منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

منتدى تلات عبد القادر للعلوم والمعارف والثقافات لكل الفئات العمرية والأطياف الفكرية

اخي الزائر شكرا لك على اختيارك لمنتدانا ..كما نرجو لك وقتا ممتعا واستفادة تامة من محتويات المنتدى..وندعوك زائرنا الكريم للتسجيل والمشاركة في إثراء المنتدى ولو برد جميل ...دمت لنا صديقاوفيا..وجزاك الله خيرا.

المواضيع الأخيرة

» آلاف اليهود يدخلون الاسلام سرا
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin

» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin

» من الالحاد الى الاسلام
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin

» غرداية
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin

» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin

» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin

» طرق المذاكرة للاطفال
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin

» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin

» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin

» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin

» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin

» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin

» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
الأمير عبد القادر I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin

التبادل الاعلاني

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    الأمير عبد القادر

    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:34

    أصل الأمير عبد
    القادر

    يعود أصل أسرة
    الأمير عبد القادر الجزائري للأدارسة الذين
    كانوا ملوكا في المغرب الأقصى والأوسط والأندلس، ويعتبر السيد عبدالقوي
    الأول، أول أجداد الأمير الذين قدموا عن المغرب لأقصى، واستقر بقلعة بني حماد
    قرب سطيف ، وذلك بعد أن اشتدت الفتن والإضطرابات في مراكش.


    وقد اشتهرت عائلة
    الأمير بالعلم والتقوى والجهاد، فكانوا بذلك موضع تقدير واحترام من طرف
    الجميع، يُرجع اليهم في كل صغيرة وكبيرة، وبالتالي استطاعت أسرة الأمير أن
    تبسط نفوذها على القبائل النازلة في نواحي الغرب الجزائري المتاخمة للمغرب،
    وخاصة في عهد السيد محيي الدين والد الأمير عبدالقادر الذي اشتهر بالعلم
    والتقوى" وشدت اليه الرحال من الضواحي والأمصار لتلقي العلوم والأذكار، وقد
    جبل الله النفوس على محبته والقلوب على مودته" . ، كما كان يمثل شيخ الطريقة
    القادرية بالجزائرالتي انتسبت اليها أسرة الأمير في عهد جده السيد محمد
    المعروف المجاهد، وقد تزوج الشيخ محيي الدين والد الأمير، من أربع نسوة رزق
    منهن بستة أولاد، كان الأمير رابعهم من زوجته الثالثة السيدة زهرة ابنة سيدي
    محمد بن دوحة الحسنية والتي وتفيت عن عمر يناهز الثمانين سنة.
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:35

    هو
    الأمير عبدالقادر بن محيي الدين، بن مصطفى، بن محمد، بن مختار،
    بن عبدالقادر، بن


    أحمد المختار، بن عبدالقادر، بن
    أحمد المشهور بابن خده، بن محمد، بن عبدالقوي، بن

    علي، بن أحمد، بن عبدالقوي، بن
    خالد، بن يوسف، بن أحمد، بن بشار، بن محمد، بن

    مسعود، بن طاووس، بن يعقوب، بن
    عبدالقوي،بن أحمدبن محمد ابن ادريس الأصغر، بن إدريس

    الأكبر، بن عبدالله المحض، بن الحسن
    المثنى، بن الحسن السبط، بن علي بن أبي طالب،

    وأم الحسن فاطمة الزهراء بنت ،





    محمد
    رسول الله صلى الله عليه وسلم
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:38

    نشأة الأمير


    ن
    نشأ الأمير وتربى في
    محيط ديني علمي ثقافي، وكان موضع اهتمام وعناية كبيرة من طرف والده الذي مال
    إليه ميلاً خاصاً، فأحاطه برأفته وحنانه المميزين وحاول أن ينشئه نشأة تؤهله
    لتحمل مسؤولية قيادة الأسرة بعد وفاته، فكان لا يسمح لأحد غيره أن يقوم
    بالعناية به.




    التحق عبدالقادر

    ب
    زاوية والده بالقيطنة وهو في الرابعة من عمره، فكانت ملكاته
    العقلية على نبوغ غير عادي فقد كان يقرأ ويكتب عندما كان في الخامسة من عمره
    ولما آنس الشيخ هذا الاستعداد الكبير وما تحلى به عبدالقادر من إمارات الذكاء
    والفطنة بذل والده خالص جهده في تثقيف ولده وإتاحة الفرص أمامه ليرتع من
    مناهل الثقافة الأدب.


    وما أن بلغ عبدالقادر الثانية عشرة
    من عمره، حتى أصبح في عداد حفظة القرآن الكريم، متمكنا من الحديث وأصول
    الشريعة و كانت خزانة كتبه أحب مكان إلى نفسه، و كان إذا خرج إلى وادي الحمام
    أو غادر قريته الى مدينة معسكر، حمل معه واحدا من هذه الكتب ليكون رفيقه في
    رحلته




    وبعدها بسنتين أصبح في مقدور الشاب


    عبدالقادر أن يلقي دروسا في الجامع التابع
    لأسرته في مختلف المواد الفقهية.


    وإدراكا من محيي الدين بأن العقل
    السليم في الجسم السليم، راح يشجع ابنه على الفروسية، وركوب الخيل، ومقارعة
    أنداده، والمشاركة في المسابقات التي تقام آنذاك، أظهر تفوقا مدهشا" فقد كان
    يلمس كتف فرسه بصدره، ويضع أحد يديه على ظهر الفرس ثم يقفز إلى الجانب الآخر،
    أو أنه كان يدفع الفرس إلى أكبر سرعة ممكنة، ثم نزع قدميه من المهماز، ويقف
    على السرج ويطلق النار على هدفه بدقة عجيبة



    وبعد
    أن
    اكتملت للشاب المؤهلات الجسمية

    والعقلية في
    مسقط رأسه

    بالقيطنة،
    قرر أبوه إيفاده
    إلى وهران للأخذ عن
    علمائها وتوسيع معارفه،
    فانضم
    إلى
    طلاب
    مدرسة
    المدينة التي كانت بإشراف أحمد
    بن

    الخوجة، ومكث بها سنتين طالبا
    للعلم

    والمعارف،
    شغوفا
    بالدراسة والتحصيل، فازداد تعمقا
    في

    الفقه، وطالع كتب
    الفلاسفة

    وتعلم
    الحساب والجغرافيا، على يد الشيخ
    أحمد بن

    الطاهر البطيوي قاضي أرزيو الذي
    كان

    مشهورا
    في
    ذلك الوقت بغزارة العلم
    وسعة

    الإطلاع

    وقد
    دامت رحلة عبدالقادر
    العلمية
    هذه
    ما
    يقرب السنتين(1237-1239هـ
    ) (1821-1823م) ليعود بعدها إلى
    بلدته

    القيطنة،
    التي لم يمكث بها طويلا، حتى بادر
    والده

    لشيخ محيي الدين-وقد رأى
    علامات

    الرجولة
    جسميا
    وعقليا قد اكتملت في ولده - إلى
    تزويجه

    وانتقى له فتاة جمعت
    محاسن

    الخلق
    والخلق والنسب الشريف وهي ابنة
    عم

    عبدالقادر، التي كانت مثله تتمتع
    بجمال

    وأخلاق
    عالية،
    وقد تم حفل زفافه على الطريقة
    الإسلامية،

    وكان عمره آنذاك
    الخامسة

    عشر

    وتزامنت
    شهرته العلمية مع فروسية خاصة،
    وكان

    عبدالقادر يعيش مرحلة
    الشباب
    الحقة
    بما فيها من قوة وشجاعة وتحمل،
    ولذلك فلا

    عجب أن نراه وهو صاحب
    السبعة


    عشر
    ربيعا، يشار إليه بالبنان لشدة
    البأس وقوة

    البدن والفروسية، وبذلك عود
    نفسه

    وروحه
    على
    تحمل الشدائد والصعاب، وكأنت
    الأقدار

    تهيؤه لمستقبل يتطلب تربية خاصة،
    فلا

    غرابة
    أن
    يراه

    وهو
    أميرا بعد ذلك يقو
    بتلك
    الأدوار المدهشة التي
    أثارت

    استغراب
    وحيرة
    أعدائه (عدم النوم خلال أسابيع
    والتعرض

    للصدام وندرة إغماد سيفه)، فقد
    كان

    صحيحا
    ما
    قيل عنه من أن سرجه كان
    عرشه

    وعلى
    الرغم من الثراء الذي
    كانت

    تتمتع
    به
    أسرة عبدالقادر، إلا أن ذلك لم
    يدفعه إلى

    اللهو والترف، بل كان
    متواضعا

    ووسطا
    في
    كل الأمور، ومع هذا التواضع كان «ذا

    جاذبية ساحرة مع
    بساطة وأناقة في

    لباسه،
    متواضعا،
    إلا أنه كان شغوفا بتزيين سلاحه فقد
    كانت

    بندقيته التونسية الطويلة مرصعة
    بالفضة، أما

    مسدسه
    فقد كان مرصعا
    بالجواهر
    .

