منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

أخي الزائر انت غير مسجل يمكنك التسجيل والمساهمة معنا في إثراء المنتدى ...وأهلا وسهلا بك دوما ضيفا عزيزا علينا ...شكرا لك لاختيار منتدانا كما ندعوك لدعوة اصدقائك للاستفادة من المنتدى وإثرائه ..شكرا وبارك الله فيكم جميعا

منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى تلات عبد القادرللعلوم والمعارف والثقافات

منتدى تلات عبد القادر للعلوم والمعارف والثقافات لكل الفئات العمرية والأطياف الفكرية

اخي الزائر شكرا لك على اختيارك لمنتدانا ..كما نرجو لك وقتا ممتعا واستفادة تامة من محتويات المنتدى..وندعوك زائرنا الكريم للتسجيل والمشاركة في إثراء المنتدى ولو برد جميل ...دمت لنا صديقاوفيا..وجزاك الله خيرا.

المواضيع الأخيرة

» آلاف اليهود يدخلون الاسلام سرا
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 17:01 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:48 من طرف Admin

» رسام وشوم في اليابان يزلزل العالم ويعلن إسلامه بعد أن اكتشف سرا خطيرا في ورقة صغيرة
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:47 من طرف Admin

» من الالحاد الى الاسلام
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 13 أبريل 2022 - 16:45 من طرف Admin

» غرداية
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالإثنين 1 نوفمبر 2021 - 14:36 من طرف Admin

» مشاهير دخلوا الاسلام حديثا 13 من مشاهير العالم اعتنقوا الإسلام عام 2020
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 19:09 من طرف Admin

» مشاهير اعتنقوا الاسلام تعرفوا عليهم Celebrities who converted to Islam recognized them
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 18:52 من طرف Admin

» الطريقة الصحيحة للمراجعة لشهادة التعليم المتوسط || الطريق إلى معدل 18 BEM DZ
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:51 من طرف Admin

» طرق المذاكرة للاطفال
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:48 من طرف Admin

» طرق المذاكرة الصحيحة مع الأبناء - 6 طرق ذكية للمذاكرة الصحيحة مع الأطفال
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالثلاثاء 20 أبريل 2021 - 15:45 من طرف Admin

» فيديو نادر: الجزائر قبل 90 سنة
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:34 من طرف Admin

» حقائق حول مقتل محمد شعباني أصغر عقيد في الجزائر-30 يوم تحقيق
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:32 من طرف Admin

» المؤرخ محمد لمين بلغيث يكشف أمور خطيرة عن الحراك و غديري و توفيق
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 18:26 من طرف Admin

» الجريمة السياسية.. اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:46 من طرف Admin

» ذكرى مؤتمر الصومام و جدلية السياسي و العسكري
من كل بحر قطرة ..1 I_icon_minitimeالأربعاء 20 مايو 2020 - 17:39 من طرف Admin

التبادل الاعلاني

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    من كل بحر قطرة ..1

    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    من كل بحر قطرة ..1 Empty من كل بحر قطرة ..1

    مُساهمة من طرف Admin السبت 20 ديسمبر 2008 - 19:44














    إبْلِيسُ
    المَلْعُونُ




    جَاءَ إبلِيسُ إلىَ عِيسَي
    -عَليهِ السَّلام- ، فَقَالَ لَهُ : أَلَستَ تَزْعمُ أنَّهُ لاَ يُصِيبُك إلاَّ
    مَا كَتَبَ الله لَكَ ؟
    قَالَ عِيسَي -عَليهِ السَّلام- : بَلَى
    فَقَالَ إبْلِيس : فَارْمِ بِنَفسِكَ مِن هَذَا الجَبَل ، فَإنَّهُ إنْ قُدِّر
    لَكَ السَّلامُ تَسْلَم
    فَقَالَ عِيسَى -عَليهِ السَّلام- : يَا مَلعُون ، إنَّ الله - عَزَّ وَجَلَّ -
    يَخْتَبِرُ عِبَادَه ، وَلَيسَ لِلعَبدِ أنْ يَخْتَبِرَ الله - عَزَّ وجَلَّ -


    الجَارُ
    المُؤذِى




    ذَاتَ يَومٍ ، جَاءَ رَجُلٌ
    إلىَ رَسُولِ الله (صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم) يَشْكُو إلَيهِ مِن جَارِهِ
    الَّذِي كَانَ كَثِيرًا مَا يُؤذِيهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ (صَلَّى الله
    عَليهِ وسَلَّم) : انْطَلِق ، فَأخْرِج مَتَاعَكَ إلىَ الطَّرِيق
    فَذَهَبَ الرَّجُلُ إلىَ بَيتِه ، وفَعَلَ مَا أمَرَهُ بِهِ الرَّسُول (صَلَّى
    الله عَليهِ وسَلَّم) ، فَأخْرَجَ أثَاثَ بَيتِهِ إلَى الطَّرِيق
    فَاجتَمَعَ النَّاسُ ، فَقَالُوا : مَا شَأنُك ؟
    فَقَالَ لَهُم : إنَّ لِي جَارًا يُؤذِينِي ؛ فَأخَذُوا يَلعَنُونَ ذَلِكَ
    الجَار ، ويَقُولُونَ : اللَّهُم الْعَنه فَلَمَّا عَلِمَ هَذَا الجَارُ
    المُؤذِى بِمَا حَدَث ، ذَهَبَ إلَى جَارِهِ وقَالَ لَه : ارْجَعْ إلَى دَارِك
    فَواللهِ لاَ أُؤذِيك أبَدًا
    وبِذَلِك نَجَحَتْ حِكمَةُ النَّبي (صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم) ، وعَادَ
    الجَارُ المُؤذِى إلَى طَريقِ الحَقِّ والصَّوَاب


