاهد يشهد عليها {
    وأشرقت
    الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمو
    ن}
    سورة الزمر آية 69 فارتجت لذلك اليوم البلاد ونادى المنادي وحشرت الوحوش وبدت
    الأسرار وارتجت الأفئدة وبرزت الجحيم قد تأجج جحيمها وغلا حميمها عباد الله اتقوا
    الله تقية من وجل وحذر وحذر وابصر و ازدجر فاحتث طلبا ونجا هربا وقدم للمعاد
    واستظهر بالزاد وكفى بالله منتقما ونصيرا وكفى بالكتاب خصما وحجيجا وكفى بالجنة
    ثوابا وكفى بالنار وبالا وعقابا واستغفر الله لي ولكم.



    *وعن كميل بن زياد قال أخذ
    علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما اصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال يا
    كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها للعلم احفظ ما أقول لك الناس ثلاثة عالم
    رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا
    بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.



    العلم خير من المال العلم
    يحرسك وأنت تحرس المال العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة العلم حاكم
    والمال محكوم عليه وصنيعة المال تزول بزواله ومحبة العالم دين يدان بها العلم
    يكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد مماته مات خزان المال وهم أحياء
    والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وامثالهم في القلوب موجودة.



    إن ههنا وأومأ بيده إلى صدره علما لو أصبت له
    حملة بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بنعم الله على
    عباده وبحججه على كتابه أو معاندا لأهل الحق لا بصيرة له في أحيائه ينقدح الشك في
    قلبه عارض من شبهة لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذات سلس القياد للشهوات أو مغري
    بجمع المال والادخار ليسا من دعاة الدين في شيء اقرب شبها بهم الأنعام السائمة.



    كذلك يموت العلم بموت حامليه
    اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة لكي لا تبطل حجج الله وبيناته أولئك هم
    الأقلون عددا الاعظمون عند الله قدرا بهم يحفظ الله حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم
    ويزرعونها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر
    المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة في
    المحل الأعلى آه آه شوقا إلى رؤيتهم واستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم .



    *وعن أبي اراكة قال صليت مع
    علي بن أبي طالب عليه السلام صلاة الفجر فلما سلم انفتل عن يمينه ثم مكث كان عليه
    كابة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال وقلب يده: لقد رأيت أصحاب
    رسول الله. صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثا
    صفرا غبرا بين أعينهم أمثال وكب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله
    يراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا اصبحوا فذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في
    يوم الريح وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم والله لكان القوم باتوا غافلين .



    ثم نهض فما رئي مفترا يضحك حتى ضربه ابن ملجم
    والسلام.
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:30

    ذكر
    مقتله رضي الله عنه



    *عن زيد بن وهب قال قدم علي
    على قوم من أهل البصرة من الخوارج فيهم رجل يقال له الجعد بن بعجه فقال له اتق
    الله يا علي فانك ميت فقال له علي عليه السلام بل مقتول ضربة على هذا تخضب هذه
    يعني لحيته من رأسه عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب من افترى .



    وعاتبه في لباسه فقال ما لكم
    وللباس? هو ابعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم.



    وعن أبي الطفيل قال دعا علي
    الناس إلى البيعة فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادي فرده مرتين ثم أتاه فقال ما
    يحبس أشقاها? لتخضبن أو لصبغن هذه يعني لحيته من رأسه ثم تمثل بهذين البيتين:



    اشدد
    حيازيمك للموت فان المـوت آتـيك



    ولا تجزع
    من القتـل إذا حـل بــواديك



    *وعن أبي مجلز قال جاء رجل من مراد
    إلى علي وهو يصلي في المسجد فقال احترس فان ناسا من مراد يريدون قتلك فقال أن مع
    كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر عليه فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وان الآجل
    جنة حصينة.



    - قال العلماء بالسير ضربه عبد
    الرحمن بن ملجم بالكوفة يوم الجمعة لثلاث عشرة بقيت من رمضان وقيل ليلة إحدى
    وعشرين منه سنة أربعين فبقي الجمعة والسبت ومات ليلة الأحد وغسله ابناه وعبد الله
    بن جعفر وصلى عليه الحسن ودفن في السحر وفي سنه أربعة أقوال أحدها ثلاث وستون
    والثاني خمس وستون والثالث سبع وخمسون والرابع ثمان وخمسون.



    *عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قتل علي عليه
    السلام وهو ابن ثمان وخمسين ومات لها حسن وقتل لها الحسين ومات علي بن الحسين وهو
    ابن ثمان وخمسين وسمعت جعفرا يقول سمعت أبي يقول لعمته فاطمة بنت حسين أم عبد الله
    بن حسن هذه توفي لي ثمانيا وخمسين فمات لها.



    -قال سفيان وسمعت جعفر بن محمد يقول وقد زدت أنا
    على ثمان وخمسين.



    وعن أبي جعفر قال هلك علي بن أبي طالب وله خمس
    وستون سنة قال وكان علي وطلحة والزبير في سن وأحد.
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:32

    الياقوتة 13





    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Clip_image001 حدثنا علي بن عبد
    الله: حدثنا سفيان: حدثنا عمرو بن دينار، سمعته منه مرتين قال: أخبرني حسن بن محمد
    قال: أخبرني عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت
    عليا رضي الله عنه يقول:
    بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود، قال: (
    انطلقوا حتى تأتوا
    روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب فخذوه منها)
    . فانطلقنا تعادى بنا
    خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت:
    ما معي من كتاب، فقلنا لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأجرجته من عقاصها، فأتينا
    به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من
    المشركين من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم: (
    يا حاطب ما هذا). قال: يا رسول الله
    لا تعجل علي، إني كنت أمرأ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من
    المهاجرين لهم قرابات بمكة، يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من
    النسب فيهم، أن أتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت كفرا ولا ارتدادا، ولا
    رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
    لقد صدقكم). قال عمر: يا رسول
    الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: (
    إنه قد شهد بدرا، وما
    يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
    ). قال سفيان: وأي
    إسناد هذا



    أخرج البخاري في كتاب الجهاد - باب: الجاسوس. وقول
    الله تعالى: {
    لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} /الممتحنة: 1/
    وأخرجه مسلم
    في كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أهل
    بدر,,,






    شرح الحديث فتح الباري ابن حجر العسقلاني رحمه الله-





    باب الجاسوس بجيم ومهملتين أي حكمه إذا كان من جهة الكفار ومشرعيته
    إذا كان من جهة المسلمين قوله والتجسس التبحث هو تفسير أبي عبيدة قوله وقول الله
    عز وجل لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء الآية مناسبة الآية أما لما سيأتي في التفسير
    أن القصة المذكورة في حديث الباب كانت سبب نزولها وأما لأن ينتزع منها حكم جاسوس
    الكفار فإذا اطلع عليه بعض المسلمين لا يكتم أمره بل يرفعه إلى الإمام ليرى فيه
    رأيه وقد اختلف العلماء في جواز قتل جاسوس الكفار وسيأتي البحث فيه بعد أحد
    وثلاثين بابا ثم ذكر فيه حديث علي في قصة حاطب بن أبي بلتعة وسيأتي الكلام على
    شرحه في تفسير سورة الممتحنة إن شاء الله تعالى ونذكر فيه المرأة وتسمية من عرف
    ممن كاتبه حاطب من أهل مكة وقوله

    -فيه روضة خاخ بمنقوطتين من فوق والظعينة بالظاء المعجمة المرأة وقوله في آخره قال
    سفيان وأي إسناد هذا أي عجبا لجلالة رجاله وصريح اتصاله






    ** قوله باب {لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء }سقطت هذه الترجمة لغير أبي ذر
    والعدو لما كان بزنة المصادر وقع على الواحد فما فوقه وقوله{
    تلقون إليهم بالمودة }تفسير للموالاة المذكورة ويحتمل
    أن يكون حالا أو صفة وفيه شيء لأنهم نهوا عن اتخاذهم أولياء مطلقا والتقييد بالصفة
    أو الحال يوهم الجواز عند انتفائهما لكن علم بالقواعد المنع مطلقا فلا مفهوم لهما
    ويحتمل أن تكون الولاية تستلزم المودة فلا تتم الولاية بدون المودة فهي حال لازمة
    والله أعلم

    ** قوله الحسن بن محمد بن علي أي بن
    أبي طالب قوله حتى تأتوا روضة خاخ بمعجمتين ومن قالها بمهملة ثم جيم فقد صحف وقد
    تقدم بيان ذلك في باب الجاسوس من كتاب الجهاد وفي أول غزوة الفتح قوله لنلقين كذا
    فيه والوجه حذف التحتانية وقيل إنما اثبتت لمشاكلة لتخرجن قوله كنت امرأ من قريش
    أي بالحلف لقوله بعد ذلك ولم أكن من أنفسهم قوله كنت امرأ من قريش ولم أكن من
    أنفسهم ليس هذا تناقضا بل أراد أنه منهم بمعنى أنه حليفهم وقد ثبت حديث حليف القوم
    منهم وعبر بقوله ولم أكن من أنفسهم لإثبات المجاز قوله
    إنه قد صدقكم بتخفيف الدال أي قال الصدق قوله
    فقال عمر دعني يا رسول الله فأضرب عنقه إنما قال ذلك عمر مع تصديق رسول الله صلى
    الله عليه وسلم لحاطب فيما اعتذر به لما كان عند عمر من القوة في الدين وبغض من
    ينسب إلى النفاق وظن أن من خالف ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم استحق
    القتل لكنه لم يجزم بذلك فلذلك استأذن في قتله وأطلق عليه منافقا لكونه أبطن خلاف
    ما أظهر وعذر حاطب ما ذكره فإنه صنع ذلك متأولا أن لا ضرر فيه وعند الطبري من طريق
    الحارث عن علي في هذه القصة فقال
    أليس قد شهد بدرا قال بلى ولكنه نكث وظاهر أعداءك
    عليك قوله فقال
    إنه قد شهد بدرا وما يدريك أرشد إلى علة ترك قتله بأنه شهد
    بدرا فكأنه قيل وهل يسقط عنه شهوده بدرا هذا الذنب العظيم فأجاب بقوله
    وما يدريك الخ قوله لعل الله عز وجل اطلع
    على أهل بدر
    هكذا في أكثر الروايات بصيغة الترجي وهو من الله واقع ووقع في حديث
    أبي هريرة عند بن أبي شيبة بصيغة الجزم وقد تقدم بيان ذلك واضحا في باب فضل من شهد
    بدرا من كتاب المغازي قوله
    اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم كذا في معظم الطرق وعند الطبري من
    طريق معمر عن الزهري عن عروة
    فإني غافرلكم وهذا يدل على أن المراد بقوله غفرت أي أغفر على طريق التعبير عن
    الآتي بالواقع مبالغة في تحققه وفي مغازي بن عائذ من مرسل عروة
    اعملوا ما شئتم فسأغفر
    لكم
    والمراد
    غفران ذنوبهم في الآخرة وإلا فلو وجب على أحدهم حد مثلا لم يسقط في الدنيا وقال بن
    الجوزي ليس هذا على الاستقبال وإنما هو على الماضي تقديره
    اعملوا ما شئتم أي عمل كان لكم فقد غفر قال لأنه لو كان للمستقبل كان
    جوابه فسأغفر لكم ولو كان كذلك لكان إطلاقا في الذنوب ولا يصح ويبطله أن القوم
    خافوا من العقوبة بعد حتى كان عمر يقول يا حذيفة بالله هل أنا منهم وتعقبه القرطبي
    بان اعملوا صيغة أمر وهي موضوعة للاستقبال ولم تضع العرب صيغة الأمر للماضي لا
    بقرينة ولا بغيرها لأنهما بمعنى الإنشاء والابتداء وقوله
    اعملوا ما شئتم يحمل على طلب الفعل ولا يصح أن
    يكون بمعنى الماضي ولا يمكن أن يحمل على الإيجاب فتعين للإباحة قال وقد ظهر لي أن
    هذا الخطاب خطاب إكرام وتشريف تضمن أن هؤلاء حصلت لهم حالة غفرت بها ذنوبهم
    السالفة وتأهلوا أن يغفر لهم ما يستأنف من الذنوب اللاحقة ولا يلزم من وجود
    الصلاحية للشيء وقوعه وقد أظهر الله صدق رسوله في كل من أخبر عنه بشيء من ذلك
    فإنهم لم يزالوا على أعمال أهل الجنة إلى أن فارقوا الدنيا ولو قدر صدور شيء من
    أحدهم لبادر إلى التوبة ولازم الطريق المثلى ويعلم ذلك من أحوالهم بالقطع من اطلع
    على سيرهم انتهى ويحتمل أن يكون المراد بقوله
    فقد غفرت لكم أي ذنوبكم تقع مغفورة لا أن
    المراد أنه لا يصدر منهم ذنب وقد شهد مسطح بدرا ووقع في حق عائشة كما تقدم في
    تفسير سورة النور فكأن الله لكرامتهم عليه بشرهم على لسان نبيه أنهم مغفور لهم ولو
    وقع منهم ما وقع وقد تقدم بعض مباحث هذه المسألة في أواخر كتاب الصيام في الكلام
    على ليلة القدر ونذكر بقية شرح هذا الحديث في كتاب الديات إن شاء الله تعالى



    قوله قال عمرو هو بن دينار
    وهو موصول بالإسناد المذكور قوله ونزلت فيه{
    يا أيها الذين آمنوا
    لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}
    سقط أولياء لغير أبي ذر قوله قال لا أدري
    الآية في الحديث أو قول عمرو هذا الشك من سفيان بن عيينة كما سأوضحه قوله حدثنا
    علي هو بن المديني قال قيل لسفيان في هذا فنزلت{
    لا تتخذوا عدوي
    وعدوكم أولياء
    } الآية قال سفيان هذا في حديث الناس يعني هذه الزيادة يريد الجزم
    برفع هذا القدر قوله حفظته من عمرو ما تركت منه حرفا وما أرى أحدا حفظه غيري وهذا
    يدل على أن هذه الزيادة لم يكن سفيان يجزم برفعها وقد أدرجها عنه بن أبي عمر أخرجه
    الإسماعيلي من طريقه فقال في آخر الحديث قال وفيه نزلت هذه الآية وكذا أخرجه مسلم
    عن بن أبي عمر وعمرو الناقد وكذا أخرجه الطبري عن عبيد بن إسماعيل والفضل بن
    الصباح والنسائي عن محمد بن منصور كلهم عن سفيان واستدل باستئذان عمر على قتل حاطب
    لمشروعية قتل الجاسوس ولو كان مسلما وهو قول مالك ومن وافقه ووجه الدلالة أنه صلى
    الله عليه وسلم أقر عمر على إرادة القتل لولا المانع وبين المانع هو كون حاطب شهد
    بدرا وهذا منتف في غير حاطب فلو كان الإسلام مانعا من قتله لما علل بأخص منه وقد
    بين سياق على أن هذه الزيادة مدرجة وأخرجه مسلم أيضا عن إسحاق بن راهويه عن سفيان
    وبين أن تلاوة الآية من قول سفيان ووقع عند الطبري من طريق أخرى عن على الجزم بذلك
    لكنه من أحد رواة الحديث حبيب بن أبي ثابت الكوفي أحد التابعين وبه جزم إسحاق في
    روايته عن محمد بن جعفر عن عروة في هذه القصة وكذا جزم به معمر عن الزهري عن عروة
    وأخرج بن مردويه من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس قال لما أراد رسول الله صلى
    الله عليه وسلم المسير إلى مشركي قريش كتب إليهم حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم فذكر
    الحديث إلى أن قال فأنزل الله فيه القرآن{
    يا أيها الذين آمنوا
    لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
    } الآية قال الإسماعيلي في آخر الحديث أيضا
    قال عمرو أي بن دينار وقد رأيت بن أبي رافع وكان كاتبا لعلي






    *** ثم ذكر المصنف حديث علي في قصة
    حاطب بن أبي بلتعة وسيأتي شرح القصة في فتح مكة مستوفى وذكر البرقاني أن مسلما
    أخرج نحو هذا الحديث من طريق بن عباس عن عمر مستوفى والمراد منه هنا الاستدلال على
    فضل أهل بدر بقوله صلى الله عليه وسلم المذكور وهي بشارة عظيمة لم تقع لغيرهم ووقع
    الخبر بألفاظ منها
    فقد غفرت لكم ومنها فقد وجبت لكم الجنة ومنها لعل الله اطلع لكن قال العلماء إن الترجي في
    كلام الله وكلام رسوله الموقوع وعند أحمد وأبي داود وابن أبي شيبة من حديث أبي
    هريرة بالجزم ولفظه
    ان الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت
    لكم
    وعند أحمد
    بإسناد على شرط مسلم من حديث جابر مرفوعا
    لن يدخل النار أحد شهد
    بدر
    ا وقد
    استشكل




    - قوله
    اعملوا
    ما شئتم
    فان ظاهره
    أنه للإباحة وهو خلاف عقد الشرع وأجيب بأنه إخبار عن الماضي أي كل عمل كان لكم فهو
    مغفور ويؤيده أنه لو كان لما يستقبلونه من العمل لم يقع بلفظ الماضي ولقال فسأغفره
    لكم وتعقب بأنه لو كان للماضي لما حسن الاستدلال به في قصة حاطب لأنه صلى الله
    عليه وسلم خاطب به عمر منكرا عليه ما قال في أمر حاطب وهذه القصة كانت بعد بدر بست
    سنين فدل على ان المراد ما سيأتي وأورده في لفظ الماضي مبالغة في تحقيقه وقيل إن
    صيغة الأمر في قوله
    اعملوا للتشريف والتكريم والمراد عدم المؤاخذة بما
    يصدر منهم بعد ذلك وأنهم خصوا بذلك لما حصل لهم من الحال العظيمة التي اقتضت محو
    ذنوبهم السابقة وتأهلوا لأن يغفر الله لهم الذنوب اللاحقة إن وقعت أي كل ما
    عملتموه بعد هذه الواقعة من أي عمل كان فهو مغفور وقيل إن المراد ذنوبهم تقع إذا
    وقعت مغفورة وقيل هي بشارة بعدم وقوع الذنوب منهم وفيه نظر ظاهر لما سيأتي في قصة
    قدامة بن مظعون حين شرب الخمر في أيام عمر وحده عمر فهاجر بسبب ذلك فرأى عمر في
    المنام من يأمره بمصالحته وكان قدامة بدريا والذي يفهم من سياق القصة الاحتمال
    الثاني وهو الذي فهمه أبو عبد الرحمن السلمي التابعي الكبير حيث قال لحيان بن عطية
    قد علمت الذي جرأ صاحبك على الدماء وذكر له هذا الحديث وسيأتي ذلك في باب استتابة
    المرتدين واتفقوا على أن البشارة المذكورة فيما يتعلق بأحكام الآخرة لا بأحكام
    الدنيا من إقامة الحدود وغيرها والله أعلم