    وكانت
    هواية الأمير المحببة
    إلى

    نفسه
    كثيرا،
    رياضة
    الصيد، التي كان يمارسها برغبة
    وحب

    شديدين، بحيث كان كلما انتهى
    من

    واجباته
    العلمية والدينية يأخذ معه خادمين
    أو


    ثلاثة، ثم يقصد الغابات والبراري،
    عكس

    أنداده
    من
    الشباب الآخرين الذين كانوا يعطون
    رحلات

    الصيد مظهرا استعراضيا،
    حيث

    يتقدمون
    مع
    حاشية كبيرة من الخدم

    و
    الصقور

    والكلاب



    وإثر
    عودته من رحلته كان
    يؤوب

    إلى
    دروسه
    وقد تجدد نشاطه، وأصبحت نفسه مستعدة
    أكثر

    من ذي قبل للتحصيل
    والإستيعاب،

    ذلك
    أن
    مثل هذه الأمور لم تكن تشغله عن القيام

    بواجباته
    الأساسية العلمية أو

    الدينية.
    وفي
    هذا السن، بدأت ملكة الشعر تظهر
    لدى

    عبدالقادر للعيان، حيث
    بدأ

    يقرض
    الشعر
    ولما يبلغ العشرين من عمره بعد، على
    الرغم

    من أنه"
    لم
    يسبق له تعلم
    موازين
    الشعر ومقايسه، ولا سبق له أن تلقى
    أصوله

    ومبادئه على أستاذ خبير في
    فن

    الشعر
    وأصوله"،
    فجمع بذلك بين رتبتي السيف والقلم
    مما زاد

    أباه إعجابا وفخرا
    به،
    فكان لا يقدم على عمل دون استشارته
    ولا

    يحضر مناسبة اجتماعية أو سياسية
    إلا

    برفقته

    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:40


    الإحتلال الفرنسي



    كانت القوة الجزائرية المتنامية في
    حوض البحر الأبيض المتوسط وراء تكتل القوى الأوربية ضدها ، وبالتالي أصبحت
    هدفا في السياسة الأوربية لا بد من القضاء عليها . مما أدى بالدول الأوربية
    الى عرض القضية الجزائرية في مؤتمراتها، فبعد أن تم الإشارة إليها في مؤتمر
    فيينا تم عرضها بشكل واضح في مؤتمر إكس لاشابيل 1818 ، وكان موقع الجزائر
    أنذاك يسيل لعاب الأوربيين ، مما خلق بينهم تنافسا في من ستكون من نصيبه ،
    وكانت فرنسا سباقة في إحتلال الجزائر بعد تحطيم الأسطول الجزائري في معركة
    نافارين 1827




    ظهرت الدولة الجزائرية الحديثة مع
    بداية القرن السا د س عشر, وخلال القرن السابع عشر بدأت الجزائر تنفصل عن الدولة
    العثمانية إلى أن استقلت عنها تماما وأصبح حاكمها يعين عن طريق الانتخابات وقد
    استطاعت البحرية الجزائرية أن توصل نفوذها إلى الناحية الغربية من حوض البحر
    الأبيض المتوسط التي فرضت سيادة الدولة الجزائرية على كل الدول الأوروبية
    المطلة على البحار خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط حيث فرضت عليهم الضرائب
    و الرسوم لمجرد عبور سفنهم في البحر المتوسط مما دفع بالعديد منها إلى السعي
    في عقد معاهدات واتفاقيات مع الجزائر وفي عام 1561 ظهرت العلاقات الجزائرية
    الفرنسية على هذا الأساس وقد تدعمت أثناء الثورة الفرنسية عام1789 عندما قامت
    الأنظمة الأوروبية بمحاصرة حكومة الثورة الفرنسية التي لم تجد أية مساعدة إلا
    من طرف الدولة الجزائرية التي وافق حاكمها على تقديم مساعدة لها وتمثلت في
    قروض بدون أرباح وتموينها بالقمح الجزائري حتى لا تصاب فرنسا بالمجاعة ولكن
    تنكرت لهذا الجميل وتمردت على الجزائر برفضها دفع ديونها وهذا ما نتج عنه
    أزمة كبيرة بين الدولتين انتهت بحادثة المروحة ثم الحصار البحري وأخيرا الاحتلال
    الفعلي



    فكانت
    أولى هذه الأسباب المطالب الإقليمية التي كانت فرنسا تريد الحصول عليها ومن
    أبرزها حصن القالة الذي حاولت فرنسا أن تجعل منه قاعدة خلفية لها .يضاف إلى
    ذلك أطماع ملوك فرنسا في الجزائر بداية من لويس الرابع عشر إلى نابليون
    بونابرت الذي أصر على احتلال الجزائر للقضاء على التواجد الإنكليزي في حوض
    المتوسط وقد أقسم في عام 1802 ، أنه سيحتل الجزائر ويخربها ويذل أهلها ليوفر
    الأمن لسفنه في حوض البحر المتوسط ولهذا الغرض كلف

    الضابط بوتان
    عام 1808 للتجسس على الجزائر
    ووضع مشروع الاحتلال لكن نابليون فشل في تحقيق مشروعه هذا ،بسبب تفاقم مشاكله
    في القارة الأوروبية وانهزامه أمام الدول الأوروبية المتحالفة في معركة
    واترلو عام 1814 ولكن أسٍرة آل بربون الملكية التي تولت أمور فرنسا بعد مؤتمر
    فيينا عام 1815 أحيت بدورها مشروع الاحتلال في إطار أطماعها السياسية على عهد


    الملك شارل العاشر
    الذي تولى حكم فرنسا عام
    1824 , وكان يرى أن الفرصة سانحة للقيام بحملة عسكرية على الجزائر تمكنه من
    القضاء على معارضيه السياسيين وامتصاص غضب الشعب الفرنسي وكذلك قطع الطريق
    على بريطانيا في المنطقة المتوسطية.زيادة على تذرعها بحادثة المروحة التي
    اعتبرتها إهانة سياسية لها .




    شعرت فرنسا بأنها حامية
    الكاثوليكية و أن تحقيق الانتصار على حساب الجزائر، هو بمثابة انتصار
    للمسيحية على الدين الإسلامي. وهذا ما استخلصناه من قول القائد الفرنسي
    كليرمون دي طونير عندما فرض حصارا على السواحل الجزائرية قال ما يلي: "لقد
    أرادت العناية الإلهية أن تثار حمية جلالتكم (الملك) بشدة في شخص قنصلكم على
    يد ألد أعداء المسيحية. وربما يساعدنا الحظ بهذه المناسبة لننشر المدنية بين
    السكان الأصليين وندخلهم في النصرانية " . وأيضا الوصف الذي قدمه قائد الحملة
    الفرنسية دوبرمون في الإحتفال الذي أقيم في فناء القصبة بمناسبة الإنتصار حيث
    جاء فيه : "مولاي، لقد فتحت بهذا العمل (الغزو) بابـا للمسيحية على شاطئ
    إفريقيا، و رجاؤنا أن يكون هذا العمل بداية لازدهار الحضارة التي اندثرت في
    تلك البلاد ".
    تلك كانت الأسباب الدينية للحملة الفرنسية على الجزائر، وعلى هذا الأساس اتفق
    المؤرخون على أن فرنسا كانت قد بيتت العزم على احتلال الجزائر، و رسمت الخطط
    ودبرت المؤامرات واتخذت العدة ثم تصيدت الذرائع الواهية.