    الأَغْنَامُ
    والزَّرْع




    كَانَ لِرَجُلٍ قَطِيعٌ مِنَ
    الأغْنَام ، وذَاتَ يَومٍ دَخَلَتْ هَذِه الأَغْنَامُ حَقْلَ رَجُلٍ آخَر ؛
    فَأكَلَتْ مَا بِهِ مِن حَرْثٍ وَثِمَار، وأَفْسَدَت الزَّرْعَ . فَذَهَبَ
    صَاحِبُ الحَرْثِ إلَى نَبِيِّ الله دَاوُدِ -عَليهِ السَّلام -لِيَحْكُمَ فِي
    أمْرِه ؛ فَحَكَمَ دَاوُدُ -عَليهِ السَّلام- لِصَاحِبِ الحَقْلِ بِأنْ يَأخُذَ
    الأَغْنَامَ نَظِيرَ مَا أُفسِدَ مِنْ حَرْثِه
    فَلَمَّا عَلِمَ ابْنُهُ سُلَيْمَانُ -عَليهِ السَّلامُ- بِذَلِك قَالَ : "
    لَو وُلِّيتُ أمْرَكُمَا لَقَضَيتُ بِغَيرِ هَذَا " ، فَدَعَاهُ دَاوُدُ
    -عَليهِ السَّلامُ- وسَألَهُ : كَيْفَ تَقْضِى بَينَهُمَا ؟
    فَحَكَمَ سَلَيْمَانُ -عَليهِ السَّلامُ- بِأنْ يَأخُذَ صَاحِبُ الحَرْثِ
    الأَغْنَامَ فَيَنتَفِعَ بِمَا تَلِدُ ومَا تُنْتِجُ مِنْ ألْبَانِهَا ،
    ويَأخُذَ صَاحِبُ الأَغْنَامِ الأَرْضَ فَيَزْرَعَهَا ويُصْلِحَهَا حَتَّى
    تَعُودَ كَمَا كَانَت عَليهِ أَوَّلَ مَرَّة ، فَإذَا مَا أَعْطَاهَا كَمَا
    كَانَت ، رُدَّتْ إلَيْهِ أَغْنَامَهُ ، وأَخَذَ صَاحِبُ الحَرْثِ أَرْضَه .
    ورَغْمَ أنَّ حُكْمَ دَاوُدَ -عَليهِ السَّلام- كَانَ صَحِيحًا ، إلاَّ أنَّه
    أُعجِبَ بِحُكمِ ابْنِهِ سُلَيمَان -عَليهِ السَّلام- ، وأَخَذَ بِه


    إبْرَاهِيمُ
    والكَوْكَبُ




    لَمَّا تَأكَّدَ لإبْرَاهِيمَ
    -عَليهِ السَّلام- أنَّ الآلِهَةَ الَّتِي يَعبُدُهَا قَومُهُ مَا هِي إلاَّ
    أصْنَامٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ ، رَاحَ يَبْحَثُ عَنِ الإِلَهِ الحَقِّ
    الَّذِي يَسْتَحِقُّ العِبَادةَ وَحْدَهُ دُونَ غَيْرِه . ونَظَرَ إبرَاهِيمُ
    -عَليهِ السَّلامُ- فِي الكَونِ مِن حَولِهِ ؛ فَلَمَّا رَأَى كَوكَبًا عَالِيًا
    فِي السَّمَاء ، قَالَ : هَذَا رَبِّي
    ولَكِنَّه لاَحظَ أنَّ الكَوكَبَ اخْتَفَى بَعدَ قَلِيلٍ ، فَرَفَضَ أنْ
    يَتَّخِذَ ذَلِكَ الكَوكَبَ إلَهًا ؛ فَالإلَهُ لا يَنْبَغِي أنْ يَغِيبَ عَنِ
    الوُجُودِ أبَدًا . ونَظَرَ إبْرَاهِيمُ -عَليهِ السَّلامُ- إلَى القَمَرِ
    يَتَلألأُ فِي السَّمَاءِ فَظَنَّهُ إِلَهًا، ولَكِنَّهُ رَجَعَ عَنْ ظَنِّهِ
    لَمَّا رَأَى القَمَرَ اخْتَفَى هُوَ الآخَر
    ونَظَرَ إبْرَاهِيمُ -عَليهِ السَّلامُ- إلَى الشَّمْسِ وَهِي سَاطِعَةٌ ،
    ورَآهَا أكْبَرَ مِنَ الكَوكَبِ وَمِنَ القَمَرِ ، فَظَنَّهَا إلَهًا ،
    ولَكِنَّهَا غَرَبَتْ أيْضًا . فَلَمَّا رَأَى اللهُ - تَعَالَى - حِرْصَ
    إبْرَاهِيم عَلَى التَّعَرُّفِ عَلَيْهِ ، أوحَى إلَيهِ وعَرَّفَهُ بِنَفْسِهِ ،
    فَآمَنَ إبْرَاهِيمُ -عَليهِ السَّلامُ- بِاللهِ رَبِّ العَالَمِين