    ***** في قوله صلى الله عليه وسلم عن
    أهل بدر
    إن الله قال لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وأن الراجح أن المراد بذلك أن
    الذنوب تقع منهم لكنها مقرونة بالمغفرة تفضيلا لهم على غيرهم بسبب ذلك المشهد
    العظيم ومرجوحية القول الآخر أن المراد أن الله تعالى عصمهم فلا يقع منهم ذنب نبه
    على ذلك الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة نفع الله به



    ****الحديث الرابع حديث علي في قصة
    حاطب بن أبي بلتعة في مكاتبته قريشا ونزول قوله تعالى
    {يا أيها الذين آمنوا
    لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
    ْْ}وقد تقدم في باب الجاسوس من كتاب
    الجهاد وما يتعلق به وفي باب النظر في شعور أهل الذمة ما يتعلق بذلك والجمع بين
    قوله حجزتها وعقيصتها وضبط ذلك وتقدم في باب فضل من شهد بدرا من كتاب المغازي
    الكلام على قوله لعل الله اطلع على أهل بدر وفي تفسير الممتحنة بأبسط منه وفيه
    الجواب عن اعتراض عمر على حاطب بعد أن قبل النبي صلى الله عليه وسلم عذره وفي غزوة
    الفتح الجمع بين قوله بعثني أنا والزبير والمقداد وقوله بعثني أنا وأبو مرثد وفيه
    قصة المرأة وبيان ما قيل في اسمها وما في الكتاب الذي حملته وأذكر هنا بقية شرحه
    قوله عن حصين بالتصغير هو بن عبد الرحمن الواسطي قوله عن فلان كذا وقع مبهما وسمى
    في رواية هشيم في الجهاد وعبد الله بن إدريس في الاستئذان سعد بن عبيدة وكذا وقع
    في رواية خالد بن عبد الله ومحمد بن فضيل عند مسلم وأخرجه أحمد عن عفان عن أبي
    عوانة قسما ونحوه للإسماعيلي من طريق عثمان بن أبي شيبة عن عفان قالا



    - حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبد
    الرحمن حدثني سعد بن عبيدة هو السلمي الكوفي يكنى أبا حمزة وكان زوج بنت أبي عبد
    الرحمن السلمي شيخه في هذا الحديث وقد وقع في نسخة الصيغاني هنا بعد قوله عن فلان
    ما نصه هو أبو حمزة سعد بن عبيدة السلمي ختن أبي عبد الرحمن السلمي انتهى ولعل
    القائل هو الخ من دون البخاري وسعد تابعي روى عن جماعة من الصحابة منهم بن عمر
    والبراء قوله تنازع أبو عبد الرحمن هو السلمي وصرح به في رواية عفان قوله وحبان بن
    عطية بكسر المهملة وتشديد الموحدة وحكى أبو علي الجياني وتبعه صاحب المشارق
    والمطالع أن بعض روا
    ة أبي ذر ضبطه بفتح أوله وهو وهم
    قلت وحكى المزي أن ا
    بن ما كولا ذكره بالكسر وان ابن الفرضي ضبطه بالفتح قال وتبعه
    أبو علي الجياني كذا قال والذي جزم به أبو علي الجياني توهيم من ضبطه بالفتح كما
    نقلته وذلك في تقييد المهمل وصوب أنه بالكسر حيث ذكره مع بن حبان بن موسى وهو
    بالكسر إجماعا وكان حبان بن عطية سليا أيضا ومؤاخيا لأبي عبد الرحمن السلمي وان
    كانا مختلفين في تفضيل عثمان وعلي وقد تقدم في أواخر الجهاد من طريق هشيم عن حصين
    في هذا الحديث وكان أبو عبد الرحمن عثمانيا أي يفضل عثمان على علي وحبان بن عطية
    علويا أي يفضل عليا على عثمان قوله لقد علمت ما الذي كذا للكشميهني وكذا في أكثر
    الطرق وللحموي والمستملي هنا من الذي وعلى الرواية الأولى ففاعل وتشديد الراء مع
    الهمز قوله صاحبك زاد عفان يعني عليا قوله على الدماء أي إراقة دماء المسلمين لأن
    دماء المشركين مندوب إلى إراقتها اتفاقا قوله لا أبا لك بفتح الهمزة وهي كلمة تقال
    عند الحث على الشيء والأصل فيه أن الإنسان إذا وقع في شدة عاونه أبوه فإذا قيل لا
    أبا لك فمعناه ليس لك اب جد في الأمر جد من ليس له معاون ثم أطلق في الاستعمال في
    موضع استبعاد ما يصدر من المخاطب من قول أو فعل قوله سمعته يقوله في رواية
    المستملي والكشميهني هنا سمعته يقول بحذف الضمير والأول أوجه لقوله قال ما هو قوله
    قال بعثني كذا لهم وكأن قال الثانية سقطت على عادتهم في إسقاطها خطأ والأصل قال أي
    أبو عبد الرحمن قال أي علي قوله والزبير وأبا مرثد تقدم في غزوة الفتح من طريق عبد
    الله بن أبي رافع عن علي ذكر المقداد بدل أبي مرثد وجمع بأن الثلاثة كانوا مع علي
    ووقع عند الطبري في تهذيب الآثار من طريق أعشى ثقيف عن أبي عبد الرحمن السلمي في
    هذا الحديث ومعي الزبير بن العوام ورجل من الأنصار وليس المقداد ولا أبو مرثد من
    الأنصار إلا إن كان بالمعنى الأعم ووقع في الأسباب للواحدي أن عمر وعمارا وطلحة
    كانوا معهم ولم يذكر له مستندا وكأنه من تفسير بن الكلبي فأني لم أره في سير
    الوافدي ووجدت ذكر فيه عمر من وجه آخر أخرجه بن مردويه في تفسيره من طريق الحكم بن
    عبد الملك عن قتادة عن أنس في قصة المرأة المذكورة فأخبر جبريل النبي صلى الله
    عليه وسلم بخبرها فبعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب قوله روضة حاج
    بمهملة ثم جيم قوله قال أبو سلمة هو موسى بن إسماعيل شيخ البخاري فيه قوله هكذا
    قال أبو عوانة حاج فيه إشارة إلى أن موسى كان يعرف أن الصواب خاخ بمعجمتين ولكن
    شيخه قالها بالمهملة والجيم وقد أخرجه أبو عوانة في صحيحة من رواية محمد بن
    إسماعيل الصائغ عن عفان فذكرها بلفظ حاج بمهملة ثم جيم قال عفان والناس يقولون خاخ
    أي بمعجمتين قال النووي قال العلماء هو غلط من أبي عوانة وكأنه اشتبه عليه بمكان
    آخر يقال له ذات حاج بمهملة ثم جيم وهو موضع بين المدينة والشام يسلكه الحاج وأما
    روضة خاخ فأنها بين مكة والمدينة بقرب المدينة قلت وذكر الواقدي أنها بالقرب من ذي
    الحليفة على بريد من المدينة وأخرج سمويه في فوائده من طريق عبد الرحمن بن حاطب
    قال وكان حاطب من أهل اليمن حليفا للزبير فذكر القصة وفيها أن المكان على قريب من
    اثنى عشر ميلا من المدينة وزعم السهيلي أن هشيما كان يقولها أيضا حاج بمهملة ثم
    جيم وهو وهم أيضا وسيأتي ذلك في آخر الباب وقد سبق في أواخر الجهاد من طريق هشيم بلفظ
    حتى تأتوا روضة كذا فلعل البخاري كنى عنها أو شيخه إشارة إلى أن هشيما كان يصحفها
    .
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:32

    وعلى هذا فلم ينفرد أبو عوانة بتصحيفها لكن أكثر الراوة عن حصين قالوها على الصواب
    بمعجمتين قوله
    فأن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى
    المشركين فائتوني بها
    في رواية عبيد الله بن أبي رافع فان بها ظعينة معها
    كتاب
    والظعينة
    بظاء معجمة وزن عظيمة فعيلة بمعنى فاعلة من الظعن وهو الرحيل وقيل سميت ظعينة
    لأنها تركب الظعين التي تظعن براكبها وقال الخطابي سميت ظعينة لأنها تظعن مع زوجها
    ولا يقال لها ظعينة إلا إذا كانت في الهودج وقيل أنه اسمه الهودج سميت المرأة
    لركوبها فيه ثم توسعوا فأطلقوه على المرأة ولو لم تكن في هودج وقد تقدم في غزوة
    الفتح بيان الاختلاف في اسمها وذكر الواقدي أنها من مزينة وأنها من أهل العرج بفتح
    الراء بعدها جيم يعنى قرية بين مكة والمدينة وذكر الثعلبي ومن تبعه أنها كانت
    مولاة أبي صيفي بن عمرو بن هاشم بن عبد مناف وقيل عمران بدل عمرو وقيل مولاة بنى
    أسد بن عبد العزي وقيل كانت من موالي العباس وفي حديث أنس الذي أشرت اليه عند بن
    مردويه أنها مولاة لقريش وفي تفسير مقاتل بن حبان أن حاطبا أعطاها عشرة دنانير
    وكساها بردا وعند الواحدي أنها قدمت المدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم
    جئت مسلمة قالت لا ولكن احتتب قال فأين أنت عن شباب قريش وكانت مغنية قالت ما طلب
    مني بعد وقعة بدر شيء من ذلك فكساها وحملها فأتاها حاطب فكتب معها كتابا الى أهل
    مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يغزو فخذوا حذركم وفي حديث عبد
    الرحمن بن حاطب فكتب حاطب الى كفار قريش بكتاب ينتصح لهم وعند أبي يعلى والطبري من
    طريق الحارث بن علي لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يغزو مكة أسر الى ناس من
    أصحابه وأفشى في الناس أنه يريد غير مكة فسمعه حاطب بن أبي بلتعة فكتب حاطب الى
    أهل مكة بذلك وذكر الواقدي أنه كان في كتابه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن
    في الناس بالغزو ولا أراه الا يريدكم وقد أحببت أن يكون إنذاري لكم بكتابي اليكم
    وتقدم بقية ما نقل مما وقع في الكتاب في غزوة الفتح قوله تسير على بعير لها في
    رواية محمد بن فضيل عن حصين تشتد بشين معجمة ومثناة فوقانية قوله فأبتغينا في
    رحلها أي طلبنا كأنهما فتشا ما معها ظاهرا وفي رواية محمد بن فضيل فأنخنا بعيرها
    فابتغينا وفي رواية الحارث فوضعنا متعاها وفتشنا فلم نجد قوله لقد علمنا في رواية
    الكشميهني لقد علمتما وهي رواية عفان أيضا قوله ثم حلف علي والذي يحلف به أي قال
    والله وصرح به في حديث أنس وفي حديث عبد الرحمن بن حاطب قوله لتخرجن الكتاب أو
    لأجردنك أي أنزع ثيابك حتى تصيري عريانة وفي رواية بن فضيل أو لأقتلنك وذكر
    الإسماعيلي أن في رواية خالد بن عبد الله مثله وعنده من رواية بن فضيل لأجزرنك
    بجيم ثم زاي أي أصيرك مثل الجزور إذا ذبحت ثم قال الإسماعيلي ترجم البخاري النظر
    في شعور أهل الذمة يعني الترجمة الماضية في كتاب الجهاد وهذه الرواية تخالفه أي
    رواية أو لأقتلنك قلت رواية لأجردنك أشهر ورواية لأجزرنك كأنها مفسرة منها ورواية
    لأقتلنك كأنها بالمعنى من لأجردنك ومع ذلك فلا تنافي الترجمة لأنها إذا قتلت سلبت
    ثيابها في العادة فيستلزم التجرد الذي ترجم به ويؤيد الرواية المشهورة ما وقع في
    رواية عبيد الله بن أبي رافع بلفظ لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب قال بن التين
    كذا وقع بكسر القاف وفتح الياء التحتانية وتشديد النون قال والياء زائدة وقال
    الكرماني وهو بكسر الياء وبفتحها كذا جاء في الرواية بإثبات الياء والقواعد
    التصريفية تقتضي حذفها لكن إذا صحت الرواية فتحمل على أنها وقعت على طريق المشاكلة
    لتخرجن وهذا توجيه الكسرة وأما الفتحة فتحمل على خطاب المؤنث الغائب على طريق
    الالتفات من الخطاب الى الغيبة قال ويجوز فتح القاف على البناء للمجهول وعلى هذا
    فترفع الثياب قلت ويظهر لي أن صواب الرواية لتلقين بالنون بلفظ الجمع وهو ظاهر جدا
    لا إشكال فيه البتة ولا يفتقر الى تكلف تخريج ووقع في حديث أنس فقالت ليس معي كتاب
    فقالت كذبت فقال قد حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن معك كتابا والله
    لتعطيني الكتاب الذي معك أو لا أترك عليك ثوبا إلا التمسنا فيه قالت أو لستم بناس
    من مسلمين حتى إذا ظنت أنهما يلتمسان في كل ثوب معها حلت عفاصها وفيه فرجعا إليها
    فسلا سيفيهما فقالا والله لنذقنك الموت أو لتدفعن إلينا الكتاب فأنكرت ويجمع
    بينهما بأنهما هدداها بالقتل أولا فلما أصرت على الإنكار ولم يكن معهما إذن بقتلها
    هدداها بتجريد ثيابها فلما تحققت ذلك خشيت أن يقتلاها حقيقة وزاد في حديث أنس أيضا
    فقالت ادفعه اليكما على أن ترداني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية
    أعشى ثقيف عن عبد الرحمن عند الطبري فلم يزل علي بها حتى خافته وقد اختلف هل كانت
    مسلمة أو على دين قومها فالأكثر على الثاني فقد عدت فيمن أهدر النبي صلى الله عليه
    وسلم دمهم يوم الفتح لأنها كانت تغني بهجائه وهجاء أصحابه وقد وقع في أول حديث أنس
    أمر النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بقتل أربعة فذكرها فيهم ثم قال وأما أمر
    سارة فذكر قصتها مع حاطب قوله
    فأتوا بها أي الصحيفة وفي رواية عبيد الله
    بن أبي رافع فأتينا به أي الكتاب ونحوه في رواية بن عباس عن عمر وزاد نقرىء عليه
    فإذا فيه من حاطب الى ناس من المشركين من أهل مكة سماهم الواقدي في روايته سهيل بن
    عمرو العامري وعكرمة بن أبي جهل المخزومي وصفوان بن أمية الجمحي قوله فقال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم يا
    حاطب ما حملك على ما صنعت في رواية عبد الرحمن بن حاطب
    فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا
    فقال أنت كتبت هذا
    الكتاب
    قال نعم
    قال
    فما
    حملك على ذلك
    وكأن حاطبا لم يكن حاضرا لما جاء الكتاب فاستدعى به لذلك وقد بين
    ذلك في حديث بن عباس عن عمر بن الخطاب ولفظه فأرسل الى حاطب فذكر نحو رواية عبد
    الرحمن أخرجه الطبري بسند صحيح قوله قال يا رسول الله ما لي أن لا أكون مؤمنا
    بالله ورسوله وفي رواية المستملي ما بي بالموحدة بدل اللام وهو أوضح وفي رواية عبد
    الرحمن بن حاطب أما والله ما أرتبت منذ أسلمت في الله وفي رواية بن عباس قال والله
    أني لناصح لله ولرسوله قوله ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد أي منة أدفع بها عن
    أهلي ومالي زاد في رواية أعشى ثقيف والله ورسوله أحب الي من أهلي ومالي وتقدم في
    تفسير الممتحنة قوله كنت ملصقا وتفسيره وفي رواية عبد الرحمن بن حاطب ولكني كنت
    أمرأ غريبا فيكم وكان لي بنون وإخوة بمكة فكتبت لعلي أدفع عنهم قوله وليس من
    أصحابك أحد إلا له هنالك في رواية المستملي هناك من قومه من يدفع الله به عن أهله
    وماله وفي حديث أنس وليس منكم رجل إلا له بمكة من يحفظه في عياله غيري قوله قال
    صدق ولا تقولوا له إلا
    خيرا
    ويحتمل أن
    يكون صلى الله عليه وسلم عرف صدقه مما ذكر ويحتمل أن يكون بوحي قوله فعاد عمر أي
    عاد الى الكلام الأول في حاطب وفيه تصريح بأنه قال ذلك مرتين فأما المرة الأولى
    فكان فيها معذورا لأنه لم يتضح له عذره في ذلك وأما الثانية فكان اتضح عذره وصدقه
    النبي صلى الله عليه وسلم فيه ونهى أن يقولوا له إلا خيرا ففي إعادة عمر ذلك
    الكلام إشكال وأجيب عنه بأنه ظن أن صدقه في عذره لا يدفع ما وجب عليه من القتل
    وتقدم إيضاحه في تفسير الممتحنة قوله فلأضرب عنقه قال الكرمان هو بكسر اللام ونصب
    الباء وهو تأويل مصدر محذوف وهو خبر مبتدأ محذوف أي اتركني لأضرب عنقه فتركك لي من
    أجل الضرب ويجوز سكون الباء والفاء زائدة على رأي الأخفش واللام للأمر ويجوز فتحها
    على لغة وأمر المتكلم نفسه باللام فصيح قليل الاستعمال وفي رواية عبيد الله بن أبي
    رافع دعني أضرب عنق هذا المنافق وفي حديث بن عباس قال عمر فاخترطت سيفي وقلت يا
    رسول الله أمكني منه فإنه قد كفر وقد أنكر القاضي أبو بكر بن الباقلاني هذه الرواية
    وقال ليست بمعروفة قاله في الرد على الجاحظ لأنه احتج بها على تكفير العاصي وليس
    لإنكار القاضي معنى لأنها وردت بسند صحيح وذكر البرقاني في مستخرجه أن مسلما
    أخرجها ورده الحميدي والجمع بينهما أن مسلم خرج سندها ولم يسق لفظها وإذا ثبت
    فلعله أطلق الكفر وأراد به كفر النعمة كما أطلق النفاق وأراد به نفاق المعصية وفيه
    نظر لأنه استأذن في ضرب عنقه فأشعر بأنه ظن أنه نافق نفاق كفر ولذلك أطلق أنه كفر
    ولكن مع ذلك لا يلزم منه أن يكون عمر يرى تكفير من ارتكب معصية ولو كبرت كما يقوله
    المبتدعة ولكنه غلب على ظنه ذلك في حق حاطب فلما بين له النبي صلى الله عليه وسلم
    عذر حاطب رجع قوله
    أوليس من أهل بدر في رواية الحارث أوليس قد شهد بدرا وهو استفهام تقرير وجزم في رواية
    عبيد الله بن أبي رافع أنه قد شهد بدرا وزاد الحارث فقال عمر بلى ولكنه نكث وظاهر
    أعداءك عليك قوله
    وما يدريك لعل الله اطلع تقدم في فضل من شهد بدرا رواية
    من رواه بالجزم والبحث في ذلك وفي معنى قوله اعملوا ما شئتم ومما يؤيد الحنظلة في
    قصة الذي حرس ليلة حنين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
    هل نزلت قال لا إلا لقضاء حاجة قال لا عليك أن لا تعمل
    بعدها
    وهذا يوافق
    ما فهمه أبو عبد الرحمن السلم
    ي ويؤيده قول علي فيمن قتل
    الحرورية لو أخبرتكم بما قضى الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن
    قتلهم لنكلتم عن العمل وقد تقدم بيانه فهذا فيه إشعار بأن من باشر بعض الأعمال
    الصالحة يثاب من جزيل الثواب بما يقاوم الآثام الحاصلة من ترك الفرائض الكثيرة وقد
    تعقب بن بطال على أبي عبد الرحمن السلم
    ي فقال هذا الذي قاله ظنا منه بأن
    عليا على مكانته من العلم والفضل والدين لا يقتل إلا من وجب عليه القتل ووجه بن
    الجوزي والقرطبي في المفهم قول السلمي كما تقدم وقال الكرماني يحتمل أن يكون مراده
    أن عليا استفاد من هذا الحديث الجزم بأنه من أهل الجنة فعرف أنه لو وقع منه خطأ في
    اجتهاده لم يؤاخذ به قطعا كذا قال وفيه نظر لأن المجتهد معفو عنه فيما أخطأ فيه
    إذا بذل فيه وسعه وله مع ذلك أجر فان أصاب فله أجران والحق أن عليا كان مصبا في
    حروبه فله في كل ما اجتهد فيه من ذلك أجران فظهر أن الذي فهمه السلمي استند فيه
    الى ظنه كما قال بن بطال والله أعلم ولو كان الذي فهمه السلمي صحيحا لكان علي
    يتجرأ على غير الدماء كالأموال والواقع أنه كان في غاية الورع وهو القائل يا صفراء
    ويا بيضاء غري غيري ولم ينقل عنه قط في أمر المال إلا التحري بالمهملة لا التجري
    بالجيم قوله فقد أوجبت لكم الجنة في رواية عبيد الله بن أبي رافع فقد غفرت لكم
    وكذا في حديث عمر ومثله في مغازي أبي الأسود عن عروة وكذا عند أبي عائد قوله
    فاغرورقت عيناه بالغين المعجمة الساكنة والراء المكررة بينهما واو ساكنة ثم قاف أي
    امتلأت من الدموع حتى كأنها غرقت فهو افعوعلت من الغرق ووقع في رواية الحارث عن
    علي ففاضت عينا عمر ويجمع على انها امتلأت ثم فاضت قوله قال أبو عبد الله هو
    المصنف قوله خاخ أصح يعني بمعجمتين قوله ولكن كذا قال أبو عوانة حاج أي بمهملة ثم
    جيم قوله وحاج تصحيف وهو موضع قلت تقدم بيانه قوله وهشيم يقول خاخ وقع للأكثر
    بالمعجمتين وقيل بل هو كقول بن عوانة وبه جزم السهيلي ويؤيده أن البخاري لما أخرجه
    من طريقه في الجهاد عبر بقوله روضة كذا كما تقدم فلو كان بالمعجمتين لما كنى عنه
    ووقع في السيرة للقطب الحلبي روضة خاخ بمعجمتن وكان هشيم يروي الأخيرة منها بالجيم
    وكذا ذكره البخاري عن أبي عوانة انتهى وهو يوهم أن المغايرة بينها وبين الرواية
    المشهورة انما هو في الخاء الآخرة فقط وليس كذلك بل وقع كذلك في الأولى فعند أبي
    عوانة أنها بالحاء المهملة جزما وأما هشيم فالرواية عنه محتملة وفي هذا الحديث من
    الفوائد غير ما تقدم أن المؤمن ولو بلغ بالصلاح أن يقطع له بالجنة لا يعصم من
    الوقوع في الذنب لأن حاطبا دخل فيمن أوجب الله لهم الجنة ووقع منه ما وقع وفيه
    تعقب على من تأول أن المراد بقوله اعملوا ما شئتم أنهم حفظوا من الوقوع في شيء من
    الذنوب وفيه الرد على من كفر المسلم بارتكاب الذنب وعلى من جزم بتخليده في النار
    وعلى من قطع بأنه لا بد وأن يعذب وفيه أن من وقع منه الخطأ لا ينبغي له أن يجحده
    بل يعترف ويعتذر لئلا يجمع بين ذنبين وفيه جواز التشديد في استخلاص الحق والتهديد
    بما لا يفعله المهدد تخويفا لمن يستخرج منه الحق وفيه هتك ستر الجاسوس وقد استدل
    به من يرى قتله من المالكية لأستئذان عمر في قتله ولم يرده النبي صلى الله عليه
    وسلم عن ذلك الا لكونه من أهل بدر ومنهم من قيده بأن يتكرر ذلك منه والمعروف عن
    مالك يجتهد فيه الامام وقد نقل الطحاوي الإجماع على أن الجاسوس المسلم لا يباح دمه
    وقال الشافعية والأكثر يعزر وإن كان من أهل الهيئات يعفى عنه وكذا قال الأوزاعي
    وأبو حنيفة يوجع عقوبة ويطال حبسه وفيه العفو عن زلة ذوي الهيئة وأجاب الطبري عن
    قصة حاطب واحتجاج من احتج بأنه انما صفح عنه لما أطلعه الله عليه من صدقه في
    اعتذاره فلا يكون غيره كذلك قال القرطبي وهو ظن خطأ لأن أحكام الله في عباده إنما
    تجري على ما ظهر منهم وقد أخبر الله تعالى نبيه عن المنافقين الذين كانوا بحضرته
    ولم يبح له قتلهم مع ذلك لاظهارهم الإسلام وكذلك الحكم في كل من أظهر الإسلام تجري
    عليه أحكام الإسلام وفيه من أعلام النبوة اطلاع الله نبيه على قصة حاطب مع المرأة
    كما تقدم بيانه من الروايات في ذلك وفيه إشارة الكبير على الامام بما يظهر له من
    الرأي العائد نفعه على المسلمون ويتخير الامام في ذلك وفيه جواز العفو عن العاصي
    وفيه أن العاصي لا حرمة له وقد أجمعوا على أن الأجنبية يحرم النظر إليها مؤمنة
    كانت أو كافرة ولولا أنها لعصيانها سقطت حرمتها ما هددها علي بتجريدها قاله بن
    بطال وفيه جواز غفران جميع الذنوب الجائزة الوقوع عمن شاء الله خلافا لمن أبى ذلك
    من أهل البدع ولقد استشكلت إقامة الحد على مسطح بقذف عائشة رضي الله عنها كما تقدم
    مع أنه من أهل بدر فلم يسامح بما ارتكبه من الكبيرة وسومح حاطب وعلل بكونه من أهل
    بدر والجواب ما تقدم في باب فضل من شهد بدرا أن محل العفو عن البدري في الأمور
    التي لا حد فيها وفيه جواز غفران ما تأخر من الذنوب ويدل على ذلك الدعاء به في عدة
    أخبار وقد جمعت جزءا في الأحاديث الواردة في بيان الأعمال الموعود لعاملها بغفران
    ما تقدم وما تأخر سميته الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة وفيها عدة أحاديث
    بأسانيدها جياد وفيه تأدب عمر و أنه لا ينبغي إقامة الحد والتأديب بحضرة الامام
    الا بعد استئذانه وفيه منقبة لعمر ولأهل بدر كلهم وفيه البكاء عند السرور ويحتمل
    أن يكون عمر بكى حينئذ لما لحقه من الخشوع والندم على ما قاله في حق حاطب خاتمة
    اشتمل الكتاب استتابة المرتدين من الأحاديث المرفوعة على أحد وعشرين حديثا فيها
    واحد معلق والبقية موصولة المكرر منها فيه وفيما مضى سبعة عشر حديثا والأربعة
    خالصة وافقه مسلم على تخريجها جميعا وفيه من الآثار عن الصحابة فمن بعدهم سبعة
    آثار بعضها موصول والله أعلم