    وكانت فرنسا تسعى لأن
    تكون أرض الجزائر من نصيبها كمستعمرة نظرا لغناها بالمواد الأولية حتى تتمكن
    من دفع عجلة اقتصادها الذي هو بحاجة ماسة لنموه وتنشيطه إلى جانب توفير
    الأموال الطائلة وتصدير منتوجاتها التي تكدست دون أن تجد لها أسواقا لتصديرها
    ,وقد قال


    الجنرال بيجو
    أبو

    الاستيطان
    في الجزائر مايلي : ستطلب
    الجزائر ولمدة أطول المنتجات الصناعية من فرنسا بينما تستطيع الجزائر تزويد
    فرنسا بكميات هائلة من المواد الأولية اللازمة للصناعة...
    ومن جهة أخرى رأت البرجوازية الفرنسية الطامعة أن احتلال الجزائر سيجلب إليها
    أرباحا طائلة باعتبارها سوقا رائجة لبضائعها وموردا هاما للمواد الخام إلى
    جانب جلب الأيدي العاملة الرخيصة , وكذلك توطين الفائض من سكان أوروبا وفرنسا
    الذين كانوا يوجهون إلى تطوير الزراعة لأن أرض الجزائر أرضا خصبة وقادرة على
    إعطاء

    في 16 جوان 1827 أعلنت فرنسا
    الحرب على الجزائر ,لأن حاكم الجزائر


    الداي حسين
    رفض تقديم الاعتذار للحكومة
    الفرنسية خاصة وأن الأسطول الجزائري حامي حمى الجزائر والمسلمين في حوض البحر
    المتوسط قد تحطم في معركة نافارين في شبه جزيرة المورة باليونان عام 1827
    .وكان عدد القوات العسكرية التي أرسلتها فرنسا لاحتلال الجزائر على النحو
    التالي:-
    36 ألف من قوات المشاة وأربعة آلاف من الخيالة إلى جانب البواخر المحملة
    بالمؤونة وكذلك سلاح المدفعية والعتاد الحربي الضروري للحملة التي كانت
    بقيادة


    الكونت دي بورمون
    , كما أن هذا الجيش شارك
    سابقا في أغلبية الحروب التي خاضها نابليون في القارة الأوروبية مما أكسبه
    خبرة وتجربة في الميدان العسكري ,وقد انطلقت الحملة العسكرية من ميناء تولون
    مرورا بالجزر الإسبانية في البحر المتوسط إلى غاية خليج سيدي فرج ,وكان الداي
    حسين باشا على علم بتحرك الحملة عن طريق جواسيسه إلى أن وصلت إلى الجزائر
    ,وقد تم إحصاء 1870 مدفع في سفن الأسطول الفرنسي
    .



    كانت الاستعدادات الجزائرية
    لمواجهة الحملة العسكرية ضعيفة جدا لكونها كانت تتشكل من المتطوعين من فرسان
    ومشاة ليست لهم الخبرة الكافية لمواجهة قوات الاحتلال ولم تتجاوز الثلاثون
    ألف مجند منهم تسعة آلاف فارس ,وكان سلاح المدفعية شبه معدوم عكس الفرنسيين
    ,وفي 14 جوان عام1830 عندما وصلت الجيوش الفرنسية إلى السواحل الجزائرية
    حاولت القوة الجزائرية التصدي لها ومنعها من النزول برا على شاطىء سيدي فرج
    وكان على رأس هذه القوة صهر الداي حسين المسمى إبراهيم آغا الذي لم يكن صاحب
    خبرة عسكرية عكس القائد السابق يحي آغا المعزول ,هذا الجهل بالقضايا العسكرية
    كان وراء وضعه لخطة ضعيفة في 18 جوان 1830 تمثلت في القيام بهجوم على جناحي
    العدو ومواجهته الند للند ويكون ذلك بعد تجميع القوة الجزائرية في هضبة
    اسطوالي غرب العاصمة ,كما تقدم الحاج أحمد باي حاكم قسنطينة وهو رجل سياسي
    وعسكري بخطة عسكرية تقضي بعدم إعطاء فرصة لقوات العدو للنزول برا ويجب ضربها
    والقضاء على مؤخرتها لقطع المؤونة الحربية على الجيش وبذلك يمكن القضاء عليها
    نهائيا,لكن ابراهيم آغا استصغر الخطة وهزأ بها وبصاحبها ولم يأخذها بعين
    الاعتبار وأمر بتقدم القوات الجزائرية لمواجهة القوات الفرنسية المنظمة التي
    كانت تنتظر ذلك وقامت بهجوم مباغت وكاسح على القوات الجزائرية واخترقت الجبهة
    الجزائرية التي كانت تحاول منعه من التقدم إلى العاصمة واحتلالها ,وقد كان
    ذلك هو هدفه ,وأمام ضعف ابراهيم آغا وسوء تسييره لقواته كانت الهزيمة التي
    فتحت الطريق للكونت دو بورمون للتوجه إلى العاصمة الجزائر واحتلالها
    دون أن يجد أية مقاومة رسمية تذكر,أستطاع أن يفرض على الداي حسين باشا معاهدة
    الاستسلام في 5جويلية 1830 التي سمحت للعدو من احتلال العاصمة ورفع الراية
    الفرنسية على أبراجها ومؤسساتها ,كما أنه لم يلتزم ببنود المعاهدة ولم يف
    بوعوده فاستولى على كنوز القصبة وعلى الخزينة التي كان فيها أكثر من 52 مليون
    فرنك من الذهب ,إلى جانب طرد أفراد الجيش الجزائري خارج العاصمة وحجز أملاكهم
    ,واستولت على الأحباس الدينية , كما حولت جامع كتشاوة إلى كنيسة وذلك بعد
    عامين فقط من الاحتلال ومقتل أكثر من ألفي مصلي معتصم داخل المسجد,كما دمرت
    مدفعية العدو أبواب العاصمة ،منها باب الوادى وباب عزون وباب الجزيرة وخربوا
    الحدائق وقنوات المياه والبساتين ,وقد عاثوا في الأرض فسادا مشوهين وجه
    العاصمة



    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:42

    الأمير عبد القادر Drapaux







    مبايعة الأمير



    عبدالقادر
    كان يقود معركة ضد الجيش الفرنسي في مكان يدعى حصن
    -

    فيليب-

    بالقيطنة
    حين أبلغه أباه بأنه قد إقترحه لأن يقود المقاومة ضد المستعمر الفرنسي فعاد
    الى معسكر وقبل الاقتراح في هدوء وانضباط

    وبدون
    زهو
    وقال
    :" إن من واجبي طاعة أوامر والدي". خاصتا وهو يعلم بان اباه قد اشار على
    قومه لما جاؤه يستشروه في ايجاد مخرج للازمة التي حلت بالبلاد والعباد جراء

    هذا


    الغزو
    الغاشم .


    بأن



    يبعثوا بوفد إلى سلطان

    المغرب
    ليعرضوا عليه انضمام البلاد لسلطانه، فعملوا




    بمشورته،



    وبعثوا


    وفدا


    إلىالمغربلمقابلة
    السلطان، فأحسن هذا الأخير- مولاي


    عبدالرحمان-
    وفادتهم وتقبل عرضهم بكل امتنان،






    وعين ابن
    عمته - علي بن سليمان- على الجزائر، واتخذ تلمسان عاصمة للمقاطعة

    الجديدة،
    وامتد نفوذها حتى مليانه شرقا، وخطب السلطان عبدالرحمان في المساجد، وظن

    الجميع
    أن الأمر قد انتهى إلى هذه النهاية السعيدة، لكن فرنسا لم يرضها هذا الوضع

    المستجد
    لتضاربه مع مصالحها، فأوعزت إلى سفيرها بطنجة أن يقدم تهديدات مباشرة

    للسلطان،
    وإبراز العواقب الوخيمة التي ستنجم عن هذا التصرف، فبلغ الهلع مبلغه لدى


    عبدالرحمان فرضخ لتهديدات فرنسا، وسارع إلى سحب جنوده بعد ستة أشهر فقط من
    دخولها


    البلاد مما جعل
    الأمور تؤول إلى حالتها الأولى من الفوضى والاضطراب.


    وهنا لم يجد

    كبار
    القوم ورؤساء القبائل بداً من العودة ثانية إلى الشيخ محيي الدين الذي اقترح
    ابنه عبد القادر لهذه المهمة الكبيرة .







    بدأت مراسم
    البيعة الاولى التي تمت"بوادي فربوحه" بسهل غريس عند شجرة الدردار

    وهي شجرة
    عظيمة كان القوم يجتمعون تحتها للشورى، وكان ذلك بتاريخ 13 رجب 1248 هـ

    الموافق
    لـ 28 نوفبر 1832 م(46) حيث بايعه القوم وفي مقدمتهم والده، الذي لقبه بعد

    مبايعته
    " بناصر الدين" وتلاه أقاربه ثم أشراف القوم ورؤساء القبائل والأعيان وبقية


    أفراد
    الشعب.ولعل الصورة التي تمت بها






    مبايعة
    عبدالقادر تحت شجرة الدردار كان الدافع اليها اقتفاء
    أثر
    السلف الصالح، وتقليد الصورة

    الرائعة
    التي تمت فيها مبايعة الرسول- صلى الله عليه
    وسلم - في بيعة الرضوان تحت شجرة الحديبية والتي ذكرها المولى تعالى بقوله ( لقد رضي
    الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة - سورة الفتح، آية 17).