    هَادِى
    الطَّريقِ




    لماَّ خَرَجَ رسُولُ اللهِ
    صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم مُهاجِرًا ومَعَهُ صاحِبُهُ أبِو بكرٍ - رَضِىَ
    اللهُ عَنْهُ - سَلَكَا طَريقًا غَيرَ الَّذِي اعْتَادَ النَّاسُ السَّفَرَ
    مِنْهُ ، إِلَى المدِينَة . فاتَّجَهَا نَحوَ السَّاحِلِ فِي الطَّريِقِ
    المُؤَدِّى إِلىَ الْيَمَنِ ، وأَخَذَ أًبُو بكرٍ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ -
    يَسِيرُ أَمَامَ النَّبَيِّ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم ، فَإِذَا خَشِيَ أَنْ
    يَهْجِمَ عَلَيِه عَدَوٌّ مِن خَلْفِهِ سَارَ وَرَاءَهُ ، حتَّى وَصَلاَ إِلَى
    المدِينَةِ سَالميْنِ. وكَانَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - تَاجِرًا
    مَعْرُوفًا ، يَطُوفُ الِبلادَ ، وَيتَعَامَلُ مَعَ النَّاسِ
    فكَانَ إِذَا لَقِيَهُ النَّاسُ عَرَفُوهُ ، وسَأَلُوهُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي
    يَسيرُ مَعَهُ. وكانَ أَبُو بكرٍ - رَضِىَ اللهُ عنْهُ - لاَ يُريدُ أَنْ
    يُخْبِرَ أَحَدًا بحَقِيقَةِ صاحِبِهِ قَبْلَ الْوُصُولِ إلى المدينَةِ وكانَ
    لاَ يُحِبُّ أَنْ يَكْذِبَ ، فَكَانَ يَقُولُ : هَادٍ يَهْدِينِي . يَقْصِدُ
    الهُدَى فِي الدِّين ، بَيْنَما يَحسبُهُ السَّائلُ دَليلاً يَدُلُّهُ عَلَى
    الطَّرِيق


    بِئْرُ
    الجَنَّةِ




    كَانَ في الْمِدينِة بِئرُ
    مَاءٍ تُسمَّى ( رُومَة ) ، وكَانَ صاحِبُهَا يَبِيعُ مَاءهَا لِلْمُسلِميِن
    .وَذَاتَ يَومٍ ، قَالَ الرَّسُولُ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم لأصحَابِهِ :
    " مَنْ يَشْتَرى رُومَةَ فَيَجْعَلهَا للْمُسْلِمِينَ ، وَلَهُ بِهَا
    مَشْرَبٌ فِي الجَنَّةِ ؟ "
    ولما سَمِعَ عُثْمَانُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - كَلامَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَبَ مِنْ صَاحِبِ البِئْرِ أنْ يَبِيعَهَا لَهُ . فقَالَ
    صَاحِبُ الِبئْرِ : أبيعُ نِصْفَ البِئْرِ. وخَيَّرَ عُثْمَانَ رَضِىَ اللهُ
    عَنْهُ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ لكُلِّ وَاحدٍ منْهُما حقُّ اسِتعْمَالِ الِبئرِ
    يومًا مُسْتَقِلاًّ ، أو أَنْ يَضَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دَلْوًا خَاصًّا
    عَلَى الِبئْرِ
    فَكَّرَ عُثمانُ - رَضِىَ اللهُ عَنهُ - قَلِيلاً ثُمَّ رَأَى بِذَكائِهِ
    أَنَّهُ إِذَا اخْتَارَ يومًا مُسْتَقِلاًّ فإنَّ ذَلِكَ يَكُونُ أَنْفَعَ
    لِلْمُسْلِمِينَ فاخْتَارَ يَومًا . فَكَانَ المسْلِمونَ يأخُذُونَ مَا
    يَكْفِيهِم مِنَ الَماءِ في يومِ عُثمانَ بلاَ مُقَابِلٍ ويَسْتَغْنُونَ عَنِ
    الْيَومِ الآخَرِ
    فلمَّا رَأَى صاحِبُ البِئْرِ ذَلِكَ ذَهَبَ إِلى عُثْمَانَ وقالَ لَهُ :
    أفْسَدْتَ عَلَىَّ بِئْرِي ، فاشْترِ النِّصْفَ الآخَر
    فاشْتَرَاهُ عُثْمَانُ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - وَوَهَبَهُ لِلْمُسْلِمِينَ