    **حدثني إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا
    عبد الله بن ادريس قال: سمعت حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد
    الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: بعثني الرسول الله صلى الله عليه وسلم
    وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام، وكلنا فارس، قال: (
    انطلقوا حتى تأتو روضة
    خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين
    ). فأدركناها تسير على بعير لها
    حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: الكتاب، فقالت: ما معنا كتاب،
    فأنخناها فالتمسنا فلم نر كتابا، فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    لتخرجن الكتاب أو لنجردنك، فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء،
    فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله،
    قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    (
    ما
    حملك على ما صنعت
    ). قال حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله
    عليه وسلم، أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من
    أصحابك إلا له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله. فقال النبي صلى الله
    عليه وسلم: (
    صدق، ولا تقولوا له إلا خيرا). فقال عمر إنه قد خان الله
    ورسوله والمؤمنين، فدعني فلأضرب عنقه. فقال: (
    أليس من أهلبدر؟ فقال: لعل الله اطلع إلى أهل
    بدر فقال:
    اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم). فدمعت عينا عمر، وقال: الله
    ورسوله أعلم
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:33

    *****باب: غزوة الفتح.
    وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلم.
    - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار قال: أخبرني الحسن بن محمد:
    أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع يقول: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: بعثني رسول
    الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال: (
    انطلقوا حتى تأتوا
    روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها
    ). قال: فانطلقنا تعادى بنا خيلنا
    حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب،
    فقلنا، لتخرجن الكتاب، أو لنلقين الثياب، قال: فأخرجته من عقاصها، فأتينا رسول
    الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة، إلى ناس بمكة من
    المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: رسول الله صلى
    الله عليه وسلم: (يا حاطب، ما هذا؟). قال: يا رسول الله، لا تعجل علي، إني كنت
    امرءا ملصقا في قريش، يقول: كنت حليفا، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من
    المهاجرين، من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم،
    أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد
    الإسلام. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقكم). فقال عمر: يا
    رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: (إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل
    الله قد اطلع على من شهد بدرا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). فأنزل الله
    السورة: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة
    وقد كفروا بما جاءكم من الحق - إلى قوله - فقد ضل سواء السبيل}.



    ***قوله حدثنا سفيان هو بن عيينة
    قوله عن عمرو تقدم في الجهاد عن علي عن سفيان سمعت عمرو بن دينار قوله بعثني رسول
    الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد كذا في رواية عبيد الله بن أبي رافع
    وفي رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن علي كما تقدم في فضل من شهد بدرا بعثني وأبا
    مرثد الغنوي والزبير بن العوام فيحتمل أن يكون الثلاثة كانوا معه فذكر أحد
    الراويين عنه ما لم يذكره الآخر ولم يذكر بن إسحاق مع علي والزبير أحدا وساق الخبر
    بالتثنية قال فخرجا حتى أدركاها فاستنزلاها الخ فالذي يظهر أنه كان مع كل منهما
    آخر تبعا له قوله فان بها ظعينة معها كتاب في أواخر الجهاد من وجه آخر عن علي
    وتجدون بها امرأة أعطاها حاطب كتابا وذكر بن إسحاق أن اسمها سارة والواقدي أن
    اسمها كنود وفي رواية سارة وفي أخرى أم سارة وذكر الواقدي أن حاطبا جعل لها عشرة
    دنانير على ذلك وقيل دينارا واحدا وقيل إنها كانت مولاة العباس قوله فأخرجته من
    عقاصها قد تقدم في الجهاد وبيان الاختلاف في ذلك ووجه الجمع بين كونه في عقاصها أو
    في حجزتها قوله يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مرسل عروة
    تخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر في السير إليهم
    وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا قوله إني كنت امرأ ملصقا في قريش أي حليفا وقد
    فسره بقوله كنت حليفا ولم أكن من أنفسها وعند بن إسحاق ليس في القوم من أصل ولا
    عشيرة وعند أحمد وكنت غربيا قال السهيلي كان حاطب حليفا لعبد الله بن حميد بن زهير
    بن أسد بن عبد العزى واسم أبي بلتعة عمرو وقيل كان حليفا لقريش قوله يحمون بها
    قرابتي في رواية بن إسحاق وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليه وسيأتي تكملة
    شرح هذا الحديث في سورة الممتحنة وذكر بعض أهل المغازي وهو في تفسير يحيى بن سلام
    أن لفظ الكتاب أما بعد يا معشر قريش فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش
    كالليل يسير كالسيل فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده فانظروا
    لأنفسكم والسلام كذا حكاه السهيلي وروى الواقدي بسند له مرسل أن حاطبا كتب إلى
    سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وعكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في الناس
    بالغزو ولا أراه يريد غيركم وقد أحببت أن يكون لي عندكم يد



    باب: فضل من شهد بدرا.


    حدثني إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا عبد الله بن ادريس قال: سمعت حصين بن
    عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال:
    بعثني الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام، وكلنا
    فارس، قال: (انطلقوا حتى تأتو روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها كتاب من
    حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين). فأدركناها تسير على بعير لها حيث قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم، فقلنا: الكتاب، فقالت: ما معنا كتاب، فأنخناها فالتمسنا فلم
    نر كتابا، فقلنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب أو لنجردنك،
    فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول
    الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين،
    فدعني فلأضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما حملك على ما صنعت). قال
    حاطب: والله ما بي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أردت أن
    يكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس أحد من أصحابك إلا له
    هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    (صدق، ولا تقولوا له إلا خيرا). فقال عمر إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني
    فلأضرب عنقه. فقال: (أليس من أهل بدر؟ فقال: لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال:
    اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم). فدمعت عينا عمر، وقال:
    الله ورسوله أعلم.



    ++++++شرح المنهاج الامام النووي رحمه الله


    *2* باب من فضائل أهل بدر رضي اللّهُ عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة
    *حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ عَمْرٌو النّاقِدُ وَ زُهَيْرُ بْنُ
    حَرْبٍ وَ إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَاللّفْظُ لِعَمْرٍو
    (قَالَ إِسْحَقُ: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الاَخَرُونَ: حَدّثَنَا) سُفْيَانُ ابْنُ
    عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمّدٍ. أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ
    اللّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وَهُوَ كَاتِبُ عَلِيَ. قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَا
    رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه
    وسلم أَنَا وَالزّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ. فَقَالَ: "ائْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ.
    فَإِنّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ. فَخُذُوهُ مِنْهَا" فَانْطَلَقْنَا
    تَعَادَىَ بِنَا خَيْلُنَا. فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَرْأَةِ. فَقُلْنَا: أَخْرِجِي
    الْكِتَابَ. فَقَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ. فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنّ الْكِتَابَ
    أَوْ لَتُلْقِيَنّ الثّيَابَ. فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا. فَأَتَيْنَا بِهِ
    رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَإِذَا فِيهِ: "مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي
    بَلْتَعَةَ إِلَىَ نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنْ أَهْلِ مَكّةَ، يُخْبِرُهُمْ
    بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى
    الله عليه وسلم: "يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟" قَالَ: لاَ تَعْجَلْ عَلَيّ
    يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقاً فِي قُرَيْشٍ (قَالَ
    سُفْيَانُ: كَانَ حَلِيفاً لَهُمْ. وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا) وَكَانَ
    مِمّنْ كَانَ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا
    أَهْلِيهِمْ. فَأَحْبَبْتُ، إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ
    أَتّخِذَ فِيهِمْ يَداً يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي. وَلَمْ أَفْعَلْهُ كُفْراً
    وَلاَ ارْتِدَاداً عَنْ دِينِي. وَلاَ رِضاً بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ.
    فَقَالَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَ" فَقَالَ عُمَرُ:
    دَعْنِي، يَا رَسُولَ اللّهِ أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ:
    "إِنّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْراً. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلّ اللّهَ اطّلَعَ عَلَىَ
    أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ. فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ".
    فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ: {يَا أَيّهَا الّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتّخِذُوا
    عَدُوّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَاءَ} (الممتحنة الاَية: 1). وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ
    أَبِي بَكْرٍ وَزُهَيْرٍ ذِكْرُ الاَيَةِ. وَجَعَلَهَا إِسْحَقُ، فِي رِوَايَتِهِ،
    مِنْ تِلاَوَةِ سُفْيَانَ.
    حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. ح
    وَحَدّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ
    إِدْرِيسَ. ح وَحَدّثَنَا رِفَاعَةُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْوَاسِطِيّ. حَدّثَنَا
    خَالِدٌ (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللّهِ). كُلّهُمْ عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
    عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرّحْمَنِ السّلَمِيّ، عَنْ عَلِيَ. قَالَ:
    بَعَثَنِي رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيّ وَالزّبَيْرَ
    بْنَ الْعَوّامِ. وَكُلّنَا فَارِسٌ. فَقَالَ: "انْطَلِقُوا حَتّىَ تَأْتُوا
    رَوْضَةَ خَاخٍ. فَإِنّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ
    حَاطِبٍ إِلَىَ الْمُشْرِكِينَ" فَذَكَرَ بِمَعْنَىَ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللّهِ
    بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيَ.
    حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدّثَنَا لَيْثٌ. ح وَحَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ
    رُمْحٍ. أَخْبَرَنَا اللّيْثُ عَنْ أَبِي الزّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ عَبْداً
    لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو حَاطِباً. فَقَالَ:
    يَا رَسُولَ اللّهِ لَيَدْخُلَنّ حَاطِبٌ النّارَ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى
    الله عليه وسلم: "كَذَبْتَ لاَ يَدْخُلُهَا. فَإِنّهُ شَهِدَ بَدْراً
    وَالْحُدَيْبِيَةَ".
    قوله: (روضة خاخ) هي بخائين معجمتين هذا هو الصواب الذي قاله العلماء كافة في جميع
    الطوائف وفي جميع الروايات والكتب، ووقع في البخاري من رواية أبي عوانة حاج بحاء
    مهملة والجيم، واتفق العلماء على أنه من غلط أبي عوانة، وإنما اشتبه عليه بذات حاج
    بالمهملة والجيم وهي موضع بين المدينة والشام على طريق الحجيج، وأما روضة خاخ فبين
    مكة والمدينة بقرب المدينة، قال صاحب المطالع: وقال الصائدي هي بقرب مكة والصواب
    الأول. قوله صلى الله عليه وسلم: "فإن بها ظعينة معها كتاب" الظعينة هنا
    الجارية وأصلها الهودج وسميت بها الجارية لأنها تكون فيه، واسم هذه الظعينة سارة
    مولاة لعمران بن أبي صيفي القرشي. وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه
    وسلم. وفيه هتك أستار الجواسيس بقراءة كتبهم سواء كان رجلاً أو امرأة، وفيه هتك
    ستر المفسدة إذا كان فيه مصلحة أو كان في الستر مفسدة، وإنما يندب الستر إذا لم
    يكن فيه مفسدة ولا يفوت به مصلحة، وعلى هذا تحمل الأحاديث الواردة في الندب إلى
    الستر، وفيه أن الجاسوس وغيره من أصحاب الذنوب الكبائر لا يكفرون بذلك، وهذا الجنس
    كبيرة قطعاً لأنه يتضمن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبيرة بلا شك لقوله
    تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله} الاَية، وفيه أنه لا يحد العاصي
    ولا يعزر إلا بإذن الإمام، وفيه إشارة جلساء الإمام والحاكم بما يرونه كما أشار
    عمر بضرب عنق حاطب، ومذهب الشافعي وطائفة أن الجاسوس المسلم يعزر ولا يجوز قتله.
    وقال بعض المالكية يقتل إلا أن يتوب، وبعضهم يقتل وإن تاب، وقال مالك: يجتهد فيه
    الإمام. قوله: (تعادى بنا خيلنا) هو بفتح التاء أي تجري. قوله: (فأخرجته من
    عقاصها) هو بكسر العين أي شعرها المضفور وهو جمع عقيصة. قوله صلى الله عليه وسلم:
    "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" قال
    العلماء معناه الغفران لهم في الاَخرة وإلا فإن توجه على أحد منهم حد أو غيره أقيم
    عليه في الدنيا، ونقل القاضي عياض الإجماع على إقامة الحد وأقامه عمر على بعضهم،
    قال: وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مسطحاً الحد وكان بدرياً. قوله: (عن علي رضي
    الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد الغنوي والزبير بن
    العوام) وفي الرواية السابقة المقداد بدل أبي مرثد ولا منافاة بل بعث الأربعة
    علياً والزبير والمقداد وأبا مرثد.
    قوله: (يا رسول الله ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبت لا
    يدخلها فإنه شهد بدراً والحديبية) فيه فضيلة أهل بدر والحديبية وفضيلة حاطب لكونه
    منهم، وفيه أن لفظة الكذب هي الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عمداً كان أو سهواً،
    سواء كان الإخبار عن ماض أو مستقبل وخصته المعتزلة بالعمد وهذا يرد عليهم، وسبقت
    المسألة في كتاب الإيمان، وقال بعض أهل اللغة: لا يستعمل الكذب إلا في الإخبار عن
    الماضي بخلاف ما هو مستقبل وهذا الحديث يرد عليه والله أعلم



    .
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:33

    وقال ابن كثير رحمه الله عند
    تفسير قوله تعالى
    { ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم
    أولياء
    } الممتحنة 1


    كان سبب نزول صدر هذه السورة الكريمة قصة حاطب بن أبي
    بلتعة, وذلك أن حاطباً هذا كان رجلاً من المهاجرين, وكان من أهل بدر أيضاً, وكان
    له بمكة أولاد ومال ولم يكن من قريش أنفسهم, بل كان حليفاً لعثمان, فلما عزم رسول
    الله صلى الله عليه وسلم على فتح مكة لما نقض أهلها العهد, فأمر النبي صلى الله
    عليه وسلم المسلمين بالتجهيز لغزوهم وقال «اللهم عم عليهم خبرنا» فعمد حاطب هذا
    فكتب كتاباً وبعثه مع قريش إلى أهل مكة, يعلمهم بما عزم عليه رسول الله صلى الله
    عليه وسلم من غزوهم, ليتخذ بذلك عندهم يداً فأطلع الله تعالى على ذلك رسول الله
    صلى الله عليه وسلم استجابة لدعائه, فبعث في أثر المرأة فأخذ الكتاب منها, وهذا
    بين في هذا الحديث المتفق على صحته.



    قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عمه, أخبرني حسن بن
    محمد بن علي, أخبرني عبد الله بن أبي رافع وقال مرة إن عبيد الله بن أبي رافع
    أخبره أنه سمع علياً رضي الله عنه يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا
    والزبير والمقداد فقال «
    انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة
    معها كتاب فخذوه منها
    , فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة, فإذا نحن
    بالظعينة قلنا أخرجي الكتاب, قالت: ما معي كتاب, قلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين
    الثياب, قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها, فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله صلى
    الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة, يخبرهم
    ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا
    حاطب ما هذا ؟» قال: لا تعجل علي إني كنت امرأً ملصقاً في قريش ولم أكن من أنفسهم,
    وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة, فأحببت إذ فاتني ذلك من
    النسب فيهم, أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي, وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً
    عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه
    صدقكم».
    فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه قد
    شهد بدراً وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر, فقال: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت
    لكم» وهكذا أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه من غير وجه عن سفيان بن عيينة به, وزاد
    البخاري في كتاب المغازي: فأنزل الله السورة {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي
    وعدوكم أولياء} وقال في كتاب التفسير: قال عمرو ونزلت فيه {يا أيها الذين آمنوا لا
    تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} وقال لا أدري الاَية في الحديث أو قال عمرو. قال
    البخاري قال علي يعني ابن المديني قيل لسفيان في هذا نزلت {لا تتخذوا عدوي وعدوكم
    أولياء} فقال سفيان: هذا في حديث الناس حفظته من عمرو, ما تركت منه حرفاً ولا أدري
    أحداً حفظه غيري.
    وقد أخرجاه في الصحيحين من حديث حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة, عن أبي عبد
    الرحمن السلمي عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد والزبير
    بن العوام وكلنا فارس, وقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها امرأة من المشركين
    معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين, فأدركناها تسير على بعير لها حيث
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: الكتاب ؟ فقالت: ما معي كتاب, فأنخناها
    فالتمسنا فلم نر كتاباً, فقلنا ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم لتخرجن الكتاب
    أو لنجردنك فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء فأخرجته, فانطلقنا بها
    إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: يا رسول الله قد خان الله ورسوله
    والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حملك على ما صنعت
    ؟» قال حاطب: والله ما بي إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم,
    أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي وليس أحد من أصحابك إلا
    له هناك من عشيرته من يدفع الله به عن أهله وماله, فقال: «صدق لا تقولوا له إلا
    خيراً».
    فقال عمر: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين فدعني فلأضرب عنقه, فقال: «أليس من
    أهل بدر ؟ ـ فقال ـ لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت
    لكم الجنة ـ أو قد غفرت لكم ـ» فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم, هذا لفظ
    البخاري في المغازي في غزوة بدر, وقد روي من وجه آخر عن علي قال ابن أبي حاتم:
    حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني, حدثنا عبيد بن يعيش, حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي
    عن أبي سنان هو سعيد بن سنان عن عمرو بن مرة الجملي عن أبي البحتري الطائي, عن
    الحارث عن علي قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسر إلى أناس
    من أصحابه أنه يريد مكة منهم حاطب بن أبي بلتعة, وأفشى في الناس أنه يريد خيبر,
    قال: فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم,
    فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وأبا مرثد وليس منا رجل إلا وعنده فرس فقال: «ائتوا روضة خاخ فإنكم ستلقون بها
    امرأة معها كتاب فخذوه منها».
    فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا لها
    هات الكتاب فقالت ما معي كتاب, فوضعنا متاعها وفتشناها فلم نجده في متاعها, فقال
    أبو مرثد لعله أن لا يكون معها, فقلت ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
    كذبنا فقلنا لها لتخرجنه أو لنعرينك. فقالت أما تتقون الله! ألستم مسلمين! فقلنا
    لتخرجنه أو لنعرينك. قال عمرو بن مرة. فأخرجته من حجزتها. وقال حبيب بن أبي ثابت:
    أخرجته من قبلها, فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا الكتاب من حاطب بن
    أبي بلتعة, فقام عمر فقال يا رسول الله خان الله ورسوله فائذن لي فلأضرب عنقه,
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس قد شهد بدراً ؟ قالوا: بلى, وقال عمر:
    بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلعل
    الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم إني بما تعملون بصير» ففاضت عينا عمر
    وقال: الله ورسوله أعلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فقال: «يا
    حاطب ما حملك على ما صنعت ؟» فقال: يا رسول الله إني كنت امرأً ملصقاً في قريش, وكان
    لي بها مال وأهل ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله, فكتبت
    بذلك إليهم والله يا رسول الله إني لمؤمن بالله ورسوله, فقال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم: «صدق حاطب فلا تقولوا لحاطب إلا خيراً» قال حبيب بن أبي ثابت: فأنزل
    الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم
    بالمودة} الاَية. وهكذا رواه ابن جرير عن ابن حميد عن مهران, عن أبي سنان سعيد بن
    سنان بإسناده مثله.
    وقد ذكر ذلك أصحاب المغاري والسير فقال محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة: حدثني
    محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قال: لما أجمع رسول
    الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة, كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش
    يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر في السير إليهم ثم
    أعطاه امرأة, زعم محمد بن جعفر أنها من مزينة, وزعم غيره أنها سارة مولاة لبني عبد
    المطلب وجعل لها جعلاً على أن تبلغه لقريش, فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها,
    ثم خرجت به, وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب,
    فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فقال: «أدركا امرأة قد كتب معها حاطب
    كتاباً إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له من أمرهم».
    فخرجا حتى أدركاها بالحليفة, حليفة بني أبي أحمد, فاستنزلاها بالحليفة فالتمسا في
    رحلها فلم يجدا شيئاً, فقال لها علي بن أبي طالب: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله
    وما كذبنا, ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك. فلما رأت الجد منه قالت: أعرض,
    فأعرض فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليه, فأتى به رسول الله صلى
    الله عليه وسلم, فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطباً فقال: «يا حاطب ما حملك
    على هذا ؟ فقال: يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله ما غيرت ولا بدلت
    ولكني كنت امرأً ليس لي في القوم من أهل ولا عشيرة, وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل
    فصانعتهم عليهم, فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه فإن الرجل قد
    نافق, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما يدريك يا عمر ؟ لعل الله قد اطلع
    إلى أصحاب بدر يوم بدر فقال «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».
    فأنزل الله عز وجل في حاطب {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
    تلقون إليهم بالمودة ـ إلى قوله ـ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ
    قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم
    العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} إلى آخر القصة, وروى معمر عن
    الزهري عن عروة نحو ذلك, وهكذا ذكر مقاتل بن حيان أن هذه الاَيات نزلت في حاطب بن
    أبي بلتعة أنه بعث سارة مولاة بني هاشم, وأنه أعطاها عشرة دراهم, وأن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم بعث في أثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما
    فأدركاها بالجحفة وذكر تمام القصة كنحو ما تقدم, وعن السدي قريباً منه, وهكذا قال
    العوفي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وغير واحد أن هذه الاَيات نزلت في حاطب بن أبي
    بلتعة.
    فقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم
    بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق} يعني المشركين والكفار الذين هم محاربون لله
    ولرسوله وللمؤمنين الذين شرع الله عداوتهم ومصارمتهم ونهى أن يتخذوا أولياء
    وأصدقاء وأخلاء كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى
    أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد
    وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من
    الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} وقال
    تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون
    أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً ؟} وقال تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين
    أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة
    ويحذركم الله نفسه} ولهذا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عذر حاطب, لما ذكر أنه
    إنما فعل ذلك مصانعة لقريش لأجل ما كان له عندهم من الأموال والأولاد
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:34

    الياقوتة 14


    حدثنا عثمان قال: حدثني جرير، عن منصور، عن سعد بن
    عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن
    علي رضي الله عنه قال:
    كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله،
    ومعه مخصرة، فنكس، فجعل ينكت بمخصرته، ثم قال: (
    ما منكم من أحد، ما من
    نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتب شقية أو سعيدة
    ). فقال رجل: يا رسول
    الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى
    عمل أهل السعادة، وأما من كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟
    قال: (
    أما
    أهل السعادة فييسرون لعمل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة)
    . ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى}. الآية.


    أخرجه البخاري في كتاب الجنائز باب موعظة المحدث عندالقبر...


    وأخرجه مسلم فب كتاب القدر باب كبقبة خلف
    الآدمي ...,



    باب: موعظة المحدث عند
    القبر، وقعود أصحابه حوله.
    {
    يخرجون
    من الأجداث
    } /المعارج: 43/: الأجداث القبور. "بعثرت" /الانفطار: 4/:
    أثيرت، بعثرت حوضي أي جعلت أسفله أعلاه. الإيفاض الإسراع. وقرأ الأعمش:
    "إلى نصب" /المعارج: 43/:
    إلى شيء منصوب يستبقون إليه، والنصب واحد، والنصب مصدر. "
    يوم الخروج" /ق: 43/: من
    القبور.
    "ينسلون" /يس: 51/:
    يخرجون
    .





    ****قوله باب موعظة المحدث عند القبر
    وقعود أصحابه حوله كأنه يشير إلى التفصيل بين أحوال القعود فإن كان لمصلحة تتعلق
    بالحي أو الميت لم يكره ويحمل النهي الوارد عن ذلك على ما يخالف ذلك



    قوله {يخرجون من الاجداث} الاجداث القبور أي المراد
    بالاجداث في الآية القبور وقد وصله بن أبي حاتم وغيره من طريق قتادة والسدي
    وغيرهما وأحدها جدث بفتح الجيم والمهملة قوله
    بعثرت اثيرت بعثرت حوضي جعلت أسفله
    أعلاه هذا كلام أبي عبيدة في كتاب المجاز وقال السدي بعثرت أي حركت فخرج ما فيها
    رواه بن أبي حاتم قوله الايفاض بياء تحتانية ساكنة قبلها كسرة وبفاء ومعجمة
    الإسراع كذا قال الفراء في المعاني وقال أبو عبيدة
    يوفضون أي يسرعون قوله وقرا الأعمش إلى نصب يعني بفتح النون كذا للأكثر وفي
    رواية أبي ذر بالضم والأول أصح وكذا ضبطه الفراء عن الأعمش في كتاب المعاني وهي
    قراءة الجمهور وحكى الطبراني أنه لم يقرأه بالضم الا الحسن البصري وقد حكى الفراء
    عن زيد بن ثابت ذلك ونقلها غيره عن مجاهد وأبي عمران الجوني وفي كتاب السبعة لابن
    مجاهد قرأها بن عامر بضمتين يعني بلفظ الجمع وكذا قرأها حفص عن عاصم ومن هنا يظهر
    سبب تخصيص الأعمش بالذكر لأنه كوفي وكذا عاصم ففي انفراد حفص عن عاصم بالضم شذوذ
    قال أبو عبيدة النصب بالفتح هو العلم الذي نصبوه ليعبدوه ومن قرأ نصب بالضم فهي
    جماعة مثل رهن ورهن قوله
    يوفضون إلى شيء منصوب يستبقون قال بن أبي
    حاتم حدثنا أبي حدثنا مسلم بن إبراهيم عن قرة عن الحسن في قوله
    الى نصب يوفضون أي يبتدرون أيهم يستلمه أول قوله
    والنصب واحد والنصب مصدر كذا وقع فيه والذي في المعاني للفراء النصب والنصب واحد
    وهو مصدر والجمع الانصاب وكأن التغيير من بعض النقلة قوله
    يوم الخروج من قبورهم أي خروج أهل القبور من
    قبورهم قوله
    ينسلون يخرجون كذا أورده عبد بن حميد وغيره عن قتادة
    وسيأتي له معنى آخر إن شاء الله تعالى وفي نسخة الصغاني بعد قوله يخرجون من
    النسلان وهذه التفاسير أوردها لتعلقها بذكر القبر استطرادا ولها تعلق بالموعظه
    أيضا قال الزين بن المنير مناسبة إيراد هذه الآيات في هذه الترجمة للإشارة إلى أن
    المناسب لمن قعد عند القبر أن يقصر كلامه على الإنذار بقرب المصير إلى القبور ثم
    إلى النشر لاستيفاء العمل ثم أورد المصنف حديث على بن أبي طالب مرفوعا
    ما من نفس منفوسة الا
    كتب مكانها من الجنة والنار
    الحديث وسيأتي مبسوطا في تفسير والليل إذا يغشى وهو أصل عظيم في
    اثبات القدر وقوله فيه
    اعملوا جرى مجرى أسلوب الحكيم أي الزموا ما يجب على
    العبد من العبودية ولا تتصرفوا في أمر الربوبية وعثمان شيخه هو بن أبي شيبة وجرير
    هو بن عبد الحميد وموضع الحاجة منه فقعد وقعدنا حوله وقوله




