منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

منتدى تلات عبد القادر للعلوم والمعارف والثقافات لكل الفئات العمرية والأطياف الفكرية

اخي الزائر شكرا لك على اختيارك لمنتدانا ..كما نرجو لك وقتا ممتعا واستفادة تامة من محتويات المنتدى..وندعوك زائرنا الكريم للتسجيل والمشاركة في إثراء المنتدى ولو برد جميل ...دمت لنا صديقاوفيا..وجزاك الله خيرا.

المواضيع الأخيرة

» آلاف اليهود يدخلون الاسلام سرا
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin

» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin

» من الالحاد الى الاسلام
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin

» غرداية
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin

» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin

» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin

» طرق المذاكرة للاطفال
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin

» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin

» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin

» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin

» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin

» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin

» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin

التبادل الاعلاني

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:15

    من خلال صفة الصفوة لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي



    ............................................................................................................................

    أبو حفص عمر بن الخطاب


    ابن نفيل بن عبد العزي بن رباح بن عبد الله بن
    قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وأمه: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله
    بن عمرو بن مخزوم أسلم سنة ست من النبوة وقيل سنة خمس.







    ذكر سبب إسلامه رضي الله عنه



    *عن ابن عمر أن النبي. صلى الله عليه وسلم قال اللهم
    أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بابي جهل بن هشام

    فكان احبهما إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.



    *وعن شريح بن عبيد قال قال
    عمر بن الخطاب خرجت أتعرض لرسول الله. صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم فوجدته قد
    سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أتعجب من تأليف القرآن قال
    فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش قال فقرأ {
    أنه لقول
    رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون
    }سورة
    الحاقة الآية 41 قال قلت كاهن قال{
    ولا بقول
    كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا
    منه باليمين
    }إلى آخر الآية فوقع الإسلام في قلبي.


    *وعن أنس بن مالك قال خرج
    عمر متقلدا السيف فوجده رجل من بني زهرة فقال أين تعمد يا عمر قال أريد أن اقتل
    محمدا قال وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا فقال له عمر ما أراك
    إلا قد صبأت وتركت دينك الذي أنت عليه قال أفلا أدلك على العجب يا عمر إن أختك
    وختنك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه فمشى عمر ذامرا حتى أتاهما وعندهما رجل من
    المهاجرين يقال له خباب فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت فدخل عليهما فقال ما
    هذه الهينمة التي سمعتها عندكم قال وكانوا يقرأون طه فقالا ما عدا حديثا تحدثناه
    بيننا قال فلعلكما قد صبوتما فقال له ختنه أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك
    فوثب عمر على ختنه فوطئه وطئا شديدا فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها نفحة بيده
    فدمي وجهها فقالت وهي غضبي أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك
    أشهد
    أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله
    .


    فلما يئس عمر قال أعطوني هذا
    الكتاب الذي عندكم فاقرأه وكان عمر يقرأ الكتب فقالت أخته انك رجس ولا يمسه إلا
    المطهرون فقم فاغتسل أو توضأ فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرا {
    طه
    }حتى انتهى إلى قوله {
    إنني أنا الله لا اله إلا أنا
    فأعبدني وأقم الصلاة لذكري
    }سورة طه الآية 14 فقال عمر دلوني
    على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال ابشر يا عمر فإني أرجو أن تكون
    دعوة رسول الله. صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس
    اللهم
    أعز الإسلام بعمر بن الخجاب أو بعمر وبن هشام
    قال ورسول
    الله. صلى الله عليه وسلم في الدار التي في صل الصفا فانطلق عمر حتى أتى الدار قال
    وعلى الباب حمزة وطلحة وناس من أصحاب رسول الله. صلى الله عليه وسلم فلما رأى حمزة
    وجل الناس من عمر قال حمزة نعم هذا عمر فان يرد الله بعمر خيرا يسلم ويتبع النبي.
    صلى الله عليه وسلم وان يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا قال والنبي. صلى الله
    عليه وسلم داخل يوحى إليه قال فقام رسول الله. صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر
    فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف
    فقال ما أنت منتهيا يا عمر
    حتى ينزل الله
    بك يعني
    من الخزي والنكال
    ما نزل بالوليد بن المغيرة اللهم
    هذا عمر بن الخطاب اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب
    فقال عمر
    أشهد انك رسول الله فأسلم وقال أخرج يا رسول الله.


    *وعن ابن عباس قال سألت
    عمر بن الخطاب لأي شيء سميت
    الفاروق
    قال أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت
    الله
    لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى
    فما في الأرض نسمة أحب إلي
    من نسمة رسول الله. صلى الله عليه وسلم فقلت أين رسول الله فقالت أختي هو في دار
    الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول
    الله. صلى الله عليه وسلم في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم فقال لهم حمزة مالكم
    قالوا عمر بن الخطاب.قال فخرج رسول الله. صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم
    هزه هزة فما تمالك أن وقع على ركبته فقال
    ما أنت
    بمنته يا عمر
    قال قلت أشهد أن
    لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله

    قال فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد قال فقلت يا رسول الله
    السنا
    على الحق أن متنا وان حيينا
    قال
    بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وان حييتم

    فقلت
    ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لنخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في
    أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد

    قال
    فنظرت إلي قريش والى حمزة فأصابتهم كابة لم يصبهم مثلها فسماني
    رسول الله. صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق
    .قال أهل
    السير: أسلم عمر وهو ابن ست وعشرين سنة بعد أربعين رجلا وقال سعيد بن المسيب بعد
    أربعين رجلا وعشر نسوة.



    وقال عبد الله بن ثعلبة بن صعير بعد خمسة
    وأربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة.



    وعن داود بن الحصين والزهري قالا لما أسلم عمر
    نزل جبريل عليه السلام فقال يا محمد استبشر أهل السماء بإسلام عمر.



    وقال ابن مسعود ما زلنا أعزة مند أسلم عمر.


    وقال صهيب لما أسلم عمر جلسنا حول البيت حلقا
    وطفنا وانتصفنا ممن غلظ علينا.




    ذكر صفته عمر رضي الله عنه



    كان ابيض امهق تعلوه حمرة طوالا اصلع اجلح شديد
    حمرة العين في عارضه خفة وقال وهب صفته في التوارة قرن من حديد أمير شديد.




    ذكر أولاده رضي الله عنه



    كان له من الولد عبد الله
    وعبد الرحمن وحفصة أمهم زينب بنت مظعون وزيد الأكبر ورقية أمهما أم كلثوم بنت علي
    وزيد الأصغر وعبيد الله أمهما أم كلثوم بنت جرول وعاصم أمه جميلة وعبد الرحمن
    الأوسط أمه لهية أم ولد وعبد الرحمن الأصغر أمه أم ولد وفاطمة أمها أم حكيم بنت
    الحارث وعياض أمه عاتكة بنت زيد وزينب أمها فكيهة أم ولد.







    ذكر نزول القرآن بموافقته رضي الله عنه



    عن أنس قال قال عمر بن
    الخطاب رضي الله عنه وافقت ربي عز وجل في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام
    إبراهيم مصلى فنزلت {
    واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
    }سورة البقرة آية 125 وقلت يا رسول الله أن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو
    أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع على رسول الله. صلى الله عليه وسلم
    نساؤه في الغيرة فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك حديث
    متفق عليه.







    ذكر جملة من مناقبه وفضائله
    رضي الله
    عنه



    -قال أهل العلم لما أسلم عمر
    عز الإسلام وهاجر جهرا وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها وهو أول خليفة دعي بأمير
    المؤمنين وأول من كتب التاريخ للمسلمين و أول من جمع القرآن في المصحف وأول من جمع
    الناس على صلاة التراويح و أول من عس في عمله وحمل الدرة وأدب بها وفتح الفتوح
    ووضع الخراج ومصر الأمصار و استقصى القضاة ودون الديوان وفرض الأعطية وحج بأزواج
    رسول الله في آخر حجة حجها.



    *عن عائشة عن النبي. صلى الله عليه وسلم قال قد
    كان في الأمم محدثون فان يكن في أمتي فمر حديث متفق عليه.



    *وعن سعد بن أبي وقاص عن النبي. صلى الله عليه
    وسلم أنه قال لعمر والذي يفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير
    فجك أخرجاه في الصحيحين.



    *وعن ابن عمر قال استأذن عمر الرسول. صلى الله
    عليه وسلم في العمرة فقال يا أخي أشركنا في صالح دعائك ولا تنسنا.



    *وعنه قال قال رسول الله. صلى الله عليه وسلم
    عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة.



    *وعن أنس عن النبي. صلى الله عليه وسلم قال اشد
    أمتي في أمر الله عمر.




    *وعن عبد الله بن عمر رضي الله
    عنهما أن رسول الله. صلى الله عليه وسلم قال رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو
    بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي بعض نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها عمر فاستحالت
    في يده غربا فلم أر عبقريا يفري فرية حتى ضرب الناس بعطن حديث متفق على صحته.



    *وعنه قال كان النبي. صلى الله عليه وسلم يحدث
    فقال بينما أنا نائم أتيت بقدح فشربت منه حتى اني أرى الري يخرج من أطرافي ثم
    أعطيت فضلي عمر فقالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال العلم وهذا متفق على صحته.







    ذكر خلافته رضي الله عنه



    -قال حمزة بن عمرو توفي أبو بكر مساء ليلة
    الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة من سنة ثلاث عشرة فاستقبل عمر بخلافته يوم
    الثلاثاء صبيحة موت أبو بكر.



    *عن جامع بن شداد عن أبيه قال كان أول كلام تكلم
    به عمر حين صعد المنبر إن قال اللهم اني شديد فليني وأني ضعيف فقوني وإني بخيل
    فسخني.







    ذكر اهتمامه برعيته رضي الله عنه



    *عن زيد بن أسلم عن أبيه قال
    خرجت مع عمر رضي الله عنه إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت يا أمير المؤمنين
    هلك زوجي وترك صبية صغار والله ما ينضجون كراعا ولا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن
    تاكلهم الضبع وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري وقد شهد أبي الحديبية مع رسول الله.
    صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال مرحبا بنسب قريب ثم انصرف إلى
    بعير ظهير كان مربوطا في الدار فحمل عليه غرار تين ملأهما طعاما وحمل بينها نفقة
    وثيابا ثم نأولها بخطامه ثم قال اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير فقال رجل
    يا أمير المؤمنين أكثرت لها قال عمر ثكلتك أمك والله اني لأرى أبا هذه وأخاها قد
    حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه انفرد بإخراجه البخاري.



    *وعن الأوزاعي أن عمر بن
    الخطاب خرج في سواد الليل فرآه طلحة فذهب عمر فدخل بيتا ثم دخل بيتا آخر فلما اصبح
    طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة فقال لها ما بال هذا الرجل يأتيك
    قالت أنه يتعاهدني منذ كذا وكذا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى قال طلحة ثكلتك
    أمك طلحة اعثرات عمر تتبع?.



    *وعن ابن عمر قال قدمت رفقة
    من التجار فنزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن هل لك أن تحرسهم الليلة من السرق
    فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب الله لهما فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه فقال لامه
    اتقي الله واحسني إلى صبيك ثم عاد إلى مكانه فسمع بكاءه فعاد إلى أمه فقال لها مثل
    ذلك ثم عاد إلى مكانه فلما كان من آخر الليل سمع بكاءه فأتى أمه فقال لها ويحك اني
    لاراك أم سوء ما لي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة قالت يا عبد الله قد ابر متني منذ
    الليلة اني اريغه عن الفطام فيأبى قال ولم قالت لان عمر لا يفرض إلا للفطم قال وكم
    له قالت كذا وكذا شهرا قال ويحك لا تعجيله فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من
    غلبة البكاء فلما سلم قال يا بؤسا لعمر كم قتل من أولاد المسلمين ثم أمر مناديا
    فنادى إن لا تعجلوا صبيانكم على الفطام فأنا نفرض لكل مولود في الإسلام وكتب بذلك
    إلى الآفاق أن يفرض لكل مولود في الإسلام.



    * وعن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان
    عمر يصوم الدهر وكان زمان الرمادة إذا أمسى أتي بخبز قد ثرد في الزيت إلى أن نحروا
    يوما من الأيام جزورا فأطعمها الناس وغرفوا له طيبها فأتى به فإذا قدر من سنام ومن
    كبد فقال أنى هذا? قالوا يا أمير المؤمنين من الجزور التي نحرنا اليوم قال بخ بخ
    بئس الوالي أنا ان أكلت أطببها وأطعمت الناس كراديسها ارفع هذه الجفنة هات لنا غير
    هذا الطعام فأتى بخبز وزيت فجعل يكسر بيده ويثرد ذلك الخبز ثم قال ويحك يا يرفأ
    ارفع هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت بثمغ فإني لم اتهم منذ ثلاثة أيام واحسبهم
    مقفرين فضعها بين أيديهم.



    ..................................................................................................................
    ..........................................................................................................................


    ذكر زهده رضي الله عنه


    *عن الحسن قال: خطب عمر الناس وهو خليفة وعليه
    إزار فيه ثنتا عشرة رقعة وعن أنس قال كان بين كتفي عمر ثلاث رقاع. *وعن مصعب بن سعد قال قالت حفصة لعمر يا أمير
    المؤمنين اكتسيت ثوبا هو ألين من ثوبك وأكلت طعاما هو أطيب من طعامك فقد وسع الله
    من الرزق وأكثر من الخير فقال اني سأخاصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان رسول الله.
    صلى الله عليه وسلم يلقى من شدة العيش وكذلك أبو بكر فما زال يذكرها حتى أبكاها
    فقال لها أما والله لأشاركنهما في مثل عيشهما الشديد لعلي أدرك عيشهما الرخي رواه
    أحمد.






    ذكر تواضعه رضي الله عنه


    *عن عبد الله بن عباس قال: كان للعباس ميزاب على
    طريق عمر فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة وقد ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب صب
    ماء بدم الفرخين فأصاب عمر، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر فطرح ثيابه ولبس ثيابا غير
    ثيابه، ثم جاء فصلى بالناس فأتاه العباس فقال: و الله أنه للموضع الذي وضعه رسول
    الله.). فقال عمر للعباس: وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع
    الذي وضعه رسول الله.صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك العباس رواه أحمد
    ذكر خوفه من الله عز وجل وبكائه



    *عن عبد الله بن عمر قال: كان عمر بن الخطاب
    يقول: لو مات جدي بطف الفرات لخشيت أن يحاسب الله به عمر.



    *وعن عبد الله بن عامر قال: رأيت عمر بن الخطاب
    أخذ تبنة من الأرض فقال: ليتني كنت هذه النبتة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني،
    ليتني لم أكن شيئا، ليتني كنت نسيا منسيا.



    * وعن عبد الله بن عيسى قال: كان
    في وجه عمر خطان أسودان من البكاء.







    ذكر تعبده رضي الله عنه



    عن ابن عمر قال: ما مات عمر حتى
    سرد الصوم.



    عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يحب الصلاة في
    جوف الليل، يعني في وسط الليل.


    عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة 22 أكتوبر 2010 - 13:34 عدل 6 مرات
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:28

    ذكر نبذة من كلامه
    ومواعظه
    رضي الله عنه


    * عن ثابت بن الحجاج، قال:
    قال عمر حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قيل أن توزنوا فإنه أهون
    عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، تزينوا للعرض الأكبر {
    يومئذ
    تعرضون لا تخفى منكم خافية
    } سورة الحاقة آية: 18.


    *وعن الأحنف، قال: قال لي
    عمر بن الخطاب: يا أحنف، من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن أكثر شيء
    عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه،
    ومن قل ورعه مات قلبه.



    *وعن وديعة الأنصاري قال:
    سمعت عمر بن الخطاب يقول وهو يعظ رجلا:لا تكلم فيما لا يعنيك وأعرف عدوك، وأحذر
    صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تمش مع الفاجر فيعلمك من فجوره،
    ولا تطلعه على سرك، ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله عز وجل.







    ذكر وفاته رضي الله عنه


    * عن عمرو بن ميمون، قال:
    إني لقائم ما بيني وبين عمر إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذا مر بين
    الصفين قال: استووا حتى إذا لم ير فيهن خللا تقدم فكبر، وربما قرأ سورة يوسف أو
    النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس فما هو إلا أن كبر فسمعته
    يقول: قتلني أو أكلني الكلب، حين طعنه، فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد
    يمينا ولا شمال إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة فلما رأى ذلك رجل من
    المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه.



    وتناول عمر بيد عبد الرحمن
    بن عوف فقدمه. فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى وأما نواحي المسجد فانهم لا يدرون غير
    انهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله، فصلى بهم عبد الرحمن بن
    عوف صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس انظر من قتلني? فجال ساعة ثم جاء
    فقال: غلام المغيرة قال الصنع? قال: نعم.قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد
    لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام قد كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر
    العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال إن شئت فعلت أي إن شئت قتلنا قال
    كذبت بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا إلى قبلتكم وحجوا حجكم.



    فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه وكان الناس لم
    تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا باس وقال يقول أخاف عليه فأتى بنبيذ فشربه
    فخرج من جوفه ثم أتي لبن فشربه فخرج من جرحه فعلموا أنه ميت فدخلنا عليه وجاء
    الناس يثنون عليه وجاء رجل شاب فقال ابشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة
    رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم في الإسلام ما قد علمت ثم وليت فعدلت ثم شهادة
    قال وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي.



    فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض قال ردوا علي
    الغلام قال ابن أخي ارفع ثوبك فانه أبقى لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله بن عمر انظر
    ما علي من الدين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه قال إن وفى له مال آل عمر
    فاده من أموالهم وآلا فسل في بني عدي بن كعب فان لم تف أموالهم فسل في قريش ولا
    تعدهم إلى غيرهم فأد عني هذا المال انطلق إلى عائشة أم المؤمنين فقل يقرأ عليك عمر
    السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل يستأذن عمر بن
    الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فسلم واستأذن ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي فقال يقرأ
    عليك عمر بن الخطاب السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه فقالت كنت أيريده لنفسي
    ولأوثرنه به اليوم على نفسي.



    فلما أقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء قال
    ارفعوني فاسنده رجل إليه فقال ما لديك قال الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت قال
    الحمد لله ما كان منه شيء أهم إلي من ذلك فإذا أنا قضيت فاحملوني ثم سلم فقل
    يستأذن عمر بن الخطاب فان أذنت لي فأدخلوني وان ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين.



    وجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها فلما
    رأيناها قمنا فولجت عليه فبكت عنده ساعة واستأذن الرجال فولجت داخلا لهم فسمعنا
    بكاءها من الداخل فلما قبض خرجنا به فانطلقنا به فسلم عبد الله بن عمر وقال يستأذن
    عمر قالت ادخلوه فادخل فوضع هنالك مع صاحبيه انفرد بإخراجه البخاري.



    *وعن عثمان بن عفان قال أنا آخركم عهدا بعمر
    دخلت عليه ورأسه في حجر ابنه عبد الله فقال له ضع خدي بالأرض قال فهل فخذي والأرض
    إلا سواء? قال ضع خدي بالأرض لا أم لك في الثانية أو الثالثة وسمعته يقول ويلي
    وويل أمي إن لم تغفر لي حتى فاظت نفسه.



    قال سعد بن أبي وقاص طعن عمر يوم الأربعاء لأربع
    ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ودفن يوم الأحد صبيحة هلال المحرم قال
    معاوية كان عمر ابن ثلاث وستين.



    *وعن الشعبي أن أبا بكر قبض وهو ابن ثلاث وستين
    وان عمر قبض وهو ابن ثلاث وستين.



    *وعن سالم بن عبد الله أن عمر قبض وهو ابن خمس
    وستين وقال ابن عباس كان عمر ابن ست وستين وقال قتادة ابن إحدى وستين وصلى عليه
    صهيب وقال سليمان بن يسار ناحت الجن على عمر رضي الله عنه.






    عليك
    سلام من أمير وبـاركـت يـد
    الله في ذاك الأديم الممـزق



    قضيت أمورا ثم غـادرت بعدهـا بواثق في أكمامها لم تـفـتـق


    فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك
    ما قدمت ألامس يسبـق



    ابعد قتيل بالمدينة بالمدينـة أظلمت لـه
    الأرض تهتز العضاه بأسوق



    *وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال لما
    غسل عمر وكفن وحمل على سريره وقف عليه علي عليه السلام فقال والله ما على الأرض
    رجل أحب إلي إن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى بالثوب.



    *وعن عبد الله بن عبيد الله بن العباس قال كان
    العباس خليلا لعمر فلما أصيب عمر جعل يدعو الله أن يريه عمر في المنام قال فراه
    بعد حول وهو يمسح العرق عن وجهه قال ما فعلت قال هذا أوان فرغت أن كاد عرشي ليهد
    لولا اني لقيت رؤوفا رحيما.



    قال الشيخ رضي الله عنه أخبار عمر رضي الله عنه
    من أولى ما استكثر منه وإنما اقتصرت ها هنا على ما ذكرت منها لأني قد وضعت لمناقبه
    وأخباره كتابا كبيرا يجمعها فمن أراد استيعاب أخباره فلينظر في ذلك والسلام.


















    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:30

    الياقوتة 5





    ---حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا
    يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي: أنه سمع علقمة بن وقاص
    الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه علىالمنبر قال: سمعت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم يقول: (
    إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت
    هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه



    ---------------البخاري— كتاب الايمان والنذور – باب النية
    في الايمان



    ---------------
    مسلم –كتاب الامارة—باب قوله(ص):إنما الاعمال بالنية






    وأخرج البخاري هذا الحيث فيكتب أخرى،منها:


    1 *كتاب بدء الوحي


    - حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا
    يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي: أنه سمع علقمة بن وقاص
    الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه علىالمنبر قال: سمعت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم يقول: (
    إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت
    هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه



    2- كتاب الايمان


    باب: ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرىء ما نوى.
    فدخل فيه الإيمان، والوضوء، والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم والأحكام. وقال الله
    تعالى: {
    قل كل يعمل على شاكلته} الإسراء: 84: على نيته: (نفقة الرجل على أهله
    يحتسبها صدقة
    ). وقال: (ولكن جهاد ونية).
    - حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: أخبرنا
    مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر:
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (
    الأعمال بالنية، ولكل
    امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت
    هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).



    3-كتاب النكاح


    -حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن
    إبراهيم بن الحارث، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
    قال النبي صلى الله عليه وسلم:
    (العمل بالنية، وأنما لامرئ ما
    نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،
    ومن كانت هجرته إلى الدنيا يصيبها، أوامرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر اليه).



    4-كتاب الحيل


    -حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد
    بن إبراهيم، عن علقمة بن وقَّاص قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب قال:
    سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (
    يا أيها الناس، إنما
    الأعمال بالنيَّة، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته
    إلى الله ورسوله، ومن هاجر إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر
    إليه).