    الصحابيُّ
    الْكَرِيمُ




    دخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ
    (صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم) رَجُلٌ تَبْدُو عَليهِ آثارُ السَّفَرِ ، فَقَالَ
    : يَا رَسُولَ اللهِ ، أصَابَنِي الجَهْدُ . فأرْسَلَ الرَّسُولُ صَلَّى الله
    عَليهِ وسَلَّم إِلَى أُمَّهَاتِ المُؤمِنِينَ يَسألُهُنَّ عَن طَعامٍ لِهَذا
    الضَّيْفِ المجُهَدِ ، فلمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا
    فقَالَ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم : أَلاَ رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ يَرحَمُهُ الله ؟

    فقَامَ أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - وقَالَ : أَنَا
    يَا رَسُولَ اللهِ ، فَذَهَبَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى امْرَأتِهِ ، وسَأَلَهَا
    عَنْ طَعَامٍ للضَّيْفِ ، فأخْبَرَتْهُ أنَّهَا لاَ تَمْلُكُ إلاَّ طَعَامَ
    أطْفَالِهَا . فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ : إذَا أَرادَ الصِّبْيَةُ العَشَاءَ
    فَنَوِّميهِم ، وأحْضِرِي الطَّعَامَ ، وأطْفِئِي السِّرَاجَ
    فَأحْضَرَتْ زَوْجَتُهُ الطَّعَامَ وأطْفَأتِ السِّرَاجَ ، وجَلَسَا مَعَ
    الضَّيْفِ لا يأْكُلاَنِ فَأَكَلَ الضَّيْفُ حَتَّى شَبِعَ . وبَاتَ أبُو طَلحَة
    وزوجَتُهُ وأطْفَالُهُمَا جوعى . وأخبرَ اللهُ نبيَّهُ بِمَا حَدَثَ ، فسُرَّ
    (صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم) ، وأخْبَرَ أَبا طَلْحَةَ بِرِضَا اللهِ - عزَّ
    وَجَلَّ - عَنْ فِعْلِهِ هُوَ وزَوْجَتِهِ


    مَشُوَرَةُ
    أُمِّ سَلَمَة




    في العامِ السَّادسِ
    للْهِجْرَةِ تَوَجَّهَ الرَّسُولُ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم وأصْحَابُهُ إِلَى
    مَكَّةَ لأدَاءِ اْلعُمُرَةِ ، فَمَنَعَهُم المشْرِكُونَ مِنْ دُخُولِ مَكَّة
    وَعَقَدُوا مَعَهُم صُلحَ الْحُدَيْبِيَة ، وَكَانَ مِن شُرُوطِهِ أَلاَّ
    يَدخُلَ المسْلِمُونَ مَكَّةَ هَذَا العَام ، عَلَى أَنْ يَأتُوا لأدَاِء
    الْعُمْرَةِ في العَامِ التَّالي
    أَمَرَ النَّبِيُّ (صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم) أصْحَابَهُ أَنْ يَنْحَرُوا
    أنْعَامَهُم ، ويَحْلقُوا رُءُوسَهُم ، حتَّى يَتَحَلَّلُوا مِنْ إِحْرَامِهِم
    وَيَعُودُوا إِلَى الْمدِينَة. فَتَكَاسَلَ الصَّحَابَةُ عَنْ تَنْفِيذِ
    الأَمْرِ رَغْمَ تِكْرَارِهِ مِنَ النَّبيِّ (صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم) .
    لأنَّهُم كَانُوا غَاضِبِينَ مِنَ الصُّلْحِ
    فَعَادَ النَّبِيُّ إِلَى زوْجَتِه أُمِّ سَلَمَةَ في خَيْمَتِهَا وَهُوَ
    حَزِينٌ ، وَذَكَرَ لَهَا مَا حَدَثَ . فَقَالَتْ : يَا نَبيَّ اللهِ ،
    أَتُحِبُّ ذَلِكَ ؟ اخْرُجْ ، ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُم كَلِمةً
    حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ( إِبِلَكَ ) ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ.
    فَخَرَجَ صَلَّى الله عَليهِ وسَلَّم فلَمْ يُكلِّمْ أَحَدًا ، ونَحَرَ وحَلَقَ
    فَلَمَّا رَأَى الصَّحَابَةُ ذَلِكَ فَعَلُوا مِثْلَهُ


    سَيْفُ
    الله




    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    من كل بحر قطرة ..1 Empty رد: من كل بحر قطرة ..1