    فقال رجل هو عمر أو غيره كما سيأتي إن شاء الله تعالى



    ****قوله عن أبي حمزة بمهملة وزاي هو
    محمد بن ميمون السكري قوله عن سعد بن عبيدة بضم العين هو السلمي الكوفي يكنى أبا
    حمزة وكان صهر أبي عبد الرحمن شيخه في هذا الحديث ووقع في تفسير والليل إذا يغشى
    من طريق شعبة عن الأعمش سمعت سعد بن عبيدة وأبو عبد الرحمن السلمي اسمه عبد الله
    بن حبيب وهو من كبار التابعين ووقع مسمى في رواية معتمر بن سليمان عن منصور عن سعد
    بن عبيدة عند الفريابي قوله عن علي في رواية مسلم البطين عن أبي عبد الرحمن السلمي
    اخذ بيدي علي فانطلقنا نمشي حتى جلسنا على شاطئ الفرات فقال علي قال رسول الله صلى
    الله عليه وسلم فذكر الحديث مختصرا قوله كنا جلوسا في رواية عبد الواحد عن الأعمش
    كنا قعودا وزاد في رواية سفيان الثوري عن الأعمش كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
    في بقيع الغرقد فتح الغين المعجمة والقاف بينهما راء ساكنة في جنازة فظاهره انهم
    كانوا جميعا شهدوا الجنازة لكن أخرجه في الجنائز من طريق منصور عن سعد بن عبيدة
    فبين انهم سبقوا بالجنازة واتاهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ولفظه كنا في
    جنازة في بقيع الغرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله قوله
    ومعه عود ينكت به في الأرض في رواية شعبة وبيده عود فجعل ينكت به في الأرض وفي
    رواية منصور ومعه مخصرة بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الصاد المهملة هي عصا أو
    قضيب يمسكه الرئيس ليتوكأ عليه ويدفع به عنه ويشير به لما يريد وسميت بذلك لأنها
    تحمل تحت الخصر غالبا للإتكاء عليها وفي اللغة اختصر الرجل إذا امسك المخصرة قوله
    فنكس بتشديد الكاف أي اطرق قوله فقال
    ما منكم من أحد زاد في رواية منصور ما من نفس منفوسة أي مصنوعة مخلوقة واقتصر في
    رواية أبي حمزة والثوري على الأول قوله
    الا قد كتب مقعده من
    النار أو من الجنة
    أو للتنويع ووقع في رواية سفيان ما قد يشعر بأنها بمعنى الواو ولفظه
    الا
    وقد
    كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار
    وكأنه يشير الى ما تقدم من حديث
    بن عمر الدال على ان لكل أحد مقعدين
    **** وفي رواية منصور الا كتب مكانها من الجنة
    والنار
    وزاد فيها
    والا وقد كتبت شقية أو
    سعيدة
    واعادة
    الا يحتمل ان يكون ما من نفس بدل ما منكم والا الثانية بدلا من الأولى وان يكون من
    باب اللف والنشر فيكون فيه تعميم بعد تخصيص والثاني في كل منهما أعم من الأول أشار
    اليه الكرماني قوله فقال رجل من القوم في رواية سفيان وشعبة فقالوا يا رسول الله
    وهذا الرجل وقع في حديث جابر عند مسلم انه سراقة بن مالك بن جعشم ولفظه جاء سراقة
    فقال يا رسول الله انعمل اليوم فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو فيما
    يستقبل قال
    بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير فقال ففيم العمل قال اعملوا فكل ميسر
    لما خلق له
    وأخرجه الطبراني وابن مردويه نحوه وزاد وقرأ { فَأَمَّا مَنْ
    أَعْطَى وَاتَّقَى
    (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (Cool وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } سورة الليل -وأخرجه بن ماجة من حديث سراقة
    نفسه لكن دون تلاوة الآية ووقع هذا السؤال وجوابه سوى تلاوة الآية لشريح بن عامر
    الكلابي أخرجه أحمد والطبراني ولفظه قال ففيم العمل إذاً
    قال اعملوا فكل ميسر
    لما خلق له
    واخرج الترمذي من حديث بن عمر قال قال عمر يا رسول الله أرأيت ما
    نعمل فيه أمر مبتدع أو أمر قد فرغ منه قال
    فيما قد فرغ منه فذكر نحوه واخرج البزار
    والفريابي من حديث أبي هريرة ان عمر قال يا رسول الله فذكره وأخرجه أحمد والبزار
    والطبراني من حديث أبي بكر الصديق قلت يا رسول الله نعمل على ما فرغ منه الحديث
    نحوه ووقع في حديث سعد بن أبي وقاص فقال رجل من الأنصار والجمع بينها تعدد
    السائلين عن ذلك فقد وقع في حديث عبد الله بن عمرو ان السائل عن ذلك جماعة ولفظه
    فقال اصحابه ففيم العمل ان كان قد فرغ منه فقال
    سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم
    له بعمل أهل الجنة وان عمل أي
    عمل الحديث أخرجه الفريابي قوله الا
    نتكل يا رسول الله في رواية سفيان أفلا والفاء معقبة لشيء محذوف تقديره فإذا كان
    كذلك أفلا نتكل وزاد في رواية منصور وكذا في رواية شعبة أفلا نتكل على كتابنا وندع
    العمل أي نعتمد على ما قدر علينا وزاد في رواية منصور
    فمن كان منا من أهل
    السعادة فيصير الى عمل السعادة ومن كان منا من أهل الشقاوة
    مثله قوله اعملوا فكل ميسر زاد شعبة لما خلق له اما من كان
    من أهل السعادة فييسر لعمل السعادة
    الحديث وفي رواية منصور قال اما أهل السعادة
    فييسرون لعمل أهل السعادة
    الحديث وحاصل السؤال الا نترك مشقة العمل فإنا سنصير الى ما قدر
    علينا وحاصل الجواب لا مشقة لأن كل أحد ميسر لما خلق له وهو يسير على من يسره الله
    قال الطيبي الجواب من الاسلوب الحكيم منعهم عن ترك العمل وأمرهم بالتزام ما يجب
    على العبد من العبودية وزجرهم عن التصرف في الأمور المغيبة فلا يجعلوا العبادة
    وتركها سببا مستقلا لدخول الجنة والنار بل هي علامات فقط قوله ثم قرأ{
    فأما من أعطى واتقى }الآية وساق في رواية سفيان
    ووكيع الآيات الى قوله {
    للعسرى} ووقع في حديث بن عباس عند الطبراني نحو حديث
    عمر وفي اخره قال
    اعمل فكل ميسر وفي اخره عند البزار فقال القوم
    بعضهم لبعض فالجد إذا وأخرجه الطبراني في اخر حديث سراقة ولفظه فقال يا رسول الله
    ففيم العمل قال
    كل ميسر لعمله قال الان الجد الان الجد وفي اخر
    حديث عمر عند الفريابي فقال عمر ففيم العمل إذا قال
    كل لا ينال الا بالعمل قال عمر إذا نجتهد واخرج
    الفريابي بسند صحيح الى بشير بن كعب أحد كبار التابعين قال سأل غلامان رسول الله
    صلى الله عليه وسلم فيم العمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم شيء
    نستأنفه قال
    بل فيما جفت به الأقلام قالا ففيم العمل قال اعملوا فكل ميسر لما
    هو عامل
    قالا
    فالجد الان وفي الحديث جواز القعود عند القبور والتحدث عندها بالعلم والموعظة وقال
    المهلب نكته الأرض بالمخصرة أصل في تحريك الأصبع في التشهد نقله بن بطال وهو بعيد
    وانما هي عادة لمن يتفكر في شيء يستحضر معانيه فيحتمل ان يكون ذلك تفكرا منه صلى
    الله عليه وسلم في أمر الآخرة بقرينة حضور الجنازة ويحتمل ان يكون فيما ابداه بعد
    ذلك لأصحابه من الحكم المذكورة ومناسبته للقصة ان فيه إشارة الى التسلية عن الميت
    بأنه مات بفراغ أجله وهذا الحديث أصل لأهل السنة في ان السعادة والشقاء بتقدير
    الله القديم وفيه رد على الجبرية لأن التيسير ضد الجبر لان الجبر لا يكون الا عن
    كره ولا يأتي الإنسان الشيء بطريق التيسير الا وهو غير كاره له واستدل به على
    إمكان معرفة الشقي من السعيد في الدنيا كمن اشتهر له لسان صدق وعكسه لأن العمل
    امارة على الجزاء على ظاهر هذا الخبر ورد بما تقدم في حديث بن مسعود وان هذا العمل
    الظاهر قد ينقلب لعكسه على وفق ما قدر والحق ان العمل علامة وامارة فيحكم بظاهر
    الأمر وأمر الباطن الى الله تعالى قال الخطابي لما أخبر صلى الله عليه وسلم عن سبق
    الكائنات رام من تمسك بالقدر ان يتخذه حجة في ترك العمل فأعلمهم ان هنا امرين لا
    يبطل أحدهما بالآخر باطن وهو العلة الموجبة في حكم الربوبية وظاهر وهو العلامة
    اللازمة في حق العبودية وانما هي أمارة مخيلة في مطالعة علم العواقب غير مفيدة
    حقيقة فبين لهم ان كلا ميسر لما خلق له وان عمله في العاجل دليل على مصيره في
    الاجل ولذلك مثل بالآيات ونظير ذلك الرزق مع الأمر بالكسب والاجل مع الإذن في
    المعالجة وقال في موضع اخر هذا الحديث إذا تأملته وجدت فيه الشفاء مما يتخالج في
    الضمير من أمر القدر وذلك ان القائل أفلا نتكل وندع العمل لم يدع شيئا مما يدخل في
    أبواب المطالبات والاسئلة الا وقد طالب به وسأل عنه فأعلمه رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ان القياس في هذا الباب متروك والمطالبة ساقطة وانه لا يشبه الأمور التي
    عقلت معانيها وجرت معاملة البشر فيما بينهم عليها بل طوى الله علم الغيب عن خلقه
    وحجبهم عن دركه كما اخفى عنهم أمر الساعة فلا يعلم أحد متى حين قيامها انتهى وقد
    تقدم كلام بن السمعاني في نحو ذلك في أول كتاب القدر وقال غيره وجه الانفصال عن
    شبهة القدرية ان الله أمرنا بالعمل فوجب علينا الامتثال وغيب عنا المقادير لقيام
    الحجة ونصب الأعمال علامة على ما سبق في مشيئته فمن عدل عنه ضل وتاه لأن القدر سر
    من أسرار الله لا يطلع عليه الا هو فإذا ادخل أهل الجن الجنة كشف لهم عنه حينئذ
    وفي أحاديث هذا الباب ان افعال العباد وان صدرت عنهم لكنها قد سبق علم الله
    بوقوعها بتقديره ففيها بطلان قول القدرية صريحا والله اعلم
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:34

    ***باب: قوله: {وكذب بالحسنى}
    حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد
    الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة في بقيع الغرقد، فأتنا رسول
    الله صلى الله عليه وسلم، فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس، فجعل ينكت بمخصرته،
    ثم قال: (
    ما منكم من أحد، وما من نفس منفوسة، إلا كتب مكانها من
    الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة
    ). قال رجل: يا رسول الله، أفلا
    نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة،
    ومن كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: (
    أما أهل السعادة
    فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء
    . ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى.
    وصدق بالحسنى
    }). الآية.

    ***باب: {فسنيسره للعسرى}
    - حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن الأعمش قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث، عن أبي عبد
    الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال:
    كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض، فقال: (
    ما منكم من أحد، إلا
    وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة
    ). قالوا: يا رسول الله، أفلا
    نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال:
    (اعملوا فكل ميسر لما
    خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل
    الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة
    . ثم قرأ: {{ فَأَمَّا مَنْ
    أَعْطَى وَاتَّقَى
    (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ
    لِلْيُسْرَى
    (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (Cool وَكَذَّبَ
    بِالْحُسْنَى
    (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }).





    *حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير
    بن حرب وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لزهير - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران:
    حدثنا) جرير عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبدالرحمن، عن
    علي، قال:
    كنا في جنازة في بقيع الغرقد. فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقعد وقعدنا
    حوله. ومعه مخصرة. فنكس فجعل ينكت بمخصرته. ثم قال "
    ما منكم من أحد، ما من
    نفس منفوسة، إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار. وإلا وقد كتبت شقية أو
    سعيدة"
    قال فقال رجل: يا رسول الله! أفلا نمكث على كتابنا، وندع العمل؟ فقال
    "
    من
    كان من أهل السعادة، فسيصير إلى عمل أهل السعادة. ومن كان من أهل الشقاوة، فسيصير
    إلى عمل أهل الشقاوة
    " فقال "اعملوا فكل ميسر. أما أهل السعادة
    فييسرون لعمل أهل السعادة. وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة"
    . ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى*
    وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى* وأما من بخل واستغنى* وكذب بالحسنى* فسنيسره للعسرى
    } [92 /الليل /5 - 10].



    * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري. قالا: حدثنا أبو الأحوص عن منصور،
    بهذا الإسناد في معناه. وقال: فأخذ عودا. ولم يقل: مخصرة. وقال ابن أبي شيبة في
    حديثه عن أبي الأحوص: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.




    * حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو سعيد الأشج. قالوا: حدثنا وكيع. ح
    وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا الأعمش. ح وحدثنا أبو كريب (واللفظ له). حدثنا
    أبو معاوية. حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبدالرحمن السلمي، عن
    علي. قال:
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالسا وفي يده عود ينكت به. فرفع رأسه
    فقال "
    ما منكم من نفس إلا وقد علم منزلها من الجنة
    والنار".
    قالوا: يا رسول الله! فلم نعمل؟ أفلا نتكل؟ قال "لا.
    اعملوا. فكل ميسر لما خلق له".
    ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى*
    وصدق بالحسنى* إلى قوله فسنيسره للعسرى
    } [92 /الليل /5 -10].









    شرح
    المنهاج الامام النووي
    رحمه الله






    (فنكس فجعل ينكت
    بمخصرته
    ) أما نكس
    فبتخفيف الكاف وتشديدها لغتان فصيحتان، يقال نكسه ينكسه فهو ناكس كقتله يقتله فهو
    قاتل، ونكسه ينكسه تنكيساً فهو منكس أي خفض رأسه وطأطأ إلى الأرض على هيئة
    المهموم. وقوله: ينكت بفتح الياء وضم الكاف وآخره تاء مثناة فوق أي يخط بها خطاً
    يسيراً مرة بعد مرة وهذا فعل المفكر المهموم، والمخصرة بكسر الميم ما أخذه الإنسان
    بيده واختصره من عصا لطيفة وعكاز لطيف وغيرهما، وفي هذه الأحاديث كلها دلالات
    ظاهرة لمذهب أهل السنة في إثبات القدر وأن جميع الواقعات بقضاء الله تعالى وقدره،
    خيرها وشرها نفعها وضرها، وقد سبق في أول كتاب الإيمان قطعة صالحة من هذا قال الله
    تعالى: {
    لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} فهو ملك لله تعالى يفعل ما يشاء
    ولا اعتراض على المالك في ملكه، ولأن الله تعالى لا علة لأفعاله. قال الإمام أبو
    المظفر السمعاني: سبيل معرفة هذا الباب التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس
    ومجرد العقول، فمن عدل عن التوقيف فيه ضل وتاه في بحار الحيرة ولم يبلغ شفاء النفس
    ولا يصل إلى ما يطمئن به القلب، لأن القدر سر من أسرار الله تعالى التي ضربتمن
    دونها الأستار، اختص الله به وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما علمه من الحكمة،
    وواجبنا أن نقف حيث حد لنا ولا نتجاوزه، وقد طوى الله تعالى علم القدر على العالم
    فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وقيل إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة ولا
    ينكشف قبل دخولها والله أعلم. وفي هذه الأحاديث النهي عن ترك العمل والاتكال على
    ما سبق به القدر، بل تجب الأعمال والتكاليف التي ورد الشرع بها وكل ميسر لما خلق
    له لا يقدر على غيره، ومن كان من أهل السعادة يسره الله لعمل السعادة، ومن كان من
    أهل الشقاوة يسره الله لعملهم كما قال{
    فسنيسره لليسرى و{للعسرى}، وكما صرحت به هذه الأحاديث.








    الياقوتة 15








    ****حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر:
    حدثنا شعبة، عن الحكم: سمعت ابن أبي ليلى قال: حدثنا علي:
    أن فاطمة عليها السلام شكت ما تلقى من أثر الرحى، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
    سبي، فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم
    أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا
    مضاجعنا، فذهبت لأقوم، فقال: (
    على مكانكما). فقعد بيننا، حتى وجدت برد
    قدميه على صدري، وقال: (
    ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما،
    تكبران أربعا وثلاثين، وتسبحان ثلاثا وثلاثين، وتحمدان ثلاثا وثلاثين، فهو خير
    لكما من خادم).
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:36

    شرح الحديث فتح الباري ابن حجر العسقلاني رحمه الله-


    قوله باب التكبير والتسبيح عند
    المنام أي والتحميد




    * قوله عن الحكم هو بن عتيبة بمثناة
    وموحدة مصغر فقيه الكوفة وقوله عن بن أبي ليلى هو عبد الرحمن وقوله عن علي قد وقع
    في النفقات عن بدل بن المحبر عن شعبة أخبرني الحكم سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى
    أنبأنا علي قوله ان فاطمة شكت ما تلقى في يدها من الرحى زاد بدل في روايته مما
    تطحن وفي رواية القاسم مولى معاوية عن علي عند الطبراني وأرته اثرا في يدها من
    الرحى وفي زوائد عبد الله بن أحمد في مسند أبيه وصححه بن حبان من طريق محمد بن
    سيرين عن عبيدة بن عمرو عن علي اشتكت فاطمة مجمل يدها وهو بفتح الميم وسكون الجيم
    بعدها لام معناه التقطيع وقال الطبري المراد به غلظ اليد وكل من عمل عملا بكفه
    فغلظ جلدها قيل مجلت كفه وعند أحمد من رواية هبيرة بن يريم عن علي قلت لفاطمة لو
    أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألتيه خادما فقد اجهدك الطحن والعمل وعنده وعند
    بن سعد من رواية عطاء بن السائب عن أبيه عن علي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
    لما زوجه فاطمة فذكر الحديث وفيه فقال علي لفاطمة ذات يوم والله لقد سنوت حتى
    اشتكيت صدري فقالت وانا والله لقد طحنت حتى مجلت يداي وقوله سنوت بفتح المهملة
    والنون أي استقيت من البئر فكنت مكان الساقية وهي الناقة وعند أبي داود من طريق
    أبي الورد بن ثمامة عن علي بن اعبد عن علي قال كانت عندي فاطمة بنت النبي صلى الله
    عليه وسلم فجرت بالرحى حتى اثرت بيدها واستقت بالقربة حتى اثرت في عنقها وقمت
    البيت حتى اغبرت ثيابها وفي رواية له وخبزت حتى تغير وجهها قوله فأتت النبي صلى
    الله عليه وسلم تسأله خادما أي جارية تخدمها ويطلق أيضا على الذكر وفي رواية
    السائب وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي اليه فاستخدميه أي اسأليه خادما وزاد في
    رواية يحيى القطان عن شعبة كما تقدم في النفقات وبلغها انه جاءه رقيق وفي رواية
    بدل وبلغها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى بسبي قوله فلم تجده في رواية
    القطان فلم تصادفه وفي رواية بدل فلم توافقه وهي بمعنى تصادفه وفي رواية أبي الورد
    فأتته فوجدت عنده حداثا بضم المهملة وتشديد الدال وبعد الالف مثلثة أي جماعة
    يتحدثون فاستحيت فرجعت فيحمل على ان المراد انها لم تجده في المنزل بل في مكان آخر
    كالمسجد وعنده من يتحدث معه قوله فذكرت ذلك لعائشة فلما جاء أخبرته في رواية
    القطان أخبرته عائشة زاد غندر عن شعبة في المناقب بمجيء فاطمة وفي رواية بدل فذكرت
    ذلك عائشة له وفي رواية محاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عند جعفر الفريابي في
    الذكر والدارقطني في العلل وأصله في مسلم حتى أتت منزل النبي صلى الله عليه وسلم
    فلم توافقه فذكرت ذلك له أم سلمة بعد ان رجعت فاطمة ويجمع بان فاطمة التمسته في
    بيتي أمي المؤمنين وقد وردت القصة من حديث أم سلمة نفسها أخرجها الطبري في تهذيبه
    من طريق شهر بن حوشب عنها قالت جاءت فاطمة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو
    اليه الخدمة فذكرت الحديث مختصرا وفي رواية السائب فأتت النبي صلى الله عليه وسلم
    فقال