    شرح الحديث فتح الباري ابن حجر العسقلاني رحمه الله-




    -قوله حدثنا الحميدي هو أبو
    بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى منسوب إلى حميد بن أسامة بطن من بني أسد بن عبد
    العزى بن قصي رهط خديجة زوج النبي صلى
    الله عليه وسلم يجتمع معها في أسد ويجتمع مـع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي وهو
    إمام كبير مصنف رافق الشافعي في الطلب عن بـن عيينة وطبقته وأخذ عنه الفقه ورحل
    معه إلى مصر ورجع بعد وفاته إلى مكـة إلى أن مـات بها سنة تسع عشرة ومائتين فكأن
    البخاري امتثل قوله صلى الله عليه وسلم قدموا قريشا فافتتح كتابه بالرواية عن
    الحميدي لكونه أفقه قرشي أخذ عنه وله مناسبة أخرى لأنه مكي كشيخه فناسب أن يذكر في
    أول ترجمة بدء الوحي لأن ابتداءه كان بمكـة ومن ثم ثنى بالـرواية عن مالك لأنه شيخ
    أهل المدينة وهي تالية لمكة في نزول الوحي وفي جميع الفضل ومالك وابن عيينة قرينان
    قال الشافعي لولاهما لذهب العلم مـن الحجاز قوله حدثنا سفيان هو بن عيينة بن أبي
    عمران الهلالي أبو محمد المكي أصله ومولده الكوفة وقد شارك مالكا في كثير مـن شيوخه وعـاش بعده
    عشرين سنة وكان يذكر أنه سمع من سبعين من التابعين قوله عن يحيى بن سعيد حدثنا يحيى بـن سعيد الأنصاري اسم جده قيس بن
    عمرو وهـو صحابي ويحيى من صغار التابعين
    وشيخه محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي من أوساط التابعين وشيخ محمد
    علقمة بن وقاص الليثي من كبارهم ففي الإسناد ثلاثة مـن التابعين في نسق وفي
    المعرفة لابـن منده مـا ظاهره أن علقمة صحابي فلو ثبت لكان فيه تابعيان وصحابيان
    يكون قـد اجتمع في هذا الإسناد أكثر الصيغ
    التي يستعملها المحدثون وهي التحديث والاخبار والسماع والعنعنة والله أعلم وقد اعترض على المصنف في إدخالـه حديث الأعمال
    هذا في ترجمة بدء الوحي وأنه لا تعلق له به أصلا بحيث أن الخطابي في شرحه
    والإسماعيلي في مستخرجه أخرجاه قبل الترجمة لاعتقادهمـا أنه إنما أورده للتبرك به
    فقط واستصوب أبو القاسم بن منده صنيع
    الإسماعيلي في ذلك وقال بن رشيد لم يقصد البخاري بإيراده سوى بيان حسن نيته فيه في
    هذا التأليف وقد تكلفت مناسبته للترجمة فقال كل بحسب ما ظهر له انتهى وقـد قيل إنه
    أراد أن يقيمه مقام الخطبة للكتاب لأن في سياقه أن عمر قاله على المنبر بمحضر
    الصحابـة فإذا صلح أن يكون في خطبة المنبر
    صلح أن يكون في خطبة الكتاب وحكى الملهب أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب به حين
    قدم المدينة مهاجرا فناسب إيراده في بدء
    الوحي لأن الأحوال التي كانت قبل الهجــرة كانت كالمقدمة لها لأن بالهجرة افتتح
    الإذن في قـتال المشركين ويعقبه النصر والظفر والفتح انتهى وهذا وجه حسن إلا أنني لم أر مــا ذكره من كونه
    صلى الله عليه وسلم خطب به أول ما هاجر منقولا وقد وقع في باب ترك الحيل بلفظ سمعت
    رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
    : يـا أيها الناس إنما الأعمال بالنية الحديث ففي هذا إيماء إلى أنه كان في حال الخطبة
    أما كونه كان في ابتداء قدومه إلى المدينة فلم أر ما يدل عليه ولعل قائله استند
    إلى ما روى في قصة مهاجر أم قيس قال بن دقيق العيد نقلوا أن رجلا هاجر من مكة إلى
    المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس فلهذا خص في الحديث ذكر المرأة دون سائر مـا
    ينوي به انتهى وهذا لو صح لم يستلزم البداءة بذكره أول الهجرة النبويه وقصة مهاجر
    أم قيس رواها سعيد بن منصور قال أخبرنا أبو معاوية عن الآعمش عن شقيق عن عبد الله هو بن مسعود قال من هاجــر
    يبتغي شيئا فإنما له ذلك هاجر رجل ليتزوج
    امرأة يقال لها أم قيس فكان يقال له مهاجر أم قبس ورواه الطبراني من طريق أخرى عن
    الأعمش بلفظ كان فينا رجل خطب امرأة يقال
    لها أم قيس فأبـت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها فكنا نسميه مهاجر أم قيس وهذا
    إسناد صحيح على شرط الشيخين لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك ولم أر في
    شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك وأيضا
    فلو أراد البخـاري إقامته مقام الخطبة فقط إذاً لابتداء به تيمنا وترغيبا في الإخلاص لكان
    سياقه قبل الترجمة كما قال الإسماعيلي وغيره ونقل بن بطال عن أبي عبد الله بن
    النجار قال التبويب يتعلق بالآية والحديث معا لأن الله تعالى أوحى إلى الأنبياء ثم
    إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن الأعمال بالنيات لقوله تعالى {
    وما أمروا الا ليعبدوا الله
    مخلصين لـه الدين
    }وقال أبو العالية في
    قوله تعالى شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا قال وصاهم بالإخلاص في عبادته وعن أبي
    عبد الملك البوني قال مناسبة الحديث للترجمة أن بدء الوحي كان بالنية لأن الله
    تعالى فطر محمدا على التوحيـد وبغض إليه الأوثان ووهب له أول أسباب النبوة وهي
    الرؤيا الصالحة فلما رأى ذلك أخلص إلى الله في ذلك فكان يتعبد بغار حراء فقبل الله
    عمله وأتم له النعمة وقال الملهب ما محصله قصد البخاري الأخبار عن حال النبي صلى
    الله عليه وسلم في حال منشئه أن الله بغض إليه الأوثان وحبب إليه خلال الخير ولزوم
    الوحـدة فرارا من قرناء السوء فلما لزم ذلك أعطاه الله على قدر نيته ووهب له
    النبوة كما يقال الفواتح عنوان الخواتم ولخصه بنحو من هذا القاضي أبو بكر بن
    العربي وقال بن المنير في أول التراجم كان
    مقدمة النبوة في حق النبي صلى الله عليه
    وسلم الهجرة إلى الله تعالى بالخلوة في غار حراء فناسب الافتتاح بحديث الهجرة ومن
    المناسبات البديعة الوجيزة ما تقدمت الإشارة إليه أن الكتاب لما كان موضوعا لجمع
    وحي السنة صدره ببدء الوحي ولما كان الوحي لبيان الأعمال الشرعية صدره بحديث
    الأعمال ومع هذه المناسبات لا يليق الجزم بأنه لا تعلق له بالترجمة أصلا والله
    يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وقد تواتر النقل عن الأئمة في تعظيم قدرهذا الحديث
    قال أبو عبد الله ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم شيء أجمع وأغنى وأكثر
    فائده من هذا الحديث واتفق عبد الرحمن بـن مهدي والشافعي فيما نقله البويطي عنه
    وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو داود والترمذي
    والدارقطني وحمـزة الكناني على أنه ثلث الإسلام ومنهم من قال ربعه واختلفوا في
    تعيين الباقي وقال بن مهدي أيضا يدخل في ثلاثين بابا من العلم وقال الشافعي يدخل
    في سبعين بابا ويحتمل أن يريد بهذا العدد المبالغة وقال عبد الرحمن بن مهدي أيضا
    ينبغي أن يجعل هذا الحديث رأس كل باب ووجه البيهقي كونه ثلث العلم بأن كسب العبد
    يقع بقلبه ولسانه وجوارحه فالنية أحد اقسامها الثلاثة وارجحها لأنها قد تكون عبادة
    مستقلة وغيرها يحتاج إليها ومن ثم ورد نية المؤمن خير من عمله فإذا نظرت إليها
    كانت خير الامرين وكلام الإمام أحمد يدل على أنه أراد بكونه ثلث العلم أنه أحد
    القواعد الثلاث التي ترد إليها جميع الأحكام عنده وهي Sad
    من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) و(الحلال بين الحرام بين)وهذا الحديث ثم أن هذا
    الحديث متفق على صحته أخرجه الأئمة المشهورون الا الموطأ ووهم من زعم أنه في
    الموطأ مغترا بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك وقال أبو جعفر الطبــري قد
    يكون هذا الحديث على طريقة بعض الناس مردودا لكونه فردا لأنه لا يروي عن عمر الا
    من رواية علقمة ولا عن علقمة الا من رواية محمد بن إبراهيم ولا عن محمد بن إبراهيم
    إلا من رواية يحيى بن سعيد وهو كما قال فأنه إنما اشتهر عن يحيى بن سعيد وتفرد به
    من فوقه وبذلك جزم الترمذي والنسائي والبزار وابـــن السكن وحمزة بن محمد الكناني
    وأطلق الخطـابي نفى الخلاف بين أهل الحديث في أنه لا يعرف الا بهذا الإسناد وهو
    كما قال لكن بقيدين أحدهما الصحة لأنه ورد من طرق معلولة ذكرها الدارقطني وأبو القاسم بن منده وغيرهما ثانيهما السياق لأنه ورد في معناه عدة أحاديث
    صحت في مطلق النية كحديث عائشة وأم سلمة عند مسلم
    يبعثون على نياتهم وحديث بن عباس ولكن جهاد ونية وحديث أبي موسى من قاتل
    لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفق عليهما وحديث بن مسعود
    رب قتيل بين الصفين الله
    أعلم بنيته
    أخرجه أحمد
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:32

    أحمد وحديث عبادة
    من غزا وهو لا ينوي الا عقالا فله ما نوى أخرجه النسائي إلى غير ذلك
    مما يتعسر حصره وعرف بهذا التقرير غلط من
    زعم أن حديث عمر متواتر الا أن حمل على التواتر المعنوي فيحتمل نعم قـد تواتر عن
    يحيى بن سعيد فحكى محمد بن علي بن سعيد النقاش الحافظ أنـه رواه عـن يحيى مائتان
    وخمسون نفسـا وسرد أسماؤهم أبو القاسم بن منده فجـاوز الثلثمائة وروى أبو موسى
    المديني عـن بعض مشايخه مذاكرة عن الحافظ أبي إسماعيل الأنصاري الهروي قال كتبته
    من حديث سبعمائة من أصحاب يحيى قلت وأنا استبعد صحة هذا فقد تتبعت طرقه من
    الروايات المشهورة والأجزاء المنثورة منذ طلبت الحديث إلى وقتي هذا فما قدرت على
    تكميل المائه وقـد تتبعت طرق غيره فزادت
    على ما نقل عمن تقدم كما سيأتي مثال لذلك
    في الكلام على حديث بن عمر في غسل الجمعة إن
    شاء الله تعالى قوله على المنبر بكسر الميم واللام للعهد أي منبر المسجد النبوي
    ووقع في روايـة حماد بن زيد عن يحيى في ترك الحيل سمعت عمر يخطب قوله
    إنما الأعمال بالنيات كذا أورد هنا وهو من مقابلة الجمع بالجمع أي كل
    عمل بنيته وقال الخوبي كأنه أشار بذلك إلى أن النية تتنوع كما تتنوع الأعمال كمن
    قصد بعمله وجـه الله أو تحصيل موعوده أو اتقاء لوعيده ووقع في معظم الروايات بإفراد النية ووجهه أن محل النية القلب وهـو متحد فناسب
    افرادها بخلاف الأعمال فأنها متعلقة بالظواهر وهي متعددة فناسب جمعها ولأن النية ترجع إلى
    الإخلاص وهـو واحد للواحد الذي لا شريك له ووقع في صحيح بن حبان بلفظ
    الأعمال بالنيات بحذف إنما وجمع الأعمال
    والنيات وهي مـا وقع في كتاب الشهاب للقضاعي ووصله في مسنده كذلك وأنكره أبو موسى
    المديني كمـا نقله النووي وأقره وهو متعقب برواية بن حبان بل وقع في رواية مالك عن
    يحيى عند البخاري في كتاب الإيمان بلفظ
    الأعمال بالنية وكذا في العتق من رواية الثوري وفي الهجرة من رواية
    حماد بــن زيد ووقع عنده في النكاح بلفظ العمل بالنية بإفراد كل منهمـا والنية
    بكسر النـون وتشديد التحتانية على المشهـور وفي بعض اللغات بتخفيفها قـال الكرماني
    قوله
    إنما الأعمال بالنيات هذا التركيب يفيد الحصر عند
    المحققين واختلف في وجــه افادته فقيل
    لأن الأعمال جمع محلى بالألف واللام مفيد للاستغراق وهو مستلزم للقصر لأن معناه كل عمل بنية فلا عمل الا بنية وقيل
    لأن إنما للحصر وهل إفادتها له بالمنطوق أو بالمفهوم أو تفيد الحصر بالوضع أو العرف أو تفيده
    بالحقيقة أو بالمجاز ومقتضى كلام الإمام وأتباعه أنها تفيده بالمنطوق وضعا حقيقيا
    بل نقله شيخنا شيخ الإسلام عن جميع أهل الأصول من المذاهب الأربعة الا اليسير كالآمدي وعلى العكس من ذلك أهل العربيه واحتج بعضهم بأنها لو كانت للحصر لما حسن إنما قام زيد في جواب هل قام عمرو أجيب
    بأنه يصح أنه يقع في مثل هذا الجواب ما قام إلا زيد وهي للحصر اتفاقا وقيل لو كانت
    للحصر لاستوى إنما قام زيد مع ما قام إلا زيــد ولا تردد في أن الثاني أقوى من
    الأول وأجيب بأنه لا يلزم من هذه القوة
    نفى الحصـر فقد يكون أحـد اللفظين أقوى مـن الآخـر مع اشتراكهما في أصل الوضع كسوف
    والسين وقد وقع استعمال إنما موضع استعمال النفي
    والاستثناء كقوله تعالى {
    إنما تجزون ما كنتم
    تعملون
    } وكقوله {وما تجزون إلا ما كنتم
    تعملون
    } وقوله {انما على رسولنا البلاغ
    المبين
    } وقوله {ما على الرسول الا البلاغ} ومن شواهده قول الأعشى
    ولست بالأكثر منهم حصى وإنما العزة للكاثر يعني ما ثبتت العزة إلا لمن كان أكثر
    حصى واختلفوا هل هي بسيطه أو مركبة فرجحوا الأول وقد يرجح الثاني ويجاب عما أورد
    عليه من قولهم إن للإثبات وما للنفي فيستلزم اجتماع المتضادين على صدد واحد بأن
    يقال مثلا أصلهما كان للاثبات والنفي لكنهما بعد التركيب لم يبقيا على أصلهما بل
    أفادا شيئا آخر أشار إلى ذلك الكرماني قال وأما قول من قال إفادة هذا السياق للحصر
    من جهة أن فيه تأكيدا بعد تأكيد وهو المستفاد من إنما ومن الجمع فمتعقب بأنه من
    باب إيهام العكس لأن قائله لما رأى أن الحصر فيه تأكيد على تأكيد ظن أن كل ما وقع
    كذلك يفيد الحصر وقال ابـن دقيق العيد استدل على إفادة إنما للحصر بأن بن عباس
    استدل على أن الربا لا يكون الا في النسيئة بحديث إنما الربا في النسيئة وعارضه
    جماعة من الصحابة في الحكم ولم يخالفوه في فهمه فكان كالاتفاق منهم على أنها تفيد
    الحصر وتعقب باحتمال أن يكونوا تركوا المعارضة بذلك تنزلا وأما مـن قـال يحتمل أن
    يكـون اعتمادهم على قوله
    لا ربا إلا في النسيئة لورود ذلك في بعض طرق
    الحديث المذكور فلا يفيد ذلك في رد إفادة الحصر بل يقويه ويشعر بأن مفاد الصيغتين
    عندهم واحد وإلا لما استعملوا هذه موضع
    هذه وأوضح من هذا حديث
    إنما الماء من الماء فإن الصحابة
    الذين ذهبوا إليه لــم يعارضهم الجمهور في فهم الحصر منه وإنما عارضهم في الحكم من
    أدلة أخرى كحديث
    إذا التقي الختانان وقال بن عطيه إنما لفظ لا
    يفارقه المبالغه والتأكيد حيث وقع ويصلح مع ذلك للحصر إن دخل في قصة ساعدت عليه
    فجعل وروده للحصر مجازا يحتاج إلى قرينه وكلام غيره على العكس من ذلك وأن أصل ورودها
    للحصر لكن قد يكون في شيء مخصوص كقوله تعالى {
    إنما الله إله واحد } فأنه سيق باعتبار منكري الوحدانية وإلا فلله سبحانه
    صفات أخرى كالعلم والقدره وكقوله تعالى {
    إنما أنت منذر }فأنه سيق باعتبار منكري
    الرسالة وإلا فله صلى الله عليه وسلم صفات أخرى كالبشارة إلى غير ذلك مــن الأمثله
    وهي فيما يقال السبب في قول مـن منع إفادتها للحصر مطلقا تكميل الأعمال تقتضي
    عاملين والتقدير الأعمال الصادرة من المكلفين وعلى هذا هل تخرج أعمال الكفار
    الظاهر الإخراج لأن المـراد بالأعمـال أعمال العبادة وهي لا تصح من الكافر وإن كان
    مخاطبا بها معاقبا على تركها ولا يرد العتق والصدقه لأنهما بدليل آخر قوله
    بالنيات الباء للمصاحبه ويحتمل أن
    تكون للسببية بمعنى أنها مقومة للعمل فكأنها سبب في ايجاده وعلى الأول فهي من نفس
    العمل فيشترط أن لا تتخلف عـــن أوله قال النووي النية القصد وهي عزيمة القلب وتعقبه
    الكرماني بأن عزيمة القلب قدر زائد على أصل القصد واختلف الفقهاء هل هي ركن أو شرط
    والمرجح أن ايجادها ذكرا في أول العمل ركــن واستصحابها حكما بمعنى أن لا يأتي
    بمناف شرعا شرط ولا بد من محذوف يتعلق به الجار والمجرور فقيل تعتبر وقيل تكمل وقيل تصح وقيل تحصل وقيل تستقر قال الطبي كلام
    الشارع محمول على بيان الشرع لأن المخاطبين بذلك هم أهل اللسان فكأنهم خوطبوا بما ليس لهم به علم إلا من قبل
    الشارع فيتعين الحمل على ما يفيد الحكم الشرعي
    وقال البيضاوي النية عبارة عن
    انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا لغرض من جلب نفع أو دفع ضر حالا أو مآلا والشرع
    خصصه بالارادة المتوجهة نحو الفعل لابتغاء رضاء الله وامتثال حكمه والنية في
    الحديث محمولة على المعنى اللغوي ليحسن تطبيقه على ما بعده وتقسيمه أحوال المهاجر فأنه تفصيل لما أجمل والحديث متروك الظاهر لأن
    الذوات غير منتفية إذ التقدير لا عمل الا بالنية فليس المراد نفى ذات العمل لأنه
    قد يوجد بغير نية بل المراد نفى احكامها
    كالصحة والكمال لكن الحمل على نفى الصحة أولى لأنه أشبه بنفي الشيء نفسه ولأن
    اللفظ دل على نفي الذات بالتصريح وعلى نفي الصفات بالتبع فلما منع الدليل نفى الذات بقيت دلالته على نفي
    الصفات مستمرة وقال شيخنا شيخ الإسلام الأحسن تقدير ما يقتضي أن الأعمال تتبع
    النية لقوله في الحديث
    فمن كانت هجرته إلى آخره وعلى هذا يقدر
    المحذوف كونا مطلقا من أسم فاعل أو فعل ثم لفظ العمل بتناول فعل الجوارح حتى
    اللسان فتدخل الأقوال قال ابن دقيق العيد وأخرج بعضهم الأقوال وهــو بعيد ولا تردد
    عندي في أن الحديث يتناولها وأما التروك
    فهي وأن كانت فعل كف لكن لايطلق عليها لفظ العمل وقد تعقب على من يسمى القول عملا
    لكونه عمل اللسان بأن من حلف لا يعمل عملا فقال قولا لا يحنث وأجيب بأن مرجع
    اليمين إلى العرف والقـول لا يسمى عمـلا في العرف ولهذا يعطف عليه والتحقيق أن القول لا يدخل في
    العمل حقيقة ويدخل مجازا وكذا الفعل لقوله تعالى{
    ولو شاء ربك ما فعلوه }بعد قوله {زخرف القول}
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:33