    مُساهمة من طرف Admin السبت 20 ديسمبر 2008 - 19:48




    في غَزْوةِ مُؤْتَة ،
    اسْتُشْهِدَ القَادَةُ الثَّلاثَةُ الَّذِيِنَ عَيَّنهُم النَّبيُّ (صَلَّى الله
    عَليهِ وسَلَّم) ، فاتَّفَقَ المسْلِمونَ عَلَى أَنْ يَتَولَّى خَاِلدُ بنُ
    الوَلِيد - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - قِيَادَةَ الجَيْشِ
    فَلَمَّا تَوَلَّى خَالدٌ - رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - القِيَادةَ فَكَّرَ فِى
    حِيلةٍ لِيَنْجُوَ بِالجَيْش؛ لأنَّهُ لاَ يُمْكِنُهُ التَّغَلُّبُ عَلَى
    قُوَّاتِ الرُّومِ الكَثِيرةِ بِهَذا العَدَدِ القَلِيلِ منَ الْمُسْلِمِين
    فغَيَّرَ أَمَاكِنَ الجُنُودِ ، وأَمَرَ بعضَ الكَتائِبِ أَنْ تَبْتَعِدَ عَنْ
    سَاحَةِ القِتَال ، ثُمَّ يَأتُوا مُنْدَفِعينَ أَثنَاءَ المعْرَكَةِ وَهُم
    يُكَبِّرُونَ ، وُيثِيرُونَ التُّرابَ بِخُيُولِهِم
    ?وَفِى الصَّباحِ فُوجِئَ جنودُ الرُّومِ بِوُجُوهٍ جَدِيدَةٍ مِنَ الجُنُودِ
    المسلِمِينَ لَمْ يَرَوْهَا مِنْ قَبلُ في الأيَّامِ الماضِيَةِ
    ثُمَّ جَاءَتِ الْكَتَائبُ الأُخْرَى فظَنَّهَا الرُّومُ مَدَدًا لِجَيشِ
    المُسْلِمِين، فَدَبَّ الرُّعْبُ في قُلُوبِهِم
    وِفِى اللَّيْلِ سَحَبَ خَالدٌ - رَضِى اللهُ عَنْهُ - جَيْشَهُ مِنَ المعْرَكةِ
    تَدرِيجيًّا حتَّى لاَ يُلاحِقَهُم الرُّومُ
    وهَكَذا اسْتَطَاعَ خالدُ بنُ الوَليِدِ بِذَكَائِهِ أنْ يُنْقِذَ جَيْشَ
    المسْلِمِينَ مِنْ قُوَّاتِ الرُّومِ وَلِذَلِكَ كَانَ جَدِيرًا بِأنْ يُطْلَقَ
    عَلَيْهِ سَيْفُ اللهِ





    طَلبَبعضُ النَّاسِ إلَى الإِمَامِ
    الشَّافِعِي أنْ يَذكُرَ لَهُم دَلِيلاً
    عَلَى
    وُجُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَفَكَّرَ لَحظَة ، ثُمَّ قَالَ لَهُم
    : الدَّلِيلُ
    هوَ وَرَقة التُّوت . فتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ هَذهِ
    الإِجَابَة
    ، وتَسَاءلُوا : كيفَ تكونُ وَرَقةُ التُّوتِ دَلِيلاً عَلَى
    وُجُودِ الله ؟فقَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ : " وَرَقَةُ
    التُّوتِ طَعمُهَا وَاحِد ؛
    لكِن إِذَا أَكَلَهَا دُودُ
    القَزِّ أَخرجَ حَرِيرًا، وإذَا أَكَلَهَا
    النَّحلُ
    أَخرجَ عَسَلاً ، وإذا أكَلَها الظَّبْيُ أخرجَ الِمسكَ ذَا
    الرَّائِحِة الطَّيِّبَةِ . فَمَن الذي وَحَّد الأَصلَ وعدَّد
    المخَارِجَ ؟
    إنَّهُ اللهُ - سُبحَانهُ وتَعَالىَ - خَالقُ
    الكَونِ العَظِيم
    الرَّجُلُ الْمُجَادِلُ


    فييومٍ مِنَ الأَيَّام ، ذهَبَ
    أَحدُ المُجَادِلين إلَى الإِمَامِ
    الشَافِعِي
    ، وقَالَ لَهُ : كيفَ يكُون إِبليس مَخلُوقًا مِنَ النَّار ،
    وَيُعذِّبُهُ اللهُ بالنَّار ؟فَفَكَّرَ الإِمَامُ الشَّافِعِي قَليلاً ،
    ثمَّ أحضَرَ قِطعةً مِنَ الطِّينِ الجَاف ، وقَذَفَ بِهَا الرَّجُل
    فظَهَرَتْ عَلَى وجْهِهِ عَلامَاتُ الأَلَمِ
    والْغَضَبِ
    فقَالَ لَهُ : هَل أَوْجَعَتْك ؟ قال : نَعَم
    ، أَوجَعَتْنِي
    فقَالَ الشَّافِعِيُّ : كَيفَ تَكُونُ
    مَخلُوقًا مِنَ الَطّينِ وَيُوجعُكَ الطِّين؟
    فَلَمْ يَرُد الرَّجُلُ وفَهِمَ مَا
    قَصَدَهُ الإِمَامُ الشَّافِعِي ،
    وأَدْركَ
    أَنَّ الشَّيْطَانَ كَذَلِك : خَلقَهُ اللهُ - تَعَالَى - مِنْ
    نَار ، وَسَوفَ يُعذِّبُهُ بالنَّار الشَّكَّاك