    ما جاء بك يا بنية
    قلت جئت لأسلم عليك واستحيت ان تسأله ورجعت فقلت ما فعلت قالت
    استحييت قالت وهذا مخالف لما في الصحيح ويمكن الجمع بأن تكون لم تذكر حاجتها اولا
    على ما في هذه الراوية ثم ذكرتها ثانيا لعائشة لما لم تجده ثم جاءت هي وعلي على ما
    في رواية السائب فذكر بعض الرواة ما لم يذكر بعض وقد اختصره بعضهم ففي رواية مجاهد
    الماضية في النفقات ان فاطمة اتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال
    الا أخبرك ما هو خير
    لك منه
    وفي رواية
    هببيرة فقالت انطلق معي فانطلقت معها فسألناه فقال
    الا ادلكما الحديث ووقع عند مسلم من حديث
    أبي هريرة ان فاطمة اتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما وشكت العمل فقال
    ما الفيته عندنا وهو بالفاء أي ما وجدته ويحمل
    على ان المراد ما وجدته عندنا فاضلا عن حاجتنا اليه لما ذكر من انفاق اثمان السبي
    على أهل الصفة قوله فجاءنا وقد اخذنا مضاجعا زاد في رواية السائب فأتيناه جميعا
    فقلت بأبي يا رسول الله والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقالت فاطمة لقد طحنت حتى
    مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا
    فقال والله لا اعطيكما
    وادع أهل الصفة تطوي بطونهم لا أجد ما انفق عليهم ولكني ابيعهم وأنفق عليهم
    اثمانهم
    وقد أشار
    المصنف الى هذه الزيادة في فرض الخمس وتكلمت على شرحها هناك ووقع في رواية عبيدة
    بن عمرو عن علي عند بن حبان من الزيادة فأتانا وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا خرجت
    منها جنوبنا وإذا لبسناها عرضا خرجت منها رؤوسنا وأقدامنا وفي رواية السائب فرجعا
    فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفة لهما إذا غطيا رؤوسهما تكشفت
    اقدامهما وإذا غطيا اقدامهما تكشفت رؤوسهما قوله فذهبت أقوم وافقه غندر وفي رواية
    القطان فذهبنا نقوم وفي رواية يدل لنقوم وفي رواية السائب فقاما قوله فقال
    مكانك وفي رواية غندر مكانكما وهو بالنصب أي الزما مكانكما وفي
    رواية القطان وبدل فقال
    على مكانكما أي استمرا على ما أنتما عليه
    قوله فجلس بيننا في رواية غندر فقعد بدل جلس وفي رواية القطان فقعد بيني وبينها
    وفي رواية عمرو بن مرة عن بن أبي ليلى عند النسائي اتى رسول الله صلى الله عليه
    وسلم حتى وضع قدمه بيني وبين فاطمة قوله حتى وجدت برد قدميه هكذا هنا بالتثنية
    وكذا في رواية غندر وعند مسلم أيضا وفي رواية القطان بالافراد وفي رواية بدل كذلك
    بالافراد للكشميهني وفي رواية للطبري فسخنتهما وفي رواية عطاء عن مجاهد عن عبد
    الرحمن بن أبي ليلى عند جعفر في الذكر وأصله في مسلم من الزيادة فخرج حتى اتى منزل
    فاطمة وقد دخلت هي وعلي في اللحاف فلما استأذن همّا ان يلبسا
    فقال كما أنتما اني
    أخبرت انك جئت تطلبين فما حاجتك
    قالت بلغني انه قدم عليك خدم فأحببت ان
    تعطيني خادما يكفيني الخبز والعجن فإنه قد شق علي
    قال فما جئت تطلبين
    احب إليك أو ما هو خير منه
    قال علي فغمزتها فقلت قولي ما هو خير منه احب الي قال فإذا كنتما على
    مثل حالكما الذي أنتما عليه
    فذكر التسبيح وفي رواية علي بن اعبد فجلس عند رأسها فأدخلت رأسها في
    اللفاع حياء من أبيها ويحمل على انه فعل ذلك اولا فلما تآنست به دخل معهما في
    الفراش مبالغة منه في التأنيس وزاد في رواية علي بن اعبد فقال
    ما كان حاجتك امس فسكنت مرتين فقلت انا والله
    أحدثك يا رسول الله فذكرته له ويجمع بين الروايتين بأنها اولا استحيت فتكلم على
    عنها فأنشطت للكلام فأكملت القصة واتفق غالب الرواة على انه صلى الله عليه وسلم
    جاء إليهما ووقع في رواية شبث وهو بفتح المعجمة والموحدة بعدها مثلثة بن ربعي عن
    علي عند أبي داود وجعفر في الذكر والسياق له قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي
    فانطلق علي وفاطمة حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما اتى بكما قال
    علي شق علينا العمل فقال
    الا ادلكما وفي لفظ جعفر فقال علي لفاطمة ائت
    أباك فاسأليه ان يخدمك فأتت اباها حين امست فقال ما جاء بك يا بنية قالت جئت اسلم
    عليك واستحيت حتى إذا كانت القابلة قال ائت أباك فذكر مثله حتى إذا كانت الليلة
    الثالثة قال لها علي امشي فخرجا معا الحديث وفيه
    الا ادلكما على خير
    لكما من حمر النعم
    وفي مرسل علي بن الحسين عند جعفر أيضا ان فاطمة أنت النبي صلى الله
    عليه وسلم تسأله خادما وبيدها اثر الطحن من قطب الرحى فقال
    إذا آويت الى فراشك الحديث فيحتمل ان تكون قصة أخرى
    فقد اخرج أبو داود من طريق أم الحكم أو ضباعة بنت الزبير أي بن عبد المطلب قالت
    أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيا فذهبت انا واختي فاطمة بنت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم نشكو اليه ما نحن فيه وسألناه ان يأمر لنا بشيء من السبي فقال
    سبقكن يتامى بدر فذكر قصة التسبيح اثر كل صلاة
    ولم يذكر قصة التسبيح عند النوم فلعله علم فاطمة في كل مرة أحد الذكرين وقد وقع في
    تهذيب الطبري من طريق أبي امامة عن علي في قصة فاطمة من الزيادة
    فقال اصبري يا فاطمة
    ان خير النساء التي نفعت أهلها
    قوله فقال الا ادلكما على ما هو
    خير لكما من خادم
    في رواية بدل خير ما سألتماه وفي رواية غندر مماسألتماني وللقطان نحوه وفي رواية السائب الا اخبركما بخير مما
    سألتماني
    فقالا بلى فقال كلمات علمنيهن جبريل قوله إذا آويتما الى
    فراشكما
    أو اخذتما مضاجعكما هذا شك من سليمان بن حرب وكذا في
    رواية القطان وجزم بدل وغندر بقوله
    إذا اخذتمامضاجعكما ولمسلم من رواية معاذ عن شعبة إذا اخذتما مضاجعكما
    من الليل
    وجزم في رواية السائب بقوله إذا اويتما الى
    فراشكما
    وزاد في
    رواية
    تسبحان
    دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا
    وهذه الزيادة ثابتة في رواية
    عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أصحاب السنن الأربعة في
    حديث أوله
    خصلتنان لا يحصيهما عبد الا دخل الجنة وصححه الترمذي وابن حبان وفيه
    ذكر ما يقال عند النوم أيضا ويحتمل ان كان حديث السائب عن علي محفوظا ان يكون على
    ذكر القصتين اللتين أشرت إليهما قريبا معا ثم وجدت الحديث في تهذيب الآثار للطبري
    فساقه من رواية حماد بن سلمة عن عطاء كما ذكرت ثم ساقه من طريق شعبة عن عطاء عن
    أبيه عن عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا وفاطمة إذا اخذا
    مضاجعهما بالتسبيح والتحميد والتكبير فساق الحديث فظهر ان الحديث في قصة علي
    وفاطمة وان من لم يذكرهما من الرواة اختصر الحديث وان رواية السائب انما هي عن عبد
    الله بن عمرو وان قول من قال فيه عن علي لم يرد الوراية عن علي وانما معناه عن قصة
    علي وفاطمة كما في نظائره قوله
    فكبرا أربعا وثلاثين وسبحا ثلاثا
    وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين
    كذا هنا بصيغة الأمر والجزم بأربع في التكبير
    وفي رواية بدل مثله ولفطه
    فكبرا الله ومثله للقطان لكن قدم التسبيح
    واخر التكبير ولم يذكر الجلالة وفي رواية عمرو بن مرة عن بن أبي ليلى وفي رواية
    السائب كلاهما مثله وكذا في رواية هبيرة عن علي وزاد في آخره
    فتلك مائة باللسان
    وألف في الميزان
    وهذه الزيادة ثبتت أيضا في رواية هبيرة وعمارة بن عبد معا عن علي عند
    الطبراني وفي رواية السائب كما مضى وفي حديث أبي هريرة عند مسلم كالأول لكن قال
    تسبحين بصيغة المضارع وفي رواية عبيدة
    بن عمرو
    فأمرنا عندمنامنا بثلاث وثلاثين
    وثلاث وثلاثين وأربع وثلاثين من تسبيح وتحميد وتكبير
    وفي رواية غندر للكشميهني مثل
    الأول وعن غير الكشميهني ت
    كبران بصيغة المضارع وثبوت النون وحذفت في نسخة وهي
    اما على ان إذا تعمل عمل الشرط واما حذفت تخفيفا وفي رواياة مجاهد عن عبد الرحمن
    بن أبي ليلى في النفقات بلفظ
    تسبحين الله عند منامك وقال في الجميع ثلاثا وثلاثين ثم قال في اخره قال سفيان رواية
    إحداهن أربع وفي رواية النسائي عن قتيبة عن سفيان لا أدري أيها أربع وثلاثون وفي
    رواية الطبري من طريق أبي امامة الباهلي عن علي في الجميع ثلاثا وثلاثين
    واختماها بلا اله الا
    الله
    وله من
    طريق محمد بن الحنفية عن علي وكبراه وهلللاه أربعا وثلاثين وله من طريق أبي مريم
    عن علي احمدا أربعا وثلاثين وكذا له في حديث أم سلمة وله من طريق هبيرة ان التهليل
    أربع وثلاثون ولم يذكر التحميد وقد أخرجه أحمد من طريق هبيرة كالجماعة وما عدا ذلك
    شاذ وفي رواية عطاء عن مجاهد عند جعفر وأصله عند مسلم اشك أيها أربع وثلاثون غير
    اني أظنه التكبير وزاد في اخره قال علي فما تركتها بعد فقالوا له ولا ليلة صفين
    فقال ولا ليلة صفين وفي رواية القاسم مولى معاوية عن علي فقيل لي وفي رواية عمرو
    بن مرة فقال له رجل وكذا في رواية هبيرة ولمسلم في رواية من طريق مجاهد عن عبد
    الرحمن بن أبي ليلى قلت ولا ليلة صفين وفي رواية جعفر الفريابي في الذكر من هذا
    الوجه قال عبد الرحمن قلت ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين وكذا أخرجه مطين في
    مسند على من هذا الوجه وأخرجه أيضا من رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق حدثني
    هبيرة وهانيء بن هانيء وعمارة بن عبد انهم سمعوا عليا يقول فذكر الحديث وفي اخره
    فقال له رجل قال زهير أراه الأشعث بن قيس ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين وفي
    رواية السائب فقال له بن الكواء ولا ليلة صفين فقال قاتلكم الله يا أهل العراق نعم
    ولا ليلة صفين وللبزار من طريق محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب فقال له عبد الله
    بن الكواء والكواء بفتح الكاف وتشديد الواو مع المد وكان من أصحاب علي لكنه كان
    كثير التعنت في السؤال وقد وقع في رواية زيد بن أبي انيسة عن الحكم بسند حديث
    الباب فقال بن الكواء ولا ليلة صفين فقال ويحك ما أكثر ما تعنتني لقد ادركتها من
    السحر وفي رواية علي بن اعبد ما تركتهن منذ سمعتهن الا ليله صفين فإني ذكرتها من
    اخر الليل فقلتها وفي رواية له وهي عند جعفر أيضا في الذكر الا ليلة صفين فاني
    انسيتها حتى ذكرتها من اخر الليل وفي رواية شبث بن ربعي مثله وزاد فقلتها
    والاختلاف فإنه نفى ان يكون قالها أول الليل واثبت انه قالها في اخره واما
    الاختلاف في تسمية السائل فلا يؤثر لأنه محمول على التعدد بدليل قوله في الرواية
    الأخرى فقالوا وفي هذا تعقب علي الكرماني حيث فهم من قول علي ولا ليلة صفين انه
    قالها من الليل فقال مراده انه لم يشتغل مع ما كان فيه من الشغل بالحرب عن قول
    الذكر المشار اليه فان في قول علي فأنسيتها التصريح بأنه نسيها أول الليل وقالها
    في اخره والمراد بليلة صفين الحرب التي كانت بين علي ومعاوية بصفين وهي بلد معروف بين
    العراق والشام واقام الفريقان بها عدة اشهر وكانت بينهم وقعات كثيرة لكن لم
    يقاتلوا في الليل إلا مرة واحدة وهي ليلة الهرير بوزن عظيم سميت بذلك لكثرة ما كان
    الفرسان يهرون فيها وقتل بين الفريقين تلك الليلة عدة آلاف وأصبحوا وقد اشرف علي
    وأصحابه على النصر فرفع معاوية وأصحابه المصاحف فكان ما كان من الاتفاق على
    التحكيم وانصراف كل منهم الى بلاده واستفدنا من هذه الزيادة ان تحديث علي بذلك كان
    بعد وقعة صفين بمدة وكانت صفين سنة سبع وثلاثين وخرج الخوارج على علي عقب التحكيم
    في أول سنة ثمان وثلاثين وقتلهم بالنهروان وكل ذلك مشهور مبسوط في تاريخ الطبري
    وغيره فائدة زاد أبو هريرة في هذه القصة مع الذكر المأثور دعاء اخر
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:36

    ولفظه عند
    الطبري في تهذيبه من طريق الأعمش عن أبي صالح عنه جاءت فاطمة الى النبي صلى الله
    عليه وسلم تسأله خادما فقال
    الا أدلك على ما هو خير من خادم
    تسبحين
    فذكره وزاد
    وتقولين
    اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل
    والزبور والفرقان أعوذ بك من شر كل ذي شر ومن شر كل دابة أنت اخذ بناصيتها أنت
    الأول فليس قبلك شيء وأنت الاخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت
    الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر
    وقد أخرجه مسلم من طريق سهيل بن
    أبي صالح عن أبيه لكن فرقه حديثين وأخرجه الترمذي من طريق الأعمش لكن اقتصر على
    الذكر الثاني ولم يذكر التسبيح وما معه قوله وعن شعبة عن خالد هو الحذاء عن بن
    سيرين هو محمد قال التسبيح أربع وثلاثون هذا موقوف على بن سيرين وهو موصول بسند
    حديث الباب وظن بعضهم انه من رواية بن سيرين بسنده الى علي وانه ليس من كلامه وذلك
    ان الترمذي والنسائي وابن حبان اخرجوا الحديث المذكور من طريق بن عون عن بن سيرين
    عن عبيدة بن عمرو عن علي لكن الذي ظهر لي انه من قول بن سيرين موقوف عليه إذ لم
    يتعرض المصنف لطريق بن سيرين عن عبيدة وأيضا فإنه ليس في روايته عن عبيدة تعيين
    عدد التسبيح وقد أخرجه القاضي يوسف في كتاب الذكر عن سليمان بن حرب شيخ البخاري
    فيه بسنده هذا الى بن سيرين من قوله فثبت ما قلته ولله الحمد ووقع في مرسل عروة عند
    جعفر ان التحميد اربع واتفاق الرواة على ان الأربع للتكبير أرجح قال بن بطال هذا
    نوع من الذكر عند النوم ويمكن ان يكون صلى الله عليه وسلم كان يقول جميع ذلك عند
    النوم وأشار لأمته بالاكتفاء ببعضها اعلاما منه ان معناه الحض والندب لا الوجوب
    وقال عياض جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم اذكار عند النوم مختلفة بحسب الأحوال
    والاشخاص والاوقات وفي كل فضل قال بن بطال وفي هذا الحديث حجة لمن فضل الفقر على
    الغنى لقوله الا ادلكما على ما هو خير لكما من خادم فعلمهما الذكر فلو كان الغنى
    أفضل من الفقر لاعطاهما الخادم وعلمهما الذكر فلما منعهما الخادم وقصرهما على
    الذكر علم انه انما اختار لهما الأفضل عند الله قلت وهذا انما يتم ان لو كان عنده
    صلى الله عليه وسلم من الخدام فضلة وقد صرح في الخبر انه كان محتاجا الى بيع ذلك
    الرقيق لنفقته على أهل الصفة ومن ثم قال عياض لا وجه لمن استدل به على ان الفقير
    أفضل من الغني وقد اختلف في معنى الخيرية في الخبر فقال عياض ظاهره انه أراد ان
    يعلمهما ان عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا على كل حال وانما اقتصر على ذلك لما لم
    يمكنه إعطاء الخادم ثم علمهما إذ فإنهما ما طلباه ذكرا يحصل لهما اجرا أفضل مما
    سألاه وقال القرطبي انما احالهما على الذكر ليكون عوضا عن الدعاء عند الحاجة أو
    لكونه احب لابنته ما احب لنفسه من إيثار الفقر وتحمل شدته بالصبر عليه تعظيما
    لاجرها وقال المهلب علم صلى الله عليه وسلم ابنته من الذكر ما هو أكثر نفعا لها في
    الآخرة وآثر أهل الصفة لأنهم كانوا وقفوا أنفسهم لسماع العلم وضبط السنة على شبع
    بطونهم لا يرغبون في كسب مال ولا في عيال ولكنهم اشتروا أنفسهم من الله بالقوت
    ويؤخذ منه تقديم طلبه العلم على غيرهم في الخمس وفيه ما كان عليه السلف الصالح من
    شظف العيش وقلة الشيء وشدة الحال وان الله حماهم الدنيا مع إمكان ذلك صيانة لهم من
    تبعاتها وتلك سنة أكثر الأنبياء والأولياء وقال إسماعيل القاضي في هذا الحديث ان
    للامام ان يقسم الخمس حيث رأى لان السبي لا يكون الا من الخمس واما الأربعة اخماس
    فهو حق الغانمين انتهى وهو قول مالك وجماعة وذهب الشافعي وجماعة الى ان لآل البيت
    سهما من الخمس وقد تقدم بسط ذلك في فرض الخمس في اواخر الجهاد ثم وجدت في تهذيب
    الطبري من وجه اخر ما لعله يعكر على ذلك فساق من طريق أبي امامه الباهلي عن علي
    قال أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق اهداهم له بعض ملوك الأعاجم فقلت
    لفاطمة ائت أباك فاستخدميه فلو صح هذا لازال الاشكال من أصله لأنه حينئذ لا يكون
    للغانمين فيه شيء وانما هو من مال المصالح يصرفه الامام حيث يراه وقال المهلب فيه
    حمل الإنسان أهله على ما يحمل عليه نفسه من إيثار الآخرة على الدنيا إذا كانت لهم
    قدرة على ذلك قال وفيه جواز دخول الرجل على ابنته وزوجها بغير استئذان وجلوسه
    بينهما في فراشهما ومباشرة قدميه بعض جسدهما قلت وفي قوله بغير استئذان نظر لأنه
    ثبت في بعض طرقه انه استأذن كما قدمته من رواية عطاء عن مجاهد في الذكر لجعفر
    وأصله عند مسلم وهو في العلل للدارقطني أيضا بطوله واخرج الطبري في تهذيبه من طريق
    أبي مريم سمعت عليا يقول ان فاطمة كانت تدق الدرمك بين حجرين حتى مجلت يداها فذكر
    الحديث وفيه فأتانا وقد دخلنا فراشنا فلما استأذن علينا تخششنا لنلبس علينا ثيابنا
    فلما سمع ذلك قال كما أنتما في لحافكما ودفع بعضهم الاستدلال المذكور لعصمته صلى
    الله عليه وسلم فلا يلحق به غيره ممن ليس بمعصوم وفي الحديث منقبة ظاهرة لعلي
    وفاطمة عليهما السلام وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر
    ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب حيث لم يزعجهما عن مكانهما فتركهما على حالة
    اضطجاعهما وبالغ حتى ادخل رجله بينهما ومكث بينهما حتى علمها ما هو الأولى بحالها
    من الذكر عوضا عما طلباه من الخادم فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب ايذانا
    بأن الاهم من المطلوب هو التزود للمعاد والصبر على مشاق الدنيا والتجافي عن دار
    الغرور وقال الطيبي فيه دلالة على مكانة أم المؤمنين من النبي صلى الله عليه وسلم
    حيث خصتها فاطمة بالسفارة بينها وبين أبيها دون سائر الأزواج قلت ويحتمل انها لم
    ترد التخصيص بل الظاهر انها قصدت اباها في يوم عائشة في بيتها فلما لم تجده ذكرت
    حاجتها لعائشة ولو اتفق انه كان يوم غيرها من الأزواج لذكرت لها ذلك وقد تقدم ان
    في بعض طرقه ان أم سلمة ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك أيضا فيحتمل ان فاطمة
    لما لم تجده في بيت عائشة مرت على بيت أم سلمة فذكرت لها ذلك ويحتمل ان يكون تخصيص
    هاتين من الأزواج لكون باقيهن كن حزبين كل حزب يتبع واحدة من هاتين كما تقدم صريحا
    في كتاب الهبة وفيه ان من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه اعياء لان فاطمة
    شكت التعب من العمل فأحالها صلى الله عليه وسلم على ذلك كذا افاده بن تيمية وفيه
    نظر ولا يتعين رفع التعب بل يحتمل ان يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل ولا
    يشق عليه ولو حصل له التعب والله اعلم






    الحديث في صحيح مسلم





    //حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن
    بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن الحكم. قال:
    سمعت ابن أبي ليلى. حدثنا
    علي؛
    أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها. وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي.
    فانطلقت فلم تجده. ولقيت عائشة. فأخبرتها. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم،
    أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا. وقد أخذنا
    مضاجعنا. فذهبنا نقوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "
    على مكانكما" فقعد بيننا حتى وجدت برد
    قدمه على صدري. ثم قال
    "ألا أعلمكما خيرا مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما،
    أن تكبرا الله أربعا وثلاثين. وتسبحاه ثلاثا وثلاثين. وتحمداه ثلاثا وثلاثين. فهو
    خير لكما من خادم".