    وأما عمل القلب كالنية
    فلا يتناولها الحديث لئلا يلزم التسلسل والمعرفة وفي تناولها نظر قال بعضهم هو محال لأن النية قصد المنوى وإنما
    يقصد المرء ما يعرف فيلزم أن يكون عارفا قبل المعرفة وتعقبه شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني
    بما حاصله إن كان المراد بالمعرفة مطلق الشعور فمسلم وإن كـان المراد النظر في الدليل فلا لأن كل ذي
    عقل يشعر مثلا بأن له من يدبره فإذا أخذ في النظر في الدليل عليه ليتحققه لم تكن
    النية حينئذ محالا وقال ابـن دقيق العيد الذين اشترطوا النية قدروا صحة الأعمال
    والذين لم يشترطوها قدروا كمال الأعمال ورجح الأول بأن الصحة أكثر لزوما للحقيقه
    من الكمال فالحمل عليها أولى وفي هذا الكلام إيهام أن بعض العلماء لا يرى باشتراط
    النـ،ية وليس الخلاف بينهم في ذلك إلا في الرسائل وأما المقاصد فلا اختلاف بينهم
    في اشتراط النية لها ومـن ثم خالف الحنفية في اشتراطها للوضوء وخالف الأوزاعي في
    اشتراطها في التيمم أيضا نعم بين العلماء اختلاف في اقتران النية بأول العمل كما هـو
    معروف في مبسوطات الفقه تكميل الظـاهر أن الألف واللام في النيات معاقبة للضمير
    والتقدير الأعمال بنياتها وعلى هذا فيدل على اعتبار نية العمل من كونه مثلا صلاة
    أو غيرها ومن كونها فرضا أو نفلا ظهرا مثلا أو عصرا مقصورة أو غير مقصورة وهل يحتاج في مثل هذا إلى تعيين العدد فيه بحث
    والراجح الاكتفاء بتعيين العبادة التي لاتنفك عن العدد المعين كالمسافر مثلا ليس
    له أن يقصر الا بنية القصر لكن لا يحتاج إلى نية ركعتين لأن ذلك هو مقتضى القصـــر
    والله أعلم قوله وإنما لكل امرئ ما نوى قال القرطبي فيه تحقيق لاشتراط النية
    والإخلاص في الأعمال فجنح إلى أنـها مؤكدة وقال غيره بل تفيد غير ما أفادته الأولى لأن
    الأولى نبهت على أن العمل يتبع النية ويصاحبها فيترتب الحكم على ذلك والثانية
    أفادت أن العامل لا يحصل له الا ما نواه وقال ابن دقيق العيد الجملة الثانية تقتضي
    أن من نوى شيئا يحصل له يعني إذا عمله بشرائطه أو حال دون عمله له ما يعذر شرعا
    بعدم عمله وكل ما لم ينوه لم يحصل له ومراده بقوله ما لم ينوه أي لا خصوصا ولا
    عموما أما إذا لم ينو شيئا مخصوصا لكن كانت هناك نية عامة تشمله فهذا مما اختلفت
    فيه أنظار العلماء ويتخرج عليه مـن المسائل ما لا يحصى وقد يحصل غير المنوي لمدرك
    آخر كمن دخل المسجد فصلى الفرض أو الراتبة قبل أن يقعد فأنه يحصل لـه تحية المسجد
    نواها أو لـم ينوها لأن القصد بالتحية شغل البقعة وقـد حصـل وهذا بخلاف من اغتسل يوم الجمعة عن الجنابة فأنه
    لا يحصل له غسل الجمعة على الراجح لأن غسل الجمعة ينظر فيه إلى التعبد لا إلى محض
    التنظيف فلا بد فيه من القصد إليه بخلاف تحية المسجد والله أعلم وقال النووي أفادت
    الجملة الثانية اشتراط تعيين المنوي كمن
    عليه صلاة فائتة لا يكفيه أن ينوي الفائتة فقط حتى يعينها ظهـرا مثلا أو عصرا ولا
    يخفى أن محله ما إذا لم تنحصر الفائتة وقال بن السمعاني في أماليه أفادت أن
    الأعمال الخارجة عن العبــادة لا تفيد الثواب إلا إذا نوى بها فاعلها القربه
    كالأكل إذا نوى به القوة على الطاعة وقــال غيره أفادت أن النيابة لا تدخل في
    النية فإن ذلك هو الأصل فلا يرد مثل نيـة الولي عن الصبي ونظائره فإنها على خلاف
    الأصل وقال بن عبد السلام الجملة الأولى
    لبيان ما يعتبر من الأعمال والثانية لبيان ما يترتب عليها وأفاد أن النية إنما
    تشترط في العبادة التي لا تتميز بنفسها وأما ما يتميز بنفسه فأنه ينصرف بصورته إلى
    مــا وضع لـه كالأذكار والادعية والتلاوة
    لأنها لا تتردد بين العبـادة والعـادة ولا يخفى أن ذلك إنما هو بالنظر إلى أصل
    الوضع أما ما حدث فيه عرف كالتسبيح للتعجب فـلا ومع ذلك فلو قصد بالذكر القربة إلى الله تعالى
    لكان أكثر ثوابا ومن ثم قال الغزالي حركة اللسان بالذكر مع الغفلة عنه تحصل الثواب
    ل أنه خير من حركة اللسان بالغيبة بل هو
    خير مـن السكوت مطلقا أي المجرد عن التفكر قال وإنما هو ناقص بالنسبة إلى عمل
    القلب انتهى ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في بضع أحدكم صدقة ثم قال في الجواب
    عن قولهم أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر أرأيت لو وضعها في حرام وأورد على إطلاق الغزالي
    أنه يلزم منه أن المرء يثاب على فعل مباح لأنه خير من فعل الحرام وليس ذلك مراده
    وخص من عموم الحديث ما يقصد حصوله في الجملة فأنه لا يحتاج إلى نية تخصه كتحية المسجد كما تقدم وكمن مات زوجها فلم يبلغها الخبر إلا بعد مدة
    العدة فإن عدتها تنقضي لأن المقصود حصول براءة الرحم وقد وجدت ومن ثم لم يحتج
    المتروك إلى نية ونازع الكرماني في إطلاق الشيخ يحيى الدين كون المتروك لا يحتاج
    إلى نية بأن الترك فعل وهو كـف النفس وبأن التروك إذا أريـد بها تحصيل الثواب
    بامتثال أمر الشارع فلا بد فيها من قصد
    الترك وتعقب بأن قوله الترك فعل مختلف فيه ومن حق المستدل على المانع أن يأتي بأمــر
    متفق عليه وأما استدلاله الثاني فلا يطابق
    المورد لأن المبحوث فيه هل تلزم النية في التروك بحيث يقع العقاب بتركها والذي
    أورده هــل يحصل الثواب بدونها والتفاوت بين المقامين ظاهر والتحقيق أن الترك
    المجرد لا ثواب فيه وانما يحصل الثـواب
    بالكف الذي هـو فعل النفس فمن لم تخطر المعصية بباله أصـلا ليس كمن خطرت فكف نفسه
    عنها خوفا من الله تعالى فرجع الحال إلى أن الذي يحتاج إلى النية هو العمل بجميع
    وجوهه لا الترك المجرد والله أعلم تنبيه قــال الكرماني إذا قلنا إن تقديم الخبر
    على المبتدأ يفيد القصر ففي قوله
    وإنما لكل امرئ ما نوى نوعان مــن الحصر قصر المسند على المسند إليه إذ المراد
    إنما لكل امرئ مـا نواه والتقديم المذكور قوله فمن كانت هجرته إلى دنيا كذا وقع في
    جميع الأصول التي اتصلت لنا عن البخاري بحذف أحد وجهي التقسيم وهو قوله
    فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله الخ قال الخطابي وقع هذا
    الحديث في روايتنا وجميع نسخ أصحابنا مخروما قـــد ذهب شطره ولست أدرى كيف وقع هذا
    الاغفال ومن جهة مـن عرض من رواته فقد
    ذكره البخاري من غير طريق الحميدي مستوفى وقد رواه لنا الاثبات من طريق الحميدي
    تاما ونقل ابن التين كلام الخطابي مختصرا وفهم مـن قولــه مخروما أنه قد يريد أن
    في السند انقطاعا فقال من قبل نفسه لأن
    البخاري لم يلق الحميدي وهو مما يتعجب من إطلاقه مع قول البخاري حدثنا الحميدي
    وتكرار ذلك منه في هذا الكتاب وجزم كل من
    ترجمة بأن الحميدي مـن شيوخه في الفقه والحديث
    وقال بن العربي في مشيخته لا عذر
    للبخاري في اسقاطه لأن الحميدي شيخه فيه قد رواه في مسنده على التمام قال وذكر قوم
    أنه لعله استملاه من حفظ الحميدي فحدثه هكذا عنه كما سمع أو حدثه به تاما فسقط من
    حفظ البخاري قال وهو أمر مستبعد جدا عند من اطلع على أحوال القوم وقال الداودي الشارح الاسقاط فيه من البخاري
    فوجوده في رواية شيخه وشيخ شيخه يدل على ذلك انتهى وقد
    رويناه من طريق بشر بن موسى وأبي إسماعيل الترمذي وغير واحد عن الحميدي تاما وهو
    في مصنف قاسم بن أصبغ ومستخرجي أبي نعيم وصحيح
    أبي عوانة من طريق الحميدي فإن كان
    الاسقاط من غير البخاري فقد يقال لم أختار
    الابتداء بهذا السياق الناقص والجواب قد تقدمت الإشارة إليه وأنه أختار الحميدي
    لكونه أجل مشايخه المكيين إلى آخر ما تقدم في ذلك من المناسبة وإن كان الاسقاط منه
    فالجواب ما قاله أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الحافظ في أجوبة له على البخاري إن
    أحسن ما يجاب به هنا أن يقال لعل البخاري قصد أن يجعل لكتابه صدرا يستفتح به على
    ما ذهب إليه كثير من الناس من استفتاح كتبهم بالخطب المتضمنة لمعاني ما ذهبوا إليه
    من التأليف فكأنه ابتدأ كتابه بنية رد علمها إلى الله فإن علم منه أنه أراد الدنيا
    أو عرض إلى شيء من معانيها فسيجزيه بنيته ونكب عن أحد وجهي التقسيم مجانبة للتزكية
    التي لا يناسب ذكـرها في ذلك المقام انتهى ملخصا وحاصله أن الجملة المحذوفة تشعر
    بالقربة المحضة والجملة المبقاة تحتمل التردد بين أن يكون ما قصده يحصل القربة
    أولا فلما كان المصنف كالمخبر عـــن حال نفسه في تصنيفه هذا بعبارة هذا الحديث حذف
    الجملة المشعرة بالقربة المحضة فرارا من التزكية وبقي الجملة المترددة المحتملة
    تفويضا للأمر إلى ربه المطلع على سريرته المجازى لــه بمقتضى نيته ولما كانت عادة
    المصنفين أن يضمنوا الخطب اصطلاحهم في مذاهبهم واختياراتهم وكان من رأي المصنف جواز اختصار الحديث والرواية بالمعنى والتدقيق في الاستنباط وإيثار الاغمض على الاجلى وترجيح الإسناد الوارد بالصيغ المصرحة بالسماع
    على غيره استعمل جميع ذلك في هذا الموضع بعبارة هذا الحديث متنا واسنادا وقــد وقع
    في رواية حماد بن زيد في باب الهجرة تأخر قوله
    فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله عن قوله فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها فيحتمل أن تكون رواية الحميدي وقعت عند البخاري
    كذلك فتكون الجملة المحذوفة هـي الأخيرة كما جرت به عادة من يقتصر على بعض الحديث وعلى تقدير أن لا يكون ذلك فهو مصير مـن البخاري
    إلى جواز الاختصار في الحديث ولو من اثنائه وهذا هو الراجح والله أعلم وقال
    الكرماني في غير هذا الموضع إن كان الحديث عند البخاري تاما لم خرمه في صدر الكتاب
    مع أن الخرم مختلف في جوازه قلت لا جزم
    بالخرم لأن المقامات مختلفة فلعله في مقام بيان أن الإيمان بالنية واعتقاد القلب
    سمع الحديث تاما وفي مقام أن الشروع في
    الأعمال إنما يصح بالنية سمع ذلك القدر الذي روى ثم الخرم يحتمل أن يكون من بعض
    شيوخ البخاري لا منه ثم أن كان منه فخرمه ثم لأن المقصود يتم بذلك المقدار فإن قلت
    فكان المناسب أن يذكر عند الخرم الشق الذي يتعلق بمقصوده وهو أن النية ينبغي أن
    تكون لله ورسوله قلت لعله نظر إلى ما هو الغالب الكثير بين الناس انتهى وهو كلام من لم يطلع على شيء من أقوال من قدمت
    ذكره من الأئمة على هذا الحديث ولا سيما كلام بن العربي وقال في موضع آخر إن إيراد الحديث تاما تارة
    وغير تام تارة إنما هو من اختلاف الرواة فكل
    منهم قد روى ما سمعه فلا خرم من أحد ولكن البخــاري يذكرها في المواضع التي يناسب
    كلا منها بحسب الباب الذي يضعه ترجمة له انتهى وكأنه لم يطلع على حديث أخرجه البخاري بسند واحد
    مـن ابتدائه إلى انتهائه فساقه في موضع تاما وفي موضع مقتصرا على بعضه وهو كثير جدا في الجامع الصحيح فلا يرتاب مـن
    يكون الحديث صناعته أن ذلك من تصرفه لأنه عرف بالاستقراء من صنيعه أنه لا يذكر
    الحديث الواحد في موضعين على وجهين بل إن كان له أكثر مـن سند على شرطه ذكره في
    الموضع الثاني بالسند الثاني وهكذا ما بعده ومـا لـم يكن على شرطه يعلقه في الموضع
    الآخر تارة بالجزم إن كان صحيحا وتارة بغيره إن كان فيه شيء وما ليس له إلا سند
    واحد يتصرف في متنه بالاقتصار على بعضه بحسب ما يتفق ولا يوجد فيه حديث واحد مذكور
    بتمامه سندا ومتنا في موضعين أو أكثر الا نادرا فقد عنى بعض من لقيته بتتبع ذلك
    فحصل منه نحو عشرين موضعا قوله
    هجرته الهجـرة الترك والهجرة إلى الشيء الانتقال إليه
    عن غيره وفي الشرع ترك ما نهى الله عنه وقد وقعت في الإسلام على وجهين الأول
    الانتقال مـن دار الخوف إلى دار الأمن كما في هجرتي الحبشه وابتداء الهجرة من مكة
    إلى المدينة الثاني الهجرة مــن دار الكفر إلى دار الإيمان وذلك بعد أن استقر
    النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهاجر إليه من أمكنه ذلك من المسلمين وكانت الهجرة
    إذ ذاك تختص بالانتقال إلى المدينة إلى أن فتحت مكة فانقطع الاختصاص وبقي عموم
    الانتقال من دار الكفر لمن قدرعليه باقيا فإن قيل الأصل تغاير الشرط والجزاء فلا
    يقال مثلا من أطاع أطاع وإنما يقال مثلا من أطاع نجا وقد وقعا في هذا الحديث
    متحدين فالجواب أن التغاير يقع تارة باللفظ وهــو الأكثر وتارة بالمعنى ويفهم ذلك
    من السياق ومن أمثلته قوله تعالى
    { ومـن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا }وهو مؤول على إرادة المعهود
    المستقر في النفس كقولهم أنت أنت أي الصديق الخالص وقولهم هم هم أي الذين لا يقدر
    قدرهم وقول الشاعر أنا أبو النجم وشعري شعري أو هــو مؤول على إقامة السبب مقام المسبب
    لاشتهار السبب وقال بن مالس قد يقصد بالخبر المفرد بيان الشهرة وعدم التغير فيتحد
    بالمبتدأ لفظا كقول الشاعر خليلي خليلي دون ريب وربما ألان أمرؤ قولا فظن خليلا
    وقد يفعل مثل هذا بجواب الشرط كقولك من قصدني فقد قصدني أي فقد قصد من عرف بانجاح
    قاصده وقال غيره إذا اتحد لفظ المبتدأ والخبر والشرط والجزاء علم منهما المبالغة
    إما في التعظيم وإما في التحقير قوله
    إلى دنيا بضم الدال وحكى بن قتيبة كسرها وهي فعلى من الدنو أي
    القرب سميت بذلك لسبقها للأخرى وقيل سميت دنيا لدنوها إلى الزوال واختلف في
    حقيقتها فقيل ما على الأرض من الهواء
    والجو وقيل كل المخلوقات مــن الجواهر والاعراض والأول أولى لكن يزاد فيه مما قبل
    قيام الساعة ويطلق على كل جزء منها مجازا ثـم إن لفظها مقصور غير منون وحكى
    تنوينها وعزاه بن دحية إلى رواية أبي الهيثم الكشميهني وضعفها وحكى عن بن مغور أن
    أبا ذر الهروي في آخر أمره كان يحذف كثيرا مـن رواية أبي الهيثم حيث ينفرد لأنه لم
    يكن مـن أهل العلم قلت وهذا ليس على إطلاقه فإن في رواية أبي الهيثم مواضع كثيرة
    أصوب من رواية غيره كمـا سيأتي مبينا في مواضعه وقال التيمي في شرحه قوله
    دنيا هو تأنيث الأدنى ليس بمصروف
    لاجتماع الوصفية ولزوم حرف التأنيب وتعقب بأن لزوم التأنيث للألف المقصورة كاف في
    عدم الصرف وأما الوصفيه فقال ابـن مالك استعمال دنيا منكرا فيه إشكال لأنها أفعل
    التفضيل فكان من حقها أن تستعمل باللام كالكبرى والحسنى قال إلا أنها خلعت عنها
    الوصفية وأجريت مجرى ما لم يكن وصفا قط ومثله قـول الشاعر إن دعوت إلى جلى ومكرمة
    يوما سراة كرام الناس فادعينا وقال الكرماني قوله إلى يتعلق بالهجرة إن كان لفظ
    كانت تامة أو هو خبر لكانت إن كانت ناقصة ثم أورد ما محصله أن لفظ كان إن كان للآمر
    الماضي فلا يعلم ما الحكم بعد صدور هذا القول في ذلك وأجاب بأنه يجوز أن يراد بلفظ
    كان الوجود من غير تقييد بزمان أو يقاس المستقبل على الماضي أو من جهة أن حكم
    المكلفين سواء قوله
    يصيبها أي يحصلها لأن تحصيلها
    كاصابة الغرض بالسهم بجامع حصول المقصود قوله
    أو امرأة قيل التنصيص عليها من الخاص بعد العام للاهتمام به
    وتعقبه النووي بأن لفظ دنيا نكرة وهي لا تعم في الاثبات فلا يلزم دخول المرأة فيها
    وتعقب بكونها في سياق الشرط فـتـعـم ونكتة
    الاهتمام الزيادة في التحذير لأن الافتتان بها أشد وقد تقدم النقل عمن حكى أن سبب هذا الحديث قصة
    مهاجر أم قيس ولم تقف على تسميته ونقل بن دحية أن اسمها قيلة بقاف مفتوحه ثم
    تحتانية ساكنه وحكى بن بطال عن بن سراج أن السبب فـي تخصيص المرأة بالذكـر أن العرب كانوا لا يزوجون المولى العربية
    ويراعون الكفاءة في النسب فلما جاء الإسلام سوى بين المسلمين في مناكحتهم فهاجر
    كثير من الناس إلى المدينة ليتزوج بها من كان لا يصل إليها قبل ذلك انتهى ويحتاج
    إلى نقل ثابت أن هذا المهاجر كان مولى وكانت المرأة عربيه وليس ما نفاه عن العرب
    على إطلاقه بل قد زوج خلق كثير منهم جماعة من مواليهم وحلفائهم قبل الإسلام
    وإطلاقه أن الإسلام أبطل الكفاءة في مقام المنع قولـه
    فهجرته إلى ما هاجر اليه يحتمل أن يكون
    ذكره بالضمير ليتناول ما ذكر من المرأة وغيرها وإنما ابرز الضمير في الجملة التي
    قبلها وهـي المحذوفة لقصد الالتذاذ بذكر الله ورسوله وعظم شأنهما بخلاف الدنيا
    والمرأة فإن السياق يشعر بالحث على الإعراض عنهما وقال الكرماني يحتمل أن يكون
    قوله إلى ما هاجر إليه متعلقا بالهجرة فيكون الخبر محذوفا والتقدير قبيحة أو غير
    صحيحة مثلا ويحتمل أن يكون خبر فهجرته والجملة خبر المبتدأ الذي هو من كانت انتهى
    وهذا الثاني هو الراجح لأن الأول يقتضى أن تلك الهجرة مذمومة مطلقا وليس كذلك إلا
    أن حمل على تقدير شيء يقتضى التردد أو القصور عن الهجرة الخالصه كمن نوى بهجرته
    مفارقة دار الكفر وتزوج المرأة معا فلا تكون قبيحة ولا غير صحيحة بل هي ناقصة
    بالنسبة إلى من كانت هجرته خالصة وإنما أشعر السياق بذم من فعل ذلك بالنسبة إلى من
    طلب المرأة بصورة الهجرة الخالصه فأما من طلبها مضمومة إلى الهجرة فإنه يثاب على
    قصد الهجرة لكن دون ثواب من أخلص وكذا من طلب التزويج فقط لا على صورة الهجرة إلى
    الله لأنه من الأمر المباح الذي قد يثاب فاعله إذا قصد به القربة كالاعفاف
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:33

    ومن أمثلة ذلك ما وقع في قصة إسلام أبي طلحة فيما رواه النسائي عن
    أنس قال تزوج أبو طلحة أم سليم فكان صداق ما بينهما الإسلام أسلمت أم سليم قبل أبي
    طلحة فخطبها فقالت إني قد أسلمت فإن أسلمت تزوجتك فأسلم فتزوجته وهــو محمول على
    أنه رغب في الإسلام ودخله من وجهة وضم إلى ذلك إرادة التزويج المباح فصار كمن نوى
    بصومه العبادة والحمية أو بطوافه العبادة
    وملازمة الغريم واختار الغزالي فيما يتعلق بالثواب أنه إن كان القصد الدنيوي هو
    الأغلب لم يكن فيه أجــر أو الديني أجر
    بقدره وإن تساويا فتردد القصد بين الشيئين فلا أجر وأما إذا نوى العبادة وخالطها
    شيء مما يغاير الإخلاص فقد نقل أبـو جعفر بن جرير الطبري عن جمهور السلف أن الاعتبار بالابتداء فإن كان
    ابتداؤه لله خالصا لم يضره ما عرض لـه بعد ذلك من إعجاب وغيره والله أعلم واستدل بهذا الحديث على أنه لا يجوز الإقدام على
    العمل قبل معرفة الحكم لأن فيه أن العمل يكون منتفيا إذا خلا عن النية ولا يصح نية
    فعل الشيء إلا بعد معرفة حكمـه وعلى أن الغافل لا تكليف عليه لأن القصد يستلزم
    العلم بالمقصـود والغافل غير قاصد وعلى أن من صام تطوعا بنية قبل الزوال أن لا
    يحسب له إلا من وقت النية وهــو مقتضى الحديث لكن تمسك من قال بانعطافها بدليل آخر
    ونظيره حديث
    من أدرك من الصلاة
    ركعة فقد أدركها
    أي أدرك فضيلة الجماعة أو
    الوقت وذلك بالانعطاف الذي اقتضاه فضل الله تعالى وعلى أن الواحد الثقة إذا كان في
    مجلس جماعة ثم ذكر عن ذلك المجلس شيئا لا يمكن غفلتهم عنه ولم يذكره غيره أن ذلك
    لا يقدح في صدقه خلافا لمن أعل بذلك لأن
    علقمة ذكر أن عمر خطب بـــه على المنبر ثم
    لم يصح من جهة أحد عنه غير علقمة واستدل بمفهومه على أن ما ليس بعمل لاتشترط النية
    فيه ومن أمثلة ذلك جمع التقديم فإن الراجح
    من حيث النظر أنه لا يشترط له نية بخلاف ما رجحه كثير من الشافعية وخالفهم شيخنا
    شيخ الإسلام وقال الجمع ليس بعمل وإنما العمل الصلاة ويقوى ذلك أنه عليه الصلاة
    والسلام جمع في غزوة تبوك ولــم يذكر ذلك للمأمومين الذين معه ولو كان شرطا
    لأعلمهم به واستدل بـه على أن العمل إذا كان مضافا إلى سبب ويجمع متعدده جنس أن نية الجنس تكفى كمن أعتق عن
    كفارة ولم يعين كونها عن ظهار أو غيره لأن معنى الحديث أن الأعمال بنياتها والعمل هنا القيام بالذي يخرج عن الكفارة
    اللازمة وهو غير محوج إلى تعيين سبب وعلى هذا لو كانت عليه كفارة وشك في سببها
    أجزأه إخراجها بغير تعيين وفيه زيادة



    -*قوله باب ما جاء أي باب بيان ما ورد دالا على أن
    الأعمال الشرعية معتبرة بالنية والحسبة والمراد بالحسبة طلب الثواب ولـــم يأت
    بحديث لفظه الأعمال بالنية والحسبة وإنما استدل بحديث عمر على أن الأعمال بالنية
    وبحديث أبي مسعود على أن الأعمال بالحسبة وقوله
    ولكل أمرىء ما نوى هو بعض حديث الأعمال بالنية وإنما أدخل قوله
    والحسبة بين الجملتين للإشارة إلى أن الثانية تفيد مالا تفيد الأولى قوله فدخل فيه
    هــو مـن مقول المصنف وليس بقية مما ورد وقــد أفصح بن عساكر في روايته بذلك فقال
    قال أبــو عبد الله يعني المصنف والضمير في فيه يعود على الكلام المتقدم وتوجيه
    دخول النية فـي الإيمان على طريقة المصنف أن الإيمان عمل كما تقدم شرحه وأما
    الإيمان بمعنى التصديق فلا يحتاج إلى نية كسائر أعمال القلوب مـــن خشية الله
    وعظمته ومحبته والتقرب إليه لأنها متميزة لله تعالى فلا تحتاج لنية تميزها لأن
    النية إنما تميز العمل لله عن العمل لغيره رياء وتميز مراتب الأعمال كالفرض عن
    الندب وتميز العبادة عن العادة كالصوم عن الحمية قوله والوضوء أشار به إلى خلاف من
    لم يشترط في النية كما نقل عن الأوزاعي وأبي حنيفة وغيرهما وحجتهم أنه ليس عبادة
    مستقله بل وسيله إلى عبادة كالصلاة ونوقضوا بالتيممم فإنه وسيلة وقد اشترط الحنفية
    فيه النية واستدل الجمهور على اشتراط النية في الوضوء بالأدلة الصحيحة المصرحة
    بوعد الثواب عليه فلا بد من قصد يميزه عن غيره ليحصل الثواب الموعود وأما الصلاة
    فلم يختلف في اشتراط النية فيها وأما الزكاة فإنما تسقط بأخذ السلطان ولو لم ينو
    صاحب المال لأن السلطان قائم مقامه وأما الحج فإنما ينصرف إلى فرض من حج عن غيره
    لدليل خاص وهو حديث بن عباس في قصة شبرمة وأما الصوم فأشار به إلى خلاف من زعم أن
    صيام رمضان لا يحتاج الى نية لأنه متميز بنفسه كما نقل عن زفر وقدم المصنف الحج
    علىالصوم تمسكا مما ورد عنده في حديث
    بني الإسلام وقد تقدم قوله
    والاحكام أي المعاملات التي يدخل فيها الاحتياج إلى المحاكمات فيشمل البيوع
    والانكحة والاقارير وغيرها وكل صورة لم يشترط فيها النية فذاك لدليل خاص وقد ذكر
    بن المنير ضابطا لما يشترط فيه النية مما لا يشترط فقال كل عمل لا تظهر له فائدة
    عاجلة بل المقصود به طلب الثواب فالنية مشترطة فيه وكل عمل ظهرت فائدته ناجزة
    وتعاطته الطبيعة قبل الشريعة لملائمة بينهما فــلا تشترط النية فيه إلا لمن قصد
    بفعله معنى آخر يترتب عليه الثواب قال وإنما اختلف العلماء في بعض الصور من جهة
    تحقيق مناط التفرقة قال وأما ما كان من المعاني المحضة كالخوف والرجاء فهذا لا
    يقال باشتراط النية فيـه لأنه لا يمكن أن يقع الا منويا ومتى فرضت النية مفقودة
    فيه استحالت حقيقته فالنية فيه شرط عقلى ولذلك
    لاتشترط النية للنية فرارا مــن التسلسل وأما الأقوال فتحتاج إلى النية في ثلاثة
    مواطن أحدها التقرب إلى الله فرارا مــن الرياء والثاني التمييز بين الألفاظ
    المحتملة لغير المقصود والثالث قصد الإنشاء ليخرج سبق اللسان قوله
    وقال الله قال الكرماني الظاهر
    أنها جملة حالية لا عطف أي والحال أن الله قال ويحتمل أن تكون للمصاحبة أي مع أن
    الله قال قوله
    على نيته تفسير منه لقوله على
    شاكلته بحذف أداة التفسير وتفسير الشاكلة بالنية صح عن الحسن البصري ومعاوية بن
    قرة المزني وقتادة أخرجه عبد بن حميد والطبري عنهم وعن مجاهد قال الشاكلة الطريقة
    أو الناحية وهذا قول الأكثر وقيل الدين وكلها متقاربة قوله
    ولكن جهاد ونية هو طرف من حديث لابن
    عباس أوله لا هجرة بعد الفتح وقد وصله المؤلف في الجهاد وغيره من طريق طاوس عنه
    وسيأتي



    +
    قوله باب
    من هاجر أو عمل خيرا لتزويج امرأة فله ما نوى ذكر فيه حديث عمر بلفظ العمل بالنية
    وإنما لامرئ ما نوى وقـد تقدم شرحه مستوفى
    في أول الكتاب وما ترجم به من الهجرة
    منصوص في الحديث ومن عمل الخير مستنبط لأن الهجرة مـــن جملة أعمال الخير فكما عمم
    في الخير في شق المطلوب وتممه بلفظ فهجرته إلى ما هاجر إليه فكذلك شق الطلب يشمل
    أعمال الخير هجـرة أو حجا مثلا أو صلاة أو صدقة وقصة مهاجــر أم قيس أوردها
    الطبراني مسندة والاجري في كتاب الشريعة بغير إسناد ويدخل في قوله أو عمل خيرا ما
    وقع من أم سليم في امتناعها من التزويج بأبي طلحة حتى يسلم وهو في الحديث الذي أخرجه النسائي بسند صحيح عن
    أنس قال خطب أبو طلحة أم سليم فقالت والله ما مثلك يا أبـا طلحة يرد ولكنك رجل
    كافر وأنا امرأة مسلمة ولا يحل لي أن اتزوجك فإن تسلم فذاك مهري فأسلم فكان ذلك مهـرها
    الحديث ووجـه دخوله أن أم سليم رغبت في تزويج أبي طلحة ومنعها من ذلك كفره فتوصلت
    إلى بلوغ غرضها ببذل نفسها فظفرت بالخيرين وقـد استكشله بعضهم بان تحريم المسلمات
    على الكفار إنما وقع في زمن الحديبية وهو
    بعد قصة تزوج أبي طلحة بـأم سليم بمدة ويمكن الجواب بأن ابتداء تزوج الكافـــر
    بالمسلمة كان سابقا على الآية والذي دلت عليه الآية الاستمرار فلذلك وقع التفريق
    بعد أن لم يكن و لا يحفظ بعد الهجرة أن مسلمة ابتدأت بتزوج كافر والله أعلم.