    وبعد أن تمت
    البيعة توجه الأمير إلى مسجد معسكر ، ووقف خطيبا في
    الجموع الكبيرة - التي احتشدت لترى أميرها الجديد - خطبة ، حاثاً فيها الناس
    على الانضباط والالتزام، داعيا إلى الجهاد
    والعمل.وبعد الإنصراف. أرسل الأمير الوفود والرسائل إلى بقية القبائل
    والأعيان الذين لم
    يحضروا البيعة لإبلاغهم بذلك، ودعوتهم إلى مبايعته أسوة بمن أدى واجب الطاعة
    فلبى الجميع النداء وهرع الناس جموعا وفرادى، وبدأت الوفود تتوإلى لأداء واجب
    البيعة للأمير الشاب، وانعقد بذلك مجلس عام حضرته جماهير عريضة من أفراد
    الشعب يتقدمهم
    الأعيان والأشراف، وزعماء القبائل والعشائر وجرى فيه أداء البيعة الثانية العامة
    في 13 رمضان سنة 1248 هـ الموافق لـ4 فبراير 1833 والتي يمكننا القول بشأنها
    أنها استفتاء شعبي حر اختار فيه القوم بكل حرية ومسؤولية الشخص المناسب

    الذي
    سيتولى شؤون هذه الدولة
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:45

    الإقامة الجبرية
    للأمير


    لم ترتح السلطة
    التركية للمجالس التي يعقدها والد الأمير، و ما يدور فيها من آراء، ففرضت على
    محي الدين الحسني سنة 1821 م .الإقامة الجبرية في


    وهران
    ،
    فانتقل عبد القادر مع أبيه إلى تلك المدينة، و أتيح له أن يتعرف بنخبة جديدة
    من أهل الأدب و العلم، و أن يطلع على ألوان جديدة من الحياة، و أن يزداد
    إيمانا بفساد الحكم التركي و الحاجة الماسة إلى التطور والإصلاح





    وبعد سنتين، أذن لهما
    الداي التركي باستئناف رحلتهما،

    بعد تدخل بعض الأشراف كمصطفى بن اسماعيل، وغيره
    ليواصلا طريقهما عبر

    المدية إلى



    تونس

    وانضما لوفد من الحجاج.

    وبعد خمسة عشر يوما وصلا إلى
    الإسكندرية، حيث توقفا بها بضعة أيام ثم سارا منها
    إلى القاهرة، حيث حظيا بمقابلة
    حاكمها محمد علي باشا ، ولم يخطر ببال عبدالقادر الفتى
    وهو يتأمل هذا الحاكم
    أنه سيتبع يوما خطاه، وينسج على منواله ويضاهيه في
    مهاراته العسكرية
    والإدارية.
    وفي القاهرة قابلا أعيان المدينة وكبراءها وجالسا
    علماءها من
    أمثال الشيخ علي بن محمد الميلي الجمالي والشيخ محمد المعروف بابن الأمير أحد
    اصحاب
    الحواشي المشهورة.
    وغادرا

    مصر

    وهما

    يحملان في نفسيهما ذكريات طيبة عن بلد الكنانة،
    وإعجاباً شديداً بما وصلت إليه
    الحياة فيها من تقدم وازدهار على يد حاكمها، فاتضحت لهم
    الحقيقة المرة للحكام
    الاتراك في الجزائر الذين أخضعوا كل الأمور للسلطة
    العسكرية وقضوا بذلك على

    العبقرية الإسلامية في هذا الوطن



    ووصل الركب إلى البلد
    الحرام مهبط الوحي
    ومهد الرسالة المحمدية الخالدة فأدى الشيخ وفتاه ما فرض
    عليهما وتشرفا بالوقوف أمام
    ضريح الرسول صل الله عليه وسلم ثم توجها الى الشام حيث
    أقاما بدمشق عدة شهور تمكن
    عبدالقادر أثناءها من حضور حلقات الدروس العلمية التي كان
    يدرس فيها كبار العلماء
    بالجامع الأموي وبذلك أضاف عبدالقادر إلى قائمة شيوخه
    علماء جدد أمثال الشيخ
    المحدث عبـــدالرحمان الكزيزي،و الشيخ خالد النقشبندي
    البغدادي الشهرزوري الصوفي الأديب . ومن دمشق ، اتجه محيي الدين وولده إلى
    دار السلام-
    بغداد- عاصمة بني العباس وحاضرة العالم الإسلامي فزار ضريح سيدي عبدالقادر
    الجيلاني، واجتمعا هناك بعلماء بغداد ، وهناك لبس الشيخ محيى الدين ( الخرقة)
    القادرية .


    ومع العودة الى ارض
    الوطن حجا ثانية وزارا
    القاهرة وشهدا
    فيها احتفال المسلمين بمولد الرسول

    الحبيب محمد وغادرا مصر بعد انتهاء إقامتهما
    مودعين بما
    استقبلا به من حفاوة وإكرام حيث اتجه الموكب سالكا طريقه نحو برقة لزيارة
    ضريح الجد
    مصطفى في عين غزالة ناحية درنة، ومنها إلى طرابلس التي غادراها إلى تونس،
    فالجزائر
    العاصمة- حيث قابلا الوالي التركي هناك.
    وفي يوم مشهود أطل ركب الحجيج على مشارف
    القيطنة أوائل عام 1243هـ - 1828م بعد غياب دام
    قرابة السنتين لتعم الأفراح هذه
    البلدة بعودة شيخها وفتاها فكان يوما مشهودا عمته البهجة
    والمسرة، وبدأ الناس
    يتوافدون مهنئين بسلامة العودة والدعوة للشيخ ونجله بطول
    العمر فأكرم محيي الدين
    ضيوفه وتقبل تهانيهم داعيا لهم بالخير والرشاد.
    وكانت هذه الرحلة المباركة ذات
    أثر كبير في حياة عبدالقادر الذي أخذ مباشرة بعد
    عودته في الاعتزال عن الناس
    والانصراف إلى العبادة والدراسة، منشغلا بكتب الفلاسفة-
    فقرأ أفلاطون وفيثاغورث
    وأرسطو ودرس كتابات مشاهير المؤلفين من عهود الخلافة
    العربية عن التاريخ القديم
    والحديث وعن الفلسفة واللغة والفلكوالجغرافيا، بل وحتى
    الطب، واشرأب التصوف من خلال كتب محيى الدين بن عربي وكتب ابن
    سينا وغيرهما،
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:49

    الأمير يبني
    الدول
    ة
    استغل الأمير ما لديه من تجارب سابقة اكتسبها من
    رحلاته،
    وخاصة مروره بمصر واعجابه بما حققه
    واليها محمد علي فالتفت إلى الإدارة يبني أركانها ويحط دعائمها
    الأولى
    فأسس ديوانا للإنشاء
    و المراسلات ليتكلف بأمر المراسلات و عين على رأسه إبن عمته الشيخ
    مصطفى بن أحمد التهامي ، حيث كلفه بضبط كل المراسلات الصادرة و الواردة ،
    وتسجيلها, حتى تتم العودة إليها متى لزم ذلك فهو شبيه بوزارة الأخبار و
    الإعلام حاليا , وجعل لكاتب ديوان الإنشاء ختم خاص يختم به مراسيم و اوامر
    الأمير . نقش في دائرته بيت الشعر التالي:



    ومن تكن برسول الله
    نصرته إن تلقه الأسد في آسادها
    تجم



    وفي جوانبه
    الله محمد ، أبوبكر ،عمر ، عثمان ، علي ، وفي وسط الدائرة الواثق بالقوي
    المتين ، ناصر الدين عبد القادر عبد القادر بن محي الدين
    و سعى الأمير
    إلى
    استخدام رجال تتوفر فيهم القدرة والكفاءة والالتزام، ليحملوا معه عبء
    المسؤولية
    الثقيل أمام الله وأمام الشعب،
    فحرص أيما حرص على اختبار معاونيه، يساعده