    جَاءَ أَحدُ الُمتَشَكِّكِين إلَى مَجْلِسِ الْفَقيِه ابنِ عَقيِلفلَمَّا جَلسَ ، قَالَ لِلْفَقِيه : إِنِّي
    أَنْغَمِسُ في الماءِ مَرَّاتٍ
    كَثِيرَة
    ، ومَعَ ذَلِك أَشُكُّ : هَلْ تَطَهَّرْتُ أَم لاَ ، فَمَا
    رَأيُك في ذَلِك ؟ فقَالَ ابنُ عَقيِل : اذْهَب ، فَقد سَقَطَتْ
    عَنْكَ
    الصَّلاَة . فَتَعجَّبَ الرَّجُلُ وقَالَ
    لَه : وَكَيفَ ذَلِك ؟
    فَقَاَل ابنُ عَقِيل : لأِنَّ النَّبِي صلى
    الله عليه وسلم قَال

    :
    رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةالمْجُنونُ حتىَّ يفِيق ، والنَّائِمُ حتَّى
    يَستِيقِظ ، والصَّبِيُّ حتَّى يَبلُغ
    وَمَنْ يَنغَمِسُ في المَاِء مِرَارًا - مِثلكَ
    - ويَشُكُّ هَل اغتَسَلَ أَمْ لاَ ، فَهُوَ بلاَ شَكٍّ مَجْنُون
    الخَلِيفةُ الحَكِيم


    كانَعُمَرُ بنُ عَبدِ العَزِيزِ - رَضِىَ
    اللهُ عَنهُ - مَعْرُوفًا
    بالحِكْمَةِ والرِّفْقِ ، وَفِى
    يَومٍ مِنَ اْلأَيَّام ، دَخَلَ عَلِيِه
    أَحدُ
    أَبنَائِه . وقَالَ لَه : يَا أَبتِ ! لِمَاذَا تَتَسَاهَلُ في
    بَعضِ الأُمُور ؟فَواللهِ لَو أَنِّي مَكانَكَ مَا خَشِيتُ في
    الحَقِّ
    أَحَدًا . فقَالَ الخَلِيفةُ لابْنِهِ : لاَ
    تَعْجَلْ يَا بُنَىَّ ؛
    فَإنَّ اللهَ ذَمَّ الخَمْرَ في
    القُرآنِ مَرَّتَين ، وَحَرَّمها في
    المرَّةِ
    الثَّالِثَة
    وَأَنا أَخَافُ أَنْ أَحْمِلَ النَّاسَ
    عَلىَ الحَقِّ جُملَةً فَيدْفَعُوه
    ( أَيْ أَخَافُ أَنْ أُجْبِرَهُم
    عَلِيهِ مَرَّةً واحِدَةً فَيَرْفُضُوه
    ) فَتَكُون فِتْنَةٌفَانصَرفَ الابِنُ رَاضِيًا بَعْدَ أَن
    اطمَأَنَّ لِحُسنِ سِيَاسَةِ
    أَبِيه ، وعَلِم أَنَّ رِفقَ
    أَبِيهِ لَيسَ عَن ضَعفٍ ، ولَكنَّه
    نَتِيجَةُ
    حُسْن فَهْمِهِ لِدِينِه
    الكَنْز



    اشتَرَىرجلٌ بيتًا ليسكنَ فِيه، وبَدأ
    يحفرُ فِيهِ لعَمَلِ بَعضِ الإصْلاحَاتِ
    والتَجْدِيدَات
    ، فعَثَرَ علَى صُنْدُوقٍ مَلِيءٍ بالذَّهَبِ والأمْوَال
    . فَأخَذَ الرَّجُلُ الصُّندُوقَ
    ،وذَهَبَ بِهِ إلىَ الرَّجُلِ الَّذِي
    بَاعَ
    لَهُ البَيْتَ، وقَالَ لَه : يَا أخِي ! خُذْ هَذا الصُّنْدُوقَ ،
    فَقَدْ وَجدتُهُ في البَيتِ الَّذِي اشتَرَيتُهُ مِنْكَ، فَهُوَ
    مِنْ
    حَقِّكَ ؛لأنِّي اشتَرَيْتُ مِنكَ البَيْتَ
    وَلمْ أشتَرِ الذَّهَبَ
    فَقَالَ بَائِعُ البَيتِ : لاَ
    يَا أَخِي . إنمَّا بِعتُ لَكَ البَيتَ
    بِكُلِّ
    مَا فِيه . وَظَلَّ كُلٌّ مِنهُمَا يَرفُضُ أنْ يَأخُذَ الكَنْزَ
    ، فَاتَّفَقَا عَلَى
    أنْ يَذْهَبَا إِلَى القَاضِي . تَعَجَّبَ القَاضِي
    مِنَ
    الرَّجُلَيْنِ ،وقَالَ لَهُمَا: هَلْ عِنْدَكُمَا أَولاَدٌ ؟
    فَقَالَ أحَدُهُمَا : عِنْدِي بِنْتٌوَقَالَ الآخَر : عِنْدِي وَلَدٌفَقَالَ القَاضِي : زَوِّجَا الوَلَدَ
    البِنتَ ، وأنفِقَا عَلَيهِمَا مِنَ
    الكَنْزِ
    ، فَوَافقَ الرَّجُلانِ عَلَى هَذا الحُكْمِ الذَّكِي
    الشَّجَرَةُ الْبَعِيدَةُ