    الحديث عند مسلم





    + حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب.
    حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر ابن
    الخطاب. قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنية.
    وإنما لامرئ ما نوى.
    فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا
    يصيبها أو أمرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:34

    شرح
    المنهاج الامام النووي
    رحمه الله






    باب قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنية" وأنه
    يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال
    *حدّثنا عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدّثَنَا مَالِكٌ عَنْ
    يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ
    وَقّاصٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه
    وسلم "
    إِنّمَا الأَعْمَالُ بِالنّيّةِ. وَإِنّمَا لاِمْرِئٍ مَا
    نَوَىَ. فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَىَ اللّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلَى
    اللّهِ وَرَسُولِهِ. وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ
    يَتَزَوّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلَىَ مَا هَاجَرَ إلَيْهِ
    ".
    حدّثنا مُحَمّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِر. أَخْبَرَنَا اللّيْثُ. ح
    وَحَدّثَنَا أَبُو الرّبِيعِ الْعَتَكِيّ. حَدّثَنَا حَمّادُ بْنُ زَيْدٍ. ح
    وَحَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ الْمُثَنّى. حَدّثَنَا عَبْدُ الْوَهّابِ (يَعْنِي
    الثّقَفِيّ). ح وَحَدّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا أَبُو
    خَالِدٍ الأَحْمَرُ، سُلَيْمَانُ بْنُ حَيّانَ. ح وَحَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ
    عَبْدِ اللّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدّثَنَا حَفْصٌ (يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ) وَ يزَيدُ
    بْنُ هَارُونَ. ح وَحَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ الْعَلاَءِ الْهَمَدَانِيّ. حَدّثَنَا
    ابْنُ الْمُبَارَكِ. ح وَحَدّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدّثَنَا سُفْيَانُ.
    كُلّهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بإِسْنَادِ مَالِكٍ وَمَعْنَىَ حَدِيثِهِ.
    وَفِي حَدِيثِ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ
    يُخْبِرُ عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
    قوله صلى الله عليه وسلم: "
    إنما الأعمال بالنية" الحديث. أجمع المسلمون على
    عظم موقع هذا الحديث وكثرة فوائده وصحته، قال الشافعي وآخرون: هو ثلث الإسلام،
    وقال الشافعي: يدخل في سبعين باباً من الفقه، وقال آخرون: هو ربع الإسلام، وقال
    عبد الرحمن بن مهدي وغيره: ينبغي لمن صنف كتاباً أن يبدأ فيه بهذا الحديث تنبيهاً
    للطالب على تصحيح النية، ونقل الخطابي هذا عن الأئمة مطلقاً وقد فعل ذلك البخاري
    وغيره فابتدؤوا به قبل كل شيء، وذكره البخاري في سبعة مواضع من كتابه، قال الحفاظ:
    ولم يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من رواية عمر بن الخطاب، ولا
    عن عمر إلا من رواية علقمة بن وقاص، ولا عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم
    التيمي، ولا عن محمد إلا من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري وعن يحيى انتشر فرواه عنه
    أكثر من مائتي إنسان أكثرهم أئمة، ولهذا قال الأئمة: ليس هو متواثراً وإن كان
    مشهوراً عند الخاصة والعامة لأنه فقد شرط التواثر في أوله وفيه طرفة من طرف
    الإسناد فإنه رواه ثلاثة تابعيون بعضهم عن بعض يحيى ومحمد وعلقمة، قال جماهير
    العلماء من أهل العربية والأصول وغيرهم: لفظة
    إنما موضوعة للحصر تثبت المذكور وتنفي ما سواه، فتقدير هذا الحديث أن الأعمال تحسب
    بنية ولا تحسب إذا كانت بلا نية، وفيه دليل على أن الطهارة وهي الوضوء والغسل والتيمم لا تصح إلا بالنية، وكذلك الصلاة
    والزكاة والصوم والحج والاعتكاف وسائر العبادات. وأما إزالة النجاسة فالمشهور
    عندنا أنها لا تفتقر إلى نية لأنها من باب التروك والترك لا يحتاج إلى نية وقد
    نقلوا الإجماع فيها وشذ بعض أصحابنا فأوجبها وهو باطل، وتدخل النية في الطلاق
    والعتاق والقذف، ومعنى دخولها أنها إذا قارنت كناية صارت كالصريح ، وإن أتى بصريح طلاق ونوى طلقتين أو ثلاثاً وقع مـا
    نوى ، وإن نوى بصريح غير مقتضاه دين فيما
    بينه وبين الله تعالى ولا يقبل منه في الظاهر. قوله صلى الله عليه وسلم: "
    وإنما لامرئ ما نوى " قالوا: فائدة
    ذكره بعد (إنما الأعمال بالنية) بيان أن تعيين المنوي شرط فلو كان على إنسان صلاة
    مقضية لا يكفيه أن ينوي الصلاة الفائتة بل يشترط أن ينوي كونها ظهراً أو غيرها،
    ولولا اللفظ الثاني لاقتضى الأول صحة النية بلا تعيين أو أوهم ذلك. قوله صلى الله
    عليه وسلم:
    "فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله
    ورسوله"
    معناه من قصد بهجرته وجه الله وقع أجره على الله، ومن قصد بها دنيا
    أو امرأة فهي حظه ولا نصيب له في الاَخرة
    بسبب هذه الهجرة، وأصل الهجرة الترك والمراد هنا ترك الوطن، وذكر المرأة مع الدنيا
    يحتمل وجهين: أحدهما: أنه جاء أن سبب هذا الحديث أن رجلاً هاجر ليتزوج امرأة يقال
    لها أم قيس فقيل له مهاجر أم قيس، والثاني: أنه للتنبيه على زيادة التحذير من ذلك
    وهو من باب ذكر الخاص بعد العام تنبيهاً على مزيته والله أعلم.






    الحديث في بعض كتب السنة المطهرة


    1-حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن
    محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقَّاص الليثيّ قال: سمعت عمر بن الخطاب
    يقول:
    قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "
    إنّما الأعمال
    بالنِّيَّات، وإنّما لامرىءٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى اللّه ورسوله فهجرته إلى
    اللّه ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر
    إليه.



    أبو داود





    2-حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا
    يزيد بن هارون. ح وحدثنا محمد بن رمح. أنبأنا الليث بن سعد؛ قالا: أنبأنا يحيى بن
    سعيد بن إبراهيم التيمي أخبره؛ أنه سمع علقمة بن وقاص؛ أنه سمع عمر بن الخطاب، وهو
    يخطب الناس، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    ((
    إنما
    الأعمال بالنيات. ولكل امري ما نوى. فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته
    إلى الله وإلى رسوله. ومن كانت هجرته لدينا يصيبها، أو امرأة يتروجثها، فخجرته إلى
    ما هاجر إليه



    ابن ماجه









    3-حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد
    الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر
    بن الخطاب قال:
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
    إنما الأعمال بالنية
    وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى
    رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه
    ) .
    هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وقد روى مالك بن أنس وسفيان الثوري وغير واحد من الأئمة هذا
    عن يحيى بن سعيد ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سعيد.






    الترمذي





    4-أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي عن
    حماد والحرث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم حدثني مالك ح وأخبرنا
    سليمان بن منصور قال أنبأنا عبد الله بن المبارك واللفظ له عن يحيى بن سعيد عن محمد
    بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه
    -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    إنما الأعمال بالنية
    وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله والى رسوله فهجرته إلى الله والى
    رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه






    5-إسحاق بن إبراهيم قال: أنبأنا سليم بن حيان قال: حدثنا يحيى بن سعيد
    عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر ابن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه
    وسلم قال:
    -
    إنما
    الأعمال بالنية وإنما لامرئ مانوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى
    الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ماهاجر
    إليه.



    النسائي


    6-أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
    عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا القعنبي عن مالك ح
    وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا
    إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد
    عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم
    إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرىء
    ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى
    دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه



    البيهقي





    7-أخبرنا أبو حامد أحمد بن أبي
    العباس الزوزني ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا عبد الله بن روح المدائني
    ومحمد بن رمح البزاز قالا ثنا يزيد بن هارون أنبأ يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد
    بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص يقول سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    إنما الأعمال بالنية
    وإنما لامرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله ورسوله
    ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:37

    الدارقطني














    8-حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سفيان عن يحيى عن محمد بن إبراهيم
    التيمي عن علقمة بن وقاص قال: سمعت عمر رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم يقول:
    -
    انما
    الأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله عز وجل فهجرته إلى ما
    هاجر إليه ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر اليه
    .


    احمد





    9- أخبرنا علي بن محمد القباني حدثنا عبد الله بن هاشم الطوسي حدثنا
    يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة
    بن وقاص عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم
    الأعمال
    بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله
    ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه
    .


    ابن حبان








    الياقوتة 6





    باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان
    بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى. وبيان الدليل على التبري ممن لا يؤمن بالقدر،
    وإغلاظ القول في حقه.




    قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله: بعون الله نبتدئ. وإياه نستكفي.
    وما توفيقنا إلا بالله جل جلاله.




    -حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب. حدثنا وكيع، عن كهمس، عن عبدالله بن بريدة، عن يحيى
    بن يعمر. ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. وهذا حديثه: حدثنا أبي. حدثنا كهمس،
    عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر؛ قال:
    كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني. فانطلقت أنا وحميد بن عبدالرحمن
    الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
    وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر. فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب داخلا
    المسجد. فاكتنفته أنا وصاحبي. أحدنا عن يمينه والأخر عن شماله. فظننت أن صاحبي
    سيكل الكلام إلي. فقلت: أبا عبدالرحمن! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن
    ويتقفرون العلم. وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر. وأن الأمر أنف. قال: فإذا
    لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني. والذي يحلف به عبدالله بن عمر!
    لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم قال:
    حدثني أبي
    عمر بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول
    الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد
    الشعر. لا يرى عليه أثر السفر. ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى الله
    عليه وسلم. فاسند ركبتيه إلى ركبتيه. ووضع كفيه على فخذيه. وقال:
    يا محمد! أخبرني عن
    الإسلام.
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا
    إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقيم الصلاة. وتؤتي
    الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلا"
    قال: صدقت. قال فعجبنا له.
    يسأله ويصدقه
    . قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته،
    وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره"
    قال: صدقت. قال: فأخبرني عن
    الإحسان.
    قال: "أن تعبد الله كأنك
    تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك".
    قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسؤول عنها بأعلم
    من السائل
    " قال: فأخبرني عن أمارتها.
    قال: "أن تلد الأمة ربتها.
    وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان".
    قال ثم انطلق.
    فلبثت مليا. ثم قال لي
    : "يا عمر! أتدري من
    السائل
    ؟"
    قلت:
    الله ورسوله أعلم.
    قال: "فإنه جبريل أتاكم
    يعلمكم دينكم".



    أبو
    الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله



    شرح المنهاج الامام النووي رحمه الله





    حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب
    ، ثنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر ح وثنا وعبيد
    الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه: ثنا أبي ثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من
    قال في القدر بالبصرة معبد الجهني إلى آخر الحديث ) اعلم أن مسلما رحمه الله سلك في هذا الكتاب طريقة في الإتقان والاحتياط
    والتدقيق والتحقيق ، مع الاختصار البليغ والإيجاز التام في نهاية من الحسن ، مصرحة بغزارة علومه ودقة نظره وحذقه ، وذلك
    يظهر في الإسناد تارة، وفي المتن تارة، وفيهما تارة، فينبغي للناظر في كتابه أن
    يتنبه لما ذكرته، فإنه يجد عجائب من النفائس والدقائق تقر بآحاد أفرادها عينه،
    وينشرح لها صدره، وتنشطه للاشتغال بهذا العلم. واعلم أنه لا يعرف أحد شارك مسلما
    في هذه النفائس التي يشير إليها من دقائق علم الإسناد . وكتاب البخاري وإن كان أصح وأجل وأكثر فوائد في الأحكام
    والمعاني ، فكتاب مسلم يمتـاز بزوائد من
    صنعة الإسناد، وسترى مما أنبه عليه من ذلك ما ينشرح له صدرك ، ويزداد بـــه الكتاب
    ومصنفه في قلبك جلالة إن شاء الله تعالى، فإذا تقرر ما قلته ففي هذه الأحرف التي
    ذكرها من الإسناد أنواع مما ذكرته، فمن ذلك أنه قال أولاً: حدثني أبو خيثمة، ثم
    قال في الطريق الاَخر: وحدثنا عبيد الله بن معاذ، ففرق بين حدثني وحدثنا، وهذا
    تنبيه على القاعدة المعروفة عند أهل الصنعة، وهي أنه يقول فيما سمعه وحده من لفظ
    الشيخ حدثني، وفيما سمعه مع غيره من لفظ الشيخ حدثنا ، وفيما قرأه وحده على الشيخ
    أخبرني، وفيـما قرئ بحضرته في جماعة على الشيخ أخبرنا، وهذا اصطلاح معروف عندهم، وهو مستحب عندهم ، ولو
    تركه وأبدل حرفا من ذلك بآخر صح السماع ولكـــن ترك الأولى والله أعلم . ومـن ذلك
    أنه قال في الطريق الأول: حدثنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن
    يعمر. ثم في الطريق الثاني أعاد الرواية عن كهمس عن ابـن بريدة عن يحيى، فقد يقال: هذا تطويل لا
    يليق بإتقان مسلم واختصاره، فكان ينبغي أن يقف بالطريق الأول على وكيع، ويجتمع
    معاذ ووكيع في الرواية عـــن كهمس عن ابن بريدة، وهذا الاعتراض فاسد لا يصدر إلا
    من شديد الجهالة بهذا الفن، فإن مسلما رحمه الله يسلك الاختصار ، لكن بحيث لا يحصل
    خلل ولا يفوت به مقصود، وهذا الموضع يحصل في الاختصار فيه خلل ، ويفوت به مقصود،
    وذلك لأن وكيعا قــال عن كهمس، ومعاذ قال حدثنا كهمس، وقد علم بما قدمناه في باب
    المعنعن أن العلماء اختلفوا في الاحتجاج بالمعنعن ولم يختلفوا في المتصل بحدثنا ، فأتى مسلم بالروايتين كما سمعتا، ليعرف المتفق
    عليه من المختلف فيه، وليكون راويا باللفظ الذي سمعه ، ولهذا نظائر في مسلم ستراها مع التنبيه عليها إن
    شاء الله تعالى. وإن كان مثل هذا ظاهرا لمن له أدنى اعتناء بهذا الفن، إلا أني
    عليه لغيرهم ولبعضهم ممن قد يغفل ولكلهم من جهة أخرى، وهو أنه يسقط عنهم النظر
    وتحرير عبارة عن المقصود، وهنا مقصود آخر، وهـو أن في رواية وكيع قال: عن عبد الله
    بن بريدة، وفي رواية معاذ قال: عن ابن بريدة، فلو أتى بأحد اللفظين حصل خلل، فإنه
    إن قال: ابن بريدة لم ندر ما اسمه؟ وهل هو عبد الله هذا أو أخوه سليمان بن بريدة؟
    وإن قال: عبد الله بن بريدة كان كاذبا على معاذ فإنه ليس في روايته عبد الله والله أعلم . وأمـا قوله في الرواية الأولى عن
    يحيى بن يعمر فلا يظهر لذكره أولاً فائدة ،
    وعادة مسلم وغيره في مثل هذا أن لا يذكروا يحيى بن يعمر، لأن الطريقين اجتمعتا في
    ابن بريدة ، ولفظهما عنه بصيغة واحدة ،
    إلا أني رأيت في بعض النسخ في الطريق الأولى عن يحيى فحسب وليس فيها ابن يعمر، فإن
    صح هذا فهو مزيل للإنكار الذي ذكرناه فإنه يكون فيه فائدة كما قررناه في ابن بريدة
    والله أعلم. ومن ذلك قوله: وحدثنا عبيد الله بن معاذ وهذا حديثه فهذه عادة لمسلم
    رحمه الله قد أكثر منها، وقد استعملها غيره قليلاً، وهي مصرحة بما ذكرته من تحقيقه
    وورعه واحتياطه ومقصوده أن الراويين اتفقا في المعنى واختلفا في بعض الألفاظ، وهذا
    لفظ فلان والاَخر بمعناه والله أعلم.


    + واعلم أن مذهب أهل الحق
    إثبات القدر، ومعناه أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم، وعلم سبحانه أنـها
    ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعالى وعلى صفات مخصوصة، فهي تقع على حسب ما
    قدرها سبحانــه وتعالى، وأنكرت القدرية هذا وزعمت أنه سبحانه وتعالى لم يقدرها ولم
    يتقدم علمه سبحانه وتعالى بها، وأنهــا مستأنفة العلم، أي إنما يعلمها سبحانه بعد
    وقوعها، وكذبوا على الله سبحانه وتعالى وجل عن أقوالهم البــاطلة علوا كبيرا،
    وسميت هذه الفرقة قدرية لإنكارهم القدر. قال أصحاب المقالات من المتكلمين: وقد
    انقرضت القدرية القائلون بهذا القول الشنيع الباطل، ولم يبق أحد من أهل القبلة
    عليه، وصارت القدرية في الأزمان المتأخرة تعتقد إثبات القدر، ولكن يقولون: الخير
    من الله والشر من غيره تعالى الله عن قولهم. وقد حكى أبو محمد بن قتيبة في كتابه
    غريب الحديث، وأبو المعالي إمام الحرمين في كتابه الإرشاد في أصول الدين أن بعض
    القدرية قـال: لسنا بقدرية بل أنتم القدرية لاعتقادكم إثبات القدر، قال ابــــن
    قتيبة والإمام: هذا تمويه من هؤلاء الجهلة ومباهتة وتواقح، فإن أهــل الحق يفوضون
    أمورهم إلى الله سبـحانه وتعالى، ويضيفون القدر والأفعال إلى الله سبحانه وتعالى،
    وهؤلاء الجهلة يضيفونه إلى أنفسهم، ومدعي الشيء لنفسه ومضيفه إليها أولى بأن ينسب
    إليه مــمن يعتقده لغيره وينفيه عن نفسه. قال الإمام: وقد قال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم: "
    القدرية مجوس هذه
    الأمة"
    شبهـهم بهم لتقسيهم
    الخير والشر في حكم الإرادة كما قسمت المجوس ، فصرفت الخير إلى يزدان، والشر إلى أهرمن، ولا
    خفاء باختصاص هذا الحديث بالقدرية، هذا كلام الإمام وابن قتيبة. وحديث: "
    القدرية مجوس هذه الأمة". رواه أبو حازم عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم، أخرجه أبو داود في سننه، والحاكم أبو عبد الله في المستدرك على الصحيحين
    وقال: صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر. قال الخطابي: إنما
    جعلهم صلى الله عليه وسلم مجوسا لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأصلين
    النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنوية،
    وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله تعالى والشر إلى غيره، والله سبحانه وتعالى
    خالق الخير والشر جميعا، لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته، فهما مضافان إليه سبحانه
    وتعالى خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما من عباده فعلاً واكتسابا والله أعلم.
    قال الخطابي: وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله سبحانه
    وتعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه، وليس الأمر كما يتوهمونه، وإنما معناه
    الإخبار عن تقدم علم الله سبحانه وتعالى بما يكون مــن اكتساب العبد وصدورها عن
    تقدير منه وخلق لها خيرها وشرها، قال: والقدر اسم لما صدر مقدرا عن فعل القادر،
    يقال: قدرت الشيء وقدرته بالتخفيف والتثقيل بمعنى واحد، والقضاء في هذا معناه
    الخلق كقوله تعالى: {
    فقضاهن سبع سموات في يومين} أي خلقهن، قلت: وقـــد
    تظاهرت الأدلة القطعيات من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأهل الحل والعقد من
    السلف والخلف على إثبات قدر الله سبـحانه وتعالى، وقـد أكثر العلماء من التصنيف
    فيه، ومن أحسن المصنفات فيه وأكثرها فوائد كتاب الحافظ الفقيه أبي بكر البيهقي رضي
    الله عنه، وقد قرر أئمتنا من المتكلمين ذلك أحسن تقرير بدلائلهم القطعية السمعية
    والعقلية والله أعلم.
    قوله: (فوفق لنا عبد الله بن عمر) هو بضم الواو وكسر الفاء المشددة، قال صاحب
    التحرير: معناه جعل وفقا لنا، وهو من الموافقة التي هي كالالتحام، يقال: أتانا لتيفاق
    الهلال وميفاقه أي حين أهل لا قبله ولا بعده، وهي لفظة تدل على صدق الاجتماع
    والالتئام، وفي مسند أبي يعلى الموصلي: فوافق لنا بزيادة ألف والموافقة المصادفــة.
    قوله: (فاكتنفته أنا وصاحبي) يعني صرنا في ناحيتيه، ثم فسره فقال: أحدنا عن يمينه،
    والاَخر عن شماله، وكنفا الطائر جناحاه، وفي هذا تنبيه على أدب الجماعة في مشيهم
    مع فاضلهم وهو أنهم يكتنفونه ويحفون بـه. قوله: (فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي)
    معناه يسكت ويفوضه إلي لإقدامي وجرأتي وبسط لساني، فقد جاء عنه في رواية: لأني كنت
    أبسط لسانا . قوله : (ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون
    العلم) هو بتقديم القاف على الفاء، ومعناه يطلبونه ويتتبعونه، هذا هو المشهور،
    وقيل معناه يجمعونه ورواه بعض شيوخ المغاربة من طريق ابن ماهان يتفقرون بتقديم
    الفاء وهو صحيح أيضا ، معناه يبحثون عن
    غامضة ويستخرجون خفيه . وروي في غير مسلم يتقفون بتقديم القاف وحذف الراء وهو صحيح
    أيضا ومعناه أيضا يتتبعون. قال القاضي عياض: ورأيت بعضهم قال فيه: يتقعرون بالعين
    وفســره بأنهم يطلبون قعره أي غامضه وخفيه، ومنه تقعر في كلامه إذا جاء بالغريب
    منه، وفي رواية أبي يعلى الموصلي يتفقهون بزيادة
    الهاء وهو ظاهر. قولـه : (وذكر من شأنهم) هذا الكلام مــن كلام بعض الرواة الذين
    دون يحيى بن يعمر، والظاهر أنه من ابن بريدة الراوي عن يحيى بن يعمر، يعني وذكر
    ابن يعمر من حال هؤلاء ووصفهم بالفضيلة في العلم والاجتهاد في تحصيله والاعتناء
    به. قولـــه: (يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف) هــو بضم الهمزة والنون أي مستأنف ،
    لم يسبق به قدر ولا علم من الله تعالى،
    وإنما يعلمه بعد وقوعه، كما قدمنا حكياته عن مذهبهم الباطل، وهذا القول قول غلاتهم
    وليس قول جميع القدرية، وكذب قائله وضل وافترى، عافانا الله وسائر المسلمين. قوله:
    (قال يعني ابن عمر رضي الله عنهما فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم
    برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر: لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما
    قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر) هذا الذي
    قاله ابن عمر رضي الله عنهما ظاهر في تكفيره القدرية. قال القاضي عياض رحمه الله:
    هذا في القدرية الأول الذين نفوا تقدم علم الله تعالى بالكائنات ، قال : والقائل بهذا كافر بلا خلاف، وهؤلاء
    الذين ينكرون القدر هم الفلاسفة في الحقيقة، قال غيره : ويجوز أنه لم يرد بـهذا الكلام التكفير
    المخرج من الملة فيكون من قبيل كفران النعم، إلا أن قوله: ما قبله الله منه ظاهر
    في التفكير ، فإن إحباط الأعمال إنما يكون بالكفر، إلا أنه يجوز أن يقال في
    المسلم: لا يقبل عمله لمعصيته وإن كان صحيحا، كمــا أن الصلاة في الدار المغصوبة
    صحيحة غير محوجة إلى القضاء عند جماهير العلماء بل بإجماع السلف وهي غيره مقبولة،
    فلا ثواب فيها على المختار عند أصحابنا والله أعلم . وقوله: فأنفقه يعني في سبيل الله تعالى أي
    طاعته كما جاء في رواية أخرى، قال نفطويه : سمي الذهب ذهبا لأنه يذهب ولا يبقى.
    قوله: (
    لا يرى عليه أثر السفر) ضبطناه بالياء المثناة من
    تحت المضمومة، وكذلك ضبطناه في الجمع بين الصحيحين وغيره، وضبطه الحافظ أبو حازم
    العدوي هنا نرى بالنون المفتوحة، وكذا هو في مسند أبي يعلى الموصلي وكلاهما صحيح.
    قوله: (
    ووضع كفيه على فخذيه) معناه أن الرجل الداخل وضع
    كفيه على فخذي نفسه وجلس على هيئة المتعلم والله أعل
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:37