    في
    ذلك رأيه الثاقب المصيب وبعد نظره، وباعه الطويل في تقدير معادن الرجال
    لوضع
    الرجل المناسب في المكان المناسب"
    فاستوزر محمد بن العربي، واستكتب ابن عمه السيد

    أحمد بن أبي طالب، والسيد الحاج مصطفى بن التهامي، والسيد الحاج محمد
    الخروبي، وعين
    لحجابته محمد بن علي الرحاوي، وولى
    الحاج الجيلاني بن فريحة ناظر خزينة المملكة،
    ومحمد بن خاخة ناظر الخزينة الخاصة،
    والحاج الطاهر أبو زيد
    ناظرا على الاوقاف والسيد الحاج
    الجيلاني العلوي مأمورا على الأعشار والزكاة
    بأنواعها، وعين لنظارة
    الأمور الخارجية الحاج الميلود بن عراش


    إنشاء مجلس الشورى العالي
    الأميري :


    وبما أن الرجل
    بالرجل كما يقول المثال ، فقد حرص الأمير على إحاطة نفسه بالكفاءات المختلفة
    في إطار مؤسسات قوية ، من ضمنها مجلس الشورى العالي الأميري الذي هو بمثابة
    برلمان في هذا الوقت وألفه من إثنى عشر رجلا من كبار العلماء و الفقهاء هم
    :


    1- 1-
    أحمد بن التهامي
    .


    2-
    عبد القادر بن ركوش
    .


    3-
    عبد الله سقاط المشرفي
    .


    4-
    الطاهر المحفوظي
    .


    5-
    محمد المحفوظي
    .


    6-
    أحمد بن الطاهر المشرفي
    .


    7-
    محمد بن مختار الورغي
    .


    8-
    المكي المخروبي
    .


    9-
    المختار بن المكي
    .


    10-
    الحاج عبد القادر بن ركوش
    الأكبر .


    11-
    إبراهيم بن القاضي
    .


    12-
    أحمد بن الهاشمي
    المرحي.


    وأسند رئاسة هذا
    المجلس الشوري إلى قاضي القضاة أحمد الهاشمي المراحي ، ووضع له سجلا خاصا
    تسجل فيه القضايا ثم تعرض عليه ويحضر الأمير جلسته ، ويرأس المجلس بنفسه
    وتصدر الأحكام بإتفاق كل أفراد المجلس . و البمجلس الوطني للثورة الجزائرية
    الذي أسسته جبهة التحرير الوطني في مؤتمر الصومام عام 1956 م له شبه بمجلس
    الشورى هذا العالي الأميري لكونهما يحددان السياسة التي ينبغي إتباعها مع
    الأعداء سلما وحريا.


    وكعادة كل دولة في اختيار شعار لها، وراية
    تتميز عن غيرها جعل الأمير رايته من الكتان الحريري
    " أعلاها وأسفلها خضراوان،
    أما لون القسم الأوسط فأبيض، رسمت فيه يد مبسوطة، وكتب

    حولها بشكل دائري عبارة " نصر من الله وفتح قريب، ناصر الدين
    عبدالقادر بن محيي
    الدين " والرسم والكتابة كلاهما
    مطرزان باللون الذهبي، كما عين الأمير شخصا
    سماه حامل الراية يتقدم
    موكب الأمير في رحلاته وجهاده
    .


    وبعد ما أرسى الأمير قواعد إمارته الفتية قسمها
    إلى مقاطعات إدارية تسهيلا في إدارتها وتخفيف
    الاعباء عن حكومته
    المركزية، فقسمت دولته إلى ثلاث مقاطعات هي
    :
    معسكر،
    مليانة،
    تلمسان، متخذا مدينة معسكر عاصمة
    لدولته الناشئة ومقرا لإقامته" تأسيسا لأهل غريس

    وتطييباً لنفوسهم لأنهم كانوا دعاة هذه الإمارة وكانت منها حركته
    ونهضته، وفيها
    أولا قراره، وبأنجاده كمل أمره
    وأينع آسه وعراره".

    ولما دانت للأمير
    مناطق
    اخرى واتسعت رقعة إمارته، أصبح
    تقسيمه الإداري كالتالي
    :
    -
    مقاطعة
    معسكر
    : عاصمتها مدينة معسكر وخليفتها الحاج مصطفى
    بن أحمد التهامي الذي كان مسؤولا عن كتابة ديوان

    الأمير .
    -
    مقاطعة
    تلمسان
    : عاصمتها مدينة تلمسان، خليفتها السيد محمد
    البوحميدي
    الولهاصي.
    -
    مقاطعة
    مليانة
    : عاصمتها مدينة مليانة، خليفتها السيد محيي الدين
    بن
    علال القليعي، ثم خلفه السيد محمد بن علال .
    -
    مقاطعة
    التيطري
    : عاصمتها مدينة المدية، خليفتها السيد محمد
    البركاني
    .
    -
    مقاطعة
    مجانة
    : عاصمتها مدينة سطيف، وقد تداول عليها كل من السادة محمد بن
    عبدالسلام المقداني، ومحمد الخروبي، ومحمد بن عمر

    العيسوي.


    -
    مقاطعة
    الزيبان
    : عاصمتها مدينة بسكرة، وتعاقب على رئاستها كل
    من
    السادة فرحات بن سعيد، وحسن بن عزوز، ومحمد الصغير بن عبدالرحمان بن احمد
    بن
    الحاج .
    -
    مقاطعة
    الجبال
    : عاصمتها مدينة برج حمزة ( البويرة ) وخليفتها
    السيد
    أحمد بن سالم
    الدبيسي
    .
    -
    مقاطعة الصحراء
    الغربية
    : وخليفتها السيد قدور بن عبدالباقي.
    وهكذا أصبحت مقاطعات
    الدولة في أوج قوتها ثمان، كما هو مبين أعلاه،
    وقسمت كل مقاطعة إلى
    دوائر على رأس كل منها حاكم يدعى" آغا" وقسمت الدائرة إلى
    عدد
    من القبائل، يرأسها ضابط إداري يسمى القائد، وتحت القائد مسؤول آخر هو
    الشيخ، والذي
    يشرف على عشيرة من عشائر
    القبائل
    .
    وهذا التنظيم الدقيق الذي أخذ فيه
    الأمير بعين
    الاعتبار العلاقات البشرية والأوضاع
    الاجتماعية العامة السائدة في ذلك العصر" يكشف
    عن تفهمه لحاجة قومه
    لنظام يكفل لهم الارتقاء من عهد الإقطاع والقبيلة، إلى
    عهد
    التعايش الاجتماعي والالتزام نحو بعضهم ونحو الدولة
    "
    .
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:51