    ذَهَبَرَجُلٌ إلَى بَيْتِ صَدِيقٍ
    لَهُ فَلَم يَجِدْهُ ، فَأخَذَ يَبْحَثُ
    عَنْهُ
    ، حَتَّى وَجَدَهُ جَالِسًا تَحتَ شَجَرةٍ خَارِجَ البَلدَة ،
    فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ نَوَيْتُ السَّفَرَ ؛ فَخُذْ هَذَا المالَ
    أمَانَةً
    عِندَكَ حَتىَّ أرْجِعَوَبَعدَ فَترةٍ عَادَ الرَّجُلُ مِن سَفَرِه
    ، فَذَهَبَ إلَى صَاحِبِهِ ، وَطَلَبَ مِنْهُ المَالَ، فَأنْكَرَهُ
    فَشَكَاهُ الرَّجُلُ إلَى القَاضِي . فَأحْضَرَ
    القَاضِي الصَّدِيقَ
    وَسَألَهُ ؛فأنْكَرَ وادَّعَى
    أنَّه لا يَعْرِفُ هَذه الشَّجَرَةَ
    . فَفَكَّرَ القَاضِي ، ثمَّ
    قَالَ لِلشَّاكِي
    اذْهَبِ الآنَ إلَى تِلكَ الشَّجَرَةِ ،
    لَعَلَّكَ قَدْ دَفَنْتَ المَالَ
    تَحتَهَا،
    وَسَوْفَ يَجْلِسُ صَدِيقُكَ بِجِوَارِي حَتىَّ تَرْجِعَ
    وَبَدَأ القَاضِي يَنْظُرُ فِي قَضَايَا
    أخْرَى ، وفَجْأَة نَظَرَ إلَى
    الخَصْمِ
    الجَالِسِ بِجَانِبِهِ وَسَألَهُ تُرَى هَل وَصَلَ صَاحِبُكَ
    إلَى الشَّجَرَةِ ؟ فَقَالَ الخَصْمُ : لا ؛ فَالمَكَانُ بَعِيدٌ . فَقَالَ
    القَاضِي : إذَنْ. فَأنْتَ تَعْرِفُ مَكَانَ الشَّجَرَةِ ، وَقَد
    أخَذْتَ المَالَ مِنهُ . فَاعتَرَفَ الرَّجُل ، فَأمَرَهُ
    القَاضِي أنْ
    يَرُدَّ المالَ لِصَاحِبِه ،
    وَعَاقَبَهُ عَلَى خِيَانَتِهِ
    الحِيلةُ الذَّكِيَّةُ


    تَرَكَشَابٌّ مَالَهُ وَدِيعَةً
    وَأمَانَةً عِنْدَ رَجُلٍ ،فَلَمَّا احتَاجَ
    الشَّابُّ
    إلَى مَالِه، ذَهَبَ لِلرَّجُلِ وَطَلَبَهُ مِنهُ ، فَرَفَضَ
    الرَّجُل ، وَأنكَرَ أنَّهُ أخَذَ مِنْهُ شَيْئًافَشَكَا الشَّابُّ إلَى القَاضِي إيَاس
    ،فَطَلَبَ مِنهُ القَاضِي أَلاَّ يُخبِرَ أحَدًا بِالأَمْرِ
    وَفِى اليَوْمِ التَالِي ، أرْسَلَ القَاضِي
    إلَى الرَّجُلِ ، فَلَمَّا
    حَضَرَ قَالَ لَهُ : لَقَد
    عَرفْتُ أنَّكَ رَجُلٌ أَمِينٌ . وَعِندِي
    مَالُ
    أيتَامٍ أُريدُ أَن أعْطِيَهُ لَكَ كَوَدِيعَةٍ وَأمَانَةٍ
    ،فَأَمِّنْ بَيتَكَ ،
    وأَحْضِرْ مَعَكَ مَنْ تَثِقُ فِيهِ ؛ لِيَحْمِلَ
    مَعَكَ
    هَذِه الأمْوَالَ . وَبَعدَ أنْ خَرَجَ الرَّجُلُ وَهُوَ سَعِيدٌ ،
    أَرْسَلَ القَاضِي إلَى الشَّابِّ ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ لَهُ :
    اذهَبِ
    الآنَ إلَى الرَّجُلِ ، واطْلُبْ مِنهُ
    أَمْوالَكَ ، فَإنْ رَفَضَ قُلْ
    لَهُ :
    سَأشْكُوكَ إلَى القَاضِي إيَاس
    فَذَهَبَ الشَّابُّ مُسرِعًا إلَى الرَّجُلِ
    ، وَطَلَبَ المَالَ ،
    فَرَفَضَ ، فَقَالَ لَهُ
    الشَّابُّ : سَأشْكُوكَ إلَى القَاضِي إيَاس
    فَقَامَ الرَّجُل ، وَأحضَرَ الأمْوَالَ
    وَأعْطَاهَا لَهُ .وَهَكَذَا نَجَحَت حِيلةُ القَاضِي واستَردَّ الشَّابُّ
    أَموَالَهُ
    الحُكْمُ السَّرِيعُ