    . قوله صلى
    الله عليه وسلم: (
    الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،
    والإيمان أن تؤمن بالله
    إلى آخره) هذا قد تقدم بيانه وإيضاحه بما يغني عن إعادته. قوله: (فعجبنا له يسأله
    ويصدقه
    ) سبب
    تعجبهم أن هذا خلاف عادة السائل الجاهل، إنما هذا كلام خبير بالمسؤول عنه، ولم يكن
    في ذلك الوقت من يعلم هذا غير النبي صلى الله عليه وسلم. قوله صلى الله عليه وسلم:
    (
    الإحسان
    أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
    هذا من جوامع الكلم التي أوتيها
    صلى الله عليه وسلم، لأنا لو قدرنا أن أحدنا قام في عبادة وهو يعاين ربه سبحانه
    وتعالى لم يترك شيئا مما يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السمت، واجتماعه بظاهره
    وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إلا أتى به، فقال صلى الله عليه
    وسلم: "
    اعبد الله في جميع أحوالك كعبادتك في حال العيان".
    فإن
    التتميم المذكور في حال العيان إنما كان لعلم العبد بإطلاع الله سبحانه وتعالى
    عليه، فلا يقدم العبد على تقصير في هذا الحال للإطلاع عليه، وهذا المعنى موجود مع
    عدم رؤية العبد، فينبغي أن يعمل بمقتضاه، فمقصود الكلام الحث على الإخلاص في
    العبادة، ومراقبة العبد ربه تبارك وتعالى في إتمام الخشوع والخضوع وغير ذلك، وقد
    ندب أهل الحقائق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعا من تلبسه بشيء من النقائص
    احتراما لهم واستحياء منهم، فكيف بمن لا يزال الله تعالى مطلعا عليه في سره
    وعلانيته؟ قال القاضي عياض رحمه الله: وهذا الحديث قد اشتمل على شرح جميع وظائف
    العبادات الظاهرة والباطنة من عقول الإيمان وأعمال الجوارح وإخلاص السرائر والتحفظ
    من آفات الأعمال، حتى أن علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه، قال: وعلى هذا
    الحديث وأقسامه الثلاثة ألفنا كتابنا الذي سميناه بالمقاصد الحسان فيما يلزم
    الإنسان، إذ لا يشذ شيء من الواجبات والسنن والرغائب والمحظورات والمكروهات عن
    أقسامه الثلاثة والله أعلم. قوله صلى الله عليه وسلم:
    (ما المسؤول عنها
    بأعلم من السائل)
    فيه أنه ينبغي للعالم والمفتي وغيرهما إذا سئل عما لا يعلم أن يقول
    لا أعلم، وأن ذلك لا ينقصه، بل يستدل به على ورعه وتقواه ووفور علمه، وقد بسطت هذا
    بدلائله وشواهده وما يتعلق به في مقدمة شرح المهذب المشتملة على أنواع من الخير،
    لا بد لطالب العلم من معرفة مثلها وإدامة النظر فيه والله أعلم. قوله: (فأخبرني عن
    أماراتها) هو بفتح الهمزة، والأمارة والأمار بإثبات الهاء وحذفها هي العلامة. قوله
    صلى الله عليه وسلم: (
    أن تلد الأمة ربتها) وفي الرواية الأخرى: ربها على
    التذكير، وفي الأخرى: بعلها، وقال: يعني السراري، ومعنى ربها وربتها سيدها ومالكها
    وسيدتها ومالكتها، قال الأكثرون من العلماء: هو إخبار عن كثرة السراري وأولادهن،
    فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها، لأن مال الإنسان صائر إلى ولده، وقد يتصرف فيه
    في الحال تصرف المالكين، إما بتصريح أبيه له بالإذن، وإما بما يعلمه بقرينة الحال
    أو عرف الاستعمال، وقيل معناه: أن الإماء يلدن الملوك، فتكون أمه من جملة رعيته
    وهو سيدها وسيد غيرها من رعيته، وهذا قول إبراهيم الحربي، وقيل معناه: أنه تفسد
    أحوال الناس فيكثر بيع أمهات الأولاد في آخر الزمان فيكثر تردادها في أيدي
    المشترين حتى يشتريها ابنها ولا يدري، ويحتمل على هذا القول أن لا يختص هذا بأمهات
    الأولاد فإنه متصور في غيرهن، فإن الأمة تلد ولدا حرا من غير سيدها بشبهة، أو ولدا
    رقيقا بنكاح أو زنا، ثم تباع الأمة في الصورتين بيعا صحيحا، وتدور في الأيدي حتى
    يشتريها ولدها، وهذا أكثر وأعم من تقدير في أمهات الأولاد. وقيل في معناه غير ما
    ذكرناه، ولكنها أقوال ضعيفة جدا أو فاسدة فتركتها، وأما بعلها فالصحيح في معناه أن
    البعل هو المالك أو السيد فيكون بمعنى ربها على ما ذكرناه. قال أهل اللغة: بعل
    الشيء ربه ومالكه. وقال ابن عباس رضي الله عنهما والمفسرون في قوله سبحانه وتعالى:
    {
    أتدعون
    بعلاً
    } أي ربا.
    وقيل: المراد بالبعل في الحديث الزوج، ومعناه نحو ما تقدم أنه يكثر بيع السراري
    حتى يتزوج الإنسان أمه وهو لا يدري، وهذا أيضا معنى صحيح، إلا أن الأول أظهر لأنه
    إذا أمكن حمل الروايتين في القضية الواحدة على معنى واحد كان أولى والله أعلم.
    واعلم أن هذا الحديث ليس فيه دليل على إباحة بيع أمهات الأولاد ولا منع بيعهن، وقد
    استدل إمامان من كبار العلماء به على ذلك، فاستدل أحدهما على الإباحة والاَخر على
    المنع وذلك عجب منهما وقد أنكر عليهما، فإنه ليس كل ما أخبر صلى الله عليه وسلم
    بكونه من علامات الساعة يكون محرما أو مذموما، فإن تطاول الرعاء في البنيان وفشو
    المال وكون خمسين امرأة لهن قيم واحد ليس بحرام بلا شك، وإنما هذه علامات والعلامة
    لا يشترط فيها شيء من ذلك، بل تكون بالخير والشر، والمباح والمحرم، والواجب وغيره
    والله أعلم. قوله صلى الله عليه وسلم: (
    وأن ترى الحفاة العراة
    العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان
    ) أما العالة فهم الفقراء،
    والعائل الفقير، والعيلة الفقر، وعال الرجل يعيل عيلة أي افتقر، والرعاء بكسر
    الراء وبالمد ويقال فيهم رعاة بضم الراء وزيادة الهاء بلا مد، ومعناه أن أهل
    البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا حتى يتباهون في البنيان
    والله أعلم. قوله: (فلبث مليا) هكذا ضبطناه لبث آخره ثاء مثلثة من غير تاء، وفي
    كثير من الأصول المحققة لبثت بزيادة تاء المتكلم وكلاهما صحيح.
    وأما مليا بتشديد الياء فمعناه وقتا طويلاً، وفي رواية أبي داود والترمذي أنه قال ذلك
    بعد ثلاث، وفي شرح السنة للبغوي بعد ثالثة، وظاهر هذا أنه بعد ثلاث ليال، وفي ظاهر
    هذا مخالفة لقوله في حديث أبي هريرة بعد هذا: "ثم أدبر الرجل فقال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: ردوا علي الرجل، فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا، فقال النبي صلى
    الله عليه وسلم: هذا جبريل" فيحتمل الجمع بينهما أن عمر رضي الله عنه لم يحضر
    قول النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الحال، بل كان قد قام من المجلس فأخبر النبي
    صلى الله عليه وسلم الحاضرين في الحال، وأخبر عمر رضي الله عنه بعد ثلاث إذ لم يكن
    حاضرا وقت إخبار الباقين والله أعلم. قوله: (صلى الله عليه وسلم:
    هذا جبريل أتاكم
    يعلمكم دينكم
    ) فيه أن الإيمان والإسلام والإحسان تسمى كلها دينا، واعلم أن هذا
    الحديث يجمع أنواعا من العلوم والمعارف والاَداب واللطائف، بل هو أصل الإسلام كما
    حكيناه عن القاضي عياض، وقد تقدم في ضمن الكلام فيه جمل من فوائده، ومما لم نذكر
    من فوائده أن فيه أنه ينبغي لمن حضر مجلس العالم إذا علم بأهل المجلس حاجة إلى
    مسألة لا يسألون عنها أن يسأل هو عنها ليحصل الجواب للجميع، وفيه أنه ينبغي للعالم
    أن يرفع بالسائل ويدنيه منه ليتمكن من سؤاله غير هائب ولا منقبض، وأنه ينبغي
    للسائل أن يرفق في سؤاله والله أعلم






    وأخرجه البخاري من حديث
    أبي هريرة – وهو:



    1-باب: سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام
    والإحسان وعلم الساعة.
    وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له، ثم قال:
    (جاء جبريل عليه
    السلام يعلمكم دينكم).
    فجعل ذلك كله دينا، وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد
    القيس من الإيمان وقوله تعالى: {
    ومن يبتغ غير الإسلام
    دينا فلن يقبل منه
    } آل عمران: 85.





    *حدثنا مسدد قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا أبو حيان التيمي،
    عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال:
    كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس، فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟
    قال: (
    أن
    تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالعبث
    ) . قال : ما الإسلام؟ قال : ( الإسلام: أن تعبد الله
    ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان
    ). قال: ما الإحسان؟ قال: (أن تعبد الله كأنك
    تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
    ). قال: متى الساعة؟ قال: ( ما المسؤول عنها بأعلم
    من السائل ، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل
    البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله
    ). ثم تلا النبي صلى الله عليه
    وسلم: (
    إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
    إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
    ) (لقمان : 34 )ثم أدبر، فقال : (ردوه): فلم يروا شيئا ، فقال: (هذا جبريل، جاء يعلم
    الناس دينهم
    ).
    قال أبو عبد الله: جعل ذلك كله من الإيمان






    2-باب: {إنه الله عنده علم
    الساعة
    }
    - حدثني إسحاق، عن جرير، عن أبي حيان، عن
    أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس، إذ أتاه رجل يمشي، فقال:
    يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: (
    الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته
    ورسله ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر).
    قال: يا رسول الله ما الإسلام؟
    قال: (
    الإسلام:
    أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم
    رمضان).
    قال: يا
    رسول الله ما الإحسان؟ قال: (
    الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه،
    فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
    . قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: (ما المسؤول عنها بأعلم
    من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها: إذا ولدت المرأة ربتها، فذاك من أشرطها، وإذا
    كان الحفاة العراة رؤوس الناس، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله: {
    إن الله عنده علم
    الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام
    })






    . ثم انصرف الرجل، فقال: (ردوا
    علي). فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا، فقال: (هذا جبريل، جاء ليعلم الناس دينهم).
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:38

    وأخرجه البخاري من حديث
    أبي هريرة – وهو:



    1-باب: سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام
    والإحسان وعلم الساعة.
    وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له، ثم قال:
    (جاء جبريل عليه
    السلام يعلمكم دينكم).
    فجعل ذلك كله دينا، وما بين النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد
    القيس من الإيمان وقوله تعالى: {
    ومن يبتغ غير الإسلام
    دينا فلن يقبل منه
    } آل عمران: 85.





    *حدثنا مسدد قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أخبرنا أبو حيان التيمي،
    عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال:
    كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس، فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟
    قال: (
    أن
    تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالعبث
    ) . قال : ما الإسلام؟ قال : ( الإسلام: أن تعبد الله
    ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان
    ). قال: ما الإحسان؟ قال: (أن تعبد الله كأنك
    تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
    ). قال: متى الساعة؟ قال: ( ما المسؤول عنها بأعلم
    من السائل ، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل
    البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله
    ). ثم تلا النبي صلى الله عليه
    وسلم: (
    إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
    إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
    ) (لقمان : 34 )ثم أدبر، فقال : (ردوه): فلم يروا شيئا ، فقال: (هذا جبريل، جاء يعلم
    الناس دينهم
    ).
    قال أبو عبد الله: جعل ذلك كله من الإيمان






    2-باب: {إنه الله عنده علم
    الساعة
    }
    - حدثني إسحاق، عن جرير، عن أبي حيان، عن
    أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس، إذ أتاه رجل يمشي، فقال:
    يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: (
    الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته
    ورسله ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر).
    قال: يا رسول الله ما الإسلام؟
    قال: (
    الإسلام:
    أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم
    رمضان).
    قال: يا
    رسول الله ما الإحسان؟ قال: (
    الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه،
    فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
    . قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: (ما المسؤول عنها بأعلم
    من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها: إذا ولدت المرأة ربتها، فذاك من أشرطها، وإذا
    كان الحفاة العراة رؤوس الناس، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله: {
    إن الله عنده علم
    الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام
    })






    . ثم انصرف الرجل، فقال: (ردوا
    علي). فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا، فقال: (هذا جبريل، جاء ليعلم الناس دينهم).






    وقال ابن حجر قي شرحه

    ***قوله باب سؤال جبريل عن
    الإيمان والإسلام الخ تقدم أن المصنف يرى أن الإيمان والإسلام عبارة عن معنى واحد
    فلما كان ظاهر سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام وجوابه يقتضى تغايرهما وأن الإيمان تصديق بأمور مخصوصة والإسلام إظهار
    أعمال مخصوصة أراد أن يرد ذلك بالتأويل إلى طريقته قوله وبيان أي مع بيان أن
    الاعتقاد والعمل دين وقوله وما بين أي مــع
    ما بين للوفد أن الإيمان هو الإسلام حيث
    فسره في قصتهم بما فسر به الإسلام هنا وقوله وقول الله أي مع مادلت عليه الآية أن
    الإسلام هو الدين ودل عليه خبر أبي سفيان أن الإيمان هو الدين فاقتضى ذلك أن
    الإسلام والإيمان أمر واحد هذا محصل كلامه
    وقد نقل أبـو عوانة الاسفرايني في صحيحه عـن المزني صاحب الشافعي الجزم بأنهما عبارة عن معنى واحد وأنه سمع ذلك منه وعن
    الإمام أحمد الجزم بتغايرهما ولكل من القولين أدلة متعارضة وقال الخطابي صنف في
    المسألة إمامان كبيران وأكثرا من الأدلة للقولين وتباينا في ذلك والحق أن بينهما
    عموما وخصوصا فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا انتهى كلامه ملخصا ومقتضاه أن الإسلام لا يطلق على الاعتقاد والعمل
    معا بخلاف الإيمان فإنه يطلق عليهما معا ويرد عليه قوله تعالى{
    ورضيت لكم الإسلام دينا }فإن الإسلام هنا يتناول
    العمل والاعتقاد معا لأن العامل غير
    المعتقد ليس بذي دين مرضى وبهذا استدل المزني وأبو محمد البغوي فقال في الكلام على
    حديث جبريل هذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام هنا أسما لما ظهر من الأعمال
    والإيمان اسما لما بطن من الاعتقاد وليس
    ذاك لأن الأعمال ليست من الإيمان ولا لأن التصديق ليس من الإسلام بل ذاك تفصيل
    لجملة كلها شيء واحد وجماعها الدين ولهذا قال صلى الله عليه وسلم أتاكم يعلمكم دينكم وقال
    سبحانه وتعالى {
    ورضيت لكم الإسلام
    دينا
    } وقال {ومن يبتغ غير الإسلام دينا
    فلن يقبل منه
    } ولا يكون الدين في محل الرضا والقبول الا
    بانضمام التصديق انتهى كلامه الذي يظهر من
    مجموع الأدلة أن لكل منهما حقيقة شرعية كما أن لكل منهما حقيقة لغوية لكن كل منهما
    مستلزم للآخر بمعنى التكميل له فكما أن العامل لا يكون مسلما كاملا إلا إذا اعتقد
    فكذلك المعتقد لا يكون مؤمنا كامـــلا إلا إذا عمل وحيث يطلق الإيمان في موضع
    الإسلام أو العكس أو يطلق أحدهما على إرادتهما معا فهو على سبيل المجاز ويتبين
    المراد بالسياق فإن وردا معا في مقام السؤال حملا على الحقيقة وإن لم يردا معا أو
    لم يكن في مقام سؤال أمكن الحمل على الحقيقة أو المجاز بحسب ما يظهر مــن القرائن
    وقد حكى ذلك الإسماعيلي عن أهل السنة والجماعة قالوا إنهما تختلف دلالتهما
    بالاقتران فإن أفرد أحدهما دخل الآخر فيه وعلى ذلك يحمل ما حكاه محمد بن نصر وتبعه
    بــن عبد البر عن الأكثر أنهم سووا بينهما على ما في حديث عبد القيس وما حكاه اللالكائي وابن السمعاني عـن أهل السنة
    أنهم فرقوا بينهما على ما في حديث جبريل
    والله الموفق قوله وعلم الساعة تفسير منـه
    للمراد بقول جبريل في السؤال متى الساعة أي متى علم الساعة ولا بد من تقدير محذوف
    آخر أي متى علم وقت الساعة قوله وبيان
    النبي صلى الله عليه وسلم هـــو مجرور لأنه معطوف على علم المعطوف على سؤال
    المجرور بالإضافة فإن قيل لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم وقت الساعة فكيف قال
    وبيان النبي صلى الله عليه وسلم له فالجواب أن المراد بالبيان بيان أكثر المسئول
    عنه فأطلقه لأن حكم معظم الشيء حكم كله أو جعل الحكم في علم الساعة بأنه لا يعلمه
    الا الله بيانا له .

    - قولــه حدثنا إسماعيل بن إبراهيم هو
    البصري المعروف بابن علية قال أخبرنا أبو حيان التميمي وأورده المصنف في تفسير
    سورة لقمان من حديث جرير بن عبد الحميد عن أبي حيان المذكور ورواه مسلم من وجه آخر
    عن جرير أيضا عن عمارة بن القعقاع ورواه أبو داود والنسائي من حديث جرير أيضا عــن
    أبي فروة ثلاثتهم عن أبي زرعة عن أبي هريرة زاد أبو فروة وعن أبي ذر أيضا وساق
    حديثه عنهما جميعا وفيه فوائد زوائد سنشير إليها إن شاء الله تعالى ولم أر هذا
    الحديث من رواية أبي هريرة الا عن أبي
    زرعة بـن عمرو بن جرير هذا عنه ولم يخرجه البخاري الا من طريق أبي حيان عنه وقد أخرجه مسلم من حديث
    عمـر بـن الخطاب وفي سياقه فوائد زوائد أيضا وإنما لم يخرجه البخـــاري
    لاختلاف فيه على بعض رواته فمشهوره رواية كهمس بسين مهملة قبلها ميم مفتوحة بن
    الحسن عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن
    يعمر بفتح الميم أوله ياء تحتانية مفتوحة عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن
    الخطاب رواه عن كهمس جماعة من الحفاظ
    وتابعه مطر الوراق عن عبد الله بــن بريدة وتابعه سليمان التيمي عن يحيى بن يعمر وكذا رواه عثمان بن غياث عن عبد
    الله بن بريدة لكنه قال عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن معـا عن بن عمر عن عمر زاد فيه حميدا وحميد له في
    الرواية المشهورة ذكر لا رواية وأخرج مسلم
    هذه الطرق ولم يسق منها الا متن الطريق الأولى وأحال الباقي عليها وبينها اختلاف
    كثير سنشير إلى بعضه فأما رواية مطر فأخرجها أبو عوانة في صحيحه وغيره وأما رواية
    سليمان التيمي فأخرجها بن خزيمة في صحيحه
    وغيره وأما رواية عثمان بن غياث فأخرجها أحمد في مسنده وقد خالفهم سليمان بن بريدة
    أخو عبد الله فرواه عن يحيى بن يعمر عن عبد الله بن عمر قال بينما نحن عند النبي
    صلى الله عليه وسلم فجعله من مسند بن عمر
    لا من روايته عن أبيه أخرجه أحمد أيضا
    وكذا رواه أبو نعيم في الحلية من طريق
    عطاء الخراساني عن يحيى بن يعمر وكذا روى من طريق عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر أخرجه الطبراني وفي الباب
    عن أنس أخرجه البــزار والبخاري في خلق أفعال العباد وإسناده حسن وعن جرير البجلي أخرجه أبو عوانة في صحيحه وفي
    إسناده خالد بن يزيد وهو العمري ولا يصلح للصحيح وعن بن عباس وأبي عامر الأشعري
    أخرجهما أحمد واسنادهما حسن وفي كل من هذه الطرق فوائده سنذكرها إن شاء الله تعالى
    في اثناء الكلام على حديث الباب وإنمـــا جمعت طرقها هنا وعزوتها إلى مخرجيها
    لتسهيل الحوالة عليها فرارا مـن التكرار
    المباين لطريق الاختصار والله الموفق قوله
    كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس أي ظاهرا لهم غير محتجب عنهم ولا ملتبس بغيره
    والبروز الظهور وقد وقع في رواية أبي
    فروة التي أشرنا إليها بيان ذلك فإن أوله
    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو
    فطلبنا إليه أن يجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه قال فبينا له دكانا من طين
    كان يجلس عليه انتهى واستنبط منــه القرطبي استحباب جلوس العالم
    بمكان يختص به ويكون مرتفعا إذا أحتاج لذلك لضرورة تعليم ونحوه قولـه فأتاه رجل أي ملك في صورة رجل وفي التفسير
    للمصنف إذ أتــــاه رجل يمشي ولأبي فروة فإنا الجلوس عنده إذ أقبل رجل أحسن الناس
    وجها وأطيب الناس ريحا كأن ثيابه لم يمسها دنس ولمسلم من طريق كهمس في حديث عمـر بينما نحن ذات
    يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر وفي رواية بن حبان سواد اللحية
    لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخديه وفي رواية ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم وكذا
    في حديث بن عباس وأبي عامر الأشعري ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم فأفادت هذه الرواية أن الضمير في قوله على فخذيه
    يعود على النبي صلى الله عليه وسلم وبه جزم البغوي وإسماعيل التيمي لهذه الرواية ورجحه الطيبي بحثا لأنه نسق الكلام خلافا لما
    جزم به النووي ووافقه التوربشتى لأنه حمله على أنه جلس كهيئة المتعلم بين يدي من يتعلم منه وهذا وان كـــان ظاهرا من
    السياق لكن وضعه يديه على فخذ النبي صلى
    الله عليه وسلم منبه للاصغاء إليه وفيه
    إشارة لما ينبغي للمسئول مــن التواضع والصفح عما يبدو من جفاء السائل والظاهر أنه
    أراد بذلك المبالغة في تعمية أمره ليقوى الظن بأنه مـــن جفاة الأعراب ولهذا تخطى
    الناس حتى انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم ولهذا استغرب الصحابة صنيعه ولأنه ليس مــن أهل
    البلد وجاء ماشيا ليس عليه أثر سفر فإن قيل كيف عرف عمر أنه لم يعرفه أحد منهم
    أجيب بأنه يحتمل أن يكون استند في ذلك إلى ظنه أو إلى صريح قول الحاضرين قلت وهذا
    الثاني أولي فقد جـاء كذلك في رواية عثمان
    بن غياث فإن فيها فنظر القوم بعضهم إلى بعض فقالوا ما نعرف هذا وأفـاد مسلم في
    رواية عمارة بن القعقاع سبب ورود هذا الحديث فعنده في أوله قال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم
    سلوني فهابوا أن يسألوه قال فجاء
    رجل ووقع في رواية بن منده من طريق يزيد بن زريع عـن كهمس بينا رسول الله صلى الله
    عليه وسلم يخطب إذ جاءه رجل فكأن أمره لهم بسؤاله وقع في خطبته وظاهره أن مجيء
    الرجل كان في حال الخطبة فإما أن يكون وافق انقضاءها أو كان ذكر ذلك القدر جالسا وعبر عنه الراوي بالخطبة وقوله فقال زاد المصنف في التفسير يا رسول الله ما الإيمان
    فان قيل فكيف بدأ بالسؤال قبل السلام أجيب بأنه يحتمل أن يكون ذلك مبالغة في
    التعمية لأمره أو ليبين أن ذلك غير واجب أو سلم فلم ينقله الراوي قلت وهذا الثالث هو المعتمد فقد ثبت في رواية أبي فروة ففيها بعد قوله كأن
    ثيابه لم يمسها دنس حتى سلم من طرف البساط فقال السلام عليك يا محمد فرد عليه
    السلام قال أدنو يا محمد قال ادن فما زال يقول أدنو مرارا ويقول له ادن ونحوه في
    رواية عطاء عن بن عمر لكن قال السلام عليك
    يا رسول الله وفي رواية مطر الوراق فقال يا رسول الله أدنو منك قال ادن ولم يذكر السلام فاختلفت الروايات هل قال له يا
    محمد أو يا رسول الله هل سلم أولا فأما السلام فمن ذكره مقدم على من سكت عنه وقال القرطبي بناء على أنه لم يسلم وقال يا محمد إنـه أراد بذلك التعمية فصنع صنيع الأعراب قلت
    ويجمع بين الروايتين بأنه بدأ أولا بندائه باسمه لهذا المعنى ثم خاطبه بقوله يا
    رسول الله ووقع عند القرطبي أنه قال السلام عليكم يا محمد فاستنبط منه أنه يستحب للداخل أن يعمم بالسلام
    ثم يخصص من يريد تخصيصه انتهى والذي وقفت عليه من الروايات إنما فيه الأفراد وهو
    قوله السلام عليك يا محمد قوله ما الإيمان قيل قدم السؤال عن الإيمان لأنه الأصل
    وثنى بالإسلام لأنه يظهر مصداق الدعوى وثلث بالإحسان لأنه متعلق بهما وفي رواية عمارة بن القعقاع بدأ بالإسلام لأنه
    بالأمر الظاهر وثنى بالإيمان لأنه بالأمـر الباطن ورجح هذا الطيبي لما فيه من
    الترقى ولا شك أن القصة واحـدة اختلف
    الرواة في تأديتها وليس في السياق ترتيب
    ويدل عليه رواية مطر الوراق فإنه بدأ
    بالإسلام وثنى بالإحسان وثلث بالإيمان فالحق أن الواقع أمر واحد والتقديم والتأخير وقع
    من الرواة والله أعلم قوله قال
    الإيمان أن تؤمن بالله الخ دل الجواب أنه علم أنه
    سأله عن متعلقاته لا عن معنى لفظه وإلا لكان الجواب الإيمان التصديق وقال الطيبي
    هذا يوهم التكرار وليس كذلك فإن قوله
    أن تؤمن بالله مضمن معنى أن تعترف به ولهذا عداه بالباء أي أن تصدق معترفا بكذا قلت والتصديق أيضا يعدى بالباء فلا يحتاج إلى
    دعوى التضمين وقال الكرماني ليس هو تعريفا
    للشيء بنفسه بل المراد من المحدود الإيمان الشرعي ومــن الحد الإيمان اللغوي قلت
    والذي يظهر أنه إنما أعاد لفظ الإيمان للاعتناء بشأنه تفخيما لأمره
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:40