    التربية والتعليمكانت التربية والتعليم هي الشغل الشاغل في سياسة الأمير وكان على يقين بأن حجر الأساس في هذا المجال هو الاهتمام بالكتب والمراجع مهما كانت قيمتها العلمية والأدبية ولذلك"كان يبذل كل غال ونفيس في استحضار الكتب وجلبها من الآفاق، وسواء كان ذلك عنده بالشراء أو النسخ أو النقل، وأصدر في ذلك أمره للجند بالمحافظة التامة على ما يقع بأيديهم من الكتب متوعدا في أمره هذا كل ما يبلغه عنه أنه أهان كتابا أو استنقله أو احتقر شأنه، فإنه كان يعاقب على ذلك عقابا شديدا، وكان يقدم جوائز ومكافآت مشجعة لكل من يأتيه بكتاب أو مؤلف مهما كان نوعه" إدراكا منه لقيمة الكتاب وخاصة في ذلك العهد حيث" الكتب حينئذ قليلة في البلاد"، فمخطوط واحد يلزم لكتابة نسخة واحدة منها عدة أشهر، وهو بالزمن الطويل بالنسبة لدولة الامير التي تعيش صراعا ضد عقارب الساعة.ونجحت هذه السياسة نجاحا عظيما، فجمعت لإمارته الكتب المتنوعة لشتى العلوم، أسس لها مكتبة ضخمة " يسرها لطلاب العلوم والزوايا والمدارس والمساجد، وفرق الجيش وأودع كما هائلا من المخطوطة في حصن " تاقدامت" مع اعز نفائس الدولة ووثائقها واسرارها ."وحرصا من الامير على هذه الكتب والمؤلفات فقد حملها معه لما سقطت تاقدامت بيد العدو - مع عاصمته الجديدة " الزمالة " التي يطير بها ويتنقل بساكنيها من مكان لآخر, الى ان استولى عليها الاستعمار الفرنسي بعد سقوط النمالة...... واختار الأمير لمن يتولى مهمة التربية والتعليم رجالا أكفاء مشهورين بتبحرهم في مختلف العلوم لينشروا رايته، واهتم بأوضاعهم ماديا ومعنويا فعين لهم مرتبات وأجورا حسب مراتبهم، وشجعهم على التأليف والإبداع وعينهم في سائر مدن وقرى الإمارة الفتية، يعلمون الناس ويحببون إليهم العلم والثقافة" وتشجيعيا في طلب العلم واحتراما له، فإن الأمير عبدالقادر أعطى أوامر باحترام المثقفين أينما وجدوا، وأنى كانوا كما أمر بإعفائهم حتى من الضرائب والمطالب على اختلاف أنواعها وأصنافها"بل بلغ من احترام الأمير للعلم وأهله " أن أعفى طلبة العلم من الانخراط في سلك الجندية ليتفرغوا لطلب العلم " وكثيرا ما روت كتب التاريخ التي تناولت سيرته من أنه كان يباشر بنفسه إلقاء الدروس المختلفة في شتى العلوم وهو في حالة حرب ونزال، وبقيت هذه الصفة ملازمة له حتى آخر أيامه.وكان حب الأمير لطلاب العلم وتقديره لهم حافزا قويا لهم في الاجتهاد والجد فانتشر العلم وأقبل عليه الناس أفواجا وازدهرت الحياة العلمية على الرغم من ان طرق هذه التعليم ومراحلها بقيت كما عهدناها في العهد التركي من مرحلة ابتدائية وثانوية وعالية، يتدرج الطالب من مرحلة لأخرى حسب استيعابه وقدرته على التحصيل، متمتعا بكل المزايا المادية والعلمية التي وفرتها الإمارة الفتية لطلاب العلم.كما تطلع الأمير إلى إدخال العلوم الحديثة في مناهج الدراسة ليواكب العصر، كالطب للعناية بالحالة الصحية الشعبية، ففكر في بناء مدرسة عليا للطب تدرس فيها مختلف العلوم التي تتصل بهذه المهنة، ولكن الظروف لم تسمح له بذلك ورغم هذا فإن الأمير قد ابتنى فعلا كما يذكر صاحب تحفة الزائر" مستشفى بكل مقاطعة وزوده بأربعة أطباء مهرة في ذلك العهد، كما أنشأ مستشفيات خاصة لمرضى العساكر وهي من الأمور التي أحدثها الأمير وحاز بها الفضل على من تقدمه من حكام المغرب وأمرائها"
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:54

    تنظيم
    الجيش

    أدرك الأمير أن قوة الدولة تتجلى في القوة
    العسكرية من جيوش وعتاد، فإلى جانب كونها تعطي صورة مهيبة فإنها أيضا
    أداة
    لفرض النظام والأمن في ربوع هذه
    الدولة التي انتشرت بها الفوضى والاضطرابات بعد

    رحيل الاتراك، ظف إلى ذلك أن التنظيم الاجتماعي في الجزائر حين تولى
    الأمير السلطة،
    كان يعتمد أساسا على القبيلة،
    والحمية العصبية فلا يدين الفرد إلا لقبيلته أو

    عشيرته، أما ما يعرف بالوطنية والقومية فقد كان مفهومها غير متقبل أو
    غير متعارف
    عليه، وحتى في حالة الحرب أو
    المنازعات كانت القبائل تجمع أفرادها وفرسانها لتغزو

    بهم
    أو تنال بهم عدوا مهاجما، وفور انتهاء المعركة يعود كل فرد إلى عمله
    المعتاد،
    فلم يكن نظام الجندية مطبقا في
    القبائل


    ولذلك أعطى الأمير هذا الجانب أولويته المستحقة لأنه أدرك
    وللوهلة الأولة بأن سلطانه سيظل دوما عرضة للخطر والزوال، وسينهار مع أول
    مواجهة
    حقيقية مع العدو الفرنسي صاحب
    الجيوش المدربة المنظمة والعتاد الحربي
    الحديث والضباط الكبار
    الأكفاء والجنود النظاميين ذوي الكفاءة العالية تدريبا

    وقتالا، وأن مقاومة المحتل ينبغي أن يعد لها
    العدة الكاملة، وتهيىء لها كل الظروف المادية
    والبشرية، فالقضية أصبحت
    صراعا على البقاء والدوام، واستفاد الأمير من تجارب غيره

    في
    هذا المقام "حيث كانت ثورات القبائل المتفرقة تضع نصب أعينها النضال قبل
    التنظيم
    والإعداد، ولم يستطع زعماؤها أن
    يتجاوزوا حدود القبيلة أو الإقليم" وعليه وبعد عودته من واقعة الدوائر عقد
    مجلسا عموميا من رجال الدولة وأعيان
    الرعية وزعمائها، وخطب فيهم خطبة
    أوضح فيها فوائد العسكر النظامي ومنافعه" وأخبرهم

    أنه
    اعتزم على تنظيم عدد منه كاف، فأجابه الجميع إلى ذلك ووافقوه عليه،
    وطفق
    المنادي ينادي بأعلى صوته في
    الأسواق: ليبلغ الشاهد الغائب أنه صدر أمر مولانا ناصر

    الدين بتجنيد، وتنظيم العساكر من كافة البلاد فمن أراد الدخول تحت
    اللواء المحمدي
    ويشمله عز النظام، فليسارع إلى دار
    الإمارة" معسكر" ليقيد اسمه في الدفاتر الأميرية

    "
    وبهذا بدأ عهد جديد في تنظيم جيش
    تحت لواء الأمير
    عبدالقادر . وبذلك اعتبر الأمير
    المجاهد " أول من كون جيشا وطنيا منظما وموحدا بناه

    من
    العدم وهيأ له الوسائل وأنشأ مصانع تنتج الأسلحة الملائمة مستعينا
    بخبرة
    الإسبانيين والفرنسيين وغيرهم
    "


    تصدى الأمير بنفسه لتدريب وتنظيمه
    والإشراف عليه لما يمثله هذا القطاع من أهمية بالغة فعليه تتوقف قوة
    الدولة وعزتها
    ومناعتها، فلا بد إذن أن يكون
    الإشراف مباشرة من الامير نفسه وهو يعلم الصغيرة

    والكبيرة فيه فقسم جيشه إلى ثلاث فرق:


    فرقة المشاة- فرقة الخيالة- الفرقة الثالثة
    مدفعيون" ووضع دستورا أو قانونا عسكريا" يحتوي على آخر التفاصيل
    المتعلقة
    بالانضباط والرواتب وملابس جنده،
    وكانت هذه التنظيمات تقرأ مرتين في الشهر لمختلف

    الوحدات وكانت تتخللها الوصايا والعهود للسلوك
    الطيب.

    وبتكليف من الأميروضع أحد معاونيه
    رسالة جامعة لكل القوانين والضوابط والنواهي
    والاوامر، وكل ما يتعلق
    بأمور الجند سماها ( وشاح الكتائب وزينة الجيش المحمدي

    الغالب ويليه ديوان العسكر المحمدي الملياني ) استهلها كاتبها بإيراد
    التكليف
    الوارد من الأمير بقوله: " وشاح
    الكتائب وزينة الجيش المحمدي الغائب مما أمر
    بتنفيذه سيدنا ومولانا
    أمير المؤمنين مولانا الحاج عبدالقادر نصره الله آمين" وقد أوضح مؤلف كل ما
    يتعلق بالجند من نظام ولباس وعدة وعتاد وأسماء
    الضباط والقواد والجنود،
    وهي وثيقة هامة لا يستغنى عنها في دراسة الجوانب العسكرية

    لدولة الامير عبدالقادر الجزائري.
    وعن طريق هذه السياسة
    الحكيمة المنتهجة بدأت
    النواة الاولى لجيش نظامي يتشكل من
    أفراد شعب" لم يعرف التجنيد الإجباري حتى أيام
    الحكم التركي، شعب تثور
    طبيعته حتى من مجرد فكرة التجنيد الإجباري".