    // وحدثناه
    أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع. ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. ح وحدثنا
    ابن المثنى. حدثنا ابن أبي عدي. كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد. وفي حديث معاذ "
    أخذتما مضجعكما من
    الليل".






    //) وحدثني زهير بن حرب. حدثنا
    سفيان بن عيينة عن عبيدالله بن أبي يزيد، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن علي بن
    أبي طالب. ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وعبيد بن يعيش عن عبدالله بن نمير. حدثنا
    عبدالملك عن عطاء بن أبي رباح، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن
    علي،
    عن النبي صلى الله عليه وسلم. بنحو حديث الحكم عن ابن أبي ليلى. وزاد في الحديث:
    قال علي: ما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم. قيل له: ولا ليلة صفين؟
    قال: ولا ليلة صفين.




    وفي حديث عطاء عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، قال: قلت له: ولا ليلة صفين؟
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:37

    الياقوتة 16


    ****باب: الدعاء على
    المشركين بالهزيمة والزلزلة.
    2773 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا عيسى: حدثنا هشام، عن محمد، عن عبيدة، عن
    علي
    رضي الله عنه قال:
    لما كان يوم الأحزاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
    ملأ
    الله بيوتهم وقبورهم نارا، شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس )



    البخاري كتاب الجهاد
    باب: الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة






    قوله باب الدعاء على المشركين
    بالهزيمة والزلزلة ذكر فيه خمسة أحاديث الأول حديث علي لما كان يوم الأحزاب الحديث


    -قوله عن هشام هو الدستوائي وزعم الأصيلي أنه بن حسان ورام بذلك تضعيف الحديث
    فأخطأ من وجهين وتجاسر الكرماني فقال المناسب أنه هشام بن عروة وسيأتي شرح هذا
    الحديث مستوفى في تفسير سورة البقرة إن شاء الله تعالى وفيه الدعاء عليهم بأن يملأ
    الله بيوتهم وقبورهم نارا وليس فيه الدعاء عليهم بالهزيمة لكن يؤخذ ذلك من لفظ
    الزلزلة لأن في احراق بيوتهم غاية التزلزل لنفوسهم






    -قوله باب {حافظوا على الصلوات
    والصلاة الوسطىْ
    } هي تأنيث الأوسط والاوسط الأعدل ممن كل شيء وليس المراد به التوسط
    بين الشيئين لأن فعلى معناها التفضيل ولا ينبني للتفضيل إلا ما يقبل الزيادة
    والنقص والوسط بمعنى الخيار والعدل يقبلهما بخلاف المتوسط فلا يقبلهما فلا يبني
    منه أفعل تفضيل

    - قوله حدثني عبد الله بن محمد هو الجعفي ويزيد هو بن هارون وهشام هو بن حسان
    ومحمد هو بن سيرين وعبيدة بفتح العين هو بن عمرو وعبد الرحمن في الطريق الثانية هو
    بن بشر بن الحكم ويحيى بن سعيد هو القطان قوله
    حبسونا عن صلاة الوسطى أي منعونا عن صلاة الوسطى أي عن
    إيقاعها زاد مسلم من طريق شتير بن شكل عن علي
    شغلونا عن الصلاة
    الوسطي صلاة العصر
    وزاد في آخره ثم صلاها بين المغرب والعشاء ولمسلم عن بن مسعود نحو
    حديث علي وللترمذي والنسائي من طريق زر بن حبيش عن علي مثله ولمسلم أيضا من طريق
    أبي حسان الأعرج عن عبيدة السلماني عن على فذكر الحديث بلفظ
    كما حبسونا عن الصلاة
    الوسطى حتى غربت الشمس
    يعني العصر وروى أحمد والترمذي من حديث سمرة رفعه قال صلاة الوسطى صلاة
    العصر
    وروى بن
    جرير من حديث أبي هريرة
    رفعه الصلاة الوسطي صلاة العصر ومن طريق كهيل بن حرملة سئل أبو
    هريرة عن الصلاة الوسطى فقال اختلفنا فيها ونحن بفناء بيت رسول الله صلى الله عليه
    وسلم وفينا أبو هاشم بن عتبة فقال أنا أعلم لكم فقام فاستأذن على رسول الله صلى
    الله عليه وسلم ثم خرج إلينا فقال أخبرنا أنها صلاة العصر ومن طريق عبد العزيز بن
    مروان أنه أرسل إلى رجل فقال أي شيء سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في
    الصلاة الوسطى فقال أرسلني أبو بكر وعمر أسأله وأنا غلام صغير فقال
    هي العصر ومن حديث أبي مالك الأشعري رفعه الصلاة الوسطى صلاة
    العصر
    وروى
    الترمذي وابن حبان من حديث بن مسعود مثله وروى بن جرير من طريق هشام بن عروة عن
    أبيه قال كان في مصحف عائشة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر
    وروى بن المنذر من طريق مقسم عن بن عباس قال شغل الأحزاب النبي صلى الله عليه وسلم
    يوم الخندق عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فقال
    شغلونا عن الصلاة
    الوسطى
    وأخرج
    أحمد من حديث أم سلمة وأبي أيوب وأبي سعيد وزيد بن ثابت وأبي هريرة وابن عباس من
    قولهم أنها صلاة العصر وقد اختلف السلف في المراد بالصلاة الوسطى وجمع الدمياطي في
    ذلك جزءا مشهورا سماه كشف الغطا عن الصلاة الوسطى فبلغ تسعة عشر قولا
    أحدها الصبح أو الظهر أو العصر أو
    المغرب أو جميع الصلوات فالأول قول أبي إمامة وأنس وجابر وأبي العالية وعبيد بن
    عمير وعطاء وعكرمة ومجاهد وغيرهم نقله بن أبي حاتم عنهم وهو أحد قولي بن عمر وابن
    عباس ونقله مالك والترمذي عنهما ونقله مالك بلاغا عن على والمعروف عنه خلافه وروى
    بن جرير من طريق عوف الأعرابي عن أبي رجاء العطاردي قال صليت خلف بن عباس الصبح
    فقنت فيها ورفع يديه ثم قال هذه الصلاة الوسطى التي أمرنا أن نقوم فيها قانتين وأخرجه
    أيضا من وجه آخر عنه وعن بن عمرو من طريق أبي العالية صليت خلف عبد الله بن قيس
    بالبصرة في زمن عمر صلاة الغداة فقلت لهم ما الصلاة الوسطى قالوا هي هذه الصلاة
    وهو قول مالك والشافعي فيما نص عليه في الأم واحتجوا له بأن فيها القنوت وقد قال
    الله تعالى {
    وقوموا لله قانتين ْْ}وبأنها لاتقصر في السفر
    وبانها بين صلاتي جهر وصلاتي سر
    والثاني قول زيد بن ثابت أخرجه أبو داود
    من حديثه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة ولم تكن صلاة أشد
    على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منها فنزلت {
    حافظوا على الصلوات} الآية وجاء عن أبي سعيد وعائشة
    القول بأنها الظهر أخرجه بن المنذر وغيره وروى مالك في الموطأ عن زيد بن ثابت
    الجزم بأنها الظهر وبه قال أبو حنيفة في رواية وروى الطيالسي من طريق زهرة بن معبد
    قال كنا عند زيد بن ثابت فأرسلوا إلى أسامة فسألوه عن الصلاة الوسطى فقال هي الظهر
    ورواه أحمد من وجه آخر وزاد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهجير فلا
    يكون وراءه الا الصف أو الصفان والناس في قائلتهم وفي تجارتهم فنزلت و
    الثالث قول علي بن أبي طالب فقد روى
    الترمذي والنسائي من طريق زر بن حبيش قال قلنا لعبيدة سل عليا عن الصلاة الوسطى
    فسأله فقال كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم
    الأحزاب
    شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر انتهى وهذه الرواية تدفع دعوى من
    زعم أن قوله صلاة العصر مدرج من تفسير بعض الرواة وهي نص في أن كونها العصر من
    كلام النبي صلى الله عليه وسلم وأن شبهة من قال أنها الصبح قوية لكن كونها العصر
    هو المعتمد وبه قال بن مسعود وأبو هريرة وهو الصحيح من مذهب أبي حنيفة وقول أحمد
    والذي صار إليه معظم الشافعية لصحة الحديث فيه قال الترمذي هو قول أكثر علماء
    الصحابة وقال الماوردي هو قول جمهور التابعين وقال بن عبد البر هو قول أكثر أهل
    الأثر وبه قال من المالكية بن حبيب وابن العربي وابن عطية ويؤيده أيضا ما روى مسلم
    عن البراء بن عازب نزل {
    حافظوا على الصلواتوصلاة العصر }فقرأناها ما شاء الله ثم نسخت
    فنزلت {
    حافظوا
    علىالصلوات والصلاة الوسطى
    } فقال رجل فهي إذن صلاة العصر فقال أخبرتك كيف نزلت والرابع نقله بن أبي حاتم بإسناد حسن عن
    بن عباس قال صلاة الوسطى هي المغرب وبه قال قبيصة بن ذؤيب أخرجه بن جرير وحجتهم
    أنها معتدلة في عدد الركعات وأنها لاتقصر في الأسفار وأن العمل مضى على المبادرة
    إليها والتعجيل لها في أول ما تغرب الشمس وأن قبلها صلاتا سر وبعدها صلاتا جهر
    والخامس وهو آخر ما صححه بن أبي حاتم
    أخرجه أيضا بإسناد حسن عن نافع قال سئل بن عمر فقال هي كلهن فحافظوا عليهن وبه قال
    معاذ بن جبل واحتج له بأن قوله {
    حافظوا على الصلوات }يتناول الفرائض والنوافل فعطف
    عليه الوسطى وأريد بها كل الفرائض تأكيدا لها واختار هذا القول بن عبد البر وأما
    بقية الأقوال
    فالسادس أنها الجمعة ذكره بن حبيب من
    المالكية واحتج بما اختصت به من الاجتماع والخطبة وصححه القاضي حسين في صلاة الخوف
    من تعليقه ورجحه أبو شامة
    السابع الظهر في الأيام والجمعة في يوم
    الجمعة
    الثامن
    العشاء
    نقله بن التين والقرطبي واحتج له بأنها بين صلاتين لا تقصران ولأنها تقع عند النوم
    فلذلك أمر بالمحافظة عليها واختاره الواحدى
    التاسع الصبح والعشاء للحديث الصحيح في
    أنهما أثقل الصلاة علىالمنافقين وبه قال الأبهري من المالكية
    العاشر الصبح والعصر لقوة الأدلة في أن
    كلا منهما قيل إنه الوسطى فظاهر القرآن الصبح ونص السنة العصر
    الحاديعشر صلاة الجماعة الثاني عشر الوتر وصنف فيه علم الدين
    السنخاوى جزءا ورجحه القاضي تقى الدين الاخنائي واحتج له في جزء رأيته بخطه
    الثالث عشر صلاة الخوف الرابع عشر صلاة عبيد الأضحى الخامس عشر صلاة عيد الفطر السادس عشر صلاة الضحى السابع عشر واحدة من الخمس غير معينة قاله
    الربيع بن خثيم وسعيد بن جبير وشريح القاضي وهو اختيار إمام الحرمين من الشافعية
    ذكره في النهاية قال كما أخفيت ليلة القدر
    الثامن عشر أنها الصبح أو العصر على الترديد
    وهو غير القول المتقدم الجازم بأن كلا منهما يقال له الصلاة الوسطى
    التاسع عشر التوقف فقد روى بن جرير بإسناد
    صحيح عن سعيد بن المسيب قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مختلفين في
    الصلاة الوسطى هكذا وشبك بين أصابعه
    العشرون صلاة الليل وجدته عندي وذهلت
    الآن عن معرفة قائله وأقوى شبهة لمن زعم أنها غير العصر مع صحة الحديث حديث البراء
    الذي ذكرته عند مسلم فإنه يشعر بأنها أبهمت بعدما عينت الترجيح وفي دعوى أنها
    أبهمت ثم عينت من حديث البراء نظر بل فيه أنها عينت ثم وصفت ولهذا قال الرجل فهي
    إذن العصر ولم ينكر عليه البراء نعم جواب البراء يشعر بالتوقف لما نظر فيه من
    الاحتمال وهذا لايدفع التصريح بها في حديث علي ومن حجتهم أيضا ما روى مسلم وأحمد
    من طريق أبي يونس عن عائشة أنها أمرته أن يكتب لها مصحفا فلما بلغت حافظوا على
    الصلوات والصلاة الوسطى قال فأملت على وصلاة العصر قالت سمعتها من رسول الله صلى
    الله عليه وسلم وروى مالك عن عمرو بن رافع قال كنت أكتب مصحفا لحفصة فقالت إذا
    بلغت هذه الآية فآذني فأملت على حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر
    وأخرجه بن جرير من وجه آخر حسن عن عمرو بن رافع
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:38

    وروى بن المنذر من طريق عبيد الله
    بن رافع أمرتني أم سلمة أن اكتب لها مصحفا فذكر مثل حديث عمرو بن رافع سواء ومن
    طريق سالم بن عبد الله بن عمر أن حفصة أمرت إنسانا أن يكتب لها مصحفا نحوه ومن
    طريق نافع أن حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفا فذكر مثله وزادكما سمعت رسول
    الله صلى الله عليه وسلم يقولها قال نافع فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه الواو فتمسك
    قوم بأن العطف يقتضى المغايرة فتكون صلاة العصر غير الوسطى وأجيب بأن حديث على ومن
    وافقه أصح إسنادا وأصرح وبأن حديث عائشة قد عورض برواية عروة أنه كان في مصحفها
    وهي العصر فيحتمل أن تكون الواو زائدة ويؤيده ما رواه أبو عبيد بإسناد صحيح عن أبي
    بن كعب أنه كان يقرؤها حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر بغير واو أو
    هي عاطفة لكن عطف صفة لا عطف ذات وبأن قوله والصلاة الوسطى والعصر لم يقرأ بها أحد
    ولعل أصل ذلك ما في حديث البراء أنها نزلت أولا والعصر ثم نزلت ثانيا بدلها
    والصلاة الوسطى فجمع الراوي بينهما ومع وجود الاحتمال لا ينهض الاستدلال فكيف يكون
    مقدما على النص الصريح بأنها صلاة العصر قال شيخ شيوخنا الحافظ صلاح الدين العلائي
    حاصل أدلة من قال أنها غير العصر يرجع إلى ثلاثة أنواع أحدها تنصيص بعض الصحابة وهو
    معارض بمثله ممن قال منهم أنها العصر ويترجح قول العصر بالنص الصريح المرفوع وإذا
    اختلف الصحابة لم يكن قول بعضهم حجة على غيره فتبقى حجة المرفوع قائمة ثانيها
    معارضة المرفوع بورود التأكيد على فعل غيرها كالحث على المواظبة على الصبح والعشاء
    وقد تقدم في كتاب الصلاة وهو معارض بما هو أقوى منه وهو الوعيد الشديد الوارد في
    ترك صلاة العصر وقد تقدم أيضا ثالثها ما جاء عن عائشة وحفصة من قراءة حافظوا على
    الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر فإن العطف يقتضى المغايرة وهذا يرد عليه إثبات
    القرآن بخبر الآحاد وهو ممتنع وكونه ينزل منزلة خبر الواحد مختلف فيه سلمنا لكن لا
    يصلح معارضا للمنصوص صريحا وأيضا فليس العطف صريحا في اقتضاء المغايرة لوروده في
    نسق الصفات كقوله تعالى{
    الأول والآخر والظاهر والباطن }انتهى ملخصا وقد تقدم شرح أحوال
    يوم الخندق في المغازي وما يتعلق بقضاء الفائتة في المواقيت من كتاب الصلاة قوله
    ملأ الله قبورهم
    وبيوتهم
    أو أجوافهم نارا شك يحيى هو القطان راوي الحديث
    وأشعر هذا بأنه ساق المتن على لفظه وأما لفظ يزيد بن هارون فأخرجه أحمد عنه بلفظ
    ملأ الله بيوتهم
    وقبورهم نارا
    ولم يشك وهو لفظ روح بن عبادة كما مضى في المغازي وعيسى بن يونس كما
    مضى في الجهاد ولمسلم مثله عن أبي أسامة عن هشام وكذا له من رواية أبي حسان الأعرج
    عن عبيدة بن عمرو ومن طريق شتير بن شكل عن علي مثله وله من رواية يحيى بن الجزار
    عن على قبورهم وبيوتهم أو قال قبورهم وبطونهم ومن حديث بن مسعود
    ملأ الله أجوافهم أو قبورهم نارا أو حشى الله اجوافهم
    وقبورهم نارا
    ولابن حبان من حديث حذيفة ملأ الله بيوتهم
    وقبورهم نارا
    أو قلوبهم وهذه الروايات التي وقع فيها الشك مرجوحة
    بالنسبة إلى التي لا شك فيها وفي هذا الحديث جواز الدعاء على المشركين بمثل ذلك
    قال بن دقيق العيد تردد الراوي في قوله ملأ الله أو حشى يشعر بأن شرط الرواية
    بالمعنى أن يتفق المعنى في اللفظين وملأ ليس مرادفا لحشى فإن حشي يقتضى التراكم
    وكثرة أجزاء المحشو بخلاف ملأ فلا يكون في ذلك متمسك لمن منع الرواية بالمعنى وقد
    استشكل هذا الحديث بأنه تضمن دعاء صدر من النبي صلى الله عليه وسلم على من يستحقه
    وهو من مات منهم مشركا ولم يقع أحد الشقين وهو البيوت أما القبور قوقع في حق من
    مات منهم مشركا لا محالة ويجاب بأن يحمل على سكانها وبه يتبين رجحان الرواية بلفظ
    قلوبهم أو اجوافهم



    --
    --- --- - -- - - - - - -- - -- -- - -- - -
    - -- - - -


    ورواه مسلم في كتاب المساجد ومواضع
    الصلاة باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى
    هي صلاة العصر






    باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر
    *) وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار. قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر.
    حدثنا شعبة. قال:
    سمعت قتادة يحدث عن أبي حسان، عن عبيدة، عن
    علي؛ قال: قال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم، يوم الأحزاب "
    شغلونا عن صلاة الوسطى حتى آبت
    الشمس. ملأ الله قبورهم نارا. أو بيوتهم أو بطونهم" (شك شعبة في البيوت
    والبطون)



    .
    * وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد، عن قتادة، بهذا الإسناد.
    وقال:
    بيوتهم
    وقبورهم
    (ولم
    يشك).




    * وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا: حدثنا وكيع عن شعبة، عن الحكم،
    عن يحيى بن الجزار، عن علي. ح وحدثناه عبيدالله بن معاذ (واللفظ له) قال: حدثنا
    أبي. حدثنا شعبة عن الحكم، عن يحيى، سمع
    عليا يقول:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الأحزاب، وهو قاعد على فرضة من فرض الخندق
    "
    شغلونا
    عن الصلاة الوسطى. حتى غربت الشمس. ملأ الله قبورهم وبيوتهم (أو قال قبورهم
    وبطونهم) نارا".




    * وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو كريب. قالوا: حدثنا أبو معاوية عن
    الأعمش، عن مسلم ابن صبيح، عن شتير بن شكل، عن
    علي؛ قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الأحزاب "
    شغلونا عن الصلاة
    الوسطى صلاة العصر. ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا". ثم صلاها بين العشاءين،
    بين المغرب والعشاء.



    206 - (628) وحدثنا عون بن سلام الكوفي. أخبرنا محمد بن طلحة اليامي عن زبيد، عن
    مرة، عن عبدالله؛ قال:
    حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر. حتى احمرت الشمس أو
    اصفرت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر. ملأ الله
    أجوافهم وقبورهم
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه Empty رد: أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 13:38

    نارا" أو قال "حشا الله أجوافهم وقبورهم
    نارا".






    شرح
    المنهاج الامام النووي
    رحمه الله






    باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى
    هي صلاة العصر




    *وحدّثنا مُحَمّدُ بْنُ الْمُثَنّى وَ مُحمّدُ بْنُ بَشّارٍ. قَالَ ابْنُ
    الْمُثَنّىَ: حَدّثَنَا مُحمّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ:
    سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحدّثُ عَنْ أَبِي حَسّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيَ
    قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ الأَحْزَابِ: "
    شَغَلُونَا عَنْ
    صَلاَةِ الْوُسْطَىَ حَتّى آبَتِ الشّمْسُ. مَلأَ الله قُبُورَهُمْ نَاراً. أَوْ
    بُيُوتَهُمْ أَوْ بُطُونَهُمْ" (شَكّ شُعْبَةُ فِي الْبُيُوتِ وَالْبُطُونِ).




    *وحدّثنا مُحَمّدُ بْنُ الْمُثَنّى. حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيَ عَنْ سَعِيدٍ،
    عَنْ قَتَادَةَ، بِهَذَا الاْسْنَادِ. وَقَالَ:
    بُيُوتُهُمْ
    وَقُبُورَهُمْ
    (وَلَمْ يَشُكّ).
    وحدّثناه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. قَالاَ:
    حَدّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَىَ بْنِ الْجَزّارِ،
    عَنْ
    عَلِيَ. ح وَحَدّثَنَاهُ عُبَيْدُ
    اللّهِ بْنُ مُعَاذٍ (وَاللّفْظُ لَهُ) قَالَ: حَدّثَنَا أَبِي. حَدّثَنَا
    شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَىَ، سَمِعَ
    عَلِيَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ
    صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ الأَحْزَابِ، وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ
    فُرَضِ الْخَنْدَقِ: "شَغَلُونَا عَنِ الصّلاَةِ الْوُسَطَىَ، حَتى غَرَبَتِ
    الشّمْسُ.
    مَلأَ الله قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ (أَوْ قَالَ
    قُبُورَهُمْ وَبُطُونَهُمْ) نَاراً".




    *وحدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَ أَبُو
    كُرَيْبٍ. قَالُوا حَدّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ
    بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ عَنِ
    عَلِيَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى
    الله عليه وسلم، يَوْمَ الأَحْزَابِ "ش
    َغَلُونَا عَنِ
    الصّلاَةَ الْوُسْطَى صَلاَةِ الْعَصْرِ. مَلأَ اللّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ
    نَاراً
    ".
    ثُمّ صَلاّهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.




    *وحدّثنا عَوْنُ بْنُ سَلاّمٍ الْكُوفِيّ. أَخْبَرَنَا مُحمّدُ بْنُ طَلْحَةَ
    الْيَامِيّ عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرّةَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ قَالَ: حَبَسَ
    الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ. حَتّى
    احْمَرّتِ الشّمْسُ أَوِ اصْفَرّتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم:
    "
    شَغَلُونَا
    عَنِ الصّلاَةِ الْوُسْطَىَ صَلاَةِ الْعَصْرِ، مَلأَ الله أَجْوَافَهُمْ
    وَقُبُورَهُمْ نَاراً" أَوْ قَالَ: "حَشَا الله أَجْوَافَهُمْ
    وَقُبُورَهُمْ نَاراً".




    *وحدّثنا يَحْيَىَ بْنُ يَحْيَىَ التّمِيمِي. قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ
    زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي يُونُسَ
    مَوْلَىَ عَائِشَةَ، أَنّهُ قَالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا
    مُصْحَفاً. وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الاَيَةَ فَآذِنّي: {
    حَافِظُوا عَلَى
    الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الْوُسْطَىَ
    } (البقرة الاَية: Cool فَلَمّا
    بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا. فَأَمْلَتْ عَلَيّ قَوْلَهُ تَعَالَىَ: حَافِظُوا عَلَى
    الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الْوُسْطَىَ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ، وَقُومُوا لله
    قَانِتِينَ.
    قَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم.




    *حدّثنا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيّ. أَخْبَرَنَا يَحْيَىَ بْنُ
    آدَمَ. حَدّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ شَقِيقِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ
    الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الاَيَةُ: حَافِظُوا عَلَى
    الصّلَوَاتِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ. فَقَرَأْنَاهَا مَا شَاءَ الله. ثُمّ نَسَخَهَا
    الله. فَنَزَلَتْ: {
    حَافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الْوُسْطَىَ}. فَقَالَ رَجُلٌ كَانَ جَالِساً
    عِنْدَ شَقِيقٍ لَهُ: هِيَ إِذَنْ صَلاَةُ الْعَصْرِ. فَقَالَ الْبَرَاءُ: قَدْ
    أَخْبَرْتُكَ كَيْفَ نَزَلَتْ وَكَيْفَ نَسَخَهَا الله. وَالله أَعْلَمُ.




    قَالَ مُسْلِمٌ: وَرَوَاهُ الأَشْجَعِيّ عَنْ سُفْيَانَ الثّوْرِيّ، عَنِ
    الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عنْ شَقِيقِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.
    قَالَ: قَرَأْنَاهَا مَعَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم زَمَاناً. بِمِثْلِ حَدِيثِ
    فُضَيْلٍ بْنِ مَرْزُوقٍ.




    *وحدّثني أَبُو غَسّانَ الْمِسْمَعِيّ وَ مُحَمّدُ بْنُ الْمُثَنّى عَنْ مُعَاذِ
    بْنُ هِشَامٍ قَالَ أَبُو غَسّانَ: حَدّثَنَا مُعَاذُ بْنِ هِشَامٍ. حَدّثَنَا
    أَبِي عَنْ يَحْيَىَ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. قَالَ: حَدّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
    عَبْدِ الرّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ أَنّ عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ،
    يَوْمَ الْخَنْدَقِ، جَعَلَ يَسُبّ كُفّارَ قُرَيْشٍ. وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ
    وَالله مَا كِدْتُ أَنْ أُصَلّيَ الْعَصْرَ حَتّى كَادَتْ أَنْ تَغْرُبَ الشّمْسُ.
    فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَوَالله إِنْ
    صَلّيْتُهَا" فَنَزَلْنَا إِلَى بُطْحَانَ. فَتَوَضّأَ رَسُولُ اللّهِ صلى
    الله عليه وسلم. وَتَوَضّأْنَا. فَصَلّى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ
    بَعْدَمَا غَرَبَتِ الشّمْسُ. ثُمّ صَلّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ.





    قوله صلى الله عليه وسلم: "
    شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت
    الشمس".

    وفي رواية: "
    شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر". وفي رواية ابن مسعود رضي الله
    عنه: "
    شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر" اختلف العلماء من الصحابة رضي
    الله عنهم فمن بعدهم في الصلاة الوسطى المذكورة في القرآن، فقال جماعة هي العصر
    ممن نقل هذا عنه علي بن أبي طالب وابن مسعود وأبو أيوب وابن عمر وابن عباس وأبو
    سعيد الخدري وأبو هريرة وعبيدة السلماني والحسن البصري وإبراهيم النخعي وقتادة
    والضحاك والكلبي ومقاتل وأبو حنيفة وأحمد وداود وابن المنذر وغيرهم رضي الله عنهم.
    قال الترمذي: هو قول أكثر العلماء من الصحابة فمن بعدهم رضي الله عنهم. وقال
    الماوردي من أصحابنا: هذا مذهب الشافعي رحمه الله لصحة الأحاديث فيه قال: وإنما نص
    على أنها الصبح لأنه لم يبلغه الأحاديث الصحيحة في العصر ومذهبه اتباع الحديث.
    وقالت طائفة: هي الصبح ممن نقل هذا عنه عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وابن عباس وابن
    عمر وجابر وعطاء وعكرمة ومجاهد والربيع بن أنس ومالك بن أنس الشافعي وجمهور أصحابه
    وغيرهم رضي الله عنهم. وقال طائفة هي الظهر نقلوه عن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد
    وأبي سعيد الخدري وعائشة وعبد الله بن شداد، ورواية عن أبي حنيفة رضي الله عنه.
    وقال قبيصة بن ذؤيب: هي المغرب، وقال غيره هي العشاء، وقيل إحدى الخمس مبهمة، وقيل
    الوسطى جميع الخمس حكاه القاضي عياض، وقيل هي الجمعة، والصحيح من هذه الأقوال
    قولان: العصر والصبح وأصحهما العصر للأحاديث الصحيحة، ومن قال هي الصبح يتأول
    الأحاديث على أن العصر تسمى وسطاً ويقول إنها غير الوسطى المذكورة في القرآن وهذا
    تأويل ضعيف، ومن قال أنها الصبح يحتج بأنها تأتي في وقت مشقة بسبب برد الشتاء وطيب
    النوم في الصيف والنعاس وفتور الأعضاء وغفلة الناس فخصت بالمحافظة لكونها معرضة
    للضياع بخلاف غيرها، ومن قال هي العصر يقول إنها تأتي في وقت اشتغال الناس
    بمعايشهم وأعمالهم، وأما من قال هي الجمعة فمذهب ضعيف جداً، لأن المفهوم من
    الإيصاء بالمحافظة عليها إنما كان لأنها معرضة للضياع وهذا لا يليق بالجمعة، فإن
    الناس يحافظون عليها في العادة أكثر من غيرها لأنها تأتي في الأسبوع مرة بخلاف
    غيرها، ومن قال هي جميع الخمس فضعيف أو غلط لأن العرب لا تذكر الشيء مفصلاً ثم
    تجمله وإنما تذكره مجملاً ثم تفصله أو تفصل بعضه تنبيهاً على فضيلته والله أعلم.
    قوله: (عن عبيدة عن علي) هو بفتح العين وكسر الباء وهو عبيدة السلماني والله أعلم.
    قوله: "يوم الأحزاب" هي الغزوة المشهورة يقال لها الأحزاب والخندق وكانت
    سنة أربع من الهجرة وقيل سنة خمس. قوله صلى الله عليه وسلم: "شغلونا عن صلاة
    الوسطى حتى آبت الشمس" هكذا هو في النسخ وأصول السماع صلاة الوسطى وهو من باب
    قول الله تعالى: {
    وما كنت بجانب الغربي}. وفيه المذهبان المعروفان. مذهب
    الكوفيين جواز إضافة الموصوف إلى صفته، ومذهب البصريين منعه ويقدرون فيه محذوفاً
    وتقديره هنا عن صلاة العصر الوسطى أي عن فعل الصلاة الوسطى. وقوله صلى الله عليه
    وسلم: "
    حتى آبت الشمس" قال الحربي: معناه رجعت
    إلى مكانها بالليل أي غربت، من قولهم آب إذا رجع، وقال غيره معناه سارت للغروب
    والتأويب سير النهار. قوله: (يحيى بن الجزار) هو بالجيم والزاي وآخره راء، وفي
    الطريق الأول يحيى بن الجزار عن علي، وفي الثاني عن يحيى سمع علياً أعاده مسلم
    للاختلاف في عن وسمع قوله: (فرضة من فرض الخندق) الفرضة بضم الفاء وإسكان الراء
    وبالضاد المعجمة وهي المدخل من مداخله والمنفذ إليه. قوله: (عن مسلم بن صبيح) بضم
    الصاد وهو أبو الضحى. قوله: (عن شتير بن شكل) شتير بضم الشين وشكل بفتح الشين
    والكاف ويقال بإسكان الكاف أيضاً. قوله: "ثم صلاها بين العشاءين بين المغرب
    والعشاء" فيه بيان صحة إطلاق لفظ العشاءين على المغرب والعشاء وقد أنكره
    بعضهم لأن المغرب لا يسمى عشاء وهذا غلط، لأن التثنية هنا للتغليب كالأبوين
    والقمرين والعمرين ونظائرها، وأما تأخير النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر حتى
    غربت الشمس فكان قبل نزول صلاة الخوف، قال العلماء: يحتمل أنه أخرها نسياناً لا
    عمداً وكان السبب في النسيان الاشتغال بأمر العدو، ويحتمل أنه أخرها عمداً
    للاشتغال بالعدو، وكان هذا عذراً في تأخير الصلاة قبل نزول صلاة الخوف، وأما اليوم
    فلا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العدو والقتال، بل يصلي صلاة الخوف على حسب
    الحال، ولها أنواع معروفة في كتب الفقه وسنشير إلى مقاصدها في بابها من هذا الشرح
    إن شاء الله تعالى. واعلم أنه وقع في هذا الحديث هنا وفي البخاري أن الصلاة
    الفائتة كانت صلاة العصر وظاهره أنه لم يفت غيرها، وفي الموطأ أنها الظهر والعصر،
    وفي غيره أنه أخر أربع صلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى ذهب هوى من الليل،
    وطريق الجمع بين هذه الرواية أن وقعة الخندق بقيت أياماً فكان هذا في بعض الأيام
    وهذا في بعضها.
    قوله في حديث عائشة: "فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة
    العصر" هكذا هو في الروايات وصلاة العصر بالواو، واستدل به بعض أصحابنا على
    أن الوسطى ليست العصر لأن العطف يقتضي المغايرة لكن مذهبنا أن القراءة الشاذة لا
    يحتج بها، ولا يكون لها حكم الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ناقلها لم
    ينقلها إلا على أنها قرآن والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر بالإجماع، وإذا لم يثبت
    قرآناً لا يثبت خبراً، والمسألة مقررة في أصول الفقه، وفيها خلاف بيننا وبين أبي
    حنيفة رحمه الله تعالى.
    قوله: "أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت
    أن تغرب الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالله إن صليتها" معناه
    ما صليتها، وإنما حلف النبي صلى الله عليه وسلم تطييباً لقلب عمر رضي الله عنه،
    فإنه شق عليه تأخير العصر إلى قريب من المغرب فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنه
    لم يصلها بعد ليكون لعمر به أسوة ولا يشق عليه ما جرى وتطيب نفسه، وأكد ذلك الخبر
    باليمين، وفيه دليل على جواز اليمين من غير استحلاف وهي مستحبة إذا كان فيه مصلحة
    من توكيد الأمر أو زيادة طمأنينة أو نفي توهم نسيان أو غير ذلك من المقاصد السائغة
    وقد كثرت في الأحاديث، وهكذا القسم من الله تعالى كقوله تعالى: والذاريات والطور
    والمرسلات والسماء والطارق والشمس وضحاها والليل إذا يغشى والضحى والتين والعاديات
    والعصر ونظائرها، كل ذلك لتفخيم المقسم عليه وتوكيده والله أعلم. قوله: (فنزلنا
    إلى بطحان) هو بضم الباء الموحدة وإسكان الطاء وبالحاء المهملتين، هكذا هو عند
    جميع المحدثين في رواياتهم وفي ضبطهم وتقييدهم، وقال أهل اللغة: هو بفتح الباء
    وكسر الطاء ولم يجيزوا غير هذا، وكذا نقله صاحب البارع وأبو عبيد البكري، وهو واد
    بالمدينة. قوله: "فنزلنا إلى بطحان فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وتوضأنا فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بعد ما غربت الشمس ثم صلى بعدها
    المغرب" هذا ظاهره أنه صلاهما في جماعة، فيكون فيه دليل لجواز صلاة الفريضة
    الفائتة جماعة، وبه قال العلماء كافة إلا ما حكاه القاضي عياض عن الليث بن سعد أنه
    منع ذلك، وهذا إن صح عن الليث مردود بهذا الحديث، والأحاديث الصحيحة الصريحة أن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بأصحابه جماعة حين ناموا عنها كما ذكره
    مسلم بعد هذا بقليل، وفي هذا الحديث دليل على أن من فاتته صلاة وذكرها في وقت أخرى
    ينبغي له أن يبدأ بقضاء الفائتة ثم يصلي الحاضرة وهذا مجمع عليه، لكنه عند الشافعي
    وطائفة على الاستحباب، فلو صلى الحاضرة ثم الفائتة جاز، وعند مالك وأبي حنيفة
    وآخرين على الإيجاب فلو قدم الحاضرة لم يصح، وقد يحتج به من يقول أن وقت المغرب
    متسع إلى غروب الشفق لأنه قدم العصر عليها، ولو كان ضيقاً لبدأ بالمغرب لئلا يفوت
    وقتها أيضاً، ولكن لا دلالة فيه لهذا القائل لأن هذا كان بعد غروب الشمس بزمن حيث
    خرج وقت المغرب عند من يقول أنه ضيق فلا يكون في هذا الحديث دلالة لهذا، وإن كان
    المختار أن وقت المغرب يمتد إلى غروب الشفق كما سبق إيضاحه بدلائله والجواب عن
    معارضها

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 1:27