    تفخيما لأمره ومنه
    قوله تعالى{
    قل يحييها الذي أنشأها
    أول مرة
    }في جواب من{ يحيى العظام وهي رميم }يعني أن قوله أن تؤمن ينحل
    منه الإيمان فكأنه قال الإيمان الشرعي تصديق مخصوص و إلا لكان الجواب الإيمان
    التصديق والإيمان بالله هو التصديق بوجوده
    وأنه متصف بصفات الكمـال منزه عن صفات
    النقص قوله
    وملائكته الإيمان بالملائكة هو
    التصديق بوجودهم وأنهم كما وصفهم الله
    تعالى عبــاد مكرمون وقدم الملائكة على الكتب والرسل نظرا للترتيب الواقع لأنه
    سبحانه وتعالى أرسل الملك بالكتاب إلى الرسـول وليس فيه متمسك لمن فضل الملك على
    الرسول قوله
    وكتبه هذه عند الأصيلي هنا واتفق الرواة على ذكرها في التفسير
    والإيمان بكتب الله التصديق بأنها كلام
    الله وأن ما تضمنته حق قوله
    وبلقائه كذا وقعت هنا بين الكتب والرسل وكذا لمسلم من الطريقين
    ولم تقع في بقية الروايات وقد قيل إنها مكررة لأنها داخلة في الإيمان بالبعث والحق
    أنها غير مكررة فقيل المراد بالبعث القيام
    من القبور والمراد باللقاء ما بعد ذلك وقيل اللقاء يحصل بالانتقال من دار الدنيا والبعث بعد ذلك ويدل على هذا رواية مطر الوراق فإن فيها وبالموت
    وبالبعث بعد الموت كذا في حديث أنس وابن عباس وقيل المراد باللقاء رؤية الله ذكره الخطابي وتعقبه النووي بأن أحدا لا يقطع لنفسه برؤية
    الله فأنه مختصة بمن مات مؤمنا والمرء
    لا يدري بم يختم له فكيف يكون ذلك من شروط
    الإيمان وأجيب بأن المراد الإيمان بأن ذلك حق في نفس الأمر وهذا مـن الأدلة القوية
    لأهل السنة في اثبات رؤية الله تعالى في الآخرة إذ جعلت من قواعد الإيمان قوله
    ورسله وللأصيلي
    وبرسله ووقع في حديث أنس وابن عباس والملائكة
    والكتاب والنبيين وكل من السياقين في القرآن في البقرة والتعبير بالنبيين يشمل الرسل من غير عكس
    والإيمان بالرسل التصديق بأنهم صادقون فيما أخبروا به عن الله ودل الإجمـال في الملائكة والكتب والرسل على
    الاكتفاء بذلك في الإيمان بهم من غير تفصيل الا مــن ثبت تسميته فيجب الإيمان به
    على التعيين وهذا التريب مطابق للآية آمن الرسول بما أنزل إليه من ربــــه ومناسبة
    الترتيب المذكور وإن كانت الواو لا ترتب بل المراد من التقديم أن الخير والرحمة من
    الله ومن أعظم رحمته أن أنزل كتبه الى
    عباده والمتلقى لذلك منهم الأنبياء والواسطة بين الله وبينهم الملائكة قوله
    وتؤمن بالبعث زاد في التفسير
    الآخر ولمسلم في حديث عمرو اليوم الآخر فأما البعث الآخر فقيل ذكـــر الآخر تأكيدا
    كقولهم أمس الذاهب وقيل لأن البعث وقع مرتين الأولى الإخراج مــن العدم إلى الوجود
    أو من بطون الأمهات بعد النطفة والعلقة إلى الحياة الدنيا والثانية البعث من بطون
    القبور إلى محل الاستقرار وأما
    اليوم الآخر فقيل لــه ذلك لأنه
    آخر أيام الدنيا أو آخر الأزمنة المحدودة والمراد بالإيمان به والتصديق بما يقع
    فيه من الحساب والميزان والجنة والنار وقد وقع التصريح بذكر الأربعة بعد ذكر البعث في رواية سليمان التيمي وفي حديث بن عباس أيضا
    فائدة زاد الإسماعيلي في مستخرجه هنا
    وتؤمن بالقدر وهي في رواية
    أبي فروة أيضا وكذا لمسلم من رواية عمارة
    بن القعقاع وأكده بقوله
    كله وفي رواية كهمس وسليمان
    التيمي
    وتؤمن بالقدر خيره
    وشره
    وكذا في حديث بن عباس وهو
    في رواية عطاء عن بن عمر بزيادة
    وحلوه ومر من الله وكأن الحكمة في إعادة لفظ وتؤمن عند ذكر البعث الإشارة
    إلى أنه نوع آخر مما يؤمن بــه لأن البعث سيوجد بعد وما ذكر قبله موجود الآن
    وللتنويه بذكره لكثرة من كان ينكره من الكفار ولهذا كثر تكراره في القرآن وهكذا الحكمة في إعادة لفظ وتؤمن عند ذكر القدر
    كأنها أشارة الى ما يقع فيه مـن الاختلاف فحصل الاهتمام بشأنه بإعادة تؤمن ثم قرره
    بالابدال بقوله
    خيره وشره وحلوه ومره ثم زاده تأكيدا
    بقوله في الرواية الأخيرة من الله والقدر مصدر تقول قدرت الشيء بتخفيف الدال
    وفتحها أقدره بالكسر والفتح قدرا وقدرا إذا احطت بمقداره والمراد أن الله تعالى علم مقادير الأشياء
    وازمانها قبل ايجادها ثم أوجد مـا سبق في علمه أنه يوجد فكل محدث صادر عن علمه وقدرته وارادته
    هذا هو المعلوم من الدين بالبراهين القطعية وعليه كان السلف مـن الصحابة وخيار
    التابعين إلى أن حدثت بدعة القدر في أواخر زمن الصحابة وقـد روى مسلم القصة في ذلك
    من طريق كهمس عن بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال كان أول من قـال في القدر بالبصرة معبد
    الجهني قـال فانطلقت أنا وحميد الحميري فذكر اجتماعهما
    بعبد الله بن عمر وأنه سأله عن ذلك
    فأخبره بأنه برئ ممن يقول ذلك وأن الله لا يقبل ممن لم يؤمن بالقدر عملا وقد حكى
    المصنفون في المقالات عن طوائف من القدرية إنكار كون البارىء عالما بشيء من أعمال
    العباد قبل وقوعها منهم وإنما يعلمها بعد كونها قال القرطبي وغيره قد انقرض هذا المذهب ولا
    نعرف أحدا ينسب إليه من المتأخرين قال
    والقدرية اليوم مطبقون على أن الله عالم بأفعال العباد قبل وقوعها وإنما
    خالفوا السلف في زعمهم بأن افعال العباد مقدورة لهم وواقعة منهم على جهة الاستقلال
    وهو مع كونه مذهبا باطلا أخف من المذهب الأول وأما المتأخرون منهم فأنكروا تعلق الإرادة
    بأفعال العباد فرارا من تعلق القديم بالمحدث وهم مخصومون بما قال الشافعي إن سلم القدري العلم خصم يعني يقال
    لـه ايجوز أن يقع في الوجود خلاف ما تضمنه العلم فإن منع وافق قول أهل السنة وإن أجاز لزمه نسبة الجهل تعالى الله عن ذلك
    تنبيه ظاهر السياق يقتضى أن الإيمان لايطلق إلا على من صدق بجميع ما ذكر وقد اكتفى
    الفقهاء بإطلاق الإيمان على من آمن بالله
    ورسوله ولا اختلاف أن الإيمان برسول الله المراد به الإيمـان بوجوده وبما جاء به عن ربه
    فيدخل جميع ما ذكر تحت ذلك والله أعلم قوله
    أن تعبد الله قال النووي يحتمل أن يكون
    المراد بالعبادة معرفة الله فيكون عطف الصلاة وغيرها عليها لادخالها في الإسلام
    ويحتمل أن يكون المراد بالعبادة الطاعة مطلقا فيدخل فيه جميع الوظائف فعلى هذا
    يكون عطف الصلاة وغيرها مـــن عطف الخاص على العام قلت أما الاحتمال الأول فبعيد
    لأن المعرفة مــن متعلقات الإيمان وأما الإسلام فهو أعمال قولية وبدنية وقد عبر في
    حديث عمر هنا بقوله أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فدل على أن المراد
    بالعبادة في حديث الباب النطق بالشهادتين وبهذا تبين دفع الاحتمال الثاني ولما عبر
    الراوي بالعبادة أحتاج أن يوضحها بقوله
    ولا تشرك به شيئا ولم يحتج
    إليها في رواية عمر لاستلزامها ذلك فإن قيل السؤال عام لأنه سأل عن ماهية الإسلام
    والجواب خاص لقوله أن تعبد أو تشهد وكذا قال في الإيمان أن تؤمن وفي الإحسان أن
    تعبد والجواب أن ذلك لنكتة الفرق بين المصدر وبين أن والفعل لأن أن تفعل تدل على
    الاستقبال والمصدر لا يدل على زمان على أن بعض الرواة أورده هنا بصيغة المصدر ففي
    رواية عثمان بن غياث قال
    شهادة أن لا إله إلا الله وكذا في حديث أنس وليس
    المراد بمخاطبته بالافراد اختصاصه بذلك بل المراد تعليم السامعين الحكم في حقهم
    وحق من أشبههم من المكلفين وقد تبين ذلك بقوله في آخره يعلم الناس دينهم فإن قيل
    لم لم يذكر الحج أجاب بعضهم باحتمال أنه لم يكن فرض وهو مردود بما رواه بن منده في
    كتاب الإيمان بإسناده الذي على شرط مسلم من طريق سليمان التيمي في حديث عمر أوله أن رجلا في آخر عمر النبي صلى الله عليه
    وسلم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله وآخــر عمره يحتمل
    أن يكون بعد حجة الوداع فأنها آخر سفراته ثم بعد قدومه بقليل دون ثلاثة أشهر مات
    وكأنه إنما جاء بعد إنزال جميع الأحكام لتقرير أمور الدين التي بلغها متفرقة في
    مجلس واحد لتنضبط ويستنبط منه جواز سؤال العالم ما لا يجهله السائل ليعلمه السامع
    وأما الحج فقد ذكر لكن بعض الرواة إما ذهل عنه وإما نسيه والدليل على ذلك اختلافهم
    في ذكر بعض الأعمال دون بعض ففي رواية كهمس وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا وكذا في حديث أنس وفي
    رواية عطاء الخراساني لم يذكر الصوم وفي حديث أبي عامر ذكر الصلاة والزكاة حسب ولم
    يذكر في حديث بن عباس مزيدا على الشهادتين وذكر سليمان التيمي في روايته الجميع وزاد
    بعد قوله وتحج وتعتمر وتغتسل من الجنابة وتتمم الوضوء وقال مطر الوراق في روايته وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة قال فذكر عرى
    الإسلام فتبين ما قلناه إن بعض الرواة ضبط ما لم يضبطه غيره قوله وتقيم الصلاة زاد
    مسلم المكتوبة أي المفروضة وإنما عبر بالمكتوبة للتفنن في العبارة فإنه عبر في
    الزكاة بالمفروضة ولا تباع قوله تعالى {
    إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } قوله وتصوم رمضان استدل به على قول رمضان من
    غير إضافة شهر إليه .... قوله
    الإحسان هو مصدر تقول أحسن يحسن إحسانا ويتعدى بنفسه وبغيره تقول أحسنت كذا إذا اتقنته واحسنت إلى فلان إذا اوصلت إليه النفع والأول هــو
    المراد لأن المقصود إتقان العبادة وقد يلحظ الثاني بأن المخلص مثلا محسن باخلاصه
    إلى نفسه وإحسان العبادة الإخلاص فيها والخشوغ وفراغ البال حـــال التلبس بها
    ومراقبة المعبود وأشار في الجواب إلى
    حالتين أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق بقلبه حتى أنه يراه بعينه وهو قوله
    كأنك تراه أي وهو يراك
    والثانية أن يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمل
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:41

    يعمل وهو قوله فإنه
    يراك وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته وقد عبر في رواية عمارة بن
    القعقاع بقوله أن تخشى الله كأنك تراه وكذا في حديث أنس وقال النووي معناه إنك
    إنما تراعي الآداب المذكورة إذا كنت تراه ويراك لكونه يراك لا لكونك تراه فهو
    دائما يراك فأحسن عبادته وإن لم تره فتقدير الحديث فإن لم تكن تراه فاستمر على
    إحسان العبادة فإنه يراك قال وهذا القدر من الحديث أصل عظيم من أصول الدين وقاعدة
    مهمة من قواعد المسلمين وهو عمدة الصديقين وبغية السالكين وكنز العارفين ودأب
    الصالحين وهو من جوامع الكلم التي اوتيها صلى الله عليه وسلم وقد ندب أهل التحقيق
    إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعا من التلبس بشيء من النقائص احتراما واستحياء
    منهم فكيف بمن لا يزال الله مطلعا عليه في سره وعلانيته انتهى وقد سبق إلى أصل هذا
    القاضي عياض وغيره وسيأتي مزيد لهذا في تفسير لقمان إن شاء الله تعالى تنبيه دل
    سياق الحديث على أن رؤية الله في الدنيا بالأبصار غير واقعة وأما رؤية النبي صلى
    الله عليه وسلم فذاك لدليل آخر وقد صرح مسلم في روايته من حديث أبي إمامة بقوله
    صلى الله عليه وسلم واعلموا إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا وأقدم بعض غلاة الصوفية
    على تأويل الحديث بغير علم فقال فيه إشارة الى مقام المحو والفناء وتقديره فإن لم
    تكن أي فإن لم تصر شيئا وفنيت عن نفسك حتى كأنك ليس بموجود فأنك حينئذ تراه وغفل
    قائل هذا للجهل بالعربية عن أنه لو كان المراد ما زعم لكان قوله تراه محذوف الألف
    لأنه يصير مجزوما لكونه على زعمه جواب الشرط ولم يرد في شيء من طرق هذا الحديث
    بحذف الألف ومن ادعى أن إثباتها في الفعل المجزوم على خلاف القياس فلا يصار إليه
    إذ لاضرورة هنا وأيضا فلو كان ما ادعاه صحيحا لكان قوله فإنه يراك ضائعا لأنه لا
    ارتباط له بما قبله ومما يفسد تأويله رواية كهمس فإن لفظها فإنك إن لا تراه فأنه
    يراك وكذلك في رواية سليمان التيمي فسلط النفي على الرؤية لا على الكون الذي حمل
    على ارتكاب التأويل المذكور وفي رواية أبي
    فروة فان لم تره فإنه يراك ونحوه في حديث أنس وابن عباس وكل هذا يبطل التأويل
    المتقدم والله أعلم فائدة زاد مسلم في رواية عمارة بن القعقاع قول السائل صدقت عقب كل جواب من الأجوبة الثلاثة وزاد أبو فروة في روايته فلما سمعنا قول الرجـل صدقت أنكرناه وفي رواية
    كهمس فعجبنا له يسأله ويصدقه وفي رواية مطر انظروا إليه كيف يسأله وانظروا إليه
    كيف يصدقه وفي حديث أنس انظروا وهو يسأله وهو يصدقه كأنه أعلم منه وفي رواية
    سليمان بن بريدة قال القوم ما رأينا رجل مثل هذا كأنه يعلم رسول الله صلى الله
    عليه وسلم يقول له صدقت صدقت قــــال القرطبي إنما عجبوا من ذلك لأن ما جاء به
    النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف الا مــن جهته وليس هذا السائل ممن عرف بلقاء
    النبي صلى الله عليه وسلم ولا بالسماع منه ثم هو يسأل سؤال عارف بما يسأل عنه لأنه
    يخبره بأنه صادق فيه فتعجبوا من ذلك تعجب المستبعد لذلك والله أعلم قوله متى الساعة أي متى تقوم الساعة وصرح به في
    رواية عمارة بن القعقاع واللام للعهد والمراد يوم القيامة
    قوله ما المسئول عنها ما نافية وزاد في رواية أبي فروة فنكس فلم يجبه ثم أعاد فلم يجبه ثلاثا ثم رفع رأسه فقال ما المسئول قوله بأعلم الباء زائدة لتأكيد النفي وهذا وإن كان مشعرا بالتساوى في العلم لكن
    المراد التساوى في العلم بأن الله تعالى استأثر بعلمها لقوله بعد خمس لا يعلمها
    إلا الله وسيأتي نظير هذا التركيب في
    أواخر الكلام على هذا الحديث في قوله ما كنت بأعلم به من رجل منكم فإن المراد أيضا التساوى في عدم العلم به وفي
    حديث بن عباس هنا فقال سبحان الله خمس من الغيب لا يعلمهن الا الله ثم تلا الآية قال النووي يستنبط منه أن العالم إذا سئل عما لا
    يعلم يصرح بأنه لا يعلمه ولا يكون في ذلك
    نقص من مرتبته بل يكون ذلك دليلا على مزيد
    ورعه وقال القرطبي مقصود هذا السؤال كف السامعين عن السؤال عن وقت الساعة لأنهم قد
    أكثروا السؤال عنها كما ورد في كثير من الآيات والأحاديث فلما حصل الجواب بما ذكر
    هنا حصل اليأس من معرفتها بخلاف الأسئلة الماضية فإن المراد بها استخراج الأجوبة ليتعلمها السامعون ويعملوا بها ونبه بهذه الأسئلة على تفصيل ما
    يمكن معرفته مما لا يمكن قوله مـــن السائل عدل عن قوله لست بأعلم بها منك إلى لفظ
    يشعر بالتعميم تعريضا للسامعين أي أن كل مسئول وكل سائل فهو كذلك فائدة هذا السؤال
    والجواب وقع بين عيسى بن مريم وجبريل قال العلامة بن باز حفظه الله لا ينبغي الجزم
    بوقوع هذا من عيسى لأن كلام الشعبي لا تقوم به حجة وإن كان نقله عن بني إسرائيل
    فكذلك وإنما يذكر مثل هذا بصيغة التمريض كما هو المقرر
    في علم مصطلح والله أعلم لكن كان عيسى سائلا وجبريل مسؤلا قال الحميدي في نوادره
    حدثنا سفيان حدثنا مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء الشعبي قال سأل عيسى بن مريم
    جبريل عن الساعة قال فانتفض بأجنحته وقال
    ما المسئول عنها بأعلم من السائل قوله
    وسأخبرك عن اشراطها وفي التفسير ولكن سأحدثك وفي رواية أبي فروة ولكن لها علامات تعرف بها وفي رواية كهمس قال فأخبرني عن إمارتها فأخبره بها فترددنا فحصل
    التردد هل ابتداء بذكر الامارات أو السائل سأله عن الامارات ويجمع بينهما بأنه
    ابتدأ بقوله وسأخبرك فقال له اسائل فأخبرني ويدل على ذلك رواية سليمان التيمي
    ولفظها
    ولكن إن شئت نبأتك عن أشراطها قال أجــل ونحوه في حديث بن عباس وزاد فحدثني وقد حصل
    تفصيل الاشراط من الرواية الأخرى وأنها العلامات وهي بفتح الهمزة جمع شرط بفتحتين
    كقلم وأقلام ويستفاد من اختلاف
    الروايات أن التحديث والاخبار والانباء بمعنى واحد وإنما غاير بينها أهل الحديث
    اصطلاحا قال القرطبي علامات الساعة على قسمين ما يكون من
    نوع المعتاد أو غيره والمذكور هنا الأول وأما الغير مثل طلوع الشمس مـــن مغريها فتلك
    مقارنة لها أو مضايقة والمراد هنا العلامات السابقة على ذلك والله أعلم قوله
    إذا ولدت التعبير بإذا للاشعار بتحقق الوقوع ووقعت هذه الجملة بيانا
    للاشراط نظر إلى المعنى والتقدير ولادة الأمة وتطاول الرعاة فإن قيل الاشراط جمع
    وأقله ثلاثة على الأصح والمذكور هنا اثنان أجاب الكرماني بأنـه قد تستفرض القلة
    للكثرة وبالعكس أو لأن الفرق بالقلة والكثرة إنما هــو في النكرات لا في المعارف
    أو لفقد جمع الكثرة للفظ الشرط وفي جميع هذه الأجوبة نظر ولو أجيب بأن هذا دليل
    القول الصائــر إلى أن أقل الجمع اثنان لما بعد عن الصواب والجواب المرضى أن
    المذكور من الاشراط ثلاثة وإنما بعض الرواة اقتصر على اثنين منها لأنه هنا ذكـــر
    الولادة والتطاول وفي التفسير ذكر الولادة وترؤس الحفاة وفي رواية محمد بن بشر
    التي أخرج مسلم إسنادها وساق بن خزيمة لفظها عن أبي حيان ذكر الثلاثة وكذا في
    مستخرج الإسماعيلي مــن طريق بن علية وكذا ذكرها عمارة بن القعقاع ووقع مثل ذلك في
    حديث عمر ففي رواية كهمس ذكر الولادة والتطاول فقط ووافقه عثمان بن غياث وفي رواية
    سليمان التيمي ذكــر الثلاثة ووافقه عطاء الخراساني وكذا ذكرت في حديث بن عباس
    وأبي عامر قوله
    إذا ولدت الأمة ربها وفي التفسير ربتها بتاء التأنيث وكذا في حديث
    عمر ولمحمد بن بشر مثله وزاد يعني السرارى وفي رواية عمارة بــن القعقاع
    إذا رأيت المرأة تلد ربها ونحوه لأبي فروة وفي رواية عثمان بن غياث الإماء أربابهن بلفظ
    الجمع والمراد بالرب المالك أو السيد وقد
    اختلف العلماء قديما وحديثا في معنى ذلك قال بن التين اختلف فيه على سبعة أوجه
    فذكرها لكنها متداخلة وقد لخصتها بلا تداخل فإذا هي أربعة أقوال الأول قال الخطابي
    معناه اتساع الإسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبى ذراريهم فإذا ملك الرجل
    الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها لأنه ولد سيدها قال النووي وغيره
    إنه قول الأكثرين قلت لكن في كونه المراد نظر لأن استيلاد الاماء كــان موجودا حين
    المقالة والاستيلاء على بلاد الشرك وسبى ذراريهم واتخاذهم سرارى وقع أكثره في صدر
    الإسلام وسياق الكلام يقتضى الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة
    وقد فسره وكيع في رواية بن ماجة باخص من الأول قال أن تلد العجم العرب ووجهه بعضهم
    بأن الاماء يلدن الملوك فتصير الأم من جملة الرعية والملك سيد رعيته وهذا لإبراهيم
    الحربي وقربه بان الرؤساء في الصدر الأول كانوا يستنكفون غالبا من وطء الاماء
    ويتنافسون في الحرائر ثم انعكس الأمر ولا سيما في اثناء دولة بني العباس ولكن
    رواية ربتها بتاء التأنيث قـــد لا تساعد على ذلك ووجهه بعضهم بان إطلاق ربتها على
    ولدها مجاز لأنه لما كــان سببا في عتقها بموت أبيه أطلق عليه ذلك وخصه بعضهم بأن
    السبي إذا كثر فقد يسبى الولد أولا وهو صغير ثم يعتق ويكبر ويصير رئيسا بـل ملكا
    ثم تسبى أمه فيما بعد فيشتريها عارفا بها أو وهــو لا يشعر أنها أمه فيستخدمها أو
    يتخذها موطوءة أو يعتقها ويتزوجها وقد جاء في بعض الروايات أن تلد الأمة بعلها وهي
    عند مسلم فحمل على هذه الصورة وقيل المراد بالبعل المالك وهـــو أولى لتتفق
    الروايات الثاني أن تبيع السادة أمهات
    أولادهم ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك وعلى
    هذا فالذي يكون مــن الاشراط غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات الأولاد أو الاستهانة
    بالأحكام الشرعية فإن قيل هذه المسألة مختلف فيها فلا يصلح الحمل عليها لأنه لا
    جهل ولا استهانة عند القائل بالجواز قلنا يصلح أن يحمل على صورة اتفاقية كبيعها في
    حال حملها فإنه حرام بالإجماع الثالث وهو من نمط الذي قبله قـال النووي لا يختص
    شراء الولد أمه بامهات الأولاد بل يتصور في غيرهن بأن تلد الأمة حرا من غير سيدها
    بوطء شبهة أو رقيقا بنكاح أو زنـا ثم تباع الأمة في الصورة بيعا صحيحا وتدور في
    الأيدي حتى يشتريها ابنها أو ابنتها ولا يعكر على هذا تفسير محمد بــن بشر بأن
    المراد السرارى لأنه تخصيص بغير دليل الرابع أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل
    الولد أمه معاملة السيد أمته مـن الاهانة بالسب والضرب والاستخدام فأطلق عليه ربها
    مجازا لذلك أو المراد بالرب المربي فيكون حقيقة وهذا أوجه الأوجه عندي لعمومه ولأن المقام يدل على أن المراد حالة تكون مــع
    كونها تدل على فساد الأحوال مستغربة ومحصلة الآشارة إلى أن الساعـــة يقرب قيامها
    عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربي مربيا والسافل عاليا وهو مناسب لقوله في
    العلامة الأخرى أن تصير الحفاة ملوك الأرض تنبيهان أحدهما قـــال النووي ليس فيه
    دليل على تحريم بيع أمهات الأولاد ولا على
    جوازه وقد غلط من استدل به لكل من الامرين لأن الشيء إذا جعل علامة على شيء آخر لا
    يدل على حظر ولا إباحة الثاني يجمع بين ما في هذا الحديث من إطلاق الرب على السيد
    المالك في قوله ربها وبين مـا في الحديث الآخر وهو في الصحيح لا يقل أحدكم أطعم
    ربك وضئ ربك أسق ربك وليقل سيدي ومولاي بأن اللفظ هنا خرج على سبيل المبالغة أو
    المراد بالرب هـنا المربي وفي المنهي عنه السيد أو أن النهي عنه متأخر أو مختص
    بغير الرسول صلى الله عليه وسلم قولـه
    تطاول أي تفاخروا في تطويل البنيان وتكاثروا به
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:41