    كسوة
    الجنود:


    وضع
    الأمير عبد القادر لكل صنف من الجنود نوعا خاصا من اللباس قد يكون من الجوخ
    أو الكتان العادي


    فرئيس العسكر المحمدي , ورئيس الخيالة يختصون بالأحمر


    القاني الجيد

    والسيافون , وكتاب الدرجة الأولى ومعملو الحرب والطنبروجي والخيالة
    يختصون بالأحمر الفاتح من الجوخ المتوسط الجودة


    ورئيس الصف يختص بالغليلة من الجوخ الأسود والسروال الأحمر


    ورئيس الخباء يختص بسروال اسود

    وغليلة حمراء عكس رئيس الصف أما الكتان العادي

    فهو
    لباس سائر جنود العسكر المحمدي الأخرين




    شارات الضباط الجنود
    :




    الآغـــــــة :

    رئيس العسكر
    المحمدي له أربعة علامات من ذهب اثنتان على منكبيه احداهما مكتوب عليها أشهد
    ان لا إله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله


    والأخرى مكتوب
    عليها الصبر مفتاح الفرج


    واثنتان على صدره
    في شكل قمر


    الأولى مكتوب
    عليها لاإله الا الله


    واليسرى مكتوب
    عليها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم


    رئس
    الخيالة


    له علامتان من ذهب
    إحداهما على منكبه الأيمن مكتوب عليها الخيل
    معقود بنواصيها إلى
    يوم القيامة


    والأخرى على
    الأيسرمكتوب عليها


    محمد رسول الله صلى
    الله عليه وسلم


    السياف

    له علامتان من الفضة
    على شكل سيف فوق عضديه


    اليمنى مكتوب
    عليها لا أنفع من التقوى والشجاعة


    واليسرى مكتوب
    عليها ولا أضر من المخالفة وعدم الطاعة




    سياف
    الخيالة


    له علامة واحدة من
    الفضة على عضده الأيسر


    مكتوب عليها أيها
    المقاتل احمل تغنم


    رئيس
    الصف


    له علامة واحدة من
    الفضة على عضده الأيمن مكتوب عليها من أطاع رئيسه واتقى مولاه نال مايرجوه
    ويتمناه


    نائب رئيس
    الصف


    له علامة واحدة من
    الجوخ الأحمر على ساعده الأيمن


    البـــــاش
    كــــــــاتب


    له علامة واحدة من
    الفضة على شكل قمر على ساعده الأيمن مكتوب
    عليها ناصر
    الدين


    رئيس
    الطوبجية


    له علامة واحدة من
    الفضة على كتفه الأيمن في شكل مدفع مكتوب
    عليها وما رميت إذ
    رميت ولكن الله رمى


    يقول تعالى (وأعدوا لهم ما
    استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) سورة الانفال
    آية60 -


    وبطبيعة الحال فلا بد لهذا الجيش الفتي من عتاد وأسلحة حتى يقوم
    بالدور المنوط
    به على أحسن وجه، فلا جيش بلا سلاح
    ومتى كان التسليح والتدريب جيدان فإن الجيش يصل

    إلى
    درجة يمكن الاعتماد عليه داخليا وخارجيا، ولذلك جعل الأمير من تسليح
    الجيش
    مهمة أساسية قام بأعبائها أحسن
    قيام، وطرق كل السبل لتحقيق هذه الغاية النبيلة، فمن

    بين
    الإجراءات الأولى التي اتخذت لحماية عاصمة الدولة الجديدة هي تزويدها
    بالمدافع،
    كما وجه بعثات كثيرة إلى مختلف
    الدول لشراء الاسلحة، اتفاقا مع سياسته التي ترتكز

    على
    الحصول على السلاح من أي جهة وتنويع المصادر فهو يقول في إحدى شاهداته:"
    بالإضافة إلى القوات التي ترسلها إلي القبائل الخاضعة لي،
    وقوات
    حلفاء .... كان لدي مؤخر جيش نظامي
    مكون من ثمانية آلاف جندي (8000)، وألفي فارس أو

    صبائحي و(2240) مدفعاً وكان عندي عشرون مدفع ميدان، دون ذكر مخزن كبير
    من المدافع
    الحديدية والنحاسية التي خلفها
    الأتراك، والتي كان كثير منها في الواقع غير صالح

    للاستعمال".
    كما سعى جهده لاستيراد
    السلاح من الدولة الوحيدة التي عارضت الغزو
    الفرنسي وهي انجلترا،
    ولكنه فشل .


    ونظرا لخطورة تجارة السلاح " فإن
    عبدالقادر لم يسمح لقواته بشراء الأسلحة والذخيرة، وإنما

    حصر
    هذا العمل به وبمن ينتدبه" .

    وسعى جاهدا لبناء
    معامل
    الذخيرة والسلاح، في كل من" معسكر"
    و"تاقدامت" مستعيناً بالخبرة الاجنبية " فجاء
    برجال الصناعة
    الاختصاصيين في عمل السلاح من الخارج فكان منهم الإسبان
    والطليان
    وفرنسيون أيضا وكان الامير يختار
    المواقع الاستراتيجية الحصينة، كاختياره
    " لمليانة" التي بنى بإحدى ضواحيها
    مصنعا هاما لصنع الأسلحة والذخيرة الحريبة، نظرا

    لما
    تتمتع به هذه المدينة من موقع حصين، ومن توفر المادة الأولية بها، بالإضافة
    إلى
    صلابة سكانها وبلائهم في الجهاد، والدفاع عن الوطن وهكذا أوجد الأمير
    صناعة حربية
    محلية، تعتمد على الموارد الذاتية،
    وعيا منه بأن السلاح أداة ضغط، فوجب الاعتماد
    على النفس، وبدأت
    مصانع

    الأمير في انتاج سلاح جزائري خالص ،
    وبالإضافة إلى ماتنتجه المصانع من أسلحة،
    فقد كان جيشه يتسلح بما
    يغنمه من معاركه مع الفرنسيين
    .
    ولانعدام وسائل
    النقل
    المتطورة، في دولة الأمير، اعتمد
    الوسائل التقليدية من بغال وحمير وخيول التي حاول

    عبدالقادر توفيرها لفرسانه فجعل لها نظارة خاصة، ويقول تشرشل على
    لسان
    الأمير : " فقد أعطيت الأمر لخلفائي
    أن يقبل بدل الضرائب والغرامات، المواد
    الاستهلاكية والبغال
    والإبل وبالأخص الخيول، وكنت أستفيد من هذا كله فأركب
    فرساني
    على الخيول وأجعل البغال والإبل
    وسائل النقل" وكان يطبع على كتف خيل الأمير حرف
    (S)وإذا قتل الفرس في المعركة فعلى
    الفارس أن يقطع الحرف من الحصان" ويأخذه إثباتا

    لذلك وفي حال فقدان عدد من الخيول إثر معركة ما، يصار إلى استبدالها
    بأخرى من
    المنطقة التي تحصل فيها
    المعركة."

    ولحكمة القائد المدرب الواعي راح الأمير
    يرتب الجيش ويدربه وينظمه ويسلحه فيحسن تسليحه بقدر ما أتيح له ذلك،
    فأنزل بالعدو
    ضربات موجعة الى أن " لقبه
    الفرنسيون بأبي ليل وبأبي
    نهار"
    ثم إن انتهاج عبدالقادر في تدريبه
    لجيشه لمبادئ قتالية خاصة رأى
    أنها صالحة لجنده، كانت نابعة من
    معرفته بطبيعة البلاد بجبالها ومسالكها فاستفاد من

    هذا، في أن يكون دوما صاحب المبادرة في النزال، ومفاجأة العدو
    ومهاجمته من حيث لا
    ينتظر.
    وقد شابهت معاركه آنذاك
    حرب العصابات الحالية، فنأت عن الحرب النظامية
    واعتمدت أسلوب المباغتة
    والكر والفر بما يلائم قواته، وليس هذا جهلا من الأمير
    بخطط
    المعارك " ولكنه فضل المباغتة
    والكمائن ورفض التقيد بقانون قتال أو تنظيم معين

    "
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:56

    الجانب الإقتصادي




    ا
    هتم
    الأمير بالجوانب الاقتصادية لدولته الفتية" وإشعار الأهالي برحمة الحكم
    الوطني الذي حرموا منه قرونا حتى




    يتحمسوا له ويدافعوا عن كرامتهم التي حققها لهم ذلك الحكم الشعبي النبيل." من




    جهة ومن جهة أخرى سعى الأمير إلى إرضاء ضميره الديني والوطني، لأنه كان ينظر
    إلى




    الإمارة على أنها مسؤولية جسيمة تحملها مكرها لافتقار الشخص الكفء القادر على




    الاضطلاع بها

    .