    Admin
    Admin
    المشرف العام
    المشرف العام


    عدد المساهمات : 5500
    تاريخ التسجيل : 17/06/2008

    من كل بحر قطرة ..1 Empty رد: من كل بحر قطرة ..1

    مُساهمة من طرف Admin السبت 20 ديسمبر 2008 - 19:49

    كَانَالقَاضِي إيَاسُ بنُ مُعَاويَةَ
    مَشهُورًا بِالذَّكَاءِ وَالفِطنَةِ ،
    وَكَانَ
    بَعضُ النَّاسِ يَحسِدُونَهُ عَلَى مَكَانَتِهِ ، وَعُلُوِّ
    قَدْرِِهِ ، فَحَاولُوا أنْ يُشكِّكُوا فِي قُدرَاتِهِفَقَالُوا : إنَّ فِيهِ عَيبًا كَبِيرًا لا
    يَنْبَغِي أنْ يَتَّصِفَ بِهِ
    القَاضِي
    ، وَهَذَا العَيْبُ هُوَ تَسَرُّعُهُ فِي الحُكْمِ بَيْنَ
    النَّاسِفَلَمَّا عَلِمَ إيَاسُ بِمَا يَقُولُ
    هَؤلاَء النَّاس ،استَدعَاهُم ،وَأجلَسَهُم فِي مَجلِسِهِ ، وَرَحَّبَ بِهِم
    .
    وَفِي وَسَطِ المَجْلِس ، فَاجَأ إيَاسُ
    الجَمِيع ، وَمَدَّ إحدَى يَدَيه
    ، وَسَأَلَهُم : كَمْ عَددُ هَذهِ الأصَابِع
    ؟ فَقَالُوا عَلَى الفَورِ
    : خمَسَةٌ . فَقَالَ : لِمَ
    تَسرَّعتُم فِي الإِجَابَة ؟! وَلِمَ لَمْ
    تَقُولُوا
    وَاحِد . اثنَان. ثَلاَثَة … وبِذَلِك تَكُونُونَ قَد أبْطَأتُم
    فِي حُكمِكُم وَتَريَّثْتُم ؟فَقَالُوا : ولِمَ نُبْطِئ فِي عَدِّ شَئٍٍ
    عَرَفنَاه
    فَقَال : وهَكَذَا أنَا ؛ لاَ أؤخِّرُ
    شَيئًا قَد تَبيَّنَ لِي فِيهِ الحُكم
    الكَاذِبُ الفَصِيحُ


    جَاءَرَجُلٌ
    إلَى أحَدِ القُضَاةِ ، وقَالَ لَهُ : تَرَكْتُ مَالِي عِندَ أحَدِ
    أصْحَابِي
    ، فَلَمَّا طَلَبْتُهُ مِنْهُ قَالَ لِي : لَيسَ لَكَ عِندِي
    شَيءٌفَأمَرَ القَاضِي بِإحضَارِ المُتَّهَم ، فَلَمَّا حَضَرَ ظَلَّ
    الشَّاكِي
    يَقُولُ لِلقَاضِي : أُقسِمُ
    بِاللهِ أنَّ مَالِي عِندَهُ وَدِيعَة
    فَتَعَجَّبَ القَاضِي مِنَ الرَّجُل ؛ لأنَّهُ أَقسَمَ بِاللهِ
    دُونَ أنْ
    يُطلَبَ مِنهُ، وَأحسَّ
    بِكَذِبِ هَذَا الرَّجُل فِي ادَّعَائِه
    فَفَكَّرَ القَاضِي قَلِيلاً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : بَل قُلْ : أُقسِمُ
    بِاللهِ أنَّ نُقُوديَ عِندَ هَذَا الرَّجُلِ وَدِيعَة
    فَارتَبَكَ الرَّجُل ، وَتَردَّد ،وهَكَذَا فَهِمَ القَاضِي
    الذَّكِي
    حِيلةَ الرَّجُل ،لأَنَّهُ قَال
    : مَالِي عِندَهُ وَدِيعَة. وَهَذَا
    الكَلامُ
    يَحتَمِلُ مَعنَيَين
    المعْنَى الأولُ هُوَ : لَيسَ لِي عِندَهُ مَالوالمعْنَى الثَّانِي هُوَ : مَالِي قَد أخَذَهُ هَذَا الرَّجُلُ
    وَدِيعَة . فَعَاقَبَهُ القَاضِي عَلَى كَذِبِهِ وَافْتِرَائِه

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 17 مايو 2024 - 12:08