    به قوله رعاة الإبل هو بضم الراء جمع راع كقضاة وقاض والبهم بضم الموحدة ووقع في رواية
    الأصيلي بفتحها ولا يتجه مع ذكر الإبل وإنما يتجه مع ذكر الشياه أو مع عدم الإضافة
    كما في رواية مسلم
    رعاء البهم وميم البهم في رواية البخاري
    يجوز ضمها على أنـــه صفة الرعاة ويجوز الكسر على أنها صفة الإبل يعني الإبل السود
    وقيل أنها شر الالوان عندهم وخيرها لاحمر التي ضرب بها المثل فقيل خير من حمر
    النعم ووصف الرعاة بالبهم إما لأنهم
    مجهولو الأنساب ومنه أبهم الأمر فهو مبهم إذا لم تعرف حقيقته وقال القرطبي الآولى
    أن يحمل على أنهم سود الالوان لأن الادمة غالب ألوانهم وقيل معناه أنهم لا شيء لهم
    كقوله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس حفاة عراة بهما قال وفيه نظر لأنه قد نسب له الإبل ز فكيف يقال
    لا شيء لهم قلت يحمل على أنها إضافة اختصاص لا ملك وهذا هــو الغالب أن الراعي
    يرعى لغيره بالأجرة وأما المالك فقل أن يباشر الرعي بنفسه قوله في التفسير وإذا
    كان الحفاة العراة زاد الإسماعيلي في روايته الصم البكم وقيل لهم ذلك مبالغة في
    وصفهم بالجهل أي لم يستعملوا أسماعهم ولا أبصارهم في الشيء من أمر دينهم وأن كانت
    حواسهم سليمة قوله
    رؤوس الناس أي ملوك الأرض وصرح به
    الإسماعيلي وفي رواية أبي فروة مثله والمراد بهم أهل البادية كما صرح به في رواية
    سليمان التيمي وغيره قال ما الحفاة العراة قال العرب وهو بالعين المهملة على
    التصغير وفي الطبراني من طريق أبي حمزة عن بن عباس مرفوعا من انقلاب الدين تفصح
    النبط واتخاذهم القصور في الأمصار قــال القرطبي المقصود الإخبار عن تبدل الحال
    بأن يستولى أهل البادية على الأمر ويتملكوا البلاد بالقهر فتكثر أموالهم وتنصرف
    هممهم إلى تشييد البنيان والتفاخر بــه وقد شاهدنا ذلك في هذا الزمان ومنه الحديث
    الآخر لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع ومنه إذا وسد الأمر
    أي أسند إلى غير أهله فانتظروا الساعـــة وكلاهما في الصحيح قوله
    في خمس أي علم وقت الساعة داخل في جملة
    خمس وحذف متعلق الجار سائغ كما في قوله تعالى {
    في تسع آيات }أي أذهب إلى فرعون بهذه الآية
    في جملة تسع آيات وفي رواية عطاء الخراساني قال فمتى الساعة قال
    هي في خمس من الغيب لا
    يعلمها الا الله
    قال القرطبي لا مطمع لأحد في علم شيء من هذه الأمور الخمسة لهذا
    الحديث وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا
    يعلمها الا هو بهذه الخمس وهو في الصحيح قال
    فمن ادعى علم شيء منها غير مسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كاذبا في دعواه قال وأما
    ظن الغيب فقد يجوز من المنجم وغيره إذا كان عن أمر عادي وليس ذلك بعلم وقد نقل بن
    عبد البر الإجماع على تحريم أخذ الأجرة والجعل واعطائها في ذلك وجاء عن بن مسعود
    قال أوتي نبيكم صلى الله عليه وسلم علم كل شيء سوى هذه الخمس وعن بن عمر مرفوعا نحوه أخرجهما أحمد وأخرج
    حميد بن زنجويه عن بعض الصحابة أنه ذكر
    العلم بوقت الكسوف قبل طهوره فأنكر عليه فقال إنما الغيب خمس وتلا هذه الآية وما
    عدا ذلك غيب يعلمــه قوم ويجهله قوم تنبيه تضمن الجواب زيادة على السؤال للاهتمام
    بذلك ارشادا للأمة لما يترتب على معرفة ذلك من المصلحة فإن قيل ليس في الآية أداة
    حصر كما في الحديث أجاب الطيبي بأن الفعل إذا كـــان عظيم الخطر وما ينبنى عليه
    الفعل رفيع الشأن فهم منه الحصر على سبيل الكناية ولا سيما إذا لوحظ ما ذكر في
    أسباب النزول من أن العرب كانوا يدعون علم نزول الغيث فيشعر بأن المراد من الآية
    نفى علمهم بذلك واختصاصه بالله سبحانه وتعالى فائدة النكتة في
    العدول عن الاثبات إلى النفي في قوله تعالى وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وكذا
    التعبير بالدراية دون العلم للمبالغة والتعميم إذ الدراية اكتساب علم الشيء بحيله
    فإذا انتفى ذلك عن كل نفس مع كونه من مختصاتها ولم تقع منه على علم كان عدم
    اطلاعها على علم غير ذلك من باب أولى اه ملخصا من كلام الطيبي قوله الآية أي تلا الآية
    إلى آخر السورة وصرح بذلك الإسماعيلي وكذا في رواية عمارة ولمسلم إلى قوله خبير
    وكذا في رواية أبي فروة وأما ما وقع عند المؤلف في التفسير من قوله إلى الأرحام
    فهو تقصير من بعض الرواة والسياق يرشد إلى أنه تلا الآية كلها قوله ثم أدبر فقال
    ردوه زاد في التفسير فأخذوا ليردوه فلم يروه شيئا فيه
    أن الملك يجوز أن يتمثل لغير النبي صلى الله عليه وسلم فيراه ويتكلم بحضرته وهو
    يسمع وقد ثبت عن عمران بن حصين أنه كان يسمع كلام الملائكة والله أعلم قوله جاء
    يعلم الناس في التفسير ليعلم وللإسماعيلي أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا ومثله
    لعمارة وفي رواية أبي فروة والذي بعث محمدا بالحق ما كنت بأعلم به من رجل منكم
    وأنه لجبريل وفي حديث أبي عامر ثم ولي فلما لم نر طريقه قال النبي صلى الله عليه
    وسلم سبحان الله
    هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم والذي نفس محمد بيده ما
    جاءني قط الا وأنا أعرفه إلا أن تكون هذه المرة
    وفي رواية التيمي ثم نهض فولى
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي
    بالرجل فطلبناه كل مطلب فلم نقدر عليه
    فقال
    هل
    تدرون من هذا هذا جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم خذوا عنه فوالذي نفسي بيده ما شبه على
    منذ أتاني قبل مرتي هذه وما عرفته حتى ولي
    قال بن حبان تفرد سليمان التيمي
    بقوله خذوا عنه قلت وهو من الثقات الاثبات وفي قوله
    جاء ليعلم الناس دينهم إشارة إلى هذه الزيادة فما تفرد
    الا بالتصريح وإسناد التعليم إلى جبريل مجازى لأنه كان السبب في الجواب فلذلك أمر
    بالأخذ عنه واتفقت هذه الروايات على أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة
    بشأنه بعد أن التمسوه فلم يجدوه وأما ما وقع عند مسلم وغيره من حديث عمر في رواية
    كهميس ثم انطلق قال عمر فلبثت ثم قال
    يا عمر أتدري من
    السائل
    قلت الله
    ورسوله أعلم قال
    فأنه جبريل فقد جمع بين الروايتين بعض
    الشراح بأن قوله فلبثت مليا أي زمانا بعد انصرافه فكأن النبي صلى الله عليه وسلم
    أعلمهم بذلك بعد مضى وقت ولكنه في ذلك المجلس لكن يعكر على هذا الجمع قوله في
    رواية النسائي والترمذي فلبثت ثلاثا لكن ادعى بعضهم فيها التصحيف وأن مليا صغرت
    ميمها فاشبهت ثلاثا لأنها تكتب بلا ألف وهذه الدعوى مردودة فإن في رواية أبي عوانة
    فلبثنا ليالي فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث ولابن حبان بعد ثالثة
    ولابن منده بعد ثلاثة أيام وجمع النووي بين الحديثين بأن عمر لم يحضر قول النبي
    صلى الله عليه وسلم في المجلس بل كان ممن قام إما مع الذين توجهوا في طلب الرجل أو
    لشغل آخر ولم يرجع مع من رجع لعارض عرض له فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
    الحاضرين في الحال ولم يتفق الإخبار لعمر الا بعد ثلاثة أيام ويدل عليه قوله
    فلقيني وقوله فقال لي يا عمر فوجه الخطاب له وحده بخلاف إخباره الأول وهو جمع حسن
    تنبيهات الأول دلت الروايات التي ذكرناها على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما عرف
    أنه جبريل الا في آخر الحال ....
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:42




    الياقوتة 7



    حدثنا ابن
    أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه، عن
    عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
    قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي،
    إذا وجدت صبياً في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي صلى الله
    عليه وسلم : (
    أترون هذه طارحة ولدها في النار). قلنا : لا، وهي تقدر على أن لا
    تطرحه ، فقال: (
    لله أرحم بعباده من هذه بولدها).





    البخاري
    – كتاب الادب – بــــــاب : رحمـــة الولــد وتقبيلــه
    ومعانقتــه



    مسلم –
    كتاب التوبة – باب : في سعة رحمة الله تعالى ةأنها سبقت غضبه






    شرح----------- من فتح الباري ----------------
    -------------ابن حجر العسقلاني






    قوله حدثنا
    بن أبي مريم هو سعيد ومدار هذا الحديث في الصحيحين عليه وأبو
    غسان هو محمد بن مطرف والإسناد منه فصاعدا مدنيون قوله قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي في رواية الكشميهني بسبي وبضم قاف قدم وهذا
    السبي هو سبي هوازن قولـــه فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقى كذا للمستملي والسرخسي
    بسكون المهملة من تحلب وضم اللام وثديها بالنصب وتسقى بفتح المثناة وبقاف مكسورة وللباقين قـــد تحلب بفتح الحاء وتشديد اللام أي
    تهيأ لأن يحلب وثديها بالرفع ففي روايـــة الكشميهني بالافراد والباقين ثدياها بالتثنية وللكشميهني بسقي بكسر الموحدة وفتح المهملة وسكون القاف
    وتنويــن التحتانية وللباقين تسعى بفتح العيـن المهملة من السعي وهو المشي بسرعة وفي رواية مسلم عن
    الحلواني وابن عسكر كلاهما عن بن أبي مريم تبتغي بموحدة ساكنة ثم مثناة مفتوحة ثم
    غين معجمة من الابتغاء وهو الطلب قال عياض
    وهو وهم والصواب ما في رواية البخاري
    وتعقبه النووي بأن كلا من الروايتين صواب فهي
    ساعية وطالبة لولده ا وقـــال القرطبي لإخفاء بحسن رواية تسعى ووضوحها ولكن لرواية
    تبتغي وجها وهو تطلب ولدها وحذف المفعول للعلم بـه فلا يغلط الراوي مع هذا التوجيه قوله إذا وجدت
    صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها كذا للجميع ولمسلم وحذف منه شيء بينته رواية
    الإسماعيلي ولفظه إذا وجــدت صبيا أخذته
    فأرضعته فوجدت صبيا فأخذته فألزمته بطنها وعرف مـن سياقه أنها كانت فقدت صبيها
    وتضررت باجتماع اللبـن في ثديها فكانت إذا وجدت صبيا أرضعته ليخف عنها فلما وجدت صبيها بعينه أخذته فالتزمته ولم أقف
    على اسم هذا الصبي ولا على اسم أمه قوله
    أترون بضم المثناة أي أتظنون قوله قلنا لا وهي تقدر
    على أن لا تطرحـه أي لا تطرحه طائعة أبدا وفي رواية الإسماعيلي فقلنـا لا والله الخ قولــه
    لله بفتح
    أوله لام تأكيد وصرح بالقسم في رواية الإسماعيلي فقال
    والله لله أرحم الخ قوله بعباده كأن المراد بالعباد هنا من مات على الإسلام
    ويؤيده ما أخرجه أحمد والحاكم من حديث أنس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر
    مـن أصحابه وصبي على الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت
    تسعى وتقول ابني ابني وسعت فأخذته فقـال
    القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقى ابنها في النار فقال ولا الله بطارح حبيبه
    في النار فالتعبير بحبيبه يخرج الكافــر
    وكذا من شاء إدخاله ممن لم يتب من مرتكبي الكبائر وقال الشيخ أبـو محمد بن أبي جمرة لفظ العباد
    عام ومعناه خاص بالمؤمنين وهو كقولـــه
    تعالى {
    ورحمتي
    وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون
    } فهي عامة مــن جهة الصلاحية وخاصة بمن كتبت
    له قال ويحتمل أن يكون المراد أن رحمة الله لا يشبهها شيء لمن سبق له منها نصيب من
    أي العباد كان حتى الحيوانات وفيـه إشارة إلى أنه ينبغي للمرء أن يجعل تعلقه
    في جميع أموره بالله وحده وأن كل من فرض
    أن فيه رحمة ما حتى يقصد لاجلها فالله سبحانه وتعالى أرحم منـه فليقصد العاقل
    لحاجته من هو أشد له رحمة قال وفي الحديث جواز نظر النساء المسبيات لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينه عن النظر إلى المرأة المذكورة بـل في سياق الحديث ما يقتضي إذنه في النظر
    إليها وفيـه ضرب المثل بما يدرك بالحواس
    لما لا يدرك بها لتحصيل معرفة الشيء على وجهه وان كان الذي ضرب به المثل لا يحــاط
    بحقيقته لأن رحمـة الله لا تدرك بالعقل ومع ذلك فقربها النبي صلى الله عليه وسلم للسامعين بحال المرأة
    المذكورة وفيه جواز ارتكاب أخف الضررين
    لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينه المرأة عــن ارضاع الاطفال الذين أرضعتم مع احتمال
    أن يكبر بعضهم فيتزوج بعض من أرضعته
    المرأة معه لكن لما كانت حالة الارضـاع ناجزة وما يخشى من المحرمية متوهم اغتفر قلت ولفظ الصبي بالتذكير في الخبر ينازع في ذلك قــال وفيه أن الكفـــار مخاطبون بفروع الشريعة
    وقد يستدل بــه على عكس ذلك فأما الأول
    فمن جهة أن الأطفال لولا أنهم كــان بهم ضرورة إلى الارضاع في تلك الحالة ما تركها
    النبي صلى الله عليه وسلم ترضع أحدا منهم وأما الثاني وهو أقوى فلأنه أقرها على
    إرضاعهم من قبل أن تتبين الضرورة اه ملخصا ولا يخفى ما فيه
    .
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:43

    الياقوتة 8





    باب: فضل الغسل يوم الجمعة، وهل
    على الصبي شهود يوم الجمعة، أو على النساء.






    حدثنا عبد الله بن
    محمد بن أسماء قال: أخبرنا جويرية، عن مالك، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن
    عمر، عن ابن عمر، رضي الله عنهما:
    أن عمر بن الخطاب، بينما هو قائم في الخطبة يوم الجمعة، إذا دخل رجل من المهاجرين
    الأولين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فناداه عمر: أية ساعة هذه؟ قال: إني
    شغلت، فلم انقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين، فلم أزد أن توضأت. فقال: والوضوء
    أيضا، وقد علمت أن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل.





    البخاري – كتاب الجمعة–
    بــــــاب :
    فضل الغسل يوم الجمعة


    مسلم –
    كتاب الجمعة – باب :
    ما جاء في
    الاغتسال يوم الجمعة






    شرح----------- من فتح الباري ----------------
    -------------ابن حجر العسقلاني



    قوله باب فضل الغسل يوم الجمعة قال الزين بن المنير لم يذكرالحكم لما
    وقع فيه من
    الخلاف واقتصرعلىالفضل لأن معناه الترغيب فيه
    وهو القدر الذي تتفق الأدلة على ثبوته قوله وهل على الصبي
    شهود يوم الجمعة أو على النساء اعترض أبو عبد الملك فيما
    حكاه بن التين على هذا الشق الثاني من الترجمة
    فقال ترجم هل على الصبي أو النساء
    جمعة وأورد إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل وليس فيه ذكر وجوب شهود
    ولا غيره وأجاب بـن التين بأنه أراد سقوط الوجوب
    عنهم أما الصبيان فبالحديث الثالث في الباب حيث قال
    على كل محتلم فدل على أنها غير
    واجبة على الصبيان قال وقال الداودي فيه دليل على سقوطها ع
    ــن النساء لأن الفروض تجب عليهن في
    الأكثر بالحيض لا بالاحتلام وتعقب بان الحيض في حقهن علامة للبلوغ كالاحتلام وليس
    الاحتلام مختصا بالرج
    ـال وإنما ذكر في الخبر لكونه
    الغالب وإلا فقد لا يحتلم الإنسان أصلا ويبلغ بالإنزال أو الس
    ـن وحكمه حكم المحتلم وقــال الزين بن المنير إنما أشار إلى
    أن غسل الجمعة شرع للرواح إليها
    كما دلت عليه الأخبار فيحتاج إلى
    معرفة م
    ـن يطلب رواحه فيطلب غسله واستعمل الاستفهام في الترجمة للإشارة إلى
    وقوع الاحتمال في حق الصبي في عموم