    فاهتم بالجانب الإقتصادي كماقلنا اهتماما كبيرا لتحسين حياة الشعب،




    وإيجاد الموارد الكافية لدولته، ونصب جهده على تطويره وتذليل العقبات التي
    تواجهه




    ففي ميدان التجارة احتكر عبدالقادر التجارة الخارجية لإمارته وخاصة منها
    الحبوب




    والأصواف بموجب المعاهدات التي وقعها الأمير مع فرنسا، واستعان في هذا المجال
    بخبرة




    اليهود الذين يشهد لهم الجميع بالباع الطويل في هذا المجال
    .






    و أنشأ الأمير دارا لصك النقود وأطلق على عملته اسم




    المحمدية والنصفية، وكتب على وجه المحمدية الآية الكريمة ( إن الدين عند الله




    الإسلام) وكتب على النصفية( حسبنا الله ونعم الوكيل)




    ووعيا منه بأن




    العلاقات الخارجية مع الدول الأخرى تعتبر جانبا هاما لإضفاء الشرعية
    القانونية على




    دولته من خلال الاعتراف الدولي بها فيضع بذلك فرنسا أمام الأمر الواقع خاصة
    وأن




    الظروف آنذاك كانت مهيئة نسبيا أمام الأمير نتيجة للصراع بين مختلف الدول




    الاستعمارية حول مناطق النفوذ، فسعى جهده تآزره في ذلك حنكته السياسية وسلامة




    تفكيره، وقدرته الدبلوماسية على مسايرة الأحداث والتفاعل معها، فأتيح له أن
    يوثق




    صلات دولية واسعة مكثفة ومتعددة ومتنوعة مع كثير من ساسة العالم وقادته
    العسكريين




    والسياسيين والمفكرين، وحظي بالتقدير والإكبار من طرف الجميع فتعددت مراسلاته




    واتصالاته مع الإنجليز عن طريق قناصلها في طنجة ومدريد طالبا التأييد
    والمساعدة،




    عارضا بعض الامتيازات عليهم، لما عرف عن الإنجليز من شدة المنافسة لفرنسا،
    واتبع




    ذلك مع الحكومة الأمريكية طالبا الدعم موضحا لها مواقفه من الاستعمار
    الفرنسي،




    مقابل امتيازات للأسطول الأمريكي، ونفس السبيل سلكه أيضا مع اسبانيا التي
    كانت ترغب




    أيضا في منافسة الدول الاستعمارية الأخرى، ولكن اسبانيا في هذه الفترة لم تكن
    قادرة




    على دخول باب المنافسة لأوضاعها المتردية.





    كما راسل الأمير السلطان العثماني




    عبدالمجيد طالبا يد العون في إطار الأخوة الإسلامية وما تفرضه على المسلمين
    من




    التكاتف والتعاون، كما توسط بعض خلفائه من شرق البلاد بينه وبين دايات تونس،




    فراسلهم وتبادل معهم الهدايا، ونفس الأمر مع سلطان المغرب إذ كانت اتصالاته
    به قوية




    نتيجة للجوار وقوة الوشائج التي تربط الشعبين الشقيقين، وسارت العلاقات مع
    المغرب




    طبيعية إلى أن اضطر السلطان المغربي إلى محاربة الأمير تحت تهديد فرنسا
    .
    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    الأمير عبد القادر Empty رد: الأمير عبد القادر

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة 20 فبراير 2009 - 12:57

    القضاء




    الأمير عبد القادر 40

    دار القضاء في

    الأمير عبد القادر A101

    برنوس الامير



    بعد
    ان تم للأمير تقسيم البلاد إداريا
    أقبل عبدالقادر على الوظائف الشرعية
    ينظمها، فعين في كل منطقة أو دائرة واسعة قاضيا

    عالما يفصل في الأحكام على مذهب الإمام مالك، علما من الأمير بأن
    العدل أساس الملك
    وأن الحق والقانون فوق الجميع، وقد
    وضع شروطا لمن يولى هذا المنصب أهمها أن
    يكون فقيها نزيها،
    مشهودا له بالعفاف،والقيام بأمور الدين
    .
    وحتى يضمن الأمير السير
    الحسن لسلك القضاء، اهتم بالجانب المادي لهؤلاء القضاة وعيا منه
    بمدى
    تأثير المادة على الناس" فجعل لكل
    قاضي مرتبا شهريا محترما قدره 100 دورو (50
    فرنكاً)مضافا إليها
    رسوما يتقاضاها على بعض العمليات التي يقوم بها."

    وقد فصل الأمير بين القضاء
    المدني والعسكري، فجعل لكل قسم قاضيا خاصا يتولى البت في

    القضايا المطروحة أمامه ينتخب لمدة سنة، قابلة
    للتجديد
    .
    ولشدة حرصه على
    السير
    الحسن للعدل في دولته " ألحق بكل
    مجلس إقليمي كاتبين يقوم الأكبر منهما بدراسة
    الفتاوى التي تصدر عن
    القاضي فيبت بالثانوية منها، ويحمل الأساسية إلى معسكر
    للحكم
    فيها " وربط إدارة هؤلاء القضاة
    بمراجعة العلامة قاضي القضاة السيد أحمد بن الهاشمي

    المراحي رئيس مجلسه الخاص.


    كما
    حرص على أن تكون أحكام القضاء المدني والعسكري وفقا

    للشريعة الإسلامية التي جعلها الامير المصدر الأساسي والوحيد لحكم
    دولته فجاءت
    الأحكام مستمدة من الكتاب والسنة
    والاجتهاد، سعيا من الأمير في بعث دولة تذكر الشعب

    بعهود الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، ولتمسح الصورة السيئة لحكم
    الاتراك
    باعتبار أن نجاح الدولة الفتية في
    رأيه لا سبيل إليه إلا بإزالة الفساد
    الموروث " والعمل على تغيير
    العلاقات القديمة، أوعلى الأقل تعديلها بقدر ما تتيح

    بذلك الظروف والإمكانات، فيحقق الشعب الجزائري
    وحدته"


    وقد آتت هذه
    السياسة أكلها فالتف الشعب حول أميره الفتي واجتمع شمل الأمة حول
    منهاج واحد ضاربين
    صفحا عن خصوماتهم ونزاعاتهم، هدفهم
    الوحيد بناء دولة قوية لمجابهة العدو المتربص
    بهم تربص الذئب بقطيع
    الغنم

    .
    وكانت الأحكام القضائية تنفذ في الحال وخاصة إذا
    كانت تتسم بالخطورة كالذنب في حق الوطن، والإدانة في قضايا التعامل مع
    العدو،
    والجوسسة له وخرق الحصار الاقتصادي
    المضروب عليه، وتميزت هذه الاحكام بالشدة
    والصرامة لتكون ردعا
    للغير، وهي غير قابلة للاستئناف" فقد كان المبدأ الذي
    يسير
    عليه الامير في أحكامه " أن من أعان
    العدو بماله أخذ ماله، ومن ساعده بذراعه قطع
    رأسه، ومن فضل الامير
    وعد له أنه متى أشكل عليه الأمر في قضية توقف في إصدار
    الحكم
    بشأنها وكاتب علماء مصر والمغرب
    ليستفتيهم فيها."

    وهكذا بفضل رعايته
    للقضاء
    واهتمامه به وعدم التراخي في تنفيذ
    الأحكام، ساد العدل والأمن سائر أنحاء الإمارة
    وتذوق الشعب حلاوة العيش
    تحت راية حكومة شعبية وطنية، فاختفت الجرائم وهدأت
    الأحوال
    بعد الفوضى التي شهدتها البلاد عقب
    انهيار الحكم التركي بل وفي أيامه
    .


    وإلى جانب ذلك اهتم الأمير بمحاربة الفساد
    الاخلاقي،والآفات
    الاجتماعية فألغى البغاء ومنع شرب
    الخمر وتعاطيها في جميع أنحاء إمارته، كما حرم
    على جنده لعب الورق"
    ومنع على الرجال استعمال الذهب والفضة، إلا في الاسلحة
    وعلى
    الخيول، وأمر بالصلوات الخمس أن
    تكون في الجوامع، وأحدث أمورا محسنات للإمارة
    والمملكة لم تكن
    موجودة."

    فلا عجب إذا بعد هذا أن يرى الشعب مظاهر الامن
    والاستقرار تعم ارجاء الامارة فقد كان دوما يقول : " اعلموا أن
    الغاية الوحيدة
    لقبولي هذا المنصب أن تكونوا آمنين
    على أنفسكم وأعراضكم وأموالكم، مطمئنين على
    بلادكم متمتعين بوظائفكم
    الدينية ولا يمكن أن ابلغ مرادي من ذلك إلا بمساعدتكم

    مالا، ورجالا "

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 10 مايو 2024 - 9:37