    - قوله أحدكم لكن تقيده بالمحتلم في الحديث الآخر يخرجه
    وأما النساء فيقع فيهن الاحتمال بأن يدخلن في أحدكم بطريق التبع وك
    ـذا احتمال عموم النهى في منعهن
    المساجد لكن تقيده بالليل يخرج الجمعة أه ولعل البخاري أشار بذكر النساء إلى ما
    سيأتي قريبا في بعض طرق حديث نافع وإلى الحديث المصرح بأن لا جمع
    ــة على امرأة ولا صبي لكونه ليس
    على شرطه وإن كان الإسناد صحيحا
    وهو عند أبي داود من حديث طارق بن
    شهاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ورجاله ثقات لكن قال أبو داود لم يسمع طارق من
    النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه رآه أه وق
    ـد أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق طارق عن أبي موسى الأشعري قال الزين بن
    المنير ونقل عن مالك أن من يحضر الجمعة من غير الرجال ان حضرها لابتغاء الفضل شرع
    له الغسل وسائر آداب الجمعة وان حضرها لأمر اتفاقى فلا ثم أورد المصنف في الباب
    ثلاثة أحاديث
    أحدها حديث نافع عن بن عمر أخرجه
    م
    ـن حديث مالك عنه بلفظ إذا جاء أحدكم الجمعة
    فليغتسل
    وقـــد رواه بن وهب عن مالك أن نافعا
    حدثهم فذكره أخرجه البيهقي والفاء للتعقيب وظاهره أن الغسل يعقب المجيء وليس ذلك
    المراد
    وإنما التقدير إذا أراد أحدكم وقد
    جاء مصرحا به في رواية الليث عن نافع عند مسلم ولفظه
    إذا أراد أحدكم أن
    يأتي الجمعة فليغتسل
    ونظير ذلك قوله تعالى{إذا ناجيتم الرسول
    فقدموا بين يدي نجواكم صدقة
    } فإن المعنى إذا أردتم المناجاة
    بلا خلاف ويقوى رواية الليث حديث أبي هريرة الآتي قريبا بلفظ
    من اغتسل يوم الجمعة
    ثم راح
    فهو صريح في تأخير الرواح عن
    الغسل وعرف بهذا فساد قول من حمله على ظاهره واحتج به على أن الغسل لليوم لا
    الصلاة
    لأن الحديث واحـد ومخرجه واحد وقد تبين الليث في
    روايته المراد وقواه حديث أبي هريرة ورواية نافع عن ب
    ــن عمر لهذا الحديث مشهورة جدا فقد
    اعتنى بتخريج طرقه أبو عوانة في صحيحه فساقه من طريق سبعين نفسا رووه عن نافع
    وقــد تتبعت ما فاته وجمعت ما وقع لي
    من طرقه في جزء مفرد لغرض اقتضى ذلك
    فبلغت أسماء مـن رواه عن نافع مائة وعشرين نفسا
    فما يستفاد منه هنا ذكر سبب الحديث ففي رواية إسماعيل بن أمية عن نافع عند أبي
    عوانة وقاسم بن أصبغ كان الناس يغدون في أعمالهم فإذا كانت الجمعة جاءوا وعليهم
    ثياب متغيرة فشكوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من جاء منكم الجمعة
    فليغتسل ومنها ذكر محل القول ففي رواية الحكم بن عتيبة عن نافع عن بن عمر سمعت
    رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد هذا المنبر بالمدينة يقول أخرج
    ـه يعقوب الجصاص في فوائده مـن رواية اليسع بن قيس عـن الحكم وطريق الحكم عند النسائي
    وغيره من رواية شعبة عنه بدون هذا السياق بلفظ حديث الباب إلا قوله ج
    ــاء فعنده راح وكذا رواه النسائي
    من رواية إبراهيم بن طهمان عن أيوب ومنصور ومالك ثلاثتهم عن نافع ومنها ما يدل على
    تكرار ذلك ففي رواية صخر بن جويرية عن نافع عند أبي مسلم الكجي بلفظ كان إذا خطب
    يوم الجمعة قال الحديث ومنها زيادة في المت
    ـن ففي رواية عثمان بن واقد عن نافع عند أبي عوانة وابن
    خزيمة وابن حبان في صحاحهم بلفظ
    من أتى الجمعة من الرجال والنساء
    فليغتسل وم
    ـــن لم يأتهافليس عليه غسل ورجاله ثقات لكن قال البزار أخشى
    أن يكون عثمان بن واقد وهم فيه ومنها زيادة فى المت
    ــن والإسناد أيضا أخرجه أبو داود
    والنسائي وابن خزيمة واب
    ــن حبان وغيرهم من طرق عن مفضل بن
    فضاله عن عياش بن عباس الفتبانى عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن بن عمر
    عن حفصة قالت ق
    ـال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    الجمعة
    واجبة
    على كل محتلم وعلى من راح إلى الجمعة الغسل
    قال الطبراني في الأوسط لم يروه
    عن نافع بزيادة حفصة الا بكير ولا عنه الا عياش تفرد ب
    ــه مفضل قلت رواته ثقات فإن كان
    محفوظا فهو حديث آخر ولا مانع أن يسمعه بن عمر من النبي صلى الله عليه وسلم وم
    ــن غيره من الصحابة فيأتي في ثاني
    أحاديث الباب من رواية
    ابـن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله
    عليه وسلم
    ولا سيما مع اختلاف المتون قال ابن دقيق العيد في الحديث دليل على
    تعليق الأمر بالغسل بالمجئ إلى الجمعة
    واستدل به لمالك في أنه يعتبر أن يكون الغسل
    متصلا بالذهاب ووافقه الأوزاعي والليث والجمهور قالوا يجزئ من بعد الفجر ويشهد لهم
    حديث بن عباس الآتي قريبا
    وقال الأثرم سمعت أحمد سئل عمن
    اغتسل ثم أحدث هل يكفيه الوضوء فقال نعم
    ولم أسمع فيه أعلى من حديث بن
    أبزي يشير إلى ما أخرجه بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن
    أبيه وله صحبة أنه كان يغتسل يوم الجمعة ثم يحدث فيتوضأ ولا يعيد الغسل
    ومقتضى النظر أن يقــال إذا عرف أن الحكمة في الأمر
    بالغسل يوم الجمعة والتنظيف رعاي
    ـة الحاضرين مـن التأذى بالرائحة الكريهة فمـن خشي أن يصيبه في أثناء النهار
    ما يزيل تنظيفه استحب له أن يؤخر الغسل لوقت ذهابه
    ولعل هذا هــو الذي لحظه مالك فشرط اتصال
    الذهاب بالغسل ليحصل الأمن مما يغاير التنظيف والله أعلم
    قـال ابن دقيق العيد ولقد أبعد الظاهري
    إبعادا يكاد أن يكون مجزوما ببطلانه
    حيث لم يشترط تقدم الغسل على إقامة صلاة الجمعــة حتى لو اغتسل قبل الغروب كفى
    عنده تعلقا باضافه الغسل إلى اليوم يعني
    كما سيأتي في حديث الباب الثالث وقد تبين مــن بعض الروايات أن الغسل لإزالة
    الروائح الكريهة
    يعني كما سيأتي من حديث عائشة بعد
    أبواب ق
    ـــال وفهم منه أن المقصود عدم تأذى الحاضرين وذلك لا
    يتأتى بعد إقامة الجمعة وكذلك أقول لو قدمه بحيث لا يتحصل هذا المقصود لم يعتد به
    والمعنى إذا كان معلوما كالنص قطعا أو ظنا مقارنا للقطع
    فاتباعه وتعليق الحكم بــه أولى من أتباع مجرد اللفظ قلت
    وقد حكى بن عبد البر الإجماع على أن م
    ـن اغتسل بعد الصلاة لم يغتسل
    للجمعة ولا فعل ما أمر به وادعى بن حزم أنه قول
    جماعة من الصحابة والتابعين وأطال
    في تقرير ذلك بما هو بصدد المنع والرد يفضى إلى التطويل بما لا طائل تحته ولم يورد
    عن أحد ممن ذكر التصريح بأجزاء الاغتسال بعد صلاة الجمعة وإنما أورد عنهم ما يدل
    على أنه لا يشترط اتصال الغسل بالذهاب إلى الجمعة فأخذ هو منه أنه لا فرق بين ما
    قبل الزوال أو بعده والفرق بينهما ظاهر كالشمس والله أعلم واستدل من مفهوم الحديث
    على أن الغسل لا يشرع لمن لم يحضر الجمعة وقد تقدم التصريح بمقتضاه في آخر رواية
    عثمان بن واقد عن نافع وهذا هو الأصح عند الشافعية وبه قال الجمهور خلافا لأكثر
    الحنفية وقوله فيه الجمعة المراد به الصلاة أو المكان الذي تقام فيه وذكر المجيء
    لكونه الغالب وإلا فالحكم شامل لمن كان مجاورا للجامع أو مقيما به واستدل به على
    أن الأمر لا يحمل على الوجوب إلا بقرينة لقوله كان يأمرنا مع أن الجمهور حملوه على
    الندب كما سيأتي في الكلام على الحديث الثالث وهذا بخلاف صيغة أفعل فإنها على
    الوجوب حتى تظهر قرينة على الندب الحديث الثاني حديث مالك عن الزهري عن سالم بن
    عبد الله بن عمر عن بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب بينا هو قائم في
    الخطبة يوم الجمعة الحديث أورده من رواية جويرية بن أسماء عن مالك وهو عند رواة
    الموطأ عن مالك ليس فيه ذكر بن عمر فحكى الإسماعيلي عن البغوي بعد أن أخرجه من
    طريق روح بن عبادة عن مالك أنه لم يذكر في هذا الحديث أحد عن مالك عبد الله بن عمر
    غير روح بن عبادة وجويريه أه وقد تابعهما أيضا عبد الرحمن بن مهدي أخرجة أحمد بن
    حنبل عنه بذكر بن عمر وقال الدارقطني في الموطأ رواه جماعة من أصحاب مالك الثقات عنه
    خارج الموطأ موصولا عنهم فذكر هؤلاء الثلاثة ثم قال وأبو عاصم النبيل وإبراهيم بن
    طهمان والوليد بن مسلم وعبد الوهاب بن عطاء وذكر جماعة غيرهم في بعضهم مقال ثم ساق
    أسانيدهم إليهم بذلك وزاد بن عبد البر فيمن وصله عن مالك القعنبي في رواية إسماعيل
    إسحاق القاضي عنه ورواه عن الزهري موصولا يونس بن يزيد عند مسلم ومعمر عند أحمد
    وأبو أويس عند قاسم بن أصبغ ولجويرية بن أسماء فيه إسناد آخر أعلى من روايته عن
    مالك أخرجه الطحاوي وغيره من رواية أبي غسان عنه عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما
    قوله بينا أصله بين وأشبعت الفتحة وقد تبقى بلا إشباع ويزاد فيها ما فتصير بينما
    وهي رواية يونس وهي ظرف زمان فيه معنى المفأجاة قوله إذ جاء رجل في رواية المستملى
    والأصيلي وكريمة إذ دخل
    - قوله من المهاجرين الأولين قيل في تعريفهم من صلى إلى القبلتين وقيل
    من شهد بدرا وقيل من شهد بيعة الرضوان ولا شك أنها مراتب نسبية والأول أولى في
    التعريف لسبقه فمن هاجر بعد تحويل القبلة وقيل وقعة بدر هو آخر بالنسبة إلى من
    هاجر قبل التحويل وقد سمي بن وهب وابن القاسم في روايتهما عن مالك في الموطأ الرجل
    المذكور عثمان بن عفان وكذا سماه معمر في روايته عن الزهري عند الشافعي وغيره وكذا
    وقع في رواية بن وهب عن أسامة بن زيد عن نافع عن بن عمر قال بن عبد البر لا أعلم
    خلافا في ذلك وقد سماه أيضا أبو هريرة في روايته لهذه القصة عند مسلم كما سيأتي
    بعد بابين قوله فناداه أي قاله له يا فلان قوله أية ساعة هذه أية بتشديد التحتانية
    تانيث أي يستفهم بها والساعة اسم لجزء من النهار مقدر وتطلق على الوقت الحاضر وهو
    المراد هنا وهذا الاستفهام استفهام توبيخ وانكار وكأنه يقول لم تأخرت إلى هذه
    الساعة وقد ورد التصريح بالإنكار في رواية أبي هريرة فقال عمر لم تحتبسون عن
    الصلاة وفي رواية مسلم فعرض عنه عمر فقال ما بال رجال يتأخرون بعد النداء والذي
    يظهر أن عمر قال ذلك كله فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظ الآخر ومراد عمر التلميح إلى
    ساعات التبكير التي وقع الترغيب فيها وأنها إذا انقضت طوت الملائكة الصحف كما
    سيأتي قريبا وهذا من أحسن التعريضات وأرشق الكنايات وفهم عثمان ذلك فبادر إلى
    الاعتذار عن التأخر قوله إني شغلت بضم أوله وقد بين جهة شغله في رواية عبد الرحمن
    بن مهدي حيث قال انقلبت من السوق فسمعت النداء والمراد به الأذان بين يدي الخطيب
    كما سيأتي بعد أبواب قوله فلم أزد على أن توضأت لم اشتغل بشيء بعد أن سمعت النداء
    إلا بالوضوء وهذا يدل على أنه دخل المسجد في ابتداء شروع عمر في الخطبة قوله
    والوضوء أيضا فيه إشعار بأنه قبل عذره في ترك التبكير لكنه استنبط منه معنى آخر
    اتجه له عليه فيه إنكار ثان مضاف إلى الأول وقوله والوضوء في روايتنا بالنصب وعليه
    اقتصر النووي في شرح مسلم أي والوضوء أيضا اقتصرت عليه أو اخترته دون الغسل
    والمعنى ما اكتفيت بتأخير الوقت وتفويت الفضيلة حتى تركت الغسل واقتصرت على الوضوء
    وجوز القرطبي الرفع على أنه مبتدأ وخبره محذوف أي والوضوء أيضا يقتصر عليه وأغرب
    السهيلي فقال اتفق الرواة على الرفع لأن النصب يخرجه إلى معنى الإنكار يعني
    والوضوء لا ينكر وجوابه ما تقدم والظاهر أن الواو عاطفة وقال القرطبي هي عوض عن
    همزة استفهام كقراءة بن كثير قال فرعون وآمنتم به وقوله أيضا أي ألم يكفك أن فاتك
    فضل التبكير إلأى الجمعة حتى أضفت إليه ترك الغسل المرغب فيه ولم أقف في شيء من
    الروايات على جواب عثمان عن ذلك والظاهر أنه سكت عنه اكتفاء بالاعتذار الأول لأنه
    قد أشار إلى أنه كان ذاهلا عن الوقت وأنه بادر عند سماع النداء وإنما ترك الغسل
    لأنه تعارض عنده إدراك سماع الخطبة والاشتغال بالغسل وكل منهما مرغب فآثر سماع
    الخطبة ولعله كان يرى فرضيته فلذلك آثره والله أعلم قوله كان يأمر بالغسل كذا في
    جميع الروايات لم يذكر المأمور إلا أن في رواية جويرية عن نافع بلفظ كنا نؤمر وفي
    حديث بن عباس عند الطحاوي في هذه القصة أن عمر قال له لقد علم أنا أمرنا بالغسل
    قلت أنتم المهاجرون الأولون أم الناس جميعا قال لا أدرى رواته ثقات إلا أنه معلول
    وقد وقع في رواية أبي هريرة في هذه القصة أن عمر قال ألم تسمعوا أن رسول الله صلى
    الله عليه وسلم قال إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل كذا هو في الصحيحين وغيرهما
    وهو ظاهر في عدم التخصيص بالمهاجرين الأولين وفي هذا الحديث من الفوائد القيام في
    الخطبة وعلى المنبر وتفقد الإمام رعيته وأمره لهم بمصالح دينهم وإنكاره على من أخل
    بالفضل وان كان عظيم المحل ومواجهته بالإنكار ليرتدع من هو دونه بذلك وأن الأمر
    بالمعروف والنهي عن المنكر في أثناء الخطبة لا يفسدها وسقوط منع الكلام عن المخاطب
    بذلك وفيه الاعتذار إلى ولاة الأمر وإباحة الشغل والتصرف يوم الجمعة قبل النداء
    ولو أفضى إلى ترك فضيلة البكور إلى الجمعة لأن عمر لم يأمر برفع السوق بعد هذه
    القصة واستدل به مالك على أن مالك على أن السوق لا تمنع يوم الجمعة قبل النداء
    لكونها كانت في زمن عمر ولكون الذاهب إليها مثل عثمان وفيه شهود الفضلاء السوق
    ومعاناة المتجر فيها وفيه أن فضيلة التوجه إلى الجمعة إنما تحصل قبل التأذين وقال
    عياض فيه حجة لأن السعي إنما يجب بسماع الأذان وأن شهود الخطبة لا يجب وهو مقتضى
    قول أكثر المالكية وتعقب بأنه لا يلزم من التأخير إلى سماع النداء فوات الخطبة بل
    تقدم ما يدل على أنه لم يفت عثمان من الخطبة شيء وعلى تقدير أن يكون فاته منها شيء
    فليس فيه دليل على أنه لا يجب شهودها على من تنعقد به الجمعة واستدل به على أن غسل
    الجمعة واجب لقطع عمر الخطبة وإنكاره على عثمان تركه وهو متعقب لأنه أنكر عليه ترك
    السنة المذكورة وهي التبكير إلى الجمعة فيكون الغسل كذلك وعلى أن الغسل ليس شرطا
    لصحة الجمعة وسيأتي البحث فيه في الحديث بعده الحديث الثالث حديث مالك أيضا عن
    صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري لم تختلف رواة الموطأ على مالك
    في إسناده ورجاله مدنيون كالأول وفيه رواية تابعي عن تابعي صفوان عن عطاء وقد تابع
    مالكا على روايته الدراوردي عن صفوان عند بن حبان وخالفهما عبد الرحمن بن إسحاق
    فرواه عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة أخرجه أبو بكر المروذي في
    كتاب الجمعة له


    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    2-عـمـر بـن الخطـاب                       رضي الله عنه Empty رد: 2-عـمـر بـن الخطـاب رضي الله عنه

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 8 فبراير 2009 - 12:44

    -قوله غسل يوم الجمعة استدل به لمن قال الغسل لليوم للاضافة إليه وقد
    تقدم ما فيه واستنبط منه أيضا أن ليوم الجمعة غسلا مخصوصا حتى لو وجدت صورة الغسل
    فيه لم يجز عن غسل الجمعة إلا بالنية وقد أخذ بذلك أبو قتادة فقال لابنه وقد رآه
    يغتسل يوم الجمعة ان كان غسلك عن جنابة فأعد غسلا آخر للجمعة أخرجه الطحاوي وابن
    المنذر وغيرهما ووقع في رواية مسلم في حديث الباب الغسل يوم الجمعة وكذا هو في
    الباب الذي بعد هذا وظاهره أن الغسل حيث وجد فيه كفى لكون اليوم جعل ظرفا للغسل
    ويحتمل أن يكون اللام للعهد فتتفق الروايتان قوله واجب على كل محتلم أي بالغ وإنما
    ذكر الاحتلام لكونه الغالب واستدل به على دخول النساء في ذلك كما سيأتي بعد ثمانية
    أبواب واستدل بقوله واجب على فرضية غسل الجمعة وقد حكاه بن المنذر عن أبي هريرة
    وعمار بن ياسر وغيرهما وهو قول أهل الظاهر وإحدى الروايتين عن أحمد وحكاه بن حزم
    عن عمر وجمع جم من الصحابة ومن بعدهم ثم ساق الرواية عنهم لكن ليس فيها عن أحد
    منهم التصريح بذلك إلا نادرا وإنما اعتمد في ذلك على أشياء محتملة كقول سعد ما كنت
    أظن مسلما يدع غسل يوم الجمعة وحكاه بن المنذر والخطابي عن مالك وقال القاضي عياض
    وغيره ليس ذلك بمعروف في مذهبه قال بن دقيق العيد قد نص مالك على وجوبه فحمله من
    لم يمارس مذهبه على ظاهره وأبي ذلك أصحابه أه والرواية عن مالك بذلك في التمهيد
    وفيه أيضا من طريق أشهب عن مالك أنه سئل عنه فقال حسن وليس بواجب وحكاه بعض
    المتأخرين عن بن خزيمة من أصحابنا وهو غلط عليه فقد صرح في صحيحه بأنه على الاختيار
    واحتج لكونه مندوبا بعدة أحاديث في عدة تراجم وحكاه شارح الغنية لابن سريج قولا
    للشافعي واستغرب وقد قال الشافعي في الرسالة بعد أن أورد حديثي بن عمر وأبي سعيد
    احتمل قوله واجب معنيين الظاهر منهما أنه واجب فلا تجزى الطهارة لصلاة الجمعة إلا
    بالغسل واحتمل أنه واجب في الاختيار وكرم الأخلاق والنظافة ثم استدل للاحتمال
    الثاني بقصة عثمان مع عمر التي تقدمت قال فلما لم يترك عثمان الصلاة للغسل ولم
    يأمره عمر بالخروج للغسل دل ذلك على أنهما قد علما أن الأمر بالغسل للاختيار أه
    وعلى هذا الجواب عول أكثر المصنفين في هذه المسألة كابن خزيمة والطبري والطحاوي
    وابن حبان وابن عبد البر وهلم جرا وزاد بعضهم فيه أن من حضر من الصحابة وافقوهما
    على ذلك فكان إجماعا منهم على أن الغسل ليس شرطا في صحة الصلاة وهو استدلال قوي
    وقد نقل الخطابي وغيره الإجماع على أن صلاة الجمعة بدون الغسل مجزئة لكن حكى
    الطبري عن قوم أنهم قالوا بوجوبه ولم يقولوا إنه شرط بل هو واجب مستقل تصح الصلاة
    بدونه كأن أصله قصد التنظيف وإزالة الروائح الكريهة التي يتأذى بها الحاضرون من
    الملائكة والناس وهو موافق لقول من قال يحرم أكل الثوم على من قصد الصلاة في
    الجماعة ويرد عليهم أنه يلزم من ذلك تأثيم عثمان والجواب أنه كان معذورا لأنه إنما
    تركه ذاهلا عن الوقت مع أنه يحتمل أن يكون قد اغتسل في أول النهار لما ثبت في صحيح
    مسلم عن حمران أن عثمان لم يكن يمضى عليه يوم حتى يفيض عليه الماء وإنما لم يعتذر
    بذلك لعمر كما اعتذر عن التأخر لأنه لم يتصل غسله بذهابه إلى الجمعة كما هو الأفضل
    وعن بعض الحنابلة التفصيل بين ذي النظافة وغيره فيجب على الثاني دون الأول نظرا
    إلى العلة حكاه صاحب الهدى وحكى بن المنذر عن إسحاق بن راهويه أن قصة عمر وعثمان
    تدل على وجوب الغسل لا على عدم وجوبه من جهة ترك عمر الخطبة واشتغاله بمعاتبة
    عثمان وتوبيخ مثله على رؤوس الناس فلو كان ترك الغسل مباحا لما فعل عمر ذلك وإنما
    لم يرجع عثمان للغسل لضيق الوقت إذ لو فعل لفاتته الجمعة أو لكونه كان اغتسل كما
    تقدم قال بن دقيق العيد ذهب الأكثرون إلى استحباب غسل الجمعة وهو محتاجون إلى الاعتذار
    عن مخالفة هذا الظاهر وقد أولوا صيغة الأمر على الندب وصيغة الوجوب على التأكيد
    كما يقال إكرامك على واجب وهو تأويل ضعيف إنما يصار إليه إذا كان المعارض راجحا
    على هذا الظاهر وأقوى ما عارضوا به هذا الظاهر حديث من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت
    ومن اغتسل فالغسل أفضل ولا يعارض سنده سند هذه الأحاديث قال وربما تأولوه تاويلا
    مستكرها كمن حمل لفظ الوجوب على السقوط انتهى فأما الحديث فعول على المعارضة به
    كثير من المصنفين ووجه الدلالة منه قوله فالغسل أفضل فإنه يقتضى اشتراك الوضوء
    والغسل في أصل الفضل فيستلزم أجزاء الوضوء ولهذا الحديث طرق أشهرها وأقواها رواية
    الحسن عن سمرة أخرجها أصحاب السنن الثلاثة وابن خزيمة وابن حبان وله علتان إحداهما
    أنه من عنعنة الحسن والأخرى أنه اختلف عليه فيه وأخرجه بن ماجة من حديث أنس
    والطبراني من حديث أنس والطبراني من حديث عبد الرحمن بن سمرة والبزار من حديث أبي
    سعيد وابن عدي من حديث جابر وكلها ضعيفة وعارضوا أيضا بأحاديث منها الحديث الآتي
    في الباب الذي بعده فإن فيه وأن يستن وأن يمس طيبا قال القرطبي ظاهره وجوب
    الاستنان والطيب لذكرهما بالعاطف فالتقدير الغسل واجب والاستنان والطيب كذلك قال
    وليسا بواجبين اتفاقا فدل على أن الغسل ليس بواجب إذ لا يصح تشريك ما ليس بواجب مع
    الواجب بلفظ واحد انتهى وقد سبق إلى ذلك الطبري والطحاوي وتعقبه بن الجوزي بأنه لا
    يمتنع عطف ما ليس بواجب على الواجب لا سيما ولم يقع التصريح بحكم المعطوف وقال بن
    المنير في الحاشية أن سلم أن المراد بالواجب الفرض لم ينفع دفعه بعطف ما ليس بواجب
    عليه لأن للقائل أن يقول أخرج بدليل فبقي ما عداه على الأصل وعلى أن دعوى الإجماع
    في الطيب مردودة فقد روى سفيان بن عيينة في جامعه عن أبي هريرة أنه كان يوجب الطيب
    يوم الجمعة وإسناده صحيح وكذا قال بوجوبه بعض أهل الظاهر ومنها حديث أبي هريرة
    مرفوعا من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له أخرجه مسلم قال
    القرطبي ذكر الوضوء وما معه مرتبا عليه الثواب المقتضى للصحة فدل على أن الوضوء
    كاف وأجيب بأنه ليس فيه نفى الغسل وقد ورد من وجه آخر في الصحيحين بلفظ من اغتسل
    فيحتمل أن يكون ذكر الوضوء لمن تقدم غسله على الذهاب فاحتاج إلى إعادة الوضوء
    ومنها حديث بن عباس أنه سئل عن غسل يوم الجمعة أواجب هو فقال لا ولكنه أطهر لمن
    اغتسل ومن لم يغتسل فليس بواجب عليه وسأخبركم عن بدء الغسل كان الناس مجهودين
    يلبسون الصوف ويعملون وكان مسجدهم ضيقا فلما آذى بعضهم بعضا قال النبي صلى الله
    عليه وسلم أيها الناس إذا كان هذا اليوم فاغتسلوا قال بن عباس ثم جاء الله بالخير
    ولبسوا غير الصوف وكفوا العمل ووسع المسجد أخرجه أبو داود والطحاوي وإسناده حسن
    لكن الثابت عن بن عباس خلافه كما سيأتي قريبا وعلى تقدير الصحة فالمرفوع منه ورد
    بصيغة الأمر الدالة على الوجوب وأما نفى الوجوب فهو موقوف لأنه من استنباط بن عباس
    وفيه نظر إذ لا يلزم من زوال السبب زوال المسبب كما في الرمل والجمار على تقدير
    تسليمه فلمن قصر الوجوب على من به رائحة كريهة أن يتمسك به ومنها حديث طاوس قلت
    لابن عباس زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا
    رءوسكم الا أن تكونوا جنبا الحديث قال بن حبان بعد أن أخرجه فيه أن غسل الجمعة
    يجزئ عنه غسل الجناية وأن غسل الجمعة ليس بفرض إذ لو كان فرضا لم يجز عنه غيره
    انتهى وهذه الزيادة الا أن تكونوا جنبا تفرد بها بن إسحاق عن الزهري وقد رواه شعيب
    عن الزهري بلفظ وأن تكونوا جنبا وهذا هو المحفوظ عن الزهري كما سيأتي بعد بابين
    ومنها حديث عائشة الآتي بعد أبواب بلفظ لو اغتسلتم ففيه عرض وتنبيه لا حتم ووجوب
    وأجيب بأنه ليس فيه نفى الوجوب وبأنه سابق على الأمر به والإعلام بوجوبه ونقل
    الزين بن المنير بعد قول الطحاوي لما ذكر حديث عائشة فدل على أن الأمر بالغسل لم
    يكن للوجوب وإنما كان لعله ثم ذهبت تلك العلة فذهب الغسل وهذا من الطحاوي يقتضى
    سقوط الغسل أصلا فلا يعد فرضا ولا مندوبا لقوله زالت العلة الخ فيكون مذهبا ثالثا
    في المسألة انتهى ولا يلزم من زوال العلة سقوط الندب تعبدا ولا سيما مع احتمال
    وجود العلة المذكورة ثم أن هذه الأحاديث كلها لو سلمت لما دلت الا على نفى اشتراط
    الغسل لا على الوجوب المجرد كما تقدم وأما ما أشار إليه بن دقيق العيد من أن بعضهم
    أوله بتأويل مستكره فقد نقله بن دحية عن القدوري من الحنفية وأنه قال قوله واجب أي
    ساقط وقوله على بمعنى عن فيكون المعنى أنه غير لازم ولا يخفى ما فيه من التكلف
    وقال الزين بن المنير أصل الوجوب في اللغة السقوط فلما كان في الخطاب على المكلف
    عبء ثقيل كان كل ما أكد طلبه منه يسمى واجبا كأنه سقط عليه وهو أعم من كونه فرضا
    أو ندبا وهذا سبقه بن بزيزة إليه ثم تعقبه بان اللفظ الشرعى خاص بمقتضاه شرعا لا
    وضعا وكأن الزين استشعر هذا الجواب فزاد أن تخصيص الواجب بالفرض اصطلاح حادث وأجيب
    بان وجب في اللغة لم ينحصر في السقوط بل ورد بمعنى مات وبمعنى اضطرب وبمعنى لزم
    وغير ذلك والذي يتبادر إلى الفهم منها في الأحاديث أنها بمعنى لزم لا سيما إذا
    سيقت لبيان الحكم وقد تقدم في بعض طرق حديث بن عمر الجمعة واجبة على كل محتلم وهو
    بمعنى اللزوم قطعا ويؤيده أن في بعض طرق حديث الباب واجب كغسل الجنابة أخرجه بن
    حبان من طريق الدراوردي عن صفوان بن سليم وظاهره اللزوم وأجاب عنه بعض القائلين
    بالندبية بان التشبيه في الكيفية لا في الحكم وقال بن الجوزي يحتمل أن تكون لفظه
    الوجوب مغيرة من بعض الرواة أو ثابتة ونسخ الوجوب ورد بان الطعن في الروايات
    الثابتة بالظن الذي لا مستند له لا يقبل والنسخ لا يصار إليه الا بدليل ومجموع
    الأحاديث يدل على استمرار الحكم فإن في حديث عائشة أن ذلك كان في أول الحال حيث
    كانوا مجهودين وأبو هريرة وابن عباس إنما صحبا النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن
    حصل التوسع بالنسبة إلى ما كانوا فيه أولا ومع ذلك فقد سمع كل منهما منه صلى الله
    عليه وسلم الأمر بالغسل والحث عليه والترغيب فيه فكيف يدعي النسخ بعد ذلك فائدة
    حكى بن العربي وغيره أن بعض أصحابهم قالوا يجزئ عن الاغتسال للجمعة التطيب لأن
    المقصود النظافة وقال بعضهم لا يشترط له الماء المطلق بل يجزئ بماء الورد ونحوه
    وقد عاب بن العربي ذلك وقال هؤلاء وقفوا مع المعنى وأغفلوا المحافظة على التعبد
    بالمعين والجمع بين التعبد والمعنى أولى انتهى وعكس ذلك قول بعض الشافعية بالتيمم
    فإنه تعبد دون نظر إلى المعنى وأما الاكتفاء بغير الماء المطلق فمردود لأنها عبادة
    لثبوت الترغيب فيها فيحتاج إلى النية ولو كان لمحض النظافة لم تكن كذلك والله أعلم

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 1:21